رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1538

الشرق تناقش ظاهرة شُح الأفكار لدى المبدعين

23 سبتمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
ثقافة الكاتب تنعكس على حركة التأليف وصولاً للمتلقي
طه عبدالرحمن:

تعد الفكرة ذات أهمية بمكان لكل مبدع، مهما تنوع هذا الإبداع، سواء كان عملاً أدبياً، أو صاحب عمل أكاديمي، غير أن كثيرين من المبدعين يشتكون من نضوب أفكارهم، ما يجعلهم في مأزق يبحثون خلاله عن الفكرة فلا يجدونها، فيحاولون عصف أذهانهم، فلا تنتج إلا إبداعاً مشوهاً، لا يليق بمنتج يقدم إلى متلقيه، محتوياً على وجبات معلوماتية تنير له طريقه، وتحترم خلاله عقله.

الشرق تطرح ما يتردد عن شُح الأفكار لدى المبدعين، والأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وكيفية التخلص منها، فيما يؤكد كُتّاب أن موهبة الكتابة قادرة على تلافي كل ذلك، وإن وقعت هذه الظاهرة، فإنها ستكون مؤقتة، أو نادرة الحدوث.

 

د. زكية مال الله : المخزون الإبداعي قادر على مطاردة خمول الأفكار

الكاتبة الدكتورة زكية مال الله ترى أن "هذه الظاهرة موجودة بالفعل لدى كثير من المبدعين، الذين يمكن أن يتوقفوا عن الكتابة لأسباب عديدة، منها ما هو شخصي، ومنها ما هو اجتماعي، دون أن يكون لذلك سببه في نضوب الفكرة ذاتها، وتسمى هذه الحالة بـ"الخمول الفكري"، الذي ينتج عن عموم الأسباب المشار إليها.

وتقول: إن هذه الحالة قد تكون مؤقتة، عندما تزول أسبابها، "لذلك فمن الضروري أن يجعل الكاتب لنفسه مخزوناً فكرياً، حتى إذا تعرض لظروف ما، فإنه يستخرج من هذا المخزون ما يمكن أن يدعم عمله الإبداعي، سواء كان رواية أو قصة أو شعراً"، غير أنها تُعلّق ذلك بضرورة أن تكون الموهبة محفوظة لدى الكاتب، "لأن عليه أن يدرك أنه لا يخاطب نفسه، وإنما جميع المحيطين به".

وتضيف إنها عاشت منذ 25 عاماً حالة من حالات هذا النوع، و"لذلك كنت أستعيض عن مواجهة ذلك بملف أدون فيه مختلف الأفكار التي ترد على خاطري، ووقت أن أكون في ظروف ما تحول دون جلب الفكرة، كنت أستخرج هذا الملف لأستعين بما به من أفكار كنت سجلتها به، وهذا أمر انسحب على جميع مجالات حياتي، وليس فقط في مجال الكتابة الإبداعية، وهو المخزون الذي حقق لدىَّ نجاحاً،، لدرجة أنني كنت أكتب في اليوم الواحد 5 مقالات ".

لذلك تدعو الدكتورة زكية مال الله الكُتّاب إلى أن يكون لديهم مخزونهم الفكري، الذي يواجه شُح الأفكار، أو ندرتها، لافتة إلى أن الحياة العامة بكل ما تحمله من إيقاع سريع، بالإضافة إلى الواقع الحالي حافل بالعديد من الأفكار التي يمكن أن يستلهم منها المبدع أفكاره، لتكون زاداً له في مجاله، سواء كان علمياً أو أدبياً أو اجتماعياً، أو غير ذلك.

 

د. محمد العنزي: المبدع قد يعاني من إشارات عضوية تؤثر في إنتاجه

يرى الكاتب الدكتور محمد العنزي، أن "الناحية النفسية في أن تثار قريحة الكاتب، وألا تنضب الأفكار والمعاني التي يريد أن تتدفق حال الكتابة، لها أسباب كثيرة، دون أن يكون هناك سبب واحد". ويحدد أول هذه الإشارات في الاحتياجات، "فكلما أشبع لدى الإنسان حاجات معينة، كان قادراً على تحقيق أهدافه، وتحقيق ما يصبو إليه، وهذا من ناحية المبدأ، غير أن هناك خلافاً في تلبية حاجات الانفعالات والعاطفة، فقد يكون الحزن دافعاً للكتابة، أو دافعاً للإحجام عن الإبداع".

