رفضت شيرين أبو عاقلة رغم اغتيالها أن تمر ذكرى النكبة الفلسطينية دون أن تحييها، ليخرج صوتها من تحت الثرى وتختم مسيرتها المهنية بتقرير يؤكد وحشية الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال الأرض والبشر. وفي تقريرها الأخير، سردت الراحلة شيرين قصص فلسطينيين هُجروا من أراضيهم عام النكبة، ولايزالون يحملون في ذاكرتهم آلام الهجرة وأمل العودة. الزميلة الراحلة #شيرين_أبو_عاقلة أعدت هذا التقرير لذكرى النكبة قبل اغتيالها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بيومين، ولم تكن تعلم أنه سيكون الأخير لها | شيرين أبو عاقلة | الجزيرة | الأغوار #الأخبار pic.twitter.com/wHBcEnbLTU — قناة الجزيرة (@AJArabic) May 15, 2022 واختتمت شيرين تقريرها الأخير بـ شيرين أبو عاقلة - الجزيرة - الأغوار، لتكون آخر الأماكن التي تعد فيها تقاريرها للعالم أجمع عن الاحتلال وسياساته في التهجير المستمرة إلى الآن. منذ انضمامها لشبكة الجزيرة عام 1997 قدّمت شيرين عشرات التقارير الصحفية عن ذكرى النكبة، التي يتم إحياؤها رمزيا في 15 مايو من كل عام، وقدمتها بأسلوب سهل ممتنع، فكانت مكثفة غنية توصل الفكرة بكل سلاسة خلال 3 دقائق فقط، مقدمة عبر 25 عاما أرشيفا توثيقيا وإعلاميا يوَثق ويدرَس.

زارت كاميرا قناة الجزيرة أمس، موقع اغتيال الصحفية المغدورة شيرين أبو عاقلة، وأعادت سرد وقائع الجريمة كما لو أنها حدثت الآن. وكان موفد الجزيرة زين العابدين توفيق تنقل الى مكان اغتيال أبو عاقلة واستعرض تفاصيل الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، وتوقف عند الشجرة التي لاتزال تحتفظ بآثار الجريمة، حيث الرصاص، ودم الشهيدة، وأثر الفراشة الذي لا يزول. كما توقف عن الناحية الأخرى من الشجرة، حيث كانت تحتمي زميلة الراحلة شذا حنايشة من رصاص العدو الصهيوني، بينما لم يظهر في هذا الجانب أي آثار للرصاص بحسب زين العابدين نقلا عن الرواية الفلسطينية، مؤكدا أن الرصاص كان موجها للناحية التي كانت فيها شيرين تحاول أن تلحق بزميلها المصور علي السمودي بعد تعرضه لإصابة في الكتف، لكن الرصاصة كانت أسرع، لتسقط أرضا، فيما ظلت الحنايشة في الجانب الآخر من الشجرة لا تدري ماذا تفعل، وهي تحاول أن تمد يدها كي تتحسس أنفاس زميلتها. كما نقلت كاميرا الجزيرة المكان الذي انطلقت منه صيحات الفزع وطلب النجدة في ظل استمرار إطلاق النار من المحتل الاسرائيلي. وكان زين العابدين توفيق التقى مراسل الجزيرة إلياس كرام الذي تحدث بحرقة عن استهداف صحفيي الجزيرة من جنود الاحتلال الاسرائيلي ومن السياسيين الذي يحرضون على فرق الجزيرة، وعلى صحفييها بشكل خاص، مشيرا إلى أن هذا التحريض كان على مدى سنوات طويلة، وأن التعامل معهم كأعداء وليس كصحفيين في الميدان. وأشار كرام الى أن استهداف الصحفيين يأتي بهدف التعتيم على الرأي العام وإخفاء الحقيقة، مؤكدا أن التحريض من السياسيين وأعضاء الكنيست ووزراء في الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، وأن هؤلاء يحرضون على صحفيي الجزيرة بشكل شخصي ومباشر وانعكس ذلك على طبيعة تغطيتهم في الميدان. في بعض الغياب حضور إلى ذلك، وفي إطار التفاعل الكبير من الفنانين والمبدعين بمقتل مراسلة الجزيرة وأيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، كتب الفنان غانم السليطي تدوينة نشرها بحسابه على الانستجرام جاء فيها: تغردين في حياتك وتقولين.. في بعض الغياب ظهور. نعم أيتها المناضلة العربية الشريفة. ولكن موتك. قتلك.. إسكاتك.. غيابك للأبد هو ظهور ساطع! وكلمة ستدوي عبر التاريخ. ومعنى سيحفر في وجدان الأمة. إنك النجمة التي أشرقت في شارع النضال الفلسطيني وسطرت بعملها.. بتحقيقاتها في الشاشة.. بجهودها المتواصلة عبر السنين. بحبها للقدس ولجنين. بعشقها للإنسان ونصرته ضد المحتلين. نعم كل لحظات عمرك مواجهة.. وصدام.. ولم تغب مواجهتك حتى في موتك! وأنت في نعشك.. جثة. حولت نعشك إلى دبابة تواجه العدو.. مستندة على أكتاف أبناء شعبك وتُطلقين عليهم معاني الكرامة والوطن والوجود رغم أنفهم.. حاولوا إسقاطك وأنت ميتة فلم يتمكنوا! الى آخر جزء من ثواني بقائك على سطح هذا الكوكب.. ناضلتِ.. أيتها الأيقونة الوطنية في سماء العزة العربية! رحلتِ منتصرة.. للوطن، وللفلسطينيين، وللقدس، ولنا. وصفعتِ المحتل، وبصقتِ في وجه أعوانه من الصهاينة العرب.. عليهم وعلى إسرائيل اللعنة. عاشت القدس، وعاشت فلسطين، وعلى المنبطحين العرب الأذلاء! ستدور الدوائر. نامي قرب أمك وأبيك في هدوء، ولن تغيبي عن الظهور.. لأنك شيرين أبو عاقلة.

خلص تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن عناصر من فرقة دوفِدفان أطلقوا الرصاص في اتجاه مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة، مما أدى إلى استشهادها، بحسب صحيفة هآريتس الإسرائيلية. وتتألف وحدة دوفِدفان بجيش الاحتلال من جنود يتحدثون اللغة العربية ويرتدون الزي الفلسطيني وتوكل إليهم مهام قتل واختطاف فلسطينيين، بحسب تقرير نشره موقع الجزيرة نت. وتعد الوحدة من قوات النخبة التي تتألف من مستعربين ينفّذون مهام عسكرية وأمنية خاصة، وقد أسسها إيهود باراك عندما كان يشغل منصب قائد اللواء بالضفة الغربية في جيش الاحتلال عام 1989. ويتم اختيار أغلب عناصر تلك الوحدة من الجنود المستعربين الذين يُشترط أن تشبه ملامحهم الملامح العربية، ويرتكز أسلوب عملهم على الاندساس وسط الفلسطينيين وتنفيذ عمليات قتل وخطف للناشطين من مسافة صفر. كما تنشط وحدة دوفِدفان كذلك في جمع المعلومات الاستخبارية بالضفة الغربية المحتلة وتعمل على إحباط أي هجمات أو عمليات للمقاومة الفلسطينية. ذاع صيت الوحدة في عمليات الدهم والاعتقال وعرفت “بوحدة الاغتيالات”، كما اشتركت في عمليات خارج الضفة وفي قطاع غزة للمرة الأولى خلال حرب 2008. غير أن العديد من عمليات دوفِدفان فشلت وقد خسرت الكثير من جنودها في الضفة المحتلة وغزة، ففي 6 أغسطس2000 حاولت الوحدة اغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شمالي الضفة، لكن العملية فشلت وأدت إلى مقتل 3 من الجنود الإسرائيليين ونجاة القائد الفلسطيني. وفي 11 نوفمبر 2018 حاولت دوفِدفان اختراق قطاع غزة لكن قوة أمنية تابعة لكتائب القسام اكتشفتها، ودار بينهما اشتباك أسفر عن مقتل قائد الوحدة الإٍسرائيلية واستشهاد القيادي بالقسام نور الدين بركة.

