رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
موجة تحريض مدفوعة ضد المسلمين في لندن

شهدت بريطانيا موجة جديدة من الاسلاموفوبيا بتحريض من مجموعات يمينية للقيام بأعمال تخريب مقابل مكافأة مالية في عدد من الأحياء البريطانية في العاصمة لندن، حيث تم تشويه 7 أبنية منها مساجد ومدارس ومراكز إسلامية بشعارات تحريضية ضد المسلمين كتبت على جدرانها خلال 3 اسابيع فقط منذ بداية يناير الجاري، جاء ذلك بعد حملة التشويه التي انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا بسبب اشاعة ارتبطت بالمسلمين، واعتبرت الشرطة اللندنية هذه الأعمال جرائم كراهية، وحثت الجمهور على عدم التجاوب مع الشعارات التي تدعو إلى هذه الأفعال التخريبية. وذكر نائب مساعد قائد شرطة العاصمة «جون سايفل « أنه تم الكشف عن حملة على منصة « تيليجرام « على الانترنت تعرض مكافأة مائة جنيه استرليني للقيام بأعمال تحريضية مثل كتابة شعارات معادية للإسلام أو وضع أشياء ونفايات أمام المساجد والمراكز الإسلامية، مشيرا إلى أن الشرطة لن تسمح بحوادث كراهية في شوارع لندن، وقد خصصت الشرطة خطا ساخنا للتواصل مع المواطنين للإدلاء بأية معلومات عن أية أعمال تحريضية بحق المسلمين في الأماكن التي وقعت بها هذه الأفعال التخريبية. - لا مبرر للتحريض وفي بيان صحفي صدر عن جمعية « سترادفورد» الإسلامية إحدى الأبنية التي كتب على جدرانها شعارات تحريضية، ذكر أن إدارة الجمعية والقائمين عليه جزء لا يتجزأ من المجتمع البريطاني المحيط به منذ عام 1993، ولا يوجد أي خلاف مع الجيران في المنطقة، وتسهم الجمعية في زيادة الترابط بين جميع فئات المجتمع المحيط بالمنطقة، وأكد البيان الصحفي على أنه لا يوجد مبرر لهذه الأفعال التحريضية التي حدثت للجمعية، ووفق بيان شرطة العاصمة فقد وقعت هذه الأفعال التخريبية ما بين يوم 6 إلى 25 من يناير، حيث تعرض كل من مسجد « ويست نوروود» والمركز الإسلامي في « ساوث نوروود كرويدون» للتشويه على جدرانه يوم 6 من يناير، وتعرض المركز الإسلامي في « ثورنتون هايث» لتشويه جدرانه يوم 16 يناير، كما تعرض كل من مسجد « ستراتفورد في نيوهام « ومسجد « ليتون جاميا «و مسجد «مؤسسة البر» لتشويه جدرانه في يوم 23 يناير، وكتب على جدران مدرسة «نور الاسلام الابتدائية « عبارات تحريضية يوم 25 من يناير الجاري. - موجة كراهية وفي أحدث بيانات صادرة عن جرائم الكراهية بحق المسلمين في لندن، ظهرت زيادة مضاعفة لجرائم الكراهية والتحريض ضد المسلمين من متوسط 116 حادثة تحريضية في الشهر إلى 190 حادثة خلال أغسطس الماضي، وأوضحت شرطة العاصمة أن هذه الزيادة تعود إلى حادثة طعن 3 فتيات في مدرسة للرقص في منطقة «ساوثبورت» في يوليو الماضي، وذلك على يد طالب ثانوي أطلقت عليه اشاعة بأنه مسلم مما أدى إلى انطلاق موجة عنيفة من التحريض والتخريب بحق المسلمين ووقعت حوادث ضخمة بحق ممتلكات المسلمين والمساجد والمراكز الاجتماعية والإسلامية، مما أدى إلى تدخل الشرطة بشكل فوري وفرض حالة من الطوارئ واعتقال مئات من المحرضين. - الحكومة لا تتعامل بجدية وفي تعليقها على هذه الحوادث ذكرت مديرة مؤسسة « Tell Mama» « ايمان عطا « هذه الزيادة ليست مفاجئة حيث ان الكراهية تتزايد مع تصاعد الأحداث الدولية ونشاط اليمين المتطرف في بريطانيا، مؤكدة في تصريحاتها للصحفيين أن الحكومة البريطانية لا تتعامل بجدية كافية مع هذه الظاهرة الخطيرة، وحول ذلك ذكرت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الشرطة ومكافحة الحرائق « ديانا جونسون» أن هذه الزيادة في حوادث الكراهية مقلقة وأكدت على التزام الحكومة بالقضاء على خطاب الكراهية، مؤكدة على عدم تواني القانون عن معاقبة مرتكبي هذه الأفعال التخريبية، وحماية المجتمعات من الخطابات السامة التي تغذي العنصرية والكراهية في المجتمع البريطاني.

