رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
روسيا تمنع 963 أمريكيا من دخول أراضيها بينهم الرئيس بايدن

أعلنت روسيا اليوم فرض حظر دخول على 963 أمريكيا إلى أراضيها بينهم الرئيس جو بايدن وابنه هانتر ونائبته السيدة كامالا هاريس. وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها، أن قرار الحظر الذي يشمل عددا من الأمريكيين يأتي ردا على إجراء مماثل اتخذته الولايات المتحدة ضد روسيا. وأكد البيان أن موسكو لا تسعى إلى المواجهة وهي منفتحة على الحوار والاحترام المتبادل، كما أنها تفصل الشعب الأمريكي عن السلطات الأمريكية. وتأتي هذه العقوبات الروسية في سياق التدهور المستمر في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها منذ هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي. وقد فرضت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، عقوبات غير مسبوقة على موسكو ، شملت تجميد الأصول الروسية في الخارج، واستبعاد عدد من البنوك الروسية خارج نظام سويفت العالمي للمعاملات المالية.

472

| 21 مايو 2022

عربي ودولي alsharq
ريان كروكر السفير الأمريكي السابق في أفغانستان لـ الشرق: الرئيس بايدن يتابع سلام أفغانستان عن كثب

تتزايد وتيرة العنف في المشهد الأفغاني بصورة متجددة، تعزز من أهمية مفاوضات الدوحة التاريخية لتحقيق سلام شامل يضع حدا للدماء في المشهد الأفغاني، ومع صعود إدارة جديدة في البيت الأبيض يترقب كثيرون موقف الرئيس الامريكي جو بايدن في ضوء مستجدات الأحداث خاصة في قضية أفغانستان المهمة والتي تقع من بين أبرز الأولويات الأمريكية سواء في السياسة الخارجية أو الأمن القومي، وهو ما عزز الحاجة لإلقاء نظرة أكثر قرباً عبر آراء لدبلوماسيين عملوا في الملف الأفغاني وأيضاً مع الرئيس بايدن. وتحدثت الشرق مع السفير ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق بأفغانستان والعراق وباكستان، ومع السفيرة ميلاني فيرفير التي عملت عن قرب بملف حقوق المرأة في أفغانستان والتي شغلت منصب أول سفيرة أمريكية لقضايا المرأة العالمية بترشيح من الرئيس أوباما، والمديرة التنفيذية لمعهد جورج تاون للسلام والأمن، وعضو مجلس العلاقات الخارجية والمفوضية الثلاثية ومجلس إدارة الصندوق الوطني للديمقراطية. وأكد السفيران اللذان يتمتعان برصيد كبير من الخبرة والمكانة الدبلوماسية بأمريكا، على أهمية تاريخ بايدن السياسي والذي قضى عمره بالكامل في تقلد مناصب سياسية عديدة بين الكونغرس والبيت الأبيض في أن يكون لديه اطلاع عميق بالقضايا المهمة مثل ملف السلام الأفغاني، كما أكدا أيضاً في تصريحاتهما لـ الشرق على أهمية ما تمنحه مفاوضات الدوحة من فرصة جديدة لإدارة بايدن في تحقيق تسوية سياسية بعد أعوام من فشل الحلول العسكرية، والرغبة الكبيرة في أفغانستان في تحقيق السلام، واستثمار ما تحقق في مفاوضات الدوحة المختلفة عن عمليات السلام السابقة ومنحها فرصة لتحقيق تسوية سياسية مستدامة تتطلب من أمريكا مضاعفة الجهد الدبلوماسي لدعمها والمحافظة عليها. ◄ تسوية سياسية وقالت ميلاني فيرفير التي عملت عن قرب بملف حقوق المرأة في أفغانستان وتتمتع بعلاقات مميزة بإدارة بايدن وأيضاً بالأطراف الأفغانية المنخرطة بعملية السلام التي تشهدها الدوحة: إن إدارة الرئيس بايدن الآن لديها فرصة جديدة للتعامل مع ملف السلام الأفغانستان