الدوحة – موقع الشرق انضمت الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى قائمة شهداء قناة الجزيرة بعد اغتيالها برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء توجهها لتغطية الأوضاع والتطورات في مخيم جنين شمالي الضفة المحتلة، وهي الجريمة التي أثارت غضبا عربيا وردودا دولية واسعة. وفي هذا التقرير الذي نشرته الجزيرة نت، يضم قائمة بمراسليها الذين فقدوا حياتهم في الميدان. طارق أيوب استشهد متأثرًا بإصابته عند قصف طائرة أمريكية لمكتب الجزيرة في بغداد في 8 أبريل عام 2003، واستشهد أيوب في عمر 35 عامًا بعد عمله مراسلًا لقناة الجزيرة ثلاث سنوات، وكان طارق وقتها برفقة زملائه على سطح مكتب قناة الجزيرة في بغداد، وتوفي بعد إطلاق القوات الأمريكية صاروخًا يستهدف مكتب الجزيرة المكون من ثلاثة طوابق. رشيد والي استشهد برشقات من الرصاص أثناء تصوير اشتباكات في كربلاء في 20 مايو 2004، التحق رشيد والي بركب الجزيرة في مارس 2003، لكن قصر المدة لم يحل دون مسيرة حافلة للشهيد مع الجزيرة اعتقل خلالها على أيدي قوات الاحتلال الأميركي ثلاثة أيام لم يؤرقه فيها غير همّ أطفاله الستة الذين أبكاهم فقد أبيهم. علي حسن الجابر استشهد أثناء تغطيته لأحداث الثورة الليبية في مدينة بنغازي في 12 مارس2011، وعلي الجابر صحفي قطري كان رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة، وقد اغتاله كمين مسلح هاجم فريق الجزيرة أثناء عودته من إحدى التغطيات. محمد المسالمة استشهد برصاص قناص أثناء تغطيته للأحداث في مدينة درعا بسوريا في 18 يناير2013، ومحمد المسالمة ناشط إعلامي سوري غطى أحداث الثورة ونقل معاناة السوريين تحت وطأة القصف والقتل اليومي والحصار الخانق، وعمل مع قناة الجزيرة منذ 2012 مدة عام واحد، واستشهد برصاص قوات النظام السوري. حسين عباس استشهد أثناء عودته من تغطية إعلامية في ريف إدلب في 1 مايو2014، وهو صحفي مواطن استشهد وهو في طريقه إلى منزله بعد أن غطى القتال في ضواحي إدلب بشمال سوريا. محمد القاسم استشهد في كمين نفذه مجهولون أثناء عودته من تغطية في ريف إدلب في 10 سبتمبر2014. مهران الديري استشهد أثناء توجهه لتغطية المعارك في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا في 10 ديسمبر2014، وكان مراسلًا لموقع الجزيرة نت. محمد الأصفر مصور صحفي استشهد أثناء تغطيته للمعارك في حي المنشية بمحافظة درعا بسوريا في 26 يونيو2015. زكريا إبراهيم مصور صحفي استشهد بعد إصابته بشظية عندما كان يغطي قصف الجيش السوري لمحافظة حمص في 7 ديسمبر2015. إبراهيم العمر كان مراسلًا لقناة الجزيرة واستشهد بغارة جوية روسية على بلدة ترمانين بريف إدلب شمالي سوريا في 11 يوليو 2016. مبارك العبادي كان رئيس مؤسسة نبأ للإعلام بمحافظة الجوف شمالي اليمن، وكان متعاونا مع الجزيرة واستشهد أثناء تغطيته المعارك بمحافظة الجوف في 5 أغسطس2016. شيرين أبو عاقلة اغتيلت شيرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي وهي متجهة للتغطية في جنين بالضفة الغربية في 11 مايو2022، وعلى مدار 25 عامًا غطت الزميلة شيرين جميع الأحداث في فلسطين تقريبا إذ كانت دائما وسط الميدان، بدءا من الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت عام 2000، ومرورا باجتياح مخيم جنين وطولكرم عام 2002، ثم الحروب على غزة واجتياحات الجيش الإسرائيلي المستمرة لمختلف أنحاء الأراضي المحتلة. وفي صباح الأربعاء 11 مايوخرجت شيرين لممارسة عملها لتغطية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين فاستهدفها قنّاصة الاحتلال.

في مشهد يخرق كل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس على مشيعي الفقيدة الراحلة شيرين أبو عاقلة أمام المستشفى الفرنسي في القدس حيث انهالت بالضرب المبرح على حاملي نعش فقيدة الإعلام العربي والعالمي. وعبرت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان عن استنكارها بأشد عبارات الشجب والتنديد هذه الممارسات، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سلامة وأمن كافة المشيعين من عائلة الزميلة شيرين وأسرتها. وأكدت شبكة الجزيرة أنها مستمرة في تغطيتها الصحفية ونقل الخبر والصورة بكل دقة وموضوعية، ولن تثنيها مثل هذه الممارسات عن قول الحقيقة. وكان مدير قناة الجزيرة أحمد اليافعي شارك أمس في مراسم جنازة ودفن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك عقب وصوله الى القدس، على رأس الوفد المرافق. وكان ضمن الوفد المذيع بقناة الجزيرة زين العابدين توفيق، كما التحقت بفريق الجزيرة وجد وقفي مراسلة الجزيرة في واشنطن. وتقدم اليافعي الى جانب عائلة الشهيدة وزملائها المشاركين في الجنازة، حيث شهد عملية اقتحام ومحاصرة المستشفى الفرنسي في القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءها على موكب تشييع الصحفية شيرين أبو عاقلة. قبل أن يتم نقل الجثمان في سيارة الموتى، من المستشفى الفرنسي الى كنيسة الروم الكاثوليك بباب الخليل حيث تم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها. كما تقدم مدير قناة الجزيرة حشود المشيعين الذين رافقوا موكب الجنازة إلى مقبرة جبل صهيون بالقدس حيث وري جثمانها الثرى بجانب والديها الراحلين. وقال مدير قناة الجزيرة أحمد اليافعي في تصريحات للجزيرة خلال مشاركته في الجنازة: قضية محاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة هي قضيتنا وقضية العالم الحر. وتعهد اليافعي بمواصلة الجزيرة تغطية الشأن الفلسطيني، وقال: سنحاسب قاتل شيرين أبو عاقلة. وفي حديث لموقع رؤيا الإخباري، أكد مدير قناة الجزيرة أحمد اليافعي، أن دم شيرين أبو عاقلة لن يذهب سدى، وأن من اغتالها في وضح النهار أعتقد أنه يغيب السردية الدقيقة والحقيقة للقضية الفلسطينية. مشيرا الى أن شيرين شهيدة الرسالة والصحافة الحرة، وشهيدة القضية الفلسطينية. وفي حديث للجزيرة قال طوني أبو عاقلة شقيق الزميلة الراحلة شيرين إن قوات الاحتلال رفضت وجود أي علم فلسطيني داخل منزل العائلة. وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتربص بالتشييع. متمنيا أن يمر بسلام. وتعهد أبو عاقلة بأن تسلك العائلة كل الطرق لتقديم الجناة للعدالة، وقال: سنلجأ لاستشارات قانونية ونطالب بتحقيق دولي شفاف بمشاركة السلطة الفلسطينية. وكانت الجزيرة نعت الإعلامية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت الأربعاء برصاص القوات الإسرائيلية خلال تواجدها بمخيم جنين للتغطية. وتعهدت في بيان لها بملاحقة القتلة بكل السبل القانونية التي تملكها وتقديمهم للعدالة.

