رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
ليلة "الملهم" تناقش العلاقة بين كتاب الله والحديث النبوي

تعليم القرآن يضمن أجيالاً جديدة تتخلق بأخلاق النبوة كريم راجح: حياة النبي تعبير قولي وفعلي عن القرآن الكريم د. المعصراوي: العاملون بالعلم الشرعي والقرآني من أشرف العلماء حثت ندوة "الملهم والقرآن" بمهرجان "الملهم" الرمضاني الذي تقيمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" بالتعاون مع مؤسسة "اسباير"، المسؤولين بالعالم الاسلامي على ضرورة إحياء حلقات الذكر القرآنية، والتركيز على دراسة علوم القرآن الكريم، والاقتداء بالمنهج النبوي في التعامل معه والارتباط به. وأكدت المتحدثان في الليلة الرمضانية أن دراسة القرآن الكريم من أشرف العلوم، وأن العاملين بالعلم الشرعي والقرآني هم من أشرف العلماء وكان تحدث في الندوة فضيلة الداعية كريم راجح شيخ مقارئ الشام، والدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية. وأوضح المتحدثان أن علاقة القرآن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت تكاملية، وأن كلاهما لا ينفصل عن الآخر، وأن الأول كلام الله، والثاني مترجم وشارح لهذا الكلام، ولفتت الندوة إلى أن النبي كان يعبر عن القرآن بقوله وفعله وسلوكه، وأنه لو تخالف النبي مع القرآن لما كان النبي نبياً، ولا كان القرآن قرآناً، وأوضحت الندوة أن دراسة النبي للقرآن الكريم يومياً أسهمت في تثبيت كتاب الله في قلبه وعقله. القرآن والحديث علاقة تكاملية استهل الشيخ كريم راجح الندوة بالقول "إن القرآن الكريم لا ينفصل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا النبي ينفصل عن القرآن، وكلاهما "سيان" فالأول كلام الله، والثاني رسول الله، ومترجم لما جاء في كتاب الله". وأوضح أن القرآن لو نزل على الناس دون أن يترجمه النبي إلى الناس لما استطاعوا أن يفهموه، منوها بأن النبي استطاع ترجمة هذا القرآن قولاً وفعلاً، وقال "إن السيدة عائشة حددت العلاقة بين النبي والقرآن بدقة حين سئلت عن خلقه، وأجابت بأن " كان خلقه القرآن " أي أنه تخلق بأخلاق القرآن، وكان سلوكاً قرآنياً ظاهراً وباطناً. وتابعت: ان النبي كان يعبر عن القرآن بقوله وفعله وسلوكه وسمعه وبصره، وفي مجالسه، وفي بيته، ونقل عنه كيف يتعامل مع اهل بيته، وكيف يعامل المسلمين في كل مكان وزمان. وأضاف: ان النبي كان لطيفاً حين يتكلم، وكان سلوكه قرآنياً متطابقاً مع القرآن الكريم، موضحاً أن لو تخالف النبي مع القرآن، لا يعد رسولاً، ولا يعد القرآن كلام الله سبحانه وتعالي، لأنهما متلازمان. وروى "راجح" قصة المرأة التي جاءته تشتكي زوجها، وكيف تعامل معها النبي بلطف وصبر حتى أن الله تعالي انزل قرآنا في هذه الواقعة وهو قوله تعالي "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)". تعبد النبي في رمضان وبدوره، قال الدكتور أحمد عيسى المعصراوي: "إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان متطابقاً مع القرآن، وكل ما نطق به كان بياناً وتوضيحاً وتخصيصاً وتبياناً لكتاب الله" وتحدث "المعصراوي " عن جانب من حياة النبي مع القرآن في شهر رمضان الكريم، موضحاً أن النبي كان يقضي هذا الشهر الكريم متعبداً في غار حراء، قبل أن يكلف بأداء الرسالة، وأن