في ضوء ما تم اتخاذه من قرارات واتفاقات سابقة، كما أنه تجري الآن مفاوضات سلام بين ممثلي الأطراف الأفغانية وعلى الرغم من التعقيدات وارتفاع مستوى العنف مؤخراً في المشهد الأفغاني، إلا أنه من الممكن لإدارة الرئيس جو بايدن أن تحقق برغم كل الصعوبات والمدخلات إمكانية للوصول إلى تسوية سياسية، خاصة أنه لا بديل عن الوصول إلى تلك التسوية المقبولة من كافة الأطراف لأنه لا أحد يمكنه تحمل أو تخيل البديل من العنف، فلا أحد يرغب في أن يرى حرباً أهلية تندلع بالمشهد الأفغاني من جديد كما حدث منذ سنوات عديدة مضت، ولكني أحب أن أوضح أن هناك في أفغانستان توجد رغبة عارمة في تحقيق السلام، الأفغانيون يتوقون بشدة للسلام بشكل عميق وملحوظ للغاية ويمكنك أن تشعر به متجسداً بعمق في الآمال الأفغانية للسلام، هذه الرغبة الأكيدة في وضع حد للعنف في المشهد الأفغاني. ◄ فرصة إيجابية وأضافت فيرفير أن مفاوضات السلام الأمريكية الأفغانية والتي أعقبتها مباحثات السلام بين ممثلي طالبان وحكومة الجمهورية الأفغانية الإسلامية، بها الكثير مما لم يكن موجوداً بالسابق، فتجري تلك المفاوضات وطالبان على مقعد مهم بالطاولة مما يمنح فرصة إيجابية لأمريكا في محاولة الوصول إلى تسوية سياسية، الجميع يدرك أنه لا يوجد فوز أو انتصار عسكري يمكن أن تحققه أمريكا في أفغانستان بعد كل هذه السنوات من الحرب، وهو ما يعزز الحاجة الحقيقية لوجود تسوية سياسية، وإن مفاوضات السلام الجارية من المهم جداً أن يتم تعزيزها بالالتزام بقواعد دستورية اتفاقية تتماشى مع القيم الأمريكية والدولية، وأيضاً التأكيد على أن المكاسب التي تم تحقيقها من نصف المجتمع الأفغاني والمقصود النساء الأفغانيات لا يتم محوها، وقد جمعني لقاء قريب مع أحد ممثلي الأطراف الأفغانية في مفاوضات الدوحة وكانت رسالته لي بضرورة عدم التفريط في مفاوضات السلام الجارية، وهذا بكل تأكيد نقل لي صورة من ضرورة وأهمية إعطاء فرصة إيجابية من إدارة بايدن لمفاوضات السلام الجارية، وبالرغم من تحديات العنف المستمر والمخاطر المحدقة والعديدة وأيضاً الصعوبات التي تحيط بمشهد التفاوض المليء بالتحديات، ولكنها فرصة مهمة يجب أن تعمل إدارة بايدن على إنجاحها في هذه المرحلة، ولتحقيق ذلك يجب أن تعمل أمريكا عن قرب لتعزيز مجرى التفاوض ونقل المخاوف والعمل المشترك مع الحلفاء الأمريكيين ومع الناتو ومع الشركاء الأفغانيين، والتكيف مع بيئة عمل دبلوماسية إستراتيجية ووضع خطة لها ومضاعفة الجهد الدبلوماسي في المنطقة وذلك لمباشرة إمكانية إنجاز خطوات متقدمة يمكن المحافظة عليها مستقبلاً في هذه الفرصة التي خلقتها المفاوضات في الدوحة، كما أنه يجب العمل المشترك مع الحكومة الأفغانية لمكافحة الفساد وما ينبغي القيام به، وأيضاً الاحترام الصادق لما تقوم به الحكومة الأفغانية من نقل أصوات الشعب الأفغاني والاستجابة لها في مطالب السلام التي كما قلت إن الأفغانيين جائعون للسلام ويرغبون في وقف العنف والدمار بصورة أكثر من أي وقت مضى، ودعم الحكومة الأفغانية في الوفاء بتعهداتها الخاصة بمفاوضات السلام التي تؤمن حكومة كابول بأهميتها القصوى، ومن الأمور الجيدة أن المجتمع المدني الأفغاني اكتسب الكثير جداً في السنوات الماضية وباتت هناك نخب مثقفة ومناح من الفنون والانخراط الاجتماعي الفاعل للمرأة والتي كانت لاعباً رئيسياً في نهضة المجتمع الأفغاني