تناول برنامج فوق السلطة في حلقة جديدة مساء أمس والتي تم بثها على قناة اليوتيوب، حادثة مقتل شيرين أبو عاقلة بدم بارد من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وكانت الحلقة بمثابة تحية الى روح الفقيدة، نجمة القدس، حيث قال نزيه الأحدب مقدم البرنامج: شيرين أبو عاقلة لم تخف الاحتلال يوما لكن الاحتلال كان دائما يخشاها فهي صوت فلسطين آذان العالم وعين الجزيرة على وحشية الاحتلال في القدس وفي فلسطين. وداعا شيرين. ملامح وجهك الفلسطيني الحر الحزين ستبقى بوصلة لنا تشير الى الحرية والحقيقة. والحرية للقدس. من جانب آخر قدم برنامج بعد أمس على الجزيرة بودكاست لمسة وفاء للصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة. وجاء في الحلقة: المجد لله في الأعالي يا شيرين. وعلى أرض فلسطين سلام يطهرها. عاجلا لا آجلا. وقلوبنا يا شيرين حسرة وألم وثقة. حسرة على رحيل من نحب كما يرحل الحلم الجميل من دون أن نكون في الوداع يا شيرين. ألم يا شيرين لأننا عاجزون عن القصاص ممن يغاتلون الناس جميعا إذ قتلوك بغير نفس أو فساد في الأرض. ثقة يا شيرين بأن من قتلوك خارجون من أرضنا لا محالة. عابرون في المكان عبور الظلال. مارقون في الزمان مروق الأوهام. ممحوون من ذاكرة الخير ودائرة النور. امحاء الظلام. وقالت خديجة بن قنة على مدار أكثر من ربع قرن كانت شيرين صوتا للحقيقة لا لغيرها. بعينيها كان العالم يرى فلسطين كما هي لا كما يريد الاحتلال أن نراه، ولم تشأ أن نراه الا وقد كتبت بدمائها وثيقة إدانة لقاتلها لتسقط شهيدة وشاهدة على من أسكت صوتها. وكما اختارت شيرين أن تكون قريبة من الناسن فإن الناس اسكنتها قلوبها. هكذا هي شيرين أبو عاقلة عند الملايين من محبيها حول العالم.

خيمت حالة من الحزن على مقر شبكة الجزيرة الإعلامية والعاملين فيها، منذ إعلان خبر مقتل أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة صباح الأربعاء الماضي برصاص الاحتلال الاسرائيلي، حيث وري جثمانها الثرى مساء أمس بمقبرة جبل صهيون، في جنازة استثنائية لم يشهد لها مثيل، وسط قرع أجراس الكنائس في القدس المحتلة، وهتافات المشيعين الفلسطينيين، ورفع العلم الفلسطيني رغم تهديد الكيان الإسرائيلي، واعتداء عناصره الأمنية على المشيعين. ونعى مذيعون بقناة الجزيرة زميلتهم الراحلة بكلمات مؤثرة، ومشاعر اختلط فيها الحزن بالفخر، حيث نشرت غادة عويس سلسلة تغريدات في تويتر جاء في إحداها: ما أصعبها من لحظة.. لحظة الفرق. الى جنات الخلد حبيبة القلب والروح شيرين يا ملاك أرقدي على رجاء القيامة. وغردت أيضا: وداعا شيرين. قتلك الاحتلال الاسرائيلي النازي. وحلفاؤه العلنيون والسريون يقتلونك مرة ثانية بتجهيلهم الفاعل! من جانبها غردت ديما خطيب: شيرين أبو عاقلة من أوائل النساء العربيات مراسلات الحرب في أواخر التسعينيات حين كان دور المرأة التقليدي في التلفزيون هو التقديم من الاستوديو. شيرين كانت من طلائع الجيل الذي كسر نمطية الأدوار الجندرية في مهنة الصحافة التلفزيونية. كانت شجاعتها دئما مصدر إلهام كبير لنا كلنا. ونشرت قناة (اي جي بلاس) محتوى بعنوان: العمة الحنونة.. قصة إنسان، ويتناول الفيلم لقاء مع عائلة شيرين أبو عاقلة، وبشكل خاص مع ابنة أخيها لينا أبو عاقلة. أما تامر المسحال فغرد: ذهبت لتغطية الخبر فأصبحت الخبر في كل وسائل الإعلام. وأضاف في تغريدة أخرى: أرادوا اغتيال صوتك صوت الحقيقة فحرك استشهادك كل الأصوات الحرة.. وداعا. وغردت إيمان عياد: عرفها جيل بعد جيل وهي تغطي أحداث الانتفاضة وحصار المقاطعة واجتياح الضفة والانسحاب من غزة والحروب عليها. أجيال أصابت الرصاصة ذاكرتهم فأحيتها ولم تمتها. لان ذاكرة الحر لا تقبل النسيان او الفناء. أما محمد كريشان فغرد: موجع جدا جدا رحيلك يا شيرين. جريمة شنيعة لقوات الاحتلال يجب الا تمر هكذا. رحمة الله عليها. ونشرت علا الفارس تغريدة: أشعر وكأن العزاء في كل بيت عربي حر.. على الغصة التي ترافقنا من أمس عن الحزن الذي يخيم على الجميع.. عن دموع أمي وحزن فلسطين. عن حرقة الزملاء والدموع والمصاب الأليم أكره الموت بكل فصوله.. فكيف اذا كان الحدث في فلسطين.. وكيف ان كان يغيب شمس وصوت فلسطين. وداعا شيرين. وغرد جلال شهدا: رأيتك جسمك محمولا على الزرد وكان يرشح ألوان.. جسمي هناك فسدوا ساحة البلد. أما جمال المالكي فكتب مغردا: يسيطر علي الوجع والقهر منذ مشاهدتي الفيديو الذي يوثق لحظة استشهاد العظيمة شيرين أبو عاقلة رحمها الله. وغردت سلمى الجمل: يا إلهي كم هو مفجع وصادم رحمة الله عليك رحمة الله عليك رحمة الله عليك. من جانبه غرد ماجد عبدالهادي: إنهم يقتلون الشهود. شيرين أبو عاقلة شهيدة برصاص الاحتلال الاسرائيلي بعد ربع قرن من شهاداتها على جرائمه. وغردت روعة أوجيه: كانت تحب الحياة.. هذا أكثر ما أذكره من لقاءاتي بها... فهي لا تصدق فرصة الخروج لتكتشف العالم ونكهاته. ومازالت تحلم باكتشاف العالم!

في خرق للأعراف والمواثيق الدولية وعدم احترام لمهابة الموت ، اعتدت قوات الاحتلال الاسرائيلي على حشود الفلسطينيين أثناء تشييع جثمان شيرين أبوعاقلة بالضرب، ونكل بالمشيعين للجنازة ، حتى كادوا أن يُسقطوا النعش. وشيعت شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، التي اغتيلت برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحامات مخيم جنين يوم الأربعاء في جريمة أثارت ردود فعل محلية ودولية كبيرة. كما شيّع الآلاف من الفلسطينيين جثمان شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير في مقبرة جبل صهيون جنوب القدس المحتلة، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة اغتيال أبو عاقلة ورفعوا الأعلام الفلسطينية. و احتشد، الجمعة، مئات الفلسطينيين أمام المستشفى الفرنسي في القدس، حيث يوجد جثمان الصحفية شيرين، استعدادًا لانطلاق جنازتها وسط تضييقات وقيود من قبل سلطات الاحتلال التي منعتهم من تتبع الجنازة. وأظهرت لقطات مصورة نعش شيرين التي استشهدت الأربعاء برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يكاد يسقط أرضاً فيما عناصر الشرطة الإسرائيلية يفرقون المحتشدين. كما حاولت قوات الاحتلال منع رفع أعلام فلسطينية واعتدت على أشخاص يرفعون تلك الأعلام في مسيرات أو احتجاجات في المدينة.

