رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د.عدي عوض الطعاني

مساحة إعلانية

مقالات

162

د.عدي عوض الطعاني

مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: آفاق واعدة ومحاذير واجبة

26 ديسمبر 2025 , 12:39ص

يُعد الذكاء الاصطناعي اليوم المحرك الأساسي لتحولات جذرية تعيد تشكيل تفاصيل حياتنا اليومية، وفي مقدمتها قطاع التعليم؛ إذ لم يعد مجرد أداة تقنية مضافة، بل أضحى نهجاً ابتكارياً يغير فلسفة التعلم والتدريب، من خلال ابتكار أدوات حديثة تواكب التسارع العالمي. ومع هذا الانفتاح التقني، تبرز ضرورة ملحة لتطوير القوانين والتشريعات التي تنظم استخدامه لضمان السلامة والموثوقية، وتجنب المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على جودة العملية التعليمية.

ويرتكز التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي على النظرية البنائية والاجتماعية؛ حيث توفر هذه التطبيقات بيئات تعلم تفاعلية تسمح للمتعلم ببناء معرفته ذاتياً من خلال الأنشطة والتجارب العلمية. وفي هذه البيئة، يتحول دور المتعلم إلى مستكشف وبانٍ للمعرفة وفق قدراته الخاصة، بينما يتطور دور المعلم ليكون موجهاً وميسراً. كما تعزز هذه التقنيات مبدأ «التفاوض الاجتماعي» من خلال إتاحة فرص التعلم التشاركي مع الأقران بطرق رقمية مبتكرة.

وتتجلى قيمة الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية في قدرته الفائقة على تفريد التعلم؛ حيث يوفر تجارب مخصصة تلبي الاحتياجات الفردية لكل طالب، ويساعده على التكيف مع المادة العلمية. كما يمثل الذكاء الاصطناعي رافداً حيوياً للمعلمين والمناهج على حد سواء؛ فهو يحرر المعلم من الأعباء الإدارية الروتينية كالتصحيح وتحليل البيانات، ويمنحه الوقت للتركيز على القرارات التربوية، بينما يساهم في تصميم مناهج مرنة تتوافق مع أداء المتعلمين وقدراتهم .

ومن التطبيقات الممكن استخدامها في العملية التعليمية تطبيق Gamma في إعداد العروض التقديمية، وتطبيق Vidnoz في إعداد مقاطع الفيديو، وتطبيق Designer في إعداد الصور التعليمي، وتطبيق Diffit for teacher في إعداد أدوات للمعلمين. 

ورغم هذه الآفاق الواعدة، يواجه دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم تحديات متنوعة لا يمكن إغفالها؛ تتنوع ما بين تحديات تقنية ترتبط بضعف البنية التحتية، وتحديات تنظيمية واجتماعية تتمثل في نقص التدريب ومقاومة التغيير، وصولاً إلى التحديات الأخلاقية المتعلقة بالتحيز والشفافية. إن العبور نحو مستقبل تعليمي ذكي يتطلب معالجة هذه المعوقات من خلال تحسين البنى الرقمية، وتكثيف تدريب الكوادر، ونشر الوعي بأهمية هذه التقنيات مع الالتزام بأقصى معايير النزاهة في التعامل مع البيانات والخوارزميات.

مساحة إعلانية