رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
شعراء لـ الشرق: المسابقات الأدبية دليل الموهوبين إلى تنمية الإبداع

كثيراً ما تفرز المسابقات الشعرية العديد من المواهب، التي سرعان ما تتلمس طريقها إلى منصات الإبداع، فتنظم قصائد يشار إليها بالبنان، بعدما تكون قد أصقلتها هذه المسابقات، وأرشدتها إلى بوصلة الشعر وأصوله. وفي استطلاع لـ الشرق، يصف عدد من الشعراء المسابقات الشعرية بأنها تستهدف تنمية المواهب الأدبية، لاسيما مسابقة «مثايل» والتي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً، وذلك لما يمثله الشعر من مكانة وتأثير كبير في المجتمع العربي، جعلته يوصف بـ «ديوان العرب». وتصف الشاعرة والكاتبة د. زكية مال الله العيسى الشعر بأنه «أيقونة الحكمة وأصل التراث ومصدر المعرفة، وأنه تاريخ العرب وأنسابهم ووسيلة للدفاع عن الدين والمبادئ والقيم وحفظ اللغة وإثراء البلاغة وتفصيح اللسان وتهذيب النفوس وتربية الأذهان وتنمية المهارات اللغوية والفنية والحسية». وتقول د. زكية مال الله : لذلك احتل الشعر المكانة العليا في الفنون الأدبية وتصدر مجالس الحكام والولاة منذ القدم وكان الشاعر عريف قومه والناطق باسم قبيلته والقلم والدواة لتأريخ البطولات والمعارك وتعزيز الهوية والانتماء وترسيخ قيم التسامح والتآلف بين الشعوب والجماعات. وتصف مبادرة وزارة الثقافة بإطلاق مسابقة «مثايل» بأنها حدث ثقافي مميز يختص بالشعر النبطي ليتنافس حولها الشعراء من داخل وخارج قطر. وتؤكد أن المسابقة تستهدف إثراء الحركة الشعرية في قطر ودعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزاً واستكمالاً للمبادرات السابقة التي قدمتها الوزارة لتعزيز الارتقاء بالمستوى الفكري والأدبي للشعراء والحفاظ على الهوية الثقافية وبث روح القيم والأخلاق والصفات الحميدة في المجتمع. لافتة إلى أن الشعر النبطي هو الشعر العربي المنظوم باللهجة المحكية في الجزيرة العربية وما جاورها من البلاد ويعتبر أكثر صور الأدب الشعبي ثراء ومرآة لواقع الحياة اليومية وتدوين الوقائع والأحداث المحلية والعربية. وتنوه إلى رواد شعراء النبط في قطر، وفي مقدمتهم: المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، والشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، ومحمد الفيحاني وماجد الخليفي وغيرهم، الذين كانوا اللبنة الأولى في تأسيس الشعر الشعبي القطري وما زالت قصائدهم نابضة في الابداعات النبطية الحديثة والمبادرات التثقيفية. موجهة التحية لوزارة الثقافة على مبادرتها. داعية إياها إلى الالتفات أيضاً إلى شعراء الفصحى ودعم الشعر العربي الفصيح وإقامة مسابقات مماثلة له لتبقى اللغة العربية الفصحى ناهضة في قصائد الشعراء وخالدة في كلمات المبدعين. أهمية الشعر وبدوره، يوجه الشاعر حصين بن غانم الخيارين الملقب بـ «بن علم» الشكر لوزارة الثقافة على إطلاقها مسابقة «مثايل»، لما لها من دور كبير في دعم المواهب الشعرية المختلفة محلياً