في تقديري. ◄ رصيد من الخبرة كما أكد السفير ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق بأفغانستان والعراق وباكستان، والذي عمل لفترة في سفارة أمريكا في قطر ببداية حياته الدبلوماسية في الفترة من 1974 وإلى 1976، على أهمية أن يكون رئيس الولايات المتحدة لديه مسيرة مهنية حافلة في العمل السياسي، ودور الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس بايدن منذ أيامه بالكونغرس الأمريكي وأيضاً بمنصب نائب الرئيس لثمانية أعوام في الاضطلاع عن قرب بقضايا وأولويات السياسة الخارجية الأمريكية، واسترجع كروكر تاريخه الشخصي مع الرئيس بايدن في الفترة التي تولى فيها السفير كروكر منصب سفير أمريكا بأفغانستان. موضحا أن الرئيس جو بايدن كان على رأس الوفود البرلمانية الأمريكية التي زارت أفغانستان في يناير 2002 وكان السيناتور بايدن حينها، وما لمسته عن قرب أنه كان لديه شغف حقيقي في معرفة كيف تدور الأمور بالفعل على أرض الواقع وأن يستشعر بنفسه وبصورة شخصية طبيعة الأوضاع في أفغانستان، وقد كان حاضراً ومتواجداً وقضى ثلاثة أيام متتالية في متابعة الأجواء على أرض الواقع والتناقش في كافة الجوانب المتعلقة بالحرب الأمريكية الأفغانية، وقد بدا حرص السيناتور بايدن حينها أنه بات لليلتين متواصلتين في مكتبي الخاص وهو لم يكن مجهزاً بصورة جيدة وكانت الأوضاع بصورة عامة بها الكثير من التعقيدات والصعوبة ولكنه واصل خلال ذلك متابعته للواقع الأفغاني عن قرب، وقد توجهنا سوياً لزيارة مدرسة أفغانية للبنات كان قد تم الانتهاء منها للتو، وقمنا بزيارة أحد فصول الصف الأول الابتدائي ووجدنا فتيات يبلغن 12 عاما يجلسن بجوار فتيات عمرهن 6 أعوام هذا لأن اللائي عمرهن 12 عاماً لم يتاح لهن فرصة تلقي التعليم من قبل، وقد سألت واحدة من هؤلاء الفتيات الأكبر عمراً حول هل هي تشعر بالإحراج من أنها تدرس بجوار فتيات هن في الواقع بنصف عمرها ولكنها أجابت مبتسمة أنها في الواقع سعيدة وممتنة للغاية من أنها تستطيع التواجد بمدرسة ولا يعنيني بأي عمر تكون الطالبات الأخريات، وبين 2002 والواقع الحالي قد تغير الكثير للغاية، ولكن قضية المرأة في المجتمع الأفغاني أثارت اهتمام السيناتور بايدن حينها من بين القضايا العديدة التي ركز عليها، وفي ضوء ذلك نجد أنه دائماً ما كانت الدبلوماسية الأمريكية تضع في الأسس الخاصة بها ما يرتبط بالتأثير والأهمية على الأمن القومي ولكن بإسقاط ذلك على ما يتوافق مع القيم والمعتقدات الأمريكية، نجد أن الأمر في أفغانستان ما يمكننا أن نطلق عليه إذا سمح التشبيه بزواج فريد من نوعه بين أولوية قصوى للأمن القومي الأمريكي من خلال منع تكرار كارثة مثل 11 سبتمبر والأمر الآخر كان ما يتعلق بواحدة من أهم القيم الرئيسية التي تدافع عنها أمريكا وهي حقوق المرأة في المجتمع الأفغاني، وكان من بين المهام الأولى لمنصبي كسفير للولايات المتحدة في أفغانستان للمرة الأولى في بداية عام 2002 هو إعادة فتح السفارة الأمريكية والعمل على أن تعود الفتيات الأفغانيات مرة أخرى إلى الدراسة، والجميع يعلم مخاوفي عموماً من خطوة الانسحاب الأمريكي وقلقي من إحداث فراغ يؤدي لتكرار سيناريوهات سابقة، ولكني كلي ثقة في خبرة الرئيس بايدن في التعامل مع الملف الأفغاني في ضوء اهتمامه العميق ومتابعته لتطورات الأوضاع في أفغانستان خلال مسيرته المهنية الحافلة.

