رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ليلة وقوعه المباغت بتركيا أنجحوا الانقلاب منذ أن بدأ الحديث عنه.. وأسقَطوا على الفور الرئيس التركي "أردوغان" في وسائل إعلامهم ومواقع التواصل التي يستخدمونها، وبحّت حناجرهم وهم يجتهدون في التحليلات والتوقعات، مخرجين كل ضغائنهم وشماتتهم، وفي الكشف عن أدق تفاصيل المعلومات "ترتيب لجوء أردوغان لألمانيا..نموذجا"، وسارعوا لتوزيع الحلويات في نواديهم منذ سماعهم بالخبر.
ولما صحوا في اليوم التالي على حقيقة انتصار الديمقراطية على الانقلابيين، وتوحد الشعب التركي عن بكرة أبيه ضدهم، أصبح كل ما تم "تمثيلية" محبوكة من تدبير "أردوغان" وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم وصار كل من لا يؤمن بذلك "أبلها وساذجا"، بدلا من أن يتواروا خجلا، أو يعتذروا عن أكاذيبهم ومواقفهم الخاطئة المخزية.
هذه نماذج مما صدر عن نخب عربية تصف نفسها بالليبرالية والحداثة والعصرنة في أحاديثها وكتاباتها وتحليلاتها، وما صدر في وسائل إعلام تدور في فلك أنظمة انقلابية عربية، أو تتبع لمشاريع طائفية وفئوية في المنطقة.
وواضح أن هذه الموقف تتكرر كنسخة طبق الأصل عما تم في مصر بعد انقلاب العسكر على الرئيس الشرعي المنتخب، فكثير من النخب السياسية والدينية والثقافية العربية كما هو معروف اصطفت بكل صفاقة إلى جانب العسكر، لإجهاض عملية ديمقراطية وليدة، كما انحاز إعلاميون لشرعنة الانقلاب.
الفرق أن انقلاب العسكر نجح في مصر ولم ينجح في تركيا، وكان السبب المؤثر في الأخيرة هو الرفض الشعبي الكبير واصطفاف الجميع معا: النظام الحاكم (المنتخب) في المعارضة من اليساريين والقوميين والعلمانيين والأقليات القومية في لحظة تاريخية فريدة ضد حكم العسكر.
وكان يتوقع من هذه النخب وهذه الوسائل الإعلامية قليلا من الحياء وشرف الخصومة والصدق واحترام عقول الناس، وتعلم شيء من المنطق، ودروسا في أدب الخلاف السياسي من المعارضة التركية.
إن نجاح الشعب التركي وأحزابه في مواجهة الانقلاب، وصيانة تجربتهم الديمقراطية، والدفاع عنها زاد من حرج هذه النخب أمام شعوب الأمة، فهو ذكّر بمواقفها السابقة، وكشف أنهم يتحملون جزءا من شرعنة الانقلابات، وعودة العسكر مرة أخرى، وتجميل الصورة القبيحة لهذه العودة، كما جاء ليؤكد أن هذه الشعوب ستسعى لتعرية هذه النخب، وستتجاوز مواقفها اللاأخلاقية.
والأهم من ذلك أن ما حدث في تركيا منح الأمل والقوة للشعوب وكل الشرفاء في منظوماتها بإمكانية الانتصار ـ إن عاجلا أم آجلا ـ على البسطار العسكري، وعلى من يريدون تكريس حكم البلاد بالقوة، وإعادة عقارب الزمن نحو الخلف، وأن الربيع العربي حتى لو تأخر قطف ثماره فإن أزهاره لن تموت. وبالوقت نفسه إمكانية تجاوز النخب إن بقيت على مواقفها ولم تبرح نفس مربعها، طالما أنها تتصادم مع رغبات الشعوب.
في اللحظات التاريخية المفصلية الفارقة في حياة الأمم.. وبغضّ النظر على تطورات الأمور التي جرت وتجري على الأرض في تركيا ومآلاتها.. أو الاختلاف والاتفاق حول الأشخاص وممارساتهم السياسية..فإن ما يهم هو الانحياز للمبادئ الأخلاقية، والمواقف المبدئية التي تسجل لله وللتاريخ.
وهنا كنا نفترض من بعض النخب العربية الانحياز الديمقراطية والخيارات الحرة للشعوب، ضد من الخيارات الأخرى التي تأتي بواسطة الانقلابات، وعلى ظهور الدبابات، أو فرض الخيارات على الشعوب بالحديد والنار والقوة الغاشمة، بعيدا عن قناعاتهم المسبقة أو أهوائهم وتخندقاتهم الطائفية، ومصالحهم الفئوية والحزبية الضيقة.
لقد نجح المعارضة التركية ونجح الإعلام التركي في امتحان محاولة الانقلاب التركية، في حين سقطت للأسف كثير من النخب العربية والعديد من قنوات الإعلام العربي في التعاطي معه، رغم أنه يفترض بأن تكون مهمتها التنوير، أو التعامل بحيادية ونزاهة، وبدون أي انحياز على الأقل.
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
189
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
138
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2007
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1614
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1134
| 24 ديسمبر 2025