وعربياً. ويقول: إن «للشعر النبطي في المجتمع أهمية كبيرة، وفي مقدمتها حضوره في المناسبات الوطنية، من خلال الشعر الوطني الذي ينظمه الشاعر مضمناً إياه المعاني والمشاعر الوطنية، من إعجاب وحب واحترام وإجلال للوطن، بالإضافة إلى إظهار مدى تعلق الشاعر بوطنه بكل تفاصيله نوعاً لافتاً وبات بارزاً ويردده الجميع ولاءً وحباً، وللشعر الوطني أهمية في حث الناس على الدفاع عن أوطانهم وبعث الأمل في نفوس الشعوب بقوتها وبيان أهمية قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال والإرادة وهو الاستخدام الأمثل للقصيده بكل أشكالها مغناه أو عرضه أو شله وهذا ما يدفعني كشاعر لتقديم قصائد وطنيه تبقى مدى التاريخ». ويتابع الشاعر حصين بن غانم الخيارين: «كلنا يعلم أن الحرب سابقاً كانت تقوم بقصيدة حماسية وتنتهي أيضا بقصيدة ما يعني أهمية الشعر وتأثيره، وأنه الكلام الذي يختلف ويتميز عن باقي الألوان الأدبية بأن له وزناً وقافيةً وحاملاً للمعاني العميقة والجميلة في الوقت نفسه وهو وسيلة إبداعية ليست جديدة للتعبير عن أحاسيسه والمواقف المحيطة والمؤثرة به والتي يؤثر فيها بدوره». آفاق إبداعية أما الشاعرة سعاد الكواري فترى أن إطلاق أي مسابقة لإثراء الحركة الإبداعية هي من الأهمية بمكان، كونها تدعم الإبداع، ويكون لها تأثير قوي لدى الجميع في ترغيبهم في خوض العديد من التجارب الشعرية بتفاؤل للوصول إلى أهداف بعيدة المدى. وتقول: إن وزارة الثقافة تسعى دائماً إلى غرس القيم النبيلة لدى المبدعين الشباب ودفعهم بقوة للنجاح والمثابرة، ما يعكس أهمية مثل هذه المسابقات وتأثيرها القوي في أوساط الموهوبين، الأمر الذي يتطلب مقابلتها بالدعم والمؤازرة لكي تثمر نتاجها في صالح الثقافة القطرية بأن تكون نبراسًا للتميز والانطلاق إلى آفاق إبداعية رحبة. معربة عن أملها في اهتمام جميع وسائل وأجهزة الإعلام بمثل هذه المسابقات لتأثيرها الكبير في المشهد الشعري والأدبي محلياً وعربياً. منطلقات شعرية وبدوره، يقول الشاعر محمد حسن المحمدي: إن للشعر أهمية وقيمة كبيرتين، فالشعر النبطي أثبت وجوده في الكثير من المناسبات، وله تأثير كبير في أوساط المجتمع، ومن خلاله انطلقت العديد من الأغاني الشعبية، التي تتناول العديد من المواضيع الهادفة، علاوة على حضوره اللافت في المناسبات الوطنية. ويتابع: إن الشاعر هو لسان المجتمع، ما يجعله ضمير مجتمعه، والمعبر عن بيئته، وكثير من الأغاني الشعبية تتم كتابتها وتلحينها من خلال الشعر النبطي، وجميعها حققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً، ولا تزال راسخة في الوجدان الشعبي. مشدداً على أهمية مثل هذه المسابقات التي تحفز أصحاب المواهب الشعرية، خاصة أنها تتناول وتطرح قيماً ثقافية واجتماعية مهمة، تعود بالفائدة على المجتمعات. «ديوان العرب» أما الشاعر عيسى الشيخ حسن فيقول: أعرف الشعر، عاملًا في محرابه، ومعلما يسعى أن يحظى طلابه بحمل ما خف وغلا، فالشعر ديوان العرب كما قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، «عرفت