رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
دعوة لبحث فرص بناء مستقبل أفضل للعراق

أكد المتحدثون في مؤتمر «غزو العراق: تأملات إقليمية» على الحاجة إلى تنمية اقتصاد العراق وبنيته التحتية لاستيعاب تزايد عدد السكان في البلاد ومكافحة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وأبرزوا في جلسات المؤتمر ضرورة العمل على تعزيز دور الحركة الشبابية، والمجتمع المدني، وتوجيه قدرات المجتمع،ووسائل الإعلام،فضلا عن وضع الحلول الدائمة للتصحر وندرة المياه. وأوضح الدكتور صفوان المصري،عميد جامعة جورجتاون في قطر في تصريحات خاصة لـ الشرق أن «حوارات «يهدف لفتح باب النقاش الصريح والمباشر من أجل الاستفادة من التجارب المختلفة للأكاديميين والسياسيين في عدد من المواضيع والقضايا المهمة منها غزو العراق. مبينا أن هذه الجلسات الحوارية تساهم في توسيع الآفاق بالنسبة للطلبة وتعليمهم فن النقاش وتبادل الآراء وتقبل الاختلاف مع الآخر من خلال نقاشات هامة مع نخبة من الخبراء والمسؤولين حول العالم. وأعلن الدكتور صفوان المصري أن سلسلة مؤتمرات «حوارات» من جامعة جورجتاون في قطر مستمرة وستقدم عددا من الموضوعات منها مؤتمر «التاريخ والممارسات العالمية للاسلاموفوبيا» من 30 سبتمبر إلى 1 أكتوبر الذي يعقده أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ويركز على الأبعاد العالمية والتاريخية والدينية والسياسية التي تدفع ممارسات الإسلاموفوبيا. قضايا العراق وفي مُعرض حديثه عن أهمية تنظيم جامعة جورجتاون في قطر لمثل هذا الحوار، قال الدكتور صفوان المصري: «بينما نقترب من الذكرى السنوية العشرين لتأسيس جامعتنا، تقيّم جورجتاون في قطر المرحلة السابقة، والتوجهات الحالية، والمستقبلية، ونتطلع إلى السنوات العشرين القادمة. لقد انطلقنا في استراتيجية طموحة لنصبح واحدة من أبرز الجامعات العالمية في المنطقة. وأضاف: «نحن نستثمر في برامجنا الأكاديمية ونثريها، وندعم أعضاء هيئة التدريس لدينا وننميهم ونطور قدراتهم، نحن نبدع ونبتكر ونتفاعل مع مجتمعاتنا محليًا وإقليمياً وعالميًا. والمؤتمر الذي أقيم ما هو إلا بداية لما سنقدمه في المستقبل». واختتمت جامعة جورجتاون في قطر مؤتمر «غزو العراق: تأملات إقليمية» بمناسبة مرور عقدين على غزو العراق بنقاش ثري للعديد من وجهات النظر والرؤى العالمية والإقليمية، وبحث فرص بناء مستقبل أفضل للعراق ومجتمعه وشبابه.وعلى المستوى الإقليمي، دارت جلسات النقاش بعمق حول علاقات العراق المتطورة مع جيرانه، والربيع العربي، والقواسم المشتركة بين البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة التحديات الاقتصادية والإدارة الرشيدة للمجتمع. يهدف المؤتمر المقام ضمن سلسلة «حوارات» برئاسة الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر وبالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، لتقدم منبرٍ زاخر بالأفكار المختلفة وإشراك المجتمع في مناقشة التحديات العالمية المشتركة. وسلط المؤتمر الضوء على الدروس المستفادة على مدى العقدين الماضيين من منظور الأفراد والمجتمع والمؤسسات المختلفة. شهد المؤتمر مشاركة عدد كبير من المسؤولين العراقيين الحاليين والسابقين من الوزراء والمستشارين الحكوميين، وكبار الدبلوماسيين، بالإضافة إلى الصحفيين، والكتاب والأكاديميين من المنطقة، الذين عرضوا على مدى أيام المؤتمر الثلاثة تجاربهم الشخصية المباشرة وخلاصة أفكارهم ورؤاهم، ومشاهداتهم للوقائع والأحداث التاريخية، وتحليلهم للتقدم الذي أحرزه العراق والتحديات المعقدة التي تنتظره. وأشار الدكتور برهم صالح، الرئيس السابق للعراق، إلى تطلعات الشعب العراقي لقيادة قوية ودولة متماسكة وحكومة يمكن مساءلتها ومحاسبتها، وقال: «علينا أن نعترف بأن لدينا مشكلات خطيرة للغاية في البلاد ألا وهي الفساد وسوء الحكم والطائفية. لا أهوّن من هذه العقبات الجسيمة، لكن..العراقيين يأملون في العيش بسلام ويتمتعون بخيرات بلادهم وثرواتها. إنهم يريدون حقًا عودة العراق للتفاعل مع محيطه الإقليمي». ونشأ خلال المناقشات التي دارت على مدى الأيام الثلاثة شعورٌ بالمسؤولية المشتركة لإحداث تغييرات إيجابية من شأنها أن تمنح الشعب وخاصة الشباب العراقي مستقبلا أفضل.تناول المؤتمر بعمق فهم الموضوعات الوطنية والإقليمية والعالمية المترابطة بشكل عميق.وإلى جانب القضايا الإقليمية، دارت نقاشات حول التحديات التي تتخطى حدود العراق مثل ظهور تنظيم داعش، والنظام العالمي الناشئ. واستكشف المؤتمر مستقبل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وكيف أعاد الغزو تشكيل العلاقات الدبلوماسية العالمية، وتأثيره العميق على الديمقراطية في الولايات المتحدة، بما في ذلك قدرة الولايات المتحدة على ممارسة المرجعية الأخلاقية.

532

| 17 سبتمبر 2023

عربي ودولي alsharq
خبراء: التدخل الأمريكي في العراق نقطة تحول في المنطقة

أكد عدد من الخبراء الدوليين أن غزو العراق أثر على المنطقة بأكملها وكان نقطة تحول في تاريخ البلاد التي دخلت في مسار انتقالي صعب ومتغير. جاء ذلك خلال المؤتمر الأول ضمن سلسلة «حوارات» الذي يقدم فرصة لطرح وجهات نظر جديدة حول تداعيات غزو العراق عام 2003 وتقديم المسارات المحتملة لمستقبل البلاد. وشهد اليوم الثاني من «حوارات» ندوة نقاشية عامة بعنوان «تصورات الأمن الإقليمي بعد الغزو الأمريكي للعراق»، ألقت الضوء على الديناميكيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحالية في العراق. وتناولت المناقشات الحركات والأنشطة الشبابية في العراق، وعلاقات العراق مع الجيران الإقليميين الرئيسيين. وأوضحت ألاء طالباني رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي أن النظام العراقي السابق كان نظاما شموليا يتمحور حول الحزب الواحد وكان هناك معارضة عراقية شيعية وسنية تنظم مؤتمرات وأحد أهم مطالبها مشاركة الجميع في إدارة الحكم في العراق. وبينت أن التحول من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي في الفترة الانتقالية سبَّب نوعا من عدم الاستقرار والفوضى. ورغم ذلك يعد النظام العراقي ديمقراطيا لأنه قائم على انتخابات نيابية تجري كل أربع سنوات، والشعب يختار ممثلين برلمانيين، وبدوره البرلمان يختار رئيس برلمان ورئيس جمهورية ورئيس وزراء. وتابعت: «حقيقة البرلمان فعال عنده القدرة والإمكانية على المتابعة والمحاسبة حيث تمت إقالة الكثير من الوزراء بتهم تقصير أو فساد وغيرها، لكن المشكلة تتلخص في أن الحكومات كلها حكومات ائتلافية.. تتكون من كل الأحزاب التي تفوز بمقاعد في البرلمان». من جهته، اعتبر خوان كول أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ميشيغان أن غزو العراق كان لحظة مدمرة للغاية في العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وقد نتج عنه قدر كبير من الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن. وقال: «الولايات المتحدة كانت في حربين، واحدة في أفغانستان والأخرى في العراق، لذلك أعتقد أن الأمر كان سلبيًا للغاية ورد الفعل في جميع أنحاء العالم الإسلامي على الغزو الأمريكي للعراق كان سلبيًا للغاية. لذلك أعتقد أنها كانت لحظة ربما تكون أسوأ في العلاقات الأمريكية العربية. أعتقد أن فكرة الحكومة كمؤسسة محايدة نسبياً تعطلت في ظل الحكم الأمريكي وكانت الولايات المتحدة ضعيفة جداً في العراق. لقد تم الاعتراف بهذا من قبل مهندسي الغزو. لم يكن لديهم أبدًا ما يكفي من القوات المستعدة لفرض النظام. ولذلك اعتمدوا على القوات العراقية المحلية بشكل كبير..». كما تتضمن نقاشات وندوات المؤتمر في اليوم الأخير محاور متعددة الموضوعات حول تأثير غزو العراق في تشكيل التحديات التي تكتنف المستقبل العراقي.

478

| 16 سبتمبر 2023

محليات alsharq
جورجتاون تستضيف مؤتمر غزو العراق الخميس

بمناسبة مرور 20 عاما على الحرب التي غيرت العالم، تستضيف جامعة جورجتاون في قطر مؤتمرا بعنوان «غزو العراق: تأملات إقليمية» يعقد في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر، بفندق فور سيزونز الدوحة. ومن خلال اختيار باقة من صفوة العلماء والخبراء وصانعي السياسات في هذا التجمع الدولي، ستقدم أبرز الشخصيات الإعلامية رؤاها ووجهات نظرها الفريدة في المناقشات حول ماضي العراق المضطرب ومستقبله الذي يكتنفه الغموض. وتشير زهرة بابار، المدير المشارك للبحوث في مركز الدراسات الدولية والإقليمية، إلى أن هذا المؤتمر العام حول الآثار الدائمة لحرب العراق عام 2003، الذي ينعقد برعاية وإشراف الدكتور صفوان المصري عميد جامعة جورجتاون في قطر، ويتولى مركز الدراسات الدولية والإقليمية بالجامعة تنظيمه وتنفيذه، سيدمج الصحافة والأبحاث الأكاديمية معا من أجل إيجاد منظور شامل متعدد الأوجه يتسم بالثراء العلمي والمعلوماتي في نفس الوقت. وتضيف زهرة بابار قولها: «إن مشاركة خبراء الإعلام تعزز أهمية المؤتمر وعمقه، فوجهات نظرهم كمراقبين وإعلاميين ينقلون الأحداث تعمل على سد الفجوة بين التحليل الأكاديمي والفهم الواقعي في العالم الحقيقي، مما يعزز توسيع نطاق المشاركة العامة على نطاق أوسع، ومن المهم لهذا المؤتمر أن يوفر الفرصة الأكبر للمشاركات العامة وتوسيع نطاقها ضمن المناقشات، وهو أمر أساسي لنجاح المؤتمر، فضلا عن الأهداف الشاملة لسلسلة حوارات». يضم المؤتمر مجموعة من حلقات النقاش المحفزة للتفكير لاستكشاف الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستمرة في المنطقة. ستقدم الجلسة الافتتاحية حول تأثير حرب العراق على الدبلوماسية العالمية ليلى الشيخلي، وهي مذيعة عراقية لامعة ومقدمة برامج بقناة الجزيرة. كذلك سيقدم المذيع ومقدم البرامج بقناة MSNBC الإخبارية الأمريكية أيمن محيي الدين سلسلة من المقابلات على الإفطار حول المشاهد الحالية الإعلامية والسياسية والنشاط الشبابي في العراق. ومن بين الشخصيات الإعلامية البارزة الأخرى عثمان المختار من صحيفة عرب نيوز قطر، ومينا العريبي من صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، ورشا العقيدي، نائبة رئيس تحرير الشرق الأوسط في مجلة نيو لاينز. ستشهد حلقة النقاش التي تحمل عنوان «ظهور داعش» تحليل رشا العقيدي وعثمان المختار لأصول الإرهاب العابر للحدود وآثاره الدائمة، كما سيتحدث مينا العريبي في حلقة نقاش تبحث في شبكة علاقات العراق المعقدة مع جيرانه. كما ستتحدث سامية نخول، محررة شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تومسون رويترز الاخبارية، في حلقة نقاش عن «روابط الربيع العربي»، حيث ستربط بين تجارب العراق والحركات الإقليمية الأوسع. عن سلسلة حوارات تجمع سلسلة مؤتمرات «حوارات» بجامعة جورجتاون في قطر بين الباحثين والخبراء والجمهور لاستكشاف التحديات العالمية المشتركة بهدف استشراف مستقبل أفضل من خلال الحوار والمناقشة. يوفر كل مؤتمر من هذه السلسلة مساحة شاملة تشجع على المشاركة المجتمعية وخلق المعرفة والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات الحالية والمستقبلية.

