رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
سياسيون لـ الشرق: غليان الشارع الفلسطيني مستمر

ما زال مرجل المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية يغلي، فلا يكاد يهدأ في جنين، حتى تستعر جذوته في نابلس، وفيما تتعدد صور وأدوات العدوان، فإنه سيظل مستمراً ما بقي الاحتلال، الذي لا تمل دولته ولا تكل محاولة تجاوزه، لكن عبثاً.وتجد دولة الاحتلال نفسها أمام منعطف جديد، في كل عدوان تشنه على الفلسطينيين، رغم إصرارها على إدامة احتلالها والتنكر لحقوق الفلسطينيين في نيل حريتهم واستقلالهم، فتغلق كل المسارات السياسية، وتعمل على حصرها فقط بقضايا تتعلق بالتنسيق الأمني وبعض الاحتياجات المادية. وإزاء ذلك، لا يجد رجال المقاومة الفلسطينية، وخلفهم كثيرون من الشعب الفلسطيني حرجاً في الرد على الاحتلال وجبروته، وعليه لم يعـد غريباً اشتعال غالبية مدن وقرى الضفة الغربية، بالمواجهات مع جيش الاحتلال وعصابات مستوطنيه، لدرجة باتت عمليات المقاومة يتردد صداها في مختلف المواقع، حتى تلك التي ظن الاحتلال أنها آمنة وبعيدة عن مسرح المواجهة معه، بل إن التفاف الشعب الفلسطيني خلف المقاومة، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ انتقلت أدبيات العمل المقاوم إلى أعراس الفلسطينيين وأهازيجهم، وحتى في تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. هكذا تنام وتستيقظ مدن الضفة الغربية، في غمرة التصدي لعدوان الاحتلال على جنين ومخيمها، الذي ما زالت تداعياته مستمرة، بل إنها أخذت تُسقط معها كل تنبؤات الاحتلال، بأنها موجة غضب وسرعان ما ستنتهي، وضاعفت من معاناته مع تزايد عمليات المقاومة، فبات من وجهة نظر مراقبين ومحللين، هو من يبحث عن الخروج من هذا النفق. وبالاستناد إلى المحلل السياسي ياسر أبو هين، فالمختلف الذي ربما لا ينظر إليه كثيرون، هو تبني فصائل فلسطينية بعينها للعمليات الفدائية، ما يعني أن المواجهة بدأت تأخذ شكلاً أكثر عمقاً، وأنه طالما لم تتوقف دولة الاحتلال عن قتل الفلسطينيين وتشديد الخناق عليهم، وما لم تعد النظر في سياسة التهويد وضم الأراضي، فإنها ستكون أمام احتمالات المواجهة الشاملة في أمد قريب. يوضح أبو هين لـ «الشرق»: «الشارع الفلسطيني يغلي في ساحة حرب متعددة الجبهات، وسواء رغبت دولة الاحتلال بهذه الحرب أو لم ترغب بها، إلا أنها تبقى منخرطة بها، بما تملك من عدة وعتاد، وما لا تملك في مواجهة إرادة شعب ضاق ذرعاً بإجراءاتها وممارساتها، وبات مستعداً للمواجهة، أكثر من أي وقت مضى».وتفيد النظرة الفاحصة للمواكبين للأحداث الجارية على الأرض، أن قوة الاحتلال أخذت تتراجع أمام ضربات المقاومة، رغم جنوح حكومة الاحتلال نحو التطرف، وربما كان التحول عندما نجح مقاومون فلسطينيون في تدمير ناقلات جند إسرائيلية في مخيم جنين، وقتل وجرح عدد من الجنود، وربما كانت معركة جنين الأخيرة خير دليل على صحة هذا المنطق، إذ استمرت هجمات المقاومة أثناء وبعد العدوان.ويرى المحلل السياسي رائد عبد الله أن العدوان الأخيرة على جنين، أثبت تآكل قوة الردع الإسرائيلية، وتعزز هذا مع تدفق العمليات التي نفذها مقاومون من نابلس والخليل ورام الله، ما عزز فشل منظومة الردع التي كانت تتغنى بها أجهزة الاحتلال. يقول عبد الله لـ «الشرق»: «اليوم تجد دولة الاحتلال نفسها في مواجهة أزمة عميقة وغير مسبوقة، فالمقاومة التي ذهبت لوأدها في جنين، امتدت وجرى تسريبها إلى مناطق فلسطينية أخرى، بل إنها وصلت إلى قلب الداخل المحتل كما جرى في عملية تل أبيب، ومن هنا نستطيع القول إن الفلسطينيين أصبحوا يتواجدون في ساحات متعددة لمواجهة واحدة مع الاحتلال، وهذه الساحات الجديدة تضاف إلى الساحة المشتعلة أصلاً في جنين ونابلس ورام الله والقدس، ودون توقف».

