رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تثير التطورات التي يشهدها العالم العربي حاليا الكثير من التأمل بشأن طبيعة الخريطة السياسية التي ستفصح عنها الأحداث، فمعادلات القوة الحالية تبدو أعقد من أي فترة مضت على العالم العربي، والذي كان منذ حصول دوله على الاستقلال، يتمتع دائما بوجود مركز وثقل واضح، أو دولة - قطب، تدور بقية أقطار العالم العربي في فلكها أو على الأقل تعترف لها صراحة أو ضمنا بامتلاك مفاتيح التأثير في المنظومة.
فأيًّا ما كان التقييم النهائي لتجربته، فلا غرو أن نظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر قد جعل من مصر قطبا فاعلاً في السياسة الإقليمية، دارت بقية دول العالم العربي في فلكه.
ففي خمسينيات وستينيات القرن العشرين، آمن العرب إيمانًا راسخًا بسياسات القومية العربية، وكانت مصر في موقع الصدارة بالنسبة لهذه الدعوة، وقد استخدمها النظام المصري بفاعلية لمواجهة القوى الغربية ولتصفية التركة الاستعمارية الثقيلة في مصر والدول العربية، وفي حشد الجماهير العربية خلف قيادته.
ولكن بتوالي الهزائم العربية أمام إسرائيل، وانهيار الحلم القومي بتفكك الوحدة بين مصر وسوريا، ضعفت مصداقية القيادة المصرية، بحيث لم ينته عقد الستينيات إلا وقد تراجع الدور المصري وما يمثله من ثقل قومي، وبدأ المد الإسلامي يحتل مكان الأفكار القومية.
وكان من الوارد أن تتصدر مصر المشهد الجديد أيضا، نظرا لمحوريتها ومكانتها الدينية، خاصة أن حقبة الستينيات شهدت تبلورا لمشاريع فكرية مميزة مهدت للصحوة الدينية اللاحقة، كان من أبرزها المشروع الجهادي الذي صاغ ملامحه المفكر المصري البارز "سيد قطب"، ولكن برزت تغيرات نقلت مركز الثقل العربي من مصر إلى دول الخليج، ليستقر فيها طوال عقد السبعينيات.
ما ساعد على هذه النقلة أنه في خلال هذه المرحلة بدأ ميزان القوى في العالم العربي يتشكل على أساس من النفط، حيث استخدمت الدول الخليجية مواردها النفطية لزيادة نفوذها السياسي والديني على الساحة الإقليمية، مستفيدة من الزيادة الهائلة في الطلب على النفط، ومن الارتفاع في أسعاره في أعقاب الأزمة التي تلت حرب أكتوبر، وهكذا وعلى مدار عقد السبعينيات انتزعت الدول النفطية الهيمنة، وأصبحت نقاطا جاذبة للهجرة العربية، الأمر الذي أسهم في ازدياد انحسار الدور المصري.
صحيح أن حرب أكتوبر مثلت نجاحا للدبلوماسية والعسكرية المصريتين، إذ أثبت الرئيس السادات أنه يملك تهديد إسرائيل على نحو فعال، إلا أن القرارات المصرية اللاحقة كانت عكسية على نحو كبير، حيث قام الرئيس السادات بتوقيع اتفاقية سلام منفردة مع إسرائيل، أدخلت الدبلوماسية المصرية في عقد كامل من العزلة، ووضعت مصر في مواجهة عداء عربي واسع النطاق، "فبعد أن خاضت مصر خمس حروب ضد إسرائيل، أغمدت سيفها وخرجت من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي فعلياً، ليصبح على الفلسطينيين وبقية الشعوب العربية تحقيق تطلعاتهم بمعزل عن الدور المصري".
وقد تأكد التراجع في الدور المصري خلال عقد الثمانينيات، حيث بدا واضحا أن نظام مبارك، لا يملك مقومات الزعامة، ولا يحبذ التدخل في الملفات الخارجية، إلا إذا تلقى ضوءا أخضر من حلفائه الأمريكيين، ومن هنا فقد جاء رد الفعل المصري متواضعا على الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني في مطلع الثمانينيات، وهو الاجتياح الذي أعادت إسرائيل من خلاله تشكيل الملامح السياسية للمنطقة، في ظل عزوف مصري كامل عن المشاركة بأي درجة من درجات التأثير.