اللقاء الاول مع جبريل عليه السلام كان في يوم 17 رمضان، وفيه نزلت أول آية في القرآن، قوله تعالي "اقرأ" وتابع : ان الله تعالى فضل هذا الشهر الكريم عن غيره من الشهور، بنزول القرآن، وأن الكتب السماوية نزلت كلها على الانبياء السابقين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في شهر رمضان أيضاً. وتناول "المعصراوي" في حديثه اللقاء الاخير بين جبريل وسيدنا محمد بعد تواصل استمر على مدار 23 عاماً هي عمر الوحي الذي كان ينزل القرآن على خاتم الانبياء والمرسلين، وتابع: ان الآيات القرآنية كانت تقطع بالحكم الرباني في الحوارات والوقائع وكافة الامور الإلهية المتعلقة بأمر الاسلام والمسلمين. وتابع: ان النبي كان أجود ما يكون في شهر رمضان، خاصة حين يلقاه سيدنا جبريل عليه السلام، منوهاً بأن "النبي "كان جواداً بسبب دراسته وتعلقه بالقرآن الكريم في أيام وليالي رمضان، داعياً إلى ضرورة أن ينظر المسلم في حياة النبي وسيرته وأقواله، وكيف كان يعيش وكان يعمل وأن يقتدي بهذا السلوك النبوي. الارتباط بين النبي والقرآن وأوضح أن علاقة ايجابية ربطت بين النبي والقرآن وصفة الجود وشهر رمضان، لافتاً إلى أن النبي داوم على دراسة القرآن في رمضان، وتأثر بما جاء فيه، وتضاعف جوده خلال هذا الشهر الكريم نتيجة تعلقه بقراءة كتاب الله. وشدد المعصراوي على ضرورة أن يعمل المسلمون على احياء هذه السنة المحمدية في شهر رمضان، وقال " إن دراسة النبي للقرآن الكريم يومياً أسهمت في تثبيت كتاب الله في قلبه وعقله، وأن جبريل عليه السلام طوال سنوات الوحي كان يساعده في حفظ القرآن، والمحافظة عليه. وأكد أن واجب المسلمين في هذه الايام إحياء السنة النبوية، وزيادة الارتباط مع القرآن الكريم من خلال إقامة الحلقات اليومية لقراءة ودراسة القرآن وعلومه، خاصة خلال شهر رمضان. دواعي حفظ كتاب الله وأوضح " المعصراوي" أن النبي تدارس القرآن مع "جبريل" عليه السلام مرتين في عام الرحيل، وكان هذا الامر ايذانا باكتمال الرسالة المحمدية، وانتهاء أجل النبي، متابعاً أن دراسة القرآن في هذين اللقاءين، كانت من أجل إعلام النبي بأن القرآن الكريم قد اكتمل. وتابع: ان النبي حرص على إقامة جلسات لدراسة وحفظ القرآن مع أصحابه على غرار ما كان يتم مع جبريل عليه السلام، وكان يطلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن بصوته. وقال "إن هناك دواعي شرعية دفعت لحفظ القرآن الكريم من أجل الفوز بالجنة، هي "تجارة لن تبور" حسبما جاء في كتاب الله، موضحاً أن القرآن الكريم أشرف العلوم، وأن العاملين بالعلم الشرعي والقرآني هم أشرف العلماء، وفقاً لما جاء في قوله تعالي "إنما يخشي الله من عباده العلماء" ، وقول النبي "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". واتفق "المعصراوي" مع ما ذهب اليه الشيخ كريم راجح في أن العلاقة كانت تكاملية بين النبي والقرآن، فهما مكملان لبعضهما، ولا ينفصلان ولا يختلفان.. مشدداً على ضرورة أن يهتم المسؤولون في العالم الاسلامي بالتعليم القرآني حتى تتخلق الأجيال الجديدة بأخلاق النبوة والفوز بالمعايشة مع القرآن. وقال "إن القرآن يحب أن يكون حياتنا وروحنا.. إذا عشنا مع القرآن تعلماً وتعليماً وحفظاً وفهماً.. سوف نصبح قرآناً يمشي على الأرض".