690

| 09 يوليو 2023

عربي ودولي alsharq
إيما براين لـ الشرق: قصص إنسانية تكشف الإرادة الفلسطينية ضد العدوان

أكدت إيما براين، مسؤولة تحرير النشرات الإخبارية بشبكة «ريل نيوز» الأمريكية، والباحثة بالعلوم السياسية بمعهد JBI لحقوق الإنسان: إن الإرادة الفلسطينية القوية التي تبدت في فلسطين ومخيمها، ما زالت إلى الآن تتجدد بوضوح في الجهد المدني والتضامن المجتمعي الرائع لإزالة مخلفات العدوان، وبسمة الأمل ما زالت باقية في عيون الأطفال الذين باتوا يجوبون شوارع المدينة بأعلام فلسطين ويرسمون علم وحلم بلادهم على وجوههم في صور يرفعون فيها بأيديهم شارة الانتصار، هذا المشهد المتجدد فالتمسك الفلسطيني بالحياة وعدم قدرة الكراكات الإسرائيلية على محو الإرادة الفلسطينية، ولكن الصورة المؤسفة أن العنف هو ذاته ولكن فقط بتطور الآليات لمزيد من القصف والقمع وحصد الأرواح، ولكن الأمر بقي مثل سابقه قبل عشرين عاماً، وما زال الصمت الدولي قائماً، وما زال الإفلات من العقاب نهجا متكررا، وهذه المرة في عملية هي الأعنف حتى منذ عام 2000 باستخدام القصف الجوي ونحو 2000 جندي إسرائيلي، وكان القصف الوحشي للشوارع والممتلكات متعمداً بصورة تعوق قدرة المدينة على الحياة، ولكن الإرادة الفلسطينية سرعان ما أعادت بعض الطرقات وتدفقت كثير من المساعدات الإنسانية ولكن بالمقاومة الداخلية عبر تضامن المدن المجاورة، والأمر الغريب والجدير بالثناء أيضاً هو ما طوره الفلسطينيون من مشاعر غريبة في اعتياد الغارات الإسرائيلية، سرعة تجاوز الخوف والبقاء متمسكين بمدينتهم وبيوتهم وإعادة بنائها مرة أخرى في يقين أن كل البيوت ستبنى، ولكن ما يوجع قلوبهم بصورة لا تعوض هو الحزن الكبير على فقدان المقربين من أهلهم وذويهم ضحايا الغارات الإسرائيلية، فخلال تغطيتي العديدة للأحداث لاسيما في غزة كنت أجد مشاهد مرعبة على الصعيد الإنساني، وجدت أسر وعائلات وأصدقاء في جحيم العدوان يحضرون الملابس الجديدة حتى إن جاءهم القصف يستقبلونه بثياب معدة لذلك ويموتون في بيوتهم، قصص إنسانية تبكي الضمير الإنساني غير اليقظ على ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم متواصلة. وجه الإرهاب الحقيقي تقول إيما براين في تصريحاتها لـ الشرق: إن هناك معارك عديدة بعضها ترهيبي للغاية تشن من قبل حملات العلاقات الإسرائيلية بصورة مكثفة على الإعلام والصحف الغربية، وباتت الضغوط حتى تمارس على الذين يعملون مثلي في القنوات والشبكات المستقلة، وكنا ندرك ذلك بوضوح في أمريكا في معادلة إسرائيلية واضحة من كسب المعركة الإعلامية تحت شعارات الحق في الدفاع عن النفس ومواجهة ما يسمونه بالإرهاب، وخط آخر من خلال الضغط السياسي المؤثر على نواب الكونغرس في حملات شاهدناها بقوة على رشيدة طالب وإلهان عمر وحتى المؤثرين من التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي، خاصة في ضوء المعطيات الانتخابية العديدة القائمة على المشهد في الساحة الأمريكية السياسية، ووجدنا خيوط هذه الضغوط تمتد حتى إلى الإعلام في بريطانيا كما شاهدنا مع أنجانا جادجيل، ولكن أمام ذلك بات هناك إدراك كبير خاصة بعد أحداث غزة امتداد التعاطف مع القضية الفلسطينية من الداخل الأمريكي بقوة في قضية تبناها كثير من النشطاء والحقوقيين في الحركات المدنية المؤثرة، فالقضية تحمل أبعاداً عنصرية واضحة. حقائق تتكشف وتابعت: إنه حتى في كثير من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية المعارضة فهي ترفض هذا النهج من قبل القوات الإسرائيلية، وتدرك وضوح المشهد من صراع بين قوات محتلة في أراض محتلة ومواجهة من أصحاب الأرض الذين لديهم حقوق مشروعة يتم تقويضها سواء في جنين أو نابلس أو الضفة أو قطاع غزة، وهناك أزمة باقية من غياب المعايير بل ازدواجيتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، فما الذي يختلف في المعايير الحالية من العنف الإسرائيلي المفرط عما صنفته أمريكا والمجتمع الغربي كتمييز عنصري في وقائع عديدة في إفريقيا على سبيل المثال من استهداف على أساس الهوية يحدث في المشهد الفلسطيني وعبر تصريحاته واضحة ومباشرة من المسؤولين الإسرائيليين، وأيضاً ما الذي يختلف في معايير صناعة القرار التي حددتها في التعامل مع المشهد الأوكراني عما هو يحدث بصورة أكثر فداحة إنسانية وبنهج متكرر عبر أكثر من عقد من القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

