خلال كلمته في إطلاق فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر المؤشرات الاقتصادية رحب الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير بالمشاركين في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلاميةدراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمينالمؤلف: د. علي محي الدين القرة داغيالحلقة : 24إذا كان القول: الإرهاب لا دين له ، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام ، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان على تلك الأديان نفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي ، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي.ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. إن الأقلية الإسلامية بأمس الحاجة إلى خطة استراتيجية شاملة للتعامل مع هذه الأزمات، تكون هادئة، وهادفة لا تخضع للعواطف والاثارة حتى لا تتكرر هذه المآسي في كل مرة بحيث تدرس دراسة شاملة ودقيقة من قبل المختصين والعلماء والمفكرين وتوضع لها أهداف واضحة ووسائل، وأدوات عملية للتنفيذ، وبرامج ومشروعات كبيرة ومتنوعة تغطي الأقلية الإسلامية والأكثرية، وبخاصة مراكز القرار السياسي والاعلامي، والاقتصادي، والاجتماعي، ويتم ترتيب ورش العمل في جميع البلاد يشترك فيها المتخصصون من المسلمين، ومن غيرهم من أهل هذه البلاد، وتستهدف اضافة الى ماقلناه سابقا ما يأتي:— توعية المسلمين بالرد الحضاري وليس الرد العاطفي غير المدروس الذي تكون آثاره السلبية كثيرة أو عكسية تضرّ ولا تنفع.— توعية الأكثرية بضرورة التعايش والاحترام المتبادل.— توعية الأقلية الإسلامية، وبخاصة الشباب بالمنهج الوسط في التعامل مع الآخر، وداخل البلاد التي هم يعيشون فيها، وبيان حرمة الايذاء ونقض العقود والعهود والمواثيق.— التركيز على فقه المقاصد والمآلات التي تترتب على الإرهاب، والمعاملة السيئة من تشويه صورة الإسلام الجميلة، وأن هذه التصرفات الإرهابية تساعد أعداء المسلمين، واليمين المتطرف للصعود والوصول إلى الحكم، وبالتالي التضييق على الأقلية الإسلامية، وعلى الدعوة الإسلامية.— التركيز على أن فقه المآلات فقه أصيل في الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)، ومن السنة ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين بل مع رأسهم الذي قال: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) وهذا كفر بواح لأنه يقصد بالأذل: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، بالاضافة إلى دوره الخطير في اتهام زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم الطاهرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بالزنا، وفي محاولة إحداث فتنة بين المهاجرين والأنصار ولذلك طلب بعض الصحابة قتله فردّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالامتناع عن ذلك لما يترتب على ذلك من مفاسد خطيرة مثل تشويه صورة الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم فقال في حديث صحيح متفق عليه "دَعْهُ؛ لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"وما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو في أمر مشروع وفي ظل دولة إسلامية، وعدم وجود وسائل الإعلام اليوم الخطيرة ومع ذلك قد تركه لما يترتب عليه من مآلات فاسدة، فما بالك بأفعال محرمة أساساً وفي بلاد غير إسلامية، وفي ظل هذا الإعلام الخطير الذي يستطيع أن يجعل الحبة قبة، ويزين الباطل بثوب الحق، ويترتب عليها آثار أخطر من ذلك فكيف يجوز الاقدام عليها؟!!.وأقترح لتفعيل ذلك على مستوى أوروبا تكوين لجنة فعالة تحت إشراف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، والمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث لتعمل بجدّ وإخلاص لوضع ميثاق مفصل مؤصل للتعامل وفق الشريعة الإسلامية ومقاصدها، وفقه المآلات يترجم إلى اللغات الحية في أوروبا، وتنشر بشكل جيد وعلى مستوى مناسب لتصل من خلال وسائل الإعلام المتنوعة إلى الحكومات، ومؤسسات المجتمع الأهلي، وحقوق الإنسان، بل إلى كلّ بيت أوروبي مسلماً كان أو غيره.وقد قمت بترتيب ميثاق حول هذه المسائل قدمته إلى مؤتمر داغستان، ومؤتمر قبردينو بلقاريا بروسيا، واعتمده الحاضرون.