استحوذت مشاركة القطريين بدورات مركز الجزيرة الاعلامي للتدريب والتطوير على المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد منير الدائمي مدير المركز أمس، وأعلن خلاله جدول دورات عام 2015 المتضمن 20 عنوانا جديدا إلى جانب الدورات الأساسية التي يقدمها المركز منذ انطلاقته عام 2004. كما حمل المؤتمر الجديد دورات للعام المقبل، ستشهد تنوعا وتطورا في مختلف مجالات العمل الصحفي، وذلك دون ارتفاع في رسومها، لتقام هذه الدورات إما بانخفاض أسعارها عن العام الماضي، أو استقرارها. وأكد الدائمي أن المركز يحث دائما الشباب القطري على المشاركة بدورات المركز المختلفة، وذلك بما يشجعه على خوض المجال الاعلامي. لافتا الى استمرار مجانية إلحاق القطريين كأفراد بدورات المركز المختلفة، فيما يختلف الأمر إذا كانوا ممثلين عن مؤسساتهم. وقال إن هناك العديد من الاعلاميين الذين شغلوا مواقع مختلفة بمؤسسات إعلامية، وأنه سبق لهم أن اجتاوزا دورات بالمركز، " والذي يستهدف دائما الشباب القطري، وأنه وقت أن يتمكنوا من اجتياز دورات المركز، فإننا نعتبر هذا من أكبر انجازات المركز". مؤكدا أن أفضل استثمار للمركز هو خدمة الواقع المحلي، "وأننا نسعى دائما الى أن يتخرج من المركز أكبر عدد ممكن من الشباب القطري، وهو ما نعتبره من أكبر إنجازاتنا". إقبال القطريين ووصف الدائمي اقبال القطريين على أنشطة المركز المختلفة بأنه يشهد نجاحا يوما بعد الآخر، مقدرا أعداد القطريين ممن اجتازوا دورات المركز في العام الماضي بنحو 892 شخصا، فيما وصل عدد المتدربين هذا العام الى قرابة 1046 متدربا. وتوقع أن يتزايد أعداد القطريين المقبلين على دورات المركز خلال العام المقبل، خاصة في ظل تكثيف دورات المركز، وتحديدا فيما يخص دورات العلاقات العامة، "إذ لوحظ أن الشباب القطري يميل الى دورات العلاقات العامة والتواصل الاجتماعي، والرغبة في تطوير مهاراته، والحرص على تحقيق التواصل مع المؤسسات المختلفة بتأسيس وحدات جديدة داخل هذه المؤسسات". ولفت الى أن المركز يحرص دائما على مساعدة المؤسسات القطرية المختلفة بهدف تحسين احتياجاتها، ولذلك يدخل معها في شراكات، بهدف تدريب عناصرها. مؤكدا جهوزية المركز لاعداد دورات خاصة يمكن أن يتم من خلالها تأهيل القطريين في المواقع الوظيفية المختلفة، "كوننا لسنا جهة توظيف مباشرة، وإن كانت دورات المركز يمكن أن تكون سببا في عملية التوظيف ذاتها، بفضل ما يقدمه من خبرات". وقال الدائمي إن المركز يحرص دائما الى أن يكون استعانته بالمدربين من داخل دولة قطر لاعتبارات لوجستية، "ونجحنا في ذلك بالاستعانة بمدربين على مستوى عال من الكفاءة من شبكة الجزيرة". لافتا الى دورات المركز لتأهيل المدربين أنفسهم، "وأن هذه الدورات أصبحت جاهزة داخل المركز، ويمكن للشباب القطري المشاركة فيها". تنوع الدورات ووصف جدول دورات المركز هذا العام بأنه يمتاز بالتنويع والتطوير في الدورات المتخصصة في العمل الصحفي والتحريري في شتى المجالات سواء كان العمل الإخباري أو الرياضي أو الاقتصادي، إذ تم التجديد في الفئات المطروحة هذا العام بالبرامج التدريبية وهي: الصحافة التلفزيونية — الصحافة والتحرير، الدبلومات، برامج النشء، المهارات الإعلامية، التصوير الفوتوغرافي، التصميم والإبداع، الاتصال والعلاقات العامة، صحافة الإنترنت، وأخيرا الصحافة التلفزيونية — التشغيل الفني. وقال إنه انطلاقا من سعي المركز عبر دورات الاتصال والعلاقات العامة التي يعمد من خلالها إلى إعداد كادر إعلامي متخصص قادر على القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه في بناء المجتمعات والمؤسسات الحديثة فقد تم طرح دورة مهارات التفاوض والإقناع إلى جانب دورة مهارات الاتصال المؤسساتي،.