رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حظي الخطاب الأول لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، باهتمام كبير من جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تنافست على قراءة مضمون الخطاب وتحليله وتفسيره وتأويله، وقد تقاطعت تلك القراءات في بعض الأحيان وتباينت أحيانا. غير أن أهمية الخطاب تكمن في عنصرين مهمين، أولهما أنه كان بمثابة إيذان بشروق شمس القيادة الشابة من دوحة العرب لتسطع أنوارها على العالمين العربي والإسلامي، وثانيهما أنه يبلور ملامح المرحلة المقبلة لنهج الحكم الذي اختاره أمير الشباب. صحيح أن جوهر الخطاب أكد أن الثابت والراسخ في سياسة سمو الأمير المفدى أنها ستكون امتدادا لنهج سمو الأمير الوالد، خصوصا في المبادىء والثوابت والمسلمات. لكن مع التمايز في الأسلوب والتكتيك والأدوات التي تحاكي تطلعات الشباب وروح العصر.وتتجلى هذه الروح في مضمون الخطاب الذي يستخلص منه اثنتا عشرة نقطة تغطي جميع القضايا التي تهم الداخل والخارج.
لقد اختار سمو الأمير تميم أن يبدأ خطابه بالوفاء لأمير العز مشيدا بما صنعه سموه من إنجازات رائدة بلغت حد المعجزة الحقيقية في جميع المجالات، ملخصا سمات حكم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنها علامة فارقة في تاريخ قطر، شهدت ثورة متدرجة وشاملة انتهت بإنجازات عملاقة، واصفا سموه بأنه شخصية فريدة تجمع الحكمة والعاطفة وحسن التخطيط والتدبير ويحظى بمحبة شعبه وله مكانة خاصة في قلوب الجميع.
هذه المكانة اكتسبها سمو الأمير الوالد لأنه ـ كما يقول سمو الأمير تميم ـ تولى القيادة في قطر حين كانت دولة عالقة في الماضي غير قادرة على النهوض والتطور، فوضع مشروعا إصلاحيا ونموذجيا تحولت معه قطر من دولة بالكاد تعرف على الخريطة إلى دولة راسخة البنيان وفاعل رئيسي في السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة على مستوى العالم. ولذلك فإن باني دولة قطر الحديثة ورائد قطر ونهضتها غادر منصبه في خطوة غير مسبوقة وهو منتصب القامة وفي قمة عطائه.
نجاح سمو الأمير الوالد بتحقيق معجزة النهضة التي أبهرت العالم، أثارت حسد الحاسدين الذين أساؤوا لقطر وأهلها. وعلى هذا الأساس جاءت النقطة الأولى في الخطاب وهي الأولوية التي حددها سمو الأمير تميم بالحفاظ على موقع قطر الذي ارتقى من دولة تصارع على بقائها ونموها إلى دولة راسخة المكانة والبنيان. وقد أوضح سموه أن الحفاظ على مكانة قطر يقوم على مبدأ تحقيق الفائدة لأهل قطر وإفادة الآخرين مع شرط بالغ الأهمية وهو تجنب الغرور لأنه يقود إلى الأخطاء بينما التواضع الذي عرف به القطرييون هو سمة الأقوياء الواثقين من أنفسهم.
وجاءت النقطة الثانية لتكون العنوان الأبرز لعهد سموه وهو العدل والإنصاف، حيث قال سموه: إن ما يصنع الولاية الرشيدة عند الأمة هو العدل والصدق والقدوة الحسنة، مستلهما من القرآن الكريم الآية الكريمة: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
أما النقطة الثالثة فكانت إعلان سمو الأمير المفدى استجابته لنداء الواجب وعزمه على حمل الراية التي سلمه إياها سمو الأمير الوالد بكل فخر واعتزاز على رفعها عاليا تماما مثل فعل الأسلاف العظام. وهو بذلك يؤكد عزيمة على إدارة شؤون البلاد بكل مسؤولية واقتدار. وجاء برنامج عمل سمو الأمير في المرحلة المقبلة في مضمون النقطة الرابعة التي تضمنها خطاب سموه وهي رؤية قطر 2030 واستراتيجياتها الوطنية وخططها التنفيذية. وهذه الرؤية تضع مصلحة قطر وشعبها على رأس سلم الأولويات التي تشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية والثقافة. قد باتت الرؤية واستراتيجياتها معلومة من الجميع خصوصا وأن العمل جار على تنفيذها وفق خطط خمسية تضمن الارتقاء بجميع مقومات الدولة إلى أعلى المستويات العالمية، وتحقيق أرفع معدلات الرفاهية والنماء والازدهار للشعب القطري.
النقطة الخامسة تناولت موضوعا التبس على البعض، ولذلك كان لابد من توضيحه، وهو أن تغير شخص الأمير في دولة قطر لايعني أن التحديات والمهام قد تغيرت لأن قطر أصبحت دولة مؤسسات، وهذا معناه أن مسؤولية كل وزارة ومؤسسة وهيئة أن تقوم بواجباتها وفقا للقانون بغض النظر عن المسؤول أو الشخص الذي يديرها. وبالتالي فإن استمرار العمل وفقا للأطر القانونية، يتطلب عملا دوؤبا لمواجهة التحديات التي تشمل الاستثمار في صناعة النفط والغاز والبنى التحتية وتنويع مصادر الدخل والاستثمار الواثق لصالح الأجيال. وقد شدّد سموه على أن التحدي الأبرز يبقى تنمية الإنسان بوصفه أغلى ثروات الوطن.
