رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
الشرق ترصد تأليف الكتاب الأول في مسيرة المبدعين

في مسيرة المبدعين، مواقف وقصص لا تُنسى تتعلق بإصدار أول كتاب لهم، فتظل هذه المواقف ماثلة في ذاكرتهم، ودافعة لإنجازهم العديد من الأعمال الإبداعية في الوقت نفسه، فيصبح الكتاب الأول في مسيرتهم شاهدا على تطور إبداعهم، وتنامي مفرداتهم، لاسيما وأن مفردات الكاتب تشكل له معيناً، ينهل منه، ليغذي إنتاجه الإبداعي. تتوقف مع عدد من المبدعين، حول أول كتبهم، وما صاحبها من مواقف وذكريات، يسترجعون من خلالها انطلاقتهم الإبداعية، والتي شكلت لهم فيها محطة لانطلاقة أوسع في عالم الكتابة والتأليف، ليتوجوا بعدها أعمالاً لا تقل إبداعاً في فروع شتى من حقول الأدب والمعرفة. كما يتوقف الكُتّاب عند قصص إصدارهم للكتاب الأول، وما احتواه من مضامين، وهو الكتاب الذي لم يصل إلى متلقيه عبثاً، بل كان محصلة قراءات في صنوف شتى من الأعمال الأدبية، والتي ساهمت في إثراء مخزونهم الأدبي. علي الفياض: قصة مشوقة صاحبت كتابي الأول يروي الكاتب د. علي بن عبدالله الفياض قصته مع الكتاب الأول الذي قام بجمعه وتأليفه وإعداده وتحقيقه ونشره. ويصفها بالقصة الطريفة والمشوقة، التي تحمل عظة وعبرة. ويقول: كتابي الأول هو الجزء الأول من لآلئ قطرية، والذي جمعت فيه أشعار مجموعة من شعراء منطقتي منطقة الشمال وبعض المناطق الأخرى في قطر وذلك أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وكانت بداية الجمع من قصائد والدي رحمه الله ثم جمعت قصائد الشعراء الآخرين وعملت على تفريغ التسجيلات التي قمت بها مع الشعراء والرواة وتدوينها وتحقيقها وشرحها وعرفت بالشعراء تعريفا مختصراً، وبعدما انتهيت من التدوين والتحقيق خطرت لي فكرة أن أقوم بنشر هذه الحصيلة الطيبة من الأشعار بين دفتي كتاب يحفظها ويلم شعثها. ويتابع: بالفعل، توجهت إلى إدارة الثقافة والفنون التابعة لوزارة الإعلام آنذاك - وزارة الثقافة حالياً - وحينما طرحت عليهم الفكرة رحبوا بها ووافقوا على طبع الكتاب ونشره وتوزيعه، ولكن بما أن الكتاب هو عبارة عن ديوان شعري فكان لابد أن يمر على لجنة الشعر النبطي وعُرض الكتاب عليها فلم يوافقوا على نشره لبعض التحفظات والملاحظات عليه وذلك سنة 1982. ويضيف: لم أيأس واستعنت بالله وأرجأت نشر الكتاب وأنا مصمم على نشره وطبعه فيما بعد، وفي تلك الفترة تعرفت على الوالد الشاعر راشد بن سعد الكواري الذي وجدت منه كل عون وتشجيع وقدم لي كل قصائده وقصائد والده التي يحفظها والمدونة عنده قدمها لي بكل أريحية رحمه الله فقمت بتحقيقها وشرحت معاني بعض كلماتها وقامت مكتبة المتنبي بطبع ونشر الديوان وتوزيعه سنة 1985. أما كتابي الأول فتوكلت على الله وقمت بطبعه ونشره على حسابي الخاص سنة 1986، وهكذا قدر أن يصدر الكتاب الثاني قبل الكتاب الأول الذي كنت أنوي إخراجه أولاً، ونستخلص من هذه القصة أن من كانت همته عالية وعزيمته ماضية فلن يحد طموحه حد ولن يعوقه عائق ولن يسد طريقه سد، أما من كانت عزيمته خائرة وهمته ضعيفة فلن يحقق شيئاً في هذه الحياة. د. زكية مال الله: أول دواويني تزامن مع حصولي على الماجستير تعتبر الكاتبة الدكتورة زكية مال الله العيسى، أول كتاب بأنه أول مولود يتخلق في رحم الإبداع، يستقبل الدنيا مشمولاً