قال أستاذ جراحة العمودي الفقري بكلية الطب بجامعة عين شمس المصرية ومؤسس أكاديمية "إياتروس" لأبحاث العمود الفقري، الدكتور محمد إبراهيم رشيد، إن التزحزح الفقاري مشكلة تواجه 80% من المصريين. وأوضح رشيد أن الفرق بين التزحزح الفقري أو الفقاري والانزلاق الغضروفي، أن تزحزح الفقرات هو عبارة عن تحرك فقـرة من فقـرات العمود الفقري للأمام أو الخلف فوق الفقرة التي تليها، وهو أحد الأسباب المهمة لآلام الظهر المزمنة، وفي العادة فإن التزحزح الأمامي هو أكثر شيوعًا عن التزحزح الخلفي. وأكد الطبيب المصري، أن أسباب التزحزح تكون في الغالب بسبب خلل وراثي في تكوين العمود الفقري، بالإضافة إلى عيب خلقي في الجزء الخلفي من الفقرة، أو بسبب كسر قديم غير ملتئم، وهو الأمر الأكثر شيوعًا، وعـادةً ما يكون في الرياضيين وصغار السن. وأضاف رشيد أن خشونة المفاصل الخلفية للفقرات، أو عدم الثبات المزمن بالفقرات، يحدث عادةً مع كبار السن، إضافة إلى إصابة أو كسر حديث بالفقرة، ووجود ورم في جسم الفقرة. وعن طرق العلاج قال رشيد، إن التمـارين الخاصة لتقوية عضلات الظهر والبطن، بالإضافة إلى استخدام حزام الظهر "المشد"، واستخدام المسكنـات ومضادات الالتهاب، والحقن الموضعي بالظهر، هي أبرز طرق العلاج.

ناقش مؤتمر قطر الدولي الثاني لجراحة العمود الفقري أهم القضايا المتصلة بهذا المجال مثل علاج التشوهات والأورام والإصابات والحوادث والألم، إلى جانب البحث في أحدث الممارسات في ميدان تشخيص وعلاج مشاكل العمود الفقري. وشارك في المؤتمر الذي نظمه مركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع قسم جراحة العظام نحو 250 من مقدمي الرعاية الصحية المختصين في مجال العمود الفقري بمن فيهم الأطباء المقيمون والأخصائيون والاستشاريون وجراحو الأعصاب واختصاصيو الأشعة والأطباء العموميون وخلافهم من اختصاصيي المهن الطبية المساعدة. وتضمن المؤتمر الدولي مجموعة من المحاضرات والعروض التقديمة والأبحاث التي تناولت علاج مشاكل العمود الفقري وقدمها خبراء من العالم والمنطقة. وقال الدكتور محمد العتيق الدوسري مدير مركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد إن النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر جراحة العمود الفقري الذي تم عقده العام الماضي كان دافعا لتنظيم مؤتمر جديد يكون بمثابة منبر يجتمع فيه جراحو واختصاصيو العمود الفقري من مختلف أرجاء العالم ليتناقشوا حول آخر المستجدات وأهم التطورات وأحدث التقنيات والبحوث في المجال. وأضاف أن هذا الحدث كان مساهمة مميزة لإيجاد بعد عالمي للأفكار والآراء التي يتشاطرها اختصاصيو طب العمود الفقري حيث إن تبادل أدق المعلومات والخبرات بين هؤلاء الجراحين والأطباء والإكلينيكيين ينعكس إيجاباً على نتائج الرعاية الصحية المقدمة لمرضى العمود الفقري. من جانبه قال الدكتور خالد مبروك فرج استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بمؤسسة حمد إن هذه المبادرة تنطلق من تطلع المؤسسة لتقديم رعاية صحية آمنة وحانية وفعالة للمرضى الذين يعانون من مشاكل في العمود الفقري. ولفت إلى أن المؤتمر سلط الضوء على آخر الأبحاث العلمية والإكلينيكية في المجال بما يشمل التقنيات الجراحية والمضاعفات والنتائج وبيانات المتابعة لإجراءات علاج العمود الفقري الواعدة والمبشرة بكل خير. وركّز المشاركون على علاج إصابات وحوادث العمود الفقري حيث إن معدل هذه الحالات مرتفع للغاية في المنطقة بسبب ارتفاع معدل حوادث الطرق. من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الكواري استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بمؤسسة حمد الطبية إن هذه الملتقى الطبي كان فرصة مهمة للتعاون الدولي انطلاقا من التقاء أفراد مجتمع العمود الفقري وتبادل البيانات والمعارف العلمية الاستثنائية فيما بينهم بما يعينهم على استحداث المزيد من الطرق والأساليب الجديدة لعلاج المرضى.

