رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما عدت من الولايات المتحدة الأمريكية متخصصاً في مجال القيادة التربوية وتنمية الموارد البشرية قبل عقد من الزمن كان عدد من يطلقون على أنفسهم خبراء أو مدربين في القيادة أو التنمية البشرية في العالم العربي لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، أما اليوم فإن الصحف وأجهزة التواصل السمعي والمرئي ومواقع التواصل الاجتماعي بتنوعها تزخر بكثير من الإعلانات والدعوات لحضور ندوة أو محاضرة أو ورشة تدريبية لذلك الخبير في القيادة أو المدرب في مجال التنمية البشرية.
ولا شك أن لهذا الأمر مزاياه العديدة في ضوء الحاجة الماسة لهذا التخصص في البلدان العربية عموماً، إلا أن خطورة هذا الأمر -من ناحية أخرى- تتمثل في ما يمكن أن يطلقه بعض هؤلاء المدربين من مفاهيم مغلوطة، وتعميمات خاطئة تتعلق بالقيادة، تستند إلى ما يمتلكونه من معرفة بسيطة حول ظاهرة القيادة، ويتعاملون معها على أنها ثوابت معرفية مهارية في القيادة غير قابلة للتغيير، يتشربها المتدربون في برامجهم التدريبية ذات الموضوعات المتنوعة ويبدأون في تطبيقها في مؤسساتهم بوصفها ممارسات قيادية متميزة مستندة إلى نتائج بحثية حديثة.
مواكبة المستجدات البحثية
وتظهر أهمية القول السابق في خطورة عدم مواكبة هؤلاء المدربين للمستجدات البحثية في مجال القيادة جليّة، عند مناقشة قضية قيادية مختارة طال الحديث فيها وتشعب، مناقشة علمية بحثية تواكب المستجد، لا مناقشة تستند إلى كتب قديمة تكرّر طباعتها رغم قدم ما فيها من آراء، أو استناداً إلى رؤية خاصة قد تكون خاطئة في بعض الأحايين لشخصيات نعرفها أو نزاملها أو نقرأ عنها.
ولعل المثال الأبرز المجسد لهذه القضية هو النقاش الأزلي حول ما ماهية القيادة؟ وهل هي طبيعة أم صناعة؟، وهل يولد البعض ليقودوا المؤسسات بسمات يمتلكونها أم بجينات يورثونها (والأمران مختلفان)، أم أن الأمر لا يتعدى البيئة ونتاج تأثيراتها؟.
وفي عجالة أوضح أن ظاهرة القيادة ظلت حتى نهاية القرن التاسع عشر مرتبطة في معظمها بخرافات وأساطير وصور ذهنية نمطية مضللة.
فالقيادة تصلح لأشخاص أسطوريين، لهم طبيعة خاصة، يظهرون في الأزمات وأزمنة الحروب، يمتطون صهوة جيادهم، ويمتلكون القدرة على قتال الأعداء، وإثارة الحماسة في الجند، وقيادة المعركة بشجاعة ممزوجة بالذكاء والحنكة.
ولا شك أن مثل هذه الأساطير والخرافات والتعميمات الخاطئة متفرقة ومجتمعة قد أثرت في ما لدى بعض المدربين من معتقدات ومسلمات وتعميمات حول من يستحق أن يلعب أدواراً قيادية في مؤسسات المجتمع ومنظماته باختلاف مستوياتها، وسمات القائد فيها وخصائصه وأدواره.
وأصبحوا يصنفون الأفراد بالقادة استناداً إلى سمات وخصائص يُعدّ من أحصاها قائداً بالطبيعة أو الفطرة.
إلا أن الدراسة العلمية لظاهرة القيادة التي بدأت مطلع القرن العشرين جاءت لتقلل -في ذلك الوقت -من النظر إلى القيادة بوصفها قوة طبيعية خارقة أو خصائص فطرية جينية يفترض في من يمتلكها أتباعه، والإعجاب به.
وأصبح ينظر إلى القيادة بوصفها كفايات يمكن اكتسابها ومهارات يمكن تعلمها وعملا إنسانيا يحتمل الصواب والخطأ والنجاح والفشل. فالقادة يولدون بالتأكيد ولكنهم بعد ذلك يُعدون ليكونوا قادة.
أما البحوث الحديثة الجارية في هذا الشأن فيشير بعضها في نتائجه بحذر إلى عودة الافتراض بوجود استعداد فطري جزئي لدى بعض الأفراد لشغل دور قيادي وذلك من خلال اكتشاف علاقة ارتباطية بين إشغال دور قيادي لأفراد تمت دراستهم، ومكوّن موجود على أحد جيناتهم، إلا أن نتائج هذه الدراسات ما تزال تقترح أن إشغال الفرد لموقع قيادي هو نتاج معقد لتأثيرات جينية وبيئية.
ولا يختلف الأمر كثيراً في تعريف مفهوم القيادة فقد قدم المهتمون والباحثون في مجال القيادة مئات التعريفات لمفهوم القيادة، بل ذهب بعضهم إلى وجود تعريفات للقيادة تقارب في عددها عدد الباحثين الذين حاولوا تعريفها، ذلك أن الباحثين عرفوا القيادة اتساقاً مع رؤيتهم لها وجوانب الظاهرة الأكثر أهمية بالنسبة لهم.
فقد قدمت القيادة مفاهيم في كثير من تعريفاتها من منظور شخصي يقترح النظر إلى القيادة بوصفها اتحاداً لخصائص أو سمات خاصة يمتلكها الأفراد، وتمكنهم من دفع الآخرين لإنجاز مهماتهم.
كما قدمت القيادة في مجموعة أخرى من التعريفات بوصفها فعلاً أو سلوكاً يقوم به القائد لإحداث التغيير المنشود في المجموعة التي يقودها، وقدم باحثون آخرون تعريفاً للقيادة من منظور مهاري يؤكد أهمية مقدرات القائد من معارف ومهارات تجعل القيادة الفعالة ممكنة.
علاقة القوة بين القائد والأتباع:
وعرفت القيادة من منظور علاقة القوة بين القائد والأتباع، فالقادة يمتلكون القوة ويستخدمونها في الـتأثير في تابعيهم لإحداث التغيير المرغوب فيهم. ونظر باحثون آخرون إلى القيادة بوصفها وسيلة لتحقيق الأهداف من خلال مساعدة أعضاء المجموعة على تحقيق أهدافهم وتلبية احتياجاتهم، وأخيراً، عرف بعض الباحثين القيادة من خلال التركيز على عمليات الجماعة.
ويعد القائد من وجهة النظر هذه مركز التغيير والحيوية في الجماعة والمجسد لإرادتها.
وعليه، فإنني لا أرى سبيلاً لتعظيم أفهام المهتمين والراغبين بالانشغال بظاهرة القيادة والتنمية البشرية أفضل من سلوك المنهج العلمي الأكاديمي القائم على الدراسة الأكاديمية والبحث العلمي، بعيداً عن استنساخ آراء الآخرين وتكرارها دون برهان أو دليل بحثي.