بفرحة القلب، وابتهاج المشاعر، يحمل في سماته صفات المبدع، ويشبهه في تفاصيل محتواه ومعانيه وألفاظه، ويستحوذ على سعادة الآخرين من حوله والأصدقاء والمعجبين، وهو الشرارة الأولى التي يقدحها الكاتب أو الأديب في شعلة قنديل، فيضيء مسارات قلمه ويحثه على السير قدماً في الطرق المعبدة، لترسيخ إبداعه وانتشاره. وتضيف أنها على هذا النحو استقبلت أول كتاب لها، وهو ديوان الشعر في معبد الأشواق، والصادر في القاهرة، عام 1985، وفي اليوم الثالث من حصولي على درجة الماجستير في العلوم الصيدلية في مصر، وأمضيت سنوات عديدة أجمع ما أكتب من القصائد في الكراسات ودفاتر المذكرات، وأقرأها على نفسي، ولا أطلع عليها أحداً، حتى تعرفت على صديقة عزيزة، هي د. مي الخاجة، أثناء دراستي في مصر للحصول على الدكتوراه، وهي التي أشارت عليَّ بطباعة ما أكتبه في ديوان شعر، بعدما لاحظت صلاحيته للطباعة والنشر. وتقول: استجبت للمشورة وبادرت للتجميع والاتفاق مع مطبعة دار الشروق في القاهرة، وبصورة سرية جدا، حتى استكملت الطباعة، واستلمت نسخ الكتاب بعد ثلاثة أيام من مناقشتي لرسالة الماجستير، وكانت مفاجأة كبيرة لصديقاتي في سكن قطر، حيث كنت أعيش في القاهرة، عندما أحضرت النسخ إلى السكن، وبدأت بالتوزيع، وكتابة إهداءات، وعمت الفرحة الجميع على مدى الأيام التالية، وتضاعفت سعادتي عندما قرر د. عبيد، رئيس قسم الكيمياء التحليلية في كلية الصيدلة، إقامة ندوة شعرية في الكلية للتعريف بالكتاب وتوزيعه على الطلبة، وكانت أمسية رائعة وحضورا مشرفا، وتكريما مبهرا. وتتابع: إن كتابي الأول في معبد الأشواق هو أحب الدواوين إلى نفسي وأكثرها شاعرية وتدفقاً للعاطفة والرومانسية التي يتسم بها شعري، واحتوى على القصائد الأولى التي كتبتها في المرحلة الأولى من الحياة، وهي أكثرها صدقاً وشفافية ووضوحاً وهذه الفرحة الخالصة والإحساس المتميز الذي لم أحيَه أبداً بعد ذلك في أي إصدار جديد، لأنه كان الأول والأجمل أثناء إقامتي في مصر، وسكن قطر، ومع الرفقة الجميلة، والعمر الزاخر بالحيوية والنشاط، وهو الخطوة الأولى ولا يزال الدرب ممتداً إلى ما شاء الله. د. هدى النعيمي: الأول شجعني على الاستمرار في الكتابة الأدبية تقول الكاتبة الدكتورة هدى النعيمي: إن الأمر احتاج جرأة وشجاعة لأتقدم بوريقات تحمل أقاصيص قصيرة إلى المطبعة لأطلب منها إخراج تلك الوريقات في كتاب يحمل اسمي على غلافه. تلك الأقاصيص، أو القصص القصيرة، كانت نتاج بضع سنوات شيء منها خططته في الدوحة، والبعض منها خططته في القاهرة حيث كنت في مرحلة الدراسات العليا لتخصص علمي بحت، وهو الفيزياء الإشعاعية، وتطبيقاتها الطبية، لتكون تلك الدراسة عوناً لي عندما أعود إلى دوحتي وعملي في قسم الأشعة في المستشفى. وتتابع: لم تكن الدراسة العلمية والوقوف في المعمل وإجراء التجارب لساعات يوميا، إلا حافزاً قوياً للهروب من رائحة المختبر إلى فضاء رحب آخر هو القراءة الأدبية التي أوجدت بين أصابعي حركة أخرى ترسم قصصاً قصيرة، تجمعت معي قصة بعد أخرى، قبل أن أتحلى بالجرأة التي أخذتني إلى المطبعة. وتضيف: درت بتلك الأوراق على عدد من المعارف وبعض الأدباء ممن أثق في رأيهم، وفي تقييمهم للكتابة، لم أرد أن أقدم نفسي للقارئ ككاتبة قبل أن أتحقق من مستوى كتابتي، ومن كونها تستحق أن أضعها