حذر الطبيب الألماني ميشائيل ناسترلاك من أن الجلوس لمدة تزيد على 8 ساعات يومياً يؤدي إلى الإصابة بمتاعب الظهر والعمود الفقري، لذا يعد موظفو العمل المكتبي أكثر عرضة لهذه المتاعب. وأضاف ناسترلاك، عضو الجمعية الألمانية لطب العمل والطب البيئي، أنه يمكن تجنب الإصابة بهذه المتاعب باتباع التدابير التالية: الوقوف بشكل منتظم: ينبغي عدم الجلوس في وضعية واحدة طويلاً؛ لذا ينبغي الوقوف بشكل منتظم، بمعدل مرة كل ساعة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع الطابعة في موضع بعيد عن المكتب، بحيث يستلزم الأمر الوقوف لالتقاط الأوراق المطبوعة. كما يمكن إجراء المكالمات الهاتفية وحضور الاجتماعات وقوفاً. الجلوس الديناميكي: يمكن الحركة أثناء الجلوس أيضاً، وهو ما يعرف بالجلوس الديناميكي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إمالة الحوض إلى الأمام أو الخلف من آن إلى آخر أو تحميل وزن الجسم على الأرداف بالتناوب. تمارين الإطالة: من المهم أيضاً أن يؤدي الموظفون تمارين الإطالة بمعدل كل ساعتين. ولهذا الغرض، يتم فرد العمود الفقري ومد الفقرات العنقية. الأثاث المناسب: من الأفضل استعمال مكاتب يمكن تعديل ارتفاعها، كي يتمكن الموظفون من القيام بمهام العمل أثناء الوقوف من آن لآخر.

نظم مركز اصابات الحوادث بمؤسسة حمد الطبية اليوم التعليمى الثانى للرعاية الحرجة متعددة التخصصات لاصابات الحوادث حيث تم القاء الضوء على أحدث الأساليب التى تستخدم لرعاية أصحاب الاصابات الحادة، لا سيما اصابات العمود الفقري.وبلغ عدد المشاركين فى هذا الحدث أكثر من 100 شخص من أصحاب المهن والتخصصات الطبية من مختلف أقسام مركز اصابات الحوادث وغيره من أقسام وادارات مؤسسة حمد الطبية، الى جانب بعض الحضور من خارج المؤسسة، ومنهم كونى ماتيس المستشار الأكاديمى لاصابات الحوادث لدورة تحسين نتائج رعاية مصابى الحوادث التابعة لجمعية ممرضى اصابات الحوادث، وكارول ايمرمان مدير التمريض بمركز اصابات الحوادث فى مايو كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية.وبهذه المناسبة قال د. حسن آل ثاني، رئيس قسم جراحات الحوادث والأوعية الدموية بمؤسسة حمد الطبية: " أنشأنا مركزًا متميزًا لاصابات الحوادث لتوفير أفضل رعاية ممكنة لمصابى الحوادث؛ حيث يجرى العمل كفريق واحد يقدم كل فرد فيه أفضل ما لديه لتحقيق رؤية محددة، وهذا هو سر النجاح".وأكد د. أحمد زعرور، استشارى أول الجراحة العامة وجراحة الحوادث والرعاية الحرجة ومدير قسم الرعاية الحرجة لمصابى الحوادث بمؤسسة حمد الطبية، أن النجاح الباهر الذى حققه مركز اصابات الحوادث على المستويين الاقليمى والدولى يعود الى العمل الجماعى لتقديم أفضل رعاية لكل المصابين، الى جانب وجود قيادة ماهرة تستجيب بصورة متواصلة لكافة التحديات التى تواجه الفريق.