في موكب مهيب.. شيعت الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، التي اغتيلت برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحامات مخيم جنين يوم الأربعاء في جريمة أثارت ردود فعل محلية ودولية كبيرة. ونُقل جثمان أبو عاقلة إلى كنيسة الروم الكاثوليك في القدس المحتلة، حيث بدأت مراسم التشييع هناك ثم نقل على الأكتاف إلى مقبرة جبل صهيون في القدس المحتلة لتوارى الثرى إلى جانب والديها. ووصل جثمان أبو عاقلة إلى كنيسة الروم الكاثوليك، حيث أقيمت الصلاة على روحها، قبل أن ينقل إلى مقبرة جبل صهيون، ليوارى الثرى هناكن كما قرعت أجراس الكنائس في القدس تزامنًا مع تشييع جثمان شيرين أبو عاقلة من كنيسة الروم الكاثوليك. قوات الاحتلال تعتدي بوحشية على حشود المشيعين في جنازة الزميلة #شيرين_أبو_عاقلة أمام المستشفى الفرنسي في #القدس المحتلة pic.twitter.com/vyKkViQlDH — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 13, 2022 ودفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات عسكرية وفرق الخيالة إلى المستشفى الفرنسي حيث كان يسجى جثمان أبو عاقلة، وصادرت الأعلام الفلسطينية التي رفعها المشيعون في الموكب، ومنعت المئات منهم من مغادرة المستشفى واللحاق بموكب التشييع. واقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي السيارة التي تنقل جثمان شيرين ونزعت العلم الفلسطيني عن الجثمان، ونُقل الجثمان إلى كنيسة الروم الكاثوليك في القدس المحتلة، وبدأت مراسم التشييع. عاجل | قوات الاحتلال تمنع المشيعين من السير وراء السيارة التي تقل جثمان الزميلة #شيرين_ابو_عاقلة وتزيل الأعلام الفلسطينية من عليها https://t.co/DfydN3xoGV — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 13, 2022 وقال طوني أبو عاقلة شقيق شيرين إن قوات الاحتلال رفضت وجود أي علم فلسطيني داخل منزل العائلة، وقال إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تتربص بالتشييع، ونتمنى أن يمر بسلام”. وتعهد طوني أبو عاقلة بأن تسلك العائلة كل الطرق لتقديم الجناة للعدالة “وسنلجأ لاستشارات قانونية ونطالب بتحقيق دولي شفاف بمشاركة السلطة الفلسطينية”.

كانت كنسمة الربيع إذا ما دخلت أحد الأماكن عبّقته بحلو كلامِها وطيب فؤادِها، فلم تترك بيت أسيرٍ ولا معتقلٍ ولا جريحٍ ولا شهيد إلا وتركت فيه أثرًا طيبًا حتى باتت هي الخبر. الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة انتقلت من القدس إلى مخيم جنين الثائر لتغطي أخبار اقتحامه وتصبح فيه أول خبر، استشهدت ابنة القدس شيرين وتركت خلفها شعبًا حزينًا يستذكر صوتها وكلمتها المحفورة في القلوب نهاية كل تقرير شيرين أبو عاقلة.. الجزيرة.. فلسطين. الصحفية شيرين يتيمة الأبوين ولها شقيق واحد فقط يعمل في الخارج، فعائلتها صغيرة لكن كل أحرار العالم تأثروا باستشهادها فبكوها وأصبحت ابنةً للجميع. المحامية والأسيرة المحررة شيرين العيساوي التقت كثيرًا بالشهيدة شيرين بحكم عملها فتروي لـالشرق أن الشهيدة كانت تعمل للقضية الفلسطينية بكل أبعادِها بضمير كبير، وكانت أكثر من يبحث عما وراء الخبر وتقول: ما زلت لا أستوعب أنها رحلت عنّا للأبد وأنها لن تعود لزيارتنا في بيتنا لتجري معنا الحوارات وتسأل عن أمي وأخي الأسير. وتضيف: حين كانت تبحث معي عن التفاصيل كنت أشعر كما لو أن أخي الأسير خاصة وهو مضرب عن الطعام هو أخوها. وتتابع: أما حين كانت تجري معنا اللقاءات الصحفية كانت كما لو أنها تدردش معنا أو أنها فرد من أسرتنا وليست صحفية غريبة عنا، بسيطةٌ للغاية لم تحمل شيئاً من الغرور أو الكِبر حتى دخلت قلوبنا بلا إذن. وتستذكر العيساوي: لا أنسى دموع الشهيدة شيرين حين سقطت أمام حزن أمي على أخي الشهيد خلال لقائها الصحفي، ودموعها عندما تحدثت والدتي عن حرماننا من الاجتماع كعائلة منذ الانتفاضة الأولى وعن أمنيتها في ضمّ إخوتي الأسرى. وتعلق: دموع شيرين أغلى من الذهب فما البال بدمِها الذي نزف وتم استباحته بدم بارد. أما الإعلامي محمد دراغمة فكان قريبًا من الصحفية الشهيدة شيرين حتى أنه بكاها أكثر مما بكى أخاه وفق قوله لـالشرق، وكان آخر لقاء له بها في شهر رمضان الأخير احتفالًا برجوعها من أمريكا يعلق: كان أجمل وآخر إفطار جمعنا بها. وبين أن شيرين لم تسعَ يومًا للشهرةِ أو الظهور إنما كل سعيها لكشف الحقيقة لذلك نعاها كل الشعب الفلسطيني وربما العربي بكل أطيافه. وقال: في رحلة عملنا كنا نقضي أوقاتًا معا أكثر من تلك التي نقضيها مع عوائلنا، ومن بين كل الصحفيين كانت شيرين استثنائية تتميز بنبل أخلاقها ولو سألتموني عن عثرةٍ لها ما وجدتُ أبدًا. وأضاف: إلى جانب مِهَنيتها التي تميزها في عملي الصحفي، فقد كانت إنسانةً بكل ما تحمله الكلمة من معنى جميل، وإن أكثر ما كان يلفت انتباهنا فيها إنصافها للغائب، فإذا ما تحدث أحد بما لا يعجبه في غيابه وقفت لتكون مدافعًا عنه منصفةً له مُقدمة له كل الأعذار. وتابع: امتلكت شيرين صفة التسامح اللامحدود فلم تكن تفكر يومًا بالرد على أذية أي أحد، ولا أنسى يوم أن اتفقت مع بعض العمال على ترميم شقةٍ خاصة بها لكنهم خدعوها بطلب مبالغ ضخمة وبكل صدقٍ وطيبةٍ قدمت لهم المبلغ دون أن تشكّ أو تتخيل أن يقوموا بخداعها. يعلق: كانت نقية طاهرةً لا ترى إلا الحب والأمانة والصدق، فلا ترى الكره ولا الغش أو الحقد والخداع، إلا بعيون الاحتلال. ويقول بسام بقلة الذي عمل مع الشهيدة في فترةٍ ما في وكالة الاونروا: ما زلت لا أنسى من بين آلاف التقارير التي قدمتها تقريرها المليء بالإنسانية والرحمة والشفقة وهو عن شاب اهتم بقطة جريحة، فما البال بمشاعرها تجاه الأسرى والجرحى وأهالي الشهداء؟!. وأضاف في حديثه لـالشرق: لقد تركت أثرًا كبيرًا في قلوب كل من عرفها، لم تبحث عن شهرة بل ركضت وراء فضح جرائم الاحتلال، لذلك أوجعت قلوبنا برحيلها. صوت شيرين لم يندثر ولن يندثر ولا حتى اسمها لأنها باقية في قلوب الشعب، حتى أن الشاب الفلسطيني ثائر دويكات من بلدة بلاطة أنجب طفلة يوم استشهاد شيرين وأسماها شيرين أبو عاقلة تيمنًا بها وهي التي ارتقت برصاص الاحتلال الغادر وكذلك محمد مسلم من بلدة بيت لاهيا في غزة وأيضًا جمال عمران من بلدة بورين.

