رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لولوة الكواري

لولوة الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

2619

لولوة الكواري

"لعله خير"

21 ديسمبر 2010 , 12:00ص

ما أكثر الأحداث والأشياء التي تمر بنا في هذه الحياة دون أن يكون لنا يد فيها، لكنها تحدث رغما عنا، أو قد نكون قد اخترناها بأيدينا وبكامل إرادتنا، ثم نجد أنفسنا بعدها وقد سقطنا في بئر من ندم.

نأسف على أشياء كثيرة حدثت لنا، أو كنا نأمل أن تحدث، أدركناها أو فاتنا أن نحصل عليها.

أمور كثيرة هي التي تكون في نهاية المطاف تشكل حياتنا كيفما كانت.

كنت سابقا ممن يلازمهم التذمر الدائم على بعض الأمور التي فرحت لأنني اخترتها ثم لم أوفق فيها،أو أصابني الضيق وآلمني أنني أردتها ولم تحدث.

فكانت دائما ما تلازمني بأسف كلمة (لماذا؟) أو كلمة (ليت).

هاتان الكلمتان اللتان كانتا تزيدان ما بي من ألم وندم كلما بدأت ألقي باللوم على نفسي وأحاسبها.

وقد أختلف اليوم ذلك كثيرا، فقد علمتني الحياة كلمة جديدة أضفتها إلى قاموس حياتي الخاص، حولت كل ذلك التذمر إلى قبول، وأعادت لي الشعور العظيم بالرضى والراحة النفسية.

أما هذه الكلمة الجديدة التي تعلمتها فهي "لعله خير".

وقد أثبتت كل تجاربي الشخصية أن أكثر الأشياء التي كرهتها في حياتي كان لي فيها الخير الكثير الذي اتضح فيما بعد، فأصبحت أستخدمها حتى مع من حولي من المتذمرين الساخطين، وأذكرهم دوما بأن كل ما حدث لهم.. "لعله خير".

فالإنسان الذي يعيش هذه الحياة، لا يسلم من همومها وبلاءاتها وانكساراتها التي قد يكره الحياة بعدها ويفقد الأمل وينسى أن يتذكر قول الله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا".

وقد صادفت يوما من بكت بكاء شديدا عندما اضطرت للزواج من الرجل الذي كانت تكرهه وفرضته عليها أسرتها، لأتفاجأ بعد سنوات بسعادة غامرة تطل من عينيها وبحياة رائعة تعيشها، وتعترف قائلة: إن من رفضته واختاره لي القدر، ما كنت لأصدق أنه كان سيجلب كل هذه السعادة والخير على حياتي.

وإن الزوج الذي كرهته.. "لعله خير".

وصادفت أيضا من حطمها طلاق زوجها لها دون مبرر بعد سنوات من الصبر على سوء أخلاقه آملة أن يتغير إلى الأفضل،ل أجدها بعد فترة وقد دبت فيها حياة جديدة وعادت لها صورتها المشرقة، لتبدي إصابتها بالدهشة وكيف أنها كانت تتحمل هذا الإنسان، وكيف أنها اعتقدت خاطئة أن الطلاق هو نهايتها، لتكتشف فيما بعد أنه بدايتها الحقيقية وعودة للحياة وشعور بمتعتها بروح جديدة أقوى وأصلب، وإن الطلاق الذي كرهته.."لعله خير".

وكم من العلماء من ألف كتبه القيمة وهو في السجن، وكم من الناس من كانت محنته هي سبب إبداعه.

وكذلك لكل من يقرأ هذه الكلمات،أرجو أن تضيف هذه الكلمة السحرية إلى حياتك وتجعلها سببا لسعادتك، فلعل الحادثة التي أصابتك، والزوجة التي لم تخترها، وحياتك بلا أبناء، والصدمات من الأحباب والأصدقاء، والمال الذي خسرته، والمرض الذي اصابك، واكتشاف خيانة أحدهم، والقطار الذي فاتك، والسيارة التي تحطمت، والألم الذي تعانيه، والطلاق الذي حدث، والزواج الذي لم يقدر لك، وكثير كثير مما تكرهه، كله ذلك كله.. "لعله خير".

lkuwari@hotmail.com

مساحة إعلانية