رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي محمد اليافعي

علي محمد اليافعي

مساحة إعلانية

مقالات

2554

علي محمد اليافعي

ذهب المفطرون اليوم بالأجر

20 يونيو 2015 , 03:09ص

خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما روى أنس بن مالك، مع صحبه الكرام، رضوان الله عليهم، في سفر من الأسفار، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك، وبما أن الله هو الرحمن الرحيم بعباده، فقد رخّص للمسافر الفطر، لأنه يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، كما جاء ذلك في قوله تعالى:(ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).

كان من الصحابة الصائمُ، ومنهم المفطر، واتفق أن كان ذلك اليوم صائفاً قائظاً، يَروع فيه الإنسانَ الهجيرُ المكفهر، وما كان مع القوم ما يقيهم لفح الرمضاء، إلا أن يستظلَّ الرجل بردائه، ومنهم من لم يجد سوى يده، يتقي بها حر الشمس المتوهجة.

فما كان من الصّوام إلا أن قعدوا ولم يعملوا شيئاً، بل إنهم ما إن نزلوا المنزل حتى سقطوا إلى الأرض، مستريحين مما أصابهم من إعياء وكَلال، أما المفطرون فقد شدوا المئزر، وشمروا عن سواعدهم، وخفّوا في أمرهم، ونشطوا لحاجاتهم، فسقَوْا الإبل، ونصبوا الأخبية، وضربوا الأبنية، وبهذا قضَوْا الواجب، وتحملوا وحدَهم كلفته، وكفَوْا غيرهم مؤونته.

فحين رأى منهم رسول الله ذلك قال والاستحسان والإعجاب يغمرانه:(ذهب المفطرون اليوم بالأجر).

يا لها من بشرى لأولئك المفطرين العاملين، من رسول رب العالمين! ويا له من أجرٍ ظفروا به واستحقوه، نتيجة ما قاموا به وفعلوه! هو أجر يفوق ويزيد على أجر صيام الهاجرة.

وذلك لعمري هو أجرٌ مكفول مضمون من الله تعالى، لكل عامل مخلص مجتهد، خدم بعمله وسعيه الآخرين، وكان في حاجتهم، يقضيها لهم، ويقوم على رعاية مصالحهم، بأمانة ونزاهة، لوجه الله لا يريد جزاءً ولا شكورا.

ما المغزى الذي يجب أن نفهمه من تلك القصة؟ وما الشاهد فيها الذي يجب أن ندركه؟ وهو غائب عن أفهام ومدارك الكثير من المسلمين.

ذلك المغزى، وهذا الشاهد، هو خدمة الناس وقضاء حوائجهم، واصطناع المعروف عندهم، نقول هذا في زمن، ظن أهله إلا من رحم ربنا، أن الدينَ محصورٌ فقط في الشعائر التعبدية، المتمثلة في الصلاة والصيام والحج والعمرة، ولا ندري أضموا الزكاة إليها، أم أنهم ضنوا بها وضاقوا بها ذرعاً، فأخرجوها من دائرة الدين والتعبد لله، وما ذاك إلا ظناً منهم، وحديث نفسٍ، بأنها لا تعود عليهم بشيءٍ، ولا حظ لهم فيها، بل هي تذهب إلى غيرهم، ذلك الغير الذي لا يعرفون له حقاً، ولا يسدون إليه عُرفاً.

اقرأ المزيد

alsharq الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة

دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد

213

| 28 أكتوبر 2025

alsharq كم تبلغ ثروتك؟

أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد

189

| 28 أكتوبر 2025

alsharq التواصل الذي يفرقنا

جلست بالسيارةِ وحتى البحر عبرتُ وخلال مجلسي في الاستراحةِ نظرتُ لكل من يجلس حولي حتى ذلك الطفل الصغير... اقرأ المزيد

141

| 28 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية