رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
العبد يبحث عن ذنبه لا عن حقه ونحن أحرار لم نتهيأ لصنع لحظتنا الفارقة كانت أدوات الفعل والتأثير والقوة خارج مسارنا الثوري ولم نكن نملك غير أحلامنا وغضبنا النبيل، كانت قوى التغيير تصارع على صعيد تحسين المسار الديمقراطي والتعددي لضمان أكبر قدر من نزاهة الانتخابات.
وكان هذا المسار أبعد ما يكون عن الدولة وعن التغيير الحقيقي إذ أحال صالح فيه الانتخابات إلى مجرد كرنفال احتفالي مديد ضد الديمقراطية.
كانت ثورة الشباب الشعبية السلمية غضبا مطالبا بالتغيير ضمن أفق محكوم بأدوات السلطة والنظام وخاضع لسيطرة الدولة التي تم وضعها خلال عقود في مواجهة المجتمع.
ما حدث مثل انفجارا أكبر من كل القوى الحزبية التقليدية التي رسمت وجودها على قدر مخاوفها من الحكم والحاكم، وبالتالي صعب استيعاب هذا الغضب ووجدت هذه القوى نفسها منجرفة مع تيار الثورة الفتية الهابّة بقوة وجموح بالغ، وأسوأ ما قامت به أنها خافت الذهاب معه إلى مداه الأبعد في التغيير فخانته في منتصف الزهو وقايضت به مقابل كل هذا الخراب نحن فقط نراجع لكي لا نتراجع ولكي نصوب الحركة والاندفاعات التالية، نحن لا نلتمس تبريرات بل نواجه أنفسنا ونراجع خطواتنا بحثا عن مواقع الزلل وعن المتروك من الأسباب وعما فات نباهتنا وخذل وثبتنا الكبرى واندفاعاتنا الظافرة،
ما حدث كان تصعيدا لغضب جمهور سرعان ما وجد نفسه تائها بين نخب منقسمة وأحلام كبيرة بالتغيير وواقع لم تزل فيه الضرورات أكبر من طاقة الحلم وهو ما أدخلنا مرحلة من اليأس والارتكاس سمحت بإعادة أكثر مسوخنا الشائهة إلى الواجهة.
بين الأمل الكذوب واليأس الصادق أختار اليأس الخلاق -المحرض على النقيض من القول والفعل-
كم هو مرهقٌ ادعاء الصحة في واقعٍ موبوء مسكون بالأدواء. نتملق أسقامه وضعفه ونربت على عاهاته بتأدب ووقار. بين خديعة الواقع وخديعة الذات تلازم وثيق. ويستمر الواقع المخادع بقدر استمرار مخادعة الذات. أناوش اليأس فاصلًا بين يأسٍ ويأس. بين يأسٍ حقيقي صادق وصل ذروته من خيارات وإتجاهات ووجهات ووجوه. بحيث يتم إغلاق باب التعاطي معها وإجتراح بدائل مغايرة. ويأسٍ آخر مزعوم يلتبس فيه الشك باليقين. وتختلط المشاعر والأفكار..فلا أنت محسوبٌ على اليأس ولا على الأمل.
أركز هنا على هذا الوعي الملتبس. الذي ينتج ما يقابله على مستوى الحضور. هذا الوعي المداهن والمهادن لا يمكن أن يشكل دافعًا لفعل مناقض ومناهض. هذا الشعور المختلط والمضطرب لا يمكن أن يدفع لتجاوز فعلي لأزمة الوجود.
ما يحدث أننا نبدو أيأس ما نكون من هذا الدرب الذي استهلكنا حتى النخاع. وذقنا مراراته وخبرنا ويلاته إلى المنتهى. ورغم هذا اليأس المصرح به نطور تعايشنا وتكيفنا على نحو دائم. دون أن يشكل يأسنا هذا فارقًا يذكر. بل يبدو مدعاة لمزيد من الانغماس والخضوع.
أشكك فيما ندعيه من وصولنا إلى درجة الانسداد. إذ لا أحد أعلن انفجارا يليق. إن التعاطي البائس مع ما يحدث ضمن أشكال وقورة تفصح بأننا لم نصل بعد حد القطيعة. وحد نفض اليد.
كل الثورات نتاج يأس حارق. ووعي فارق. لا بد من مجاوزة السلبية وإحداث صدمة حقيقية على مستوى الوعي والشعور. تخرج المرء من حالة التواطؤ مع قهره بحيث يركز طاقاته وإمكاناته وإرادته نحو الخلاص.
بين الوهم والحقيقة خيط ٌ رفيع. في مقدورنا أن نتحمل العيش في الوهم حين نجبن عن تحمل تبعات الحقيقة. لا يمكن للطبيب أن يؤجل مصارحة مريضة بطبيعة دائه وعلته. عليه في لحظة أن يكاشفه. فلأن يعيش على يقين من المرض خيرٌ له من أن يعيش على وهم الصحة. في الحالة الأولى يمكن تقدير إمكانات الشفاء ووسائل المدافعة. واتخاذ مجمل القرارات بإرادة ومسؤولية وإيمان. وفي الحالة الثانية يغدو المرء ضحية جهله بخطورة ما يحمل من أسقامٍ مميتة.
أتساءل إلى أي مدى نحن ضحايا وعينا الخاص والعام فيما يتعلق بطبيعة حياتنا وعلاقتنا بالدولة والنظام؟
إلى أي مدى يشكل حضورنا المترهل تجليًا لأزمات عميقة على مستوى الفكر والروح. أزمات حددت مستوى الفعل والخطاب.
هناك الكثير مما يجب أن نعترف به إن أردنا إحداث فرق. التغيير لا يمكن أن يكون نتاج وعي خامل. ولا مشاعر مبهمة. التغيير يبدأ حين نكف عن مخاتلة الذات. يبدأ حين نقرر صراحةً أننا لم نعد نطيق. حين نريد ونرغب بواقع آخر مختلف. حين نؤمل بقوة ما يداخلنا من يأس وحين نفعل بطاقة الأمل كاملة.
علينا ألا نخاف من كوننا يائسين بل من كوننا راضين قانعين، لا أتحدث عن الوعي الكئيب وسوداوية الروح ولا عن القنوط والإحباط المقعد، أتحدث عن اليأس الذي يمنح الأمل معناه، اليأس المحرر الذي يخرجك من دائرة المراوحة في درب الخسران، اليأس الذي يصل بك ذروة الانتهاء وإعلان القطيعة والرفض والثورة.
هذه العقود من توقف التغيير، تضع يأسنا المصرح به في دائرة الشك، يأسنا من السلطة الفاسدة ومن خياراتنا البائسة.
تنتظر اليمن تغييرًا ربما أكبر مما تعد به هذه المشاورات المحبطة وندرك الآن مدى خطورة التورط في تبني خيارات غائمة ملتبسة كليلة تزيدنا يأسا وبؤسا وخبطا في المتاهات.
لقد عاش اليمنيون في ظل حرب مفتوحة لم يكن الاستقرار الموهوم في ظل نظام صالح سوى حروب مؤجلة وهم اليوم بين خوضها حتى النهايات أو تركها تنهيهم بالتقسيط عبر المساومات والتسويات المجحفة.
لا نريد إطالة أمد عذاباتنا أكثر ولا الاستمرار في جلد أنفسنا كعبيد معاقبين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
 
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6639
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2703
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2187
| 30 أكتوبر 2025