بين يدي القارئ الكريم الذي أحترمه جدا، فلما جاءت تلك الردود الإيجابية من هؤلاء الذين اخترتهم كلجان تحكيم على كتابتي وأقاصيصي ومعظمها جاءت تحفزني، وتدفعني لنشر الأقاصيص، حملت أوراقي والأمل يحدوني أن تلقى القصص نفس الصدى عند قارئ لا أعرفه، واخترت لمجموعتي القصصية الأولى عنوان المكحلة وهو عنوان إحدى القصص. وتلفت إلى أنها في تلك القصة استوحيت المعنى من حكاية من التراث تدور حول شاب واخته يخطفهما الوحش ويحبسهما في مكان منعزل، لكن الشاب الشجاع يستطيع أن ينقذ أخته، ويجري بين السهول، وعندما يستيقظ الوحش من نومه، يبدأ في اللحاق بهما، فيطلب الفتى من أخته أن تكتحل وتنتظر إن كان الوحش قد اقترب منهما، وبالفعل تخرج الفتاة مكحلتها، لتكتحل وتنظر بوضوح إلى الخطر القادم نحوهما. ومن هنا أردت القول بأن الكحل للفتاة أو المرأة، ليس للزينة فقط، ولكنه يزيد من قدرتها على النظر إلى الأمام. لافتة إلى خروج مجموعتها القصصية الأولى المكحلة عام 1997 وكان لها صدى جميل جداً في القاهرة والدوحة، مما شجعني على الاستمرار في الكتابة الأدبية حتى يومنا هذا، وأظن أن مكحلتي بالفعل ساعدتني أن أنظر، فأرى أمامي. جمال فايز: مجموعتي الأولى محصلة قراءات أدبية يصف الكاتب جمال فايز الرقص على حافة الجرح الصادرة في طبعتها الأولى 1997 - وتلتها ست طبعات - بأنها المجموعة القصصية الأولى له، لأنها جاءت ثمرة سنوات من القراءات القصصية وأعمال روائية وثمرة قراءة متمعنة لست دراسات أدبية وقراءة كاملة لأبرز أعمال أدباء القصة مثل إدجار ألن بو الأمريكي وأنطون تشيخوف الروسي وهما من أعلام أدب القصة القصيرة، وعربياً قراءة الأعمال القصصية الكاملة لأمثال د. يوسف إدريس- أبو القصة القصيرة العربية الحديثة - وزكريا تامر وغيرهما، وجاءت مجموع ثمرة لسماع القصص الشعبية المروية من الوالدة حفظها الله وحضور ورشة القصة القصيرة التي استبدل اسمها لاحقا إلى الصالون الثقافي التي أقامتها الهيئة العامة للشباب والرياضة عام 1994 واستمرت إلى منتصف عام 1996 أشرف عليها د. مراد عبدالرحمن مبروك. ويقول: هذه الثمار من المعرفة المتراكمة المكتسبة لسنوات طرحت أسئلة عديدة في محاولة فهم ماهية أدب القصة القصيرة واكتساب معارف أسرار هذا الأدب التي كان ثمارها المجموعة القصصية: الرقص على حافة الجرح، وحظيت المجموعة القصصية عند وبعد إصدارها باهتمام الكتاب ونالت اهتمام النقاد فقدم لها قراءة أقلام عديدة، مثل د. نضال الصالح، وكاتب القصة أيمن دراوشة، والناقد سيد الوكيل، والناقـد الراحل أنور جعفر، ود. صالح هويدي، ود. مراد عبدالرحمن مبروك، وغيرهم. ويتابع: اختيرت المجموعة من قبل الباحثين لتكون منطلقاً لتقديم رسائلهم لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، منهم: الباحثة الأوكرانية لودميلا سافارا جالي التي عنونت رسالتها لنيل درجة الماجستير تأثير الثقافة في الحياة الاجتماعية في أعمال جمال فايز، كما تم اختيار المجموعة ضمن مقررات دراسية في جامعة قطر واختيار قصص منها ضمن المنهج المدرسي في عدد من المدارس المستقلة للبنين والبنات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، بجانب الترجمة من قصص المجموعة إلى لغات أخرى مثل: الإنجليزية والسويدية والبولندية والروسية والفرنسية والمالمية وغيرها.