فرضت القوات الإسرائيلية شروطا لدفن جثمان الصحفية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، بينها عدم رفع أعلام فلسطين. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مدير نادي الأسير، ناصر قوس، أن قوات الاحتلال تفرض على عائلة شيرين عدم رفع الأعلام الفلسطينية، ومنع الهتافات خلال الجنازة. وذكرت الوكالة أن قوات إسرائيلية اقتحمت منزل، ناصر قوس، في البلدة القديمة، واستدعته إلى ما يسمى غرف 4، وذلك بعد استدعاء انطون أبو عاقلة شقيق شيرين عصر اليوم. وبدأت مراسم تشييع مراسلة قناة الجزيرة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، اليوم الخميس، من المستشفى الاستشاري برام الله، إلى مقر المقاطعة. وجرى لف الجثمان بعلم فلسطين ونقله بموكب عسكري ورسمي لوداع وتكريم الزميلة أبو عاقلة برام الله، قبل التوجه إلى مدينة القدس المحتلةا كما سارت الجنازة بموكب عسكري رسمي، باتجاه مقر رئاسة المقاطعة، الذي توافد مئات الفلسطينيين إليه، والعشرات من الشخصيات السياسية والإعلامية، الذين رافقوا موكب التشييع. يذكر أنه سيتم الصلاة على جثمان أبو عاقلة يوم غد الجمعة الساعة الثالثة عصرا،

أظهر فيديو متداول حوارا جمع مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري مع الصحفية شذى حنايشة التي كانت برفقة شيرين أبو عاقلة لحظة اغتيالها برصاص الاحتلال في جنين. وظهرت جيفارا في مقطع فيديو مع زميلتها شدا حنايشة، داخل المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، قبل بدء تشييع جثمان «أبوعاقلة» بحضور رسمي وشعبي، منذ ساعات. وقالت البديري لشذى حنايشة :«رسالتك كانت أهم، وما فعلتيه أنكِ أنقذتِ الحقيقة، الصحفي في مرات يكون بوضع أصعب، ما بين إنقاذ حياة زميل أو ينشر الحقيقة، وما فعلتيه أهم من كل شيء، كل العالم ينقل رسالتك، شهادتك كانت أهم شهادة وكذبت الاحتلال الإسرائيلي». الصحفي أوقات بيكون في وضع صعب بين أني أنقذ زميل ولا أنشر الحقيقة.. هذا ما قالته جيفارا البديري لشذى حنايشة التي كانت بجانب #شيرين_أبو_عاقلة لحظة اغتيالها pic.twitter.com/9GSvceGe5w — الشرق لايت (@AlsharqLight) May 12, 2022 وانطلق تشييع جثمان أبوعاقلة، صباح اليوم الخميس، من المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، للتكريم والوداع بحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، ومن ثم ينطلق موكب الجنازة إلى القدس. وكانت جيفارا، المراسلة الفلسطينية من القدس، ظهرت بمقاطع فيديو تنهار من البكاء في وداع زميلتها «أبوعاقلة»، منذ يوم. وتعتبر «البديري»، واحدة من الإعلاميات المعروفين جيدًا لدي الفلسطينيين، وطالما كان اسمها مرافقًا لـ«أبوعاقلة» لجهودهما المستمرة من أجل القضية الفلسطينية. وهي من مواليد عام 1976 بالقدس، كما درست الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك في أربد بالأردن.

قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إننا نعزي أسرة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي . وأضاف سعادته – في تصريحات لقناة الجزيرة – أن السلطة الفلسطينية تقوم بتحقيقاتها بحسب تواصلنا معها وستعلن نتائج التحقيقات، مشدداً على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة قتل أبو عاقلة، وقائلاً: نريد محاسبة مرتكبي الجريمة ونأمل تبني المجتمع الدولي نهجا عادلا بهذا الشأن. وحول مباحثات طهران، قال سعادته : محادثاتنا في طهران ركزت على إرساء الاستقرار بالمنطقة والدخول في حوار إقليمي. وأكد وزير الخارجية أن مفاوضات فيينا النووية تمر بمرحلة حاسمة وأكدنا موقفنا الداعم للتوصل لاتفاق، مشيراً إلى أن قطر تدعم تحقيق اتفاق نووي عادل لجميع الأطراف كونه سينعكس إيجابيا على المنطقة. وأضاف أن العامل المحوري هو الحوار الإقليمي والاتفاق النووي عامل مساند لتحقيق الاستقرار.

وجه الأستاذ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة مؤثرة للشهيدة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية. وقال د. القرة داغي - في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع تويتر – ابنتي شيرين أبوعاقلة لم يشفع لك عملك المهني ولا سترتك الصحفية، ولم تمنع مدنيتك همجية ووحشية المحتل. وأضاف: وإن أصابت رصاصتهم رأسك فقد اخترقت قلوبنا فمازلنا نذكر مقولتك أنا بنت القدس، وأحب أن أراها سعيدة، ومازلنا على العهد ننتظر يوم الحرية. واختتم الأمين العام رسالته للفقيدة شيرين بالقول: لك الذكر الحسن والشهادة وللمحتل اللعنة والعار.

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة وسام نجمة القدس تكريماً لها. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس الفلسطيني خلال مراسم وداع رسمية لشيرين أبو عاقلة في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله قبل نقلها إلى القدس. ويعتبر وسام القدس أحد أرفع الأوسمة الفلسطينية التي يمنحها الرئيس الفلسطيني، وهو حاليًا ثاني أعلى الأوسمة الفلسطينية بعد وسام دولة فلسطين. وقال الرئيس الفلسطيني: نودع اليوم شهيدة القدس وشهيدة الحقيقة والكلمة الحرة. وأضاف أن جريمة قتل شيرين أبو عاقلة ليست الجريمة الأولى حيث سقط قبلها عشرات من شهداء الكلمة. وحمّل الرئيس الفلسطيني سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل شيرين أبو عاقلة، مشيراً إلى رفض التحقيق المشترك مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأنها هي التي ارتكبت الجريمة. كما قال: سنلاحق المجرمين المسؤولين عن قتل شيرين أبو عاقلة في المحكمة الجنائية الدولية. وأرسل تعازيه إلى قناة الجزيرة والإعلام الفلسطيني والدولي في رحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

