وجدت شغفها بالتفاصيل المعقدة للفن الإسلامي الرفيع، مما جعلها تبدأ في استكشاف العالم العميق لهذا الفن من خلال ورش العمل ورحلات الدراسة والمشاركة في مختلف أشكال الفنون في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ولم تكتف بذلك بل اجتهدت لتحصل درجة الماجستير في الفنون من الكلية الملكية للفنون في لندن، لتوسع نطاق إبداعاتها الفنية. إنها الفنانة القطرية نوار المطلق والتي حرصت على المشاركة في النسخة الثانية من برنامج "الإقامة الفنية" الذي يطلقه "مطافئ: مقر الفنانين" سنويا لدعم الفنانين الموهوبين من فئة الشباب، فمن خلال إقامتها تعمل على الدمج بين شغفها بالفن والتصميم والفن الإسلامي العريق وتكنولوجيا التصنيع السريع. وفي لقاء مع "الشرق" أوضحت أن الفن الإسلامي يعتبر من الفنون الفلسفية العميقة، وهو فن يركز على التفاصيل الدقيقة ويركز على الدين والطبيعة والحضارة الإسلامية، لافتة إلى أهمية التوغل في هذا الفن واكتشاف سر الخلق والكون. الفن الإسلامي بداية قالت الفنانة نوار المطلق: "عشقي للفنون البصرية بدأ منذ الصغر، وقد تخرجت من جامعة فريجينيا كومنولث، وعملتُ مصممة جرافيك لبضع سنوات، وفي مجال تصميم العلامات التجارية، ثم قررتُ أن أوسع نطاق عملي في مجال التصميم واتباع منهج تصميم أكثر شمولية، وبعد حصولي على درجة الماجستير في الفنون اختصاص تصميم الخدمات من الكلية الملكية للفنون في لندن، ومع مرور الوقت وشغفي بالتفاصيل المعقدة للفن الإسلامي الرفيع، بدأتُ في استكشاف العالم العميق لهذا الفن من خلال ورشات العمل ورحلات الدراسة والمشاركة في مختلف أشكال الفنون في جميع أنحاء العالم الإسلامي"، لافتة إلى أن للفن الإسلامي فلسفة عميقة قد يجهلها الكثير من البشر. وأوضحت أن الفن الإسلامي يساعد الفنان والمتذوق على حد سواء في التأمل والتركيز على التفاصيل الدقيقة في الحياة، فضلًا عن ارتباط هذا الفن بالدين والطبيعة والحضارة الإسلامية، واكتشاف سر الخلق والكون، مشيرة إلى أن الفن الإسلامي لقاء بين دقة الصنعة ومهارة التنفيذ. الإقامة الفنية وحول مشاركتها في النسخة الثانية من برنامج الإقامة الفنية قالت نوار المطلق: "حظيتُ بالالتحاق في النسخة الثانية من برنامج "الإقامة الفنية" التابع لمطافئ الفنانين، حيث يوفر لنا البرنامج مساحة وفرصة لإبراز قدراتنا في مختلف الفنون من خلال تطوير ممارساتنا الفنية، وتوفير منصة لعرض أعمالنا للعالم عن طريق معرض كبير في نهاية فترة الإقامة، فضلًا عن الالتقاء بكبار الفنانين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الفنية"، موضحة بأن من خلال فترة إقامتها ببرنامج "المطافئ" ستعمل هي وزميلتها الفنانة مريم السميط على الدمج بين الفن والتصميم والفن الإسلامي العريق وتكنولوجيا التصنيع السريع، وذلك للخروج بفكرة تواكب العصر الحالي. وأشارت إلى أنها تعمل حاليًا على عدد من الأعمال الفنية التي تركز على الفن الإسلامي، وأن المعرض الختامي سوف يشهد مشاركة (5) أعمال فنية، موضحة أن مشاركتها في برنامج الإقامة الفنية زادت من ثقتها بنفسها وأعطتها الدافع لتقديم أعمال فنية مميزة، متمنية أن تحذو جميع المؤسسات والجهات الثقافية والفنية بالدولة حذو متاحف قطر في دعم المواهب الفنية، وتوفير البيئة المناسبة لهم للاستمرارية. ندرة الفنانات وبالنسبة لندرة الفنانات القطريات في مجال الفن الإسلامي، أوضحت الفنانة نوار المطلق أن "الفن الإسلامي" فن عميق، يحتاج إلى فهم هذه الثقافة التي ربما تكون غائبة بعض الشيء في مجتمعنا وقالت: "عشقتُ الفن الإسلامي من خلال دراستي في لندن، حيث اكتشفتُ مدى عمق الفن الإسلامي، بسبب اهتمام الغرب بهذا الفن وخوضهم في تفاصيل الدين الإسلامي أكثر من المسلمين، حيث إن هناك دراسات أبحاث عديدة متعلقة بالفن الإسلامي وهذا ما أتاح لي فرصة التعمق في هذا الفن وتعلم أساسياته"، مشيدة بجهود متحف الفن الإسلامي في تسليط الضوء على جذورنا الإسلامية، من خلال حماية مقتنيات الفن الإسلامي وتقديمها في معارض استثنائية وأنشطة تعليمية، تفتح آفاق المعرفة.

