رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
يوسف بن محمد المعضادي لمجلس "الشرق": فضلت خدمة بلادي على العمل في أمريكا

يوسف بن محمد جاسم المعضادي .. رجل من زمن السواعد السمر يتحدث عن وطراً مضى قائلاًًً: النفط غيَّر حياتنا إعلان نهاية عصر اللؤلؤ جاءنا في هير القليل طلبوني للعمل في أمريكا ورفضت وفضلت خدمة بلادي !! لم تكن لدينا كهرباء ولا مكيفات ولا ثلاجات !! الماء يبرد في الحب .. وننام فوق السطوح وعلى العريش المقاهي كانت تسلينا في ذلك الزمان الكندري كان يجلب المياه من عين القعود في القيظ ندخل الغوص .. وفي لصفري نجلب التمر من البصرة البدو كانوا يبيعون حطب السمر والسمن والحليب والماشية لولا لطف الله لأهلكتنا الحفارة ومتنا تحت الطين والزيت !! علموني صنعة ميكانيكا الرك وكيفية الحفر فأتقنتها أكلنا الجراد وكانت مطبوخة مع العقارب !! يوسف بن محمد بن جاسم المعضادي رجل عصامي، أحد رجال الزمن الجميل ، مات أبوه وعمره عشر سنوات ، واضطر للعمل لكي يعيل عائلته ، ركب للعمل على ظهر السفن مع أخيه ، ثم انتقل للعمل في عدة سفن، ودخل الغوص ، وسافر للبصرة والفاو وذلك لجلب المواد الغذائية والتمر العراقي ، وبعد كساد اللؤلؤ انتقل للعمل بشركة النفط وعمل في (الرك) برج الحفر ، كان أحد السواعد السمر الذي نجح في عمله بالتنقيب عن البترول ذلك رغم الخطورة الكبيرة ، عرض عليه المسؤول الانتقال للعمل في أمريكا لكنه رفض وفضل قطر رغم إغراء الراتب الكبير ، وهو من عمال النفط المتخصص في الميكانيكا ومن الذين كانوا يمثلون طبقة جديدة في المجتمع وبحكم عملهم في الشركة فقد اكتسبوا خبرات في الميكانيكيا كذلك اكتسبوا نوعا من الانفتاح بسبب احتكاكهم بالإنجليز والهنود. الشرق سبرت أغواره وكان هذا اللقاء الذي يتحدث عن ماضينا الجميل.. سوق واقف كان محل ولادتي ولدت في منطقة سوق واقف قلب الدوحة عام 1931 م ، لم تكن لدينا مدارس نظامية في تلك الفترة ، وإنما درست منذ الصغر القرآن الكريم عند المطاوعة أذكر منهم حسن مراد ، كانت الحياة بسيطة وليست معقدة ولكنها جميلة ، كانت الألفة والمحبة تسود بين أبناء الفريج الواحد، ورغم صعوبة الحياة وقساوتها، تجد الابتسامة لدى الجميع والقناعة بما رزقهم الله ، وكان الجيران يتبادلون الأكل والمواد الغذائية ويتساعدون مع بعضهم البعض ، كان لدينا (خبازين) من إيران ويقومون بعمل الخبز الإيراني على الحطب ، كان ينام في الغرفة الواحدة أكثر من ثمانية أشخاص يفترشون الأرض ، وكنا سعداء وقانعين بذلك ، وكان في كل غرفة (بازجير) يدخل منه الهواء ، ودرايش (نوافذ ) وروشنة لوضع الأغراض. أما في ليالي الصيف الحارة فننام في (الوارش) فوق السطح ونستمتع بالطل ( الندى) ، أو على العريش وهو مكان مرتفع في وسط البيت يعمل من الخشب حماية من حرارة الجو وخوفاً من لدغ الزواحف مثل العقارب والثعابين. لا .. كهرباء .. والمياه تأتي عند طريق الكندري لم يكن هناك في تلك الفترة كهرباء ، وإنما كانت المياه تجلب لنا من ( عين القعود) بمشيرب بواسطة ( الكندري) حيث يحمل الماء في تنكتين معلقتين في طرف خشبة من البامبو يحمله على كتفيه ويوصله للبيوت وكانت أجرته عبارة عن مبلغ زهيد ( أربع آنات ) ، وكذلك تأتينا من روضة الخيل