رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
البودكاست... صوت جديد يتحدى الإعلام التقليدي

في زمن التحول السريع للمشهد الإعلامي في عالمنا العربي، يبرز البودكاست كظاهرة آخذة في التمدد، تعيد رسم العلاقة بين المنتج والمتلقي، وتكسر احتكار المعلومة والرواية الذي طالما تمتع به الإعلام التقليدي. ومن منصات فردية إلى شبكات إنتاج احترافية، بات البودكاست صوتاً خارج الأستوديوهات التقليدية، يحمل مضامين تتراوح بين السرد العفوي والتحليل العميق، ويصل إلى جمهور متنوع يختار ما يشاء، متى يشاء، بعيداً عن أية تحديات تقليدية. غير أنه مع هذا الصعود اللافت لا تخلو الظاهرة من جدل؛ إذ تطرح تساؤلات جوهرية ، حول مستقبل الإعلام التقليدي، وأدوار ناقله، وما يمكن إذا كان البودكاست يمثل بديلاً فعلياً أم مكملاً للمشهد التقليدي، وهل تهديده لوسائل الإعلام التقليدية حقيقي، أم مجرد صدى لتغير أذواق الجمهور؟ في هذا التحقيق، تقترب الشرق من ظاهرة البودكاست بطرحها على مائدة النقاش بين الإعلاميين، بوصفها تحولاً ثقافياً وتقنياً، ونتناول ما تثيره من أسئلة حول دوره وأهميته، ومعايير جودته، ومدى حدود تأثيره، وعلاقته بالإعلام التقليدي. محمد بن سلعان المري: نافذة متطورة تتقاطع مع الإعلام التقليدي ولا تلغيه يقول السيد محمد بن سلعان المري، متخصص بالإدارة الإعلامية، إنه يلاحظ من واقع خبرته في الإدارة الإعلامية وشركات الإنتاج أن البودكاست انتقل من صوتٍ فردي إلى منصة تأثير جماعي، وأنه يؤمن بأن البودكاست لا يُمثل تهديدًا لوسائل الإعلام التقليدية، بل يُعدّ مسارًا موازيًا وتجديديًا في المشهد الإعلامي. ويتابع: إن البودكاست بدأ كمنصة صوتية بسيطة، تمنح الأفراد فرصة التعبير والطرح، لكنه سرعان ما تطوّر ليصبح محتوى مرئيًا ذا إنتاج احترافي، ينافس البرامج التلفزيونية من حيث الشكل والتأثير، ويُقدَّم عبر منصات رقمية متاحة ومجانية في متناول الجميع، مثل يوتيوب، إنستغرام، وإكس، وأبل وقوقل بودكاست، مما عزّز من انتشاره ووصوله لفئات متنوعة. ويلفت إلى أن ما يُميّز البودكاست عن الإعلام التقليدي ليس فقط حرية الطرح وتنوع الأساليب، بل مرونته الزمنية، وخصوصيته في بناء علاقة شخصية مع المستمع أو المشاهد، كما يُتيح تقديم محتوى متخصص وعميق يخاطب شرائح محددة، ويتحرر من قيود الجدولة والبث الرسمي، مما يجعله أقرب إلى نمط حياة الجمهور العصري. ويلفت السيد محمد بن سلعان المري إلى أن نجاح البودكاست لا يتحقق بدون عناصر مهنية واضحة، من حيث توفر رؤية تحريرية ناضجة، وإعداد محكم، وصوت إذاعي مؤثر، وإخراج صوتي ومرئي متقن، وتسويق رقمي ذكي قادر على بناء جمهور وتحليل سلوكه، مؤكداً أن البودكاست اليوم ليس مجرد خيار بديل، بل نافذة إعلامية جديدة تنمو مع الزمن، وتتقاطع مع الإعلام التقليدي دون أن تلغيه، لتصنع معًا مشهدًا أكثر تنوعًا وتفاعلاً، يعكس حاجات الجمهور المتغير وطموحات صناع المحتوى الجدد. - محمد المري: الإذاعة والتلفزيون ما زالا يحظيان بثقة جماهيرية كبيرة يؤكد الإعلامي في قناة الجزيرة محمد