رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فالح حسين الهاجري

فالح حسين الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

512

فالح حسين الهاجري

لا يُمثّلون إلا أنفسهم؟!

25 ديسمبر 2016 , 01:41ص

كم جريمة شوّهت صورة مجتمع، وإن كان يرفضها هذا المجتمع أو ذاك، وكم جريمة تم اتخاذها باسم جماعة، وإن كانت هذه الجماعة أو غيرها تُدينها، وكم وكم وكم....، إلا أن أشدها فتكا وأخطرها تلك التي تُتخذ باسم الدين والقوميّة!!

وللأسف إن أكثر هذه المحاولات بشاعة واستنكارا ما يحدث في عصرنا الذي نعيشه من جرائم، يتم رميها وإلحاقها باسم الدين الإسلامي، وهو براء منها وممن يرتكبها كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، لم نسمعها حتى في أحلك الظروف ولم يرتكبها أو يرتضيها من هم خارج الدين الإسلامي، ومع ذلك رأيناها وسمعناها ممن هم محسوبون على الإسلام وأهله ويتحدثون بلغة درسها وكررها مرارا وتكرارا حتى يصل للهدف الذي عجز عنه الأعداء فوفره لهم دون عناء أو تعب!! فهل دين الإسلام يدعو لحرق الأسرى، وهل دين الإسلام يرضى بذل أهله وتخويفهم وتشريدهم من ديارهم وإجبارهم على الخروج من بيوتهم؛ حتى يكونوا عرضة للبرد القارص في الشتاء أو الحرّ صيفا!! هل القبض على حرائر النساء الآمنات غاية لم يصل إليها أهل الإسلام وفهمها وعرفها المحدثون في الإسلام ما ليس فيه!؟ أمور كثيرة نتابعها ونشاهدها حتى أُصبنا بالقرف ووصلت مشاعرنا إلى حد التبلّد.

لا استغراب، فقد شهدنا في عصرنا هذا حكاما أباحوا لأنفسهم أن يبقوا على جماجم شعوبهم من أجل البقاء على كراسيّهم والحصول على أكبر قدر من "الأنا"، هذه الأنا التي طفت على شعب بأكمله، وحضارة دُمّرت بكاملها من أجل أن تبقى الأنا حاضرة!! من أجل الحظوة التي ورثها دون وجه حق، بل جددها بانتخابات على جثث الشهداء والفقراء والأطفال والعاجزين، والمشكلة الأكبر أنها جاءت بنسبة غريبة عجيبة، وكأن الأمر في بلاد الشام أمن وأمان ورخاء!! كأن عدد الشهداء لم يتجاوز نصف المليون شهيد، وإن كانت بعض الإحصاءات تدل على أكبر من هذا العدد، ولم يتم تهجير الملايين حتى أصبحوا لاجئين ووصلت معاناتهم أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وكأن البحر لم يلتهم عددا كبيرا منهم!! بل كأنه لم يستدع المليشيات الطائفية وقوات بعض الدول التي لها عداء مع أهل الإسلام الحق، وأذاقوهم مرّ الهزائم حتى ينتقموا بطريقتهم التي هي في الأساس طريقته وطريقة نظامه في الحكم!!

لكن الحق باقٍ وإن غاب سيظهر ولو بعد حين، وإن اعتقد بعض الدخلاء على الإسلام ومشوّهيه، أو نظام الأسد ومعاونوه أنهم منتصرون، فهي حقيقة غابت عن أعينهم، لأن الخاسر الأكبر هم وإن كان ظاهرا عكس ذلك، وليس أدل على ما أقوله من أفولهم واستنجادهم بالأعداء وعدم سيطرتهم على ما يدّعون أنه تحت إمرتهم، بل إن خيوط اللعبة بدأت تتكشف وسنقرأ نتائجها قريبا وسنعجب من هول بعض المعلومات الصادمة التي لم تكن في الحسبان.

مساحة إعلانية