762

| 10 سبتمبر 2023

محليات alsharq
جورجتاون تناقش تداعيات «غزو العراق»

بمناسبة الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق، أعلنت جامعة جورجتاون في قطر، عن تنظيم مؤتمر بعنوان «غزو العراق: تأملات إقليمية»، والذي سيكون مفتوحا للجمهور ويعقد في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر 2023 في فندق فورسيزونز بالدوحة. ويعد المؤتمر، الذي يشرف عليه د. صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، ويتولى تنفيذه مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر، أول حدث في سلسلة مؤتمرات «حوارات» التي تم إطلاقها مؤخرا، وسيركز على التأثير العميق والتداعيات الدائمة للعملية العسكرية التي بدأت الحرب على العراق في عام 2003. يتصدر المؤتمر سعادة د. برهم صالح، رئيس جمهورية العراق الأسبق، ورئيس وزراء إقليم كردستان الأسبق، ومؤسس الجامعة الأمريكية في العراق، السليمانية. فعلى مدى ثلاثة أيام، ستشارك مجموعة من المتحدثين المرموقين، ومن بينهم دبلوماسيون وباحثون وعدد من الخبراء الدوليين المتخصصين بالشأن العراقي والمنطقة إضافة إلى صحفيين ومراقبين دوليين وعموم الجمهور في إعادة استكشاف شاملة لعقدين من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة، والعقبات التي لا تزال تخيم على مستقبل الأجيال القادمة في العراق.

262

| 07 سبتمبر 2023

محليات alsharq
سلسلة مؤتمرات حول التحديات العالمية بجورج تاون

تستعد جامعة جورج تاون في قطر لإطلاق سلسلة من المناقشات حول التحديات العالمية المشتركة والأحداث الجيوسياسية التي تُميز عالم اليوم. تجمع هذه المنصة الشاملة، التي يُطلق عليها اسم «سلسلة مؤتمرات حوارات»، العلماء وصانعي السياسات والدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين، من جميع أنحاء العالم، لصياغة حلولٍ مبتكرة لمجموعة واسعة من القضايا التي تشغل المنطقة والعالم. تغطي السلسلة مجموعة متنوعة من الموضوعات، بدءًا من غزو العراق عام 2003، وتاريخ الإسلاموفوبيا ومظاهرها الحالية، والتحديات المستمرة المحيطة بأفغانستان، ومستقبل الأمن المائي في الخليج، والديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل مشهد الطاقة العالمي. وعلّق الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورج تاون في قطر، قائلًا: «ستؤدي سلسلة حوارات دور منصة نقاشية، توظف مكانة الجامعة كمنارة للتبادل الفكري والتعاون العلمي، لمعالجة التحديات الماضية والحالية من منظور جديد». وأضاف أنّ الإعلان عن إطلاق حوارات، وهي سلسلة من المؤتمرات المرموقة المثيرة للتفكير من جامعة جورج تاون، والتي تقدم نموذجًا جديدًا من الحوارات الحيوية القائمة على الممارسات يختلف عن اللقاءات الأكاديمية التقليدية. وتتمثل رسالتنا في استقطاب كبار الخبراء والممارسين البارزين، للمشاركة في مناقشات تفاعلية تؤدي إلى نتائج ملموسة. وسيتناول المؤتمر الافتتاحي المقبل تداعيات الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، بمشاركة مسؤول عراقي رفيع سابق بصفة متحدث رئيسي، بالإضافة إلى دبلوماسيين، وخبراء، وشخصيات إعلامية عالمية». ويوفّر المؤتمر الأول في هذه السلسلة، الذي يحمل عنوان «غزو العراق: تأملات إقليمية»، الفرصة لدراسة العواقب الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية العميقة للصراع، والتي لا يزال صداها يتردد في جميع أنحاء العالم بعد عشرين عامًا. وتنطلق أعمال المؤتمر، الذي يترأسه الدكتور صفوان المصري، بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، يوم 14 سبتمبر في فندق فورسيزونز في الدوحة، وتستمرّ لثلاثة أيام. ويمنح المؤتمر الفرصة لطرح الأفكار والآراء العراقية المتنوعة، حيث سيضم متحدثين مرموقين من الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدراسة وتقييم عقدين من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، والعقبات التي لا تزال تواجه الأجيال القادمة في العراق. كما ستتوفّر الترجمة المباشرة باللغتين العربية والإنجليزية طوال جلسات المؤتمر.

668

| 03 سبتمبر 2023

تقارير وحوارات alsharq
وثائق بريطانية تكشف: واشنطن ولندن كانتا متأكدتين من عدم امتلاك العراق أسلحة محظورة قبل الغزو بعامين

كشفت وثائق بريطانية -تعود لمجلس الوزراء البريطاني- أن لندن كانت واثقة من عدم صحة مزاعم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل أو صواريخ بعيدة المدى، قبل الغزو الأمريكي للعراق بعامين على الأقل. وأشارت الوثائق إلى علم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بخلو العراق من أي قدرات لامتلاك أسلحة محظورة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة قبل وبعد إخراج الجيش العراقي من الكويت في فبراير 1991، وذلك في أعقاب عملية تحرير الكويت عاصفة الصحراء. وفي مارس 2003، قررت أمريكا وبريطانيا غزو العراق، بحجة إخفاء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل، مما يجعل نظامه يهدد السلم في الشرق الأوسط والعالم. وعرضت الإدارة الأمريكية ما زعمت أنها أدلة دامغة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. وذكرت قناة بي بي سي البريطانية أنه بعد انتهاء الحرب، التي أدت إلى تدمير العراق ونزوح ملايين العراقيين وإسقاط نظام صدام حسين، تبين أن ادعاءات وجود أسلحة دمار شامل لدى النظام بلا أساس. وأدانت لجنة تشيلكوت، في يوليو 2016، الدور الذي لعبته بريطانيا في الحرب، وتحدثت بالتفصيل، في تقرير مطول، عن المعلومات الاستخبارية الخاطئة والأسس القانونية المشكوك فيها التي استند إليها غزو العراق. لكن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني -آنذاك- دافع بقوة عن مشاركة في غزو العراقي، معبرًا عن شعوره بقدر من الأسى والندم والاعتذار أكثر مما يمكن تصوره عن الأخطاء التي ارتكبت في الإعداد لحرب تسببت في حدوث شرخ عميق في المجتمع البريطاني. وأكدت الوثائق البريطانية أن سياسة الاحتواء والعقوبات الدولية الصارمة التي فرضت على العراق بعد تحرير الكويت من احتلال جيشه عام 1991، قد حققت هدفها في منع صدام من القدرة على تطوير أسلحة غير مسموح بها، بحسب بي بي سي. وأظهرت الوثائق اعتراف الحكومة البريطانية عام 2001، بفعالية العقوبات العسكرية والتسليحية والتكنولوجية في سياق مراجعة أجرتها إدارة بلير للسياسة الأمريكية البريطانية بشأن العراق، لكن بريطانيا عرضت على أركان إدارة بوش سياسة جديدة أسمتها عقد مع الشعب العراقي تستهدف استعادة المساندة، خاصة من دول وشعوب المنطقة العربية، للسياسة الأمريكية البريطانية في التعاملمعالعراق.

5631

| 22 فبراير 2023

محليات alsharq
اختتام معرض "فتات" بجاليري متاحف قطر بكتارا غداً

يُسدل الستار غداً، الإثنين، على المعرض الفردي الضخم للفنان العراقي محمود عبيدي الموسوم بـ"فتات" الذي استقطب جمهوراً غفيراً منذ انطلاقه في الثامن عشر من أكتوبر 2016 بجاليري متاحف قطر في كتارا. وقدم عبيدي في معرضه مجموعة من الأعمال التركيبية التي تتصل كل قطعة منها بالأخرى عبر حبل ممدود يمثل "الفوضى الخلاقة" التي تفشّت في العراق، في دلالة على محاولة الفنان لجمع أوصال مدينة بغداد مجدداً. ومن بين التركيبات الفنية التي تعيد للأذهان لحظات هامة في تاريخ العراق الحديث كإسقاط تمثال صدام حسين ومروراً بالأعمال التي تبرز نمط الحياة اليومية الحديثة للأسر العراقية، ونهاية بالأعمال التي تحمل بقايا الثقافة العراقية القديمة.. حيث يمكن وصف المعرض بأنه ذاكرة دائمة لكل ما فقدته العراق. ويرصد عبيدي من خلال معرضه آثار الدمار الذي لحق بالعراق عقب تعرضها للغزو عام 2003 ويلقي الضوء على ما سُرِق ودمِر في بلاده، في محاولة لجمع أشلائها مجددا وإيجاد تفسيرٍ لكل هذا الدمار الذي لحق بحضارة يتجاوز عمرها 7 آلاف عام في وقت قصير. وتدور موضوعات هذا المعرض حول الذاكرة والنسيان والمنفى وأحزانه وعن معنى الوطن ومدى قدرة المرء على التحمل. وبحسب الفنان عبيدي فإن المعرض يأتي لتقديم أشياء مألوفة، ولكن "مشوهة بالبرونز " في محاولة من أجل إعادة بناء البلاد بمواد أقوى.

538

| 29 يناير 2017

عربي ودولي alsharq
ترامب: غزو العراق "قد" يكون أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة

أدان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قرار غزو العراق في عام 2003 ، واصفا إياه بأنه "قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق". وقال في حديث صحفي الليلة الماضية إن الهجوم على العراق ما كان يجب أن يحصل في المقام الأول وإن "كل ذلك ما كان يجب أن يحدث" مشددًا على القول إنه "كان واحداً من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق". وأضاف ترامب "لقد أطلقنا العنان، إنه اشبه برمي أحجار على خلية نحل، إنها واحدة من لحظات الفوضى العارمة في التاريخ". وبشأن الصراع السوري، دعا ترامب إلى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا على أن تدفع الأموال اللازمة لتأسيسها الدول الحليفة للولايات المتحدة. وأشار ترامب في حديثه إلى أن أولويته هي إنجاز صفقات تجارة أكثر إنصافاً للولايات المتحدة وبناء حدود قوية، مضيفاً أن على الولايات المتحدة أن تعالج العجز في ميزانها التجاري مع بقية العالم، ومع الصين على الوجه الخصوص. ورداً على سؤال عن اتفاق محتمل مع روسيا، قال ترامب إن الأسلحة النووية يجب أن تكون جزءاً منه وأن "تقلل بشكل كبير جداً" مقابل رفع العقوبات الأمريكية عليها. وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ، قال " الدول تريد تأكيد هويتها الخاصة، وبريطانيا تريد ذلك"، متوقعا أن يحذو المزيد من الدول حذو بريطانيا بقوله: "أعتقد أن الشعوب تريد هويتها الخاصة، أعتقد أن آخرين سيغادرون الاتحاد الأوروبي" . وربط ترامب بين قضية الهجرة والاستفتاء في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، واصفا إياها بأنها "قد تكون القشة التي قصمت ظهر الجمل". وأوضح أنه سيبدأ مهام عمله في البيت الأبيض بمد جسور الثقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، مشددا على القول إنه "سيرى كم سيستمر ذلك". وفي سياق حديثه عن الأمن الدولي، شدد على القول إنه سبق أن قال "منذ زمن طويل إن لدى (حلف شمال الأطلسي) الناتو مشكلات"، موضحا أنه نظام بال بسبب كونه صمم منذ سنوات طويلة جدا، وثانيا أن الدول الأعضاء لا تدفع المستحقات التي ينبغي أن تدفعها فيه.

272

| 16 يناير 2017

عربي ودولي alsharq
وثائق تؤكد استخدام أمريكا اليورانيوم المنضب بالعراق عام 2003

أعلنت شبكة المعلومات الإقليمية المتكاملة، حصولها على وثائق تؤكد استخدام الطائرات الأمريكية سلاح اليورانيوم المنضب، ضد "أهداف سهلة" في حربها على العراق عام 2003. وأشارت الشبكة "مقرها العاصمة الكينية نيروبي"، أنَّ تاريخ الوثائق يعود إلى عام 2003، وهي عبارة عن تقرير حول نتائج تحليل عينات أعطيت لجامعة جورج واشنطن عام 2003، إلا أنه لم يتم نشرها إلى الآن. ويشير التقرير إلى 116 غارة شنتها طائرات أمريكية من طراز A-10، استهدفت خلالها "أهداف سهلة" كالسيارات والشاحنات ومواقع عسكرية، بأسلحة تحوي اليورانيوم المنضب. وأوضح التقرير أنَّ الغارات الأمريكية الـ116، شملت 16% منها الأبنية و35.6% أهدافًا سهلة، و4.2% جنودًا، و10.4% مدافع، و33.2% دبابات. ويوضح التقرير انتهاك الجيش الأمريكي، للقوانين الدولية في استهدافه الجنود بأسلحة تحوي يورانيوم منضب. ويبين أنَّ مثل هذه الأسلحة تترك أثارًا سلبيةً على صحة المواطنين العراقيين.