868

| 02 فبراير 2025

عربي ودولي alsharq
بعدما وصفهن بلصوص البنوك.. جونسون يرفض الاعتذار للمتنقبات

رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم اعتذار صريح عن تصريحاته المسيئة للمسلمين التي أدلى بها في عام 2018، والتي أدت إلى ارتفاع الإسلاموفوبيا في البلاد وجرائم العنف ضد المسلمين . وقال جونسون، الجمعة، على محطة LBC الإذاعية في لندن: عندما أكتب هذه الأشياء، لم أقم أبدا بالتسبب في الألم أو الأذى. أريد حقا التأكد من أن الجميع يشعرون أن لهم قيمة، وأنهم لا يواجهون أي تحيز أو تمييز. وتابع: تحتاج فقط إلى العودة وإلقاء نظرة على السياق. الكثير من هذه الأشياء ظهرت إلى العلن لصرف الانتباه عن القضايا الأساسية لهذه الانتخابات. وفي2018، وصف جونسون، عبر مقال كتبه لصحيفة ديلي تلغراف، النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب بأنهن يشبهن صناديق البريد (في إشارة إلى ترك فتحة صغيرة في البرقع للنظر يرى أنها تشبه فتحة صندوق البريد)، كما قارنهن أيضا مع لصوص البنوك. وجاءت تعليقات جونسون في مقال كتبه لصحيفة ديلي تلغراف وأثار انتقادات من جماعات إسلامية وبعض النواب من الحزب الحاكم والمعارضة. وفي المقال الذي كان يتحدث عن قرار حظر النقاب والبرقع في الدنمارك، حض جونسون على عدم منع غطاء الوجه الكامل، لكنه وصفه بأنه يبدو سخيفا. وأثار تصريحات جونسون حينها انتقادات من جماعات إسلامية وبعض النواب من الحزب الحاكم والمعارضة. وتعد هذه هي المرة الأولى منذ نحو قرن التي تجري بريطانيا انتخابات عامّة في شهر ديسمبر/كانون الأول وذلك بعد حصول جونسون على موافقة النوّاب في مجلس العموم على إجراء انتخابات مبكرة في مسعى للخروج من مأزق بريكست.

968

| 30 نوفمبر 2019

عربي ودولي alsharq
مبعوث وزارة الخارجية السويدية لـ الشرق: قطر تقرب الثقافات والأديان

