رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يسرني أن أتقدم لكم بأطيب التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، سائلاً الله تعالى أن يعيده على الجميع بالخير والصحة والعافية والسلامة وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، متمنيا لكم حياة ملؤها السعادة والفرح والسرور. إنها تهنئة واجبة وتحية لكل القراء، وإذا كنا ندعو المولى عز وجل أن يكون العيد مناسبة للخير والسعادة والفرح والسرور، فهذا الأمر لن يأتي إلا بنبذ الخلافات وتركها والعمل على تفعيل الحوار وإحقاق الحق.
فالاختلاف وسيلة للتواصل والتكامل والأخوة والائتلاف خاصة أن شريعتنا الإسلامية في مصدريها الأساسيين من قرآن كريم وسنة صحيحة أرست قواعد عظيمة وأسسا متينة تؤسس لفقه الاختلاف بما يجعله طريقا للتعايش واللحمة لا وسيلة للتنابذ والفرقة.
يا لها من سماحة لهذا الدين الحنيف، فالسنة تؤسس لفقه الاختلاف، ولابد لنا جميعا التفقه في أدب الخلاف، فليس مقبولا أن يتفق كل البشر أو جماعة من الناس في كل شيء، ولكن المقبول أن يوضع الخلاف في موضعه ولا يتجاوز به حده ليصير سببا للقطيعة والهجر، ولو فعل الناس هذا لما بقي اثنان على مودة وإخاء، فخلافات العلماء والأئمة كثيرة ولا تحصى، ومع ذلك لم يكن ذلك سببا في بغض بعضهم البعض.
وعند حصول الخلاف، فلابد من أن نسعى جميعنا إلى رأب الصدع وإنهاء الفرقة تعظيما أعظم لأجرنا، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
وأعتقد أن علينا ونحن نعيش تلك الأيام المباركة أن نتجاوز ما نراه في الساحة السياسية وهي مليئة بكل أسف بالصراعات والخلافات واختلاف في الآراء بين أطراف متعددة وتباين في وجهات النظر، ويتشبث كل طرف برأيه وكل شخص بحجته من دون النظر إلى مدى صحتها. وهناك نوعان من الخلافات، خلاف مَرضي يدمر الأوطان وروابط الأسرة الواحدة، وآخر صحي، مثل الخلاف بين الدعاة الذي ربما يكون أحيانا رحمة بنا. وهذا يستلزم العمل على تجنب أسباب الفرقة ما استطعنا لذلك سبيلا، فالفرقة تضعف الصف وتفرق الجهود وتذهب القوة ويكون مصيرنا الفشل والتراجع وعدم التقدم. قال الله تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].
وعصريا.. قالوا إن الديمقراطية هي التوافق بعد الاختلاف، خاصة حينما تصل الأمور إلى الاستقرار ونبذ الخلافات مع الاعتراف بالوجود المكافئ للآخر، سواء أكان دينيا أو سياسيا أو عرقيا، فالديمقراطية هنا تعني اعتراف كل منا بحق الآخر في الوجود وليس ذبحه والإجهاز عليه حتى نجنب الوطن الشرور، وبما يسير به إلى بر الأمان. فعندما ينظر كل مواطن لأخيه في الوطن بعين المساواة وإقراره بحق الشقيق أو الصديق أو حتى الغريب في الاختلاف معه لونا أو جنسا أو دينا أو فكرا، فهذا من شأنه السير في طبائع الكون. ولولا ذلك لخلقنا الله جميعا نسخا مكررة متطابقة. أو كما جاء في سورة هود: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" (118).
ترى هل ينطبق هذا القول الحكيم على واقع الحوارات في هذا الزمان الذي تحول فيه الحوار إلى تنابذ، واستبدل بلغة الإقناع الهادئة لغة الاتهامات العنيفة. ولذلك تحول الحوار إلى صراع وأصبح كل طرف على حق دائما، والآخر على باطل في كل الأحوال. ومن الأمانة الاعتراف بأن هذه الآفة هي نتيجة ادعاء البعض باحتكار الحقيقة، وهؤلاء يسارعون إلى توجيه السهام للمخالفين لهم في دينهم وآرائهم وأفكارهم، ويصل الحال إلى قمعهم، ويصل الحال أحيانا إلى استخدام العنف معهم، وهنا مكمن الخطر.
ومن ثم، فلا ضرر من أن يختلف الجار مع جاره والأخ مع أخيه والرئيس مع مرؤوسيه، ولكن الضرر هو أن يكون الاختلاف جارحا وعدم العودة للحق، فالعودة للحق فضيلة. حتى الحضارة الإنسانية ليست واحدة بل هي متنوعة شرقا وغربا، دينا وسياسة وفكرا، وتؤكد القاعدة الحضارية أن تقدم الحضارة الإنسانية مرهون بتنوعها البشري والثقافي الخلاق. ويفضي إلى ضرورة إشاعة ثقافة الحوار. فالاختلاف الحق يفضي إلى الحوار الهادف بتعميق فهم الآخر أو محاولة استمالته إلى مواقفنا الفكرية أو حتى إقناعه بعدم صواب رأيه. ومن الخطر عدم احترام كل طرف للآخر، أو التسفيه من آرائه، لأن اللجوء إلى لغة العنف أو التهديد، يخرج بنا من إطار الحوار إلى التنابذ. مع ضرورة الإقرار بأن الأصل الحاكم للحوار هو الإدراك بأن المعارف والأفكار نسبية، طالما كانت من صنع الإنسان. ولذلك فلا أحد يمتلك الحقيقة أو يحتكرها. وقديما قال الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
ونحن نعيش في هذه الأيام المباركة، علينا التمسك بفضيلة اجتماع الكلمة ونبذ التباغض والتحاسد، لأنه إذا تكاتفنا وتوحدنا سنكون الأعلون حتى لا نتفرق ويشق صفوفنا، تطبيقا لقوله عز وجل (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم).
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4149
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1740
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1599
| 02 ديسمبر 2025