المري، أن البودكاست يمثل تحولًا عميقًا في المشهد الإعلامي المعاصر، حيث يتيح حرية تعبير غير مسبوقة، تجعل منه مساحة مفتوحة لصناع المحتوى بعيدًا عن قيود المؤسسات التقليدية. ويلفت إلى أن البودكاست يتميز بأن القرار بيد فريق صغير غالبًا ما يضم المنتج والمعد والمذيع فقط، دون الحاجة للمرور بهيئات رقابية أو تحريرية متعددة، مما يمنح المحتوى جرأة ومرونة أكبر، كما يمتاز بسقف حرية عالٍ، إذ يمكن التطرق فيه إلى قضايا حساسة أو مهمشة لا تجد مساحة كافية في الإعلام التقليدي، إما بسبب الاعتبارات السياسية أو التجارية أو البيروقراطية التحريرية. ويؤكد الإعلامي محمد المري أن هذا يجعل البودكاست وسيلة مفضلة لدى جمهور يبحث عن العمق والصدق والبساطة في آنٍ واحد، ورغم الانتشار المتسارع له، إلا أنه لا يُلغي دور الإعلام التقليدي، بل يشكّل مكمّلًا له، فالإذاعة والتلفزيون ما زالا يحظيان بثقة شريحة واسعة من الجمهور، خصوصًا في التغطيات الحية والأخبار العاجلة. أما البودكاست- كما يقول- فيتيح التخصص والحوارات الممتدة والطرح الشخصي، كما أن نجاحه لا يتطلب طواقم كبيرة، بل يحتاج إلى إعداد محكم، وتقديم مؤثر، وجودة صوت عالية، وقبل كل شيء فهم الجمهور المستهدف، فهو مساحة للتعبير الحر، يقودها الشغف لا الأجندات، ويشكل منبرًا حيويًا لصوت الفرد في زمن ازدحمت فيه المنصات وتعددت الخيارات. -علي المسعودي: يستعيد الصوت الإنساني في زمن الصخب البصري لا يعتقد الإعلامي والكاتب علي المسعودي أن البودكاست سيلغي وسائل الإعلام التقليدية، لكنه يعيد ترتيب سلّم التأثير، إذ حرّك المياه الراكدة في جسد الإعلام التلقليدي، وجعل من الفرد مؤسسة صغيرة لها جمهورها، وأرشيفها، وصوتها المختلف. ويقول: إن تميّز البودكاست الأهم يكمن في الحرية، وفي الارتباط العميق بالمستمع لا بالمُعلن، وفي إيقاعه الشخصي الذي لا تفرضه الساعة الإخبارية ولا روتين النشرة، فالبودكاست تحوّل جوهري في منظومة الاتصال، وجّهت المتابع إلى جوهر الحكاية والكلمة، ليعيد للحديث عمقه، وللأفكار مساحتها الآمنة، في زمن تتسارع فيه الإشعارات وتحتشد فيه المنصات، لكن النجاح في هذا المجال لا يأتي بالارتجال ولا الركض مع الراكضين بلا هدف او غاية او خطة، بل يحتاج إلى طواقم تمتلك القدرة على البحث، والحوار، والتقديم بلغة قريبة وعميقة في آن. ويقول إن نجاح البودكاست لا يعني التسرّع في خوضه، فالبودكاست الناجح يحتاج إلى وعي بالفكرة، وحسّ بالأسلوب، لأن الصوت وحده لا يكفي، فالمحتوى هو الأصل، والتحرير الصوتي هو اللغة الخفية التي تصنع الفرق. ويتابع: إن البودكاست العربي اليوم أمام فرصة نادرة، لا ليتحول إلى تقليد للغرب، بل ليعيد تشكيل فضائنا الثقافي بأسلوب عصري، يُنصت أكثر مما يصرخ، ويتحدث إلى الداخل قبل أن يبحث عن الصدى في الخارج. مؤكداً أنه «كواحد من أبناء الإعلام، لطالما استهوتني فكرة أن تُقال الكلمة بهدوء، وأن تُمنَح الفكرة وقتها دون أن تقاطعها موسيقى نشرة أو فاصل إعلاني». ويرى الإعلامي والكاتب علي المسعودي أن البودكاست ليس مجرّد وسيلة