أمهاتنا يستحضرن أبياتًا من الشعر الشعبي في مواقف كثيرة، يستعنّ بها ويتعزّين بها، وسمعت من آباءنا وأجدادنا قصائد بدوية كثيرة فيها حكمة القوم، وسمعت من مدرسين وشيوخ وشعراء قصائد كثيرة ألهمتنا وعرّفتنا وأخبرتنا. الشعر ماعون قيم، إضافة إلى منتجع جمالي لا ينقطع». ويتابع: قبل أعوام بادرت إلى تحفيظ طلابي مائة بيت شعر في العام، أقرؤه عليهم وأناقشهم في جمالياته وحضوره اللغوي والتاريخي، واخترت مائة بيت من عيون الشعر العربي، وطلبت منهم كتابتها، والتعبير عنها بالرسم والخط العربي وعلوم الآلة العربية، وكانت تجربة رائعة، استبقيت فيها بعض دفاتر طلابي لأفاجئهم بها عندما يكبرون، والآن خرج بعضهم إلى الحياة العملية أطباء ومهندسين، والدفاتر أمامي. ويصف مثل هذه التجربة بأنها «أكدت لي أن الشعر وسيلة تواصل بين الأجيال، وهذه التجربة كررتها العام الفائت مع طلابي في مدرستي الجديدة، وكلي عزم ألا تفوتني التجربة في كل عام، وربما تحتاج تجربتي مع طلابي إلى حديث آخر، ولكن ما ترسخ عندي أن الشعر مدرسة إذا وعاها المجتمع فقد بنى بيتًا جميلًا يحتضن مكارم الأخلاق ورفيع القيم».

1032

| 06 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
الشاعر علي المسعودي لـ الشرق: انصراف الشعراء عن الإنتاج الأدبي أدى لصعود الرواية

الشاعر علي المسعودي، واحد من الشعراء الذين يمتلكون أدواتهم الإبداعية، لإنتاج قصائد راقية، تعبر عن الذات والمجتمع، ما أهله عبر مسيرته الشعرية إلى التمتع بالعديد من عضوية لجان التحكيم في المسابقات الشعرية الكبرى، علاوة على حضوره الشعري اللافت خليجياً وعربياً. في حديثه لـ الشرق ، يتحدث عن أبرز المواصفات التي يجب أن يتحلى بها أعضاء لجان التحكيم، علاوة على تناول رؤيته لمخرجات المسابقات الشعرية التي شارك فيها، وخاصة التي يقيمها مركز قطر للشعر» ديوان العرب»، التابع لوزارة الثقافة. ولم يغفل الحوار التوقف عند مستوى المتسابقين في مثل هذه المسابقات، واستعراض رؤيته حول ما يقال بأن الرواية أصبحت «ديوان العرب»، بشكل يهدد مكانة الشعر في المجتمعات، إلى غير ذلك من محاور، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: من خلال عضويتك بلجان تحكيم مسابقات «ديوان العرب»، ما تعليقك على مستوى الشعراء المشاركين بهذه المسابقات؟ من خلال عضويتي بعدة لجان لتحكيم المسابقات الشعرية التي تنظمها وزارة الثقافة، ممثلة في مركز «ديوان العرب»، فإنني أتوقف عند أسماء شعرية بارزة، سواء كانت في الشعر النبطي، أو الفصيح، وأن مشاركتها عكست توفر البيئة الجيدة لها، ما جعل هذه المسابقات تفرز أسماء قطرية وغير قطرية، والمفاجأة أنها استقطبت مجموعة من الأسماء الشعرية غير العربية، وخاصة من دول أفريقية وآسيوية غير عربية، واكتشفنا أن هناك مواهب شابة غير عربية، وأنها تشربت اللغة العربية، وأنها أصبحت تنافس اللسان العربي، بعدما ارتدت اللباس العربي، وهذا مجد للسان العربي، ويسعدنا للغاية، ولا