وكذلك وجهت رسالة مفتوحة إلى عقلاء الغرب ومفكريه وقادته، مطالباً فيها عدم رد الفعل على جرائم المتطرفين بالاعتداء على مقام رسولنا الكريم من خلال نشر الرسوم المسيئة ونحوها، ومحذراً من مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية، وداعياً إلى القضاء على أسباب الإرهاب مع التركيز على الحل الفكري، أذكرها — كملحق للبحث — للاستفادة، بعد ذكر بيان الاتحاد.وأخيراً لماذا هذه الخطة؟إننا نلاحظ أن أعداء الإسلام والمسلمين — وبخاصة الصهاينة — قد اكتشفوا حقيقتنا بأننا عاطفيون، يستطيعون إثارتنا من خلال إثارة ما يؤثر في عواطفنا، وبالتالي تبقى دائماً في دائرة (إدارة الطوارئ) وليس في إطار (الاستراتيجية) البعيدة المدى، بل إنهم استطاعوا أن يثيروا العالم ضدنا، فمثلاً كانت مواقف الدانمارك، والنرويج ايجابية جداً لصالح القضية الفلسطينية، وسلبية نحو اسرائيل، فاستطاع الصهاينة أن يشجعوا بعضهم، أو بعض أنصارهم لإثارة المسلمين من خلال الرسوم المسيئة التي لا تعبر إلاّ عن رأي فاعلها، وليس الشعب الدانماركي المسالم، فثرنا نحن ضد الدانمارك حكومة وشعباً وشركات، وبالتالي اضطرت لأنْ تأخذ موقفاً سلبياً من المسلمين.وهكذا يفعلون في كل مكان، فالشرع الذي يعتد بفقه المآلات وسدّ الذرائع، ويوجب النظر في آثار الأفعال، حتى بمنع سبّ الأصنام حتى لا يسبّ الله تعالى.. يفرض علينا نحن المسلمين حكماء واعين يعرفون سبيل المجرمين، فيقطعونه، وهكذا يقتضي العقل السليم، والفطرة السليمة بأن تعامل اساءتهم بالرد الحضاري وليس العاطفي غير المدروس كما قال الله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) والله المستعان.وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمينوصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
894
| 12 يوليو 2015
الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلاميةدراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمينالمؤلف: د. علي محي الدين القرة داغيالحلقة : 23إذا كان القول: الإرهاب لا دين له ، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام ، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان على تلك الأديان نفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي ، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي.ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الاساءات:أ — وفي جميع هذه الأحوال كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام التحلي بالصبر الجميل، والإعراض الحكيم، والهجر الجميل، فقال تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) وقال تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)، وتكرر لفظ (صبر) ومشتقاته 56 مرة لتثبيت الصبر في قلوبهم جميعاً أمام العواطف الجياشة التي قد تصبح عواصف تعصف بكل ثمار الدعوة فقال تعالى مبيناً بأن الصبر مفتاح التمكين: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فقد بيّن الله تعالى بأن الصبر طريق جميع الأنبياء والمرسلين، وأنه مفتاح التمكين، وأن الصبر لا محيص عنه، وانه لو لم يصبر لن ينفعه ذلك، وقال تعالى في نتائج الثصبر لقوم موسى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) وقال تعالى على لسان الرسل: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) وقال تعالى لرسوله بأن وعد الله بنصره إذا صبر حق: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ).ب — وأما الأمر بالإعراض عن المستهزئين والمكذبين والساخرين فقد تكرر أيضاً في القرآن الكريم كثيراً فقال تعالى: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) وقال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بل إن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بمنتهى الصراحة الإعراض عن المشركين والمستهزئين فقال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ).هكذا كانت الآيات القرآنية تنزل تترى فتتلى مؤكدة أهمية التحلي بالصبر والأناة، والتحمّل والإعراض عن الاستهزاء، ومبشرة بالنصر المبين بعد الأخذ بسنن الله تعالى.