رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
شهدت اسطنبول ـ التي كانت حاضرة الخلافة سابقا لقرون والتي قال في شأنها نابليون بونابرت: لو خيرت أن أجعل عاصمة للعالم لجعلتها اسطنبول ـ حراكا مميزا الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع حيث تداعى العلماء والمفكرون والمدافعون عن حقوق الإنسان إلى مؤتمرين مهمين عقدا في سياق المواجهة العامة والخاصة والمشاركة الفاعلة للشعب السوري الجريح ضد الظلم والاستبداد اللذين لم يعودا خافيين على أحد في هذا العالم اللهم إلا من أراد أن يحجب الحقائق فيغطي الشمس بغربال وهو يعرف أنه مخادع منافق، أما المؤتمر الأول فكان من إعداد علماء المسلمين من السوريين وغيرهم حيث حضر وشارك العديد من الجنسيات الأخرى العربية والإسلامية نصرة لإخوانهم المظلومين في الشام، وخرج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية بارزة أهمها التمسك بسلمية الثورة ورفض التدخل العسكري الخارجي والتأكيد على وجوب المظاهرات والنهي عن التخلف عنها إلا لعذر شرعي أو واقعي مقبول، والإهابة بالجيش السوري أن يظل حاميا لحدود الوطن من الأعداء، حيث مكانه الطبيعي لا أن يقمع الشعب الذي بناه من قوته وماله والترحيب بل الدعوة إلى أي انشقاق عنه كما فعل الضباط الأحرار، ثم أخيراً فضح الدور الخياني الذي تمارسه إيران وما يسمى حزب الله من الوقوف مع الظالم ضد المظلوم ومع الجلاد ضد الضحية حقدا وتجبرا واحتقارا لإرادة شعبنا البطل الذي ضرب ويضرب أروع الأمثلة في مقاومة العصابة الفاشية التي أذلت، ومازالت هذه الجماهير هي وحدها قوة الممانعة لبناء الذات لا من يهدمون البلاد ويقتلون العباد باسم المقاومة والممانعة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) "الكهف".
وأما المؤتمر الثاني فهو ملتقى الإنقاذ الوطني الذي ضم أطياف شعبنا العظيم وقد تم فيه بعد تعثر نتيجة التراكمات التي لم يكن أحد متسببا في تداعياتها إلا هذا النظام الوحشي الرعيب – نعم تم في نتائجه اختيار قائمة توافقية تكون لجنة أو هيئة رسمية منتخبة من أعضاء هذا المؤتمر الذي عقد في ظروف استثنائية في دمشق واسطنبول والذي ارتكبت العصابة المجرمة إبان انعقاده في القابون بدمشق مجزرة رهيبة راح ضحيتها خمسة عشر شهيدا وجرح العديدون وهدد صاحب الصالة التي كان سيعقد فيها المؤتمر مما دعا المنظمون إلى إلغائه صونا للدماء ولكن الإباء الشامي قال لا رغم ذلك وتحدث عدد من الأعضاء من العاصمة لحاقا بأبنائهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم وقالوا لابد للمداد أن يتبع الدماء وإن كل حر في سوريا إنما هو مشروع شهيد فشكرا جزيلا لمؤتمر الإنقاذ ممثلا برئيسه شيخ الحقوقين الرجل المجاهد السيد هيثم المالح وشكرا لمؤتمر العلماء ورابطة العلماء السوريين التي دعت المشاركين وكانت سببا مباشرا في نجاحه والحمد لله.
وإذا كان من طبيعة مجريات الحياة أن الإنسان لا يكاد يهب عليه نسيم الفرح والسرور إلا ويلفحه الكدر مرة بعد مرة فإننا كنا في غاية الحزن لما سمعنا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدى زيارته الرئيس السوري بشار الأسد وقيادته يعرب عن امتنانه لمقابلة هؤلاء ويصرح أنه لا يمكن لأحد أن ينزع شرعية أي رئيس، مؤيدا لبقاء بشار الذي امتدحه في دمشق وكرر لدى زيارته إلى دولة قطر مساندته للإصلاح في سوريا، مبينا أنه قرأ في صحيفة البعث السورية التنويه بذلك في عشرين موضعا، ولكنه ألمح كأن خطابه هذا هو الممكن أو هو ما يجب أن يصرح به أي للذي يفهم فحوى الكلام أنه مكلف بذلك.
وعلى أي حال فما نظن أن نبيل العربي كان نبيلا في تناسي مأساة شعبنا السوري البطل الذي أصبحت أخبار ثورته ملء السمع والبصر، ولكن طبعا لم يسمع سماع إنسانيته ووعي لا كمن وصفهم القرآن أنهم يسمعون وهم لا يسمعون، وكذلك فإننا بكل يقين نشكك أن يستحق هذا الرجل وصف العروبة وما تحمله من معان عظيمة، فالعربي بطبعه ناشد للحق ثائر على الباطل ودمه الذي يجري في عروقه يأبى عليه محاسنه ومغازلة الظالم بل والثناء عليه دون أي إشارة أو تلميح وربما كان كغيره يخاف كغيره طبعا من الشخصيات بل والمؤسسات والدول التي تعرف تماماً سجل النظام السوري في الاغتيالات والتفجيرات وتصفية المعارضين أو الذين يرفضون خطاب فرعون الذي يهتف: ما علمت لكم من إله غيري.. فما نبس ببنت شفة مشاركة لجماهيرنا المقهورة ولم يأبه لهذا النهر من الدماء الذي جرى ويجري على أرض الشام المباركة، لم يحمل نبيل العربي أو قل العجمي الذي لم يفهم أي دبلوماسية في تصريحاته تلك وكان ضعيف الشخصية مهزوزاً في حديثه الذي ملأه بالتلعثمات والتأتأة حتى إنني أجزم أن أي طفل عربي متعلم لو تحدث لكان أفضل منه وليته سكت إننا نقول نبيل لأنه عندما يعوج المسؤول ولا يقف مع أشواق وتطلعات الأمة تعوج مؤسسته وهي هنا ما شاء الله جامعة الدول العربية.
