رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عُرف الصحابي ثابت بن قيس بن شَمَّاس الأنصاري، بصوته الجهير الرفيع، واشتهر بلسانه الفصيح البليغ، الذي يصدع بالحق المبين، في بيان ناصع لا يشوبه شيءٌ من التكلف ولا الإغراب، يجذب القلوب، ويخلب العقول، بالسحر الحلال، الذي ينساب من الحناجر بمعانيه وألفاظه وأنغامه، فيبلغ النفوس كالماء الزلال، يرويها وينعشها، بحيث يغذي العقل، ويصله بحياة تشع فيها أنوار العلم والحكمة، الهادية في طريق الحياة الشائكة، ذلك هو فعل البيان الحق.
تجلت مهارة ثابت بن قيس في الخطابة، وظهرت في هذا المجال حذاقته، فكان خطيبا من مصاقِع الخطباء، إذا اعتلى المنبر، أسمع الناس خُطبا رنانة، تترك فيهم دويا أيَّ دويّ، يهز الضمائر، ويؤثر فيها، بما له من فكر قويم، ومنطق سليم، فكان خليقا أن يحتاز هذا اللقب الجليل، ألا وهو خطيب رسول الله، عليه الصلاة والسلام، وكان جديرا أن يظفر بثناء الرسول بقوله: (نعم الرجل، ثابت بن قيس).
لئن كان ثابت خطيبا فصيحا، ذا مكانة شريفة في الخطابة، بفضل ذلك اللقب، فإنه أيضا رجل ذو إيمان وتقى، يحب طاعة الله، وطاعة رسوله، ويخاف المعاصي والذنوب، ويكره كل ما يغضب الله، وكل ما لا يرضي رسوله الكريم، فهو أواب منيب، حلّت التقوى في قلبه، واستقرت فيه فزينته، مثلما استقرت في قريحته ملكة البيان والفصاحة، فجعلته خطيبا مفوها، فإنه لما نزل قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)، دخل ثابت داره، واحتبس فيها، وقعد يبكي وهو حزين مكتئب، إذ تخوف أن تكون الآية قد نزلت فيه، فهو ذو صوت جهير، في مجلس رسول الله، فمن ثم يكون قد حبط عمله، وذلك هو الخسران المبين، وظل على تلك الحالة مدة حتى افتقده النبي فسأل عنه فأُخبر عما به فأرسل إليه يدعوه وقال له، مطمئنا إياه:(إنك لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة)، فسَعد ثابت بن قيس لهذه البشرى سعادة عظيمة، وعمل لها فيما بقي من عمره حق عملها، ليكون أهلا لها وجديرا بها، وليثبت أن ثابت بن قيس، يستحق تلك الشهادة له من خير البرية.
دوّن أصحاب السير والمؤرخون، موقفا من مواقف العرب الفصحاء البلغاء، وقع في عام الوفود، من السنة التاسعة للهجرة، وذلك يوم قدم على رسول الله، وفد تميم، وكان وفدا مهيبا ضم وجوه بني تميم وسادتهم، ومعهم خطيبهم عطارد بن حاجب، وشاعرهم الزَّبِرقان بن بدر، فقالوا للنبي: جئناك نفاخرك، فاذن لشاعرنا وخطيبنا. قال: قد أذنت لخطيبكم فليقل. فقام عطارد بن حجاب، يخطب مفتخرا بقومه، ذاكرا ما لهم من مناقب ومحامد، وفضل وحسب، فلما فَرَغ وجلس، قال رسول الله لثابت بن قيس: قم فأجب الرجل في خطبته. فقام ثابت وخطب فأحسن، إذ حمد الله وأثنى عليه، وذكر فضله وبيّن نِعمه، ومدح نبيه المصطفى، خير خلقه، وخاتم رسله، ثم أتى على ذكر مآثر المهاجرين، أكرم الناس أحسابا، وخيرهم فِعالا، وعقّب بذكر الأنصار الذين آوَوْا رسول الله، والذين آمنوا معه، فنصروهم وأعزوا دين الله تعالى، ثم ختم ثابت خطبته بالاستغفار له وللمؤمنين والمؤمنات، وبالسلام.
بعد ذلك جاء مقام الشعر، وللشعر مقام أثير عند العرب، كما هو معروف عنهم، فقام شاعر تميم الزبِرْقان بن بدر، فقال:
نحنُ الملوكُ فلا حيٌّ يُقاربنا فينا العلاءُ وفينا تُنصَبُ البِيَعُ
ونحن نُطْعِمُهم في القَحْطِ ما أكلوا منَ الشِّواء إذا لم يُؤْنَسِ القَزَعُ
وننحَرُ الكَوْمَ عِبطا في أرُومتنا للنازلين إذا ما أُنْزِلوا شَبِعوا
تلك المكارم حُزناها مُقارَعةً إذا الكرامُ على أمثالها اقترعوا
هذا قول شاعرهم، الذي لم يَعْدُ ذكر نحر الذبائح، ومدِّ الموائد، على عادة العرب الكرام، فلما فرغ هبّ شاعر رسول الله، الشاعر الفحل المُفْلِق، حسان بن ثابت، حين قال له النبي: قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال. فردّ مرتجلا شعره على نفس بحر ورَوِي شاعر تميم، وأتى بمعانٍ بديعة رائعة فقال:
إن الذوائبَ من فِهرٍ وإخوتهم قد بينوا سُنة للناس تُتّبعُ
يرضى بها كلُّ من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شَرَعوا
قومٌ إذا حاربوا ضرّوا عدوهم أو حالوا النفعَ في أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك فيهمْ غيرُ مُحْدَثةٍ إن الخلائقَ فاعلمْ شرّها البِدَع
لو كان في الناس سبّاقون بعدهُمُ فكلُّ سبْقٍ لأدنى سبقِهم تَبَعُ
أعفةٌ ذُكرت في الوحي عفتهم لا يَطبعونَ ولا يرديهمُ طمَعُ
لا يبخلون على جارٍ بفضلهمُ ولا يمسُّهم من مطمع طَبَعُ
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا خَوَرٌ ولا هَلَعُ
إلى قوله:
أكرم بقومٍ رسول الله شيعتهم إذا تفرّقَت الأهواء والشِّيَعُ
قال التميميون لما انتهى حسان من إلقاء قصيدته، معترفين بالحق: وربكم إن خطيب القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم أشعر من شاعرنا، وما انتصفنا ولا قاربنا. وبعدئذٍ أسلم القوم، وأكرمهم رسول الله، وأحسن جوائزهم.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
 
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2781
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2466
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
1758
| 03 نوفمبر 2025