جديدة، بل هو استعادة للصوت الإنساني في زمن الصخب البصري. - أمل عبدالملك: يمثل تطوراً طبيعياًفي عالم الإعلام دون منافسة تؤكد الإعلامية والكاتبة أمل عبدالملك،أن البودكاست يُعد اليوم من أبرز وسائل الإعلام الحديثة التي لاقت رواجًا واسعًا بين مختلف الفئات العمرية، وذلك بفضل مرونته وسهولة الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان، فهو يقدم محتوى صوتيا متنوعا يشمل الأخبار، التعليم، الترفيه، الحوار الثقافي، والتنمية الذاتية، مما يجعله وسيلة إعلامية فعالة وجاذبة. وتقول: إن من أهم ما يميز البودكاست عن وسائل الإعلام التقليدية كالراديو أو التلفاز هو التحكم في الوقت والمحتوى؛ إذ يمكن للمستمع اختيار ما يناسبه من موضوعات وسلاسل، والاستماع إليها وقتما يشاء، كما أن كلفة إنتاجه أقل، مما يمنح الفرصة لصناع المحتوى المستقلين والمهتمين لتقديم رؤى جديدة بعيدًا عن قيود المؤسسات الإعلامية الكبرى. وتتابع: أنه رغم هذا الانتشار الكبير، إلا أنه من غير المرجح أن يُلغي البودكاست تمامًا وسائل الإعلام التقليدية، على الأقل في المستقبل القريب، حيث لا تزال تلك الوسائل تحتفظ بجمهور واسع، خصوصًا في مجالات الأخبار العاجلة والبث المباشر. وتقول إنه بالنسبة لطواقم البودكاست، فلا يشترط أن تكون كبيرة، والمهم أن تتوافر فيها مواصفات محددة، كالإلمام بأساسيات الحوار والإعداد الجيد، وجودة الصوت، وفهم الجمهور المستهدف، بالإضافة إلى القدرة على اختيار مواضيع مؤثرة وجذابة. وتشدد الإعلامية والكاتبة أمل عبدالملك أن البودكاست يمثل تطورًا طبيعيًا في عالم الإعلام، ويُكمل أدوار الوسائل الأخرى بدلاً من أن ينافسها بشكل مباشر. - ميلاد حدشيتي: يتميز بمساحة من العمق والتخصص وتلقائية الحوار يصف الإعلامي ميلاد حدشيتي مقدم بودكاست «كيف الحال؟» على «يوتيوب» قناة العربي 2 ، بأنه يوفّر مساحة مفتوحة للنقاشات المعمّقة، ويسمح بالاقتراب من قضايا قد لا تجد مكاناً لها في الإعلام التقليدي، فضلاً عن تميزه بطابعه الحواري الهادئ، وبتوقيته المرن الذي يمنح الجمهور حرية الاستماع في أي وقت ومن أي مكان، ما يجعله أكثر قرباً من أنماط الحياة المتسارعة. غير أن ذلك لا يعني- حسب قوله- أن البودكاست سيُلغي وسائل الإعلام التقليدية، إذ «من الصعب الحديث عن إلغاء بل عن تكامل، فالبودكاست لا يعتمد على التغطية الفورية ولا على السبق الإخباري، بل على السرد المعمّق والطرح التخصّصي الذي يتوجّه إلى فئة محددة، وهذا ما يميّزه». ويقول حدشيتي: إن المُعدّين يعرفون تماماً من يخاطبون، ولا يصيغون الحلقة لإرضاء جميع الفئات، بل لمن يهمّه الموضوع حقًا، مما يمنح البودكاست مساحة من العمق والتخصّص، أما على صعيد التنفيذ، فلا بد من توفر مقومات معينة. ويحدد هذه المقومات في سرعة بديهة مقدم البودكاست، لضمان انسيابية وتلقائية الحوار، والإصغاء الفعّال، الذي يسمح بالتفاعل مع الضيف والتعمّق في أفكاره بدل الاكتفاء بالأسئلة السطحية، إلى جانب المهارات التقنية في إعداد المحتوى والقدرة على صياغة هوية واضحة للبودكاست.

