رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

898

مواقع التواصل تتفوق على الإعلام التقليدي في التسويق

11 مارس 2015 , 06:51م
alsharq
بيان مصطفى

التواصل اللا محدود، ذلك التقارب الذي خلقته وسائل التواصل الاجتماعي بما تشمله من مواقع أصبحت منصات إخبارية ومنتديات لتبادل الحوارات، وناديا لتلاقي الأصدقاء الذين جمعتهم تلك الشبكة من جميع أنحاء العالم، فأصبح الفرد يتواصل معهم أسرع من أولئك الذين جمعتهم بهم مبان مشتركة ومسافات قريبة،

لكن التكنولوجيا حالت بينهم وذلك التقارب الحقيقي، لتكسر كل الحواجز التقليدية، هذه المواقع بدأت بشكل "افتراضي" لتتحول إلى واقع ملموس لا يستطيع الأفراد التخلي عنه، وبعد أن تحول العالم إلى غرفة صغيرة بسبب تلك الأبعاد المختلفة التي أضفتها هذه الشبكة العنكبوتية، تركت أثرها على جميع مناحي الحياة التعليمية والوظيفية، خلقت من خلالها فرصا كبيرة للتعلم، وأوجدت مسميات وظائف تعتمد على هذه المواقع،

كما قللت من تأثير الأدوات التقليدية كالإعلام، والتي كان القائمون عليها يسيطرون على مصادر المعلومات، ليكون منبع الأخبار الوحيد فيغلقها متى شاء ويسمح بخروج بعضها طبقا لما تقتضيه مصالحه، لتنهي مواقع التواصل هذا الاحتكار وتحول المستقبل إلى مشارك ومرسل. الشرق في هذا التحقيق تستعرض توقعات تنامي تأثير تلك المواقع على حياة الفرد وآفاق تأثيرها اللا محدود في اختصار الزمن وإنهاء المعاملات اليومية في لمح البصر.

واقع التواصل

في هذا الصدد يرى السيد محمد الجفيري، المدرب واستشاري تكنولوجيا المعلومات أن برامج التواصل والتطور التكنولوجي، قللت خصوصية الفرد، الذي أصبح يخفي القليل وينشر الكثير، ويقول إن المجتمع المحيط أصبح أكثر معرفة لخصوصياتنا، فموظف البنك على سبيل المثال يعلم أماكن سفري ووجباتي المفضلة، وجميع مواضع نفقتي، موضحا أن هناك تغييرا واقعا على جميع مسارات حياتنا، فحتى أسلوب معرفتنا للأخبار اليومية بدا أكثر تأثرا بالتكنولوجيا ما جعل الشاب يعزفون عن قراءة الجرائد والكتب الورقية.

ويتابع: أتواصل مع عشرين ألف فرد في العالم عبر رسالة "واتساب" يستفيدون من دوراتي، فهي من أسهل وأسرع وأقوى الوسائل، موضحا قوة هذا السلاح في الوصول للعالم وتحقيق التأثير، هذا التغيير شمل حكومات بعض الدول التي بدأ تأثير هذه المواقع بها، وينوه الجفيري بأنه أصبح من المحال أن نعيش دون هذه الوسائل، فكلنا نذكر ما حدث عند إغلاق "واتساب" لأربع ساعات عند شراء شركة فيس بوك له، لتصل التغريدات على موقع التواصل "تويتر" إلى أكثر من ثمانية ملايين تغريدة.