الانزواء المصري جعل الأنظار تتحرك باتجاه قطب جديد كان قد بدأ يظهر على مسرح الأحداث تمثل في النظام العراقي، فبعد الانقلاب الناعم الذي نفذه صدام حسين داخليا، بدأ في تلقي مساعدات ضخمة من الإدارة الأمريكية، اقتصاديا واستخباراتيا، للوقوف في وجه إيران، التي أثارت مخاوف جيرانها بعد نجاح ثورتها.
وقد لفتت الحرب العراقية الإيرانية الأنظار إلى النظام العراقي، ونقلت مركز الثقل العربي إلى بلاد الرافدين، ولكن الطموح العراقي تصاعد ليصل إلى حد الجنون بقيام الرئيس العراقي باجتياح الحدود مع جارته الكويت، واحتلالها كاملة في مطلع التسعينيات، ما أدى إلى التعجيل بنهايته كقطب عربي محتمل.
ومنذ الغزو العراقي للكويت عام ١٩٩٠، دخل النظام العربي في مرحلة أزمة مستمرة، فقد أدى غزو دولة عربية لدولة عربية أخرى إلى حالة من التفكك الداخلي، بحيث أصبحت شؤون المنطقة تدار على نحو كلي من خارجها، وفي هذا الإطار برزت الولايات المتحدة كقطب أوحد على المستوى الدولي، وبشكل أوضح على مستوى ما كان يعرف بالنظام العربي.
وتأكد الحضور الأمريكي من خلال ملفات متعددة، أبرزها حصار نظام صدام في العراق، وإدارة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومتابعة الأوضاع في لبنان، ثم التدخل في الصومال، وغير ذلك من الملفات التي كان الطرف العربي فيها منفعلاً لا فاعلا، وفاقدا أي قدرة على التأثير.
والغريب أن الأنظمة العربية قد استمرأت هذه الحالة من عدم الفاعلية، بل أظهرت تململها من التراجع الذي أظهرته الإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن تجاه المنطقة، بل ودعته صراحة للتدخل بشكل أكبر في شؤونها.
إلا أن التدخل الأمريكي المنتظر أثر بالسلب على المنطقة، وهو التأثير الذي تفاقمت تبعاته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبداية الحرب على الإرهاب، ثم غزو وتدمير البنية التحتية للعراق.
في هذا الإطار مثلت فترة إدارة أوباما، ذات النهج غير التدخلي، فرصة لدول النظام العربي المتآكل لكي تعيد ترتيب أوراقها وتستعيد قدرا من فاعليتها، ولكنها استمرت على نفس أدائها السلبي، وبدا العالم العربي في حالة من السيولة المطلقة التي مهدت السبيل لانطلاق شرارة ثورات الربيع العربي، التي علق الكثيرون آمالاً عراضا عليها في نقل مركز الثقل والتأثير من الأنظمة الفاشلة إلى الشعوب المتطلعة إلى الحرية.
ولكن عادت الأنظمة العربية من الموت في محاولة للإمساك بزمام الأمور من جديد، لتدخل المنطقة في إطار معادلات غامضة لا يمكن توقع مآلاتها على وجه اليقين.
حدود العنكبوت
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب... اقرأ المزيد
1797
| 04 نوفمبر 2025
إذا رغبت الحياة.. فاهجر ضفافك!
ثمّة نداءات خفية خافتة عن الأسماع، ظاهرة على الأفئدة، تُستشعر حين تضيق على النفس الأرض بما رحبت، وتنقبض... اقرأ المزيد
270
| 04 نوفمبر 2025
نظم في قطر
انطلقت أمس مباريات بطولة كأس العالم للناشئين في ملاعب أسباير لتعيد إلى الأذهان ذكرى مونديال 2022 للكبار، الذي... اقرأ المزيد
282
| 04 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2853
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2472
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
1971
| 03 نوفمبر 2025