وعين مياه في نعيجة ، أو يأتينا الماء من مريخ بواسطة الحمير ، ثم تطوّر الأمر إلى جلب الماء بواسطة السيارات ثم التناكر ثم تم عمل برك مياه في كل فريج ، وكانت أغلب بيوت الدوحة في السابق يتواجد فيها بئر ماء والذي يطلق عليه (الجليب) وذلك لغسيل الملابس والصحون وسقي الماشية لأن ماءه مالح، كان لدينا دجاج في البيت وكذلك أغنام وبقر . وأذكر في تلك الفترة لم يكن لدينا ثلاجات وإنما يرفع الأكل في مرفاعة معلقة على خشب تتدلى بواسطة الحبال يوضع عليها الأكل في أواني وكان الأكل طازجاً ، لم تكن لدينا مزارع للخضار و إنما تجلب من الخارج ، أما البيض فهو طازج ولدينا دجاج حيّ نذبح منه حسب الطلب ، وكنا نملح السمك في الماضي ونجففه، كما أن الماء يوضع في إناء من الفخار مثل ( ليحله) وهي كبيرة نوعا ما أو (الحب) أو ( البرمة) وهي صغيرة ، كنا في أيام الشتاء الباردة نسخن الماء على النار ونغتسل به ، وكذلك نضع الخشب على ( الدوّه) المنقلة لنشعلها لكي تقينا من برودة الجو . كما أنه لا توجد لدينا خزانات للثياب ،وإنما عبارة عن (غدان) تعلق عليها الملابس وهو عبارة عن خشبة طويلة مربوط طرفيها بحبل . مقاهٍ عديدة وسوق خاص للبدو كان سوق واقف يعج بالحركة والنشاط وكل شيء تحتاجه يوجد بالسوق ، وقد سميّ بسوق واقف نظراً لأن بعض البائعين ليس لديهم محلات و يبيعون المواد وهم واقفون عند مداخل السوق الكبير ، وكان يفصل سوق واقف الخريس وهو عبارة عن ساب ( جدول مائي ) وعندما يأتي موسم الأمطار يمتلئ ويطفح بالمياه ، وكذلك عند سقيّ البحر (المد) يأتي ماء البحر لهذا الساب . أذكر في شهر رمضان المبارك كان السوق يعج بالحركة والنشاط والكل يستعد لهذا الشهر الكريم ، ولم يكن لدينا في تلك الفترة كهرباء وكان الناس بالليل يستخدمون (البوجلي) اللمبة اليدوية ويشع النور في جميع أطراف السوق ، أنه منظر جميل ورائع. ومن الأشياء الجميلة التي أتذكرها كانت هناك مقاهٍ متعددة تزخر بالرواد حيث يتسلون بلعب الكيرم والورق والدومينو والدامة وشرب الشاي والبعض يفضل تدخين القدو الذي يوضع على فوهته الجمر والتتن ، أذكر منها قهوة عبدالله غانم وهو عراقي ، وقهوة عبدالنبي وهو أحسن واحد يسوي (باجه) في الدوحة ، وأنا أفضل الجلوس في قهوة معرفي لأن أصدقائي كانوا فيها نسولف ونتسلى ، كما أذكر كان هناك سوق خاص بالبدو يأتون على ظهر مطاياهم (الجمال) ويبيعون حطب السمر ، والسمن ، والحليب ، واليقط والماشية . كذلك كان هناك سوق للحدادين الذين يقومون بعمل أنواع الحدادة اليدوية وأغلبهم من البحارنة ، وآخر للصفارين الذين يصفرون ويلمعون الجدور والأواني المعدنية ، وسوق الندافين الذين يندفون القطن لعمل الفراش والطراريح والمساند ، وسوق للخياطين وسوق الحراج. أكلنا الجراد مطبوخ مع العقارب !! أتذكر في موسم الجراد كنا نذهب ليلا لصيد الجراد ، وكان معي ولد نايم ويعقوب الماس وعبدالله العطشان وجمعنا كمية كبيرة ووضعناها في خياش، وقام العطشان بطبخه في الليل ، وعندما أكلنا منها في الصباح وجدنا معها عقارب وقبان (نوع من الخنافس)، وقلت لهم هذا ما يضر ، وأكلنا منه بعد تجفيفه لأن طعمه لذيذ . العمل في البحر رغم صغر السن فقضيت جل عمري فيه قضيت أغلب عمري أشتغل في البحر لأنه كان مصدر الرزق الوحيد لأهالي قطر ، بعد وفاة والدي وحاجة الأسرة الماسة للدخل ، توكلت على الله وتركت المطوع وكان عمري عشر سنوات ، وقمت أبحث عن عمل وقالوا لي (اشلك في البحر وأهواله ورزقك على السيف ) لكنني لم أقتنع بالكلام وكنت متحمساً للعمل ، وقد وجدت وظيفة على ظهر السفينة مع النوخذة سعد بن حمد الواوي (البدر) وكان معي أخي جاسم المعضادي ، كما عملت مع محمد الجفيري الذي يملك ( جالبوت) نوع من أنواع السفن التقليدية ، وكنا نذهب للبصرة والفاو في أيام لصفري ونجلب أفخر أنواع التمور لأن فيها كثير من النخل ويوضع التمر في الرطيلي ومن أنواعها الخضراوي والبرحي وطعمه لذيذ . كما دخلت مع النوخذة سلطان بن علي البدر ، وكان المبلغ الذي يدفع لنا حسب التساهيل وأذكر أول مبلغ حصلت عليه في المطراش (60) روبية ، كما وجدنا اللؤلؤ وكنا نسميه(قماش) وبخاصة في حالة العسيري وقد بعناها بسبعمائة روبية ، وقد اشتراها من عندنا علي بن حسين الصلات ، وكان يشتري منا حاجي علي الماجد وكذلك الدرويش . ظهور اللؤلؤ الصناعي قضى على مهنة الغوص !! أذكر كنا في عرض البحر وبالتحديد في منطقة هير (القليل) جهة لفان ، وفجأة رأينا محمد بن جبر العسيري ينادينا بأعلى صوته ليخبرنا أن الموسم خلاص انتهى ، وذلك بسبب ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان وأنه يملي الأسواق وبسعر رخيص ، وأن اللؤلؤ الطبيعي انخفضت قيمته ، لقد كان وقع الخبر علينا قاسياً وأصبنا بصدمة قوية خاصة بعدما أصيب موسم اللؤلؤ بالكساد ، وجلسنا نفكر إلى أين نذهب ليس لدينا مصدر رزق آخر ، وقد طلب مني أخي جاسم أن أذهب للعمل معه في شركة نفط قطر . في الشركة برعت في الرك !! في عام 1946 ذهبت لمكتب الشركة لطلب وظيفة عند صالح المانع ، وكنت ضعيف البنية وصغير السن ، وتم تحويلي للمسئول (موللر) الذي قال لي سيتم تعيينك (هوز بوي) ، وقلت له ما هي الوظيفة ، فقام المترجم البحريني فقال لي عملك هو تنظيف وتعديل أسرة الانجليز ، ورفضت بشدة وقلت هاذي شغلة (حريم) وليست رجال !!. وعندما علم بأنني أشتغل بالبحر تمت تجربتي وأحضر لي حبلا طوله ثلاثة أمتار ، ثم ستة أمتار فأنهيت ما طلب مني ، وبعده أعطاني واير ( أسلاك) وقلت له يحتاج لمعدات ، ونجحت في التجربة ، ووافق على ذلك مستر مولر الذي ذهبت معه وتدربت على كيفية تركيب بيبات حفر الرك والمقاسات لكل بئر وهي عملية صعبة وتحتاج للتركيز وإلى بال طويل، لكنني ركزت معهم بشدة وتعلمت أصول المهنة لأنها تحتاج تفكير ، في البداية طلب مني العمل في الرك رقم (4) وأتذكر كان يعمل معي خمسة عمال منهم بلال ووليد وضيف الله وكانت بنيتهم قوية وأجسامهم كبيرة وهم رجال أشداء تعتمد عليهم وقت الشدة ، وقبل ذلك قام الجيولوجيون بعمل مسح وبفحص طبقات الأرض وتم تحديد مكان الحفر . أتذكر كنا نسكن بجانب الحفار ( الرك) وننام جماعة في (البرستي) بدون مكيفات ، وكان عندنا طباخ خاص يقوم بطبخ الأكلات القطرية وخباز تنور، وكان الطعام يكفينا ويشبعنا ، أما الأمريكان والانجليز فيسكنون في (الكمب) في مدينة دخان ، كان أول راتب تقاضيته في الشركة (75) روبية في الشهر ، ثم مع مرور الوقت وكسب خبرة زاد الراتب حسب نوعية العمل ويعتمد على المسئول عن كل قسم ، وقد عملت في كثير