كما يشير إلى أن من الأسباب أيضاً أن تكون هناك إشارات عضوية، وذلك على خلفية تأثير إفراز الغدد المسؤولة عن العمليات العقلية، "وهذه لها تأثير بطريقة أو بأخرى، إذ لها تأثير على نسبة التركيز، وتدفق الأفكار، والتسلسل الفكري، وحضور الذهن، إلى آخر الجملة التي يكتبها المبدع". لافتاً إلى جانب آخر يتمثل في أن "الكاتب يمكن أن يكون راغباً في حصر نفسه في موضوع ليس مجاله، فلا يبدع فيه، ولذلك على الكتاب ألا يحصروا أنفسهم في ميدان كتابي، لا يجيدون المسابقة فيه، حتى لو درسوه أكاديمياً، ولذلك عليهم خوض ميادين كتابية، ليجدوا أنفسهم فيها".

ويقول د. محمد العنزي إن البيئة لها تأثير كبير، لكن لا يعول الإنسان عليها كثيراً، فقد تكون محبطة أو مشجعة، ولكن لشريك الحياة تأثير على مدى إشباع لعاطفته أو لحالته الشاعرية في الكتابة والإبداع.

 

 

عبدالله فخرو: الاستمرارية التحدي الأبرز في إنتاج الأعمال الإبداعية

يقول الكاتب عبدالله فخرو: إن حالة شُح الأفكار تصيب الفنانين التشكيليين وأصحاب الكتابة الأدبية، واصفاً إياها بأنها "حالة طبيعية، تكاد تكون قائمة لدى العديد من مبدعي العالم، وأن تفسيرها العلمي غير محدد، وأنها قد تكون أقرب لأصحاب الأحاسيس المرهفة من المبدعين، ممن يمتلكون أدوات الكتابة، مما يجعلهم يتأثرون بظروف خاصة لرهافة حسهم، فيتوقفون عن الكتابة". لافتاً إلى أنه رغم هذه الحساسية المرهفة، إلا أنها ميزة في حد ذاتها، " لأنها تجعل المبدع ينظر إلى الأشياء بنظرة مختلفة".

ويتابع: إن هناك من الأسباب التي يمكن أن يُعزى إليها توقف المبدع عن الكتابة، منها غياب المحفزات، والتي ليست بالضرورة أن تكون مادية على الرغم من أهميتها، "إلا أن هناك محفزات أخرى قد تكون معنوية". مستشهداً في ذلك بـ "البيئة ذاتها التي يمكن أن تكون حاضنة أو منفرة للكاتب ليواصل إبداعه، ما يجعلها من الأهمية بمكان، وذات دور كبير في إثراء الإبداع أو فتوره".

ويشدد فخرو على أهمية توفر كافة المحفزات للكاتب ليواصل مسيرته الإبداعية، ومنها أن يكون متمتعاً بالحرية اللازمة، دون تقييده، حتى لا يجد نفسه مقيداً بقواعد، يمكن أن تحول دون إتمامه لعمله الأدبي، ودعا إلى ضرورة احتضان الجهات والملتقيات المعنية بالشأن الثقافي للمبدعين. مثمناً في ذلك دور نادي الجسرة الثقافي والملتقى القطري للمؤلفين، وتنظيمهما الدائم للعديد من الفعاليات التي تبرز إسهامات المبدعين الأدبية.

وحول التحدي الأكبر للكاتب فيما يُعرف بـ"نضوب الأفكار". يحدده عبدالله فخرو في عنصر الاستمرارية، إذ إنه من الأهمية بمكان، بما يجعله تحدياً أمام الكاتب، وخاصة أن هناك من قام بالكتابة بشكل عارض نتيجة لنزوة أو تجربة معينة، ثم توقف مطلقاً عن الكتابة، أو آخرين كتبوا لفترات طويلة ثم توقفوا فجأة، ما يشكل من الاستمرارية تحدياً في استمرار إنجاز الأعمال الإبداعية، داعياً إلى حرص الكاتب على تطوير أدواته بشكل دائم، وأن تكون لديه ثقافة الفكرة، بما يدفع بعمله إلى القبول في أوساط الجمهور.