911

| 07 أكتوبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
الحلقة الخامسة.. ناجي صبري لـ "الشرق": الدوحة وجهتي الأولى لعودة العراق لمحيطه العربي

* الشيخ حمد بن جاسم قام بدور محوري لإتمام المصالحة العراقية الكويتية * لن أنسى لقائي الأول مع سمو الأمير الوالد وتم في أجواء ودية متحررة من البروتوكول * طلبت من الرئيس صدام إعادة أرشيف الكويت لأهله كبداية لاستعادة أجواء الثقة والأخوة والمصالحة * قمت بـ"هندسة عكسية" لكسب ثقة الأمم المتحدة واستعادة الحاضنة العربية * فرنسا حذرت من أن اندلاع الحرب في العراق سيفتح باب الشرور في المنطقة * الأمم المتحدة تعتبر فشل جهود منع الحرب على العراق يوما أسود في تاريخ المنظمة * الولايات المتحدة أرسلت 30 عراقيا للتجسس على أقاربهم من علماء الذرة في العراق * الدبلوماسية العراقية أحبطت محاولة أمريكية لتحويل مسار منظومة العمل الرسمي العربية * رفضت بشدة تلميحات لوزراء في اجتماع الجامعة لتحميل العراق المسؤولية ومطالبة الرئيس صدام بالتنحي * عمرو موسى رتّب للقاء عاجل مع أحمد ماهر أكد لي فيه وقوف مصر إلى جانب العراق خلافا لما ذكرته "الأهرام " * فرنسا وروسيا والصين رفضت وضع آلية تلقائية لشن الحرب على العراق * قلت لوزيرة خارجية اليابان قلقكم من أمريكا وليس العراق فنحن لم نضربكم بالقنابل النووية * تأكدنا من وجود ضباط في المخابرات الأمريكية ضمن لجان التفتيش * بلير كذب وقام بتزوير وثيقة بادعاء أن العراق يدعم الإرهابيين بدلا من جماعات المعارضة * أول إطلالة لي كانت عبر قناة الجزيرة أدار الحوار: جابر الحرمي أعده للنشر : طه حسين- عبدالحميد قطب لم يكن سقوط بغداد واحتلالها في 9/4/2003 يوماً عادياً للأمة العربية، فهي أول عاصمة عربية يتم احتلالها مجدداً في القرن الواحد والعشرين. وما يحدث اليوم في الواقع العربي من تداعيات إقليمية، ومشاريع متعددة تتنافس للاستحواذ على حصص من أرضنا العربية في غياب أي مشروع عربي وتفكك للمنظومة العربية.. ما هي إلا نتاج التحول الذي حدث بسقوط بغداد. لكن هذا السقوط أو الاحتلال لم يأت فجأة، إنما جاء نتيجة خطأ تاريخي واستراتيجي ارتكبته القيادة العراقية في 2/8/1990 بإقدامها على جريمة غزو دولة الكويت الشقيقة، واستباحة سيادتها، والذي مثل ضربة لمنظومة العمل العربي، وأوجد فرصة سانحة لتدخل قوى أجنبية بالمنطقة، ومن ثم تدمير دولة بحجم العراق، ليسهل فيما بعد احتلالها، وهو ما حصل بعد سنوات من الحصار، فكان أن سقطت بغداد في أبرايل 2003. هناك الكثير الذي قيل وكتب عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وهناك الكثير أيضاً الذي قيل وكتب عن فترة الحصار، التي امتدت منذ 1991 إلى يوم سقوط بغداد في 2003.. ولكن من المؤكد أن من عاصر وعايش مرحلة غزو الكويت وسقوط بغداد، مروراً بفترة الحصار وتداعياتها وما تعرض له العراق من قصف متجدد، وهجمات تدميرية لأكثر من خمس مرات..، لديه ما يقوله. د. ناجي صبري آخر وزير خارجية للعراق في عهد صدام حسين الدكتور ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية للعراق في عهد الرئيس صدام حسين هو شاهد على مرحلة مفصلية عاشها العراق. ** حدثنا معالي الوزير عن رد الفعل الأمريكي بعد معركتكم مع الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية في مجلس الأمن، ماذا كان رد فعل الولايات المتحدة على إفشالك تحركاتها في مجلس الأمن ولماذا لم تفلح جهودك في وقف الحرب في النهاية؟ - تعرضت للمضايقة والاستفزاز أثناء المغادرة من مطار جي أف كنيدي حيث أخضعوني للتفتيش البدني، بعد علمهم بهويتي، وبالرغم من حصانتي الدبلوماسية. وقبلها حصل استفزاز مماثل في مطار موسكو عند توجهي إلى نيويورك على متن طائرة لشركة أطلنطا الأمريكية، حينما تعمد موظفوها الأمريكيون أن يفرغوا حقيبتي ويبعثروا محتوياتها على مصطبة الحقائب بعصبية واضحة. وقبل اتخاذنا قرار السماح بعودة المفتشين طلب عدد من وزراء الخارجية اللقاء بي في نيويورك. فالتقيت بالوزير الفرنسي دومينيك دوفيليبان والوزير الألماني يوشكا فيشر. وكلاهما ناشدني الموافقة على عودة المفتشين تنفيذا لقرارات مجلس الأمن. ثم التقيت في اليوم الثاني وزير خارجية كندا. كما التقيت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا السيدة زوما بناء على طلبي، ودار اللقاءان حول قضية العراق، ثم ذهبت للقاء وزيرة خارجية اليابان السيدة يوريكو كاواجوجي بناء على طلبها الذي أبلغتنا به قبل وصولي إلى نيويورك، وجدتها محاطة بعشرات المصورين اليابانيين، تصافحنا وابتسمت للكاميرات وجلسنا وإذا بها تبدأ وابلا من الكلام دون انقطاع وكأن شريطا مسجلا قد انفتح.. فقالت: "إن الشعب الياباني قلق من أسلحة الدمار الشامل العراقية" فقلت لها: "أنتم قلقون من أسلحة العراق؟" لم ترد الوزيرة على سؤالي وواصلت الحديث بذات الوتيرة، فقالت: "نحن قلقون من أسلحة العراق النووية" فقلت لها: "أخشى أن تكوني قد أخطأت العنوان، فنحن ليس لدينا أسلحة نووية ولا غيرها من أسلحة الدمار الشامل". واستمرت: "ونحن نطالبكم بالامتثال لقرارات مجلس الأمن والتخلص من أسلحتكم النووية والأخرى" قلت لها يا سعادة الوزيرة: "نحن لم نضربكم بالقنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي، أمريكا هي التي فعلت ذلك في الحرب العالمية الثانية"، فواصلت دون انقطاع.. فقلت لها: "لا جدوى من هذا اللقاء"، ونهضت فنهضت وصافحتني وابتسمت للمصورين! وبعدها ذهبت للقاء وزير خارجية أستراليا ألكزندر داونر الذي طلب مقابلتي، فبدأ الحديث بذات الجملة التي بدأت بها الوزيرة اليابانية. فقال: " نحن قلقون في أستراليا من أسلحة الدمار الشامل العراقية" قلت له: " سبحان الله، الآن جئت من لقاء مع وزيرة خارجية اليابان، ويبدو أن رسالة التعليمات الأمريكية التي وصلتها نفسها قد وصلتك أيضا".. فلم يتمالك نفسه من الضحك، فنهضنا وأنهينا الاجتماع. طبعا ضحك على نفسه. حملة لقرار جديد كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تستخدمان مسألة التفتيش ذريعة وسوطا تضرب به العراق. وبعد القرار العراقي بعودة المفتشين يوم 16 /9 /2002 أعلنت الدولتان أن قرار 1284 (1999) لا يكفي، بعد أن كانتا إلى ما قبل صدور قرارنا، تضغطان على العراق في كل المنابر الدولية لتنفيذه. وأعلنتا أن ثمة حاجة ماسة لتزويد لجان التفتيش بسلطات أكثر وأشد. وبدأت حملة واسعة لإصدار قرار جديد. فأصدر توني بلير رئيس حكومة بريطانيا ملفا يوم 24/9/2002 زعم فيه أن العراق يمتلك قدرات في جميع أسلحة الدمار الشامل وأن بإمكانه تحضيرها واستخدامها في غضون 45 دقيقة. ووصف ملفه بأنه ثمرة جهود حثيثة لأجهزة المخابرات البريطانية. لكن مصادر أمريكية وبريطانية أكدت بعد الغزو أن المعلومات التي وردت في ملف بلير (الموثق جدا) منقولة عن اثنتين من مقالات الصحف، وأنه ضم أجزاء كبيرة من ورقة بحثية لطالب كلية في بريطانيا عن العراق عام 1991، وقد نقلت بطريقة قص والصق بأخطائها الإملائية والنحوية! بل إن هذه المصادر كشفت عن قيام بلير بتغيير فقرات أخرى مما ورد في ورقة الطالب لكي يضفي عليها مسحة ملتهبة على حد تعبير المصادر(certain portions of the academic report were altered by the PM Tony Blair to make them more inflammatory. In one cited instance Blair changed "aiding opposition groups" to "supporting terrorists.") ونقلت واحدة منها تشير على ما يبدو إلى أن العراق كان:" يقدم المساعدة إلى جماعات المعارضة" فقام بلير بتغييرها إلى: " يدعم الإرهابيين".!! وكانت الدولتان في الحقيقة تعدان لمحاولة ثانية لدفع مجلس الأمن لإصدار قرار يجيز شن الحرب على العراق باسم الأمم المتحدة بعد أن وفقنا الله لإفشال الأولى في 16/9/2002. ومارست ضغوطا وحملة دبلوماسية واسعة من أجل ذلك. لكن قرار مجلس الأمن رقم 1441 الذي صدر في 8 /11 /2002 وكان أسوأ من كل ما سبقه من قرارات، لم يأت بما أرادته الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان عجزتا عن إقناع المجلس بإصدار قرار يضفي الشرعية الدولية على مشروعها وحليفتها بريطانيا بغزو العراق واحتلاله. فقد رفضت فرنسا وروسيا والصين وضع آلية تلقائية لشن الحرب على العراق من جانب أي دولة ترى العراق مقصرا في تلبية متطلبات نزع الأسلحة المحظورة. وهكذا أدى تعاون العراق وقراره الحاسم بإعادة المفتشين والنهج الجديد الذي اختطته الدبلوماسية العراقية في التعامل مع أجهزة الأمم المتحدة إلى إحباط المحاولة الثانية الخطيرة التي قامت بها الولايات المتحدة للحصول على غطاء دولي شرعي لنواياها العدوانية غير المشروعة. وأحبطت الدبلوماسية العراقية، رغم صعوبة الظروف وشح الإمكانيات وكثرة الضغوط، ثالث محاولة خطيرة للدبلوماسية الأمريكية والبريطانية لإصدار قرار دولي يضفي المشروعية على مخطط أمريكا وبريطانيا لغزو العراق. وقد سربت وكالة "ويكيليكس" الأمريكية رسالة رسمية سرية أمريكية عن هذا الاجتماع الشهير، ونشرتها قبل عامين. والرسالة مرسلة من البعثة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة إلى البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية والكونغرس ونقلت فيها ترجمة رسالتي إلى الأمم المتحدة قبل 5 أيام من اجتماع مجلس الأمن، واعتبرتها "ويكيليكس" ضربة استباقية من وزير الخارجية العراقي أجهضت استعراض "باول" ومحاولته إقناع المجلس بإصدار قرار الحرب على العراق ونشرتها تحت عنوان: " تسريب تقشعر له الأبدان: العراق يحذر من أدلة مفبركة قبل خطاب "باول" عن أسلحة الدمار الشامل". إعلان من 11807 صفحات كان مجلس الأمن قد طلب في قراره 1441 (8/11/2002) من العراق أن يقدم إعلانا كاملا وشاملا عن برامج الأسلحة العراقية خلال شهر، وقد قدمنا الإعلان المطلوب قبل يوم من الموعد أي يوم 6/12/2002، وضم 11807 صفحات. ورزمته دائرة الرقابة الوطنية العراقية في صناديق عدة وسلمته لمكتب لجان التفتيش في بغداد واحتفظت بنسخة منه موقعة من مكتب لجان التفتيش الدولية. ثم أرسله المكتب جواً في اليوم التالي إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في "فيينا"، وأرسل نسخة منه إلى مجلس الأمن في نيويورك. وقد سُلم إلى رئيس المجلس لذلك الشهر وهو سفير الولايات المتحدة لكي يأمر باستنساخه وتوزيعه على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر. لكن السفير الأمريكي تذرع آنذاك بأن أجهزة نسخ الأوراق في مقر الأمم المتحدة غير كافية لاستنساخ الإعلان! وأرسله إلى مقر البعثة الأمريكية لاستنساخه. فأعادت البعثة الأمريكية 4 نسخ من الإعلان وزعت على الدول الأخرى دائمة العضوية بعد أن حذفت أسماء الشركات الأمريكية والبريطانية التي كانت تتعامل مع العراق في ميادين التصنيع العسكري، وأبقت على أسماء الشركات التابعة للدول الغربية الأخرى. أما الدول العشر الأخرى غير دائمة العضوية فقد وزع الأمريكيون عليها نسخة من الإعلان مختصرة من 12 ألف صفحة إلى 3 آلاف صفحة فقط! الكل يعرف الحقيقة **وما موقف الدول دائمة العضوية؟ - بالطبع كانت للولايات المتحدة حصة الأسد في لجان التفتيش التي ترسل إلى العراق ولمن تختارهم أو تستخدمهم من مفتشي الدول الأخرى. ولكن الدول دائمة العضوية كان أيضا لديها مفتشون في لجان التفتيش، وبوسعهم أن يزودوا دولهم بحقيقة الأمر. وبالوسع القول إن كل الدول دائمة العضوية كانت تعرف منذ 1991 حقيقة ما يجري في العراق في هذا الميدان، وما الذي دمر. كان الجميع يعرف الحقيقة: أن العراق أصبح خاليا بعد 1991 من جميع أسلحة الدمار الشامل، وأن السلاح الوحيد المنجز آنذاك هو الكيماوي الذي كشف عنه العراق بنفسه في نيسان/ أبريل 1990 قبل الحرب ردا على تهديدات إسرائيل. وقد وضع مخزون الأسلحة الكيماوية بكامله وجميع مصانعها ومستودعاتها تحت تصرف المفتشين منذ أواسط عام 1991 وقامت بتدميرها تدميرا كاملا في العامين التاليين. وكان العلماء العراقيون قد نجحوا في تحضير بضع غرامات من الوقود النووي فأخذتها لجان التفتيش ونقلتها خارج العراق منذ عام 1991 وقامت بتدمير كل ما له صلة بالبرنامج النووي. وكان على لجان التفتيش بعد أن دمرت هذه الأسلحة والمرافق والمعدات وانتقلت إلى مرحلة المراقبة الدائمة كان عليها أن تبلغ مجلس الأمن بانتهاء ولايتها لكي ينفذ مجلس الأمن الفقرة 21 من قرار 687 للسماح للعراق بتصدير نفطه ثم الفقرة 22 لرفع بقية أشكال الحصار. لكنها بدلا من ذلك انتقلت إلى تفتيش الوحدات العسكرية والمراكز الأمنية ومنها إلى المكاتب وقصور الضيافة الرئاسية. ثم بقيت تلف وتدور في حلقات مفرغة عن تواريخ البرامج: من أتى بهذه القطعة ومتى وكيف ومن أين ومن فعل هذا ومن فعل ذاك، إلخ من الأسئلة التعجيزية. وكانوا لا يكتفون بالإجابات الشفهية حيث لا يتوافر توثيق لكل خطوة. بل كانوا يريدون الإجابات موثقة بوثائق رسمية مهما كانت الخطوة صغيرة وبسيطة. وكلما زودتهم الجهات العراقية بما يتوافر من وثائق، طلبوا أكثر مما يعلمون أنه غير موجود. وكل ذلك طبعا كان خارج ولايتهم بموجب قرارات مجلس الأمن، لكنهم كانوا يتمتعون بغطاء قوي من أمريكا وبريطانيا. التجسس على علماء الذرة ** قيل إن الولايات المتحدة حاولت التجسس على علماء الذرة العراقيين؟ - في الفترة التي انسحب فيها المفتشون من العراق ولم يعودوا، أي من نهاية 1998 حتى عودتهم في 27/11/2002، لم يبقَ للولايات المتحدة من يتجسس على العراق من الداخل، لذا حاولت أن تتحايل على هذا الأمر. فطلبت وكالة المخابرات المركزية، بالضغوط والابتزاز، من ثلاثين عراقيا مقيما في الولايات المتحدة ممن لديهم صلات قرابة مع العلماء العراقيين العاملين في برامج التسليح، التوجه إلى العراق ليتجسسوا على أقاربهم العلماء. وبالفعل ذهب هؤلاء وعادوا كلهم بتقارير تؤكد عدم استئناف برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق. لكن الوكالة، حسب الكتاب، دفنت هذه التقارير. ** وكيف عرفتم بهؤلاء العراقيين الذين أرسلتهم الولايات المتحدة للتجسس على أقاربهم؟ - كشف هذه المعلومات الكاتب الأمريكي الشهير جيمز رايزن في كتابه حالة حرب (State of War: The Secret History of the CIA and the Bush Administration by James Risen) الذي صدر عام 2006 عن دار فري بريس وأشار إلى أحد هؤلاء وهي عراقية تعيش في ولاية كليفلاند وذكر المؤلف اسمها ومهنتها. كنا نشك في أن الكثير من المفتشين ومسؤوليهم جواسيس وليسوا مهنيين. وكنا نعلن ذلك فتنكر إدارات جهازي التفتيش أي اللجنة الخاصة أنسكوم ووريثتها أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالطبع الجهات الأمريكية والبريطانية. ولكن هذه الجهات اعترفت بعد الغزو علنا بأبرز من كان العراق يشك في هوياتهم وهما ديفيد كاي رئيس فريق التفتيش النووي عام 1991 ورجرد دولفر نائب رئيس لجنة التفتيش الخاصة بأنهما من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وزير الخارجية العراقي الأسبق في ضيافة الشرق 19 مارس ** كيف كانت جلسة مجلس الأمن التي عقدت في 19 /3/2003 قبل ساعات من شن العدوان؟ - عقد مجلس الأمن 3 جلسات، من 7 إلى 19 آذار/ مارس لمناقشة الوضع في العراق، وذلك كله في ضوء التهديدات والتحضيرات الأمريكية لشن العدوان، وكانت جلسة 19 هي الأهم بالطبع، لأنها كانت قبل ساعات من البدء بغزو العراق. وفي هذه الجلسة حضر بلكس رئيس لجنة أنموفيك للتفتيش وغاب البرادعي وأرسل تقريره الذي تحدثنا عنه في حلقة سابقة، وقد عارض معظم أعضاء المجلس توجه الولايات المتحدة وبريطانيا لشن الحرب على العراق، وطالبوا بإعطاء مهلة إضافية للمفتشين. ولخطورة الوضع كانت الجلسة على مستوى وزراء الخارجية. تحدث يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق فأبدى رفضه الشديد للحرب، وتحدث دومنيك دوفليبان وزير خارجية فرنسا آنذاك فأكد أن اندلاع القوة في هذه المنطقة غير المستقرة لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات والتصدعات التي يتغذى عليها الإرهاب." يوم أسود أما إيغور إيفانوف وزير الخارجية الروسي فقال: "لا نملك إلا أن نعرب عن أسفنا لما أقحم فيه العراق من مشاكل، لا صلة مباشرة لها بالقرار 1441 أو بقرارات الأمم المتحدة الأخرى بشأن العراق، وذلك في اللحظة التي أصبح فيها احتمال نزع السلاح من خلال عملية التفتيش أقرب إلى الواقع. إذ لا يخول أي قرار من تلك القرارات حق استخدام القوة في العراق، خروجا على ميثاق الأمم المتحدة، وإن أياً منها لا يخول إسقاط قيادة دولة بالعنف". واختتم كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الجلسة قائلا: "إن هذا اليوم يوم حزين للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وإني لعلى يقين أن ملايين الناس في شتى العالم يشاطروننا هذا الإحساس بخيبة الأمل، وان شبح الحرب الوشيكة يفزعهم أشد الفزع". ** وهل كانت هناك محاولات عربية لحل الأزمة قبل تفاقمها؟ - الولايات المتحدة، في مخطط حملتها الحربية على العراق التي بدأت منذ عام 1990، سعت لعزل العراق عن محيطه العربي. كما حاولت ان تُفهم أشقاء العراق، ان الحرب عليه ستكون محصورة به ولن تكون لها أي تداعيات على المنطقة. وطبعاً هذا مجافٍ للواقع ولحقائق التاريخ والجغرافية. فالعراق عنصر أساسي في تحقيق وحفظ السلم والأمن والاستقرار في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي بحكم موقعه الاستراتيجي والمركزي واطلالتيه على الخليج العربي وبلاد الشام ومنها للبحر المتوسط. وهو أول دولة في التاريخ والدولة المؤسسة للحضارة الانسانية والرائدة للحضارة العربية الإسلامية. كل هذه الحقائق تجعل من المستحيل ألا يكون للحرب على العراق واحتلاله وتدمير الحياة الحديثة لشعبه تداعيات مباشرة خطيرة على المنطقة. وما تشهده المنطقة منذ محاصرة العراق والبدء بانهاكه عسكريا واقتصاديا عام 1990 وصولا الى غزوه واحتلاله عام 2003 خير دليل على هذا. جهود عربية كانت هناك جهود مخلصة من المملكة العربية السعودية لحل الازمة بين العراق والكويت قبل اندلاعها، وأعقبتها مساعٍ صادقة من المملكة الأردنية الهاشمية. وجميعها عملت أميركا على افشالها. بل ودفعت القيادة المصرية لحسم الموضوع في القمة العربية، واظهار موقف عربي متطابق مع الموقف الامريكي الذي لم يرغب في حل الأزمة سلميا. وقد خلف ذلك فتورا واضحا وبرودا كبيرا في علاقات العراق مع الدول العربية. وفي ظل الضغوط التي كانت تتعرض لها العراق، بقيت هذه الحالة، ولم تجر محاولات حثيثة لمعاجتها. البيت العربي ** بالعودة للمحيط العربي، كيف بادرت معالي الوزير لإحداث اخترق على صعيد العودة للبيت العربي؟ - جئت الى وزارة الخارجية من خارجها ودخلتها سفيرا في 8/6/ 1998، رغم اني عملت مستشارا لمدة خمس سنوات في السفارة العراقية في لندن في النصف الثاني من السبعينيات. وخلال فترة عملي سفيرا في النمسا وسلوفاكيا وممثلا للعراق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات دولية أخرى اقتربت من أجواء وزارة الخارجية وهموم واهتمامات الدبلوماسية العراقية. ولكن بتعييني وزيرا للدولة للشؤون الخارجية في 18 /4 /2001 دخلت الى قلب الوزارة، وفي هذه الفترة التي امتدت أقل من 4 أشهر اتيح لي التعرف عن كثب وتفصيليا على أوضاع الوزارة ونقاط الخلل في أدائها لسياسة العراق الخارجية. وحينما توليت إدارة الوزارة في 4 /8 /2001 كانت الصورة واضحة أمامي. وكانت العلاقات العربية من أول اهتماماتي. فهذه العلاقات هي محور وجوهر سياسة العراق الخارجية. وكان علي أن أبدأ بعملية واسعة لتعديل مسار الاداء لكي تكون الوزارة أمينة وكفؤة في تنفيذها سياسة العراق الخارجية بما يخدم مصلحته الوطنية العليا. الجزيرة والدوحة بوابة العراق في ثالث يوم لتعييني وصل إلى بغداد الإعلامي العربي الكبير الأستاذ محمد كريشان على رأس فريق تلفزيوني من قناة الجزيرة لمقابلتي. وكانت هذه المقابلة مناسبة جيدة لي لكي أطرح التصور الجديد لمهمتنا في تنفيذ سياسة العراق الخارجية. وكانت باكورة تحركي العربي من دولة قطر. فبعد مباشرتي بمنصبي الجديد بنحو اسبوعين عقد في الدوحة مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي (المؤتمر الاسلامي سابقا). فجئت الى دولة قطر، والتقيت أنا والوزراء ، في حفل غداء، مع صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. فتصرف معي حفظه الله تصرفا ودياً يفوق التصرف البروتوكولي الاعتيادي، وبما ينم عن موقف أخوي صميمي من العراق وشعبه. بعد هذا بفترة وجيزة وصلتني دعوة من حكومة دولة قطر لزيارة الدوحة في شهر رمضان المبارك. فكانت أول زيارة ثنائية لوزير عراقي لدولة خليجية منذ عام 1990. خلال الزيارة اتصل بي سفيرنا في البحرين وقال لي ان جلالة ملك البحرين يدعوك لزيارة المنامة. فكانت زيارتي لدولة قطر البوابة لتحرك الدبلوماسية العراقية الجديدة نحو محيط العراق العربي. أرشيف الكويت ** في الدوحة ماذا كانت أجواء اللقاءات بينكم وبين سمو الأمير الوالد ووزير الخارجية؟ - تحدثنا عن قضية العراق وتطوراتها والعلاقات العربية وأهمية عودة العراق لمحيطه الخليجي والعربي. وكان الترحيب الذي حظيت به إشارة ود ومحبة وتقدير عميقة من دولة قطر للعراق ولشعبه. ثم ذهبت الى مملكة البحرين وأجريت مباحثات مماثلة في أجواء ودية صميمية مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ووزير الخارجية. وفي البحرين اتصل بي الشيخ حمدان بن زايد وكان وزيرا للخارجية آنذاك وقال لي ان دولة الامارات قررت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع العراق. هكذا بدأنا نتجاوز الأمور السلبية في علاقات العراق العربية بدءً من العلاقات العراقية - الخليجية. كل هذا التوجه طرحته على الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه. فرحب به، وقرر ايقاف كل ما من شأنه ان يعكر أجواء العلاقات العربية العراقية. وبدأ يتحدث في لقاءاته وفق هذا التوجه. وأتذكر انه اتخذ قرارً بمنع أحد كبار المسؤولين من اللقاء بأي وسيلة اعلام عراقية او غيرها بعد أن تحدث سلبا عن إحدى الدول العربية بما يخالف التوجه الجديد للدبلوماسية العراقية في التعامل مع الدول العربية. بالطبع أول الامور التي كان يتعين علينا ان نعالجها بقايا ملف العلاقة مع الكويت، كان لدينا أرشيف الدولة الكويتي وهو بمثابة مركز الوثائق الرسمية الخاصة بالدولة الكويتية مثل وثائق وزارتي الدفاع والداخلية ودائرة الجنسية والديوان الأميري. وقد نـُقلت مع كثير من المواد التي أخذت الى بغداد وحفظت في مكان أمين حفاظا عليها من الضرر في الحرب التي كانت وشيكة. وأعيدت جميعها بعد وقف اطلاق النار في آذار/ مارس 1991. وقد بقي الارشيف ويضم أكثر من مليونين ونصف مليون وثيقة. فطلبت من زميلي المهندس محمود ذياب الاحمد وزير الداخلية ان نزور المكان الذي تحفظ فيه هذه الوثائق، واصطحبني الى أحد المراكز الأمنية لوزارة الداخلية للحفاظ عليه حيث كان كلف بالاشراف على حراسته ضابط برتبة عميد. استحصلت موافقة الرئاسة على اعادة الارشيف الكويتي الى أهله. وأخبرت الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية، ورتبت مع السفير فورنتسوف المقرر الدولي المسؤول عن المفقودين الكويتيين واعادة الممتلكات إليه. جانب من حوار د. ناجي صبري وزير الخارجية العراقي الأسبق إعادة الأرشيف إلى الكويت واختار الاخوان الكويتيون ان يتم تسليم الأرشيف على الحدود، وتم ذلك بمحضر واشراف دولي وعربي. ونشطنا مسألة البحث عن المفقودين باعتبارها مسألة انسانية، وقمنا باجراءات عديدة في المحافظات الجنوبية، وطرحت الأمر على الرئيس صدام حسين وقال لي أعلن ان الاخوة الكويتيين مرحب بهم ان يرسلوا وفدا الى العراق، واذا أرادوا ان يجلبوا سياراتهم معهم. وأنهم احرار في أن يدخلوا أي مكان رسمي مدني أو عسكري أو أمني، وهم يختارون الهدف وينطلقون اليه بدون ابلاغ الجهات العراقية. ونقترح عليهم ان يصطحبوا معهم مسؤولا عراقيا فقط لتسهيل دخولهم. واتفقنا مع السفير فورنتسوف على عقد اجتماعات مع الجانب الكويتي للنظر في موضوع المفقودين وعقد عدة اجتماعات في عمان. ومضينا على ذات النهج الى مؤتمر قمة بيروت في اذار/ مارس 2002 وكان ذروة الجهد الذي بذلته الدبلوماسية العراقية لتصيفة ذيول الازمة وتنقية الاجواء بين العراق وأشقائه العرب. وجلسنا في مباحثات ودية مباشرة انا والدكتور محمد الصباح وزير خارجية الكويت وكان اول لقاء رسمي عراقي بين العراق والكويت.. وجلسنا في باحة فندق فينيسيا في جلسة استمرت على فترتين كل فترة تقريبا ساعتين وبحضور كل وزراء الخارجية العربية والأمين العام للجامعة العربية وتحدثنا في كل الاشياء حتى أن الأمير المرحوم سعود الفيصل قال مازحا: " لماذا نحن موجودون اذا كان كل منكم يتحدث مع الآخر بصيغة أخي". وكان الدكتور الصباح مستجيبا وراغبا في تجاوز الخلاف. وبنينا على ذلك في إعداد قرار الصلح بين العراق والكويت، وأدى وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى دورا محوريا في إتمام المصالحة الكويتية العراقية الذي يعتبر قرارا مفصليا في حينه يعبر عن رغبة البلدين في تجاوز هذه الازمة. وفي بداية الجلسة الرسمية للقمة دخل رئيسا الوفدين السعودي والعراقي ولي العهد السعودي انذاك المرحوم الأميرعبدالله (ولي العهد آنذاك) ونائب الرئيس العراقي السيد عزة الدوري اجتماع القادة ممسكين بأيدي بعضهما البعض وسط تصفيق الحضور. وكانت اشارة جميلة على زوال أهم ما كان يعكر صفو العلاقات العربية. تنقية الأجواء واصلنا جهودنا وزرت معظم دول الخليج، والدول العربية الأخرى. ودعي نائب رئيس الدولة للقيام بجولة في المنطقة بدأناها بالبحرين ثم قطر والامارات وعمان. وقد أثمر الجهد الذي بذلناه لتنقية الاجواء العراقية - العربية في ان يحرم الولايات المتحدة من استخدام موقف منظومة العمل الرسمي العربية في دعوة مجلس الأمن لتمرير محاولاتها لشن الحرب على العراق باسم الأمم المتحدة. وكانت جميع قرارات المؤتمرات العربية الوزارية وتلك التي على مستوى القمة في الفترة التي توليت فيها مسؤولية وزارة الخارجية العراقية تطالب بانهاء الحصار وتتضامن مع العراق ضد التهديدات بالعدوان والحرب، وكان آخرها الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد بعد شن الحرب بأربعة أيام في القاهرة. ** لكن لعل معاليك تتحدث بقدر من الدبلوماسية ولا تريد التطرق الى دور الرئيس حسني مبارك في إظهار الرئيس صدام وكأنه معاند للمجتمع الدولي بتوجيه رسائل توحي بذلك وتهيئ الاجواء لغزو العراق وتلقي باللوم والتبعية على العراق؟ - هذا رأيك، وليس رأيي. ** مبارك في كل مرة كان يرسل رسائل يلقي فيها باللوم على العراق وهو يتحدث باسم النظام العربي الرسمي فهل كان أسير ضغوط أمريكية؟ ولا ننسى قمة 1990 حيث الدفع نحو الرؤية الامريكية؟ - أنا أتحدث عن الفترة التي توليت فيها المسؤولية، حيث التقيت بالرئيس حسني مبارك عدة مرات وكانت جلسات ودية ولم يبدِ أي موقف منتقد او معارض او مسيء للعراق على الاطلاق. طبعا كتب بعد الغزو الكثير عن الرئيس مبارك وانه أبلغ الأميركيين ان لدى العراق اسلحة محظورة. لا استطيع الا ان اتحدث عما لمسته بنفسي في لقاءاتي المتعددة معه. ** لكن لم يقدم على الدعوة لحل الخلافات العراقية العربية؟ - انا أسجل للحكومة المصرية موقفا ايجابيا عندما كان الامريكيون يضغطون على منظومة العمل الرسمي العربي لكي تتبنى موقفا يسهل للأميركيين أن يطلبوا من مجلس الامن شن الحرب على العراق باسم الشرعية الدولية. فعندما ذهبت الى مصر لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في يوم 9/11/ 2002، كان كولن باول قد دعا قيادة العراق للاستسلام. فشعرت ان هناك شيئا مريبا في اجواء التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ان ظهرت مقالة في صحيفة الاهرام المصرية تشير الى هذا الجانب اشارة غير مباشرة. وتقول لماذا لاتتحمل القيادة العراقية المسؤولية وتساهم في حل الازمة. فأخبرت الامين العام للجامعة العربية بهواجسي حول احتمال قيام مصر بطرح الموقف الاميركي في الاجتماع الوزاري العربي واستنكارنا لمثل هذا الموقف واعتزامنا التصدي له. وقلت له هذا اجتماع لوزراء الخارجية العرب وليس اجتماعا تديره الولايات المتحدة، والجامعة تمثل ارادة الدول العربية ولا يجوز لها ان تمثل قرارات الولايات المتحدة، فنفى ذلك. وبعد ساعات قليلة اتصل بي سفيرنا السابق في القاهرة المرحوم الدكتور محسن خليل وقال ان وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر يريد مقابلتك وكانت المرة الاولى التي التقي به ثنائيا في مكتبه، وعبرت له عن الشيء نفسه. فنفى نفيا قاطعا ان تكون الدولة المصرية على هذا النهج. وفي الاجتماع لم ينطق الوزير المصري بأي كلمة تصب في هذا الاتجاه. ** وماذا دار في هذا الاجتماع؟ - كانت بداية الحديث من الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وتحدث عن الأزمة بشكل عام وضرورة تضافر الجهود لحلها. وقد خاطبته وتحدثت عن جهود العراق لحلها وتعاونه في تنفيذ القرارات الدولية. وكان الجو طبيعيا ووديا، لكن زميلا آخر انبرى في حديث تلميحي وغير صريح عن ضرورة تحلي القيادة العراقية بالمسؤولية والمساهمة في حل الازمة. وقد رد عليه السيد فاروق الشرع وزير خارجية سورية وأغلق الموضوع برمته. كنا بالطبع نجلس في قاعة الجامعة على شكل حذوة حصان مفتوحة على رئاسة الاجتماع تبدأ بموريتانيا من الشمال وتنتهي بالأردن من اليمين. فتحدثت مخاطبا الزملاء الوزراء وقلت: " يا اخوان كل الدول العربية من موريتانيا الى الاردن (وأشرت بيدي الى جلسة الوزراء) هل منكم دولة احتاجت رجالا ولم تجد رجال العراق أمامها؟ هل منكم دولة احتاجت مالا ولم يكن مال العراق أمامها؟ هل منكم دولة احتاجت سلاحا ولم يكن سلاح العراق امامها؟" فأومأ برأسه وزير الخارجية الموريتاني موافقا في اشارة لقيام العراق، بتحويل صفقة مدرعات مع الروس الى موريتانيا، وذلك لمساعدتها في التصدي لاعتداءات على أراضيها. قلت لهم:" لا نطلب منكم يا اخوان مالا ولا سلاحا ولا رجال. كل ما نحتاجه الا يأتينا ضرر من أي دولة عربية". وهكذا أحبطت بتوفيق من الله محاولة من الولايات المتحدة لتحويل مسار منظومة العمل الرسمي العربية الى دعم جهودها لاضفاء الشرعية الدولية لغزو العراق إحدى الدولة المؤسسة لهذه المنظومة. بالطبع امريكا أعلنت في ما بعد انه حتى لو تنحى الرئيس العراقي فانها ستدخل العراق. وكانت تريد ان تستسلم الدولة العراقية باستسلام قيادتها. لكن هذا ليس ديدن دولة العراق الوطنية ولا ديدن قيادتها. فليس من شيمة القيادة الوطنية العراقية وليس من شيمة القادة الوطنيين العراقيين أن يفروا الى بر الأمان ويتركوا دولتهم وشعبهم عرضة للغزو والعدوان والأذى والمحن. **يبقى المسار مع إيران وخلفية العلاقات العراقية الإيرانية وهو ما تبدأ به الحلقة القادمة ان شاء الله - يتبع..