من آبار الحفر ننقب عن البترول في كل أنحاء قطر وكانت عملية صعبة وشاقة ومرهقة ولكنني كنت سعيدا بذلك . كنا ننزل الدوحة لقضاء يوم كامل مع الأهل في بعض الأحيان مرة بعد قضاء حوالي 22 يوما في العمل ، ثم تغير الوضع فأصبحنا نذهب يوم الخميس من كل أسبوع ونرجع يوم الجمعة ، ونركب مجموعة كبيرة من العاملين في سيارة انترناش ، وإذا كان العمل كبيراً ويحتاجنا نتأخر حسب حاجة العمل ، ثم تطور الأمر وأعطونا سيارة خاصة تنقلنا. وابتدأ المشوار الصعب وأتذكر في عام 1947 م جلسنا حوالي ستة شهور في تجهيز أدوات الرك ( الحفار) ، وكيفية وضع البيبات مختلفة الأحجام لكل مهمة ، وتدربنا على ذلك جيداً من أجل الاستعداد للمهمة الصعبة وهي الحفر في أعماق غزيرة لاستخراج الزيت من طبقات الأرض السفلى ، وتوكلت على الله وركبت فوق على (الرك) مرتدياً أدوات السلامة مثل الخوذة والحذاء واللبس وحزام لكي يقيني من الوقوع ، وبدأت أنزل البيبات بعمق (9000) متر تحت الأرض ، وبعد فترة اشتغلنا وظهر (الزيت) في الرك رقم (4) وفرحنا بظهوره ، لكن كان الضغط قويا جداً . كنا نقوم بالتنقيب عن البترول في عدة مناطق أذكر منها فويرط بالقرب من جبل فويرط ووجدنا فيها بترول ومن واقع خبرتي في العينة التي تم معاينتها بأنه من النوع الجيد ، ولكن لا أعلم سبب عدم استمرار الشركة في التنقيب عنه ، كنا ننتقل بالطائرة فويرط والمناطق الأخرى من مطار دخان . كما أنه من واقع احتكاكنا مع الانجليز والأمريكان تعلمنا اللغة الانجليزية بالممارسة وبخاصة التي تتعلق بأسماء الأدوات والمعدات الميكانيكية ، وتوسعت مداركنا وتغيّرت حياتنا وانفتحنا على العالم وأصبح الناس يحترمون طبقة الموظفين الميكانيكيين ، وكان أهل الدوحة يستقبلوننا بكل حفاوة عند وصولنا قادمين من دخان . لولا العناية الإلهية لكنا في عداد الأموات!! من الذكريات المؤلمة والتي كدنا بسببها أن نكون في عداد الأموات لكن الله أنقذنا منها ، وهي عندما شب حريق في الرك رقم 35 بالقرب من أم باب ، ومن شدة الضغط وتعطل أحد المضخات وقوة الدفع انفجر البيب وظهر الزيت مع الطين بقوة إلى الأعلى وكنا نحن فوق البرج ومن شدته وقعنا جميعاً من فوق ، وغطتنا طبقة من الزيت والطين ، وعلى الفور تم إنقاذنا في مستشفى دخان وتم إزالة الزيت والطين من أجسادنا . عرضوا عليّ العمل في أمريكا فرفضت من أجل قطر ومن الذكريات في تلك الحقبة الجميلة ، ونظراً لإخلاصي وخبرتي في العمل وفهمي للأمور الفنية الدقيقة ، حيث أخبرت الأمريكي ( مستر.. لي) بأن (رأس الحفار) متعطل وكان يدور في الخالي ، فقال كيف فهمت نحن نحتاج لوقت طويل لاستخراجه من البئر وإذا طلع كلامك (خطأ) سيتم (تفنيشك) يعني إنهاء خدماتك وأصررت على ذلك رغم نصيحة الذين كانوا يعملون معي عن التراجع في كلامي ، وبعد استخراجه وجد رأس الحفار متعطل ، وقام بضمي من الفرحة لأنني فاهم في عملي . وبعد ذلك عرض عليّ (مستر لي ) العمل في تكساس بأمريكا ، وأغراني براتب شهري كان خيالياً حوالي عشرة آلاف دولار مع سكن خاص في غرفة مفردة ، ولكنني رفضت الطلب المغري رغم زيادة الراتب بعد استشارة أخي جاسم الذي أيضا رفض الفكرة لأنني أحب أخدم بلادي، كما عرضت عليّ شركة شل العمل بها لكنني بقيت وفياً لشركة نفط قطر.

