رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. المريخي: لا سعادة ولا بركة في العمر إلا بالعمل الصالح

قال فضيلة د. محمد حسن المريخي: إن من أكبر مِنن المولى عز وجل على عبده بعد الإيمان بالله ورسوله، هي أن يتفضل عليه فيهديه للعمل الصالح.. وقال في خطبة اليوم الجمعة ، بمسجد عثمان بن عفان بالخور: إن هذه هي المِنة الكبرى والرصيد الحقيقي والمدخر ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار. واشار إلى أن صاحب هذه المِنة يفوز بإذن الله في الدارين، وتكتب له السعادة والعافية والبركة في العمر والوقت والحياة، مع ما ينتظره من قرة العين في الآخرة، حيث يقول تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"،ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت).هدي الرسولوأكد خطيب مسجد عثمان بن عفان أن الدنيا كلها لا تغني عن المرء شيئاً، إذا لم يوفق للعمل الصالح، موضحا أن العمل الصالح الذي يعنيه هو المشروع في دين الله؛ الإسلام، الذي يكون خالصاً لله تعالى، والذي يتقرب إليه العبد به إلى ربه ـ عز وجل ـ بعد الإيمان بالله ورسوله، وهو العمل الموافق لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيّّن أنه لا يسمى العمل صالحا إلا إذا كان مشروعاً خالصاً موافقاً، يعمله المؤمن الموحد، لأنه إذا عمله الكافر لا يكون عملاً صالحاً، ولا يقبل منه، لأنه لم يأت من مؤمن بالله ورسوله، وفي هذا يقول تبارك وتعالى عن أعمال الكفرة: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"، وقال د. المريخي: لم يثب الله ـ عز وجل ـ أبا طالب، ولم يكافئه على ما عمل من رعاية للإسلام وحماية رسوله، بل خلده في النار، لعدم إيمانه بالله وحده، وعدم إقراره برسالة رسول الله، مع إنه عمل عملاً كبيراً أيد الله به دينه وأظهره، كما يقول رسول الله: "وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".لا عمل صالحاً للمنافقوأضاف: لا يسمى العمل صالحاً من المنافق، لأنه لم يرِد به وجه الله تعالى، حيث يقول الله تبارك وتعالى: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا"، ويقول عز وجل: "والله يشهد إن المنافقين لكاذبون".. ودلل د. المريخي على ذلك، فإن الله عز وجل لم يقبل من عبدالله بن أبي سلول صلاته خلف رسول الله لنفاقه، بل أخبر بكفره وخروجه من الملة، كما في قوله: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"، وقال: "وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله، ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى، ولا ينفقون إلا وهم كارهون".من هم الآمنون؟