4310

| 06 أبريل 2016

تقارير وحوارات alsharq
د. ناجي صبري آخر وزير خارجية للعراق قبل الاحتلال يكشف لـ "الشرق" أسرار الحصار والاحتلال (1)

* 25 سنة من تاريخ العراق شكلت كابوساً على الشعب ما بين الحصار والاحتلال * احتلال الكويت خطأ استراتيجي جسيم ارتكبته القيادة العراقية وتلقفته الإدارة الأمريكية * 661 أشمل وأقسى قرار عقوبات يفرضه مجلس الأمن في التاريخ باعتراف الولايات المتحدة * مليون و720 ألف ضحية فقدها العراق من الحصار حتى الاحتلال بواقع 5 آلاف متوفى شهرياً * القضاء على جيش العراق رابع أقوى جيوش العالم كان مهمة أمريكا بعد الحرب الباردة * المجمع الصناعي العسكري الأمريكي خطط للتدمير الشامل لقدرات الدولة العراقية * تنسيق أمريكي - إيراني سبق حرب 1991 وانكشفت نوايا طهران بالاستيلاء على الطائرات * إيداع الطائرات الحربية لدى إيران خطأ استراتيجي آخر وقعت فيه القيادة العراقية بـ"حُسن نية " * واشنطن وجدت في أزمة العراق والكويت فرصتها الذهبية لتحقيق حلمها بخلق عدو خارجي * حملة شاملة هدفت لعزل العراق عن محيطه العربي والإسلامي ومنع أي حل إقليمي أو دولي للأزمة مع الكويت * تدمير شامل طال 8230 منشأة حكومية وصناعية ومدارس وجامعات ومراكز للطاقة و20 ألف وحدة سكنية في حرب 91 * حرب استنزاف ثلاثية شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد العراق منذ 91 حتى الغزو سنة 2003 * "الثورة الشعبانية " كانت حملة تخريبية لحرس الثورة الإيرانية تصدى لها الجيش العراقي وأسر منهم 186 ضابطاً * إيران هي من ضربت حلبجة بغاز السيانيد والطالباني اعتبره أسعد يوم في حياته * أكذوبة اضطهاد الشيعة خير من يرد عليها أبناء المذهب الجعفري المترحمون على أيام صدام * إمام بأحد مساجد النجف يؤكد أن "الأنبياء الوهميين" منعونا من النظر لصدام بموضوعية * لأول مرة في التاريخ نسمع أن بلداً نفطياً لا يسد ثمن نفطه ثمن استخراجه * مرجعيات دينية تناهض الهيمنة الإيرانية وترفض منطق الفتنة وتقف ضد الطائفية والأحزاب الشيعية أدار اللقاء: جابر الحرمي أعده للنشر: طـه حسين — عبد الحميد قطب لم يكن سقوط بغداد واحتلالها في 9/4/2003 يوما عاديا للأمة العربية، فهي أول عاصمة عربية يتم احتلالها مجددا في القرن الواحد والعشرين . وما يحدث اليوم في الواقع العربي من تداعيات اقليمية، ومشاريع متعددة تتنافس للاستحواذ على حصص من ارضنا العربية ـ في غياب اي مشروع عربي ـ وتفكك للمنظومة العربية .. ما هي الا نتاج التحول الذي حدث بسقوط بغداد. لكن هذا السقوط أو الاحتلال لم يأت فجأة، إنما نتيجة خطأ تاريخي واستراتيجي ارتكبته القيادة العراقية في 2/8/1990 باقدامها على جريمة غزو دولة الكويت الشقيقة، واستباحة سيادتها، والذي مثل ضربة لمنظومة العمل العربي، وأوجد فرصة سانحة لتدخل قوى اجنبية بالمنطقة ، ومن ثم تدمير دولة بحجم العراق ، ليسهل فيما بعد احتلالها ، وهو ما حصل بعد سنوات من الحصار ، فكان أن سقطت بغداد في ابرايل 2003 . هناك الكثير الذي قيل وكتب عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وهناك الكثير ايضا الذي قيل وكتب عن فترة الحصار، التي امتدت منذ 1991 الى يوم سقوط بغداد في 2003، ولكن من المؤكد ان من عاصر وعايش مرحلة غزو الكويت وسقوط بغداد، مرورا بفترة الحصار وتداعياتها وما تعرض له العراق من قصف متجدد، وهجمات تدميرية لأكثر من خمس مرات ..، لديه ما يقوله. الدكتور ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية للعراق في عهد الرئيس صدام حسين هو شاهد على مرحلة مفصلية عاشها العراق. لم يأت د. ناجي صبري الحديثي فجأة إلى وزارة الخارجية، أو ينزل اليها بـ " الباراشوت "، بل شغل العديد من المناصب الاعلامية والثقافية والسياسية، فقبل ان يتولى منصب وزير الخارجية في 2001، كان وزير الدولة للشؤون الخارجية، وقبلها كان مديرا للإعلام الخارجي ووكيلا لوزارة الثقافة والإعلام ومستشارا في ديوان رئاسة الجمهورية وسفيرا في وزارة الخارجية، وبالتالي كان حاضرا في المشهد العراقي بكل تفاصيله الدقيقة. د. ناجي صبري متحدثا خلال الحلقة الأولى "الشرق" استضافت د. ناجي صبري الحديثي عبر سلسلة من الحوارات الوثائقية لأصعب مرحلة يعيشها العراق في تاريخه والتي تمتد لنحو 22 عاما، 12 عاما فترة الحصار وهي الممتدة من 1991 الى 2003، ثم مرحلة الاحتلال من 2003 الى 2013. حوارات وثقت لأول مرة عبر شخصية عراقية مسؤولة ، قرار غزو دولة الكويت وما تلا ذلك .. وفترة الحصار وتداعياتها .. وقرارات مجلس الامن .. ولجان التفتيش والادوار التي لعبتها .. ووكالة الطاقة الذرية ودورها في غزو العراق .. والمحيط العربي وعلاقاته مع العراق .. وكيف بدأت اطلالة العراق على محيطه الخليجي.. ومن هي الدولة التي كانت المحطة الاولى للانفتاح على الخليج والعالم العربي .. وابرز المحطات في الاجتماعات الوزارية العربية .. واجتماعات مجلس الامن .. ثم قرار الغزو الذي اتخذته اميركا وتبعتها بريطانيا دون غطاء اممي .. وصولا الى سقوط بغداد ..واختفاء الجيش العراقي .. ثم بدء المقاومة وكيف تشكلت .. وفي كل هذه المراحل ماذا كان موقف الرئيس صدام حسين .. وهل هرب بسقوط بغداد ام لعب ادوارا في مقاومة الاحتلال الاميركي .. فصول متعددة نتناولها في سلسلة حلقات تنشرها "الشرق" على لسان د.ناجي صبري الحديثي آخر وزير خارجية للعراق في عهد صدام حسين ... وفيما يلي نص حوار الحلقة الأولى.. ** في البداية نرحب بك معالي الدكتور ونشكر لك استقطاع وقت مهم لتسليط الضوء على المشهد العراقي بعد 13 عاما على الاحتلال الأمريكي وقبلها 12 سنة أخرى من الحصار، هي 25 سنة من تاريخ العراق من المعاناة. دعنا نبدأ من 1990 وما قبلها.. كيف كانت الصورة حول العراق؟ وما الذي دفع العراق الى ارتكاب خطأ احتلال الكويت وخلفيات المشهد آنذاك؟ - أولا نبدأ من المشهد الكلي، من البيئة الدولية عام 1989 التي بدأت تشهد تحولا خطيرا، من النظام ثنائي القطبية الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وتزعمته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وذلك بعد انهيار الامبراطورية الشيوعية السوفيتية في ذلك العام وتفكك محورها الاتحاد السوفيتي نفسه في العامين التاليين. تـُوج هذا التحول في اليومين الثاني والثالث من كانون الاول/ ديسمبر عام 89 باتفاق الطرفين الرئيس السوفيتي جورباتشوف والرئيس جورج بوش الأب على إنهاء الحرب الباردة. وكان لهذا التحول آثار وانعكاسات خطيرة على العراق. فالمؤسسة العسكرية الأميركية تحالفت مع المؤسسة الصناعية فيما عرف بالمجمع الصناعي العسكري الذي بلغ مكانة هائلة ونفوذا كبيرا في الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة الى الحد الذي جعل الرئيس دوايت ايزنهاور يخصه بالاسم محذرا في خطاب الوداع عند انتهاء فترة رئاسته يوم 17 كانون الثاني/ يناير عام 1961 من مخاطر تغوله وطغيانه على الحريات المدنية في أميركا، رغم انه نفسه دخل البيت الأبيض من نافذة المؤسسة العسكرية بعد قيادته جيوش أميركا والحلفاء في أوروبا في الحرب العالمية الثانية. وطوال الحرب الباردة كان النظام السياسي الأميركي يعبىء الموارد ويخصص الأموال اللازمة للصناعة العسكرية لتطوير الأسلحة ويحشد الجهود لمواجهة الاتحاد السوفيتي، الخصم الأول للولايات المتحدة ولـ (العالم الحر). وبعد انتهاء الحرب الباردة وجدت المؤسسة العسكرية الأميركية بلا خصم تواجهه وتعبئ الموارد وتشغّل لمواجهته ماكينتها العسكرية لإنتاج المزيد من الأسلحة المتطورة. وكما قال كولن باول الذي عينه الرئيس الأميركي جورج هـربرت بوش (الأب) عام 1989 رئيسا للأركان "فجأة وجدنا أنفسنا في حالة انعدام وزن" بعد غياب الخصم السوفيتي. لذلك كانت تبحث عن عدو خارجي للولايات المتحدة تعبىء لواجهته الموارد وتواصل من أجل مواجهته والتفوق عليه صب المليارات في ماكينة الصناعة العسكرية. أما الانعكاس الثاني فيكمن في الحرص الشديد للادارة وعموم الأوساط المتنفذة في الولايات المتحدة على استثمار الفرصة التاريخية لانتهاء نظام القطبية الثنائية بانتهاء الحرب الباردة، من أجل فرض نظام أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة وحرمان القوى الكبرى الأخرى مثل القوى الأوروبية الغربية الكبرى والصين من التفكير بنظام متعدد الأقطاب. فوجدت الولايات المتحدة في أزمة العراق والكويت ضالتها وفرصتها الذهبية لتحقيق حلمها بخلق عدو خارجي تعبىء له الموارد والجهود وتحشد البلاد لمواجهته من جهة، ولتزعم النظام الدولي الجديد بقوة السلاح من جهة أخرى. في عام 1989 لاحت بوادر أزمة بين البلدين الشقيقين الجارين العراق والكويت وتطورت في النصف الأول من عام 1990 حيث اشتكى العراق في أثناء مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في بغداد في شهر آيار / مايو عام 1990 من إجراءات اتخذتها حكومة الكويت الشقيقة وأضرت بمصالحه الوطنية. وجرت محاولات عربية صادقة لتسوية الأزمة قامت بها المملكة العربية السعودية استمرت حتى نهاية شهر يوليو/ تموز. وليس ثمة مجال هنا للخوض في تفاصيل المواقف التي أصبحت من الماضي. ثم تصرف العراق في رد فعل خاطىء بقرار الغزو أو التدخل العسكري يوم 2 آب /أغسطس 1990. فاستثمرت الولايات المتحدة هذه الفرصة لتحقيق حلمها في جانبيه أو هدفيه: العثور على الخصم المنشود، وفرض زعامتها على النظام العالمي بقوة السلاح الذي ستستخدمه ضده في حرب أقرب للحروب العالمية. وثمة هدف ثالث، لاستثمار هذه الفرصة، لا يقل أهمية وخطورة، أتاحته هوية هذا الخصم العربية الاسلامية ومواقفه القومية المعروفة وغير المهادنة في التعامل مع اسرائيل .. هذه المواقف التي كانت موضع استياء شديد من كثير من الأوساط المتنفذة في الولايات المتحدة، رغم العلاقات الطبيعية أو الاعتيادية على المستوى السياسي بين البلدين، والطيبة والمتينة على المستوى التجاري في عقد الثمانينيات الذي سبق الأزمة. وفي مقدمة هذه الأوساط تلك المتصلة اتصالا وثيقا باسرائيل التي كانت تحلم بتدمير العراق أو انهاكه وانهاء دوره ومكانته المؤثرة في المنطقة مدفوعة بخصومة تاريخية تعود لآلاف السنين. وهذا الخطأ الذي وقعت فيه القيادة العراقية كان خطأ استراتيجيا جسيما تلقفته الادارة الامريكية في هذا المفصل التاريخي المهم وللأسباب التي أوضحناها. ففي خلال بضع ساعات فجر الثاني من اغسطس / آب عام 1990 اجتمع مجلس الأمن وأصدر القرار 660 الذي الذي أدان الاجراء العراقي في فقرته الأولى وطلب منه الانسحاب غير المشروط في الفقرة الثانية. وبهذا القرار قفز مجلس الأمن مباشرة الى الفصل السابع، خلافا لما ينص عليه الميثاق من ضرورة التدرج بالاجراءات عند وقوع أي نزاع يقرر المجلس أنه مما يهدد الأمن والسلم الدولي ومن حرص على اتباع كل السبل المتاحة لحل الخلاف بالطرق السلمية. * لماذا لم ينسحب الرئيس صدام في اليوم التالي ويفوت الفرصة وينهي الغزو؟ - العراق أعلن يوم 3 / 8 امتثاله للقرار وحدد يوم 5/ 8 موعدا لسحب قواته من الكويت، وبالفعل بدأ في اليوم الخامس بسحب قواته من أراضي دولة الكويت، بشهادة السفير الامريكي جوزيف ويلسون. لكن الولايات المتحدة وزعت في اليوم التالي للغزو مباشرة أي يوم 3/ 8 مشروع قرار لفرض العقوبات والحصار على العراق. ونتيجة لذلك تصرف مجلس الأمن خلافا لما ينص عليه الميثاق في فصله الأول من حرص على حل الخلاف بالطرق السلمية. فلم ينتظر المجلس رد العراق ولم يشجعه بعد إعلانه اعتزامه الانسحاب من الكويت على تنفيذ قراره هذا. بل اتجه في اليوم الرابع لاندلاع الأزمة أي يوم 6 آب/اغسطس لإصدار القرار 661 الذي اعتبرته امريكا نفسها (على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها جيمي روبن) أشمل وأقسى قرار عقوبات في التاريخ، والذي منع العراق من تصدير أي سلعة أو استيراد توريد أي سلعة ومنع دول العالم من أي تعامل مالي أو تجاري مع العراق. وكان بحق حصار شامل لا سابق له في التاريخ على الدولة العراقية. حملة كونية ** لكن الغزو العراقي للكويت تبعه تدمير القوى العراقية خلال انسحابها من الكويت وفرض الحصار وبداية انهيار الدولة والجيش.. ألم يكن له من الأفضل الانسحاب مبكرا؟ - لا يمكن أن تعيد عقارب الساعة للوراء أو تغير مسار الأحداث الآن. هذا ما جرى. قد كان الغزو خطأ استراتيجيا كما ذكرت، والولايات المتحدة استثمرته الى أقصى الحدود لشن حملة حربية كونية على العراق استمرت من ذلك الشهر حتى نهاية عام 2011 وقامت على عدة مسارات: مسار سياسي — دبلوماسي بدأت بقرار مجلس الأمن 660 يوم 2/8 وتضمن تسخير مجلس الأمن مطية لسياستها وحملتها الحربية ضد العراق، وعزل العراق عن محيطه العربي والاسلامي، ومنع أي حل اقليمي أو دولي للأزمة. والمسار الثاني مسار اقتصادي بدأ بقرار 661 أي قرار الحصار وتضمن الكثير والاجراءات التي فرضتها على العراق بموجب القرار 687 في 3/ نيسان/ابريل 1991 وتداعياته الخطيرة المتمثلة بالتعويضات وأعمال التفتيش وغيرها. والمسار الثالث مسار عسكري بدأ بالاجراءات العسكرية التي بدأتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا يوم 7 / 8/ 1990 باستخدام البحرية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية للاعتداء على السفن العراقية ومضايقتها في الخليج العربي، ومن ثم بفرض الحصار الجوي بقرار مجلس الأمن 665 في 25 اغسطس / آب وبعده بشهر بقرار 670 لفرض الحصار البحري وصولا الى قرار شن الحرب على العراق رقم 678 في 29/ 11/ 1990. وكانت حربا تدميرية شاملة لكل جوانب الحياة والتقدم في العراق، حيث بلغ عدد المنشآت الحكومية التي دمرت تدميرا كاملا 8230 منشأة مثل المدارس والمعاهد والكليات والمصانع ومراكز توليد الطاقة الكهربائية وتصفية وإسالة الماء ومراكز تصفية النفط والاتصالات والبث الاذاعي والتلفزيوني في كل أنحاء العراق. كما بلغ عدد المنشآت التي تضررت ضررا جزئيا، أكثر من 2000، اضافة الى ما يزيد على 20 ألف وحدة سكنية وتجارية أهلية. وبعد توقف هذه الحرب في نهاية شهر شباط/فبراير 1991، اطلقت الولايات المتحدة وحليفاتاها بريطانيا وفرنسا منذ اليوم الأول من آذار/ مارس حرب استنزاف دامت حتى يوم الغزو عام 2003. وقد انسحبت فرنسا منها عام 1996. فكانت الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية تنتهك حرمة الأجواء العراقية يوميا فتنتقي ما تشتهي من الأهداف العسكرية لتدميرها وفي كثير من الأحيان كان طيارو هذه الطائرات يتسلون باسقاط مشاعل نارية من محارق طائراتهم على مزارع العراقيين وخصوصا أيام الحصاد حيث تكون مئات الهكتارات من مزارع القمح والحبوب الأخرى سهلة الحرق بعود ثقاب. واستمرت هذه الحالة حتى الغزو عام 2003 وتخللتها ستة اعتداءات كبرى بالقذائف الجوية والصواريخ بعيد المدى بدأت في آذار/ مارس 1990 وكان آخرها على بغداد بداية عام 2000. وكانت الحلقة الأخيرة في المسار العسكري حرب الغزو والاحتلال في 19 / 3/ 2003 وما تلاها من اعمال عسكرية في العراق حتى الانسحاب المذل الذي نفذته القوات الغازية يوم 31/ 12/ 2011 تحت جنح الظلام هربا من المقاومة الوطنية العراقية الباسلة. د. ناجي صبري، وزير الخارجية العراقي الأسبق ** إذن كانت مرحلة جديدة في تاريخ العراق بعد هذا التدمير؟ - الأمم المتحدة أرسلت بعثة في 10 آذار/ مارس 1991 برئاسة الدبلوماسي الفنلندي مارت أهتساري (الحائز على جائزة نوبل والذي تولى رئاسة فنلندا عام 1994) وصفت الحالة في العراق بعد جولة وتقص لمدة 7 أيام بأنها أشبه بأحداث يوم القيامة وأن المجتمع العراقي الذي كان يعتمد على المكننة بشكل كبير أعيد بعد هذه الحرب الى ما قبل الثورة الصناعية. وكان حجم التدمير ونوعية المؤسسات التي دمرت تدللان على قصد ورغبة مسبقة في تدمير دولة العراق. ** ما حقيقة ما قيل ان السفيرة الامريكية أبرل غلاسبي التقت الرئيس العراقي قبل الغزو وأبلغته أن أمريكا لن تتدخل في حال وقوع أي اشكال بين العراق والكويت؟ هل ورطت أمريكا العراق؟ - محضر اللقاء نشر، وقالت فيه السفيرة إن أمريكا لا شأن لها في التدخل في الخلافات العربية — العربية. وقيل إن القيادة العراقية فسرت ذلك بأن الولايات المتحدة لن تتدخل إذا تحرك العراق باتجاه الكويت. لم أكن في موقع قرار في ذلك الوقت يمكنني من معرفة ما جرى، كنت مديرا عاما في وزارة الثقافة والاعلام ورئيس تحرير للصحيفة الرسمية الناطقة باللغة الانجليزية آنذاك. لكن السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك الذي حضر اللقاء، نفى فيما بعد أن تكون القيادة قد فهمت كلام السفيرة على أنه ضوء أخضر للتدخل. تدخلات إيرانية ** بعد مارس 1991 وقعت احتجاجات سميت (الثورة الشعبانية) فما حقيقة هذا المشهد؟ - ماحدث أن الآلاف من حرس الثورة الايرانية تسللوا عبر الحدود الى داخل المحافظات العراقية في جنوب العراق، في وقت لم تكن للعراق أي قوات على الحدود، وكان متعذرا على وحدات الجيش العراقي والقوات الأمنية القليلة التي نجت من الضربات الشديدية للقوات الأميركية والحليفة التحرك لتأمين المدن والحدود حيث دمرت كل طرق المواصلات والجسور في جنوب العراق. فكان من السهل على إيران أن تدفع بالآلاف من قواتها الى داخل العراق. وبدأ هؤلاء يضربون وحدات الجيش العراقي المنسحبة من الكويت ويضرمون النار في المنشآت العراقية خصوصا التي تعنى بالأحوال الشخصية والهويات الثبوتية للمواطنين من دوائر الجنسية أو الأحوال الشخصية أو حتى دوائر المرور وبدأوا بحرق المستشفيات والمدارس وصوامع الغلال ومراكز الشرطة والمقرات الادارية وغيرها. كانوا يزعمون انه "تحرك داخلي وانتفاضة" وغير ذلك من التوصيفات المسيسة المضللة المقصودة. وبعد أن توليت وزارة الخارجية في 2001 علمت ان لدينا في السجون العراقية 186 ضابطا من حرس الثورة الايرانية ممن قادوا الارهابيين الايرانيين الذين تسللوا الى داخل العراق مباشرة بعد وقف إطلاق النارفي أول آذار/ مارس عام 1991، وقاموا بأعمال التخريب والارهاب في مدن جنوب العراق وجنوب العاصمة. وقد استطاعت القوات العراقية القبض عليهم، بعد أن تمكن الآخرون من الفرار قبل وصول القوات العراقية. طبعا لم يكن لدى العراق أي أسرى حرب ايرانيين من حرب الثماني سنين في الثمانينيات، باستثناء أسير واحد هو النقيب الطيار اليشكري الذي أسقطت طائرته داخل الاراضي العراقية قبل عشرة أيام من يوم 22 أيلول/ سبتمبر عام 1980 وهو اليوم الذي رد فيه العراق ردا حاسما على سلسلة متصلة من الأعمال الحربية والاعتداءات الجوية والبحرية والبرية الايرانية بدأت يوم 4 أيلول / سبتمبر 1990. وكانت ايران تعتبر يوم 22 /9/ 1990 في دعايتها تاريخ بدء الحرب بين البلدين وتحمل العراق مسؤولية بدئها. فالعراق أسقط هذه الطائرة الحربية الايرانية لدى قيامها بقصف أهداف عراقية داخل الأراضي العراقية أبقاه في الأسر دليلا حيا على من بدأ الحرب والعدوان. وقد أطلق العراق هذا الطيار الأسير عام 1997 في صفقة تبادل مع أسرى عراقيين لدى إيران. خطأ استراتيجي آخر ** في المشهد الإقليمي لايمكن تجاوز سنوات الحرب العراقية — الإيرانية وتوابعها، صحيح أن امريكا كانت تبحث عن عدو، فكيف تناغمت رغبات طهران في تصفية الحسابات مع العراق مع رغبة الولايات المتحدة في القضاء على قدرات العراق؟ - القيادة العراقية تصرفت بـ "حُسن نية" مع القيادة الايرانية، وأطلقت يوم 12 /8 /1990 سراح كل الاسرى الايرانيين باستثناء الطيار اليشكري، وأودعت الطائرات الحربية العراقية 144طائرة أمانة لدى ايران. وكانت ايران في المباحثات مع العراق في تلك الفترة التي سبقت حرب 1991 تشجعه على عدم التشدد وعدم الانسحاب من الكويت. ** لكن ألا يعد ذلك خطأ استراتيجيا آخر بعد غزو الكويت؟ - نعم، تستطيع أن تقول هذا خطأ، فما أعقب حرب 1991 مباشرة من غزو هذه القطعان من حرس الثورة الايرانية لأراضي العراق في الجنوب وقيامهم بأعمال الارهاب والتخريب والقتل، يكشف ان الموقف الايراني كان مخادعا. وزادت ايران على ذلك حينما سطت على الطائرات العراقية المودعة لديها على سبيل الأمانة. ** موقف غريب ان يتم وضع اهم قطاع من السلاح في دولة كانت تحاربكم 8 سنوات؟ - نعم، سطت ايران على الطائرات العراقية وهي مودعة لديها وفق اتفاق مع الجهات الايرانية وكانت هناك زيارة لنائب رئيس الدولة الى ايران وتم الاتفاق على ان تودع الطائرات الحربية العراقية في ايران، وبعد الحرب ارسلت آلافا من الحرس الثوري لاجتياح الاراضي العراقية وسطت على الطائرات ونقضت الاتفاق. وقد كشف احد اقطاب المعارضة للحكم الوطني (السيد جواد الخالصي) في برنامج تلفزيوني بثته قناة الرافدين بعد الاحتلال بعنوان "في سبيل الشيطان"، أن السيد محمد باقر الحكيم الذي كان قائد مايسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية اجتمع مع قيادات المجلس الاعلى في ايران في أواخر عام 1990 وأبلغهم بان "الولايات المتحدة ستقدم على عمل كبير وخطير في المنطقة ونحن يجب ألا نعارض او ننتقد هذا العمل، بل نؤيده.. وان هذا ليس رأيي فقط وانما رأي الجمهورية الاسلامية ورأي الشرع" وكان يشير الى الحرب التدميرية التي كانت الولايات المتحدة وحليفاتها تعد لشنها على العراق بداية عام 1991. والمجلس الأعلى هو المنظمة التي أسستها ايران عام 1981 لتكون اطارا لجمع العناصر المؤيدة لها وتدريبها على السلاح وتنظيم مساهمتها في حربها على العراق. وعينت قائدا لها بروجردي احد كبار مسؤولي النظام. تنسيق إيراني - أمريكي ** اذن كان هناك تنسيق امريكي ايراني للإيقاع بالعراق؟ - نعم، وأصبح التنسيق بينها وبين الولايات المتحدة للهجوم على العراق مكشوفا. ** في هذه المرحلة كان أعلن جورج بوش عن سياسة الاحتواء المزدوج فهل أرادت ايران الدفع بالكرة في ملعب العراق؟ - كان هناك تنسيق ايراني امريكي سبق حرب 1991 على العراق، وتمثل ذلك في التسليح الأمريكي لايران الذي انكشف في فضيحة ايران غيت، وكذلك في صفقات التسليح الاسرائيلي لايران بالتنسيق مع الادارة الامريكية. واتضح ذلك على نحو جلي بعد الحرب، بتجميع المعارضين للعراق ودعمهم وتنظيمهم بالتنسيق مع الامريكان. منع الحل العربي ** ما حقيقة الموقف العربي، ولماذا فشلت المساعي العربية في إقناع العراق بالانسحاب من الكويت وتجنيب المنطقة ويلات الحروب؟ - كان هناك جهد امريكي كبير لمنع العرب من حل الأزمة سلميا بين الشقيقين، وكان هناك إصرار على الحرب. ورغم ان السعودية قامت بجهود صادقة قبل الأزمة لتسوية الخلاف، والاردن قام بجهود صادقة لتسوية الأزمة بعد اندلاعها، الا ان وزير الدفاع الأمريكي دِيك تشيني زار مصر وبصحبته الجنرال نورمان شوارزكوف قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن المنطقة الممتدة من باكستان الى المغرب. وقيل آنذاك ان تشيني دفع الرئيس حسني مبارك للتخلي عن مبدأ الحل السلمي والتسوية الأخوية للأزمة بين العراق والكويت، في مؤتمر القمة الطارئ الذي عقد في القاهرة بعد أيام من اندلاع الأزمة. وبذلك نفذ رغبة الولايات المتحدة بألا يكون هناك حل اقليمي للأزمة.. وأفشلت مبادرتين من الرئيس الفرنسي ميتران ومن الرئيس السوفييتي جورباتشوف، بمعنى أنه لا دخل لأحد في التعامل مع هذه الأزمة وانها هي وحدها المسؤولة عن ادارتها. ** ما الذي قلب المعادلة بين العراق والولايات المتحدة وهي كانت اقوى مما بين واشنطن وطهران؟ - هذه فرضية غير صحيحة. كانت العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في الثمانينيات اعتيادية في الجانب السياسي رغم وجود اختلافات واسعة في الموقف من القضايا العربية وكثير من القضايا الدولية وهو أمر طبيعي. وكانت العلاقات طيبة ومتينة في الجانب التجاري وكان هناك ألوف المبتعثين من الحكومة للدراسة في الجامعات الأمريكية. كان العراق يستورد الأرز والسيارات وغيرها من أمريكا بكميات كبيرة، وكانت الأخيرة تستورد كميات ضخمة من النفط العراقي. ولكن لم تكن هناك علاقات تحالف سياسي أو تعاون عسكري. فالعراق كان تسليحه روسي. وحاول العراق تنويع مصادر سلاحه من بعض الدول المصنعة من غير الولايات المتحدة أو حليفتها بريطانيا. بينما كشفت المصادر الأمريكية نفسها عن عمق صلات التعاون العسكري بين ايران والولايات المتحدة في أثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات. فكانت فضيحة ايران غيت التي كشفت عن قيام الولايات المتحدة بتصدير اسلحة الى ايران بصورة مباشرة. كما انكشفت فضيحة تزويد اسرائيل النظام الايراني بالاسلحة. وتحدث عن ذلك تفصيليا السيد ابو الحسن بني صدر اول رئيس للجمهورية الايرانية في احدى مقابلاته. ولم تعد هذه الفضائح خافية على أحد. وهناك تشويه متعمد فالذين خدموا مخطط الولايات المتحدة لاحتلال العراق وجاؤوا يهرولون خلف الدبابة الامريكية هم من يروجون دعايات كاذبة عن علاقة العراق بالولايات المتحدة أيام الثمانينيات والتي لا تتعدى في حقيقة الأمر ما أوضحته. جانب من الحلقة الأولي لوزير الخارجية العراقي الأسبق في الشرق حلبجة ** سنوات الحصار شهدت قرارات دولية وبداية عمل لجان التفتيش وغارات جوية زادت مأساة العراق سوءا فكيف كانت تلك الفترة؟ وما اثير من استخدام القيادة العراقية للسلاح الكيماوي ضد الاكراد؟ - ايران هي التي اثارت موضوع مدينة حلبجة، وهي التي ضربت المدينة بالاسلحة الكيماوية. والعراق لا يمتلك غاز السيانيد القاتل الذي ضربت به المدينة. وقد اثبت هذه الحقيقة وفد كيماوي زار العراق وايران عام 1988 واجرى فحوصات مخبرية لعينات من التربة والأشجار والأعشاب والجثث واجرى مقابلات مع الجرحى في الجانبين. وخلص الى أن ايران هي التي ضربت المدينة بالغازات الكيماوية المهلكة وثبت ذلك بتقرير رفع الى الأمم المتحدة وكان الفريق برئاسة الخبير الكيماوي الاسترالي دان، الذي عاد الى العراق رئيسا لفريق مفتشين كيماوي عام 1991 وقد التقى به اللواء المهندس حسام محمد امين رئيس دائرة الرقابة الوطنية المشرفة على أعمال التفتيش عن برامج الأسلحة. وروى له ثانية ما جرى وزوده بنسخة من التقرير الذي كان مودعا في وزارة الخارجية. وقد أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا عن الحادثة تسربت منه فقرات الى صحيفتي واشنطن بوست وهيرالد تربيون في 4 /5/ 1990. وأكد هذا التقرير ان ايران هي التي ضربت حلبجة بغاز السيانيد المهلك. كما أكد هذه النتيجة المحلل المختص بشؤون العراق وايران في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والاستاذ المتقاعد في كلية الحرب الامريكية ستيفن بليتيير (CIA Analyst Stephen Pelletiere). وقالت مصادر كردية ان الضربة تمت بالتنسيق مع جلال الطالباني بقصد الصاق التهمة بالحكم الوطني وتشويه سمعته. وقيل ان الطالباني كان يقول عندما ضربت حلبجة بالكيماوي (هذا اسعد يوم في حياتي). سنعتذر لصدام يوما ** دور المرجعيات الشيعية في التعبئة هل هو رد فعل لاضطهاد مزعوم من صدام للشيعة؟ - حكاية الاضطهاد المزعومة خير من يرد عليها أبناء العراق خصوصا من المحافظات الوسطى والجنوبية من معتنقي المذهب الجعفري ومنهم شخصيات سياسية قريبة من الأحزاب الحاكمة وشيوخ معممون. فلا يمر اسبوع دون أن ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقالات وأشرطة مصورة لمن ذكرتُ تترحم على العهد الوطني وما كان العراقيون كلهم بدون استثناء ينعمون به من خير وأمن وأمان وعدالة وحزم وصرامة في التعامل مع الفساد والمفسدين. بعضهم يخاطب السياسيين الحاكمين من الأحزاب المؤيدة لايران علنا وبأشرطة مسجلة ان "كذا الذي كان يلبسه صدام يشرفكم". بل ان تظاهرة انطلقت في مركز محافظة كربلاء قبل بضع سنوات هتف فيها عشرات من الشباب العراقي " بالروح بالدم نفديك يا صدام". وتتكرر في وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات للشيخ أياد جمال الدين يعبر فيها عن أفكار مماثلة ومنها مقابلة تلفزيونية خاطب فيها المسؤولين السياسيين قائلا "اعطني شيئا عملتموه.. كسرة وجه، عيب، عيب وخزي، انا أستحي ان أقول هذا الشارع عمله صدام وهذه المدرسة بناها صدام وهذه البناية بناها صدام، وانتم لا شيء". دعني هنا اقتبس لك من مادة بقلم رجل دين وإمام جمعة في أحد مساجد محافظة النجف بعنوان "هل سنعتذر لصدام يوما؟" وانتشرت كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي، ويستهلها بالتأكيد على كرهه الشديد للرئيس صدام حسين ويكرر التهم الدعائية المعروفة، ثم يقول مخاطبا الأحزاب السياسية (الشيعية) الحاكمة "منعتنا الصورة الذهنية عن (انبياء كاذبين ووهميين) ان ننظر لصدام بموضوعية. منعنا (العمى الارادي) ان ندرك أن بغداد في عهده واحدة من أجمل مدن العالم، وأن العراق دولة اقليمية مؤثرة، وأن الاقتصاد العراقي مستقر، واللص والسارق يُعلـَّق على أعواد المشانق، وأن الزراعة في العراق تدعمها الدولة، وأننا انتقلنا من الوقوف صفوفا طويلا لأجل الحصول على (طبق بيض) الى تصدير البيض والطماطة والفواكه والاسمنت.. وكان في العراق شركة للصناعات الالكترونية وأخرى للأجهزة الدقيقة، وكان العراقي ليس مهددا بالانقراض فالدولة تمنح الشاب سلفة زواج تعفيه منها تدريجيا عند تسجيل أول ولادة جديدة لتصل الى 5 آلاف دينار اذا كان عمر الشاب الذي يروم الزواج أقل من 22 سنة، وأن التعليم مجاني والعلاج مجاني، والشوارع غير منقسمة الى نصفين نصف للسلطة ونصف للشعب وإنها متاحة للجميع.. ولم نكن نرى ان الوزير أو المحافظ لا يتبعه العسكر أو أساطيل السيارات المصفحة، وإن أكثر من نصف قادة البعث وقادة الحكومة كانوا شيعة!! لم نكن نرى ذلك. كنا نرى وجه الطاغية فجا ويحيط به من كل مكان ألغازٌ ومخابئ سرية ويعمل على تسميم الغذاء والدواء، رغم أننا نرى كبار السن من المصابين بالامراض المزمنة يستلمون شهريا علاجهم من العيادات الشعبية بثمن بخس قدره خمسمائة دينار فقط!! وهو علاج يكفي لشهر بل أزيد من شهر.! لم نكن نريد أن نفهم ان محمد مهدي صالح وزير تجارة صدام قد نظم البطاقة التموينية للعائلة العراقي وأصبح كل فرد يستلم حصته الشهرية بانتظام والويل كل الويل لمن يتلاعب بقوت الشعب فيما استورد وزير تجارتكم (الداعية المؤمن) عبد الفلاح السوداني كل فاسد من الغذاء ومسرطن، وفرّ بما سرقه من قوت الشعب بعد أن كفله رئيس الحكومة. وزير خارجية صدام كان (الكربلائي سعدون حمادي) ووزير خارجيتكم (الكربلائي ابراهيم الجعفري) وشتــّان بين الكربلائيـَين، فذاك يتكلم بلغة دبلوماسية وبلباقة ولياقة، وهذا يتكلم بلغة المجانين وبثرثرة لا هوادة فيها.. لم نكن نريد أن نفهم أن سعدون حمادي شخصية سياسية بامتياز وعقل سياسي، ومن الدواهي أن يُـقارن بالجعفري الأشمط المعتوه!. وكان وزير نفط صدام (الشيعي عصام عبد الرحيم الجلبي) ووزيركم الشهرستاني أو عادل عبد المهدي المنتفجي أو غيره وشتـّان ما بين مفاوضات الجلبي النفطية ومفاوضات (الشمر الثاني) التي أضاعت الثمن والمثمن، ولأول مرة في التاريخ نسمع أن بلدا نفطيا لا يسد ثمن نفطه ثمن استخراجه، والفضل في ذلك يعود للعبقري الشهرستاني!!... هتفت امرأة عراقية رافعة العملة النقدية التي تحمل صورة صدام قائلة "صدام خلافك ذلينا"، بعد أن رأت دولة اللجوء تسقيهم الماء من مياه الآبار فعفا صدام عمن يعود الى العراق بعد هذه الأهزوجة. ولم تهتز ضمائركم وأنتم تجلبون الموت للعراقيين من البر والبحر والجو.. ولم يخالجكم الخجل وأنتم ترونهم غرقى في بحر إيجة أو ضالين ضائعين في عواصم الدنيا ومطاراتها. أي بتنا نعيش حياة الذل حينما ابتعدنا عن العراق الذي تتزعمه. ماذا قدمتم للاسلام؟ للتشيع؟ للوطن؟.... وانتم بهذا تمهدون لعودة صدام رمزا وطنيا... أنتم أيها الحمقى لا تمهدون للمهدي ولا لدولته... انكم تمهدون لعودة البعث وليس هذا ببعيد في وطن يقوده الأغبياء والمجانين ومن لصق بهم عار التأريخ". أما بشأن المراجع فعدد كبير منهم يناهض الهيمنة الايرانية ويرفض منطق الفتنة ويقف ضد الأحزاب السياسية (الشيعية) ومن أبرزهم الشيخ محمود الحسني الصرخي والبغدادي وغيرهما. وأفضل ان يجيب على هذا السؤال الاوساط في جنوب العراق، افتح وسائل التواصل الاجتماعي ستجد عشرات المقالات والاخبار والتقارير كلها تترحم على الرئيس صدام حسين وعلى الحكم الوطني وتقول اننا لم نظلم في عهد الرئيس صدام حسين وتكيل باللائمة على ايران وأحزاب ايران ولا افضل الدخول في هذه المسألة كثيرا.