400

| 03 أغسطس 2025

ثقافة وفنون alsharq
الفاضل: الإعلام يكسب الجمهور بمواكبة التكنولوجيا

شاركت المذيعة شايعة الفاضل في ندوة الإعلام وقضايا المرأة .. الواقع والتطلعات" والتي نظمتها لجنة شؤون الصحفيات بجمعية الصحفيين العمانية وذلك بمحافظة ظفار، إذ طرحت فيها العديد من المحاور عبر جلساتها، وتركزت أغلبها في دور الإعلام التقليدي والجديد في طرح قضايا المرأة . وأشارت شايعة الفاضل، المذيعة بإذاعة صوت الخليج في ورقتها إلى أن المجتمع لابد أن يعزز دور المرأة أيضا، مؤكدة أن الإعلام التقليدي لابد من أن يحدد احتياجات جمهوره حتى يستطيع تقديم ما يلبي اهتماماتهم.وأضافت الفاضل أن الإعلام التقليدي لابد أن يواكب التطورات التكنولوجية حتى يكسب جمهوره ولا يفقدهم، بل لابد أن تستخدم الإعلام الجديد في الاحتفاظ بجمهورها، وذلك عن طريق عرض إعلانات البرامج الإذاعية والتلفزيونية – على سبيل المثال- في شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن طرح استبيانات في تلك الشبكات، لتقييم بعض البرامج التلفزيونية. بينما أشارت منال الجاسم، مذيعة في قناة المجلس بدولة الكويت أن الإعلام الكويتي اهتم في الفترة الأخيرة بمظهر المرأة وجمالها أكثر من اهتمامه بطرح مشكلاتها الحقيقية.أما فيما يتعلق بدور الإعلام الجديد، فقد أكدت سلمى الحجرية عضوة في اللجنة الوطنية للشباب أن أغلب الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي لهم هدف محدد لتواجدهم في هذه الشبكات، ويسعون إلى إيصال رسالة معينة، مشيرة إلى شريفة البرعمية التي تبذل جهودا في دعم رواد الأعمال، وتقدم عبر تواجدها في حساباتها المختلفة مواد تثقيفية وتوعوية لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وكانت الحلقة قد أوصت على ضرورة تفعيل دور الإعلام في التوعية بالتشريعات المحلية والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة، وتحديد استراتيجية واضحة الرؤية والأهداف لطرح قضايا المرأة في الإعلام الجديد، ورفع الوعي المجتمعي بما يدفع الإعلام في تناول وطرح مختلف قضايا المرأة ، وتوجيه المرأة في تفعيل حساباتها الشخصية عبر الشبكات الاجتماعية لخدمة قضاياها، وتجويد المحتوى الإعلامي المطروح حول قضايا المرأة والأسرة. فضلا عن تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص بأهمية دعم مبادرات المرأة العمانية، ومتابعة قضايا المرأة.يذكر أن حلقة العمل التي استمرت على مدار يومين، هدفت إلى الوقوف على واقع الإعلام العماني في تناوله لقضايا المرأة، فضلا عن التعرف على واقع الحقوق والمسؤوليات المرتبطة بقضايا المرأة في القوانين المحلية والدولية، والاقتراب من واقع المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص، ودورها في دعم مبادرات المرأة، إضافة إلى استعراض أبرز التجارب المحلية والخليجية للإعلام الجديد في تناول قضايا المرأة.

1515

| 29 أغسطس 2017

تقارير وحوارات alsharq
نهى نبيل لـ"بوابة الشرق": من لم يستطع مواكبة السوشيال ميديا فليتنحى