646

| 09 يوليو 2023

عربي ودولي alsharq
د. مصطفى سواق: نؤكد التزامنا بالمهنية ولن نغير هذا الخط

أكدت شبكة الجزيرة الإعلامية أنها لن تغيّر خطها التحريري نتيجة أي ضغوط أو تهديد من أي جهة، جاء ذلك في نص رسالة وجهها الدكتور مصطفى سواق مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام في السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ردا على رسالة اتهم فيها الجزيرة بـ»عدم التوازن والموضوعية» في تغطية أحداث العدوان الإسرائيلي على جنين، وهدد بشكل صريح بـ»اتخاذ إجراءات» ضد القناة. وحصلت (الشرق) على الخطاب الذي وقعه الدكتور مصطفى سواق، ومما جاء فيه: «إننا إذ نؤكد ترحيبنا بأي ملاحظات بنَّاءة تستهدف الحفاظ على معايير الدقة والمهنية في العمل الإعلامي؛ نعرب في الوقت ذاته عن استغرابنا من الرسالة التي لا تتضمن حادثة محددة بذاتها يمكن مراجعتها وتقييمها». وأضاف أن رسالة أبو ردينة «تضمنت اتهامًا عامًا لقناة الجزيرة بعدم الالتزام بالمعايير المهنية»، وهو «اتهام نجد أنه عارٍ عن الصحة بعد مراجعتنا لكامل تغطية شبكة الجزيرة للأحداث المذكورة»، مؤكدا «التزام قناة الجزيرة بسياستها التحريرية ومعاييرها المهنية من الدقة والموضوعية والتوازن في كافة تغطياتها الإخبارية والصحفية». وشدد على أن الجزيرة «لن تغير هذا الخط التحريري نتيجة لأي ضغط أو تهديد من أي جهة». وقال د. مصطفى سواق إن «شبكة الجزيرة ستبقى منفتحة على الجميع، ساعية دائمًا إلى نقل الحقيقة بكل نزاهة وإنصاف». وكان نبيل أبو ردينة، نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام في السلطة الفلسطينية وجَّه رسالة إلى سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية هدد فيها باتخاذ إجراءات على خلفية ما اعتبره «تجاوز قواعد العمل المهنية» فيما يتصل بمعالجة الملف الفلسطيني، وخصوصًا خلال العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيمها. وانفردت (الشرق) في وقت سابق بتصريحات من السيد عاصف حميدي مدير الأخبار بقناة الجزيرة أكد فيها أن الجزيرة استضافت خلال تغطيتها الاجتياح الإسرائيلي الأخير لجنين عددا من المسؤولين البارزين من بينهم نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني، وأنها تمكنت مرة أخرى من تقديم تغطية متواصلة ومتكاملة.

