أطلق المركز القطري للصحافة سلسلة تاريخ الصحافة الخليجية التي تتناول نشأة وتطور مسيرة الصحف الخليجية عبر الزمن، وأهم التجارب الصحفية الخالدة في محاولة لتوثيق جزء مهم من التاريخ الإعلامي في المنطقة. ويواصل المركز تلك السلسلة بتسليط الضوء على نشأة وتطور الصحافة الإماراتية التي شهدت عبر تاريخها نقلات نوعية وسريعة ورائدة في مجالات النشر والطباعة ومواكبة تقنيات الصحافة الحديثة. وكشف تقرير صادر عن المركز عن أن فجر الصحافة في دولة الإمارات العربية المتحدة شهد تجربة فريدة في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وهي الصحافة المكتوبة قبل تأسيس الدولة عام 1971م، وسرعان ما تطورت الى المرحلة الثانية، ثم قفزت تقنيا لتواكب الصحافة الحديثة. واستعرض المركز في حلقة سابقة من هذه السلسلة نشأة الصحافة البحرينية التي كانت كصحافة الكويت في كنف أدباء وشعراء، وتميزت عبر مسيرتها بالوعي السياسي بقضايا الأمة، ومواكبة التطور في عالم النشر والطباعة. وأوضح تقرير أن صدور الصحافة في البحرين تواكب مع نشوب الحرب العالمية الثانية، وإن كانت قد سبقتها بتجارب مهمة بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، وبمبادرة شخصية من الأديب والشاعر عبد الله بن علي بن جبر الزايد (1 يناير 1899 - 5 مايو 1945)؛ والذي يعد أول مؤسس للصحافة البحرينية، حينما أسس صحيفة «البحرين»، الأسبوعية عام 1939م قبل نشوب الحرب العالمية الثانية بستة أشهر تقريبًا. ولد الزايد في مدينة المحرق، وتلقى تعليمه الأولي في كتَّاب الشيخ عيسى بن راشد بالمحرق، فحفظ القرآن في سن مبكرة، ودرس اللغة العربية والفقه الإسلامي..عمل بتجارة اللؤلؤ، ثم تركها إلى العمل الثقافي، فأنشأ أول مطبعة حديثة ومكتبة في 1932، كانت الأولى من نوعها في دول الخليج، وساعدت كثيرًا على نشر الكتب المدرسيّة والأدبيّة، ثم أنشأ ناديًا ثقافيًا في بلدته، وأسس دارًا للسينما والمسرح في 1937. صدرت «البحرين» في 4 صفحات من القطع الكبير، وحملت عبارة: «جريدة يومية سياسية أدبية علمية جامعة تصدر مؤقتًا كل أسبوع»، وكانت أول صحيفة أسبوعية في الخليج، وكتب الزايد في افتتاحية العدد الأول: « البحرين ستكون منبرًا عامًا ليس لأبناء البحرين فقط، ولكن لجميع أبناء الخليج والجزيرة العربية». كانت الصحيفة تطبع ما يقرب من 500 نسخة أسبوعيًا، ووصلت بعد ذلك إلى 1000 نسخة أثناء الحرب، ونشرت خلال عامين من صدورها 2000 مقال، و6000 برقية، وعالجت موضوعات أدبية وعلمية وسياسية وتربوية ورياضية ودينية، واستقت أخبارها من الوكالة البريطانية في البحرين، والإذاعات والصحف العربية. واهتمت بالتوزيع فخصصت محلين لبيعها: الأول في المنامة، والآخر في المحرق. كما كانت تناقش على صفحاتها قضية توطين اليهود في فلسطين، كما نادت باندماج إمارات الخليج في دولة واحدة، إلى جانب نشر بعض الانتقادات للشؤون المحلية. أعلن الزايد تأييده الواضح للحلفاء، وبيّن ذلك بجلاء في العدد 174 الصادر في يوليو 1942 قائلاً: «ليس في مناصرة جريدة البحرين لقضية الحلفاء شيء من الرغبة والرهبة. إن قضية الحلفاء يناصرها الآن فطاحل العرب ممّن أسسوا استقلالهم في العراق وجزيرة العرب ومصر وسوريا وفلسطين واليمن». ولم تغفل صحيفة «البحرين» القضايا الإقليمية، وخصصت مساحات للمساجلات الشعرية بين كبار الشعراء من البحرين والكويت، مثل: عبد الرحمن المعاودة، والشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة، والشاعر الكويتي فهد العسكر، إضافة إلى أهم الأخبار الأدبية والتغطية للمناسبات والمهرجانات الثقافية وأنشطة المدارس والنوادي. وذكر التقرير أن العدد 276 الصادر في 15 يونيو 1944 كان آخر عدد صدر لجريدة البحرين، حيث أعلن فيه الزايد توقف جريدته عن الصدور، معللًا ذلك بنقص الورق. وبعد توقف الجريدة بعام واحد تُوفي عبدالله الزايد، تاركًا أثره الخالد الذي لعب دورًا حيويًا في سبيل نماء وتطوير الحركة الصحفية في البحرين.