4754

| 02 أبريل 2016

عربي ودولي alsharq
محمد بن راشد: إسقاط صدام بداية فوضى منطقتنا

اعتبر رئيس الوزراء الإماراتي، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ان بداية التدهور الكبير والفوضى في المنطقة كانت مع غزو العراق، وحل جيشه. وقال في لقاء مع مجلة "نيوز ويك" الأميركية، ان أي خلل جسيم في الجغرافيا السياسية في المنطقة، لا تكون عواقبه الوخيمة فردية؛ فكل من ظن ان صدام حسين وقع في أخطاء، أدرك بعد غزو العراق أن مأساة هذا البلد العربي ستحدث أضرارا لكل المنطقة. وبين ان هذه الأضرار، لا يمكن الخلاص من آثارها حتى بعد عشرات السنين؛ حيث أن غزو العراق فتح المجال لخطاب وجماعات طائفية إقصائية، تلاها رد فعل تكفيري ارهابي، ثم فوضى تقودها أحزاب وجيوش صغيرة امتد تأثيرها لأكثر من مكان".

655

| 31 أكتوبر 2015

صحافة عالمية alsharq
"صنداي تلجراف": على الغرب تسديد ديونه بالعراق

حملت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية الغرب مسؤولية ظهور تنظيم "داعش" بالعراق، من خلال غزوه عام 2003 وخلق هذه الظروف، وطالبت أمريكا والدول الأوروبية باحتواء الأزمة الإنسانية هناك، من جراء الصراعات الطائفية والعرقية. وأكدت الصحيفة في افتتاحية عددها اليوم الأحد، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يمثل تهديدا خطيرا يجب مواجهته، حيث دفع الآلاف من أبناء الأقليات الدينية مثل المسيحيين والإيزيديين إلى الفرار من ديارهم خشية القتل. وترى الصحيفة أن نتيجة انتشار التنظيم هو أزمة إنسانية في العراق وتهديد لاستقرار المنطقة وتحد لأمن الغرب، معتبرة أن السبب المباشر لتدخل العالم الخارجي هو مساعدة اللاجئين والمحاصرين بين الخوف من القتل والخوف من الهلاك في المناطق ذات التضاريس الجغرافية القاسية في العراق.

375

| 10 أغسطس 2014

صحافة عالمية alsharq
جيش بريطانيا يمنع تحقيقاً حول قتله سجناء عراقيين

منع قادة الجيش البريطاني، الشرطة العسكرية، من فتح تحقيق حول قيام قواتهم في العراق بإساءة معاملة سجناء، وقتل عدد منهم، كانت اعتقلتهم إثر مواجهة مسلّحة عام 2004. وقالت صحيفة "الجارديان"، اليوم الثلاثاء، إن تحقيقاً علنياً استمع إلى أن كبار ضباط الجيش البريطاني، عرقلوا التحقيق حول قيام القوات البريطانية بإساءة معاملة سجناء وقتل عدد منهم، رغم أنهم لم يكونوا مسلّحين، اعتقلتهم بعد معركة في العراق، من ثم حاولوا نكران ذلك. وأضافت أن، لوسي باون، التي تحمل حالياً رتبة رائد في الشرطة العسكرية الملكية البريطانية، أبلغت التحقيق بأن قادة الكتيبة الأولى، في فوج أميرة ويلز الملكي، منعوها من استجواب الجنود بعد المعركة التي وقعت على نقطة تفتيش تابعة للقوات البريطانية، بالقرب من بلدة المجر الكبير العراقية، الواقعة شمال محافظة البصرة، يوم 14 مايو 2004، وقُتل خلالها 20 مسلحاً عراقياً على الأقل وأُصيب آخرون بجروح، اعتقلتهم القوات البريطانية.

397

| 18 مارس 2014