قال سعادة السفير الدكتور جواشيم بيرجستروم، المبعوث الخاص في وزارة الخارجية السويدية لمقاومة ظاهرة الاسلاموفوبيا، إن موضوع مؤتمر الدوحة لحوار الأديان هذا العام مهم للغاية، حيث ان العلاقة بين الأديان وحقوق الإنسان، هي علاقة قوية ومتصلة. وأوضح بيرجستروم في تصريحات للشرق على هامش مشاركته بالمؤتمر أن حرية الاعتقاد وحقوق الإنسان من المكونات الأساسية للإنسان والوجود الإنساني، وبالتالي كان من الأهمية بمكان الربط بينهما. وأشار إلى أنه من الضروري تعزيز وتقوية حقوق الإنسان عبر تقديم توعية دينية كافية، بما يقوي من ثقافة احترام الآخر ويدعم المساواة بين الثقافات المختلفة. وعن تقييمه لدور قطر في الوساطة وحل النزاعات، أكد بيرجستروم على أن دور الدوحة في هذا المجال مهم وواضح للجميع، حيث انها دأبت على جمع الأطراف المتنازعة في مختلف مناطق الصراعات، ونفذت الكثير من الوساطات الناجحة بما ينهي الخلافات والنزاعات بصورة واضحة. علاوة على دورها الكبير في التجميع والتقريب بين الثقافات والأديان. وألمح إلى أنه من الأهمية بمكان خلق مثل هذه المساحات من أجل الحوار بين الأديان، ونشر ثقافة مشتركة للإنسانية. وقال إنه من الأهمية مواصلة الحوار بين أطراف المنطقة من أجل حل النزاعات والخلافات التي نشأت فيما بينها، فحل الخلاف لن يتم إلا من خلال جلب الناس وتجميعهم على طاولة المفاوضات. وأشار إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى اعادة هيكلة من أجل أن تكون أكثر فاعلية على الأرض، بما يؤهلها في حل الخلافات والصراعات بشكل قوي، ووقف المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان على كافة الأصعدة.