1846

| 17 فبراير 2021

عربي ودولي alsharq
سوزان إم جوردون النائب السابق لمدير المخابرات الأمريكية لـ الشرق: كورونا والوضع الداخلي أبرز تحديات بايدن

تعد سوزان إم جوردون، نائب مدير المخابرات الوطنية سابقاً، والتي تم ترشيحها من قبل لشغل منصب مديرة وكالة الاستخبارات المركزية ومدير المخابرات الوطنية في إدارة الرئيس بايدن، واحدة من أكثر محترفي الاستخبارات احتراما في أمريكا، وصوتا موثوقا به في الاستراتيجية والابتكار والقيادة، ومن ضابطات الاستخبارات الأكثر اضطلاعاً بالملف الأمني توجته بمسيرة مهنية رائدة في مؤسسات الاستخبارات الوطنية. في حديثها لـ الشرق حددت إم جوردون أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس بايدن في ملف الأمن القومي، معتبرة أن جائحة كورونا والاقتصاد والتغير المناخي والهجرة والانقسام المجتمعي والإرهاب الداخلي من القضايا التي لا تقل أهمية عن التعامل مع الملف الروسي والنفوذ الصيني وغيرها من أولويات وتحديات السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، مؤكدة أن فريق بايدن الذي اختاره يتخذ زمام المبادرة لمواجهة التحديات، موضحة أيضاً أن واشنطن بحاجة للتعامل بصورة مغايرة مع الصين على عكس إدارة ترامب، واتباع نهج من المناقشة والشراكة مع الحلفاء لنقل المخاوف والتحديات، كما أن أمريكا أيضاً عليها القيام بدور أكثر انخراطاً في افريقيا التي يتعدد بها اللاعبون الدوليون دون حضور أمريكي بارز كما كان منتظرا منه، كما أكدت أيضاً على خطورة التضليل المعلوماتي وارتباطها بالتوجهات الشعبوية داخلياً وعالمياً وتقويض الانقسام المجتمعي في ظل أوضاع عالمية يحتاج فيها الجميع إلى الآخر لمكافحة كورونا والتبعات المدمرة للجائحة على الصعيدين الوطني والعالمي، وتوقعت انخراطاً أكبر لوزارة الدفاع في قضايا كورونا والتغير المناخي دون سياسة متهورة تستند للتلويح بالحروب والحشد العسكري، كما ألقت الضوء على ما ينبغي على إدارة الرئيس بايدن معالجته خلال الشهر الأول له بمقعد الرئاسة الأمريكية. ◄ مخاطر وتحديات تقول سوزان إم جوردون: إن توجيه قضايا الاهتمام الأمريكي بما يتوافق مع أولويات الأمن القومي وتغيرات المشهد الدولي، حيث هناك قضايا عديدة تصدرت المخاطر والتحديات الأمريكية أولها جائحة كورونا والاقتصاد والتغير المناخي والهجرة والإرهاب الداخلي والتغيرات المجتمعية، فكل تلك القضايا هي بالفعل قضايا خطيرة مهددة للأمن القومي، ربما ليست بدرجة الاحتياج لحضور عسكري لحماية الأمن القومي، ولكنها تحديات وقضايا رئيسية تحتاج إدارة الرئيس بايدن توجيه الاهتمام الكافي لها كقضايا رئيسية مهددة للأمن القومي، وأيضاً فيما يتعلق بمخاطر الأمن القومي المرتبطة بالسياسة الخارجية فلم يعد هناك العداء التقليدي الأمريكي الروسي بامتداده من إرث الماضي، على النقيض فروسيا والصين لا ينبغي التعامل معهما بما كانت عليه المسألة في الماضي، فيجب إعادة تعريف النفوذ الروسي والصيني وحضورهما العالمي، ففيما يتعلق بالصين وتصاعد النفوذ المعتمد على الجانب الاقتصادي بما يتضمن من سياسة السوق الحرة، وأيضاً قضايا التكنولوجيا والأمن السيبراني والتي تتفوق فيها الصين بمساحة تثير مخاوف الأمن القومي لدى أمريكا، فالواقع إن الصين بات لديها ميزات تفوق فيما يتعلق بكم البيانات والمعلومات التي تمتلكها والتعامل مع بيئة الإنترنت بصورة أصبحت في واقع تشكل فيه حرب المعلومات الوجه الأحدث للحروب الجديدة، فإن الصين بات لديها تفوق في هذا الجانب يشكل مخاوف حقيقية على الأمن القومي الأمريكي. ◄ النفوذ الصيني وتابعت سوزان إم جوردون حديثها موضحة: الأمر الآخر الذي يرتبط بالصين ومكانتها الاقتصادية العالمية والتي توسعت بصورة درامية في مناطق عديدة من العالم وحتى في أمريكا الجنوبية، فالصين بات لديها مكانة اقتصادية بما تمثله من قيم عالمية ومن نفوذ يصل مباشرة إلى الجوار الأمريكي، فحينما يتم التفكير الآن حول الصين فيجب أن يكون هناك سيناريو مغاير للتعامل مع النفوذ الصيني يتخلص من سيناريوهات وخيارات الحرب