ولا شك أن خيار دراسة القيادة والتنمية البشرية متاح في كثير من الجامعات حول العالم، ويبقى برنامج الماجستير في القيادة التربوية الذي تقدمه كلية التربية في جامعة قطر وما سيتبعه -غير بعيد– من إطلاق برنامج للدكتوراة في هذا المجال، خياراً مناسباً نشجعه لمقيمي دولة قطر عموماً ومواطنيها بشكل خاص لبناء مزيد من القيادات التربوية الوطنية الساعية لتحقيق أهداف التنمية المرسومة ورؤية قطر 2030.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1818
| 21 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن التقاضي في مجال التجارة والاستثمارات وذلك بإصدار القانون رقم 21 لسنة 2021 المتعلق بإنشاء محكمة الاستثمار مختصة للنظر في الدعاوى المتعلقة بالاستثمار والأعمال التجارية لتبت فيها وفق إجراءات وتنظيم يتناسب مع طبيعة هذه النوعية من القضايا. وتعكس هذه الخطوة القانونية الهامة حرص المشرع القطري على تطوير المناخ التشريعي في مجال المال والأعمال، وتيسير الإجراءات في القضايا التجارية التي تتطلب في العادة سرعة البت بها مع وجود قضاة متخصصين ملمين بطبيعتها، وهذه المميزات يصعب للقضاء العادي توفيرها بالنظر لإكراهات عديدة مثل الكم الهائل للقضايا المعروضة على المحاكم وعدم وجود قضاة وكادر إداري متخصص في هذا النوع من الدعاوى. وجاء القانون الجديد مكونا من 35 مادة نظمت المقتضيات القانونية للتقاضي أمام محكمة الاستثمار والتجارة، ويساعد على سرعة الفصل في القضايا التجارية وضمان حقوق أطراف الدعوى كما بينت لنا المادة 19 من نفس القانون، أنه يجب على المدعى عليه خلال ثلاثـين يوماً من تـاريخ إعلانه، أن يقدم رده إلكترونياً وأن يرفق به جميع المستندات المؤيدة له مع ترجمة لها باللغة العربية إن كانـت بلغة أجنبية، من أسماء وبيانات الشهود ومضمون شهاداتهم، وعناوينهم إذا كان لذلك مقتضى، ويجب أن يشتمل الرد على جميع أوجه الدفاع والدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المقابلة والعارضة والتدخل والإدخال، بحسب الأحوال. وعلى مكتب إدارة الدعوى إعلان المدعي أو من يمثله إلكترونياً برد المدعى عليه خلال ثـلاثـة أيام ولكن المادة 20 توضح لنا أنه للمدعي أن يُعقب على ما قدّمه المدعى عليه من رد وذلك خلال (خمسة عشر يوماً) من تاريخ إعلان المدعي برد المدعى عليه إلكترونياً. ويكون للمدعى عليه حق التعقيب على تعقيب المدعي (خلال عشرة أيام على الأكثر) من تـاريخ إعلانه إلكترونياً وبعدها يُحال ملف الدعوى إلكترونياً للدائرة المختصة في أول يوم . لانتهاء الإجراءات المنصوص عليها في المواد (17)، (19)، (20) من هذا القانون، وعلى الدائرة إذا قررت إصدار حكم تمهيدي في الدعوى أن تقوم بذلك خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ الإحالة، ليتضح لنا اهتمام المشرع بضمان تحقيق العدالة الناجزة. وتتألف هذه المحكمة من دوائر ابتدائية واستئنافية، وهيئ لها مقر مستقل ورئيس ذو خبرة في مجال الاستثمار والتجارة كما هيئ لها موازنة خاصة وهيكل إداري منظم، وسينعقد الاختصاص الولائي لها حسب المادة 7 في نزاعات محددة على سبيل الحصر تدور كلها في فلك القطاع التجاري والاستثماري. وإيمانا منه بطابع السرعة الذي تتطلبه النزاعات التجارية كما حدد هذا القانون مددا قصيرة للطعون، إذ بخلاف المدد الزمنية للطعن بالاستئناف في القضايا العادية أصبح ميعاد الاستئناف أمام هذه المحكمة (15 يوما) من تاريخ الإعلان، و7 أيام بالنسبة للمسائل المستعجلة والتظلم من الأوامر على العرائض والأوامر الوقتية، (و30 يوما بالنسبة للطعن بالتمييز). ومن أهم الميزات التي جاء بها أيضا قانون إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة ما سمته المادة 13 «النظام الإلكتروني» والذي بموجبه سيكون