رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
حملة لمكافحة السلوكيات العدوانية أثناء القيادة في الطريق

تنفذ 4 طالبات من قسم الإعلام في كلية الاداب والعلوم بجامعة قطر حملة لمكافحة السلوكيات العدوانية وصور الاساءة المقصودة الناتجة عن ظاهرة التنمر أثناء القيادة في الطريق، وذلك ضمن مشروع تخرج لتخصص الاتصال الاستراتيجي. وفريق العمل مكون من الطالبات نورا محمد عمر وعبير عاشور ومريم المحمدي ولولوة المناعي، وتحمل الحملة اسم "روّق" ورؤية الحملة تتمثل في توجيه بعض السائقين المتنمرين، ليصبح الطريق أكثر أماناً واحتراماً، اما رسالة حملة روق، فهي دعم وتعزيز القيم الأخلاقية من أجل طريق تسوده السلامة المرورية ، والنهضة الحضارية. وتهدف الحملة الى نبذ السلوكيات العنيفة والعدوانية في الطريق سواء كانت لفظية أو معنوية أو جسدية، وتنمية الحس الأخلاقي للجمهور المستهدف، وتحقيق جزء من استراتيجية قطر الوطنية 2030. وهي أول حملة وأول مشروع تخرج اتصال استراتيجي يتناول ظاهرة التنمر في سياق الطريق، وشعارها #طريقك_طريقي_لا_تتنمر. وحول هذه الحملة قالت الطالبات نورا محمد عمر وعبير عاشور ومريم المحمدي ولولوة المناعي إن دولة قطر اهتمت بتعزيز مستوى الأخلاق والأدب العام لدى السائقين، ونبذ السلوكيات غير اللائقة أثناء القيادة. ففي اطار استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر تم وضع منهج ينص على أهمية اضفاء اللياقة واللطف على السلوك المرتبط بقيادة المركبات. وتضامنا مع هذه الاستراتيجية انطلقت حملة "روّق" التوعوية من قبل طالبات الاتصال الاستراتيجي كمشروع تخرج. واضافت الطالبات: تعتبر ظاهرة التنمر من الظواهر السلبية التي جرمها الدستور القطري حيث تنص المادة 298 بأنها "يعتبر الشخص مرتكبا جريمة السب إذا وجه إلى غيره بأية طريقة من الطرق المبينة في المادة 296 ألفاظا تتضمن خدشا للشرف أو الكرامة ولكنها لا تشتمل على إسناد واقعة معينة إلى هذا الغير." كما تنص المادة 299 على: " كل من يرتكب جريمة القذف، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد على ألفي ريال أو بالعقوبتين معا". وتم تعريف التنمر بأنه أي شكل من أشكال الإساءة المقصودة الموجهة من قبل أفراد أو مجموعة، نحو الأخرين. وقد يكون التنمر نفسي أو لفظي أو جسدي، وقد يجتمع أكثر من شكل في آن واحد. لمعرفة أبعاد هذه الظاهرة في طرق قطر قام فريق العمل بتوزيع استبيان على 100 شخص ووضحت النتائج أن التنمر اللفظي أكثر أنواع التنمر انتشارا حيث أن 79% من العينة قالت أنهم تعرضوا له. كما وضح أن 57% من العينة ترى أن ظاهرة التنمر منتشرة أثناء القيادة في دولة قطر. قد يؤدي "التنمّر" في الطريق إلى إحباطات اجتماعيّة وتّوتّرات نفسيّة. إنّه يبدو شكلٌ من أشكال التّعويض لخلل أو ضعف يجد متنفّسا له على قارعة الطّريق تعويضا لضآلة قد يكون عاشها "المتنمّرُ" في بيته أو في فضائه المهني،" قال دكتور محسن بوعزيزي، أستاذ في قسم العلوم الاجتماعية في جامعة قطر. لهذا اهتم فريق العمل بهذا الموضوع لما لاحظه من ازدياد ظاهرة التنمر في الطريق ورؤيته في أن تكون هي حملة رائدة في رفع مستوى وعي الجمهور بأخلاقيات الطريق وآدابه وقوانينه، كما تقوم بنبذ السلوكيات المسيئة للآخرين ليصبح الطريق أكثر أماناً واحتراماً. "روّق" أول استراتيجية تتناول ظاهرة التنمر في سياق الطريق واخترنا هذه الحملة كمحاولة منا لإفادة المجتمع وجعل الطريق سالما،" قالت عبير عاشور. وتقول الدكتورة فاطمة الكبيسي، أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة قطر: "التنمر يعود لعدة أسباب مرتبطه بضغوط البيئه المحيطه التي تمارس ضغط على الشخص قد تجعله يفرغ هذه الضغوط على الاخرين بسلوك عدواني قد يكون لفظي اوجسدي مثل الزحام والتلوث والفوضى في الطريق أو أن هناك موقف يتطلب وصول الشخص بطريقه سريعة.". وتضيف الدكتورة الكبيسي: "هناك أسباب قد تواجه أي شخص تجعله يخرج عن تصرفاته الطبيعية، " فقد يكون الشخص لديه مريض يرغب في توصيله بسرعه للمستشفى أو تم استدعاءه لوضع طارئ في المنزل مثل تعرض احد الاقارب أو الأصدقاء لمكروه أو أن الشخص متأخر عن موعد مهم او عن عمله. وهناك اسباب مرتبطه بالشخص نفسيه وخصائصه السيكلوجيه قد يكون شخص عصبي وسريع الانفعال ولا يستطيع ان يتكيف مع المواقف الحياتية اللحظية بحكمه." حملة "روق" تدعو إلى دعم وتعزيز القيم الأخلاقية من أجل طريق تسوده السلامة العامة في الطريق، وستعمل الطالبات على هذا من خلال إرسال سلسة من الرسائل الإعلامية المعززة للقيم الأخلاقية باعتبار أن الطريق حق للجميع. كما تقوم ببث رسائل تطلب من الشخص أن ينسى مشاكلة و "يروق" كتهدئة لمن عنده مشاكل تجعله عنيف في تعامله مع الأخرين في الطريق. أفضل طريق للتعامل مع هذه المشكلة هو تربية أبنائنا على الأخلاق كما ذكرت الدكتورة أسماء ملكاوي، أستاذة بقسم العلوم الاجتماعية في جامعة قطر، "غرس مادة أخلاقية قوية ومؤثرة في أذهان أبنائنا ، وأن نتأكد من تفعيل القوانين المعاقبة لهذه السلوكيات، وأن ترفض المجتمعات جميع أشكال الحاق الأذى بالآخرين وتكون العقوبة الاجتماعية رادعة، وأخيراً تظافر جهود مجموعة من المؤسسات التعليمية والإعلامية والأكاديمية في تكوين رأي عام موحد يرفض وينبذ هذه السلوكيات".

