رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في ثالثة الأثافي بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المشروعة المحقة كما ذكر الرئيس بشار في أول خطاب له نهاية مارس الماضي أخرج اليوم ما في جعبته مما خف حمله من كنوز الإصلاح السحرية هذه المرة التي أراد بها أن يطلع علينا بعد غياب محير فكشف المستور بعد أن بلغ السيل الزبى، ورفع عقيرته واقفا على مدرج جامعة دمشق التي لم يكن الطلاب فيه حضورا اللهم إلا من كان مؤيدا أو له عذر الإحراج في الحضور ثم الإزعاج بالتصفيق، إلى أن انتهى الخطاب على حصان طروادة وسمعنا من قال: لافض فوه وإن من البيان لسحرا ومن قال: يا جماعة لا تنسوا أننا في شهر رجب وحالة:
عش رجبا تر عجبا
إن البلاء موكل بالمنطق
تسمع بالمعيدي خير من أن
تراه وبين هؤلاء وهؤلاء
قرأت ما يقال أن الرئيس شنَّف أسماع الأمة بما أصاب كبد الحقيقة في الحديث عن الوضع السوري الراهن وطرح الإصلاحات المطلوبة فقلت: لقد أطنب القائد في كلامه ليعرف كل من في شوارع الشام أنه أوجس خيفة منهم ولكنه حريص عليهم ولذلك طبخ للجميع اليوم طبخة شهية في اعتباره وأراد منهم أن يأكلوا منها حتى لو لم تعجبهم ولم يستشر أحدا منهم في نوعها وطعمها، فهي من الرئيس الأوحد ولابد أن تكون لذيذة طيبة نافعة وفي عهد الفكر الشمولي للأب والابن فلابد للقطيع أن يستسلموا فالآخر لا مكان له إلا في نفسيهما حتى لو لم تكونا على حق وفضيلة.
فماذا قال صاحبنا في بعض هذا الخطاب وأتى به من جديد، طبعا إن الأسطوانة التي تعود عليها شعبنا منذ أكثر من أربعة عقود هي الاتهام بالمؤامرة فما يقوم الأحرار به من احتجاجات سلمية فعلا ضده، إنما هي جارية في هذا السياق، إنها مؤامرة خارجية من سلسلة المؤامرات الكثيرة التي تعرضت لها سورية في تاريخها الطويل بسبب مواقفها السياسية، أي المشرفة، أي ليست المظاهرات عفوية انطلق بها الشارع نتيجة الاحتقانات والمظالم التي مر عليها قرابة نصف قرن وليست متأثرة باحتجاجات تونس ومصر وليبيا، ثم دعا إلى تقوية المناعة الداخلية والبحث عن نقاط الضعف وترميمها.
أجل: أما المؤامرة فهو ومن لف لفه يدركون أن هذا ليس صحيحا البتة وأن الشعب المهضوم لم يطالب في بداية هبته إلا بالإصلاح والحرية والكرامة والتخلص من حياة القهر والذل والاستعباد والاستبداد وممن يا ترى: من فئة قليلة في أسرة وحيدة ومن يلوذ بها ممن سخروا أي تطوير أو تحديث في البلد لمصلحتهم لا لمصلحته ولا يوجد دليل واحد على أنها مؤامرة خارجية إذ ولدت هذه الثورة في بلادنا ولادة قيصرية ورغم أنها في طريق مخاض عسير فقد ولدت لأن طبيعة السنن الكونية والتاريخية أرادت لها أن تظهر إلى حيز الوجود بعد هذا الكمون الهائل من ضيق الخناق، أما العلاج بتقوية المناعة الداخلية لحل المشكلات فهو ووالده قبله هما اللذان أضعفا هذه المناعة حتى هزل الجسم القوي وتسببا في إلحاق الذل بكل سوري حر أصبح يخجل في عهدهما أن يقول إنه سوري لما لسورية من تاريخ عريق عظيم ومن أعلام بارزين بمواقفهم في جميع جوانب الحياة ولكن:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى سامها كل مفلس