أي إجراء يتخذ في الدعوى يتم إلكترونيا سواء تعلق بتقييد الدعوى أو إيداع طلب أو سداد رسوم أو إعلان أو غيره، وذلك تعزيزا للرقمنة في المجال القضائي التجاري، وتحقيقا للغاية المنشودة من إحداث قضاء متخصص يستجيب لرؤية قطر المستقبلية. ونؤكد ختاما أن فكرة إنشاء محكمة خاصة بالمنازعات الاستثمارية والتجارية في دولة قطر يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني منها العوامل التي جعلت دولة قطر وجهة استثمارية مميزة على مستوى المنطقة والعالم وجعلها تتمتع ببيئة تشريعية قوية متقدمة تدعم الاستثمارات وتحمي حقوق المستثمرين. وتساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، وتعزز من مكانتها الدولية في المجال الاقتصادي لكن هذا المولود القضائي يجب أن يستفيد من التجارب المقارنة في المحاكم التجارية بالبلدان الأخرى لتفادي الإشكالات والصعوبات التي قد تطرح مستقبلاً ليكون رمزاً للعدالة الناجزة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
1500
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية والعربية للسياحة العائلية بشكل خاص، فضلاً عن كونها من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل ما تشهده من تطور متسارع في البنية التحتية وجودة الحياة. ومع هذا الحضور المتزايد، بات دور المواطن والمقيم أكبر من أي وقت مضى في تمثيل هذه الأرض الغالية خير تمثيل، فالسكان هم المرآة الأولى التي يرى من خلالها الزائر انعكاس هوية البلد وثقافته وقيمه. الزائر الذي يصل إلى الدوحة سواء كان خليجياً أو عربياً أو أجنبياً، هو لا يعرف أسماءنا ولا تفاصيل عوائلنا ولا قبائلنا، بل يعرف شيئاً واحداً فقط: أننا قطريون. وكل من يرتدي الزي القطري في نظره اسمه «القطري”، ذلك الشخص الذي يختزل صورة الوطن بأكمله في لحظة تعامل، أو ابتسامة عابرة، أو موقف بسيط يحدث في المطار أو السوق أو الطريق. ولهذا فإن كل تصرّف صغير يصدر منا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، يُسجَّل في ذاكرة الزائر على أنه «تصرف القطري”. ثم يعود إلى بلده ليقول: رأيت القطري … فعل القطري … وقال القطري. هكذا تُبنى السمعة، وهكذا تُنقل الانطباعات، وهكذا يترسّخ في أذهان الآخرين من هو القطري ومن هي قطر. ولا يقتصر هذا الدور على المواطنين فقط، بل يشمل أيضاً الإخوة المقيمين الذين يشاركوننا هذا الوطن، وخاصة من يرتدون لباسنا التقليدي ويعيشون تفاصيل حياتنا اليومية. فهؤلاء يشاركوننا المسؤولية، ويُسهمون مثلنا في تعزيز صورة الدولة أمام ضيوفها. ويزداد هذا الدور أهمية مع الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة عبر تطوير الفعاليات النوعية، وتجويد الخدمات، وتسهيل تجربة الزائر في كل خطوة. فبفضل هذه الجهود بلغ عدد الزوار من دول الخليج الشقيقة في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 900 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية قطر العائلية ونجاح سياستها السياحية، وهو أمر يلمسه الجميع في كل زاوية من زوايا الدوحة هذه الأيام. وهنا يتكامل الدور: فالدولة تفتح الأبواب، ونحن نُكمل الصورة بقلوبنا وأخلاقنا وتعاملنا. الحفاظ على الصورة المشرّفة لقطر مسؤولية مشتركة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية. فحسن التعامل، والابتسامة، والاحترام، والإيثار، كلها مواقف بسيطة لكنها تترك أثراً عميقاً. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنُظهر للعالم أجمل ما في مجتمعنا من قيم وكرم وذوق ونخوة واحترام. كل قطري هو سفير وطنه، وكل مقيم بحبه لقطر هو امتداد لهذه الرسالة. وبقدر ما نعطي، بقدر ما تزدهر صورة قطر في أعين ضيوفها، وتظل دائماً وجهة مضيئة تستحق الزيارة والاحترام.
1473
| 25 نوفمبر 2025