ج — وحينما صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستهزاء والسخرية والافتراءات كفى الله تعالى المستهزئين من عدة جوانب، منها:— أن الجاهليين سمّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة (مذمّماً) بدل (محمداً) فكانوا يسبونه بهذا الاسم، وفي هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمّماً، ويلعنون مذمّماً، وأنا محمد).— وكان أمية بن خلف يهمزه ويلمزه، ونزل فيه قول الله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) وكان يستهزئ ببعث الأموات فنزل فيه قوله تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ).— وكان أبو لهب وزوجته يستهزئان به، فكانت زوجته تقول: (مذمّماً عصينا، وأمره أبينا، ودينه قلينا) وكانا يؤذيانه فنزلت فيهما سورة المسد (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)، وقام أبو جهل بسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم وشتمه، وايذائه فقال: (والله يا محمد لتتركنّ سبّ آلهتنا، أو لنسبنّ إلهك) فأنزل الله تعالى قوله: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) حيث نهاهم أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغيرعلم.— وأما عقبة بن أبي معيط فطلب منه أُبيّ أن يتفل في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك فنزل فيهما قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً).وضع خطة استراتيجية هادئة، وهادفة للأقلية الإسلامية حتى لا تخضع للعواطف والاثارة:إن الأقلية الإسلامية بأمس الحاجة إلى خطة استراتيجية شاملة للتعامل مع هذه الأزمات، تكون هادئة، وهادفة لا تخضع للعواطف والاثارة حتى لا تتكرر هذه المآسي في كل مرة بحيث تدرس دراسة شاملة ودقيقة من قبل المختصين والعلماء والمفكرين وتوضع لها أهداف واضحة ووسائل، وأدوات عملية للتنفيذ، وبرامج ومشروعات كبيرة ومتنوعة تغطي الأقلية الإسلامية والأكثرية، وبخاصة مراكز القرار السياسي والاعلامي، والاقتصادي، والاجتماعي، ويتم ترتيب ورض العمل في جميع البلاد يشتر فيها المتخصصون من المسلمين، ومن غيرهم من أهل هذه البلاد، وتستهدف ما يأتي:(1) توعية المسلمين بالرد الحضاري وليس الرد العاطفي غير المدروس بالذي تكون آثاره السلبية كثيرة أو عكسية تضرّ ولا تنفع.(2) توعية الأكثرية بضرورة التعايش والاحترام المتبادل.(3) كسب المؤسسات الحقوقية والأهلية لصالح منع الازدراء بالأديان، وأن الحرية مسؤولية أيضاً، وأنها ليست مطلقة حتى في الغرب، وكما لا يجوز لها أن تمس عرض شخص عادي، فكذلك لا يجوز أن تمس عرض الشخصيات المؤثرة في العالم والمقدسات الدينية.(4) توعية الشعوب غير المسلمة وبخاصة في الغرب، بالآثار السلبية للاساءة إلى المقدسات.(5) بيان حقيقة الإسلام والتعريف برسول الإسلام المبعوث رحمة للأنام صلى الله عليه وسلم، وبسيرته العطرة، وأخلاقه العظيمة على جميع المستويات وبمختلف الوسائل الإعلامية.
429
| 11 يوليو 2015
الكتاب : فقه التعامل عن الإساءة إلى المقدسات الإسلاميةدراسة شرعية وتأصيلية وقانونية في ضوء فقه المواطنة مزودة ببرنامج شرعي للأقليات المسلمة في بلاد الغرب وعامة المسلمينالمؤلف: د. علي محي الدين القرة داغيالحلقة : 21إذا كان القول: الإرهاب لا دين له ، فإنه لا يجوز تحميل هذا الإرهاب للإسلام ، كما لا يجوز تحميل الإرهاب الذي يقوم به بعض أصحاب الأديان على تلك الأديان نفسها.. وإذا كنا نتحدث عن الإفراط والتفريط والتشدد في الشرق الإسلامي ، فإنه وجدت في الغرب مجموعة من الأعمال المتمثلة في الرسوم المسيئة والأفلام والمسرحيات والمقالات التي نالت من مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. سوف نتناول في هذا البحث المبادئ والقواعد العامة والأحكام المتعلقة بالأقليات الإسلامية .. والمبادئ والقواعد العامة المستنبطة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث يعتبر قدوة للأقليات ، ومن المهاجرين في حبشة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . فقه المواطنة باعتباره مدخلاً للتعايش ومنطلقاً للاندماج الإيجابي.