708

| 21 فبراير 2018

تقارير وحوارات alsharq
في مواجهة الإقصاء.. مسلمو أوروبا يشكلون أحزابهم الخاصة

مع تصاعد الاسلاموفوبيا في القارة العجوز، لجأ المسلمون في بعض دولها إلى تشكيل أحزابهم الخاصة، لإسماع صوتهم وإيجاد حلولا لمشاكلهم عبر السياسة. ويوجد حاليا 11 حزبا بارزا في أوروبا أسسها مسلمون أو يشكلون أغلبية أعضائها، متوزعة على فرنسا، والنمسا، وهولندا، واسبانيا، وبلغاريا، واليونان. وبينما تسعى تلك الأحزاب إلى إيصال صوت الأقلية التركية والمسلمة عموما في اليونان وبلغاريا، يشكل الاسلاموفوبيا التحدي الأبرز لها في فرنسا وهولندا والنمسا، حيث تعمل على تشكيل رأي عام لمكافحة هذه الظاهرة. ولا يقتصر نشاطها على المسلمين، بل تنفتح على كافة الفئات العرقية والدينية الأخرى المهمشة في المجتمع، وباتت تشكل منبرا لها. النمسا يعمل "حزب الحركة الجديدة من أجل المستقبل" الذي أسسه مواطنون من أصول تركية، على إيجاد حلول لمشاكل المسلمين، في النمسا التي تعرف بخطابها المناهض لتركيا. وتأسس الحزب أواخر عام 2016 في ولاية فورالبرج، ويهدف إلى تفعيل النشاط السياسي في عموم البلاد لصالح الأتراك والمسلمين. وقال رئيس الحزب عدنان دينجر، إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، دفعهم للمسارعة إلى تشكيل حزبهم. وأكد دينجر ضرورة مشاركة الأقليات في آليات صنع القرار، من أجل الدفاع عن حقوقها، ولاسيما مستقبل الأجيال القادمة. هولندا أما في هولندا التي تتصاعد فيها النزعات المعادية للأتراك والمسلمين عموما، فيوجد حزب "DENK" الذي يعني باللغة الفلمنكية "فكّر". وتأسس الحزب عام 2015، عقب فصل النائبين عن حزب العمال، "طوناهان كوزو" و"سلجوق أوزتورك"، "من أصول تركية" على خلفية امتناعهما عن تأييد سياسات الاندماج لحزب العمال. ومع مرور الوقت اكتسب حزب "فكّر" مزيدا من التأييد، وانضم الى صفوفه رئيس رابطة الهولنديين المغاربة "فريد أزركان"، والمذيعة "سيلفانا سيمونز". وأوضح زعيم الحزب كوزو، أنهم يوحدون صفوف الأقليات المختلفة، في مواجهة التمييز والعنصرية في البلاد. وأردف قائلا: "تأسس حزبنا لإسماع من لا يُسمع صوته في هولندا". فرنسا يناضل حزب الحرية والعدالة ""PEJ" الذي تأسس بمبادرة من جمعيات تركية واسلامية، للدفاع عن حقوق المسلمين، الذين يتعرضون للتمييز في أرجاء فرنسا. وتأسس الحزب في مارس 2015 وشارك في انتخابات مجالس البلديات، ولم يتمكن من تجاوز الجولة الأولى، لكنه حصل على آلاف الأصوات في 4 مدن و10 دوائر انتخابية محلية "كانتون" ، بنسب ترواحت بين 2 و6%، رغم مرور شهرين على تأسيسه. ويستعد الحزب للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، المرتقبة في يونيو، من خلال ترشيح شخصيات في العديد من المدن. أما الحزب الآخر، اتحاد المسلمين الديمقراطيين في فرنسا "UDMF"، فتأسس عام 2015، وحقق نجاحا ملموسا في منطقة باريس، في انتخابات 2015 المحلية. كما حصد "اتحاد المسلمين الديمقراطيين"، أصواتا أكثر من حزب الخضر في العديد من المحافظات. أما "حزب مسلمي فرنسا" "PMF" فتأسس عام 1997، من قبل محمد ناصر لطرش، في سترازبورج، وتسبب في سجالات، على خلفية أطروحاته المتشددة في بعض المواضيع. وقرر القضاء الفرنسي تجميد حساب لطرش والجمعية التي يرأسها، عام 2014. إسبانيا وفي إسبانيا التي يعيش فيها نحو 1.9 مليون مسلم يشكلون 4% من سكانها، يبرز حزبان أسسهما مسلمون، ينشطان في مدينتي سبتة ومليلة الواقعتين ضمن الأراضي المغربية والخاضعتين لإسبانيا. ويقتصر النشاط السياسي للحزبين، على الصعيد المحلي، ولم يشاركا حتى اليوم في الانتخابات البرلمانية، بملء إرادتهما. ويعد حزب التحالف من أجل مليلة Coalicion por Melilla، ثاني أكبر حزب في المدينة منذ 1999، ويحظى بـ7 مقاعد من أصل 25 في مجلس البلدية. أما تحالف "Coalicion Caballas" الذي تشكل عام 2011 في سبتة، فيعد القوة السياسية الثالثة فيها. بلغاريا تضم بلغاريا 3 أحزاب يشكل الأتراك والمسلمون غالبية أعضائها، أبرزها حزب "حركة الحق والحريات"، الذي أسسه أحمد دوغان عام 1990. وضم البرلمان الذي يتشكل من 240 مقعدا، وجرى حله في 27 يناير الماضي، 38 عضوا من الحزب الذي لديه 4 نواب في البرلمان الأوروبي. وأدى وقوف زعيم الحزب لطفي مستان إلى جانب تركيا، عقب إسقاطها مقاتلة روسية اخترقت أجواءها، إلى انقسام في صفوف الحزب. وإثر ذلك أسس مستان مع 5 نواب سابقين "حزب الديمقراطيين من أجل الحرية والتسامح"، عام 2016 ويستعد لخوض الانتخابات العامة المرتقبة في 26 مارس المقبل. كما يوجد هناك حزب آخر انبثق عن حركة الحق والحريات، عام 2012، أسسه كاظم دال، وكورمان اسماعيلوف، الذي يعد الممثل الوحيد للحزب في البرلمان خلال الدورة الماضية. اليونان يتولى حزب الصداقة والمساواة والسلام، الدفاع عن قضايا المسلمين في اليونان، وتأسس في تراقيا الغربية، عام 1991، من قبل الدكتور صادق أحمد، عقب وضع السلطات عتبة انتخابية بمعدل 3% للحيلولة دون دخول النواب المستقلين من الأقلية التركية المسلمة للبرلمان. ويرى الزعيم الحالي للحزب مصطفى علي جاويش، أنه حتى لو لم يتمكنوا من دخول البرلمان، فإن حزبهم يمثل منبرا لتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها الأقلية المسلمة في البلاد.