أكدت بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين، إدانتها البالغة لواقعة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين، مطالبة بضرورة التحقيق العاجل والمساءلة المباشرة والعدالة الناجزة في الواقعة التي تعد اعتداء جسيما وسافرا على حرية الصحافة، موضحة أن الهجمات الوحشية التي تشن بأيدي العناصر الأمنية ضد الصحفيين وفرق التغطية الإعلامية يجب التعامل الرادع معها، وأن الاعتداءات على الصحفيين بحاجة لمواجهتها بصورة أكثر حسماً أمام الانتهاكات الواضحة للقانون الجنائي الدولي والإنساني ومخالفة كل أعراف حرية العمل المهني والممارسة الإعلامية والحق في تقديم المعلومات ونقل وتغطية الوقائع مهما بلغ تعقيدها، منتقدة بشدة أنه لم يتم مراعاة سترة الصحافة الواقية المميزة والتي تعد إشارة في كل مناطق النزاع للصحفيين وهو ما يدفع لضرورة التحقيق في شبهة الاعتداء المباشر خاصة مع موقف شيرين عبر تغطياتها والقناة التي تنتمي لها والاختلافات المباشرة مع نهج الممارسات الإسرائيلية، مشيرة لرصيد متجدد من الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين وانضمام شيرين لقائمة ضحايا حرية الصحافة بما قدمته من تضحية هي الأغلى بالمخاطرة بروحها وفقدان حياتها مقابل تقديم رسالتها المهنية. ◄ واقعة مفجعة تقول بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين: إن واقعة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين عقب أعمال عنف تولد عنها اشتباكات مسلحة واقعة مؤسفة ومفجعة لكل الصحفيين في العالم، خاصة إنها كانت ترتدي السترة الخاصة بالصحافة والتي صممت تحديداً لحماية الصحفيين خاصة في المناطق الخطرة والتي تشهد أعمال عنف، كما أن هوية الصحفية شيرين والقناة التي تنتمي لها وطريقة تغطية تلك القناة للأحداث وموقفها من موجات العنف الأخير يضع أصابع الاتهام بكل تأكيد وشبهة الاستهداف المتعمد للصحافة، والتي شاهدناها في أكثر من مشهد في الداخل الفلسطيني وفي القدس، فسبق للقوات الإسرائيلية أن قامت متعمدة بكسر أيدي صحفية وتكسير الكاميرا الخاصة بها، والاعتداء بالعصا على كل من يحمل هاتفا لتوثيق الواقع ونقل الصورة قائماً بدور صحافة المواطن لرصد الواقع كما يجري، وأيضاً طبيعة استخدام الرصاص الحي الذي، وإن كان استخدامه في حملات الاعتقال والاقتحام، ولكن كانت هناك شواهد على استخدامه في الاحتجاجات بساحة المسجد الأقصى والقدس وإطلاق الرصاص المطاطي من مسافات قريبة أودت بحياة كثيرين. إن الواقعة بكل تأكيد تستحق التحقيق والمساءلة، خاصة إن شيرين كانت تقدم تغطيات مهمة من داخل القدس وتابعت وقائع العنف والاعتداءات من القوات والعناصر الأمنية الإسرائيلية. ◄ اتهامات مشروعة وتابعت بيتريس وود، في تصريحاتها لـ الشرق: إن قناة «الجزيرة» من حقها أن تتهم إسرائيل بصفة مباشرة بقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة، خاصة إن التقارير من وقائع شهود العيان تشير لاستهداف متعمد لأطقم الصحافة وإصابة زميل صحفي آخر هو علي السمودي برصاصة استقرت في كتفه، بينما شيرين أودت بحياتها الطلقات التي خرجت من أيدي العناصر الإسرائيلية بكل تأكيد، وخطورة النهج الذي تقوم به القوات الإسرائيلية الذي يشمل قائمة طويلة من الضحايا والاعتداءات على الصحافة، تشعرنا بخطورة التهديد الأمني للصحافة والرغبة في كتم أصوات الإعلام والخوف الشديد من رصد التجاوزات وتوثيقها وبثها، ولا تتحمل شيرين أبو عاقلة بطريقة التغطية التي تقدمها وفقاً لسياسة تحريرية مختلفة مع السياسات الإسرائيلية ولا نهج القناة التي تعمل بها والتي تنقل تغطيات مكثفة للمشهد الفلسطيني في أن تكون هدفاً مباشراً وتفقد حياتها مقابل مجرد نقلها للصورة ورصد وقائعها، فشيرين وإن كانت من الصحفيات المحترفات منذ أن عهد لها بتغطية القدس ومكتب فلسطين في تغطيات مهمة وخطيرة، فكانت مراسلة ميدانية على درجة عالية من الجسارة والمهنية وكانت تقوم بدور المراسلة الصحفية بتقديم أدوار التغطية التمهيدية واللحظية والتفسيرات والتحليل والمتابعة، فإذا كانت المنطقة تشهد اعتداءات جسيمة على كتاب الرأي وعناصر الصحافة المستقلة لتمتد في نهج متعمد للصحفيين في مواقع الأحداث حسب روايات وتقارير متعددة وما وثقته الكاميرات في اعتداء سابق على صحفية والكاميرا الخاصة بها في محيط القدس، فضلاً عن أن صحفيي الجزيرة دائماً ما كانوا عرضة للمخاطر المهنية العديدة لاسيما من الجانب الإسرائيلي؛ حيث كان تطبيق بيجاسوس الأمني الإسرائيلي هو ما تم استخدامه بصفة ممنهجة ضد صحفيي الجزيرة بصورة موثقة رصدت نحو 36 إعلامياً من القناة الإخبارية العربية البارزة في اعتداء صريح على حرية الصحافة وعلى ضمانات وضوابط حرية ممارسة الصحفيين بعملهم دون ترهيب واعتداء، وهو جريمة مؤكدة ما يتعرض لها صحفيو الجزيرة على وجه التحديد، وذلك لما قامت به الجزيرة من تغطيات مهمة خلقت مساحة نقاش حر وأسهمت في فتح القضايا الشائكة عربياً وخلق منصات ومنتديات تدعم الرأي والرأي الآخر، كما أن مثل هذا الاستهداف الأمني بحق الصحفيين يصطدم مباشرة مع كل قيم الحفاظ على الأرواح ومواثيق العمل الصحفي في التغطيات المهنية، بل هو حرب واعتداء على الحق في المعرفة والحق في حرية الصحافة وانتهاك جسيم وواضح للقانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، فحماية الصحافة مكفولة إنسانياً ودولياً وضرورة حماية أرواح الصحفيين وفق إتاحة المعلومات وضرورة وجود الإعلام الحر، كما أن استهداف وسائل الإعلام والتربص بها يعد بمثابة اعتداء مباشر على حرية الصحافة، وواقعة مقتل الزميلة شيرين المفجعة تؤكد ضرورة وجود ضمانات كافية ومساءلة حقيقية وحماية أكثر حتى يتمكن الصحفيون من ممارسة عملهم. ◄ حماية الصحفيين واختتمت بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين تصريحاتها مؤكدة: أن التغطية التي تقدمها قناة الجزيرة لملف القضية الفلسطينية وموقف دولة قطر التي أنشأت القناة الإخبارية الرائدة في المنطقة العربية، وإن اختلف مباشرة مع الاعتداءات الإسرائيلية، إلا أن القناة من حقها حماية الصحفيين والإعلاميين والمراسلين العاملين فيها وضرورة تمكينهم من مباشرة تغطياتهم وليس ترهيبهم والاعتداء عليهم في أكثر من مشهد، ولطالما كانت الجزيرة ومكاتبها مستهدفة من جانب العناصر الأمنية الإسرائيلية في رصيد متجدد من ضحايا التغطية وغلق المكاتب والتهديدات المباشرة وتقنيات التجسس والمنع والحظر والتضييق والتعتيم على كل من يحاول رصد الوحشية التي تتورط فيها قوات الأمن الاسرائيلي في عملياتهم ومداهماتهم وحملات الاعتقال، ومن المهم التأكيد في هذه المناسبة على التقدير الكبير لكل المهنيين والإعلاميين في قناة الجزيرة والتي نجحت في تقديم تغطيات مهمة في قضايا شائكة وحساسة للغاية في أعنف الصراعات التي شهدتها المنطقة، فضلاً عن دورها الإيجابي في خلق مساحة مختلفة تماماً في الإعلام العربي وخلق نقاشات حول العديد من القضايا العربية المهمة، وهو ما شجع على فتح منتديات للنقاش الجاد حول ما يدور في العالم العربي، وأحدث ثورة معلوماتية في طبيعة الإعلام العربي المنغلق في معظمه منذ ذلك الحين، وضرورة الدفاع عن الجزيرة وكل المؤسسات الإعلامية إزاء ما تتعرض له، والتأكيد على أهمية الإعلام في نقل الحقيقة للجمهور ومحاسبة المسؤولين والتشجيع من أجل خلق نقاشات جادة حرة ومستقلة، كما أن واقعة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة إذا ما ثبت تعمد استهدافها تعد جريمة مؤكدة جنائياً وإنسانياً وتؤكد على ضرورة التعامل مع الاعتداءات على الصحفيين بصورة أكثر حسماً وتوفير الضمانات الكافية للصحفيين من أجل تقديم عملهم بمهنية وأداء رسالتهم العظيمة في تقديم الحقيقة ونقل الصورة وتقدير التضحيات الكبيرة التي يقومون بها من أجل تلك المهمة السامية.