ومع ذلك فإن طبيبنا الذي انتقل من العيادة إلى القيادة أي من نطاسي إلى سياسي يبدو أنه نسي حقيقة التشخيص في العيادة العينية وأصبح جراحا بل جزارا يجيد الذبح والجرح والركل والعفس بل واغتصاب الفريسة الذي قام بها شبيحته دون غيره ومازالوا وبالرغم من هذا وبعد فساد أحد عشر عاما يحدثك عن الحل الداخلي وإصلاح الأحياء والأموات لتقوية المناعة إذ بهذا وحده أي الحل الأمني الأنجع تحل الأمراض وتنتعش الجسوم والنفوس من جديد، أما في باب السياسة التي هي حسن التدبير فأي تدبير أحسن من مخالفة المنطق وسحق أبجديات هذه السياسة من أجل السلطة والمغنم، وقد صدق الرافعي الأديب إذ يقول: إذا كانت المشكلة بين الذئب والحمل فلن يكون حلها إلا من أحد اثنين إما لحم الخروف أو عصا الراعي، وإذا كانت المصلحة في السياسة هي المبدأ فمعنى ذلك أن عدم المبدأ هو في ذاته مصلحة السياسة. وإن همّ مثل أولئك الساسة أن يقدموا دائما الكلمة الملائمة للوقت. أي تمويها وخداعا أقول: ولكن نسي الرئيس ومن معه أن الوعي بالحرية أصبح أمنع سد أمامهم وأكد القائد الذكي أن الحل الأمني أثبت فشله بإنزال الجيش والأمن لقمع الاحتجاجات بالنار مهما كان كلفة ذلك من ثمن ولكن بعد ماذا، بعد الصرخات والويلات والانتهاكات وقتل النفس التي طالت الجميع بما فيهم الشيوخ والنساء والأطفال والشباب الذين هم بأعمار الزهور، فهل قال هذا الملهم: حسبنا ما أجرمنا به، كلا إنه برر ضرورة إبقاء الجيش والأمن في المدن والأحياء لأن طبيعة المشكلة الآن تقتضي ذلك اعترافاً منه أن حكمه كما كان حكم أبيه لا يمكن أن يدوم بغير الدبابات والقمع وأن على الشعب أن يحاور جلاده مجبرا في هذا المناخ وإلا.. ونحن نعرف أن الجيش والأمن منذ عهد أبيه كانا الجهازين اللذين أشرفا على كل التحولات في الحياة وأرادا لها أن تأتي على صورتيهما وقد تحولت وزارة الدفاع وكذلك الداخلية إلى مركز تقرير للحياة العامة أي أصبحتا القوة الحاكمة وليستا من أدوات الحكم فحسب، وما الحزب الذي تسمى بحزب البعث العربي الاشتراكي، إلا تابع لهما وممنوع من القرارات المهمة وإن كل سوري نظيف شريف يعرف هذا كما يعرف الإنسان نفسه وأباه وأمه. وقال الأسد: إن العفو الذي أصدره مؤخرا لم يكن مرضيا للكثيرين على الرغم أنه جاء أشمل من غيره، إن جلدك وشعر رأسك يقشعر عندما تسمع هذا الكلام وتتساءل بحق: من يحاسب من ومن يعفو عن من؟ أبعد كل هذه الجرائم والفظاعات السابقة واللاحقة الحاضرة يتجرأ على مثل هذا المن والأذى، لقد اقترف الأسد بحق الضحايا ما يصلح حقيقة أن يعتبر جرائم ضد الإنسانية واليوم يريد أن يتصدق بالعفو على الأحرار أو يعفو المجرم عن غيره، أفبعد هذا المنطق منطق! نعم إننا نقول هذا بمعنى أنه هو المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجري من المآسي وإن اشترك معه أخوه ماهر وأركانه وشبيحته الأوغاد.. وقال الأسد: إنه سوف يعرض قوانين للإصلاح السياسي ويكلف لجنة وهيئة للإعداد لحوار وطني يشترك فيه الجميع وسوف يستشير وزارة العدل في ذلك.. ما شاء الله!! متى كان الديكتاتور يأخذ برأي غيره ويحترم رأي القضاة، بل إن هؤلاء القضاة ليعرفون ذلك لأنهم ما داموا أصحاب دين وذكاء وضمير حي فإنهم يعرفون أنهم محكوم عليهم قبل أن يحكموا على الناس، والجدير بالذكر أن حرف "سوف" تكرر في خطاب الأسد كثيرا حتى سماه بعضهم: مستر سوف، أي لأنه لا يمكن أن يكون مصلحا كما يريد الحق وأهله وإنما يعمل ذلك لكسب الوقت أو عمل ديكورات وزخارف لا تنفع حين يهوي البناء.