يعتبر سقف الحرية في إعلام السوشيال ميديا عالياً جداً إعتزالي كان لأسباب إجبارية طرفها الأول عائلي وجدت في وسائل التواصل الإجتماعي فرصة قوية للعودة مرحلة الاعتزال هي مرحلة جحيم البعد عن الإعلام الذي لا يستطيع أن يواكب السوشيال ميديا ويتماشىى معها فاليتنحا جانباً نبحث عن آلية صحيحة لتقديم التبرعات ودعم اللاجئين في المخيمات الدوحة منارة إعلامية مبهرة يحلم كل مثقف وإعلامي التواجد فيها أعلن لاول مرة بأن برنامجي الجديد سيعرض قبل شهر رمضان الإعلام هو قدري وسأعود بقوة في الأيام القادمة سأتواجد في مخيمات اللاجئين للإشراف على تسليم المعونات والمساعدات الإنسانية اليوم باتت نهى نبيل من أهم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد متابعيها ومحبيها على السوشيال ميديا الملايين، فعلى برامج التواصل "أنستغرام" وصل عدد متابعيها أكثر من 2 مليون متابع، وكذالك على سناب شات، بالإضافة إلى الاف المعجبين على فيس بوك وتويتر. وبعد غياب لسنوات تعود نهى نبيل لتطل على محبيها من خلال لقاء حصري مع "بوابة الشرق"، حيث كشفت عن الكثير من الأمور، وعلاقتها بمواقع التواصل الإجتماعي التي كانت وسيلتها الوحيدة في بلاد الغربة "أميركا" للتواصل مع محبيها ومعجبيها، فضلاً عن دورها في إيجاد طرق لدعم اللاجئين في المخيمات مع أصدقائها على وسائل التواصل. وتحدث الإعلامية الكويتة ( مصرية الأصل)، عن دعم اسرتها لها في عودتها، بعد أن كانت السبب في اعتزالها. نهى نبيل الشاعرة والإعلامية وأحد نجوم السوشيال ميديا حدثتنا عن رؤيتها للحركة الفنية والثقافية في قطر، وعن انبهارها بالطفرة التي تشهدها الدوحة اليوم عمرانياً وإعلاميا وثقافيا. وبعد مسيرة طويلة لها في الإعلام من خلال تقديمها لمجموعة من البرامج الشبابية والحوارية والمنوعة على قنوات الكويت، الراي، روتانا، دبي، أبو ظبي، الوطن، تطمح نهى نبيل في العودة إلى عشقها الأول التلفزيون ببرنامج على شكل "توك شو"، وخصصتنا في حوارها عن فكرت البرنامج ومتى توقيت عرضه. وإليكم نص الحوار... برزتي كإعلامية في الإعلام التقليدي وأيضا إعلام السوشيال ميديا حديثينا عن الإختلاف بينهم؟ الأختلاف بين الإعلام التقليدي وإعلام السوشيال ميديا شاسع وكبير، حيث يعتبر سقف الحرية في إعلام السوشيال ميديا عالي جداً، ومتاح لكل الناس ويمكن لأي أحد بكبسة زر واحدة أن يوصل الفكرة لشريحة واسعة من الناس في كل أرجاء العالم. ومن خلال عملي بالإعلام التقليدي في أكثر من محطة عربية، لم يكن الأمر بهذه السهولة ولا بهذه المساحة الواسعة من الحرية، بالإضافة للجهد الكبير الذي يتطلبه الإعلام التقليدي من تحضيرات واستديوهات وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها منا نحن كإعلاميين، أو من رؤساء المؤسسات التي كنا نعمل بها. ولكن البعض يرى بأن إعلام السوشيال ميديا فقاعة وستزول مع الوقت؟ هذا الأمرغير صحيح والدليل على ذلك بأن إعلام السوشيال ميديا في كل يوم يكتسح ويتوغل في حياة الناس، ويقدم كل الأخبار والمعلومات والأحداث بشكل سريع ومختصر. ونحن اليوم في عصر السوشيال ميديا، والذي لا يستطيع أن يواكبها ويتماشى مع تفاصيلها وبرامجها ومواقعها فليتنحى جانباً، لأن الوقت لا ينتظر، وروح الشباب لا تتوقف، ومواكبة الحضارة تفرض علينا جميعا أن نكون على قدر المسؤولية والكفاءة. ماهو السبب الأساسي لإعتزالك الإعلام وحدثينا عن عودتك؟ إعتزالي كان لأسباب إجبارية طرفها الأول عائلي، والطرف الثاني كان سببه تواجدي في الولايات المتحدة الأمريكية مع زوجي وأولادي، ولكني عدت لأن الإعلام هو الذي طلبني، ووجدت في وسائل التواصل الإجتماعي فرصة لهذه العودة، وأنا في الغربة وبعيدة جداً عن الأضواء، وذلك من خلال فيديوهات بسيطة مكنتني من التواصل مع عدد كبير من الجمهور الذي أحبني ومنحني ثقته. أما عن عودتي فالإعلام هو قدري وأنا سأعود بقوة. كيف كان دور العائلة في العودة لممارستك العمل الإعلامي ؟ زوجي اليوم متفهم كثيرا لما أقدمه، وهو داعم كبير لي ومدير لأعمالي، ولولا هذا الدعم الأسري لما استطعت العودة والإستمرار. 