رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. المريخي بجامع الإمام: الكلمة الخبيثة تفسد المجتمع وتسبب هلاك أفراده

حث على انتقاء الألفاظ توخياً للسلامة.. حذر فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي من خطورة الكلمة التي قد تدخل صاحبها الجنة أو تهوي به في النار. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله -سبحانه وتعالى- لم يخلق الناس عبثاً أو يتركهم سدى يشرقون ويغربون ويهدمون ويفسدون في هذه الدنيا، موضحا أنه -سبحانه-خلقهم ليعبدوه وحثهم وأمرهم بعمل الصالحات وحذرهم من ارتكاب المحظورات، وأعلمهم -سبحانه- أنه سائلهم عن أعمالهم وهو عليم بذات الصدور ومحاسبهم على الفتيل والقطمير. وأضاف د. المريخي أن العبد مسؤول عن أقواله وأعماله وتصرفاته، عما قاله بلسانه وخطه بنانه، ومشاه بقدميه بل إن الله يقيم الشهود على عبده والحجة عليه من ذات عبده، فالشهود على العبد جوارحه وأعضاؤه، فيأمر الله تعالى الجوارح والأعضاء أن تنطق وتشهد على أصحابها فتشهد العين على صاحبها بما رأى بها، ويشهد اللسان على صاحبه بما نطق به، واليد والرجل "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون". عصر الكلمة وأضاف "نحن في عصر الكلمة والكلام الذي كثر وانتشر، فالكلمة المنطوقة والمكتوبة وتسابق الناس للقول والكتابة على نياتهم ومقاصدهم "وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون". وإن الكلمة الهادفة هى التي تبني، والكلمة الخبيثة تهدم وتخرب وتفسد، والكلمة الصادقة تهدي إلى البر، والكلمة المكذوبة تهدي إلى الفجور. فالكلمة مسؤولية وحمل يتحمله المتكلم". ولفت د. المريخي إلى أن الكلام أحيانا يكون كفراً يهوي بصاحبه في جهنم، وقال: "من قل صدقه كثر خطؤه، وأهل الكلام وحملة الأقلام ورجال الإعلام ممن يسنون سنناً حسنة وسنناً سيئة، هم شركاء في الأجر حين الإحسان، وهم حمّالو الأوزار حين الإساءة إلى يوم القيامة". واستطرد المريخي قائلا: فكم للكلام من التأثير والتغيير والتبديل، نعم تقوم دول بمحو دول لكلمة قيلت، وتهلك مجتمعات وتغرق وتنحدر في واد سحيق من الرذيلة بسبب كلام الخبث والغواية، وتقوم ملل ونحل ومذاهب وأحزاب وفرق وطوائف في الدين والدنيا على اللسان والسنان . وأكد الخطيب أنه من خلال الكلمة يوزن الرجال وتقدر الشخصيات وتثمن المروءات، وبالكلمة ينكشف للناس الغطاء عن معدن الرجال، وقد قالوا: إن الإنسان مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم أو نطق عرفت دينه ومذهبه وعقيدته، وقد قال الله -تعالى- عن أعداء رسوله والمؤمنين "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول"، أي تعرف عداوتهم ونفاقهم أثناء حديثهم وكلامهم، وقالوا قديماً: رب كلمة قالت لصاحبها دعني، أي لا تتلفظ بي فإنك إن تلفظت بي وأطلقتني أوبقتك وأهلكتك وكشفت سرك وشخصك. خطورة الكلمة وأضاف "إن الله -سبحانه- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قد بينوا خطورة الكلمة، فهي إما أن ترفع صاحبها في أعلى عليين عند الله وعند الناس، وإما أن تهوي به وتوبقه وتهبط به إلى وادٍ سحيق من الذلة والمهانة والازدراء عند الناس، وعند الله تهوي به في جهنم، يقول رسول الله "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله -تعالى- ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله -تعالى- لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم. وفي رواية "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" . وقال إن رسول الله قد نصح معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقال له "كفّ عليك هذا قلت: يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" . الكلمة تخرج من الملة ولفت في الخطبة إلى أن الله جعل على كل عبد وأمة من عباده ملكين يسجلان قوله، وما يتلفظ به فالأول يسجل الحسنات والآخر يسجل السيئات، يقول تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" وقال "وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين"، فيسجل كلام العبد في صحيفة له تعرض عليه يوم القيامة "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً" "هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"، فالكلمة حساب وشدة وعسر بين يدي الله، أو رفعة ومفازة عنده سبحانه. وأكد د. المريخي أن الكلمة تكون أحياناً كفراً تخرج العبد من الملة، إذا قال في الله تعالى ورسوله أو الإسلام أو القرآن من الجحود والكفران، موضحا أن المنافقين قد قالوا ووصفوا رسول الله والصحابة بأوصاف الاستهزاء والسخرية، فعدهم الله تعالى كفاراً خارجين من ملة الإسلام كما في سورة التوبة "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" .

1285

| 12 أغسطس 2016

محليات alsharq
د. عيسى شريف: الكلمة الطيبة أرباحها عظيمة.. والخبيثة خسائرها جسيمة

أكد د. عيسى يحيى شريف أنه ما من إنسان عاقل إلا ويبحث عن الربح ويحذر كل الحذر من الخسارة، لأن الربح ينفعه والخسارة تضره . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة إن هذا الفهم يكون على مستوى الأفراد والأسر أو على مستوى الشركات والمؤسسات والدول. وأوضح أنه إذا تقرر ذلك في الأذهان فليعلم الإنسان المسلم أن الكلمة الطيبة هي ربح من كل الجوانب والكلمة الخبيثة في المقابل خسارة من جميع النواحي مشيرا إلى أن المولى عز وجل قد بين لنا ذلك في كتابه الكريم. حيث قال تعالى في محكم كتابه (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بأمر ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار). ودعا د. عيسى إلى تأمل وتدبر آيات القرآن الكريم مبينا أن المولى عز وجل أنزله لنا لكي نتدبر آياته في المنطوق والمفهوم وفي المقصود والمدلول، حيث قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) كما قال عز وجل ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال أيضا (أفلم يدبروا القول). وأكد الخطيب أن من صفات المؤمنين أنهم إذا ذكروا بآيات الله فإنهم يصغون لها أسماعهم ويعونها بقلوبهم ويترجمونها في أخلاقهم مستشهدا بقوله جل وعلا (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً). ونوه إلى أن الإنسان حين يتدبر ضرب المثل بالكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة في الآيات المذكورة يدرك أن الكلمة الطيبة تأتي بأرباح عظيمة وأن الكلمة الخبيثة إنما تحمل لصاحبها خسارة جسيمة.. وأوضح أن الله تبارك وتعالى بين لنا أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة (أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين)، ولذلك فإنها جاءت موافقة للشرع المطهر فهي الصدق وهي الاستغفار وهي الدعاء الصالح وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الوعظ والنصح والتوجيه هي البر والإحسان.

1334

| 25 مارس 2016