ثم نتحدث عن فقه التعامل مع الآخر عند الاساءة إلى المقدسات الإسلامية حيث نبين المبادئ العامة الحاكمة فيه ، حق الإنسان في حرية التعبير ، موضحاً أسباب اندفاع البعض نحو الاساءة ، ثم بيان الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي) بالنسبة للمسلم الذي يعيش في البلاد غير الإسلامية ، والواجب الشرعي للأقلية المسلمة نحو الاساءات الموجهة للمقدسات ، وواجب الدول والعالم الإسلامي نحوها ، وضرورة وجود خطة استراتيجية هادئة وهادفة لمنع الازدراء بالأديان. ظاهرة الاسلاموفوبيا: — إن ظاهرة الاسلاموفوبيا ودعمها من قبل الإعلام الغربي، وبعض الساسة الغربيين، والإصرار على تحدي المشاعر الإسلامية تحت مسميات الحريات الفكرية والإعلامية، كذلك ما تفعله وسائل الإعلام وبعض المسؤولين الأمنيين من إيحاءات باتهام المسلمين فور وقوع أي حادث إرهابي.. كل ذلك يساهم في إحداث جوّ متوتر غير طبيعي للمسلمين الذين يعيشون في هذه المناطق.— إن الغاية من هذا التركيز الشديد على إثارة الرسوم والأفلام المسيئة ونحوهما مما يثير عواطف المسلمين هي تحقيق عدة أهداف وغايات من أهمها دفع المسلمين، وبخاصة الأقلية الإسلامية إلى تصرفات غير قانونية ليقال للعالم ان المسلمين لا يحترمون القوانين، بل يريدون الفوضى والدمار لأوروبا أو للغرب، وحينئذ يتم الضغط الإعلامي والعاطفي على الأقلية للتوجه إلى رد الفعل بأحد الاتجاهين أو كليهما:أ — إما التفريط في حق الإسلام وذلك بالقبول بالذوبان والانصهار في بوتقة السلوكيات المخالفة للقيم الإسلامي، أو الاستحياء تماماً من الانتماء إلى الإسلام، أو لا سمح الله الخروج منه.ب — وإما الإفراط من خلال الانتماء إلى الحركات المتطرفة والتفكير في الانتقام.وكلا الأمرين خطر على الأقلية الإسلامية وعلى الاستقرار لهذه البلاد، وحقوق المواطنة، ومبدأ الحريات. الموقف الشرعي (التأصيل الشرعي ):إن التأصيل الشرعي لهذه المسألة بعيداً عن العواطف الجياشة هو ما يأتي:1 — إن هذه الاساءات والاستهزاءات لا شك أنها محرمة بل إنها من الكبائر الموبقات المخرجة عن الدين بالنسبة للمسلم.2 — إن هذه الاساءات لن تستطيع أن تنال من المقام المحمود للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد رفع الله ذكره فقال تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) و(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).3 — إن مثل هذه الاساءات والاستهزاءات والسخرية ليست جديدة بل كانت موجودة وموجهة مباشرة إلى الرسول الحبيب صاحب الخلق العظيم، وكان يصبر، ويعرض عنها صلى الله عليه وسلم امتثالاً لقوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) حيث تدل الآية الكريمة على ثلاثة أمور أساسية هي بمثابة جواب شاف لكل العصور والأزمان في مثل هذه الحالات:أ — ان الحل الأساسي الجذري لمشكلة الاساءات هو الصدع، والتعريف بالإسلام وحقيقته ومقاصده، وبأخلاقيات الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وذلك لأن معظم هذه الاساءات تأتي بسبب الجهل بحقيقته الإسلام ورسوله العظيم.ب — أن الدخول في الجدل العقيم لا ينفع، لذلك فالجواب عن هؤلاء السفهاء، أو الجاهلين هو الإعراض عنهم، وقد أكد القرآن الكريم ذلك وجعله من صفات عباد الرحمن فقال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) والمراد بالجاهل هنا: من يسب ويشتم.ج — إن الله تعالى هو الذي يتعامل مع هؤلاء المستهزئين، ويكفي محمداً وأتباعه شرهم، حيث يجازيهم في الدنيا والآخرة بما يستحقون من العذاب الأليم فقال تعالى: (فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) وقال تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) وفي أكثر من آية.بل إن هذه الاساءات والاستهزاءات قد نالها الأنبياء والمرسلون فقال تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) وقال تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ).— إن غير المسلمين غير مكلفين بأداء الفروع عند جمهور العلماء المحققين لأنها لا تصح منهم، ولذلك كان توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يرسله إليهم أن يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله أولاً، ثم إنْ دخلوا الإسلام فيطالبون بالفروع ولا يطالبون بقضاء أي فرض سابق، وبناء على ذلك فإن واجب المسلمين هو دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الإيمان أولاً من خلال وسائل الاقناع والبينات.