محددا أهم العناوين الجديدة المطروحة بمجال الصحافة التلفزيونية في دورة مهارات السرد البصري والكتابة للصورة. ولفت الدائمي الى فئة صحافة "الانترنت" التي تسيدت العناوين الجديدة واستحداثها لدورات في كل من مهارات التحقيق الاستقصائي، صحافة البيانات، البحث والاستقصاء في الإنترنت، إنتاج الفيلم الوثائقي بالموبايل، تلفزيون الإنترنت، وأخيرا دورة الإعلام الجديد للصحفيين. وأكد أنه لحرص المركز الدائم على تطوير النشء فإنه تم طرح بعض الدورات التأسيسة في مجال الإعلام والتقديم و"الإتيكيت" والتصوير وصناعة الأفلام، وأنه إلى جانب الدبلومات الخمس التي اعتاد المركز تقديمها في السنوات الثلاث الأخيرة فقد تم إضافة دبلوم تصميم الشاشة والعناصر المتحركة والصحافة التلفزيونية التي سيدرب فيها جملة من الخبراء الدوليين ذوي الكفاءة المتميزة. وفيما يتعلق بالجديد المعني بفئة التشغيل الفني للصحافة التلفزيونية.قال إنه تم استحداث كل من مهارات المونتاج المختلفة، وأنه لهواة التصوير الفوتوغرافي فقد تم طرح دورات متخصصة في فن تصوير الطبيعة، مهارات التصوير الإعلاني والفني، إلى جانب التصوير الصحفي المخصص للإعلاميين،علاوة على طرح برنامج يتعلق بقواعد اللغة العربية للإعلاميين، ممن يتحرون الدقة المهنية في المادة الصحفية المقدمة. خصومات الدورات وحول ارتفاع رسوم التسجيل بدورات المركز. رد الدائمي بالتأكيد على أن هدف المركز ليس تحقيق أية أرباح مالية، بقدر حرصه على جدية الدورات التي يخوضها المتدربون، وأن من ينظر الى رسوم التسجيل بدورات العام المقبل يجدها إما انخفضت عن العام الحالي، أو أنها استقرت دون ارتفاع، علاوة على أن المتدربين يحصلون دائما على خصومات، مراعاة لظروفهم، وخاصة اذا كانوا طلبة، أو مبتعثين في الخارج، "ما يؤكد أن دوراتنا لا تقوم على أسس تجارية، بقدر حرصنا على الجدية، واعداد جيل اعلامي هادف، يتمتع بالمهنية والحرفية الاعلامية". وفي رده على سؤال "الشرق"، حول ما اذا كانت الدورات الخارجية التي ينظمها المركز تأتي عوضا عن مبادرة "سفراء الجزيرة"، التي لا تحقق عائدا ماليا، كونها عملا تطوعيا. جدد الدائمي تأكيده على أن المركز لا يسعى الى الريحية، وأن "سفراء الجزيرة" يتم ضغط نفقاتها الى أقصى حد، "ونبحث حاليا عن شراكات لتمويل هذه المبادرة" وحول عدم التواجد في دول عربية اعتاد المركز أن يتواجد فيها من قبل. أرجع الدائمي ذلك الى حرص المركز على التواجد في الأماكن المستقرة أمنيا، وذلك حرصا على سلامة فريق المركز، "فمثلا ليبيا كنا نذهب اليها من قبل، وعلى الرغم من أننا تلقينا رغبات بتنظيم دورات هناك، الا أن الأوضاع الأمنية لم تعد تسمح حاليا، علاوة على الجزائر، والتي تتبنى موقفا سياسيا من الجزيرة بالأساس، بالاضافة الى مصر والتي كان المركز فيها هو الوجهة المفضلة للاعلاميين والمؤسسات المختلفة، الى أن صارت الأوضاع على ما هى عليه حاليا، وهو نفس الحال الذي ينطبق على اليمن، ما يؤكد حرص المركز على السعي الى العمل في الأماكن المستقرة". وعن الشراكات التي سوف يبرمها المركز خلال الفترة المقبلة، قال الدائمي إن هناك شراكات كبرى داخل الدوحة وسلطنة عمان ودولا أخرى، علاوة على شراكات أجنبية متنوعة أخرى، منها مؤسسة "نيويورك أفلام أكاديمي"، والتي تعد ضمن أهم المؤسسات المصنعة للأفلام، بجانب استمرار التعاون مع وزارة الخارجية النرويجية. يشار إلى أن مركز الجزيرة الاعلامي للتدريب والتطوير دأب خلال أعوامه العشر الماضية على التنويع في تقديم الخبرات الثرية من خلال نجوم الجزيرة والمدربين الذين تم التعاقد معهم عبر شراكات هدفها الأول التأسيس لمدرسة (الجزيرة) إلى جانب تأكيده على رسالتها (الجزيرة) في تقديم المهنية والاحترافية والتميز فيمايعني بمجال التدريب الإعلامي، والهدف الأسمى هو إثراء أفق المتدرب وتوسيع مداركه الفكرية والفنية المتعلقة بالإعلام ومجالاته المختلفة.