864

| 21 أغسطس 2023

ثقافة وفنون alsharq
الشرق تناقش ظاهرة شُح الأفكار لدى المبدعين

تعد الفكرة ذات أهمية بمكان لكل مبدع، مهما تنوع هذا الإبداع، سواء كان عملاً أدبياً، أو صاحب عمل أكاديمي، غير أن كثيرين من المبدعين يشتكون من نضوب أفكارهم، ما يجعلهم في مأزق يبحثون خلاله عن الفكرة فلا يجدونها، فيحاولون عصف أذهانهم، فلا تنتج إلا إبداعاً مشوهاً، لا يليق بمنتج يقدم إلى متلقيه، محتوياً على وجبات معلوماتية تنير له طريقه، وتحترم خلاله عقله. الشرق تطرح ما يتردد عن شُح الأفكار لدى المبدعين، والأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وكيفية التخلص منها، فيما يؤكد كُتّاب أن موهبة الكتابة قادرة على تلافي كل ذلك، وإن وقعت هذه الظاهرة، فإنها ستكون مؤقتة، أو نادرة الحدوث. د. زكية مال الله : المخزون الإبداعي قادر على مطاردة خمول الأفكار الكاتبة الدكتورة زكية مال الله ترى أن هذه الظاهرة موجودة بالفعل لدى كثير من المبدعين، الذين يمكن أن يتوقفوا عن الكتابة لأسباب عديدة، منها ما هو شخصي، ومنها ما هو اجتماعي، دون أن يكون لذلك سببه في نضوب الفكرة ذاتها، وتسمى هذه الحالة بـالخمول الفكري، الذي ينتج عن عموم الأسباب المشار إليها. وتقول: إن هذه الحالة قد تكون مؤقتة، عندما تزول أسبابها، لذلك فمن الضروري أن يجعل الكاتب لنفسه مخزوناً فكرياً، حتى إذا تعرض لظروف ما، فإنه يستخرج من هذا المخزون ما يمكن أن يدعم عمله الإبداعي، سواء كان رواية أو قصة أو شعراً، غير أنها تُعلّق ذلك بضرورة أن تكون الموهبة محفوظة لدى الكاتب، لأن عليه أن يدرك أنه لا يخاطب نفسه، وإنما جميع المحيطين به. وتضيف إنها عاشت منذ 25 عاماً حالة من حالات هذا النوع، ولذلك كنت أستعيض عن مواجهة ذلك بملف أدون فيه مختلف الأفكار التي ترد على خاطري، ووقت أن أكون في ظروف ما تحول دون جلب الفكرة، كنت أستخرج هذا الملف لأستعين بما به من أفكار كنت سجلتها به، وهذا أمر انسحب على جميع مجالات حياتي، وليس فقط في مجال الكتابة الإبداعية، وهو المخزون الذي حقق لدىَّ نجاحاً،، لدرجة أنني كنت أكتب في اليوم الواحد 5 مقالات . لذلك تدعو الدكتورة زكية مال الله الكُتّاب إلى أن يكون لديهم مخزونهم الفكري، الذي يواجه شُح الأفكار، أو ندرتها، لافتة إلى أن الحياة العامة بكل ما تحمله من إيقاع سريع، بالإضافة إلى الواقع الحالي حافل بالعديد من الأفكار التي يمكن أن يستلهم منها المبدع أفكاره، لتكون زاداً له في مجاله، سواء كان علمياً أو أدبياً أو اجتماعياً، أو غير ذلك. د. محمد العنزي: المبدع قد يعاني من إشارات عضوية تؤثر في إنتاجه يرى الكاتب الدكتور محمد العنزي، أن الناحية النفسية في أن