* مجالات متنوعة

ويتوقع الشاب هيثم البلوشي تنامي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مستقبلا، بسبب تأثيرها المتزايد في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن اهتمامات هذه المواقع ستتعمق في المجالات المتنوعة بشكل أوسع، ما سيزيد من التفاعلية التي ستحول من شكل التواصل المعروف في الوقت الحالي، ويتابع البلوشي: أتوقع أن تتواجد حسابات رسمية للأطباء، للإجابة على الاستشارات الطبية لتوفر خدمات مدفوعة الثمن من خلال تفاعل الأطباء على هذه المواقع وتوجيه النصائح واستقبال الفحوص الطبية لتشخيص الحالات، مضيفا أن هذا التطور سيقلل من المسافات ويختصر الأوقات التي يقضيها الفرد في التنقل لقضاء شؤونه، والسفر لإنهاء المعاملات، ويشير هيثم إلى اندماج مواقع التواصل مع الإذاعات لتقديم الاستشارات الطبية أو المشاركة من خلال وسم "هاشتاج" يتفاعل من خلاله جمهور البرنامج.

*اختصار المسافات

وتقول الطالبة الجامعية مريم طاهر: أتوقع تطور عملية التسوق لتصبح أكثر سهولة وتختصر الأوقات التي تهدر في اختيار الملابس المناسبة، لافتة إلى خشية البعض من الشراء الملابس من مواقع التسوق الإلكتروني بسبب عدم تجربتها قبل الشراء، وهو ما ستنهيه حسابات المتاجر الإلكترونية على مواقع التواصل، وترى مريم من خلال قراءتها عن "المرآة" لأحد التقنيات المستقبلية التي ستمكن الفرد من تجربة جميع الأزياء إلكترونيا لتوضح له هذه المرآة شكل الأزياء المختلفة ومواءمتها له، من خلال عرض جميع الموديلات في وقت واحد، وهو ما يختصر أوقاتنا وجهودنا،

وترى رؤى مصطفى، طالبة جامعية، أن هذا التطور سيغير من أساليب السفر التقليدية، ما سيسهل من التقارب ويختصر تلك الساعات التي يقضيها الفرد في التنقل، لافتة إلى أن كل التطورات التي شهدها العالم لم يكن الفرد يتوقعها قديما، ما يجعلنا نتوقع الانتقال عبر القارات من خلال ضغطة زر في أقل زمن للوصول إلى وجهتنا.

صعوبة التنبؤات

ويختتم الدكتور لقاء مكي، مساعد مدير التحرير ومشرف أخبار بالجزيرة نت: إن الإعلام الجديد بمختلف أدواته ومنها مواقع التواصل الاجتماعي في تقدم متسارع، ما يجعل التنبؤات بشأن تطورها وتأثيرها والمسار السلوكي الناتج عنها غير دقيق بسبب سرعتها التي تفوق القدرة على التخيل والتوقع، وينوه الدكتور لقاء بأن القضية تكمن في إمكانات التأثير وحدوده، مشيرا إلى آلية هذا التغيير على الصعيد السياسي الذي تتنامى بسببه الثقافة السياسي ما زاد من وعي الأفراد، وفرض على المؤسسات إيجاد أساليب جديدة للتواصل مع شعوبها، وهو ما أدركته جميع الأنظمة في العالم، وجعل مؤسساتها تنشئ حسابات على هذه الأدوات لنشر أفكارها،

وفيما يتعلق بالصعيد الاقتصادي، يرى مكي أن زيادة معدل التجارة على الإنترنت ونجاح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج، أزال المتطلبات التقليدية في الحصول على مقر لتسويق المنتجات، وفيما يخص الصعيد الاجتماعي والفكري وتأثير ذلك على الروابط العائلية، يعرب الدكتور لقاء أن الأجيال المُقبلة ستشهد اختفاء عادات تقليدية وظهور ممارسات جديدة مختلفة،

أما الإعلام التقليدي فيرى الدكتور لقاء أنه سيشهد انحسارا في التأثير والقدرة على احتكار المشهد، مشيرا إلى أن الظاهرة الاتصالية الجديدة منحت الجمهور العام فرصة ليكون مرسلا للمعلومات، وليس مجرد مستقبل، ما أفقد الإعلام التقليدي القدرة ليكون المصدر الوحيد للمعلومات، وأظهر صحافة المواطن، وهو ما يعني تعدد مصادر الأخبار.

مساحة إعلانية