التجارية والحرب الباردة، ومن وجهة نظر أمنية استخباراتية أرى ان أي مخاوف على الأمن القومي الأمريكي من النفوذ الصيني، يجب أن يتم تحليله من خلال مناطق توسع الاستثمارات الصينية عالمياً في مناطق قريبة من النفوذ الأمريكي، ولكن أيضاً بمعالجة مختلفة ومغايرة عن الطريقة التصادمية والقطبية التي كان يتم التعامل بها من قبل بعض توجهات إدارات سابقة، وهذا ما ينبغي على الرئيس بايدن أن يتجه الى خيار ثالث مغاير تماما، فنهج ترامب الذي عكف على نبذ كل ما يتعلق بالصين وصب الغضب على الطلاب والمبتعثين الصينيين في الجامعات الأمريكية، ومنع وفرض قيود على شركات التكنولوجيا من التعامل مع المنتجات التكنولوجية الصينية وتقييد المشاركة التكنولوجية بين الشركات الأمريكية والصينية.. كل هذا كان له تبعات سيئة فلا يمكن لأمريكا أن تستعيد دورها كقائد عالمي وتقدم نموذجا مشابها في التعامل مع الصين وذلك عبر التخلي عن مفاهيم الانفتاح والتنافسية وتدشين مزيد من القيود والعراقيل.. ولا يمكن لإدارة بايدن الاستمرار على هذا النحو بكل تأكيد، ولكن أي مخاوف لدى أمريكا من النفوذ الصيني من الممكن مناقشتها بصورة شاملة مع الحلفاء لأمريكا وأيضاً نقل تلك المخاوف بصيغة جماعية إلى الصين، فلا أحد يرغب بحروب تجارية وسياسات ابتزاز اقتصادي، وأيضاً من الضروري بالفعل أن تبدو إدارة بايدن بقوة في الملفات المهددة لأمنها القومي ولكن ذلك في ظل احترام مبادئ التنافسية وتطوير أدوات التقدم التكنولوجي في سوق عالمية مفتوحة وهذا من بين التحديات الرئيسية. ◄ تضليل وشعبوية وأكدت نائب مدير الاستخبارات الوطنية سابقاً في تصريحاتها لـ الشرق: إن قضايا التضليل المعلوماتي والحملات التي تم استهداف وسائل الإعلام بها أفقدت الثقة بصورة عامة لدى الكثير من الأمريكيين فيما يتعلق بنظرتهم لما يحدث داخلياً، وأيضاً ما يدور في مناطق أخرى من العالم، فهي قضية مهمة للغاية من استعادة القابلية للتصديق والإيمان في ظل حالة التشتت والتشويش الكبيرة لما يحدث وما يدور في المجتمع الأمريكي، ويرتبط كل هذا بكل تأكيد بتصاعد التوجهات الشعبوية وهذا من القضايا المهمة الذي ينبغي أن تعالج وتتصدر أولويات إدارة بايدن خلال الشهر الأول من رئاسته الجارية، فمعالجة الانقسامات المجتمعية شيء حاسم فقد جاءت جائحة كورونا لتعزز من أهمية ومدى حاجة كل واحد للآخر، وأيضاً هناك العديد من القضايا الثانوية الأخرى ومن بينها مدى ضلوع القطاع الخاص وتأثيره على صناعة القرار وقضايا التغير المناخي ومنظومة معالجة ذلك وأيضاً ما يتعلق بالأمن العالمي وضرورة الحد من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ولكن في مقدمة كل هذا تبقى خطورة الانقسام الداخلي من الأولويات الرئيسية التي يعالجها الرئيس بايدن. ◄ فريق بايدن وأكدت سوزان إم جوردان: إن اختيارات فريق الأمن القومي بالنسبة للرئيس جو بايدن فإنها ارتكزت حول كوادر تدخل في صميم القضايا مباشرة ويحاولون استعادة الشراكات والتحالفات وإعادة بناء القيم وترميم سلبيات الإدارة السابقة، وأيضاً دون تهور نرى من خلاله حشداً للقوات أو تلويحا مباشرا بالخيارات العسكرية، لكني أرى أن وزارة الدفاع سيكون لها دور مباشر في التعاطي بجدية مع قضايا كورونا والتغير المناخي، وما تعلمناه من التجربة السابقة أنه كان هناك سوء تنسيق وتواصل بين الإدارة والحكومة الفيدرالية فوضع التعاطي مع تلك القضايا المهمة بأيدي الولايات والمجتمعات بصورة أحادية والتي لم تكن مهيأة من قريب أو بعيد للتصدي لتلك القضايا ذات الصعيد الوطني والعالمي، وأيضاً يجب أن تكون الإدارة الأمريكية على وعي بخطورة القرصنة والاستيلاء على الحقوق الفكرية وما خسرته أمريكا من ملايين عالمية وفقاً لذلك بجانب الأخطار الأمنية العديدة، وأيضاً هناك ضرورة متجاهلة من أهمية وجود حضور أمريكي فاعل في قارة افريقيا، فحينما تنظر إلى افريقيا تجد نفوذاً فرنسياً وآخرين وأمريكا ليست من اللاعبين الكبار في افريقيا وهو ما يحتاج للاستعانة من الشراكة مع الحلفاء وتوطين نفوذ أمريكي أكثر حضوراً في أفريقيا.