أقول: إن هذه الجامعة منذ تأسيسها عام 1945 قد أقرت في ميثاقها ومهماتها إضافة إلى التعاون والتنسيق بين الدول العربية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية خاصة وكذلك التعاون لدرء العدوان، وصيانة استقلال الدول والنظر في شؤونها بما يحقق مصالحها، أقرت التعاون مع تلك البلاد بكل ما يضمن السلم الأهلي فيها، ولذا فقد صرح عمرو موسى إثر أحداث ليبيا وتعرض الشعب لجرائم ضده من قبل القذافي، وحيث أقدم على استعمال الطيران والأسلحة الثقيلة قائلاً: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في ليبيا من انتهاكات ضد الشعب وتمت المشاورات مع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الإفريقي لوقف الجرائم ضد هذا الشعب وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن والمناطق والوصول إلى قرار الطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤوليته تجاه ما يجري وأن يتم الحظر الجوي، وأن تقام أماكن آمنة للسكان وأن يتم التعاون مع المجلس الانتقالي بعد ذلك والتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، والكل يعرف أن هذا قد تم ولم ترق من الدماء الليبية العزيزة إلا القليل بالنسبة لما يجري الآن في سوريا، نعم، إن عمرو موسى صرح مؤخرا أن الجامعة قلقة لما يجري وأن بعض وزراء الخارجية العرب طلب منه اللقاء والتفاهم والتشاور في ذلك ولكن الستار أسدل بعدها حتى جاءنا هذا الأمين العام الجديد وفي أي وقت في وقت انتصار الثورة المصرية والتوقع أن مناصرة الشعوب الأخرى يجب أن تسود لا خذلانها إن الحق أبلج وإن الباطل لجلج وإن المظاهرات المليونية التي خرجت في سوريا خاصة في حماة ودير الزور حيث هب فيهما مليون متظاهر وكلهم حنق على العربي وجامعته حيث يقول الشعب كلمته ويعلن وفاة هذه الجامعة وسقوطها هو أكبر دليل أن النفاق السياسي لن ينفع صاحبه أبدا، ولعل الشاهد بالشاهد يذكر فقد نشرت صحيفة الحياة في 20/6/2011 مقالا للكاتب داود شريان ذكر فيه ما نقله موقع إيلاف عن الناشط السوري فراس تميم قال: قابلنا أحمد بن حلي نائب الأمين العام وسألناه عن دور الجامعة إزاء ما يجري، فأجاب: إن الجامعة وجدت لتسيير مصالح الحكومات لا لتلبية مطالب الشعوب، ولما سأله أحد المصريين هل أنت إنسان؟ قال: أنا إنسان خارج الجامعة لكنني هنا لست إنسانا!! أي ارتباك وأي اضطراب بل انهيار في هذه الجامعة التي لا يكون القرار فيها إلا لأمينها وهو هنا اليوم نبيل العربي فما لم يستدرك هذا الرجل الخطر الذي وقع فيه فستبقى الأمة تلاحقه بضمائرها دائما وهل يرتاح إن كان له ضمير يؤنبه أن يتعرض لمأساة ثلاثة وعشرين مليونا في سوريا، إنه بفعله هذا يسهم حقا في إسقاط الجامعة وإن الثورات العربية سوف تسقطها ما لم تنسجم مع مبادئها وتحترم عقول ومشاعر الأمة كلها، إن الكيل بمكيالين يدل دلالة واضحة أن الجامعة ما هي إلا أداة ضيقة بيد أصحاب القرار الكبار ومهما اختلفت التصريحات فهي تصب في مصالحهم أخيرا.
إن نبيل العربي بتصريحاته تلك أكبر شاهد حكومي مسؤول عن ذبح الشعب السوري، وإن جامعته لتحمل خارج رحم الأمة، وإننا لنسأله أخيرا ماذا قدم الأسد الابن وأبوه حتى ينحاز إلى رأيهما لا إلى الشعب وأين رؤيته لتاريخ سوريا إن كان له رؤية، إن سوريا اليوم تعيش حالة شبه فراغ سياسي، أفيأتي نبيل ليقوي الظالم ويسد شيئا من ثغراته باسم ما يسمى الإصلاح الذي هو كمواعيد عرقوب؟ وفي نهاية المطاف إن المجازر التي عمت سوريا من قبل هذا النظام وعم خبرها في الدنيا ستكون قريبا قريبا إن شاء الله هي المحرك للنصر وليس كلام الشبيح المصري نبيل العربي الذي نطالبه بالتراجع الفوري عن تصريحاته.
Khaled-hindawi@hotmail.com
هل تجرأت وقلت «الله»!
هل تجرأت وقلت «الله».. والإيمان! بهذا التساؤل التهكُمي يختم الإعلامي والناقد الأمريكي الساخر جيم بروير فيديو ينتقد فيه... اقرأ المزيد
144
| 31 ديسمبر 2025
وإنه لنصر لأبي عبيدة أو استشهاد
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا... اقرأ المزيد
120
| 31 ديسمبر 2025
على عتبة عام جديد.. أمل يتجدد
يفصلنا يوم واحد عن نهاية عام وبداية عام جديد، يوم في الوعي الإنساني كلحظة فاصلة، تشبه الوقوف عند... اقرأ المزيد
96
| 31 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2031
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1158
| 24 ديسمبر 2025