شهد متحف الآغا خان بمدينة تورنتو الكندية أخيرا افتتاح معرض "عجائب الخلق: أساطير الحيوانات في الفن الإسلامي"، ويستمر حتى 11 سبتمبر المقبل. ويأتي تتويجًا للنجاح الذي حققه المعرض ذائع الصيت عالميًا في متحف الفن الإسلامي. وتعود فكرة تضميم هذا المعرض التخيّليّ إلى متحف الفني الإسلامي، وتلقي محتوياته الضوء على حيوانات حقيقية وخيالية تناولتها الحكايات والأساطير المتداولة في العالم الإسلاميّ. وقد جرى توسيع نسخته الحالية في تورنتو، ليضم إلى جانب معروضاته أعمالًا إضافية أخرى من مجموعة متحف الآغا خان ومعروضات من المؤسسات الدولية العامة والخاصة، إلى جانب عمل تركيبيّ للفنان اللبناني محمد سعيد بعلبكي. وتحتل محتويات المعرض مكانًا مميزًا في قاعة العرض بالمتحف، وتتنوع أشكالها بين حيوانات نارية وترابية ومائية وهوائية شاع ذكرها في حكايات شعبية لطيفة تناقلتها ألسن الناس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشبه القارة الهندية، كحكايات كليلة ودمنة والشاهنامة وألف ليلة وليلة، إذ يرجع تاريخ هذه الحكايات إلى الفترة الممتدة من القرن السابع وحتى القرن الحادي والعشرين. ويدل التنوع الواسع للمواد التي استُخدمت لتجسيد أبطال هذه الأساطير والحكايات على مدى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها تلك الحكايات بين الثقافات المختلفة والأجيال المتعاقبة، حيث تتنوع هذه المواد بين المخطوطات والنسيج والفخار والمجوهرات والزجاج والأعمال المعدنية. إلى جانب الرسوم التصويرية والأشكال التي تبرز ثراء الإنتاج الفني الإسلامي وتنوعه. وأعربت متاحف قطر عن فخرها بتقديم هذا المعرض ذي الطابع السحريّ لجمهور جديد من محبي الفن في تورنتو للمرة الأولى. "ستروق الحكايات الخالدة التي تجسّدها محتويات المعرض لشتى الأفراد من جميع أنحاء العالم على اختلاف ثقافاتهم. نأمل أن ينجح هذا المعرض في نقل هذه الحكايات لجمهور جديد، وأن يتيح فرصًا جديدة للحوار والتبادل المعرفي، وأن يُطلع الزائرين على مدى غزارة الإنتاج الفني الإسلامي، وأن يسهم في مساعدة العالم في فهم جوهر رسالة دولة قطر". من جهته قال هنري كيم مدير متحف الآغا خان ورئيسه التنفيذي: "الحكايات المرتبطة بعجائب الخلق لها دور قويّ في تشكيل تصوّراتنا الجماعية بغض النظر عن طبيعة الاهتمام بنوعية هذه الحكايات، فلا فارق في ذلك بين خرافات أيسوب أو القصص الملحمية الفارسية كالشاهنامة. وقصص الحيوانات تحديدًا لها سحر خاص على الجميع مهما كان عمرهم، فهي وسيلة لنقل الحكمة عبر الأجيال والثقافات. ولذا أقول إننا أمام معرض مذهل سيجذب اهتمام كافة أفراد العائلة". وعلى هامش المعرض، سيستضيف متحف الآغا خان سلسلة من الأنشطة العائلية المرحة كمخيم للأطفال لمدة يومين، وجناح "اصنع حيوانك" وركن "قراءة الكتب مع العائلة".