6343

| 05 أبريل 2018

محليات alsharq
يوسف المعضادي يعد النسخة الأخيرة لسيناريو "كاكاشي"

يعكف المخرج السينمائي يوسف المعضادي الفائز بجائزة أفضل فيلم صنع في قطر في مهرجان أجيال السينمائي 2014، على معالجة سيناريو فيلم طويل بعنوان "كاكاشي" للكاتبة هند الغاوي، حيث سيدخل النص ضمن المنافسة على برنامج المنح التي يقدمها صندوق الفيلم القطري. النص عبارة عن أنمي (قصة مصورة) على الطريقة اليابانية، وتتحدث في قالب كوميدي عن شاب ياباني يدعى "كاكاشي"، وهو الشخصية الرئيسية في الفيلم. يتعرض هذا الشاب الانطوائي إلى العديد من المواقف بسبب ظروف اجتماعية، ويعيش تحولات عديدة بين اليابان (حيث تبدأ الأحداث) والدوحة التي يقيم فيها. وقال المعضادي لـ"الشرق" إنه بصدد الاشتغال على النص للوصول إلى أفضل نسخة من السيناريو، مشيدا بدور مؤسسة الدوحة للأفلام في دعم صناع الأفلام، ومساعدتهم على تقديم أعمالهم في الداخل والخارج. وقال إن الحركة السينمائية في قطر نشطت في السنوات الأخيرة، محققة قفزة نوعية على مستوى الإنتاج والتلقي، وأشار في هذا السياق إلى أن الفن السابع أصبح له جمهوره في قطر، وهناك تقبل من المجتمع لهذا المجال وهو أمر يثلج الصدر، ويحفز المواهب الشابة على المضي قدما في هذا المجال. وأكد المعضادي أن صناع الأفلام في قطر بدأوا ينخرطون في إطار من الاحترافية وهناك تحد لدى هؤلاء من أجل تقديم الأفضل، لافتا إلى أن الإنتاج السينمائي أصبح أمرا جادا بالنسبة إليهم، وليس من قبيل الهواية فقط. مضيفا: نطمح كسينمائيين شباب لتقديم أعمالنا إلى العالم، وأشكر مؤسسة الدوحة للأفلام على دعمها المتواصل وتوجيهها لنا، وتيسير السبل أمام كل الطاقات الشابة في هذا المجال. وأفاد المعضادي بأن الأعمال السينمائية الحديثة تحمل فكرا واضحا، وهي في أغلبها أعمال بروح قطرية. دعم فني وقد أُطلق صندوق الفيلم القطري عام 2015 لدعم المخرجين القطريين في صناعة الأفلام القصيرة والطويلة؛ ويتم اختيار مشاريع الأفلام القصيرة مرتين في السنة للحصول على تمويل مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج. وكانت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام أكدت في أكثر من مناسبة على أن صندوق الفيلم القطري واحد من أهم المبادرات لدعم ثقافة صناعة الأفلام المحلية وتطوير المواهب، ويوفر الصندوق منصة لصناع الأفلام القطريين لتطوير أفلامهم القصيرة والطويلة، بالإضافة إلى الدعم والتوجيه من محترفي صناعة الأفلام في المؤسسة.