يقول د. رافائيل كونسونجي، مدير برنامج الوقاية من الاصابات بمؤسسة حمد الطبية: " ان اصابات النخاع الشوكى فى زيادة مطردة بدولة قطر، ويرجع ذلك الى تزايد حوادث الطرق والسقوط من أماكن مرتفعة، وأغلب الضحايا من الشباب، الا أن أغلب ضحايا حوادث الطرق من القطريين، بينما معظم ضحايا السقوط من أعلى من الوافدين العاملين فى مجال البناء، هذا الى جانب انتشار حوادث الغوص الآخذة فى الزيادة عن ذى قبل".وأكد د. كونسونجى على أهمية اتخاذ احتياطات السلامة فى الوقاية من اصابات النخاع الشوكى أو الحد من آثارها، وذلك باتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء الطريق مثل ربط حزام الأمان ووضع الأطفال بالمقاعد المخصصة لهم بالسيارة حيث كشفت الدراسات أن اتباع هذه التعليمات يساهم فى تقليل معدلات الوفاة الناتجة عن حوادث السيارات بنسبة تتراوح بين 40 و50 %، كما يقلل من فرص التعرض لاصابات النخاع الشوكى بنسبة 80 %، الى جانب أيضًا تطبيق معايير السلامة أثناء الغوص مما يساعد على الوقاية من الحوادث.ومن جانبه أوضح د. هشام عبد الرحمن، استشارى ومدير وحدة انعاش مصابى الحوادث قائلا: "ان اصابات النخاع الشوكى هى تلك الاصابات التى تتسبب فى فقدان الوظائف مثل الحركة والاحساس، والعلاج المبدئى السليم يكون خلال الساعات الأولى التى تعقب اصابة حادة فى النخاع الشوكى يساهم الى حد كبير فى نجاة المصاب ولاعطائه فرصة للحياة بشكل أفضل؛ حيث يعمل على الحفاظ على وظائف النخاع الشوكي، والحيلولة دون حدوث المضاعفات التى يمكن أن تؤدى الى الاعاقة الدائمة أو الوفاة".

أكدت الجمعية الألمانية للسلامة والطب المهني أن الجلوس الديناميكي يقي موظفي العمل المكتبي من آلام الظهر؛ حيث يحول تغيير وضعية الجلوس بصورة منتظمة دون التحميل على ناحية واحدة فقط من الجسم أثناء الجلوس، ما يُخفف بالطبع من الحمل الواقع على العمود الفقري. وأوضحت الجمعية، التي تتخذ من مدينة دورتموند مقراً لها، أنه يُمكن تحقيق الجلوس الديناميكي من خلال ممارسة بعض التمارين البسيطة كأن يتم مثلاً نقل ثقل الوزن من إحدى ناحيتي الجسم إلى الأخرى وكذلك من خلال تحريك منطقة الحوض بشكل تبادلي إلى الأمام والخلف. وكتمرين آخر، أشارت الجمعية الألمانية إلى أن المواظبة على مد مؤخرة العنق من خلال إنزال الرأس إلى مؤخرة العنق تُسهم أيضاً في التخفيف عن الظهر، لافتةً إلى أنه يُمكن تحقيق تقنية الجلوس الديناميكي أيضاً من خلال تحريك القفص الصدري عدة مرات متتالية إلى الأمام وإلى الخلف وإلى الجانب. وبجانب هذه التمارين البسيطة أكدت الجمعية الألمانية على أهمية أن يحرص الموظفون أيضاً على إدراج الأنشطة الحركية داخل حياتهم اليومية قدر الإمكان، كي يتسنى لهم التخفيف عن الظهر، لافتةً إلى أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة المشي مثلاً لفترة قصيرة خلال فترة الراحة في الظهيرة أو بالذهاب إلى أحد صالات اللياقة البدنية خلال فترات المساء.