8 سنوات وأنت بعيدة عن الشاشة كيف تصفين هذه المرحلة من عمرك ؟ هذه المرحلة أسميتها بمرحلة جحيم البعد عن الإعلام، لأن القرب من الإعلام والعمل به هو جحيم، والبعد عنه جحيم أكبر بكثير، ولكني اشتقت للإعلام كثيرا وأنا في الغربة، وهذا ما دفعني لبناء استديو صغير متواضع داخل شقتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدمت من خلاله حلاقات على اليوتيوب لاقت نجاح وانتشار كبير بين الجمهور العربي. هناك أحاديث كثيرة عن عودتك للتلفزيون ببرنامج جديد ماحقيقة هذا الأمر؟ صحيح أنا الأن بصدد الإنتهاء من التحضيرات للظهور على الشاشة مرة أخرى ببرنامج هو على شكل "توك شو"، ولكنه مختلف تماما عن كل ما قدم في العالم العربي، والجديد والحصري "لبوابة الشرق" أن البرنامج سيعرض قبل شهر رمضان، وسيناقش قضايا اجتماعية وترفيهية وتثقيفية، وسأظهر فيه بشخصيتي التي حبتها الناس على السوشيال ميديا. قصيدة السكسوكة والتي أثارت جدل كبير هل ما ذلتي فخورة بها ومستعدة لإلقائها مرات أخرة ؟ هي قصيدة كتبتها عندما كان عمري 18 عام، على مقاعد الدراسة عندما كنت في الثانويا العامة، ومر على كتابتها ال 11 عام، ولم أتوقع لها كل هذا الإنتشار الكبير، وأندهش بأن الناس إلى الآن تحبها وترددها في المجالس وعلى مواقع التواصل. وكيف تريها اليوم بعد أن أصبح لك قاعدة جماهيرية عريضة؟ اليوم أراها بعين الشخص الناضج بأنها مفردة بسيطة وجميلة وسهلة، ووصلت لقلوب الناس لبساطتها، ولكني لا أرها تنافس الشعراء الكبار، بل هي تجربة جميلة في مرحلة عمرية معينة، وأنا سأظل أتبناها وفخورة بها. ما هي الرسالة الأساسية التي تسعين لإصالها للناس والمتابعين لديك على وسائل التواصل الإجتماعي من خلال الفيديوهات وكل ما تقديمه؟ الفكرة التي أحاول أن أقدمها للناس مليئة بالأخبار والعفوية، وهدفها زع الابتسامة على وجوه الناس كل يوم، بالإضافة لرسائل توعوية وتثقيفية اجتماعية، وحرصت على إيصال الرسالة والنصيحة للمراهقين والمتابعين من مختلف الفئات العمرية بعيداً عن الطريقية الإرشادية الجافة التي مل منها مجتمعنا العربي. كيف ترين الحركة الثقافية والفنية ولإعلامية في قطر؟ قطر اليوم أصبحت من أهم الساحات الفنية والثقافية على مستوى المنطقة والعالم، وهي اليوم تشهد بجانب الطفرة العمرانية الضخمة، طفرة ثقافية فنية وتوعية يمثلها الشباب القطري في مجالات العمل وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، وهذا ليس كلام إعلامي يمر مرور الكرام، ولكنه قائم على أرض الواقع من خلال المسارح والمهرجانات والحي الثقافي كتارا، وما يتم تقديمه من فعاليات على مدار العام، كل هذا جعل من الدوحة منارة إعلامية مبهرة، يحلم كل مثقف وإعلامي التواجد فيها والتمتع بالمستوى العالي من الرقي الفكري والعلمي، الذي يلقى اهتمام كبير من القائمين على الثقافة والفن والإعلام في الدولة. أنتم كمشاهير ولكم ملايين من المتابعين على وسائل التواصل الإجتماعي ماهو دوركم في التشجيع على الأعمال الإنسانية ولاسيما فيما يخص اللاجئين في المخيمات؟ الجانب الخيري لم أغفل عنه أبداً، وله جزء كبير من توجهاتي وأولوياتي، وذلك بحضور الفعاليات الخيرية في كل مكان، ومن دون مقابل ولا مردود مادي، بغض النظر عن الشائعات التي تخرج من هنا وهناك حول هذا الأمر. ودعم الإخوان اللاجئين في مخيمات اللجوء فكرة تم طرحها من قبل الأصدقاء الفاعلين على السوشيال ميديا، وكنا نحن من أوائل من اقترح هذا الموضوع بقوة، ولا زلنا نبحث عن آلية صحيحة لتقديم التبرعات والدعم للأطفال والنساء في المخيمات، ولكن نحن حرصين على أن تصل هذه المساعدات للمحتاجين بشكل فعلي وحقيقي، في ظل الزيف المنتشر وعمليات السرقة، حيث أصبح من الصعب أن تضمن وصول المساعدات للشخص المحتاج، ولذلك نحن الآن على تواصل حقيقي ومباشر مع جمعيات وحملات إغاثية لضمان وصول التبرعات وبشكل آمن وسريع. وأهدف في الأيام القادمة إلى التواجد على الأرض في المخيمات للإشراف على تسليم المعونات والمساعدات الإنسانية لإخواننا اللاجئين.