2277

| 17 ديسمبر 2016

محليات alsharq
المعضادي : الشباب القطري يمتلك الكثير من الإمكانات وتنقصه المبادرات

جاء فوز المخرج القطري الشاب "يوسف المعضادي " بجائزة "صنع في قطر "في مهرجان "أجيال السينمائي " عن فيلم "عشرة بالمائة " ليؤكد على أهمية الممارسات الشبابية في مجال العمل السينمائي، وليعد مؤشرا إيجابيا على أن هناك الكثير من الطاقات الكامنة لدى الشباب، والتي يمكن توظيفها لخدمة التنمية الشاملة في إطار الرؤية الوطنية للدولة، ويواكب حرص مهرجان أجيال على الشأن المحلي، من خلال إشراك الشباب والمؤسسات في مسابقات الأفلام المختلفة، بعد أن تقدم الكثير منهم بأعمال جيدة تؤسس لصناعة سينما مرتقبة في قطر، مستفيدة من الدعم والمنح التي تقدمها "مؤسسة الدوحة للأفلام، وتوفير المزيد من الفرص التدريبية والاحتكاك بعدد من كبار صناع الأفلام والفنانين والنقاد حول العالم . "الشرق" التقت المخرج القطري يوسف المعضادي للتعرف على تجربته وآماله وطموحه في عالم السينما كنموذج مجتهد للشباب القطري ممن يسعون لاقتحام مجال العمل السينمائي متسلحين بالموهبة والرغبة وذلك في سياق حوارنا التالي: ما هو طبيعة فيلم "عشره بالمائة" الفائز بجائزة صنع في قطر خلال النسخة الثانية لمهرجان أجيال السينمائي ؟ العمل ينتمي لقائمة الأفلام القصيرة ومدته سبع دقائق من إنتاج شركة "حزاوي" لإنتاج الأفلام بطولة الفنان محمد السياري وهو تجربة بسيطة جاءت كثمرة طبيعية لورشة تدريبية تمكنا من خلالها من الخروج بهذه الفكرة، التي لاقت إقبالا وترحيبا كبيرا من الجمهور والنقاد ولجان التحكيم وأثمرت عن جائزة البرنامج. وما هي الأحداث التي دارت حولها قصة الفيلم ؟ القصة تتحدث عن شخص لديه حالة من الهوس بالموبايل، ومتعلق به تعلقا يشبه الإدمان، وكان ذلك ملاحظا من كل من حوله، لكنه لم يأبه وظل على إدمانه لاستخدام الهاتف، لكن الاستخدام المفرط للجوال تسبب له في عدد من المشاكل، إلى أن وقع في حفرة وهو يسير بالطريق، بسبب عدم انتباهه وانشغاله بالموبايل وتعرض فيها للمخاطر، وهنا انتبه لخطورة إدمانه للهاتف، ويقرر أن يترك الموبايل ويعيش حياته بشكل طبيعي بعيدا عن الاستخدامات المفرطة للتكنولوجيا التي أثرت على حياته بشكل سلبي. رسالة فنية وما هي الرسالة التي أردت طرحها من خلال الفيلم؟ الرسالة الأساسية تتمثل في أن بين أيدينا الكثير من الأجهزة والإمكانات التي تتوافر بها الكثير من المميزات التي يمكن أن تعود علينا بالنفع إذا تم استخدامها بطريقة إيجابية، لكن نفس الأجهزة قد تكون هي عين الضرر الذي قد يسبب لنا الأذى بسبب الاستخدامات الخاطئة لها، كما يطرح الفيلم معالجة من خلال البطل الذي يستفيق ويقرر أن يترك الاستخدامات السلبية ويستفيد من الإيجابيات الكثيرة بجهازه الموبايل. وهل كان الفيلم أول تجربة سينمائية لك أم إن هناك تجارب سابقة في مجال العمل السينمائي ؟ كان لي عدة تجارب سابقة لكن فيلم "عشره بالمائة " هو أول عمل يشارك بالمهرجان ضمن مجموعة من الأعمال لعدد من الشباب على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وكنت في السابق قد شاركت بعدة أفكار مع مجموعة من الأشخاص ودخلنا في مجال الأفلام ثم تحولت الفكرة لمشروع بعنوان "حزاوي " الذي تحول بدوره لشركة مع مجموعة من الفنانين مثل محمد السياري وعبدالعزيز السعدي وعمر البارودي، وأصبحت "حزاوي" جهة مستقلة لها تجاربها التي استهدفت من خلالها التعرف على ردود أفعال الناس من خلال " اليوتيوب " كما دعمتها عدد من الشركات والمؤسسات بإنتاج أعمال فنية عن تلك المؤسسات، فقد أنتجنا عملا لإحدى المدارس في إطار حملة "دلني " وشاركنا بعمل "لليوم الوطني ". هل لسينما اليوتيوب جمهورها أم إنها متنفس للهواة يمكن أن يعبروا من خلاله عن مواهبهم وإبداعاتهم ؟ سينما اليوتيوب قدمت العديد من التجارب وأظهرت العديد من النجوم، على مستوى الخليج ومن بينها شبكة تلفاز وهي تمتلك حاليا متابعين بالملايين، وقد حقق نجومها نجاحا كبيرا إلى جانب الممارسات الفردية التي أظهرت نجاحا كبيرا هي الأخرى وما زال لها جمهورها فقد ساهم الإنترنت في تسهيل استعراض الشباب لمواهبهم وإبداعاتهم وأصبح وسيلة للنجاح والظهور، لأي شخص لديه فكرة جيدة وطموح في الوصول للناس، كما أن تقنيات تصوير هذه الأعمال بسيطة للغاية، فقد أنتجنا فيلم 10% بتقنيات عادية وخرج الفيلم للناس بصورة جيدة، كما أن فكرته وقصته كانت بسيطة، وكذلك مدته التي لم تتعدَّ سبع دقائق. وماذا عن الدور الذي تؤديه مؤسسة الدوحة للأفلام في خدمة الشباب القطري واحتضان مواهبهم وإبداعاتهم ؟ الدوحة للأفلام من المؤسسات التي لديها إيمان بالشباب، ولديهم الرغبة والإمكانية لاحتضان الشباب وتزويدهم بالدعم والإمكانات لإبرازهم على الساحة العالمية، ولعل الغرض الأكبر من وراء المشاركات المحلية بمهرجان أجيال هو تمكيننا من إنتاح أعمال جادة نستطيع من خلالها أن نشارك في مهرجانات عالمية قادمة، وبهدف تكوين قاعدة محلية يمكن أن تكون نواة لصناعة سينما قطرية حقيقية، والعمل على إيصال السينما الخليجية للعالم، الذي يتطلع لرؤية أعمال من منطقتنا نحكيها ونصنعها بأنفسنا. أفكار قطرية وماهو جديدكم سواء على الصعيد الشخصي أو من خلال شركة "حزاوي "؟ بعد أن قدمنا عملا في اليوم الوطني نتطلع للمشاركة في باقي المهرجانات بصورة جادة، نحرص فيها على تقديم واقعنا الذي نعيشه، بأنامل وأفكار قطرية ، وبجودة عالية ليتقبلها الجمهور، حتى نتمكن من أن نسجل بصمة واضحة يمكن أن تكون نقطة في سجل صناعة السينما القطرية. لو كان لديك كلمة أخيرة توجهها للشباب القطري ممن لديهم الرغبة في دخول مجال العمل السينمائي والفني ولديهم حالة من الخوف أو التردد ؟ اعلم أن الشباب القطري يمتلك الكثير من الإمكانات ولكن ينقصه المبادرة، وعليه أن يستغل تغيير وجهة نظر المجتمع عن الفن والسينما، ليقدم ما لديه بوعي المفكر وحس الفنان أو المخرج، وعليهم ألا يتقاعسوا، ولدينا الكثير من الجهات التي توفر لنا الدعم والإمكانات ولا يترددوا، فكل الأعمال الكبيرة بدأت بتجارب صغيرة.

619

| 29 ديسمبر 2014