أدان مجلس الشورى، اليوم، اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، بالقرب من مخيم /جنين/ بالضفة الغربية وإصابة صحفي آخر، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. ووصف المجلس اغتيال الصحفية شيرين بأنه جريمة بشعة في حق الصحافة التي تسعى وراء الحقيقة، وانتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي. وقال سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن هذه الجريمة تهدف إلى منع الإعلام من أداء رسالته. وأضاف: ندين أنا وإخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى، بأشد العبارات، هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق الصحافة التي تسعى وراء الحقيقة، ونحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عنها. ودعا سعادة رئيس مجلس الشورى، برلمانات العالم إلى إدانة هذه الجريمة والضغط من أجل تحقيق دولي، ينال فيه الجاني العقاب المستحق. كما أعرب عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيدة ولجميع العاملين في مجال الصحافة، وللشعب الفلسطيني كافة.

أكدت الصحفية شذى حنايشة مرافقة شيرين أبو عاقلة أثناء اغتيالها أن ما حدث اليوم هو جريمة اغتيال مقصودة ، مؤكدة أنه لم يكن قربهم أو حولهم أي اشتباك بين الاحتلال والمحتجين الفلسطينيين. وقالت مرافقة شيرين أبو عاقلة في مقابلة مع الجزيرة: الاحتلال انتظر وصولنا إلى منطقة مفتوحة عجزنا عن مغادرتها، مشيرة إلى أن آخر ما نطقت به شيرين هو زميلي علي أصيب وهو مرافق شيرين في التغطية. وأضافت: لم أتمكن من الاقتراب من شيرين بعد سقوطها لأن قوات الاحتلال واصلت إطلاق النار، كما لم نكن نتوقع استهدافنا بالرصاص لأن هويتنا كانت واضحة للجميع وأشارت الصحفية الفلسطينية إلى أن الشاب الذي حاول إنقاذ شيرين بعد إصابتها تعرض لإطلاق رصاص من الاحتلال، مشيرة إلى أنه لم يكن قربهم أو حولهم أي اشتباك بين الاحتلال والمحتجين الفلسطينيين بحسب الجزيرة. كما تحدثت الصحفية الفلسطينية عن تفاصيل إصابة شيرين أبو عاقلة فقالت وصلنا خبر اقتحام منزل في منطقة الجابريات في المدينة، وصلت إلى المكان نحو الساعة السادسة والنصف، كانت شيرين في المكان مع منتج الجزيرة علي السمودي الذي اقترح أن نتقدم للتغطية بشكل جماعي. بالفعل تقدمت حنايشة ومعها أبو عاقلة والسمودي والصحفي مجاهد السعدي، وقبالة أحد مركبات الاحتلال العسكرية توقفوا أكثر من 5 دقائق ليتمكن الجنود من رؤيتهم والتعرف عليهم بصفتهم الصحفية، وذلك منحنا الجرأة للتقدم بخاصة أن لا مواجهات أو إطلاق نار، وفقا لحنايشة. وقرر الصحفيون الأربعة مواصلة التقدم، لم يكن هناك أي إطلاق نار أو مواجهات، وقبل أن يتمكنوا من الوصول إلى حيث الجيبات الإسرائيلية متوقفة كان إطلاق النار من قبل قناص في البناية المقابلة، فأصيب في البداية الزميل سمودي ووقع على الأرض ثم وقف وابتعد عن جهة إطلاق الرصاص، حينئذ أدارت شيرين ظهرها وهي تصرخ علي أصيب فأصيبت ووقعت على الأرض. وتقول حنايشة وقعت شيرين على الأرض ولم تتحرك وتوقف نفسها مباشرة، حاولت سحبها ولم أتمكن، كان بيني وبينها شجرة، والرصاص مستمر، كنت أصرخ وأنادي عليها ولكنها لم تجب. وحسب حنايشة، فإن ما حدث اغتيال للصحفية أبو عاقلة، وتقدمهم كان على مرأى القناص وفي منطقة مكشوفة، وكانت هويتهم الصحفية واضحة وهم يرتدون الزي الصحفي الكامل، ويحملون المعدات، بالإضافة إلى تعمّد القناص إطلاق الرصاص بعد إصابة علي وشيرين.