473

| 08 مارس 2017

محليات alsharq
مؤتمر رهاب الإسلام.."الإسلاموفوبيا" حالة مرضية تجتاح الغرب

الأحمري: العالم الإسلامي فقد الثقة والتسامح تجاه الغرب بغد الغزو الفرنسي الجنابي : الظاهرة كانت هجومية في الغرب ودفاعية عند العرب غماري: المصطلح مرتبط بالتمييز العنصري وليس حالة العداء للدين كشوط: العداء للمسلمين أصبح من أبجديات التعامل في الغرب عقد منتدى العلاقات العربية والدولية بالدوحة اليوم مؤتمر رهاب الإسلام "الاسلاموفوبيا"، ويأتي هذا المؤتمر في وقت أصبح فيه التخوف من الإسلام و المسلمين خطراً يهدد وجودهم وحقهم في ممارسة حياتهم ويمنع تكاملهم مع المجتمعات التي يعيشون في أوساطها، وتشكل أحداث الاعتداءات الدائمة مظهرًا يجمع بين كونه نتيجة وسببًا لهذا التخوف الذي سيعاني الطرفان من تداعياته لعقود. ومن أهم القضايا التي يناقشها المؤتمر على مدار يومين أسباب ظاهرة الرهاب من الإسلام، وتجليات هذه الظاهرة، وهل هناك هوية محددة للمجتمعات الأخرى تجعل المسلم غريبا فيها مهما حاول الاندماج، وهل هناك علمانية حقيقة في المجتمعات الغربية تسمح للمسلمين بالاعتراف بهم كمكوّن في مجتمعه، ومظاهر الإقصاء، والاستغلال القانوني لمشاعر الكراهية ضد المسلمين لاستصدار قوانين موجهة ضدهم. كما يبحث المؤتمر ظاهرة استغلال مسلمين وتحويل مؤسساتهم إلى مراكز مراقبة. وعنف بعض الشباب المسلم ضد مجتمعاتهم الغربية سواء هاجروا إليها أو هي أوطانهم. وأسباب هجرة بعض المسلمين لمواقع الصراعات المسلحة. ودور المؤسسات والحكومات والأفراد في نشر الوئام والسلم العام وتخفيف الضرر المسبب لهذه الظاهرة. وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور محمد حامد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، إن العالم الإسلامي بدأ في فقد الثقة والتسامح تجاه الغرب تحديداً في فترة ما بعد الغزو الفرنسي للعالم الإسلامي، مشيرا إلى أن هذا العالم سيصبح عالماً بليداً إذا فكرنا جميعاً بأسلوب واحد أو أجبرنا الجميع على التفكير بطريقة واحدة. وأكد الأحمري على أن ثقافة اللغة الإنجليزية التي تسيطر على العالم أصبحت تشكل ثقافة موحدة في اتجاه واحد. الجلسة الأولى وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر، التي حملت عنوان "الإسلاموفوبيا: التعريف والمصطلح" ناقش الحضور عددا من القضايا المهمة في إطار تلك الظاهرة. في البداية قدم الباحث العراقي أحمد الجنابي مداخلة عن تاريخية المصطلح ومنطلقاته، أكد فيها استعمال المصطلح في الإنجليزية والعربية ظهر في القرن العشرين، لكن المصطلح مستعمل في الإنجليزية أوائل القرن، واستعماله في العربية في نهاية القرن، وكلا الاستعمالين يندرج تحت الخطاب الإيديولوجيّ، والراديكالي من الأحزاب اليمينية والعنصرية. منطلق عدائي وأوضح الجنابي أن هناك تباين المنطلق في استخدام هذا المصطلح، فغربيًا كان هجوميًا، وعربيًا كان دفاعيًا، بمعنى أن منطلقه الغربي كان عدائيًا أو تحذيريًا، بينما كان استخدامه العربي نفيًا لهذه التهمة ومحاولة إثبات عكسها، مشيرا إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا كانت مادة إعلامية لخوض الحرب العالمية الثالثة التي كانت ضد الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة بغض النظر عن مسببها، بعد أن سبقتها سياسات ودراسات تمثلت في الفكر الإمبريالي والبحث في صراع الحضارات وتصادمها، وبعد أن قرأ الغرب عن الإسلام والمسلمين من خلال كتابات مؤلفين تابعين للمخابرات البريطانية والأمريكية، أو من خلال مستشرقين، أو من خلال يهود عرب مهاجرين، أسهموا في تشويه صورة العربي والمسلم فأعطت انطباعًا سيئًا عن العرب والإسلام، وهذا قبل أن يهاجر العرب إلى الغرب، وقبل أن يزور الغرب بلاد العرب والمسلمين. وأكد أن الاسلاموفوبيا ليس لها مقابل في الخطاب الإسلامي تجاه الأديان الأخرى، فليس هناك مصطلح مستعمل لـ(يهودوفوبيا)، ولا لـ(مسيحوفوبيا)، سواء كان الخطاب الإسلامي معتدلًا أو متشددًا، فالخوف من طرف واحد، وهو الجانب الغربي، في حين أن معه القوة المادية، والانتصارات العسكرية على الإرهاب في بلاد المسلمين، ولذلك تبحث هذه الظاهرة من وجهة نظر الغرب على اعتبار حذر الغالب من المغلوب. ونبه إلى ان إشكالية المصطلح تتشكل من جانب آخر من حيث ربط الخوف بالإسلام وليس بالمسلمين، فلم يقولوا: (مسلموفوبيا)، مع أن استعماله إن وجد لكان أدقًا؛ لأنه سيحدد الخوف من جماعة مسلمة ما مسلحة أو غير مسلحة، وليس من كل المسلمين سواء المتعايشين معهم في الغرب أو الذين ليست لديهم كراهية لهم ولا عدائية في بلاد العرب والمسلمين. وقال إن ظاهرة (إسلاموفوبيا) قد تحولت من حالة مَرَضية نفسية إلى حالة ممارسات قولية وفعلية فردية وجماعية بهذا الاسم وبغيره، وبردة فعل وبغيرها، إلى انتهاك لحقوق الإنسان العربي المسلم في الغرب وفي بلاده ووطنه الأم، وهي في تزايد من خلال استطلاعات الرأي العام، الأمر الذي يستوجب دراستها وبحثها من جديد وبتضافر تخصصات عدة وتجارب متنوعة لعلاج هذا المرض الاجتماعي. ثقافة التميز من جانبه قال الدكتور طيبي غماري،عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة معسكر، الجمهورية الجزائرية إن ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت في العشرين سنة الماضية ثقافة تميز الجماعات الدينية المتطرفة المعادية للإسلام، ومن ثم فهي مسألة مرتبطة بشكل وثيق بالتمييز العنصري، وليست مجرد إحياء للحروب الصليبية ضد الجهاد، بل إنها شكل حديث للعنصرية المعادية للإسلام، وهو الأمر الذي يجعل منها قضية حقوق الإنسان، أي أنها تستدعي تجنيدا دوليا ومؤسسيا على أعلى مستوى، بل إن ما لا يمكن إخفاؤه اليوم هو أن الإسلاموفوبيا والكراهية للمسلمين، تحولت خلال العشرية الأخيرة إلى سياسة دولة في أوروبا والولايات المتحدة. وأضاف بأن معظم الغربيين من السياسيين والإعلاميين والأكاديميين يتعاملون مع هذه الظاهرة على أنها مرتبطة بالهجمات الإرهابية، فحتى وإن كانت السلوكات الإسلاموفوبية سلوكات مزمنة تميز المعيش اليومي للمسلمين في الغرب في كل الأوقات والأزمنة، إلا أن التركيز السياسي والإعلامي