رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حسين عبداللطيف

مساحة إعلانية

مقالات

4212

حسين عبداللطيف

«الريح المرسلة»

30 مارس 2024 , 02:00ص

دأب المسلمون في شهر رمضان المبارك على مزيد من البذل والعطاء والجود والإحسان طمعاً بمرضاة الله تعالى وقبول صياهم ومضاعفة أجورهم، قال تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) - البقرة:245

ومن أروع صور العطاء في هذا الشهر الفضيل «إفطار الصائمين» ومواساة الفقراء بإفطارهم والإنفاق عليهم مما أحببناه، قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) - آل عمران:92

وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة بالبذل والعطاء في هذا الشهر الفضيل كما ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.

وقد كان الجود والبذل والعطاء من أعظم أخلاقه (صلى الله عليه وسلم)، واتصف بجميع أنواع الجود مثل الجود بالعلم، والجود بالمال، والجود بالنفس في سبيل الله، وما أحوجنا إلى أن نتبع سنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ونتلمس أخلاقه وهديه في كل وقت وحين، وخاصة في هذا الشهر المبارك، لا سيما أن معظم البلدان العربية والإسلامية تمر بظروف استثنائية ويعاني ملايين المسلمين من ويلات الحروب والتهجير والإبتلاء فهذه سنة الله عز وجل في عباده، قال تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 - 157

إن الصيام عبادة لله تعالى وفيه خير كثير، فهو يذكر الأغنياء بالفقراء والمحتاجين والإحسان إليهم وهذا من جملة «التقوى» التي شُرع الصيام لتحصيلها، والله أعلم.

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة / 183

وقد ورد في الحديث الشريف أن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة ؛ فالجمع بينهما من موجبات الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها) قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام) رواه أحمد.

ومن أكثر الصور التي شهدتها في حياتي، تبرع أخت فاضلة من مدينة «هجين» في ديرالزور بأسورتها الذهبية لتوزيع مادة الخبز على الأهالي المهجرين في المخيمات، بنية الشفاء لزوجها المريض ؛ الذي ساهم بدوره بإطلاق حملة إغاثية بعنوان «الريح المرسلة» وهو على فراش الموت..

مضى صديقي للقاء وجه ربه، بعد أن رسم وأهله واحدة من أجمل صور البذل والعطاء طمعاً برضى الله تعالى ورحمته، وترك لنا العظة والعبرة..

مساحة إعلانية