1282

| 09 يوليو 2023

عربي ودولي alsharq
هل تنجح جولة بلينكن في تهدئة التوتر؟

أكد جيف هارلينج، الزميل المؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية، أن تطورات خطيرة شهدتها الساحة الفلسطينية بعد عمليات الاقتحام المتعددة التي قامت بها القوات الإسرائيلية والتي كان آخرها مقتل 9 مواطنين في مخيم جنين بالضفة الغربية بينهم سيدة مسنة و4 إصابات خطيرة في حالة حرجة و20 إصابة أخرى ومقتل مواطن آخر قرب رام الله ما فجر غضباً فلسطينياً واسعاً انعكس في الجنائز التي خيم عليها الحزن والغضب الشديدين، وجراء ذلك قامت السلطة الفلسطينية بإعلان وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والالتجاء لمحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن للتحقيق والمساءلة في هذه الانتهاكات المتزايدة، وهو القرار الذي اعتبرته الخارجية الأمريكية غير صائب مع دعوتها لضرورة وجود التنسيق الأمني، وفيما اختارت الخارجية الأمريكية التعبير عن أسفها لضحايا الاقتحامات والمطالبة بضرورة التحقيق في ملابسات موجة التصعيد الخطيرة، فيما قتل نحو 7 إسرائيليين بمستوطنة النبي يعقوب في القدس الشرقية بعد إطلاق نار نتج عن هجوم مسلح، وهي عملية تم تسميتها بعملية القدس ورحبت بها فصائل المقاومة الفلسطينية، ما أحدث زلزالاً في الأروقة الإسرائيلية وغضباً حاداً على وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وتحميله المسؤولية عن تطور الأوضاع الخطيرة إلى هذا النحو، مع توقع تصعيد إضافي في إطار عملية الرد الإسرائيلية التي بدأتها بتصفية منفذ الهجوم وإصابة آخرين وحملات قبض واعتقال مستمرة مع توقعات بالتصعيد الأمني، كل تلك الأجواء شديدة التوتر عززت من الدور الكبير على عاتق وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في زيارته إلى إسرائيل وفلسطين ومصر، من أجل احتواء العنف والتصعيد ووضع حد لتدهور الأوضاع المستمر في المشهد الفلسطيني الدامي. سياسات خطيرة يقول جيف هارلينج، زميل مؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية: إن الهجوم على المستوطنين الإسرائيليين بكل تأكيد هو انعكاس للسياسات الخطيرة للغاية التي مارستها السلطات الإسرائيلية بالضفة الغربية، فمنذ العام الماضي وتتواصل العمليات الموسعة بالضفة من حملات الاعتقال والاشتباكات والقتل في موجة كان آخرها أحداث جنين التي كانت الأكثر العمليات العسكرية الإسرائيلية عنفاً على الضفة الغربية منذ عام 2002، فضلاً عن عشرات القتلى والمصابين جراء مواصلة القوات الإسرائيلية عمليات الاقتحام الموسعة بالضفة وخاصة في مخيم جنين الذي شهد أكثر الموجات عنفاً إلى الآن، خاصة إنها كانت عملية عسكرية مختلفة من حيث تواجد عسكري لقوات إسرائيلية داخل شوارع مخيم مدينة جنين نفسها، بعد الغارات السابقة التي كان أغلبها عبر الضربات الجوية، وعموماً فإن الزيارة الخاصة التي سيعقدها وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب والضفة الغربية والقاهرة، تأتي في وقت حاسم للغاية سيتوقف عليها بكل تأكيد كثير من المسارات المرتبطة بتطورات العنف الخطيرة في المشهد الفلسطيني، في وسط الأعباء العديدة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية المتشددة من رفض واستنكار داخلي وخارجي لممارساتها وتآمرها الواضح على الفلسطينيين في إطار رغبة بعملية عسكرية إسرائيلية أو بحرب إسرائيلية جديدة بالضفة، وفي الجانب الآخر، يتعين على زيارة الوزير الأمريكي تحقيق نتائج حقيقية في مسألة وقف العنف خاصة إن هناك غضباً واستياءً كبيراً إزاء سرعة وخطورة تدهور الأوضاع في المشهد الفلسطيني، وهناك تطلع للدور الدبلوماسي الأمريكي