تثار قريحة الكاتب، وألا تنضب الأفكار والمعاني التي يريد أن تتدفق حال الكتابة، لها أسباب كثيرة، دون أن يكون هناك سبب واحد. ويحدد أول هذه الإشارات في الاحتياجات، فكلما أشبع لدى الإنسان حاجات معينة، كان قادراً على تحقيق أهدافه، وتحقيق ما يصبو إليه، وهذا من ناحية المبدأ، غير أن هناك خلافاً في تلبية حاجات الانفعالات والعاطفة، فقد يكون الحزن دافعاً للكتابة، أو دافعاً للإحجام عن الإبداع. كما يشير إلى أن من الأسباب أيضاً أن تكون هناك إشارات عضوية، وذلك على خلفية تأثير إفراز الغدد المسؤولة عن العمليات العقلية، وهذه لها تأثير بطريقة أو بأخرى، إذ لها تأثير على نسبة التركيز، وتدفق الأفكار، والتسلسل الفكري، وحضور الذهن، إلى آخر الجملة التي يكتبها المبدع. لافتاً إلى جانب آخر يتمثل في أن الكاتب يمكن أن يكون راغباً في حصر نفسه في موضوع ليس مجاله، فلا يبدع فيه، ولذلك على الكتاب ألا يحصروا أنفسهم في ميدان كتابي، لا يجيدون المسابقة فيه، حتى لو درسوه أكاديمياً، ولذلك عليهم خوض ميادين كتابية، ليجدوا أنفسهم فيها. ويقول د. محمد العنزي إن البيئة لها تأثير كبير، لكن لا يعول الإنسان عليها كثيراً، فقد تكون محبطة أو مشجعة، ولكن لشريك الحياة تأثير على مدى إشباع لعاطفته أو لحالته الشاعرية في الكتابة والإبداع. عبدالله فخرو: الاستمرارية التحدي الأبرز في إنتاج الأعمال الإبداعية يقول الكاتب عبدالله فخرو: إن حالة شُح الأفكار تصيب الفنانين التشكيليين وأصحاب الكتابة الأدبية، واصفاً إياها بأنها حالة طبيعية، تكاد تكون قائمة لدى العديد من مبدعي العالم، وأن تفسيرها العلمي غير محدد، وأنها قد تكون أقرب لأصحاب الأحاسيس المرهفة من المبدعين، ممن يمتلكون أدوات الكتابة، مما يجعلهم يتأثرون بظروف خاصة لرهافة حسهم، فيتوقفون عن الكتابة. لافتاً إلى أنه رغم هذه الحساسية المرهفة، إلا أنها ميزة في حد ذاتها، لأنها تجعل المبدع ينظر إلى الأشياء بنظرة مختلفة. ويتابع: إن هناك من الأسباب التي يمكن أن يُعزى إليها توقف المبدع عن الكتابة، منها غياب المحفزات، والتي ليست بالضرورة أن تكون مادية على الرغم من أهميتها، إلا أن هناك محفزات أخرى قد تكون معنوية. مستشهداً في ذلك بـ البيئة ذاتها التي يمكن أن تكون حاضنة أو منفرة للكاتب ليواصل إبداعه، ما يجعلها من الأهمية بمكان، وذات دور كبير في إثراء الإبداع أو فتوره. ويشدد فخرو على أهمية توفر كافة المحفزات للكاتب ليواصل مسيرته الإبداعية، ومنها أن يكون متمتعاً بالحرية اللازمة، دون تقييده، حتى لا يجد نفسه مقيداً بقواعد، يمكن أن تحول دون إتمامه لعمله الأدبي، ودعا إلى ضرورة احتضان الجهات والملتقيات المعنية بالشأن الثقافي