عليها يزداد عندما تتأزم العلاقات بين الغرب والمسلمين أثناء الهجمات التي توصف بالإرهابية. أبجديات العلاقة بدوره أوضح الدكتور عبد الرفيق كشوط، أستاذ محاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجزائر أن ظاهرة الإسلامفوبيا تغطي حيزا واضحا في تجاذبات العلاقات بين الغرب بصفة عامة والمسلمين وسواء كان ذلك على المستوى الرسمي أو المستوى الجماهيري، حتى أصبح العداء للإسلام والعداء للمسلمين أو العنصرية ضد المسلمين من أبجديات العلاقات التي تحكم التفاعلات الروتينية أو الديناميكية بين الغرب والمسلمين. وقال إن واقع الحال يشير إلى وجود تباين لا نمطي بين ما يمثله الإسلام كدين وعقيدة وفلسفة حياة وبين ما يدينه ويعتقده منتسبي الإسلام، الأمر الذي جعل الخوف من الإسلام يأخذ شكلين قد يختلفان من حيث المضامين الحياتية والفلسفية والوجودية والعقائدية ولكنهما يتطابقان من حيث النتائج التعميمية التي توصف وتلصق مفهوم الرهاب من الإسلام بمفهوم الرهاب من المسلمين ( الإسلامفوبيا – المسلمفوبيا ). وأشار إلى أن تقاطعية النتائج بين الظاهرتين تحفز للبحث فيما إذا كان الرهاب من الإسلام والرهاب من المسلم يختلفان عن بعضها البعض على الرغم من أنهما في الغالب يحدثان في شكل تلازمية، أم أنهما منفصلان يقع أحدهما بمعزل عن الآخر. الجلسة الثانية ناقشت تاريخ الظاهرة .. باحثون: الخوف من الإسلام نتيجة تراكمات ثقافية وعسكرية الشنقيطي: الصورة السلبية تجاه المسلمين قديمة واستمرت حتى الآن خليفة: هوس الإسلاموفوبيا سيطر على عدد من رؤساء الولايات المتحدة الخمليشي: الدولة الحديثة أصبحت تتصور علاقتها بالإسلام علاقة جدل وواصل مؤتمر رهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا" جلساته بعقد الجلسة الثانية حول تاريخ ظاهرة العداء والخوف من الإسلام في الغرب. في بداية الجلسة قدم الباحث محمد المختار الشنقيطي، أستاذ مشارك للاخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي والاخلاق بجامعة حمد بن خليفة في قطر، قدم ورقة بحثية تناولت تطور صورة المسلمين في العقل الأمريكي من كولومبوس إلى وقتنا الحالي. وأكد الشنقيطي أن الوثائق الامريكية القديمة تؤكد على أن النظرة كانت سلبية في الماضي تجاه المسلمين، مشيرا إلى أن الغرب القديم نظر إلى العالم الإسلامي باعتباره استبداديا ومناهض للمسيحية، علاوة على عشقه للقتل والتدمير وسفك الدماء. وأضاف بأن الرؤية الغربية تجاه الأوطان والسكان المسلمين كانت هي الأخرى سيئة، وهذه الصورة النمطية كانت سائدة في غالبية المجتمعات الغربية، والدليل على ذلك وجود مؤلفات وكتب عديدة تصف هذه الصورة بأبشع الصفات، منوها إلى أنه رغم هذا الوضع القاتم كانت هناك بعض الاستثناءات التي أنصفت المسلمين والإسلام ولكنها ظلت قليلة ومتوارية قياسا بشيوع الصورة السلبية وانتشارها. تثبيت الصورة وأشار إلى أن هناك مدارس ما زالت تعمل حتى الآن على تثبيت هذه الصورة السلبية تجاه الإسلام والمسلمين، غير أن هناك محاولات قوية ومدارس مضادة صححت هذا الوضع ومنهم على