لكي يترجم تلك الأصوات المطالبة بتدخل أكثر حسماً من المجتمع الدولي وتحقيق تأثير حقيقي للمجتمع الدولي من أجل وضع حد للعنف في المشهد الفلسطيني، وهو أمر شائك بالفعل خاصة إن هناك إدانات كبيرة لما تقوم به إسرائيل من ممارسات لا يجب أن تمر دون تدخل حاسم من أجل الضغط على الإدارة الإسرائيلية لوقف اعتداءاتها ومراجعة قراراتها وسياساتها المتطرفة في فلسطين والضفة الغربية. أخطاء دبلوماسية ويتابع جيف هارلينج الخبير الأمريكي في الشؤون السياسية والأمنية، في تصريحاته في الشرق قائلاً: إن هناك أزمة أوروبية ودولية عموماً في توجيه الاهتمام الدبلوماسي الشامل في الأجندات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية تجاه المشهد الأوكراني وتوظيف أدوات الدعم العسكري والمتابعة الدقيقة لتطورات الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، وهي الأزمة ذاتها التي تحرج المجتمع الدولي وحتى أمريكا نفسها في أن استجابتها بشأن الأوضاع في فلسطين على الرغم من تدهورها ومأساويتها لم تحظ بالاهتمام الدبلوماسي ذاته في أي وقت مضى بما حظت به القضية الأوكرانية، جانب آخر عموماً في سياسات الصمت على الممارسات الإسرائيلية والتي طال أمدها ما ساهم أيضاً في مباشرة مثل تلك الممارسات المتطرفة دون موقف دولي حاسم إزائها، وهو الأمر الذي أطال أمد أحداث مايو أيضاً بعدم سرعة التحرك الأمريكي حتى الإعلان عن هدنة مايو بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار في المشهد الخطير في اشتباكات القوات الإسرائيلية وحملتها على تنظيم الجهاد الإسلامي. المشهد الفلسطيني ويختتم جيف هارلينج،، الزميل المؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية تصريحاته قائلاً: إن هناك وضع خطير للغاية في المشهد الفلسطيني يتجاوز حتى الزيارة المهمة والغايات منها، فالفصائل الفلسطينية تعلن المقاومة والقوات الإسرائيلية ستتوسع في الرد العسكري، والإدارة الأمريكية توجه كل طاقتها الدبلوماسية صوب أوكرانيا، وستكون أجندة الزيارة الخاصة بأنتوني بلينكن هو محاولة الدعوة لوقف إطلاق النار واحتواء التوتر ومناقشة الحكومة الإسرائيلية إزاء نهجها الأخير، والتشاور الإقليمي مع الدول الصديقة والمباشرة وفي مقدمتها قطر ومصر من أجل بحث سبل لتفادي التصعيد، وتمرير الرسائل نفسها للمقاومة الفلسطينية من ضرورة احتواء تصعيد الأوضاع وتفاقمها، ولكن الأزمة ما زالت أكبر من ذلك لأن الخطوات الإسرائيلية التي تقوم بها يبدو أنها ضمن مخطط متصاعد لتحقيق غاياتها في الضفة الغربية عبر تعميق توغلها واقتحاماتها العسكرية، ورغم أنه قد يتصاعد تحميل اللوم بكل تأكيد نحو الإدارة الأمريكية لعدم انخراطها الفاعل إلى الآن في مفاوضات سلام أو توظيف دبلوماسي لحل الأزمة بين فلسطين وإسرائيل وإعادة تفعيل الأدوار الدبلوماسية الأمريكية صوب مباحثات ومقترحات سلام على تعقيدها، ولكن ذلك عموماً مرجعه لاختلاف أجندة الأولويات الخارجية وأولويات الأمن القومي لإدارة باين ورغم هذا فإنها لا ترغب بكل تأكيد في مفاقمة الأوضاع وتزايدها في المشهد الفلسطيني، وهناك ضغط إضافي من الدول الحليفة لأمريكا في المؤسسات الدولية وحتى في مجلس الأمن وفي الأطراف الدبلوماسية المنخرطة للتباحث بشأن الأزمة في فلسطين وتطوراتها، بشأن ضرورة إدانة إسرائيل وتحميلها المسؤولية عما يحدث من عنف جراء تلك الممارسات المتطرفة التي تقوم بها، ولكن الأمر المحزن أن المشهد الخطير للغاية يتجاوز ما بإمكان زيارة بلينكن تحقيقه والتي ربما لن تضيف سوى استقرار مؤقت تعود بعده الأوضاع إلى ما كانت عليه بصورة أكثر عنفاً ودموية في مشهد نتمنى بكل تأكيد ألا يحدث.

766

| 30 يناير 2023