وقال الخطيب: إن الذين يعملون الصالحات هم أهل الأمن والأمان يوم يفزع الناس: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وأوضح أن الأمن حينئذ لهم خاصة من دون الناس يوم يجمع الله الخلائق في صعيد واحد، في يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة، وتدنوا الشمس من رؤوس الخلائق، ويذهب الناس في العرق؛ كل على قدر عمله، فمنهم من يكون عرقه إلى كعبيه، وإلى ركبتيه، ومنهم إلى خصره، ومنهم من يبلغ عرقه شحمة أذنيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، فيغيب في عرقه.. في هذا الموقف العصيب الشديد يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات، بقوله: "يا عبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون". وأكد د. المريخي أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، هم أمنة لأنفسهم ومجتمعاتهم وبلدانهم، لأنهم بأعمالهم الصالحة يصرف الله تعالى عن البلاد والعباد السوء والمكروه؛ من الحوادث والكوارث والعذاب والأمراض، يقول تعالى: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".أعقل العبادوأشار إلى أنه ببركتهم يبارك الله تعالى على البلاد والعباد ويحفظهم الله تعالى بهم، من الفتن والمحن، كما أنهم يتميزون بأنهم أعقل العباد، وأفطنهم، لأنهم أدركوا فضل الله ومنته، وفطنوا لماذا خلقهم الله؟ فقاموا بما أوجب عليهم، من العبادة له سبحانه، حيث يقول تبارك وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون".وأوضح انه لم تشغلهم تجارة ولا دنيا ولا متاع عن عبادة ربهم عز وجل، فزكاهم الله تعالى، وقد أثنى عليهم المولى سبحانه فقال: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال: إنني من المسلمين"، وقال: لو لم يكن في العمل الصالح إلا السلامة والنجاة في الآخرة، لكفى به شرفاً، فكيف وقد أحاط العمل الصالح بكل فضيلة وكرامة؟ مؤكداً أن العمل الصالح نجاة وسلامة وعافية، مشيراً إلى أن الله ـ عز وجل ـ قد فرج عن الثلاثة الذين دخلوا الغار فتدحرجت صخرة فسدت باب الغار عليهم، فدعوا الله تعالى بأعمالهم الصالحة، التي عملوها ففرج الله عنهم، كما أنجى الله تعالى ذا النون ـ يونس ـ من الظلمات ببركة ذكره لربه ـ عز وجل ـ كما قال تعالى: "وذا النون إذ ذهب مغاضباً، فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أنْ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".. ونوه إلى أن "ذا النون "كان ذاكراً لربه من قبل هذا، وليس في بطن الحوت فقط.وقال: إن الله تعالى حفظ كنز الرجل الصالح لولديه، حتى يبلغا.. لصلاح والدهما، حيث يقول تعالى: "وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنز لهما، وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك".قبض الروحوإضاف: إن ملك الموت لا يستأذن أحداً في قبض روح إنسان، إذا أرسله الله تعالى!! فكم من إنسان مسافر في هذه الدنيا غائب فيها، وفي لحظة ما حسب حسابها ولا عمل لنزولها إذا ملك الموت ينزع روحه ويتركه جثة هامدة، لا حراك فيها، قد ارتخت قواه ويبس لسانه وجحظت عيناه واصفر لونه، مشيرا إلى أنه كان بجوار رسول الله ركوة ـ جرة ـ فيها ماء، فيدخل يده فيها ويمسح على وجهه، ثم يقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات"، فيغيب في السكرات، وهو سيد ولد آدم، ثم يُفيق حتى فارق الحياة.