للمبدعين. مثمناً في ذلك دور نادي الجسرة الثقافي والملتقى القطري للمؤلفين، وتنظيمهما الدائم للعديد من الفعاليات التي تبرز إسهامات المبدعين الأدبية. وحول التحدي الأكبر للكاتب فيما يُعرف بـنضوب الأفكار. يحدده عبدالله فخرو في عنصر الاستمرارية، إذ إنه من الأهمية بمكان، بما يجعله تحدياً أمام الكاتب، وخاصة أن هناك من قام بالكتابة بشكل عارض نتيجة لنزوة أو تجربة معينة، ثم توقف مطلقاً عن الكتابة، أو آخرين كتبوا لفترات طويلة ثم توقفوا فجأة، ما يشكل من الاستمرارية تحدياً في استمرار إنجاز الأعمال الإبداعية، داعياً إلى حرص الكاتب على تطوير أدواته بشكل دائم، وأن تكون لديه ثقافة الفكرة، بما يدفع بعمله إلى القبول في أوساط الجمهور. سهام جاسم: ثقافة الكاتب وأصالة موهبته معينان للإبداع تستهل الكاتبة سهام جاسم مداخلتها بما قاله الجاحظ قديماً: إنّ المعاني مطروحةٌ في الطريق. وقياساً على مقولته السابقة. تنطلق لتؤكد أنه يمكننا وضع الأفكار في موضع المعاني أيضاً، وتتساءل: أيّ طريقٍ ذلك الذي ستجدها مطروحة فيه..؟، إنّها لا تظهر إلا في طريق الباحث عنها فقط، ولن تعبأ مطلقاً بمن ينتظرها أن تأتيه بمزاياها ومبعث الذهول والإبهار فيها. وتقول إن الأفكار لا تنضب البتة ما دام الإنسان يعيش تجربة الحياة بكل تفاصيلها ويتفاعل معها، فالأفكار تعيش في ذهن الإنسان يستحيل أن تنتهي، والفكرة الواحدة تظلّ لتمتدّ في استرسالها ثم تستدعي التي تليها، إنها تماماً كحبل طويل أرسل دلوه ليصل عمق بئر ما ليبلغ غايته من الماء الذي ينوي الارتواء به. وتلفت إلى أن ما يعين الأفكار على الاسترسال والامتداد في أمر ما والتعمق في البحث حوله هو مدى ثقافة الكاتب وسعة الاطلاع لديه فكلما حرص عليهما أُتيح له شيء من ورود تلك الأفكار بعمقها وغريبها وقبل كلّ ذلك أصالة موهبته، عدا ذلك لا يوجد طريق آخر تجد فيه الأفكار مطروحة!. ولا ترى الكاتبة سهام جاسم أن شح الأفكار سبب من أسباب العزوف، وإن قال أحد الكتّاب إنّه عزف عن الكتابة بسبب شح الأفكار لديه، فإنه بذلك كان يهوى الكتابة في فترةٍ ما ثمّ مضى في حال سبيله. وفي المقابل، تؤكد أن هنالك أسبابا أخرى تكون لدى الكاتب المبدع تجعله يحجم عن مواصلة النشر لا الإحجام عن الكتابة، وكلٌّ له أسبابه وظروفه في هذه الحياة، لكن من المستحيل أنْ ينضب الفكر لدى كاتبٍ ما ويكون سبباً في التوقف عن الكتابة، إنّ ما يحدث لدى الكاتب المبدع في الحقيقة هو عملية توقف الإبداع عند مستوى ما لا يستطيع الكاتب تجاوزه لما هو أعلى منه وبعدها يبدأ في مرحلة تكرار الإبداع نفسه لكنّه يستمر، لأن ذلك أيضاً لا يعدّ سبباً للتوقف وهذا يحدث مع كبار الكتّاب المبدعين.