سبيل المثال إدوارد سعيد، وجاك شاهين، وتيموثي مار، وريتشارد باركر، وإيفون حداد، وغيرهم كثيرين. وأكد الشنقيطي أنه يمكن تقديم العديد من التوصيات للتغلب على تلك الظاهرة منها الدراسة المعمقة لتاريخ وثقافة الولايات المتحدة، وبناء مراكز أبحاث ودراسات تشرح الإسلام والمسلمين في الغرب، فضلا عن الاستثمار في مجال الإعلام الغربي والسعي لتصحيح الصورة السلبية للمسلمين من خلاله. أمريكا والاسلام من جانبه، أكد الباحث السوداني محمد خليفة، أن ظاهرة الرهاب من الإسلام صارت من الظواهر التى تسود بين جميع مستويات الحياة وصنوف البشر في الغرب عموماً، وأمريكا على وجه الخصوص؛ فمشاعر الإسلاموفوبيا جلية فى قطاعات عديدة من المجتمع الأمريكى، تغذيها الوسائط الإعلامية، ومراكز الأبحاث ومن يوصفون بالخبراء، والأكاديميون، والباحثون، وجماعات الضغط بتنوع مشاربها ومطامعها، وتنظيمات النشطاء في شتى المجالات. وأضاف خليفة أن مشاعر الإسلاموفوبيا أو بعض مظاهرها على الأقل تنتشر بين معظم الغربيين مثلاً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن المتدينين إلى الملحدين، حيث يعتقد كل من يسيطر عليهم هوس الإسلاموفوبيا أن كل مسلم حقير أحمق، وإرهابى مخرب؛ فالإسلاموفوبيا خوف وعداء مبالغ فيهما لا يتوقفان فقط عند مستوى الشعور أو الفكر، بل يتخطيانه إلى مستوى العمل من خلال الحض على - أو المشاركة في - تهميش المسلمين والإسلام كجماعة ودين من الحياة العامة في الغرب على مستوياتٍ مختلفة وتشويه صورتهم، بمشاركة كتَّاب وسياسيين وإعلاميين وكتب وسياسات ومظاهرات وحركات جماهيرية وغيرها. هوس لا مبرر له وأوضح أن هوس "الإسلاموفوبيا" سيطر على عدد من الرؤساء الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس "بوش" الابن وإدارته، وعمد الديمقراطيون والليبراليون إلى نشر التنميطات، التي تستدعي لا عقلانية العرب والمسلمين، وعداءهم للحداثة، من أجل تبرير دعمهم لهيمنة الولايات المتحدة، الاقتصادية والسياسية، وواصل الإعلام في نصرة وهذا التيار السائد الأمريكي، وبات الجميع لا يفهم مقاومة العرب لأعمال عنف الصهاينة، والجرائم السياسية الأمريكية في المنطقة، سوى على أنها برهان على تخلف العرب والمسلمين. فيما قال الباحث يونس الخمليشي إن ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب هي الصيرورة الحتمية لتاريخ أوروبا الضارب في جذور الاحتياط من الإسلام وتصوره على شكل عدو يهدد كيان أوروبا وقيمها وحضارتها. وأوضح أن مقولة الفوبيا ظهرت في الوعي الأوروبي عبر تراكم الخوف الثقافي والعسكري والاجتماعي والحضاري من الإسلام والذي يمثَّل في الدولة بمواطينها ومؤسساتها. وأضاف بأن هناك انواع من الفوبيا منها الثقافية، والعسكرية، والاجتماعية، منوها إلى أن الدولة الحديثة أصبحت تتصور علاقتها بالإسلام علاقة جدل حيث أن وجود الآخر مرهون بإعدام الأنا والعكس ، وبدأت تكرس العداء في صفوف أفرادها للإسلام أو بدأ الكلي ينعش الجزئي بقيمه للحفاظ على ذاته لأن الكلي هو مجموع الجزئي .

2355

| 27 أبريل 2016