1464

| 29 يناير 2021

عربي ودولي alsharq
هل تستطيع واشنطن إحياء صفقة النووي الإيراني؟

نشر موقع ناشيونال إنترست تقريرا قال فيه إنه من غير المرجح أن يتم إعادة انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عندما يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع في الربيع لأن نسبة المشاركة كانت منخفضة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث وصل 43 % فقط من الناخبين إلى صناديق الاقتراع، ومن المرجح أن تكون منخفضة مرة أخرى، وأن ذلك سيزيد من فرص فوز المتشددين المرتبطين بشكل وثيق بالحرس الثوري، الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيد خطط إدارة بايدن لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والمعروفة باسم الاتفاقية النووية الإيرانية وإعادة الانضمام إليها. وأوضح التقرير - ترجمته الشرق- أنه بعد تخلي الإدارة الأمريكية السابقة عن خطة العمل الشاملة المشتركة فإن العودة إليها تكتنفها الكثير من الصعوبات، لأن إيران -التي من المرجح أن يقودها متشدد- أثبتت بالفعل قدرتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وأصبحت تمتلك القدرة على بناء سلاح نووي في غضون ستة أشهر، الأمر الذي يجعل إيران عديمة الرغبة في العودة للاتفاق وتقييد نفسها مجددا لمجرد أن واشنطن غيرت موقفها، علاوة على ذلك فقد أثبتت طهران أيضًا أنها لن تستسلم حتى تحت ضغط العقوبات المشددة والاقتصاد الذي ينهار تحت وطأة ثقلها. فرص التنازلات كما أن الكاتب دوف س. زاخيم يرجح أن تتمسك إيران بشروط مواتية على الأقل مثل تلك التي تفاوضت عليها في عام 2015، وهي عدم الإشارة إلى القضايا الإقليمية، وعدم الإشارة إلى تطوير الصواريخ، بينما يجب على إدارة بايدن أن تكون حذرة من تقديم إيحاءات أنها يمكن أن تقدم تنازلات لـآيات الله بدون مقابل، ولا ينبغي لواشنطن أن تلغي أي عقوبات ما لم ترد إيران بطريقة ما، على سبيل المثال من خلال سحب الدعم للحوثيين في اليمن، وهو ما يعد تنازلا منخفض التكلفة، على عكس سحب دعمها لحزب الله مثلا. ويوضح التقرير أن قائمة العقوبات ضد إيران طويلة جدا، ويمكن أن يتم تقليصها بشكل تدريجي، طالما أن طهران ترد بالمثل، وصولا في نهاية المطاف إلى موافقة الجانبين على وتبني نسخة محدثة جديدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، الأمرالذي يجعل السؤال حول ما إذا كانت الحكومة الإيرانية المتشددة مستعدة للذهاب إلى هذا الحد؟ سؤال مفتوح إلى حد كبير.

895

| 27 يناير 2021