1538

| 23 سبتمبر 2020

آخرى alsharq
مقطع فيديو يدعم الإبداع خلال الحجر

بثت مؤسسة الدوحة للأفلام مقطعاً مصوراً من إنتاج المخرج والكاتب محمد الشريف، يثبت من خلاله أن مواصلة الإبداع يعد من أهم ما يحتاجه الجميع، وخاصة في ظل المرحلة الراهنة، وذذلك على خلفية الحجر الصحي، والبقاء في المنازل أمام جائحة كورونا. ودعم مقطع الفيديو المكوث في المنازل، وما يمكن أن يسفر عنه من إنتاج العديد من الأعمال الإبداعية، والتي يمكن أن تفيد الجميع، محذراً في الوقت نفسه من خطورة الاتكالية والسلبية. ودعا المقطع الجميع إلى تنوع الاستفادة من أوقات الحجر المنزلي، وذلك عن طريق الكتابة والقراءة والتصوير واعداد المقاطع المصورة، علاوة على المساهمة في شؤون المنزل. واعتادت مؤسسة الدوحة للأفلام عبر منصاتها الرقمية تقديم نصائح وفيديوهات مختلفة لعدد من خبراء السينما العالميين لضمان مواصلة الدعم وضمان الوصول الى الأهداف المرجوة بشأن دعم الأفلام، وذلك عبر مقاطع مصورة للعديد من صناع السينما العالميين.

320

| 03 مايو 2020

محليات alsharq
مركز الإبداع الثقافي ينظم ورشا متنوعة لطالبات الثانوية

ينظم مركز الإبداع الثقافي بالتعاون مع حملة أشرقي قيمي للموسم الثالث دورة تدريبية متكاملة لطالبات الثانوية، في الفترة من 3 إلى 24 أكتوبر القادم وذلك في مدرسة الكوثر الثانوية المستقلة للبنات.وتشمل الدورة ورشا متنوعة تقام يوم السبت من كل أسبوع منها: "قيادة الأعمال الإبداعية والتطوعية" للأستاذة فاطمة الحرمي، و"اختيار الذكاءات المتعددة" للأستاذ صلاح اليافعي، و"اكتشاف الشخصية القيادية حسب معايير MBTI"، و"حواجز الإبداع الخمس في حياتنا" للأستاذ عبدالله البوعينين.تجدر الإشارة إلى أن مركز الإبداع الثقافي يسعى إلى اكتشاف الموهوبين من كلا الجنسين وخاصة المعنيين بالثقافة سواء في مجال الشعر أو كتابة القصة أو حتى الرواية، وغيرها في حين يوفر المركز دورات تدريبية وورش عمل لتحفيز الشباب على الإبداع والعمل على تطوير قدراتهم في كافة المجالات فضلاً عن أن المركز يعمل على استقطاب أكبر عدد من المتطوعين لخدمة الثقافة لإكسابهم المهارات والخبرات التي قد تفيدهم في حياتهم المهنية.

304

| 30 سبتمبر 2015