3592

| 20 أبريل 2016

تقارير وحوارات alsharq
مواقع التواصل تتفوق على الإعلام التقليدي في التسويق

التواصل اللا محدود، ذلك التقارب الذي خلقته وسائل التواصل الاجتماعي بما تشمله من مواقع أصبحت منصات إخبارية ومنتديات لتبادل الحوارات، وناديا لتلاقي الأصدقاء الذين جمعتهم تلك الشبكة من جميع أنحاء العالم، فأصبح الفرد يتواصل معهم أسرع من أولئك الذين جمعتهم بهم مبان مشتركة ومسافات قريبة، لكن التكنولوجيا حالت بينهم وذلك التقارب الحقيقي، لتكسر كل الحواجز التقليدية، هذه المواقع بدأت بشكل "افتراضي" لتتحول إلى واقع ملموس لا يستطيع الأفراد التخلي عنه، وبعد أن تحول العالم إلى غرفة صغيرة بسبب تلك الأبعاد المختلفة التي أضفتها هذه الشبكة العنكبوتية، تركت أثرها على جميع مناحي الحياة التعليمية والوظيفية، خلقت من خلالها فرصا كبيرة للتعلم، وأوجدت مسميات وظائف تعتمد على هذه المواقع، كما قللت من تأثير الأدوات التقليدية كالإعلام، والتي كان القائمون عليها يسيطرون على مصادر المعلومات، ليكون منبع الأخبار الوحيد فيغلقها متى شاء ويسمح بخروج بعضها طبقا لما تقتضيه مصالحه، لتنهي مواقع التواصل هذا الاحتكار وتحول المستقبل إلى مشارك ومرسل. الشرق في هذا التحقيق تستعرض توقعات تنامي تأثير تلك المواقع على حياة الفرد وآفاق تأثيرها اللا محدود في اختصار الزمن وإنهاء المعاملات اليومية في لمح البصر. واقع التواصل في هذا الصدد يرى السيد محمد الجفيري، المدرب واستشاري تكنولوجيا المعلومات أن برامج التواصل والتطور التكنولوجي، قللت خصوصية الفرد، الذي أصبح يخفي القليل وينشر الكثير، ويقول إن المجتمع المحيط أصبح أكثر معرفة لخصوصياتنا، فموظف البنك على سبيل المثال يعلم أماكن سفري ووجباتي المفضلة، وجميع مواضع نفقتي، موضحا أن هناك تغييرا واقعا على جميع مسارات حياتنا، فحتى أسلوب معرفتنا للأخبار اليومية بدا أكثر تأثرا بالتكنولوجيا ما جعل الشاب يعزفون عن قراءة الجرائد والكتب الورقية. ويتابع: أتواصل مع عشرين ألف فرد في العالم عبر رسالة "واتساب" يستفيدون من دوراتي، فهي من أسهل وأسرع وأقوى الوسائل، موضحا قوة هذا السلاح في الوصول للعالم وتحقيق التأثير، هذا التغيير شمل حكومات بعض الدول التي بدأ تأثير هذه المواقع بها، وينوه الجفيري بأنه أصبح من المحال أن نعيش دون هذه الوسائل، فكلنا نذكر ما حدث عند إغلاق "واتساب" لأربع ساعات عند شراء شركة فيس بوك له، لتصل التغريدات على موقع التواصل "تويتر" إلى أكثر من ثمانية ملايين تغريدة. * مجالات متنوعة ويتوقع الشاب هيثم البلوشي تنامي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مستقبلا، بسبب تأثيرها المتزايد في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن اهتمامات هذه المواقع ستتعمق في المجالات المتنوعة بشكل أوسع، ما سيزيد من التفاعلية التي ستحول من شكل التواصل المعروف في الوقت الحالي، ويتابع البلوشي: أتوقع أن تتواجد حسابات رسمية للأطباء، للإجابة على الاستشارات الطبية