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، أهمية الدور الفاعل والبناء الذي تقوم به الصحافة الخليجية في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وإبراز إنجازات مجلس التعاون في مختلف المجالات. كما أشار إلى المكانة الرفيعة التي تحتلها الصحافة الخليجية في منظومة الإعلام الخليجي والعربي، وما تمارسه من دور إيجابي في تعزيز الهوية الخليجية وغرس القيم والمبادئ الأصيلة وتعزيز الترابط الخليجي. وقد عبر الأمين العام لمجلس التعاون، عن ذلك خلال لقائه اليوم، السيد خالد المالك رئيس اتحاد الصحافة الخليجية. وجرى خلال اللقاء بحث الجهود التي يقوم بها اتحاد الصحافة الخليجية لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين المؤسسات الصحفية الخليجية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين الأمانة العامة لمجلس التعاون واتحاد الصحافة الخليجية.

تعقد الأمانة العامة لاتحاد الصحافة الخليجية غدا الثلاثاء، بدولة الكويت اجتماعها السابع عشر برئاسة تركي بن عبد الله السديري رئيس الاتحاد . وقال أمين عام الاتحاد ناصر محمد العثمان إن الاجتماع الذي يعقد في ضيافة صحيفة النهار ورئيس تحريرها عماد جواد بوخمسين سيناقش موضوعات مهمة وسيعتمد خطة العمل المقترحة للعامين المقبلين .من جانبه قال عماد بوخمسين إن الصحافة الكويتية مهتمة بتوفير الظروف المعينة على تحقيق اتحاد الصحافة الخليجية أهدافه التي أنشأ من أجلها وأن صحيفة النهار بادرت بطلب عقد هذا الاجتماع في الكويت قبل أكثر من سنتين لتأكيد هذا التوجه وقدمت ورقة تتضمن مجموعة من المقترحات لتنشيط الاتحاد ، مبينا أن صحيفته لن تتأخر عن تقديم كل ما قد يسهم في الارتقاء بمسيرة العمل الصحفي الخليجي.

دعا أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان مسئولي الصحف الخليجية إلى توفير فرص أكبر للشباب الخليجي للانخراط في العمل الصحفي وإعدادهم لتحمل مسئولية مواصلة مسيرة العمل الصحفي الخليجي مع توفير هامش أوسع للحريات التي يمكن أن تعينهم على العطاء والإبداع ، لافتا إلى أن الشباب الخليجي الراغب في العمل الصحفي يتمتع بمؤهلات تعينه على النجاح لو حصل على الفرصة المناسبة وعلى متسع من التفهم لطموحاته خصوصا أن أغلبه متمكن من ناصية أكثر من لغة ويمتلك قدرات عالية في الكمبيوتر لغة العصر . وأضاف العثمان بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم الأحد إن اتحاد الصحافة الخليجية بدأ منذ سنوات الدفع في هذين الاتجاهين حيث نظم عددا من اللقاءات بينها لقائين مهمين في الكويت و جدة للصحفيات والصحفيين الشباب منالصحافة الخليجية, العاملين في الميدان بغية تلمس مشكلاتهم وتشجيعهم على المزيد من العطاء ، لافتا إلى أن لقاءات شبابية أخرى من المقرر أن تنفذ قبل نهاية العام الحالي إحداها ستكون بالتعاون مع صحيفة النهار الكويتية . من جانب آخر قال العثمان إن اتحاد الصحافة الخليجية بصدد تنفيذ عدد من البرامج بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، مبينا أن المؤسستين تقومان حاليا بدراسة مجموعة من المقترحات التي تصب في هذا الاتجاه وأن النصيب الأوفر منها سيكون للشباب الخليجي الذي هو عدة المستقبل . يذكر أن اجتماعا موسعا عقد في الرياض فبراير الماضي برئاسة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بين الأمانة العامة لمجلس التعاون واتحاد الصحافة الخليجية نوقشت خلاله المتغيرات الجديدة في المنطقة والدور المنوط بالمؤسستين في هذه المرحلة وتم خلاله الاتفاق على دراسة مجموعة من المقترحات التي تدعم مسيرة العمل الصحفي الخليجي وتؤهل الشباب الخليجي للعطاء في هذا الميدان .

