رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم تكد تمر دقائق على انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد (المؤيد) في منطقة الجراف بالعاصمة صنعاء يوم الإثنين من هذا الأسبوع حتى أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العملية التي وصفها البيان بأنها إحدى العمليات النوعية ضد الحوثيين، وكان تنظيم الدولة الإسلامية فرع اليمن قد تبنى تنفيذ عدد من عمليات القتل والتدمير، منها تفجير مساجد بصنعاء بتاريخ 20-3-2015 وقتل 15 جنديا بتاريخ 30-4-2015 في محافظة شبوة القريبة جدا من حضرموت معقل تنظيم القاعدة، وهي عمليات عدها المراقبون إعلانا رسميا بدخول اليمن المرحلة الداعشية التي ستحول مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع من قوى انقلابية صادرت حلم اليمنيين في التغيير السلمي والدولة المدنية إلى قوى تحارب من تصفهم بالدواعش والتكفيريين بغية الظفر بدعم القوى الكبرى التي تقود تحالفا لقتال تنظيم داعش في سوريا العراق.
نجح الرئيس المخلوع في استنبات تنظيم القاعدة وجعله فزاعة كسب من ورائها الأموال الطائلة من دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية التي ضخت مئات الملايين من الدولارات من أجل تجهيز قوات خاصة لمكافحة الإرهاب، ولكن علاقة صالح بالإرهاب ظلت محل شك إذا كيف يمكن لرئيس دولة أن يكون ضالعا في نسف الأمن في بلده حتى كشف مخبر القاعدة في التحقيق الاستقصائي الذي بثته قناة الجزيرة بشكل شبه مؤكد العلاقة الوطيدة بين تنظيم القاعدة وجهاز الأمن القومي، أهم مؤسسة استخبارية يتولى رئاستها ابن أخ الرئيس المخلوع صالح، حيث كان التنظيم يقتل ويخطف الدبلوماسيين ويعيث في الأرض فسادا بأوامر من القصر الرئاسي.
وبعد تكشف كثير من خيوط اللعبة، يبدو أن مرحلة ما بعد القاعدة بدأت وذلك بعد تصريح الرئيس المخلوع من فوق أطلال منزله المدمر في شهر مايو الماضي بأن المعادلة ستتغير، وذلك ربما استنادا إلى ورقة داعش التي يراد لها أن تكتسح أخبار بصماتها الإجرامية الشارع اليمني ودوائر الاستخبارات العالمية، من خلال تفعيل أدوات القاعدة المخترقة لرفع راية داعش السوداء وتسويق عملياتها بعد أن أصبح قاسم الريمي الذي يرتبط بعلاقة ما مع الرئيس المخلوع أميرا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلفا لناصر الوحيشي الذي تم التخلص منه بسبب معارضته التنسيق مع داعش.
عندما بدأت المقاومة الشعبية ووحدات من الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي تحقيق بعض التقدم على الأرض، خاصة في مدينة عدن، سارعت مليشيا الرئيس المخلوع والحوثيون إلى تكثيف حملاتهم الدعائية ونشر صور تظهر مجموعة من المسلحين يرفعون علم داعش ويقتلون ويمثلون بالجثث في شوارع عدن، لخلق انطباع داخلي وخارجي أن داعش هي من تقاتل مليشيا الحوثيين وصالح في عدن وتعز والضالع ومأرب، بينما يبسط تنظيم القاعدة سيطرته على مناطق واسعة في حضرموت ولم تتحرك مليشيا الحوثي وحلفاؤها للقتال رغم أن بيان نعي تنظيم القاعدة لقائده يشير إلى أن التنظيم منشغل في القتال ضد الحوثيين في أكثر من 12 جبهة وهي إشارة عدها المراقبون دعما قاعديا غير مباشر لجعل مزاعم الحوثيين وحلفائهم صحيحة بأنهم يقاتلون تكفيريين ودواعش.
تتالى الضربات الموجعة على الرئيس المخلوع واحتراق كرته في المعسكر الخليجي وبالأخص المملكة العربية السعودية التي يبدو أنها مصممة على طي صفحة صالح تماما، وفي مقابل ذلك يرى الحوثيون أن التحالف معه لم يعد خيارا إستراتيجيا، ذلك أن ما تكشف من تاريخ الرجل المليء بالفساد وإدمان الإجرام ورغبته في عودة قوية إلى السلطة يشكل عبئا ثقيلا على حركتهم التي حصلت على وعود من الأمريكيين بأن تكون رقما مهما في أي تسوية سياسية قادمة، خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني وانعكاس ذلك على الملفات الساخنة في المنطقة العربية.
هذا الوضع البائس بالنسبة لعلي صالح جعله يعتمد الصراع الطائفي المذهبي كسلاح جديد لتدمير النسيج الاجتماعي وخلط الأوراق على كل الخصوم، بحيث يبقى هو اللاعب الوحيد الأقوى، مقارنة بحالة التداعي والانهيار لقوى ما قبل السيطرة على صنعاء، ولذلك فإن الأجهزة الاستخبارية التي لا يزال نحو 50% من منتسبيها يدينون له بالولاء، تنشر خلاياها التي تضم شخصيات دينية متطرفة لاستقطاب شباب يائس أقل تعليما وفرصا في الحياة وتغدق عليه الأموال من أجل "قتال الروافض والمجوس" في خطوة ترمي لخلق أجواء تناحرية في أوساط المقاومة الشعبية وسحب البساط من تحتها بعد أن أصبحت الآن أكثر تنظيما وتسليحا وفاعلية.
تجربة داعش في سوريا والعراق وما حققته من نتائج جعلها خيارا معتمدا في اليمن، فعندما برز تنظيم داعش في العراق تحولت الحكومة الطائفية المتهمة بمصادرة حقوق طوائف أخرى إلى حكومة وطنية، بينما أصبحت ساحات الاعتصام والمظاهرات السلمية المطالبة بأبسط حقوق الإنسان في أغلب محافظات العراق وكرا للدواعش وأنصارهم يجب التخلص منهم، وفي سوريا تحول نظام الأسد من مجرم استخدم الغازات السامة ضد شعبه إلى نظام يحارب الإرهاب، الأمر الذي جعل دولا تتخوف من رحيل الأسد، لأن البديل هو الكارثة عينها، لذلك فإن بقاء الحوثيين كخيار أو رهان علي صالح كقوة يقتضي "دعشنة " اليمن.
            
            حدود العنكبوت
            حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب... اقرأ المزيد
1638
| 04 نوفمبر 2025
            
            إذا رغبت الحياة.. فاهجر ضفافك!
            ثمّة نداءات خفية خافتة عن الأسماع، ظاهرة على الأفئدة، تُستشعر حين تضيق على النفس الأرض بما رحبت، وتنقبض... اقرأ المزيد
267
| 04 نوفمبر 2025
            
            نظم في قطر
            انطلقت أمس مباريات بطولة كأس العالم للناشئين في ملاعب أسباير لتعيد إلى الأذهان ذكرى مونديال 2022 للكبار، الذي... اقرأ المزيد
279
| 04 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
 
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2847
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2472
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
1959
| 03 نوفمبر 2025