سهام جاسم: ثقافة الكاتب وأصالة موهبته معينان للإبداع

تستهل الكاتبة سهام جاسم مداخلتها بما قاله الجاحظ قديماً: "إنّ المعاني مطروحةٌ في الطريق". وقياساً على مقولته السابقة. تنطلق لتؤكد أنه "يمكننا وضع الأفكار في موضع المعاني أيضاً"، وتتساءل: "أيّ طريقٍ ذلك الذي ستجدها مطروحة فيه..؟، إنّها لا تظهر إلا في طريق الباحث عنها فقط، ولن تعبأ مطلقاً بمن ينتظرها أن تأتيه بمزاياها ومبعث الذهول والإبهار فيها".

وتقول إن الأفكار لا تنضب البتة ما دام الإنسان يعيش تجربة الحياة بكل تفاصيلها ويتفاعل معها، "فالأفكار تعيش في ذهن الإنسان يستحيل أن تنتهي، والفكرة الواحدة تظلّ لتمتدّ في استرسالها ثم تستدعي التي تليها، إنها تماماً كحبل طويل أرسل دلوه ليصل عمق بئر ما ليبلغ غايته من الماء الذي ينوي الارتواء به".

وتلفت إلى أن "ما يعين الأفكار على الاسترسال والامتداد في أمر ما والتعمق في البحث حوله هو مدى ثقافة الكاتب وسعة الاطلاع لديه فكلما حرص عليهما أُتيح له شيء من ورود تلك الأفكار بعمقها وغريبها وقبل كلّ ذلك أصالة موهبته، عدا ذلك لا يوجد طريق آخر تجد فيه الأفكار مطروحة!".

ولا ترى الكاتبة سهام جاسم أن شح الأفكار سبب من أسباب العزوف، "وإن قال أحد الكتّاب إنّه عزف عن الكتابة بسبب شح الأفكار لديه، فإنه بذلك كان يهوى الكتابة في فترةٍ ما ثمّ مضى في حال سبيله.

وفي المقابل، تؤكد أن "هنالك أسبابا أخرى تكون لدى الكاتب المبدع تجعله يحجم عن مواصلة النشر لا الإحجام عن الكتابة، وكلٌّ له أسبابه وظروفه في هذه الحياة، لكن من المستحيل أنْ ينضب الفكر لدى كاتبٍ ما ويكون سبباً في التوقف عن الكتابة، إنّ ما يحدث لدى الكاتب المبدع في الحقيقة هو عملية توقف الإبداع عند مستوى ما لا يستطيع الكاتب تجاوزه لما هو أعلى منه وبعدها يبدأ في مرحلة تكرار الإبداع نفسه لكنّه يستمر، لأن ذلك أيضاً لا يعدّ سبباً للتوقف وهذا يحدث مع كبار الكتّاب المبدعين".

اقرأ المزيد

alsharq انطلاق أيام قرطاج المسرحية 22 نوفمبر الجاري

تنطلق الدورة السادسة والعشرون من أيام قرطاج المسرحية في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري وتستمر حتى التاسع والعشرين... اقرأ المزيد

46

| 17 نوفمبر 2025

alsharq صالون روزا الثقافي يناقش الضوضاء الرقمية

أطلقت دار روزا للنشر أولى جلسات صالون روزا الثقافي في أمسية فكرية حملت عنوان كيف نصنع صوتاً يُسمَع؟،... اقرأ المزيد

72

| 17 نوفمبر 2025

alsharq 20 فيلماً قصيراً في مهرجان الدوحة السينمائي

يتنافس في مهرجان الدوحة السينمائي مجموعة متميّزة من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة، والتي تمثّل... اقرأ المزيد

84

| 17 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية