افتتح النادي الثقافي ومكتب الاتحاد العام للفنانين العرب في سلطنة عمان، اليوم، مهرجان /سينيمانا/ في دورته الثالثة، والذي يستمر أربعة أيام، والذي شهد تكريم الفنان القطري غانم السليطي. وأكد السيد مسعد فودة رئيس الاتحاد العربي لفنانين العرب، في كلمة له، على أهمية المهرجان لتطوير السينما وإبراز المواهب الشابة وتعزيز قدراتها، مشيرا إلى دور السينما في مناقشة مختلف القضايا الفكرية وقدرتها على تحقيق الاتصال المعرفي باعتبارها منبع صناعة المعرفة وتحويلها إلى شكل جاذب يثبت سريعا في الأذهان. وتخلل الحفل مقاطع مرئية من أفلام سينمائية منتجة سابقا، كما تم تكريم عدد من الشخصيات الفنية والإعلامية المحلية والعربية. ويصاحب المهرجان عدد من الفعاليات الثقافية وورش العمل منها /الطريق لصناعة الفيلم الوثائقي السينمائي/ و/النقد السينمائي/ و/المبارزة في السينما والتلفزيون/ وندوة بعنوان دور الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة.

استحضرت وزارة الثقافة مسيرة الفنان غانم السليطي، وذلك عبر نشر فيديو عبر حسابها على تويتر، يرصد مسيرته الفنية، ودوره في إثراء الحركة الفنية المحلية. ووصفت الوزارة الفنان غانم السليطي بأنه أحد أعمدة الفن القطري والخليجي. وذكر الفيديو أن الفنان غانم السليطي ولد عام 1956، وعمل مذيعًا، كما أنه فنان عُرف بمهارته في كوميديا النقد، وأنه بدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر من حياته، حيث كتب ومثل أول مسرحية له بعنوان بيت الأشباح، وذلك عن عمر لم يكن يتجاوز 16 عامًا، وقدم الفنان غانم السليطي هذا العرض المسرحي أمام الجمهور بصحبة مجموعة من زملائه في المدرسة. كما ذكر الفيديو أن الفنان غانم السليطي تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر عام 1978، وأنه أسس أول مؤسسة إنتاج فني قطرية، وذلك عام 1986، وأنتجت أول مسرحية أتنجها بعنوان عنتر وأبله، وقدمها عام 1986، وحققت نجاحًا كبيرًا. وفي هذا السياق، كان عرض عنتر وأبله أول مسرحية تستمر لمدة ثلاثين يومًا، كما كانت أول مسرحية يتم نشرها عبر الفيديو، وكذلك أول مسرحية نقلت الفنان القطري إلى الساحة الخليجية والعربية، ما جعلها تمثل انطلاقة المسرح الخاص في قطر، علاوة على تعزيزها لانطلاق مسرح التواصل مع الجمهور. ولفت مقطع الفيديو الذي عرضته الوزارة عن غانم السليطي أن الفنان الكبير نال جوائز عديدة ، كجائزة أفضل تمثيل مسرحي بتونس عام 1985، بالإضافة إلى جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي عام 2016، كما صدر عن فنه أكثر من كتاب، على غرار كتاب كوميديا النقد الاجتماعي والسياسي في مسرح غانم السليطي، لمؤلفه زهير رضوان غزال. كما كان للفنان غانم السليطي تجارب تلفزيونية عديدة، منها تجربته في مسلسل فايز التوش، والذي حقق تفاعلًا كبيرًا في أوساط المشاهدين. وخلال الفترة الماضية، أنجزت وزارة الثقافة عددًا من الفيديوهات عن رموز فنية وثقافية، أبرزت إسهاماتهم في إثراء المشهد الثقافي والفني في مختلف المجالات، وعرضت لتجاربهم الإبداعية المختلفة عبر العقود الماضية، وصولًا إلى الوقت الحالي، وهو ما حظي بتفاعل لافت في أوساط المشهد الثقافي والفني المختلفة، وذلك بتقدير رموزه ورعيله الأول.

أكد الفنان غانم السليطي أنه كان ينوي زيارة معرض الكتاب مرة واحدة ولكن عشق الكتب وجودة التنظيم عوامل جذبته لزيارة المعرض أكثر من مرة، مشيرا إلى أن الكتاب أصيب بفيروس باعد بعض الناس عنه ولكن معارض الكتاب خاصة معرض الدوحة تعتبر لقاحات تعيد التذكير بأهمية الكتاب في مواجهة الإنترنت، وأضاف: المعرض وهج إنساني وثقافي يتيح لك التعرف على الثقافات الحالية والتي كانت موجودة من سنوات من خلال كتاب تركوا إرثا معرفيا وثقافيا مميزا، وهناك صداقات تاريخية عبر الزمن من خلال الكتب فتجد كل البشر مجتمعين في معرض الكتاب. وعن نوعية الكتب التي بحث عنها في المعرض يقول: تجذبني الكتب التي تتناول المسرح وتاريخه وسير مبدعيه وهي قليلة بالتأكيد، فالكتاب في هذا المجال ليسوا كثرا ولكني وجدت دررا مسرحية في المعرض. وحول تنظيم المعرض يقول السليطي: المعرض دائما منظم ولكن الآن أصبح في تنظيمه مسحة من الجمال وحرفية رائعة، لوحة جمالية بصريا والكتاب هو ما يحتفى به كأننا في عرس والكتاب هو المعرس، وهذه الأجواء تحفز على الحضور والاستمتاع بالمناسبة الثقافية الهامة. وعن وضع الكتاب في العالم العربي يقول السليطي: الكتاب حزين ولم يعد وضعه كما في الستينيات والسبعينيات وحتى بداية التسعينيات، الآن تقتصر علاقة الكتاب مع صديقه، أما في الماضي فكانت الكتب كالأكل والشرب والتنفس، كانت الكتب ضرورة ملحة للحياة، وأصيبت الكتب بفيروس أخطر من كورونا وهنا تأتي ضرورة المعارض التي تعتبر اللقاح كي تعيد وتفرض أهمية الكتاب في الحياة. كلام صورة نشر الفنان غانم السليطي منشورًا عبر حسابه على الإنستجرام صورة له خلال زيارته لمعرض الكتاب. وقال: لحظة تأمل واستراحة على الكرسي بعد جولة في معرض الكتاب بأرض المعارض، لحظة تأمل وسط حالة من البهجة تغمرك لأنك لا تشعر أنك في معرض كتب، بل في كوشة فرح وعرس للكتاب واحتفال به بأروع تنظيم. المعرض بأكمله لوحة بصرية رائعة، ولمسات جمالية عالية في التصميم والترتيب، وبكل صدق معرض الدوحة للكتاب قمة في احترام زبائنه، وجو هادئ يليق بالكتاب. ولعل أهم ما همست به لحظة تأملي للمعرض، قصيرة هي مدة المعرض، لماذا لا تكون شهرا كاملا، ويستبدل الاسم بدل معرض الكتاب بشهر الكتاب. هي همسة داخلية، وقد تتحقق يوما ما. شكرا لكل القائمين على المعرض. شكرا قطر. فأنت والكتاب قصة عشق تاريخية.

أكد السيد غانم شاهين السليطي المدير التنفيذي لشركة بيبركت الفائزة مؤخرا بجائزة أفضل شركة صغيرة ومتوسطة للاستدامة في حوار مع جريدة الشرق، على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لقطاع ريادة الأعمال في الدولة، وحرصها التام على دعم المستثمرين فيه في جميع الاتجاهات، من خلال بنك قطر للتنمية الذي يعد الممول الأول عن تمويل مثل هذه المشاريع، ما أسهم في تحقيق ريادة الأعمال في الدوحة لنسبة نمو تصل إلى 100 % بداية من 2017 وصولا إلى يومنا الحالي، منوها بالدور الكبير الذي لعبه البنك في الوصول بمصنعه إلى ما هو عليه الآن، من خلال مساعدته بإحدى المساحات الصناعية ضمن جاهز 2، ما أخرجه من قوقعته الصغيرة إلى ما هو أكبر، مع تقديم مساعدات مالية معتبرة مكنته من الحصول على آخر الآليات المستعملة في مجال الصناعات الورقية على المستوى العالمي. وكشف السليط عن تمكن مصنع بيبركت في ظرف أربع سنوات فقط من تغطية 20 % من طلبات السوق من المنتجات الورقية الآمنة والصديقة للبيئة، معلنا ارتباطه بعقود مع حوالي 650 جهة تتشكل من مطاعم وفنادق، بالإضافة إلى غيرها من الجهات الحكومية والخاصة بمختلف االمنتجات الورقية، مبينا توجه بيبركت إلى تصدير المنتجات في المرحلة المقبلة إلى مجموعة من دول المنطقة، وفي مقدمتها سلطنة عمان التي قد تكون أول سوق خارجي بالنسبة لبضائعه، مع العمل على إيجاد مواد خام طبيعية محلية لاستعمالها في تطوير منتجات المصنع، داعيا الشركات الكبرى في الدولة إلى مساعدة نظيرتها الصغرى وإشراكها معها في تنفيذ بعض المشاريع، ما يتماشى ورؤية قطر 2030 المبنية في الأساس على تقوية القطاع الخاص، وتعزيز موارد دخل الاقتصاد المحلي، وفيما يلي نص الحوار: أولا كيف كانت بداية مصنع بيبركت؟ انطلاقة مصنع بيبركت تعود إلى سنة 2017، التي فكرنا فيها إلى إنشاء مصنع لتمويل السوق المحلي بمواد تغليف صديقة للبيئة، وهو المنتج الذي كان ينقص السوق آن ذلك، فكانت وجهتنا حاضنة الأعمال التي زودتنا بمساحة تصنيع صغيرة شرعنا من خلالها في إنتاج سلع ورقية بطريقة تقليدية تعتمد على الأيادي، لمدة سنتين كاملتين تمكنا خلالها من تحقيق أرقام جيدة أدت بنا إلى البحث عن توسعة مشروعنا عبر بنك قطر للتنمية الذي وفر لنا الدعم اللازم لنصل إلى ما نحن عليه اليوم. بذكر بنك قطر للتنيمة، ما الدور الذي لعبه في توسيع مشروعكم؟ بعد مرور عامين ضمن حاضنة الأعمال كان لزاما علينا ترك المكان لغيرنا من رواد الأعمال الباحثين عن دخول السوق المحلي، فيما توجهنا نحن بطلب لبنك التنمية من أجل الحصول على مساحة صناعية تلائم طموحاتنا، فجاء الرد سريعا من القائمين على البنك الذي وعقب دراسة مشروعنا وافقوا على إعطائنا أحد مصانع جاهز 2 بمساحة 3000 متر مربع، مع تقديم قرض مالي نجحنا عبره في اقتناء أحدث الآليات المستعملة في هذا القطاع، ما لعب دورا كبيرا في بلوغنا هذا المستوى الذي بتنا فيه ضمن قائمة أنجح الشركات في مجال الصناعات الصديقة للبيئة، ما يوجب علينا التنويه بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الحكومة في مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر بنك قطر للتنيمة الذي لا يدخر أي جهد في تقديم يد العون للمشاريع التي تستحق ذلك. ما هي أبرز المنتجات التي تقدمونها؟ نحن ننتج العديد من المنتجات الورقية المتماشية مع الاستدامة، حيث نقدم أنواعا مختلفة من علب التغليف بالإضافة إلى الأكواب، وحتى الملاعق والسكاكين الورقية التي تستخدم اليوم في الكثير من المطاعم الراغبة في حماية المناخ داخل الدوحة، في حين اتجهنا مؤخرا إلى انتاج أكواب صديقة للبيئة ومتحللة يصنع الغطاء الخاص بها من قصب السكر. كم تبلغ حصتكم داخل السوق المحلي؟ بالنسبة لنا نحن لم نصل بعد إلى هدفنا الرئيسي، والذي نرمي من خلاله إلى لعب دور أكبر من الذي نلعبه في الوقت الراهن، إلا أننا وبالرغم من ذلك راضون عن النتائج التي حصلنا عليها منذ 2017 وإلى غاية الآن، حيث تمكنا من تغطية 20 % من طلبات السوق المحلي من المنتجات الورقية الصديقة للبيئة، وبتنا الممول الرئيسي للعديد من الجهات في هذا النوع من السلع الذي زاد الاهتمام بها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، مع ارتفاع نسب تركيز الحكومة عليها وتوجهها نحو الدخول في العديد من الاتفاقيات في هذا النسق. ما عدد الجهات التي تربطكم بها عقود توريد؟ بعد أن بدأنا من الصفر قبل أربع سنوات من الآن، تمكنا حاليا من توريد منتجاتنا إلى أكثر من 650 جهة في الدولة من خلال عقود طويلة الأمد، تتيح لنا العمل معهم بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة، وفي مقدمتهم مجموعة كبيرة من المطاعم بالإضافة إلى الفنادق وغيره من الجهات الخاصة والحكومية الكبرى والتي أفضل عدم ذكر اسمها، مع العمل على توسعة شبكة عملائنا في الفترة المقبلة. هل لديكم خطط توسعية في الأسواق الخارجية؟ بكل تأكيد التوسع وتصدير منتجاتنا إلى الأسواق الخارجية يعد واحدا من بين أهم الأهداف التي نبحث عنها في المرحلة المقبلة، حيث سنشرع قريبا في تصدير منتجاتنا إلى مجموعة من دول المنطقة التي قد تكون سلطنة عمان أولهم، خاصة وأن كل الإمكانيات لذلك متوفرة وعلى رأسها البنية اللوجيستية المميزة التي تحوزها الدوحة، والتي بإمكانها مساعدتنا في نقل منتجاتنا من قطر إلى مختلف البلدان بسهولة كبيرة، سواء تعلق بالاعتماد على النقل البحري أو الجوي. برأيك هل المنتجات المحلية قادرة على فرض نفسها خارجا؟ نعم مسألة تنافسية المنتجات المحلية مع غيرها المصنعة في مختلف دول العالم باتت واضحة للعيان، وذلك في جميع المستويات سواء تعلق ذلك بالأسعار أو حتى من جهة النوعية التي بلغنا فيها مراحل جد متقدمة، بفضل الاعتماد على أدث التقنيات المستعملة في المجال الصناعي عالمية، ما يمكننا من إثبات أنفسنا كمورد رئيسي لأسواقنا المحلية أو غيرها الخارجية التي من المنتظر أن نتواجد فيها بقوة خلال المرحلة القادمة. بعيدا عن التصدير ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟ بغض النظر عن التصدير في بيبركت نسعى دائما نحو تطوير منتجاتنا والرقي بها إلى مستويات تفوق ما هي عليه الآن، حيث نعمل على حاليا إيجاد مواد أولية محلية طبيعية صديقة للبيئة نستعملها في تصنيع منتجاتنا كبديل للورق الذي قد نجد أنفسنا يوما ما عاجزين عن توفيره بالكميات المطلوبة سواء عن طريق إعادة تدويره وطنيا أو استيراده من الخارج، ما يستدعي التفكير في إيجاد خطة نلجأ إليها في حال أي أزمة. كيف تقيم نمو قطاع ريادة الأعمال في الدوحة؟ قطاع ريادة الأعمال في قطر نجح في تحقيق قفزة قوية في السنوات القليلة الماضية، بفضل الدعم الكبير المقدم من طرف الحكومة، التي رافقته في جميع مراحله حتى في خضم الأزمة التي خلقها انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي تجاوزنا بأقل الأضرار، لذا فإني أرى أن نسبة نمو قطاع الريادة الأعمال محليا منذ 2017 وإلى غاية 2021 يقدر بنسبة 100 %، مع توقعات بتسجيله لأرقام أكبر مستقبلا مع انفراج الجائحة الصحية. في الأخير ما هي اقتراحاتك لتعزيز القطاع مستقبلا؟ من وجهة نظري أعتقد أن الحكومة قدمت كل ما عليها لنا كرواد أعمال عن طريق بنك قطر للتنمية، الذي سهر طيلة الأعوام المنصرمة على توفير كل أساليب الدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلا أننى أدعو باقي الجهات إلى التعاون معه من أجل بناء قطاع خاص قادر على تعزيز الاقتصاد الوطني، والمقصود بكلامه هنا هو كبرى الشركات المطالبة في الفترة القادمة بمساعدة صغار المستثمرين وإشراكهم في المشاريع الضخمة، ما سيرفع من منسوب أدائها ويخرجها من إطارها الحالي إلى ما هو أكبر.

خلال استضافته في رمضانيات فرقة تكوين العُمانية.. العالم سيشهد فنون كورونا في العقد القادم حل الفنان القدير غانم السليطي أمس الأول ضيفاً على برنامج رمضانيات الذي تقدمه فرقة تكوين المسرحية العُمانية عبر صفحتها على الانستجرام، وحاوره الفنان والسيناريست المعروف عصام الزدجالي، عضو الفرقة، في لقاء تناول مجموعة من المحاور الهامة والأسئلة الحارقة التي تتعلق بالدراما والفن في زمن كورونا. في البداية وجه غانم السليطي تحية للأشقاء في سلطنة عمان من الدوحة نوارة العالم كما وصفها، فرد عصام الزدجالي على التحية قائلا: قطر في قلوبنا. وحول ضرورة أن يكون الفنان مثقفا أم لا قال غانم السليطي إن الفنان يتعامل مع وجدان البشر، ومع الإبداع.. ويعكس ما يدور في الحياة مشذبا ومهذبا ليقدمه إلى الحياة مرة أخرى. مضيفا: الفنان مفاعل يجتر الأحداث داخل صدره، ويعيد صياغتها ويخرجها للناس بشكل يستطيعون من خلاله أن يلمسوا الاستنارة والتنوير والتغيير والتقدير.. وتساءل السليطي: أيعقل أن يكون هذا المفاعل خربان؟!. وقال السليطي: سيعيش العالم في العشر سنوات القادمة فنونا اسمها فنون كورونا، مثلما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية، والثورة الصناعية والتطور الذي حدث في الفنون جميعها. وقال إن الأرض كرهت أرجل الناس تمشي عليها، وحلت محله الحيوانات. تسييس الدراما قال غانم السليطي إن ما يجري في الدراما الخليجية الآن يجب ألا تأخذهم العزة بالإثم حتى يدافعوا عن تسييس دراما تهدف إلى التطبيع مع إسرائيل، وتجيير أحلام الأمة، والتاريخ الذي نشأنا عليه يباع بكلمة من فنان غير واع بدوره الحقيقي ولا بماذا يقدم. وحول انتشار الفنان وحضوره في الأعمال التي تعرض على شاشة التلفزيون قال: ليس مهما أن تتواجد بل المهم لماذا أتواجد وكيف؟ مضيفا: هل أتواجد بعمل جيد يحترم الناس ويوصل رسالة مفيدة لحياتهم ومستقبلهم؟ عندها يكون الظهور مهما. أما إذا لم يوجد عمل كهذا فيصبح الغياب ظهوراً. وحول الأعمال الرمضانية التي تقدم قال إن هناك ما يشبه اللوبي في هذه الأعمال حيث تجد الأبناء والأشقاء والجيران والسائق الشخصي والمعينة المنزلية التي تعمل عند الجيران الخ.. وأكد أن هذه الأعمال نادرا ما تضم ماكينات ممثلين، مشيرا إلى أن أغلب الممثلين لا علاقة لهم بالتمثيل وأن المونتاج والتركيب وراء ظهور هؤلاء، وأنه لا يرجى منهم تطوير الفن. يذكر أن فرقة تكوين المسرحية منحت عضوية فخرية للنجم غانم السليطي لإسهاماته العديدة في الدراما والمسرح على المستوى الخليجي، ولما قدّمه خلال مشواره الفني من أعمال إبداعية تركت أثراً كبيراً في الساحة الفنية الخليجية.

قال الفنان غانم السليطي إن أغلب الأعمال المسرحية لا تستحق الوقوف على المسرح لتحية من عملوا فيها، مضيفاً أنه في قطر اصبنا بمرض المسرح الهزلي وهو مسرح الحشو، والكثير من الأعمال مصابة بهذا المرض.. وأكد السليطي في حوار مطول لجريدة الشرق مع الزميلة هاجر بو غانمي، أن العروض الهزلية يجب أن تطرد من ساحة الفن مبيناً أن الممثل المبتدئ يقول لك عملنا القادم كوميدي وهو لا يفرق بين الكوميديا وبين الهزل أو السيرك.. وأليكم جزءمن الحوار ** بعد خبرة طويلة في هذا المجال، هل تشكّل لديك مفهوم خاص للمسرح؟ المسرح بالنسبة لي هو مجموعة من المعارك. المعركة الأولى هي معركة التقاط الموضوع، واصطياد الفكرة، والبحث عن البذرة، واللقطة الدرامية، والمقدمة المنطقية، والفكرة الأساسية. على المبدع أن يعرف أن ما اصطاده يهم الناس وإلا تحول ما اصطاده الى حالة عبثية وضرب من الجنون واللا جدوى. هذه المعركة الأولى التي يجب أن ينتصر فيها الجمهور من خلال الفنان. المعركة الثانية كيف تمسك بهذا الصيد الفكري وتحوله الى بناء درامي مشهدي. أيضا الجمهور يساعدك في هذا المعركة. في أن لا تختار مشهدا يصعب فهمه أو مشهدا فيه حذلقة وتهميز وترميز وعدم وضوح. المعركة الثالثة هي معركة الجملة الجميلة والشخصيات التي تشبه الناس، وأن لا يشعر الجمهور بالغربة وهذه نقطة مهمة. كل من أوصلوا الرسائل في العالم بما في ذلك الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ)) منهم بمعنى أنه يشبههم في مأكله وملبسه وأفكاره ونومه.. هنا يكمن رسم الشخصية. ثم تنتهي هذه المعركة وتبدأ معركة البحث عن ممثلين مناسبين لاستيعاب العمل وفهمه حتى يصبحوا وكأنهم هم المؤلفون. وهذه معركة التدريب والبروفات. أما المعركة الكبرى فهي مواجهة الجمهور الذي أعتبر غولا بألف رأس. فيجب أن تحترمهم من خلال العمل، وان لا تتعالى عليهم وتقدم آمالهم وطموحهم وأفكارهم. لا تسئ لهم أو لأسرهم وأعرافهم وقوانينهم ولآبائهم وأمهاتهم ولا تخرج على المألوف وهي معركة كبيرة إضافة الى معارك صغيرة جدا. حتى الطقس معركة اختيار وقت العرض وتوقيته، ومكان المعرض نفسه معركة، ومعركة مواقف السيارات. وهناك معركة صغيرة جدا هي وجود مكان للجمهور يتناولون فيه الشاي ويتحدثون فيه عن العرض. خلط في المفاهيم * كيف تقرأ بعض التجارب المسرحية التي قدمت أعمالا كوميدية بعضها نجح وبعضها فشل جماهيريا؟ هناك خلط كبير في المسرح الجماهيري أو الكوميديا وهي فرع من فروع الأدب والفن لها قوانينها وأصولها، والجمهور يعشقها، والانسان بشكل عام يحب الضحك ولكن ما يحصل عندنا في الخليج والوطن العربي أن هناك لونين من الكوميديا بالنسبة لي على الأقل: اللون الأدبي أي الكوميديا التي تقدم موضوعا وفكرا جادا من خلال الضحك والإضحاك والتعليم والتوجيه بالأساس من خلال رافعة الضحك والمتعة، ويمكن أن تطبع المسرحية وتقرأ. اللون الثاني وهو المنتشر ويحسب على الكوميديا. تجدين فنانا يقول أنا أقدم عملا كوميديا. في الواقع هذا ليس عملا كوميديا، ولا يدخل في خانة الأدب والفن بل يدخل في خانة الإمتاع والإضحاك بعيدا عن الفن، ويسمونها المسرحية الهزلية، وهي عادة مسرحية تفتقد للموضوع والقصة والهدف، ولا أبالغ إذا قلت إن 80 % من الأعمال التي يطلق عليها كوميدية في الخليج هي أعمال هزلية وهي أقرب إلى خيمة السيرك منها الى خشبة المسرح. *محلياً كم تقدر نسبة الأعمال الهزلية؟ في قطر اصبنا بمرض المسرح الهزلي وهو مسرح الحشو. والكثير من الأعمال مصابة بهذا المرض إلا من رحم ربي، وللأسف الممثل المبتدئ يقول لك عملنا القادم كوميدي وهو لا يفرق بين الكوميديا وبين الهزل أو السيرك، واغتنم هذه الفرصة كي أوجه ملاحظة للأخوة في مركز شؤون المسرح وهو اقتراح مهم على مستوى تطوير العمل الكوميدي الاجتماعي القطري، وهذا الاقتراح موصول من مركز شؤون المسرح الى لجنة تقييم النصوص والعروض، ويتمثل في الفصل بين المسرح الكوميدي والمسرح الهزلي سواء كان ذلك في التقييم أو في تحقيق رؤية الوزارة. * ألا ترى أن هذا الاقتراح يكرّس المسرح الهزلي؟ أنا لا أقصد تكريس المسرح الهزلي، بل أطلب استبعاد هذه المسرحيات من التقييم، وأن يتم التركيز على المسرح الكوميدي، لكن إذا كان لابد فلا يكون تقييمها مثل تقييم المسرح الكوميدي ولا تدخل في نطاق الفنون. لكني حاد في رأيي، وهذه العروض يجب أن تطرد من ساحة الفن. * هل تعتبر أن مركز شؤون المسرح ساهم بتساهله في انتشار هذه الأعمال مركز شؤون المسرح حديث العهد، ويعيد دراسة ما قدم لأن التجربة مبتدئة في قطر ونحن نتحدث قصد التطوير في المرحلة القادمة. * الحديث عن التطوير يعني بالضرورة أن هناك أخطاء في المرحلة السابقة؟ نعم هناك أخطاء وملاحظات وهذا أمر طبيعي، ولكن نحن نتكلم عن الإصلاح بإذن الله.

مغردون: اختيار موفق لفنان حقيقي صاحب رسالة السليطي لـ الشرق: أشكر المسؤولين وأصحاب القرار على منحي هذا الوسام إذا كنت قد وفقت في الكلمة بنجاح فهو نجاح لقطر ذات الصدر الرحب نجح الفنان القدير غانم السليطي مساء أمس الأول في توحيد مشاعر أبناء الخليج العربي خلال الكلمة المعبرة التي ألقاها في افتتاح كأس الخليج 24 باستاد خليفة الدولي، حيث لامست كلمته التي اهتزت لها مدارج الملعب هتافا وتصفيقا، شغاف القلوب وجذوة العقول، وحركت بمفرداتها الراقية؛ ومعانيها الانسانية الجميلة مشاعر الأخوة التي عطلتها السياسة، فأحيت القلوب؛ وأدمعت لصدقها العيون، لأن الحكاية لم تكن لها علاقة بالتمثيل بل بلحظات من تأريخ البطولة الخليجية التي سجلت ترابط شعوب المنطقة وعبرت عن ماضٍ مشترك صنعته أجيال آمنت بأهميته. هكذا قال الفنان غانم السليطي، وسرعان ما جاء الرد من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، اعترافًا وإشادة، حيث قال أحد الناشطين على تويتر الفنان غانم السليطي حرك كل المشاعر رياضيا، وفنيا، وإنسانيا. وغرد آخر: اختيار موفق للفنان الكبير غانم السليطي في تقديم أجمل فقرات الافتتاح. فنان حقيقي، صاحب رسالة، ومن المهتمين بالقضية الخليجية منذ البداية. وقال أحدهم: فقرات الافتتاح حققت ما يصعب تحقيقه الا وهو السهل الممتنع، بساطة مع إبداع. فقرة الفنان غانم السليطي في رأيي شيء غير مسبوق. وجاء في تغريدة أحدهم كأس الخليج العربي مش مجرد كأس وبطولة هي جزء من ذاكرتنا. غانم السليطي: أبدعت. وغرد آخر: الفنان غانم السليطي أبدع في افتتاح خليجي 24.. أبكيت الكثيرين اليوم وحركت مشاعر كانت على وشك الانتهاء. شكرا على رقي أخلاقك. شكرا على إنسانيتك. عالمية الترحاب في لقاء خاص مع (الشرق) قال الفنان غانم السليطي: أشكر الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل والتكريم الذي مُنِحتُه باختياري صوتا قطريا يصدح في فضاء ملعب خليجي 24. هذه الدورة