ننزعج بأن اللغة العربية تتمدد وتفرض سطوتها وحضورها وجمالياتها على الأنفس غير العربية. كما لاحظنا أن في الشعر الشعبي تميزًا، وقبولًا لفكرة النقد، وأن الجيل الحالي أصبح جيلًا مثقفًا، ينتج قصائد راقية للغاية، تتجاوز الشكل التقليدي للقصيدة، بما يفوق ما سبق إنتاجه قبل 50 سنة تقريبًا. اللهجة البيضاء وبرأيك، ما المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها أعضاء لجان التحكيم؟ عليهم تطوير أدواتهم، ليكونوا على المستوى اللائق الذي يتيح لهم فرصة التحكيم بشكل أمين، للتعامل مع المهمة، التي تفترضها الحالة. وشخصياً، استفدت من خلال عضويتي بلجان التحكيم استفادة مميزة، حيث ساهمت في تطوير أدواتي الكتابية والنقدية، فضلاً عن مهارة التعامل مع الشعراء بمختلف أشكالهم وتوجهاتهم ونفسياتهم، بحيث يتم إجراء قراءة نفسية للمتسابق، وإن كان الناس بطبيعتهم ينفرون من النقد، وكأنه استهداف شخصي لهم، وإن كان المحكم يتعامل مع النص، وليس مع الشاعر، والدليل أنه في الفترة الأخيرة، أصبحت تأتينا قصائد من غير أسماء، ولذلك فإنني أتعامل مع النص، قبل مقابلة المتسابق، لأسقط شخصيته على ما كتبه من قصائد، عند مقابلته، وألاحظ أن مثل هذه المسابقات، أفرزت شعراء على درجة عالية من الوعي والإنتاج الشعري. وهل ترى أن الشعر الشعبي لا تزال له الغلبة، بشكل يفوق غيره من الشعر الفصيح؟ بالتأكيد، فالشاعر دائماً ابن بيئته، وشعره قائم معه في حياته اليومية، إذ ينظم الشعر دائماً على طبيعته، ووفق بيئته، وأنه حينما يكتب قصيدة شعبية، فإنه يتحرر من إرهاصات النحو الصرف، ويكتبها كما يتكلمها، لأن لغة الشارع، هى لغة الشاعر، وهذا سر وجمالية ونجاح القصيدة، والاقبال عليها في هذا الجانب. ومن هنا، فإن الشعر الشعبي أو النبطي يستقطب جمهوراً أكثر، وإن كنت أرى أنه بدأ يقترب من الفصحى، وأصبح يتم كتابته باللهجة البيضاء، والتي هى أقرب للغة الفصحى، وهذا ليس مقتصراً على دول الخليج، ولكنه يمتد إلى دول أخرى، لأن الثقافة الشعبية، تفرض نفسها، باستثناء المنابر الرسمية. أهمية النقد وإذا أسقطنا الحالة النقدية على الشاعر، فهل ترى ضرورة أن يمارس هو النقد على إنتاجه الشعري؟ أعتقد أن كل شاعر ينبغي أن يحدد حجم ظهور الناقد داخله، وإن كان البعض يتحرر من النقد، على غرار الشاعر نزار قباني، الذي كان يرفض النقد، أو أن يكون وصياً على قصائده، وإن كنت أعتقد ان النقد جزء من العملية الإبداعية، التي يجب أن تترافق مع الشعر، وأنها مهمة للغاية، وكلما صقلت الموهبة النقدية، فإنها يمكن أن تؤثر على العطاء الشعري وتطوره. وما رؤيتك لتعزيز مكانة الشعر في المجتمع؟ الشعر مجد وموقف وثقافة وعطاء إبداعي وإنساني، ونحن أمة شعر، ولذلك أرى ضرورة تدريسه في المناهج الدراسية بشكل أفضل، وخاصة بحور الشعر العربي، ومن الواجب إعادتها للمناهج، وكذلك تدريس معلقات الشعر العربي وطرح الأسماء الحديثة من الشعراء، وتوسيع دائرة المعرفة برواد الشعر العربي والإسلامي.

1726

| 11 يونيو 2023