— إن المسلمين في البلاد الأوروبية (أو نحوها) هم أقلية مستضعفة، وأن القوة والسلطة والقرار والقانون بأيدي الأكثرية، وأنهم دخلوا هذه البلاد إما للتعليم والدراسة، أو للارتزاق والاكتساب، أو أنهم كانوا مضطهدين في بلادهم، وهم جميعاً لما دخلوا بتأشيرة، أو أخذوا الاقامة، أو الجنسية، قد وقعوا ووافقوا على العقود والمواثيق الخاصة بالدولة التي آوتهم، لذلك يجب الالتزام بكل ما جاء فيها إلاّ ما خالف الشرع، وأن ما خالف الشرع لن يستطيعوا تغييره إلاّ بالحكمة التي تقتضي الأخذ بالأساليب المعتبرة من اللجوء إلى الشعب، أو المحاكم الداخلية أو الاتحادية.— وفي جميع الأحوال فإن النصوص الشرعية القاطعة تدل على أنه لا يجوز للأقلية المسلمة إلاّ أن تقابل الفكر بالفكر، وأن تواجه التحديات بقوة المنطق والبراهين والسلوك الراقي الذي يقتضي التعامل بالأحسن في جميع الأحوال، وليس بمنطق السلاح والقوة، ولا يجوز التعامل في مثل هذه الأحوال بالقوة والقتل، وبالتالي فجميع الأعمال المسلحة أو المضرة، والمظاهرات التخريبية محرمة شرعاً على الأقلية المسلمة إزاء الاساءة. واجب الأقلية المسلمة:وإنما واجب الأقلية المسلمة هو ما يأتي:1 — الاستفادة من الوسائل المتاحة في الغرب من اللجوء إلى المحاكم الاقليمية والدولية، والاتحاد الأوروبي لاصدار أحكام قضائية ضد من يثير الفتن، باعتبارها تضر بالأمن والسلم، وتمس مقدسات أمة بكاملها.2 — اللجوء إلى المؤسسات والمنظمات الحقوقية، والانسانية والأهلية لوقوفها ضد الاساءة إلى المقدسات لأي دين من الأديان من خلال الوصول إلى ميثاق أو اتفاقية تقدم إلى الأمم المتحدة حول منع الازدراء بالأديان.3 — التعبير عن عدم الرضا من خلال مظاهرات سلمية حضارية تظهر فيها سلوكيات المتظاهرين الحضارية.4 — الصبر الجميل كما صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل ما أصابه من الأذى.5 — والهجر الجميل لما يقولون كما أمر الله تعالى فقال: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) والهجر الجميل هو ترك ما يقولون والصبر عليه دون إيذاء بالفعل، أو القول أو تجريح المشاعر للخصم، والتعامل معهم بحكمة مع إيمان يشع بالثقة بوعد الله تعالى، وأمل يبعث على العمل.وقد سئل شيخ الإسلام بن تيمية عن الصبر الجميل، والهجر الجميل والصفح الجميل، فقال: (الهجر الجميل هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا عتاب، والصبر الجميل: صبر بلا شكوى إلى المخلوق)
473
| 09 يوليو 2015
مساحة إعلانية
خلال كلمته في إطلاق فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر المؤشرات الاقتصادية رحب الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير بالمشاركين في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني...
7130
| 03 ديسمبر 2025
أصدرت اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب FIFA قطر 2025 بياناً اليوم الجمعة، بشأن ما حدث خلال احتفالات الجماهير بعد مباراة العراق والبحرين في...
4302
| 05 ديسمبر 2025
أعلنت دولة قطر اليوم تخصيص موقع بارز على الواجهة البحرية لمدينة الدوحة لتشييد المقر الرئيسي الجديد لوزارة الخارجية، واختيار المعمارية العالمية فريدا إسكوبيدو...
4064
| 04 ديسمبر 2025
انطلقت فعاليات مؤتمر ومعرض تقنيات المال والتأمين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2025 في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات (DECC)، مُطلِقاً يومين من الحوار...
3598
| 03 ديسمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
وقّعت شركة الملاحة القطرية ملاحة، المزود الرائد للحلول البحرية واللوجستية، مذكرة تفاهم مع جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أول جامعة وطنية تطبيقية في قطر،...
3560
| 03 ديسمبر 2025
أعلنت وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع شركة التيسير للسيارات وكيل مركبات سوزوكي، عن استدعاء مركبات سوزوكي جراند فيتارا سنة الصنع 2025، وذلك لأن...
3488
| 03 ديسمبر 2025
أعلن مجمع شركات المناعي بأن مجلس الإدارة سيجتمع 17/12/2025 وذلك لمناقشة المسائل الإدارية وسير أعمال الشركة، بحسب بيان نشره موقع البورصة . الجدير...
3468
| 03 ديسمبر 2025