لتوفر خدمات مدفوعة الثمن من خلال تفاعل الأطباء على هذه المواقع وتوجيه النصائح واستقبال الفحوص الطبية لتشخيص الحالات، مضيفا أن هذا التطور سيقلل من المسافات ويختصر الأوقات التي يقضيها الفرد في التنقل لقضاء شؤونه، والسفر لإنهاء المعاملات، ويشير هيثم إلى اندماج مواقع التواصل مع الإذاعات لتقديم الاستشارات الطبية أو المشاركة من خلال وسم "هاشتاج" يتفاعل من خلاله جمهور البرنامج. *اختصار المسافات وتقول الطالبة الجامعية مريم طاهر: أتوقع تطور عملية التسوق لتصبح أكثر سهولة وتختصر الأوقات التي تهدر في اختيار الملابس المناسبة، لافتة إلى خشية البعض من الشراء الملابس من مواقع التسوق الإلكتروني بسبب عدم تجربتها قبل الشراء، وهو ما ستنهيه حسابات المتاجر الإلكترونية على مواقع التواصل، وترى مريم من خلال قراءتها عن "المرآة" لأحد التقنيات المستقبلية التي ستمكن الفرد من تجربة جميع الأزياء إلكترونيا لتوضح له هذه المرآة شكل الأزياء المختلفة ومواءمتها له، من خلال عرض جميع الموديلات في وقت واحد، وهو ما يختصر أوقاتنا وجهودنا، وترى رؤى مصطفى، طالبة جامعية، أن هذا التطور سيغير من أساليب السفر التقليدية، ما سيسهل من التقارب ويختصر تلك الساعات التي يقضيها الفرد في التنقل، لافتة إلى أن كل التطورات التي شهدها العالم لم يكن الفرد يتوقعها قديما، ما يجعلنا نتوقع الانتقال عبر القارات من خلال ضغطة زر في أقل زمن للوصول إلى وجهتنا. صعوبة التنبؤات ويختتم الدكتور لقاء مكي، مساعد مدير التحرير ومشرف أخبار بالجزيرة نت: إن الإعلام الجديد بمختلف أدواته ومنها مواقع التواصل الاجتماعي في تقدم متسارع، ما يجعل التنبؤات بشأن تطورها وتأثيرها والمسار السلوكي الناتج عنها غير دقيق بسبب سرعتها التي تفوق القدرة على التخيل والتوقع، وينوه الدكتور لقاء بأن القضية تكمن في إمكانات التأثير وحدوده، مشيرا إلى آلية هذا التغيير على الصعيد السياسي الذي تتنامى بسببه الثقافة السياسي ما زاد من وعي الأفراد، وفرض على المؤسسات إيجاد أساليب جديدة للتواصل مع شعوبها، وهو ما أدركته جميع الأنظمة في العالم، وجعل مؤسساتها تنشئ حسابات على هذه الأدوات لنشر أفكارها، وفيما يتعلق بالصعيد الاقتصادي، يرى مكي أن زيادة معدل التجارة على الإنترنت ونجاح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج، أزال المتطلبات التقليدية في الحصول على مقر لتسويق المنتجات، وفيما يخص الصعيد الاجتماعي والفكري وتأثير ذلك على الروابط العائلية، يعرب الدكتور لقاء أن الأجيال المُقبلة ستشهد اختفاء عادات تقليدية وظهور ممارسات جديدة مختلفة، أما الإعلام التقليدي فيرى الدكتور لقاء أنه سيشهد انحسارا في التأثير والقدرة على احتكار المشهد، مشيرا إلى أن الظاهرة الاتصالية الجديدة منحت الجمهور العام فرصة ليكون مرسلا للمعلومات، وليس مجرد مستقبل، ما أفقد الإعلام التقليدي القدرة ليكون المصدر الوحيد للمعلومات، وأظهر صحافة المواطن، وهو ما يعني تعدد مصادر الأخبار.

898

| 11 مارس 2015