أكد محمد معوض مدير إدارة التحرير في قناة الجزيرة أن الوقفة التضامنية التي نظمتها شبكة الجزيرة الإعلامية رسالة موجهة للمجتمع الدولي بأن تهديد الصحفي أينما كان هو تهديد للصحافة في كل مكان. وقال معوض في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن اغتيال شيرين أبو عاقلة هو استهداف للجزيرة وللصحافة الحرة، ورسالة لردع الجزيرة وصحفييها، نظرا لتأثير الجزيرة الكبير على ملايين المشاهدين في العالم، وهم يستهدفون الإعلام الحر في العالم العربي. وأضاف معوض: آخر بريد الكتروني وصل من شيرين أبو عاقلة -رحمها الله– كان قبل عشرين دقيقة من استهدافها. أخبرتنا أنها في طريقها الى مخيم جنين لأن هناك اقتحاما.. هذا الخبر لم يأتِ على أية وكالات، وهذا ما عودتنا به شيرين. أخبرها المنتج في رد الكتروني وقال: ستكونين معنا على رأس الساعة، لكن للأسف لم تظهر على رأس الساعة.. حاولنا التواصل معها لتأتينا بعد ذلك صور موجعة من على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ربما تعرضت لإطلاق نار. لاحقا تأكدنا من الموضوع، وظهر أن شيرين استهدفت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت متواجدة في هذا المكان أثناء اقتحامها. وأشار الى أنه وفقا للقانون وللأعراف الدولية، فإن قوات الاحتلال هي المسؤولة عن سلامة الصحفيين في هذه المنطقة لأنها منطقة عمليات عسكرية، مؤكدا أن شيرين كانت ترتدي الخوذة والواقي الصحفي، ولم تكن تغطي في منطقة حرب أو صراع، بل في مخيم جرى اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات وهي ليست المرة الأولى، ولم نسمع عن أي اشتباكات جرت فيه. وأضاف: كل الدلائل تقول إن العملية استهداف للزميلة شيرين أبو عاقلة، وهو ما أكدته رواية الصحفيين الذين كانوا معها على الأرض. والصور الموجعة التي خرجت على الشاشات لزميلتها التي كانت بجوارها وكان يمكن أن تقتل معها، ولكن يبدو أنهم استهدفوا شيرين تحديدا وفق شهود العيان الذين كانوا في الموقع. وأوضح مدير إدارة التحرير في قناة الجزيرة محمد معوض أن الهدف من هذه الجريمة هو إسكات الصحفيين، وإسكات التغطية المتواصلة المستمرة، لافتا الى أن وزير الخارجية الإسرائيلي قال بأنهم سيحققون في الموضوع وهذا يعني أن الرواية التي خرجت في البداية والتي تقول بأن النيران كانت فلسطينية غير صحيحة. وطالب محمد معوض المجتمع الدولي بأن يقف أمام هذه الاستهدافات، مضيفا: شهدنا قبل أيام قليلة ماذا فعل المجتمع الدولي حين قُتل صحفيون في مرمى النيران في أوكرانيا. ما نتحدث عنه اليوم ليس قتلا في مرمى النيران. ما نتحدث عنه هو منطقة مدنية بالكامل واقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي ولم تكن منطقة اشتباكات، وبالتالي هذا اغتيال واستهداف واضح. وتابع: على الخارجية الأمريكية والرأي العام الأمريكي أن يتحرك باعتبار أنه يتحدث دوما عن حرية الصحافة حول العالم. عدالة الحقيقة والمهنية من جانبه قال تامر المسحال المذيع بقناة الجزيرة: نحن على ثقة بأن عدالة الحقيقة والمهنية ستنتصر في نهاية الأمر. ما جرى عملية اغتيال للزميلة شيرين أبو عاقلة، وقتل بدم بارد رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة. ما جرى جريمة والجزيرة تعهدت بأنها سوف تحاسب القتلة ولن تسمح بمحاولة الاحتلال التغطية على الجريمة وتبريرها. وأشار تامر المسحال في تصريحاته لـ الشرق إلى أن الجزيرة خلفها جيش كبير جدا من المؤسسات والمنظمات الدولية المتعاطفة والمؤسسات الحقوقية، الجميع ينتصر للعدالة ولحرية الصحافة، وما جرى لشيرين أبو عاقلة هو اختبار لكل المؤسسات الحقوقية والصحفية المعنية بحرية الصحافة في الانتصار لحرية الإعلام ومحاسبة المجرمين الذين يقتلون الصحفيين في الميادين. وتابع: الجزيرة معنية صحفيا وإعلاميا أن ننتصر للعدالة والحقيقة، وبيان الجزيرة كان واضحا بأن دعت كل المؤسسات المعنية بالإعلام وحرية الإعلام أن يقفوا الى جانب حق شيرين والحق الصحفي. نحن صوتنا يعلو الآن لمنع تكرار هذه الجرائم ومنع قتل الصحفيين. ونحن على ثقة بأن صوت الحقيقة سينتصر للحقيقة. وأشار المسحال إلى أن فقدان شيرين أبو عاقلة هو فقدان لزميلة عزيزة وصديقة مميزة ورائعة. وقال: شيرين هذه الصحفية الأيقونة في قناة الجزيرة، أيقونة مكتب فلسطين.. عند الساعة 6:13 صباحا أرسلت رسالة الى غرفة الأخبار في الجزيرة تبلغهم أن هناك شيئا ما في جينين. هناك اقتحام لأحد المنازل، وكتبت في متن الرسالة: انا ذاهبة هناك لأتابع وأزودكم بالخبر، ولكنه كان خبر استشهادها. لحظات عصيبة على العائلة وعلى جميع الزملاء، هو فقد كبير جدا لنا ولكن كما أكدت الجزيرة في بيانها أن هذا الاغتيال هو اغتيال متعمد وقتل لشيرين التي كانت ترتدي سترة الصحافة أثناء تغطيتها، وكما عاهدت الجزيرة شيرين وعاهدت جميع الزملاء بأنها سوف تمضي لمحاسبة القتلة من قوات الاحتلال الاسرائيلي قانونيا ولن تنجح كل محاولات التغطية على الجريمة. وتابع: شيرين أبو عاقلة خبرتها الميادين المختلفة، خبرتها القدس وأحياؤها وباحات الأقصى، خبرتها شوارع ومدن الضفة الغربية، خبرتها غزة، ومدن الداخل المحتل، وخبرتها تغطيات عديدة خارج فلسطين. شيرين هذه الصحفية الفلسطينية المميزة منذ أكثر من عشرين عاما تعمل في قناة الجزيرة. شيرين أيقونة لازمت الجزيرة ومازالت. رحلت عنا جسدا لكن روحها ورسالتها وهدفها وإرادتها لن ترحل. وما كل هذا التضامن الذي نشعر به إلا أكبر دليل على مهنية شيرين أبو عاقلة وإنسانيتها، وقوتها الصحفية المميزة. رحمها الله. ونطالب جميع الزملاء، المؤسسات المعنية بحقوق الإعلام والصحافة، وكل المنظمات الدولية أن تنتصر لعدالة شيرين ابو عاقلة، وأن تنتصر لكشف ومحاسبة الجناة المجرمين من جيش الاحتلال الاسرائيلي في ما جرى، وما صور شيرين وشهادات الزملاء الذين كانوا في الميدان والفيديو الذي يصور الاستهداف والقتل الذي جاء برصاصة في الرأس، إلا دليل على ما جرى من استهداف متعمد للرسالة الصحفية. غادرتنا شيرين والفقد صعب، لكن كل هذا التضامن يزيدنا إصرارا على أن شيرين أبو عاقلة لن تغادرنا روحا ورسالة. وأضاف: شيرين أبو عاقلة تنضم الى قافلة الصحفيين الذين استشهدوا في مناطق مختلفة من العالم. تنضم لأولئك الذين دفعوا ثمن البحث عن الحقيقة، حرية الصحافة. ودوما شعارنا أن الصحافة ليست جريمة وهي حق كفلته كل القوانين والشرائع الدولية. وفي أرشيف ذكريات شيرين الكثير من الصور التي تعرضت فيها لإطلاق النار وقنابل الغاز والمهاجمة والاعتداء. اليوم نحن نعيش صدمة كبيرة، وعزاؤنا أن كل هذا الحب والافتخار لشيرين أبو عاقلة أكبر دليل على مهنيتها وحب الناس لها ودليل أيضا على قوة قناة الجزيرة.

تداولت عدة صفحات فلسطينية آخر صورة مراسلة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة، وهي ترتدي سترة للتأكيد على هويتها الإعلامية قبل دقائق قليلة من إطلاق النار عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرئيلي، حيث استشهدت أثناء أدائها لعملها في مخيم جنين، صباح اليوم الأربعاء. كما يظهر في آخر فيديو ومنشور قد نشرته أبو عاقلة على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» ركوبها السيارة وهي في طريقها إلى مخيم جنين في شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية، معلقةً عليه: «في الطريق الى جنين». وفي نفس السياق قال الدكتور ريان العلي -مدير دائرة الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية- إنهم انتهوا حاليًا من المرحلة الأولى لتشريح جثمان الشهيدة الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، مؤكدًا أن الرصاصة كانت قاتلة بشكل مباشر. وأضاف خلال مؤتمر صحفي، ظهر اليوم الأربعاء، أن التشريح كان في الجزء المهم وهو الرأس حيث كانت الإصابة المباشرة وأن استكمال التشريح سيتم بعد قليل، مشيرًا إلى أن الحالة حُوّلت إليهم بأمر من النائب العام الفلسطيني للوقوف على السبب المباشر للوفاة وإيجاد أي أدلة يمكن ربطها بالجهة المسؤولة عن استشهاد شيرين بحسب الجزيرة مباشر. وأكد في رده على أسئلة الصحفيين بشأن حجم الإصابة، أن الإصابة واسعة حيث حدث تهتك كامل في مادة الدماغ وعظام الجمجمة، وقال إنه من حجم الإصابة يمكن معرفة نوع السلاح بأنه طويل وذو سرعة عالية جدًا. وقال إنه تم التحفظ على جزء من الرصاصة “مقذوف مشوّه” سيتم دراسته مخبريًا وتوثيق كل الملاحظات وتسليمها إلى الجهات الرسمية، أما عن نوع الرصاصة فقال إنه متروك للمختبر الجنائي.