834

| 20 يونيو 2016

محليات alsharq
الشيخ كريم راجح: حفظت القرآن على مصابيح الإنارة في الشوارع

طلبت العلم ولم أفكر سيأتيني من ورائه مال أو وظيفة أم لا بالعلم أعطانا الله حبا في قلوب الناس وكفافا في الرزق أول أستاذ لي كانت أمي التي بذلت من ذهبها لتعليمي على كبر في السن، وقلة في الرزق، وحاجة ومسغبة، رُزق كريم راجح بابنه محمد في محلة كفر حور التي تبعد عن دمشق بنحو خمسين كيلوا مترا. ولد محمد راجح في عام 1926 في فترة كان0ت سوريا تعاني فيها اضطرابا سياسيا، ووضعا مأساويا، ولد بعد سقوط الخلافة واحتلال فرنسا لسوريا التي كانت مقسمة إلى دويلات صغرى، لكل منها كيانه المستقل، فهناك دولة دمشق ودولة حلب ودولة العلويين ودولة لبنان الكبير ودولة جبل الدروز ولواء الإسكندرونة المستقل. وظل الأمر كذلك حتى قامت الثورة السورية الكبرى التي بسببها توحدت هذه الدويلات وصارت تحت كيان الجمهورية السورية الأولى التي شهدت ميلاد أول دستور لها عام 1930م. عاشت سوريا تحت ظل الانتداب الفرنسي الذي قيد الدستور بموافقته أولا، بحيث لا تكون مادة في الدستور تعارض الانتداب الفرنسي، وظل الأمر كذلك حتى عام 1946. في هذه المرحلة التاريخية عاش الشيخ طفولته وشبابه، شاهدا على فقر مدقع وظلم مفزع، ومقاومة لا يلين أصحابها أمام محتل، وشعب يحاول أن يمسك بتلابيب هويته الإسلامية ولغته العربية التي كانت الفرنسية تنافسها كلغة رسمية في البلاد. أم واعية بدأ الشيخ حياته في كتاب القرية التي خلت من المدارس، وتعلم شيئا من القرآن وصار قادرا على قراءته، ثم ذهب ليساعد أسرته في طلب الرزق فعمل في المطبعة الهاشمية التي شهدت حدثا أثر في حياته، يقول الشيخ راجح: "كنت أعمل بالمطبعة الهاشمية، وفي يوم ما طبعت تفسير الجلالين، وأمسكت بملزمة فيها سورة الأنبياء، وقرأت: (ولقد آتينا إبراهيم رشده وكنا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون...) حتى وصلت لنهاية القصة التي أثرت في كثيرا وحفظتها من أول مرة، وذهبت إلى أمي التي كانت تحفظ الأطفال الصغار بما معها من قرآن". رحبت الأم برغبة ولدها وبذلت له ما تملك من ذهب، وبدأت رحلة الشيخ من هذه اللحظة مع القرآن الكريم وطلب العلم، يقول الشيخ: "طلبت العلم وما كنت أفكر أنني سيأتيني من وراء العلم مال أو وظيفة، بالعلم أعطانا الله حبا في قلوب الناس وكفافا في الرزق". ويعلق الشيخ راجح على تعليم أمه فيقول: "الأستاذ الذي لا يعطيك العلم، بل الذي يعطيك الأخلاق والآداب، وأمي كانت الأستاذ الأول". حفظ على ضوء مصابيح الشوارع كان الشيخ يذهب إلى العمل وتحت ضوء مصابيح الطريق يقرأ القرآن ويحفظه، يقول الشيخ: "على أعمدة الكهرباء التي صنعها الفرنسيون كنت أقرأ الصحيفة على ضوء المصباح الخافت ثم أرددها حتى أصل إلى العمود التالي فأكون قد حفظتها لأقرأ الصحيفة الثانية وأرددها حتى أصل إلى العمود الثالث وهكذا..وأذكر أني في يوم حفظت عشر صحائف". ذكاء مطبوع وتذوق مطووع لقد ساعد الشيخ على هذا الحفظ ذكاءه المطبوع وتذوقه المطووع، فلم يكن يحفظ آية آية، بل كان يتدبر المعنى ويتأمله، حتى انتهى من مرحلة الحفظ ليبدأ مرحلة تمكين القرآن الكريم، يقول الشيخ: "كنت أحفظ الجزء حفظا تاما، ثم أحفظ الجزء الذي يليه، ثم أضم الجزأين معا، وأظل كذلك حتى أضم خمسة أجزاء لأقرأها معا كل جمعة، بل كل يوم حتى مكنني الله من الحفظ الجيد للقرآن الكريم". وبعدها تمكنت من قراءة القرآن وكنت أتلوه من ذاكرتي لا أخطئ في حرف واحد.

1936

| 15 يونيو 2016