انتهت ظهر اليوم الثلاثاء جلسات المؤتمر العام الخامس لاتحاد الصحافة الخليجية الذي عقد في مسقط بالتعاون مع جمعية الصحفيين العمانية تحت رعاية الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات بسلطنة عمان . المؤتمر الذي أثمر مجموعة من القرارات المهمة والتي من شأنها أن تسهم في تطوير العمل الصحفي الخليجي خرج بتوصية لتشكيل لجنة من الأمانة العامة للاتحاد لمقابلة أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بغية شرح الصعوبات التي تواجه الاتحاد وتؤثر سلبا على أنشطته والتوصل إلى صيغة تعاون تدفع في مسيرة العمل الصحفي الخليجي لتتمكن الصحافة الخليجية من المساهمة بصورة أكبر في دعم القضايا الخليجية في هذه المرحلة المليئة بالمتغيرات باعتبارها خط الدفاع الأول . وفي كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر قال أمين عام الاتحاد ناصر محمد العثمان إنه سيتم خلال الفترة المقبلة تنفيذ العديد من الأنشطة في مختلف الدول الأعضاء مشيرا إلى أن اجتماع الأمانة العامة الذي عقد يوم أمس الأول في مسقط برئاسة رئيس الاتحاد الأستاذ تركي بن عبد الله السديري أقر مجموعة من الفعاليات والأنشطة وناقش عددا من المشكلات التي تواجه الاتحاد وتؤثر على أدائه وحصد مجموعة من المقترحات المهمة التي ستهتم الأمانة العامة بدراستها واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها . من جانبه قال رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض بن سعيد باقوير إن المؤتمر ناقش التحديات التي تواجه الشأن الصحفي الخليجي ولفت إلى أن المتغيرات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة تحتم وجود إعلام وصحافة خليجية يتسم توجهها بالهدوء والاتزان والموضوعية والحرص على تأهيل جيل الشباب والعمل على تطوير مهنة الصحافة . وخلال حفل الافتتاح قام أمين عام الاتحاد بتكريم راعي الحفل الدكتور رشيد الصافي ورئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض بن سعيد باقوير ، كما تم منح الأستاذ تركي بن عبدالله السديري جائزة كوغر للشخصية الإعلامية الخليجية للعام 2015 تسلمها بالنيابة عنه عضو الأمانة العامة للاتحاد محمد الوعيل ، وتكريم صحيفة القبس بمنحها جائزة كوغر للقلم الصحفي 2015 للعام تسلمها رئيس التحرير وليد عبداللطيف النصف وتبودلت الهدايا التذكارية . وفي ختام المؤتمر تشرف المشاركون فيه بلقاء صاحب السمو نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء الذي ناقش معهم جملة من القضايا ذات العلاقة بالصحافة والإعلام .

نوهت رسالة دكتوراة حصل عليها الباحث خالد بن مبارك آل شافي بمرتبة الشرف الأولى من جامعة الإسكندرية تحت عنوان "الصحافة الخليجية ودورها في العلاقات الدولية، دراسة تحليلية لعينة من الصحف الخليجية"؛ بالتزام جريدة "الشرق" بالثبات على سياستها التحريرية وعدم السماح بأي عوامل تعرقل هذا الالتزام، وقد شملت عينة الدراسة ثلاث صحف خليجية هي الشرق القطرية، الخليج الإماراتية، الرياض السعودية. وأوضحت نتائج الدارسة اهتمام الصحف ـ عينة الدراسة ـ بقضايا الصراع بنسبة كبيرة بلغت 89.6 % وذلك لتركيز الصحف على الأحداث وتغيراتها المختلفة في عدة مواقع من العالم، بينما أشارت إلى ضآلة اهتمام الصحف بقضايا التعاون والتنمية والشراكة والتضامن، وهو ما يعكس ضعفا في اهتمامات الصحف رغم ما تشكله هذه القضايا من عمق للعلاقات الدولية. وأكد الدكتور خالد بن مبارك آل شافي لـ "الشرق" أن الهدف من هذه الدراسة هو دراسة دور الصحف الخليجية في معالجة مشكلات المجتمع الخليجي والعربي من خلال تحليل الموضوعات التي تناولتها التحقيقات، ومعرفة نوعية الموضوعات التي ركزت عليها الصحف المنتقاة خلال الفترة الزمنية للبحث، ومعرفة مدى اهتمام الأخبار المنشورة بالصحف الخليجية بمناقشة المشاكل والقضايا التي يهتم بها القارئ الخليجي والعربي. وقال: إن الهدف أيضا دراسة فن الخبر في صحف العينة من حيث: المصادر، وأساليب المعالجة وأماكنها، والشكل الفني، والنوع وغير ذلك والمستوى الذي وصلت إليه الصحف الخليجية موضوع الدراسة حتى نضع أيدينا على نقاط الضعف لتقويتها، وأيضا نقاط القوة للمحافظة عليها، على اعتبار أن كل صحيفة جزء من الكل وهذا الكل هو الصحافة الخليجية والتعرف على أنواع القضايا الاقتصادية والسياسية التي تهتم بالصحف الخليجية موضوع الدراسة وبالأخص القضايا التنموية الاقتصادية والسياسية، والمدى الذي أحدثته الصحف الخليجية موضوع الدراسة بالنسبة للصحف الدولية، والارتباط بين الطابع الدولي للصحف وبين انتشارها وتوزيعها عبر الحدود والحواجز التي تفصل بين الدول، وأيضا قوة تأثيرها داخل الحدود الوطنية وخارجها والنابعة من عمق المضمون وتنوعه، وإصدارها بلغة تسمح لها بالانتشار على النطاق العالمي، أو إصدار طبعات منها بلغات متعددة. المزيد من التفاصيل على صفحات "الشرق" غدا الاثنين.