1840

| 21 ديسمبر 2015

تقارير وحوارات alsharq
"التنمر" يقتل الإبداع ويولد الكبت لمن يتعرض له

يواجه العديد من الأفراد من مختلف الأعمار "التنمر" الذي يبدأ منذ الصغر مع الانسان، حيث تنتهك طفولته البريئة بأحد أشكاله المختلفة، وتلاحقه في فترة مراهقته من خلال تعرضه لمواقع الانترنت ووسائل الإعلام، حتى تصحبه عند نضوجه مستهدفة في هذه المرحلة أفكاره، وقد يضطر أيضا لمواجهتها في العمل حتى تصبح أحد معالم حياته التي يعيش من خلالها ضحية، وسرعان ما ينقلب إلى "متنمر" لتتحول تلك السلوكيات التي تمت ممارستها ضد أسرته، ماهو ذلك الوحش الكاسر الذي يحول حياة الفرد إلى جحيم، وماهي أشكال "التنمر"، وتأثيره على الفرد ومن ثم المجتمع. في هذا التحقيق نستعرض رأي المختصين في المجال النفسي والاجتماعي والتربوي، لتعرض أهم سُبل حماية الأبناء منذ صغرهم من هذا السلوك وآلية التعامل مع ضحاياه، على مستوى المدرسة والأسرة والمجتمع.في البداية يوضح المستشار التربوي والنفسي عاطف الطريفي معنى المصطلح المستحدث "التنمر" والذي يشير إلى السلوك الذي يستهدف إيذاء فرد أقل من آخر متسلط ويمتلك القوة، وهذه الممارسات تتواجد في المدارس وأماكن العمل وعلى مواقع الانترنت وعلى المستوى السياسي، ويتخذ العديد من الأشكال منها الإيذاء الجسدي والنفسي واللفظي وقد تصل إلى التحرش الجنسي، وتكون هذه الممارسات من خلال مجموعات "الشلة" وأفراد يستغلون ضعف أقرانهم في المدرسة ويفرضون سطوتهم عليهم، وفي ما يتعلق بأسباب التنمر في المجتمع يرى الطريفي من خلال الجانب السيكولوجي أنها تنشأ نتيجة الاضطرابات النفسية والميل نحو العدوانية، بالإضافة إلى شخصية الطفل القيادية.العقاب البدنيكما يعزي الطريفي هذه السلوكيات إلى تعرضه للعقاب البدني في أسرته، مما يؤثر على تفاعله مع زملائه، فيعتبر العنف وسيلة تعامل مع الآخرين، ومتابعة لهذه الأسباب، يوضح الطريفي أن المدرسة أيضا تلعب دورا في إبراز هذا الجانب السلبي في شخصية الطالب، وهو تقليد أقرانه الأكبر سنًا، حيث يراهم قدوة له في جميع سلوكياتهم، فيكتسب الصفات السيئة، لافتًا إلى الجانب الإعلامي والثورة التكنولوجية التي تركز على عرض مشاهد العنف وتطوير الألعاب القتالية، مما ينمي العداء لدى الطفل منذ وقت مبكر، وهو ما قد يتمادى فيه المُتنمر مستقبلًا ليصل إلى التحرش الجنسي، الذي ينتج في معظم الحالات من محاولة إظهار قوة الفرد القوي على الطرف الضعيف، لفرض سيطرته عليه.التنمر الاعلاميوفي إشارة إلى تأثير التنمر على المجتمع، يقول الطريفي "ضحايا التنمر في معظم الحالات يعانون من الوحدة والاكتئاب، بسبب الصمت على العدوان الذي يتعرضون له، مما يقلل من تقديرهم لذاتهم، ومن ثم يُضعف ثقتهم في قدراتهم، وبعض الطلاب يعانون بصمت دون القدرة على الإفصاح على طبيعة ما يتعرض له، في ظل استهدافهم الكترونيًا وانتهاك براءتهم"، ويؤكد الطريفي أن التنمر الفكري من أخطر ما يواجه الشباب، ففرض الأفكار التي تحارب القيم، والتي يتم توجيهها بقوة بقناعات مضادة تستهدف إضعاف ثقافة الفرد القائمة على مبادئه، لافتًا إلى فرض الأفكار التي تحارب القيم، مضيفًا أن التنمر الإعلامي يقوم بهذا الدور أيضا، حيث ينحاز لأحد الآراء دون غيرها، مما يقوي فكرة معينة، وذلك باستضافة ضيوف غير متكافئين لضمان تعزيز رأي معين، وهي أحد السبل الذي تستخدمه الدول لتوجيه الرأي العام.الوقاية من التنمرويقول المدرب والاستشاري التربوي هيثم العمري "إن ما يزيد من إشكالية العنف داخل المدارس عدم الاعتراف بوجودها، مما يزيد من صعوبة إيجاد حلول لها، ويعدد العمري عواقبه الوخيمة التي تؤثر على الطالب، فيمتنع عن الذهاب للمدرسة بسبب تعرضه لأحد أشكال الاعتداء، وقد لا تنتبه أسرته لأهمية هذا السبب، مما يؤثر على تحصيله الدراسي، مضيفًا أن التباطؤ في حل المشكلة يزيد من قوة المُتنمر وفرض سيطرته على أقرانه، والتي قد تصل إلى التحرش الجنسي وتسخير الطفل لتنفيذ أوامره، ويرشد العمري الأسرة إلى ضرورة تعويد طفلها على مصارحتها بكل المشاكل التي يتعرض لها، كما أن الأسرة يجب أن تفتح جسرًا مستمرًا للتواصل الفعال مع المدرسة، حتى يسهل إدراك أي مشكلة يتعرض لها الابن منذ البداية، كما أن عليها تعزيز الابن بثقافة الدفاع عن نفسه سواء ضد العنف اللفظي والذي يتواجد في مدارس البنين والبنات أيضا، وللقضاء على هذه الاشكالية، فإن تنمية مهارات الإلقاء والقدرة على التعبير تعطيهم القدرة على مواجهة هذا النوع من الاعتداء.تثقيف الآباءوينصح أيضا العمري بضرورة تعليم الأبناء ذكورًا وإناثًا رياضة الدفاع عن النفس حتى لا ينكسر أمام زملائه، ولتفادي الإصابات الناجمة عن العنف البدني، دون رد الإيذاء بنفس الطريقة، موضحًا أن رياضات الدفاع عن النفس كالجودو والكاراتيه، تهدف فقط لتفادي الضربات الموجهة للفرد، مما يساعده في حماية نفسه، وهو ما يرهب أقرانه المتسلطين ويقوي ثقته في نفسه، وينوه العمري الى ضرورة تثقيف الآباء للتعامل مع أبنائهم وفتح قنوات تواصل والإجابة عن أسئلة أبنائهم في شتى القضايا، كما يسلط العمري الضوء على دور الاختصاصي النفسي والاجتماعي في توعية طلاب المدارس بإعلامه عند تعرضهم للتنمر، وتشجيعهم على محاربة الخجل، ومحاربة الثقافة الخاطئة التي يعتقد بسببها البعض أن شكوته من تعرضه لأحد أوجه التنمر تضعه في موقف ضعف وتصمه بالعار، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم للتحدث بسرية تامة.سلوكيات منحرفةويرى أشرف أبو السعود مستشار التنمية البشرية والعلوم السلوكية، أن التنمر هو عبارة عن أشكال العنف الجسدي والنفسي، التي تعبر عن السلوكيات المنحرفة الناشئة عن العدوان بشتى أنواعه، موضحًا أن عدوان الزوج المتسلط على زوجته أحد أوجه هذا التنمر بأشكاله الجسدية والنفسية وأيضا الفكرية، لافتًا الى أن هذا القهر يمارس على طلاب المدارس في مختلف مراحلهم، فالمعلم قد يمارس هذا التسلط الفكري على طلابه للهروب من الأسئلة التي لا يعرف اجابتها أو بكبت حرية تعبيره عن رأيه، وهذه الأساليب تستخدمها الأنظمة الاستبدادية في ممارسة القهر الفكري على شعوبها بالبطش بكل أصحاب الرأي بالإدلاء بأفكارهم، كذلك تلجأ لها بعض الإدارات لمنع موظفيها من إبداء آرائهم أو نقد سياسة العمل داخل المؤسسة، ويؤكد أبو السعود أن هذه الممارسات المختلفة للتنمر تقتل الإبداع وتولد الكبت لدى من يتعرض لها، فالطالب يصبح متلقيًا ويتحول الموظف إلى أداة لتنفيذ الأوامر فقط، وهو ما يتسبب في القهر النفسي لهم.قلة الثقةوفي ما يتعلق بشخصية المُتنمر الذي لديه ميول عدوانية وتسلطية، يقول أبو السعود "غالبًا مايكون المُمارس لسلوكيات قهر الآخرين لديه قلة ثقة في نفسه"، ويرى أنهم لديهم انحرافًا نفسيًا ولا يمكن نسبها للأمراض النفسية التي تنشأ عنها اضطرابات سلوكية لا إرادية، على عكس ممارسات التنمر التي دائما ما يجد لها صاحبها مبررات، وفي إشارة إلى نتائج التنمر أو كما يسميه البعض القهر الفكري، يقول أبو السعود "لا يمكن رصد ردود الأفعال الانسانية بدقة، فهي ترجع لعدة عوامل بيئية وثقافية، بالإضافة إلى طبيعة الشخص الذي يتعرض للقهر الفكري" وأضاف أن صفة التنمر قد يكتسبها الابن الذي يتعرض للعنف الجسدي أو اللفظي من أبيه لينقله فيما بعد إلى زملائه في المدرسة، لافتًا إلى أهمية دور المعلم المحوري في المدرسة في بناء عقول الأجيال المتعاقبة، والذي قد يكون سلبيًا في حالة امتلاك المعلم لصفات التنمر، وهو ما يجب أن تضعه الإدارة في أولويات تقييمها للمعلم.

4044

| 01 مايو 2015