وأضاف الأسد: لا مبرر لأعمال القتل والتخريب في الاحتجاجات، وهذا كمن يقولون ضربني وبكى وسبقني واشتكى، أهكذا تورد الإبل يا سعد نعم إن الحرب خدعة ولكن مع العدو الإسرائيلي وسواه لا مع الشعب الذي لو كذبت في سبيله فلا مانع أما أن تكذب عليه وتقلب له ظهر المجن فهذا من صفات النعامة وإن كنت أسدا حقا وما من وسيلة إعلامية وشهود عياد وضحايا سقطوا وجرحى ومسجونين وفارين إلا ويشهدون أن الاحتجاجات "سلمية" وقد زورت أنت وحزبك وعصابتك الحقائق بجماعات مسلحة مزعومة لتبرر قمعك ولكن الشمس لن تغطى بالغربال وقد تمت الفضيحة للباطل على رؤوس الأشهاد عالميا.
وقال المؤيدون: ألم يقدم الرئيس التعازي للضحايا واعتبرهم شهداء لأهيلهم وللوطن وحزن عليهم؟!! قلت إذا لماذا اعتبرهم مخربين وهو الذي ناقض نفسه لما قال بداية إن مطالبهم مشروعة هذا من جهة ومن جانب آخر، إنما يقول ذلك كي ينجو مستقبلا من قصاص المحاكم الدولية، حيث إنه منع إطلاق الرصاص ولكن لم يستطع فأخذ يترحم على الشهداء ليكون إثباتا له أيضا أنه لا يرضى بقتلهم!
وقال الأسد: إنه تعجب لما فوجئ بعدد المطلوبين للعدالة في سوريا إذ بلغ 64 ألفا أي ما يعادل خمس فرق عسكرية،قلنا وهل هذا تم في غير عهدك المفسد وإن الله لا يصلح عمل المفسدين ولو فرضنا أن هؤلاء لم يكونوا كذلك ووجهناهم إلى جبهة الجولان اما يحررونها ولكن ماذا تقول للمكابر الفوقي المغرور المتعجرف المتجبر الذي لا ينظر بعين البصيرة، أما ما ذكره عن جوازات السفر وأنه أمر هو والمعلم بفتح اللام وزير الخارجية بمنح الوثائق للممنوعين فهذا حقهم لا منة لهما فيه ومع ذلك لم تنفذ الأوامر!
مشكلتنا العويصة معك ومع نظامك أيها الرئيس الوريث أنكم قوالون غير فعالين بكل ما ذكرتم من أمور أخرى وردت في الخطاب، أما شأن النازحين إلى تركيا ولبنان والأردن فعليكم من الله ما تستحقون في إجرامكم الشامل وعودا على بدء فكما قال مصطفى الرافعي: إن النصر أخيرا لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها!
Khaled-hindawi@hotmail.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2004
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1605
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1128
| 24 ديسمبر 2025