رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جعفر الطلحاوي

جعفر الطلحاوي

مساحة إعلانية

مقالات

702

جعفر الطلحاوي

العبد بين ظلمه لنفسه ومغفرة الله له

23 نوفمبر 2015 , 01:39ص

وَصَفَ الله نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ غَافِرًا وَغَفُورًا وَغَفَّارًا ، أَمَّا إِنَّهُ وَصَفَ نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ غَافِرًا فَقَوْلُهُ: غافِرِ الذَّنْبِ"1[1] وَأَمَّا كَوْنُهُ غَفُورًا فَقَوْلُهُ: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ"2[2] وَأَمَّا كَوْنُهُ غَفَّارًا فَقَوْلُهُ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ والفائدة هنا ، هِيَ أَنَّ الْعَبْدَ لَهُ أَسْمَاءٌ ثَلَاثَةٌ: الظَّالِمُ وَالظَّلُومُ وَالظَّلَّامُ. فَالظَّالِمُ: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ"3[3] وَالظَّلُومُ: إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا"4[4] وَالظَّلَّامُ إِذَا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ، وللَّه فِي مُقَابَلَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ اسْمٌ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: إِنْ كُنْتَ ظَالِمًا فَأَنَا غَافِرٌ وَإِنْ كُنْتَ ظَلُومًا فَأَنَا غَفُورٌ، وَإِنْ كُنْتَ ظَلَّامًا فَأَنَا غَفَّارٌ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ"5[5] وَصَفَ نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ بِأَنَّ لَهُ غُفْرَانًا وَمَغْفِرَةً وَأَمَّا الْغُفْرَانُ فَقَوْلُهُ: غُفْرانَكَ رَبَّنا"6[6] وَأَمَّا الْمَغْفِرَةُ فَقَوْلُهُ: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ"7[7] وقد شُرع الاسْتِغْفَار فِي خَوَاتِيم الْأَعْمَال ولآجال

1-ختام الليل

قَالَ تَعَالَى في آل عمرَان "والمستغفرين بالأسحار " وفي الذاريات " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"8[8]قَالَ بَعضهم أحيوا اللَّيْل بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر أُمِروا بالاستغفار

2-ختام مناسك الحج

وَقَالَ تَعَالَى في سورة الْبَقَرَة "فَإِذا أَفَضْتُم من عَرَفَات فاذكروا الله عِنْد الْمشعر الْحَرَام إِلَى قَوْله ".. وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور رَحِيم "

4-ختام الصلاة

وَفِي الصَّحِيح أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت يَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَلِهَذَا كَانَ قوام الدّين بِالتَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَار كَمَا قَالَ الله تَعَالَى أول هود" الر كتاب أحكمت آيَاته ثمَّ فصلت من لدن حَكِيم خَبِير أَلا تعبدوا إِلَّا الله إِنَّنِي لكم مِنْهُ نَذِير وَبشير وَأَن اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يمتعكم مَتَاعا حسنا" الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى في فصلت "فاستقيموا إِلَيْهِ واستغفروه" وَقَالَ تَعَالَى في مُحَمَّد "فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله واستغفر لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات" وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث :يَقُول الشَّيْطَان أهلكت النَّاس بِالذنُوبِ وأهلكوني بِلَا إِلَه إِلَّا الله وَالِاسْتِغْفَار " وَقَالَ يُونُس في الْأَنْبِيَاء "لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين "وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا ركب دَابَّته يحمد الله ثمَّ يكبر ثَلَاثًا وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا أَنْت ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي

5- ختام المجلس والوضوء

وَكَفَّارَة الْمجْلس الَّتِي كَانَ يخْتم بهَا الْمجْلس وَالْوُضُوء سُبْحَانَكَ الله وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك وَالله أعلم وَصلى الله على مُحَمَّد وَسلم.

6 - الاستغفار اليومي

فإن العباد لا بدّ لهم من الاستغفار أولهم وآخرهم، فَإِن العَبْد لَو اجْتهد مهما اجْتهد لَا يَسْتَطِيع أَن يقوم لله بِالْحَقِّ الَّذِي أوجبه عَلَيْهِ فَمَا يَسعهُ الا الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة عقب كل طَاعَة في سيد الاستغفار: " أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي " وَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيد الاسْتِغْفَار أَن يَقُول العَبْد اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وابوء بذنبي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت" من قَالَهَا إِذا أصبح موقنا بهَا فَمَاتَ فِي يَوْمه دخل الْجنَّة وَمن قَالَهَا إِذا أَمْسَى موقنا بهَا فَمَاتَ من ليلته دخل الْجنَّة فَالْعَبْد دَائِما بَين نعْمَة من الله يحْتَاج فِيهَا إِلَى شكر وذنب مِنْهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى استغفار وكل من هذَيْن من الْأُمُور اللَّازِمَة للْعَبد دَائِما فَإِنَّهُ لَا يزَال يتقلب فِي نعم الله وآلائه وَلَا يزَال مُحْتَاجا إِلَى التَّوْبَة والاستغفار وَلِهَذَا كَانَ سيد ولد آدم وَإِمَام الْمُتَّقِينَ يسْتَغْفر فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيهَا النَّاس تُوبُوا إِلَى ربكُم فَإِنِّي أَتُوب إِلَى الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة وَقَالَ عبد الله بن عمر كُنَّا نعد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمجْلس الْوَاحِد يَقُول رب أَغفر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم مائَة مرّة وَقَالَ إِنِّي لأستغفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي الْيَوْم اثْنَتَيْنِ وَسبعين مرّة وَفِي صَحِيح مُسلم أَنه قَالَ إِنَّه ليغان على قلبِي وَإِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة كان يقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطأي وعمدي، وهزلي وجدّي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت) .هذا وللحديث صلة بحول الله وقوته

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية