رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أصدرت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس الماضي بيانا طالبت فيه قطر بالإفراج الفوري عن ثلاثة مواطنين روس، تم اعتقالهم وتقديمهم للنيابة العامة بتهمة ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم ياندرباييف. ووجه البيان الاتهامات لقطر بدءاً من استخدام القوة المفرطة أثناء عملية الاعتقال وانتهاء بتواطئها مع الإرهاب الدولي!!! واسترسل البيان في تبرير وجود أجهزة الاستخبارات الروسية على الأراضي القطرية بأنها في إطار مكافحة الإرهاب ! وقامت يوم امس بتصعيد لهجتها تجاه قطر محملة إياها المسؤولية عن تطور الاحداث !!
عندما سمعنا عن خبر اغتيال "ياندرباييف"، وقبل انقشاع دخان التفجير المشؤوم، كنا في الشرق على قناعة بأن أيادي روسية تقف خلف الحادث. لم نكن الوحيدين على هذا الاقتناع، فالكثير من التحليلات والتعليقات السياسية حول العالم، والتي أعقبت الحادث، جاءت وهي توجه أصابع الاتهام إلى روسيا، لأسباب أصبح يعرفها القاصي والداني.
ولم توجه السلطات القطرية الاتهام وتحيل المتهمين للنيابة العامة إلاّ لأنها أصبحت الآن تملك أدلة قوية تدين المتهمين والجهة المنفذة للحادث. وستأخذ العدالة مجراها - إن شاء الله - خلال الأيام المقبلة. ولنا ما بين الحادث والبيان الروسي وتصعيد اللهجة وقفات:
- أولاً: اغتيال "ياندرباييف" كان إرهابا بكل ما تعنيه الكلمة. فالمجرمون لم يتورعوا في قتله بزرع قنبلة في سيارته، كانت لو انفجرت في مواقف السيارات قرب الجامع الذي يصلي فيه لأدت إلى قتل العشرات. وجاء البيان الروسي ليقدم التبريرات لوجود أفراد الاستخبارات الروسية على الاراضي القطرية، بأنه في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب! وربط ذلك بوجود الرئيس "ياندرباييف" في قطر، وسبق مطالبتها به بتهمة الإرهاب!! وجاء البيان الروسي أخيراً وكأنه يؤكد الدوافع والمصالح الروسية لهذا الاغتيال.
لا نعرف كيف ستبرر وزارة الخارجية الروسية مكافحتها للإرهاب في حين ان استخباراتها تقوم بالارهاب عينه! وما هي مبرراتها في إدخال عناصر استخباراتها للمتفجرات لتدنس واحة الأمن، وتروّع المواطنين في قطر، وكأننا جبهة وساحة للحرب على الارهابيين!! ولا ندري اذا كان هذا النوع من الأعمال يندرج تحت "الأعراف الدولية" التي تبجح بها البيان المذكور!.
لقد سمحت قطر لياندرباييف وأسرته بالاقامة المؤقتة على أراضيها ولم تكن له أي أنشطة سياسية أو غيرها، سوى ما يتعلق بنشاطه كمبعوث لدى دول العالم الاسلامي، ولو كان للمطالبات الروسية به أي أساس قانوني أو أخلاقي لبادرت قطر إلى إخراجه من أراضيها. ولكن - أغلب الظن - أن المطالبات كانت تفتقر الى أبسط أدلة الإثبات. وقد صورها البعض على أنها محاولات لتصدير المشاكل الداخلية للخارج. أما الإيحاء بأن قطر تدعم الإرهاب وتؤويه، فهذه سخافة لا تحتاج الى رد.
- ثانياً: كان لجهود وزارة الداخلية بأجهزتها ورجالها الفضل - بعد الله - في تتبع أطراف وخيوط هذه العملية الشائنة واكتشاف الجناة وتقديمهم للعدالة. وقد أثبتت سرعة الوصول الى الجناة أن أجهزة الأمن القطرية لن تكون أبداً "طوفة هبيطة" لمن يفكر بالعبث بأمن البلد وأمانه، حتى لو كانت أجهزة استخبارات دولة كبرى، فلدينا - ولله الحمد - من القدرة والكفاءة والامكانيات والثقة لأن تستمر قطر واحة آمنة، تحرسها عين الله ثم رجال وهبوا أنفسهم لفداء هذا الوطن.
- ثالثاً: والآن وقد أصبحت القضية ضمن ملفات النيابة العامة تمهيدا ليأخذ العدل والقانون مجراه، نتمنى أن يطالب المدعي العام بأقصى عقوبة ممكنة للمجرمين، وأن يجعل نصب عينيه أن القضية وحادثة التفجير هي الأولى من نوعها في قطر، وأن الجناة ما كانوا ليتورعوا عن تفجير هدفهم ومن حوله، وأن الرأفة هنا لا محل لها، والمطلوب أن نجعل من هذه القضية والأحكام الصادرة عنها رسالة واضحة لمن تسول له نفسه انتهاك حرمة هذا البلد وأمانه.
- رابعاً: في عالمنا اليوم، تتحكم الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في تشكيل الكثير من العلاقات بين الدول سواء إقليميا أو دوليا، ويتطلب الأمر في بعض الأحيان مرونة سياسية ودبلوماسية لتجاوز أي اشكالات أو أزمات تشوب العلاقة بين دولة وأخرى، وعلى الرغم من العلاقات المتميزة التي تربط قطر بأغلب دول العالم التي نسعى دائما إلى تطويرها واستثمارها لتعود بالنفع على شعوبنا.
إلا أننا يجب أن تكون لنا وقفة صارمة تجاه من يحاولون استغلال أمن البلاد وطيبة أهلها، وألا يكون الأمن والأمان في قطر محل مساومة مع الغير، والمثل يقول: "الوتد من أول ركزة"، وإذا كانت هناك مساومة هذه المرة فستكون هناك أخرى و"ستكر السبحة"، وستكون ارضنا مرتعاً "لمن هب ودب".
وكما ستكون للعدالة وقفتها في هذه القضية، نتمنى أن نرى وقفة سياسية لا تلين، فقد أثبتت قطر بوقفتها مع الحق أنها عود لا ينكسر، وخير مثال على ذلك الوقفة تجاه الضغوط السياسية الكثيرة التي مورست عليها للجم قناة "الجزيرة" تلك الوقفة التي أكسبتها احترام وتقدير الكثير من دول العالم.
سيكون نهجنا دائماً ان مَنْ يمد يده البيضاء لنا مصافحاً فسيجد في مقابلها عشراً من الأيادي البيضاء تمتد له، ومن يحاول استغلال قطر وأهلها لمآرب أخرى فعليه ان يفكر ثانية وثالثة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6381
| 24 أكتوبر 2025
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6210
| 27 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
5103
| 20 أكتوبر 2025