وتناولت النقطة السادسة في خطاب سموه أولوية النهوض بالاقتصاد الوطني، وبناء المرافق العامة وتطوير الخدمات، وقطاع الشباب والرياضة، وإعادة هيكلة الوزارات لتقليل الازدواجية، بحيث تكون جميع المجالات العامة تحت مسؤولية وزارات واضحة ومحددة.
وفي النقطة السابعة سلّط سمو الأمير المفدى الضوء على قضية بالغة الأهمية وهي الشفافية والجودة، حيث قال سموه: "عندما يتعلق الأمر بالتنمية البشرية لايقتصر الموضوع على مفهوم النمو كزيادة في معدل دخل الفرد بل يصبح الموضوع تحسن أدائه ونبل قيِّمه وجديته وإنتاجيته في العمل وإخلاصه لوطنه". وهكذا يرسم سموه الحد الفاصل بين النمو وبين التنمية الشاملة المستندة إلى جودة العمل والإنتاج وليس تخمة الثروة. ولذلك يوضح سموه أن الثروة دون معايير للتنمية تؤدي إلى إفساد الفرد ونشوء الشخصية الاتكالية وغير المنتجة. ويحدد سموه السبيل للوصول إلى الغاية المنشودة بتطوير الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والرياضة،
مشددا على النجاح ليس بحجم الاستثمار بل بالنتائج والمخرجات. وهذا الأمر يستدعي الشفافية والتوقف باهتمام كبير عند النتائج داعيا إلى عدم التهاون إذا لم تؤت الاستثمارات النتائج المطلوبة، وذلك حتى لاتتحول الفائدة المرجوة إلى ضرر.
وحتى لايبقى هذا الموضوع البالغ الأهمية موضع تأويلات ملتبسة، فقد تحدث سمو الأمير بصراحة متناهية عن سبب عدم الحصول على النتائج المرجوة وقال: لاتتحقق النتائج المرجوة إذا حصل سوء تخطيط أو سوء إدارة أي باختصار سوء أداء ورعت تقارير غير صحيحة والتستر على أمور لايجوز التستر عليها وتحتاج إلى المعالجة الفورية.
هذا الوضوح الذي يبشرنا بعصر الشفافية والجودة أضاف عليه سمو الأمير المفدى نقطة أخرى لاتقل أهمية وهي عدم المجاملة في التعيينات، حيث قال: "لايجوز أن يعتبر أحد أن له حق أن يتعيّن في منصب أو وظيفة عمومية دون أن يقوم بواجباته تجاه المجتمع والدولة".
تقوم سياسة قطر الخارجية، على احترام قطر لالتزاماتها الإقليمية والدولية بما فيها الوعود الشفوية والعقود والمعاهدات، وقد حرص سمو الأمير على تحديد ماهو أعمق من ذلك حيث قال: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، لانعيش على هامش الحياة، ولانمضي تائهين بلا وجهة ولاتابعين لأحد ننتظر منه توجيها لأنه أصبح السلوك المستقل من المسلمات في قطر التي تملك رؤية واضحة.
فقد كانت بشرى لكل المظلومين والمضطهدين في العالمين العربي والإسلامي، حيث أعلن سمو الأمير المفدى أن أبواب قطر مشرعة أمام كل مظلوم وأمام كل طالب حق، مؤكدا أنها ستبقى كعبة المضيوم، مثلما قالها مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد ورددها بعده سمو الوالد، وستبقى قطر على هذا العهد في نصرة المظلومين. وعلى هذا الأساس يأتي انحياز قطر إلى قضايا الشعوب العربية والوقوف مع تطلعاتها للعيش بحرية وكرامة بعيدا عن الفساد والاستبداد.
وفي موازاة ذلك النقطة الثامنة تكرس الانفتاح والتوازن في العلاقات الدولية والإقليمية، وذلك استنادا إلى مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في الانفتاح على دول الشرق والغرب في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا. مع الحرص على الحفاظ على أفضل العلاقات مع جميع الحكومات والدول.
إن ما تضمنه خطاب سمو الأمير يعتبر برنامج عمل متكامل للعهد الجديد في قطر، والذي سيكون عهدا ذهبيا ساطعا بفضل روح العصر وحيوية الشباب التي أضافها سموه على النهج العريق المستمد من رؤية سمو الأمير الوالد. وسيبقى هذا الخطاب مرجعا لكل الإعلاميين والدبلوماسيين والمهتمين بالشأن القطري.
هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟
في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد
198
| 14 نوفمبر 2025
حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة
إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد
231
| 14 نوفمبر 2025
السقوط إلى هاوية الطلاق
من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد
144
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17154
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
8607
| 10 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
8025
| 11 نوفمبر 2025