رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم فلامرزي

 كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ

مساحة إعلانية

مقالات

547

إبراهيم فلامرزي

ماذا أقولُ؟!!

20 مارس 2016 , 12:06ص

قلبُ القلعةِ الحمراءِ تُصَـدِّعُهُ الـمَواجعُ، وكُلَّما الْتَأمَ فيهِ جُرْحٌ ضَحِـكَتِ الآلامُ وهي ترى جراحًا جديدةً تَسْتَنْـزِفُـهُ بلا رحمةٍ. لا ندري ما نقولُ وقلوبُ جماهيرِ العربي تنبضُ بالإحباطِ بعدما تَـغَنَّتْ، في بدايةِ الدوري، بآمالـِها في عهدٍ كرويٍّ جديدٍ تحتضنُ فيه قلعتُهُمْ الكؤوسَ والدروعَ. ولا نعرفُ منْ أينَ نبدأُ، و كلُّ الطُّرُقِ مُعَـبَّـدَةٌ بخيباتِ الأملِ وغَصَّاتِ الأسى.

في مباراةِ أمسِ الأولِ التي جمعَت العربي والأهلي، لم نَـرَ فريقًا عرباويًا وإنَّـما أطيافَ لاعبينَ يركضونَ هنا وهناكَ في الـملعبِ بلا خطةٍ للَّعبِ، ولا روحٍ في الأداءِ، ولا حتى مجردَ حَماسةٍ تجعلُ العرباويينَ يجدونَ للأطيافِ عُذرًا في أدائهِم الباهتِ. فاللاعبونَ تواجدوا وكأنَّهُم ممثلينَ من الدرجةِ الثانيةِ، يُؤَدُّونَ دورًا مَمْـجوجًا كـسَـنِّـيدَةٍ للممثلينَ الرئيسيينَ، فكانَ الأمرُ تراجيديا مُفْـزِعَـةً أرجعَتْـنا إلى الـمربعِ الأولِ في مسيرةِ الأحزانِ العرباويةِ.

عند انطلاقةِ الدوري، داعبَ الأملُ قلوبَ العرباويينَ في عودةٍ مُظَـفَّرَةٍ لفريقِ الأحلامِ تُعيدُهُمْ إلى الـملاعبِ، لكنَّ تَذَبْذُبَ الـمستوى الفنيِّ من مباراةٍ لأخرى بعثَ الـمخاوفَ فيهم، وجعلَهُم يستعدُّونَ نفسيًا لهبوطٍ في الـمستوى يُحَطِّمُ آمالَـهُمْ. ثم تَحَـقَّقَتْ توقُّعاتُهُم فكانت نتيجةُ الـمباراةِ الأخيرةِ 3/1 لصالحِ الأهلي، وكأنَّ قلوبَهُم على موعدٍ دائمٍ معَ صَدَماتٍ تُزَلزِلُها ثم تُسَلِّمُها لصَدَماتٍ أخرى فأخرى.

الـمصيبةُ هي أنَّ التحليلَ الفنيَّ لم يَعُدْ مُجديًا، لأن لا مستوى في الأداءِ يمكنُ الرُّكونُ إليه. فالـمدربُ لا يثبتُ على تشكيلةٍ، ولا يُجيدُ توظيفَ اللاعبينَ ليُستَفادَ من مهاراتِهِم وقدراتِهِم، وفي كلِّ مباراةٍ يُفاجِئُنا بتشكيلةٍ جديدةٍ يضيعُ فيها أداءُ اللاعبينَ الـمُمَيَّزينَ في بحرِ أداءِ أطيافِ اللاعبينَ الآخرين الذين آنَ أوانُ الإعلانِ عن انتهاءِ تاريخِ صلاحيتِهِم في الـملاعبِ.

يبدو أنَّ الـمواجعَ أدمَنَتِ السُّكْنى في قلبِ القلعةِ الحمراءِ وقلبِ جمهورها الذي ظلَّ على العهدِ به وفيًا عاشقًا مُتَيَّمًا بها، لكنَّـهُ باتَ بحاجةٍ لِـمَنْ يُخبرُهُ عن غدٍ أفضلَ تُشرقُ فيه شمسُ الأملِ ببقاءِ القلعةِ، كما عَهِـدناها، راسخةَ الأركانِ في ساحتِنا الكرويةِ.

آخر الكلام :

كانَ العرباويونَ في بدايةِ الدوري يَتَرَنَّمونَ مخاطبينَ قلعتَهُم بكلماتِ أغنيةٍ لطلال مداح، معْ تعديلٍ بسيطٍ:

ماذا أقولُ، وَقَـــدْ هِـمْــتُ فـيكِ

(وَتَلاقى مَجْدُ الحاضرِ بماضيكِ)

ولكنَّ قلوبَهُم، اليومَ، تمرُّ بذكرياتِ أمجادٍ ماضياتٍ، فتقولُ لها ما قالَهُ عَنْـتَرَةُ لأطلالِ منزلِ عَبْـلَـة:

حُيِّـيْتَ مِـنْ طَـلَلٍ تَقَادَمَ عَهْـدُهُ

(وَتَركَتْكَ الأَفراحُ للـمَـواجِـــــعِ)

مساحة إعلانية