2732

| 31 يوليو 2015

محليات alsharq
المريخي: الكذب خلق ذميم يرفضه ديننا الإسلامي ومجتمعنا

قال د. محمد بن حسن المريخي، إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبده خيراً وفقه للصلاح والعمل الصالح والخلق الكريم فكان أحسن المخلوقين وإذا أراد بعبده سوءاً أوكله إلى نفسه بما كسبت يداه فظهر فاسداً مفسداً ذا خلق سيئ وطبع فاسد. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن الإسلام حرص على أتباعه ليتحلوا بالأخلاق الكريمة ويحذروا من الأخلاق السيئة التي تؤدي بمروءة المرء وشيمته ودينه وتسقط آدميته وإنسانيته "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر".وأضاف " إن الكذب مذكور في كتاب الله في مائتين وثمانين آية جاءت هذه ذامة له ومبينة عاقبة الكاذبين ومعلمة سخط الله وبغضه لهذا الخلق وأهله، فهو مذموم محرم على المسلم قولاً وفعلاً ضاحكاً به أو جاداً ومخادعاً أو محتالاً ويكون اختراعاً لقصة لا أصل لها أو زيادة في القصة أو نقصاناً يغيران المعنى أو تحريفاً أو إخباراً عما لا وجود في الواقع بقصد التحايل واجتلاب النفع واستدفاع الضر وحب الظهور والبروز ونيل المراتب المزيفة من رتب هذه الدنيا من الثناء والمدح والوصف بالمعرفة والثقافة أو التشفي من إنسان بوصفه بأقبح الأوصاف أو حب الترأس أو لسوء الطويّة وقلة الأدب حتى ترادف عليه فألفه فصار عادة له ومنهجاً .أسوء أنواع الكذب وقال د . المريخي إن أعظم الكذب هو الكذب على الله ورسوله، الذين يقولون على الله ما لم ينزل به سلطاناً يضللون الناس ويصدون عن سبيل الله فيقولون على الله ويفترون عليه الكذب فيبتدعون البدع والطرق والسبل والمخالفات والتأويلات ويقولون هذا من عند الله، وهذا دين رسول الله وهذه سنته وهم يكذبون، يقول الله تعالى عن هؤلاء ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) وتوعدهم فقال ( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) وتوعدهم رسول الله فبشرهم بمقعدهم في نار جهنم.صفة الكذابين وقال إن الله وصف أهل الكذب بأقبح الأوصاف وذمهم ونفى عنهم الإيمان بآياته وقال إنهم المنافقون ضعاف النفوس المخادعون خبثت نفوسهم وانتكست بصائرهم وظنوا أنهم سيخدعون الله تعالى كما يخدعون الناس، يقول تعالى ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) وقال جل وعلا ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) .ومضى إلى القول " يكفي خسة بالكذب أنه لا يتصف به إلا شرار الخليقة المنافقون والشياطين واليهود والكفرة والمفسدون يقول تعالى ( والذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ) ويقول سبحانه ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) ويقول جل وعلا ( ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون ) وذكر أن المتتبع لآيات الله تعالى يجد كل الوعيد والتهديد للكاذبين ( ويل لكل أفاك أثيم ) والأفاك هو الكذاب في أقواله والأثيم في أفعاله ، وقال سبحانه ( قتل الخراصون ) أي لعن وقبح الكذابون ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها ، إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر ) رواهما البخاري ومسلم .خطورة الكذب ولفت إلى أنه نظرا لخطورة الكذب على خلق المسلم ودينه ومروءته وشرفه حذر رسول الله أمته من الكذب أيّاً كان حاله مازحاً أو جاداً فيه.فقال ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) رواه البخاري ومسلم. وذكر أن المؤمن المسلم الحق لا يتصف بالكذب ولا يكون كذاباً ولا يرضى أن يلطخ إيمانه وإسلامه بما يشينه ..وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جباناً قال : نعم ، أيكون بخيلاً قال : نعم ، أيكون كذاباً قال : لا ) رواه مالك ... يقول ابن عبد البر : معناه أن المؤمن لا يكون كذاباً يعني يغلب عليه الكذب حتى لا يكاد يصدق لأن هذا ليس من أخلاق المؤمنين.صفة ذميمة وقال المريخي إن الغافلين اعتادوا أن يتعمدوا الكذب أو يحدثوا أحداثاً مكذوبة في أول الشهر الرابع الإفرنجي الميلادي يسمونها بكذبة أبريل، يضحك بعضهم بعضاً ويتعمد الكذب ليسجل موقفاً محرجاً لصديقه أو زميله أو يحدث ممازحة يمازح بها أصدقاءه وزملاءه ورفقاءه فيقول هذا مزاح أو هذه كذبة بيضاء والبعض يحاول أن تكون كذبة أبريل قوية جداً جهلاً منه وغفلة عما يسببه الكذب من مآسي ومحن فيوقظ نائماً من نومه ليبلغه خبراً مفجعاً أو يتصل بصاحبه أو قريبة وهو في بلده يستدعيه للمساعدة لمصيبة نزلت به فإذا وصل إليه أخبره بكذبة إبريل ..الكذب يبلغ الآفاق وتطور الكذب عند البعض حتى طارت الكذبة في الآفاق وعلى أعلى مستويات حتى بدا البعض لا يعرف الحديث والتحدث إلا كاذباً فاجراً فيكذب ليضحك الآخرين ويكذب ليمازح المغفلين ويكذب ليضيع حقوق الناس ويكذب حتى يبدد جهود المخلصين، حتى صار الكذب فاكهة للبعض فلا يستغني عنه فهو كذاب قائما وقاعدا ومضجعا وآكلا وشاربا وأحيانا وهو نائم أو قبل نومه يصنع الكذب، حتى إذا أصبح نشره ، يقول رسولنا الكريم في رؤيا منامه ( أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وهي حديدة معوجة الرأس وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيعمل مثل ما فعل في المرة الأولى، قال : قلت: سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق حتى قالا له : فأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق.

2192

| 28 مارس 2014