الاستثنائية على جميع المستويات من حيث الشكل والمضمون، فعلى مستوى الشكل أصبحنا مدينة مونديالية، وشكل التقديم أصبح عالميا، ومن حيث المضمون قطر تفتح صدرها بعالمية للعالم، وهذا مجسَّد في كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عندما قال: باسم كل قطر نرحب بالجميع في دوحة الجميع. هذه عالمية الترحاب، حيث ارتبط الشكل بالمضمون. ولفت غانم السليطي الى أن كل ما ينبع من القلب يصل الى القلب. مضيفا: لا توجد في كهرباء الصدق أي درجة من درجات الزيف، وأشكر كل دعم اختياري لهذا الحدث. شكرا للمسؤولين والقائمين على التنظيم؛ وأصحاب القرار. أشكرهم على منحي هذا الوسام الكبير بتقديم هذه الفقرة، وهو شرف عظيم وتكريم ووسام على صدري، وأنا مدين لهذا البلد بهذا التكريم بأن أعبر من خلال بلدي قطر عن بلدي الأكبر الخليج. وتابع: شعوب الخليج أهلنا. تربطنا جغرافيا وتاريخ ونسب وقرابة، حتى الطقس يوحدنا. نحن تحت غيمة تمطر علينا جميعا في الوقت ذاته. علينا ألا نعاند التاريخ، وأصحاب بقايا الحقد عليهم أن يتفكروا بمصير أجيالنا القادمة. وأكد غانم السليطي أن الفنان يتعامل مع حقيقة لا تتغير ولا تصدأ وهي الحقيقة البشرية. مضيفا: نحن لا نتعامل مع الحقائق السياسية. الفنانون يتعاملون مع الحقائق البشرية، وهي حقيقة لا تكذب ودائمة الوجود. وختم السليطي لقاءه مع (الشرق) قائلا: إذا كنت قد وفقت في الكلمة بنجاح فهو نجاح لقطر ذات الصدر الرحب لأنها الدرة الباقية لكل العرب.

تتواصل عروض المسرحية الكوميدية كومبارس، من إنتاج شركة الدار للانتاج الفني، على خشبة مسرح قطر الوطني يوميا في تمام الساعة الثامنة مساء، وقد حددت تذاكر الدخول للعرض بـ 50 ريالاً لكي تكون في متناول الجميع. وكانت عروض المسرحية بدأت يوم الثالث من فبراير للجمهور، وهي من تأليف وإخراج وبطولة الفنان القدير غانم السليطي، ومشاركة نخبة من نجوم المسرح القطري أمثال الفنان ناصر محمد، وجاسم الأنصاري، والعمانية غادة الزدجالي، ومحمد الصايغ، ومحمد حسن المحمدي، ومحمد السني، وعلي الشرشني، والرشيد أحمد عيسى، وسماح السيد ومايا، وعبدالله العسم، والبشير أحمد، وسائد أحمد، وعبدالله التميمي، وشجاع المهندي، ووليد حسين. هذا بالإضافة إلى مشاركة الفنان مطر علي الكواري كملحن، ومحمد أنور كمدير إنتاج، وحسين بيضون كمهندس ديكور، كما يضم طاقم الإخراج كلاً من: غانم السليطي مخرجاً، وجاسم الأنصاري مخرجاً منفذاً، وطالب الدوس مساعد مخرج، وحسين الصايغ مشرفاً فنياً. وتعالج المسرحية قصة مواطن يمتهن مهنة كومبارس، ليكشف في اطار كوميدي زيف بعض الشخصيات الإنسانية وتلونها ما بين الكذب والاختباء خلف الأقنعة، محاولاً كشفها على حقيقتها، معتمداً على الكوميديا التي ترتكز على آلية شعبية في الإضحاك وهي التنكر، مستعيداً خلال تنقله عبر المشاهد صوراً من الزمن الجميل بكل ما يسوده من أخلاق نبيلة وقيم أصيلة. والعمل المسرحي يعالج مشاكل اجتماعية بات من الصعب إسقاطها من حسابات العديد من شرائح المجتمع، مثل مشكلة الواسطة والمحسوبية التي تعتبر تعدياً غير مسؤول يمارسه البعض تحت مبررات واهية وغير مقبولة، مثل مساعدة الناس وقضاء حوائجهم. كما يقدم مشكلة الواسطة والمحسوبية في قالب مبتكر من الفكاهة والسخرية، وخاصة لمسألة تحقيق الحاجات الملحة للناس في مرفق من مرافق الحياة، من بوابات الكذب والخداع.