رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1451

د. الشايجي: دور قطري مؤثر في مواجهة التحالفات العالمية

01 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
د. عبد الله الشايجي يتحدث في ندوة المركز
طه عبدالرحمن

نظم المركز القطري للصحافة بالتعاون مع إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، مساء أمس ندوة بعنوان «التحديات والتحالفات الإقليمية والدولية وانعكاسهم على الأمن الخليجي»، قدمها أ.د. عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت.

حضر الندوة، سعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، مدير إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام. كما حضرها رؤساء تحرير الصحف المحلية، وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين.

واستهل سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، الندوة بالتأكيد على أنها الندوة الثانية من سلسلة الندوات التي يقيمها المركز، معرباً عن أمله في أن يكون المركز رافداً من روافد المعرفة في هذا الوطن العزيز.

وقال الرميحي: إن المركز على الرغم من أنه بدأ نشاطه متأخراً، نتيجة لظروف كورونا، إلا أنه أصبح يمارس دوره وبفاعلية في مسيرة هذا الوطن الغالي. لافتاً إلى أن الإطلالة السابقة للمركز، كانت بتنظيمه لندوة حول «الهجمة الغربية على قطر والدول العربية»، شارك فيها عدد من الإعلاميين. لافتاً إلى أن المركز ستكون له إطلالات أخرى مميزة، علاوة على حرصه على الدفع بالكوادر والطاقات الإعلامية المحلية إلى الساحة القطرية.

ومن جانبه، استهل د. عبدالله الشايجي الندوة بالتأكيد أن قطر والكويت قدمتا نموذجاً في الدور الذي تقوم به الدول الصغيرة تجاه الوساطات، وإنهاء الصراعات، على الرغم مما يتم تدريسه في العلوم السياسية بأن الدول الصغيرة ليست لها أوزان، أو أدوار، أو تأثير. موضحاً أن قطر والكويت نجحتا في كسر مثل هذه المقولات.

ولفت إلى أن قطر والكويت عكستا أيضاً أن الدول الصغيرة تستطيع بما تملكه من إرادة وجرأة وطرح وقرار أن تلعب دوراً مؤثراً، علاوة على مواجهة الكبار، بل واللعب معهم على المستوى الدولي.

 

أدوار بارزة

وقال إنه ليس غريباً على قطر، فهى تشكل علامة مميزة على مستوى العالم، وكباحث وأستاذ في العلوم السياسية، دائما ما يتم الحديث عن أن الدول الصغيرة ليس لها دور، غير أن الناظر لدور الكويت في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، يجدها لعبت أدواراً بارزة، وحينها لم يكن هناك وجود للقنوات الإعلامية الكبيرة، فضلاً عن عدم وجود مواقع التواصل الاجتماعي، كما هو حال اليوم، وأن الكويت مع ذلك كله خطت خطوات كبيرة، في حل الصراعات، والتوسط بين الأطراف المختلفة.

وأضاف أن دولة قطر أكملت هذا الطريق، ولهذا السبب رأيناها تتميز بالعديد من المواقف، والقيام بأدوار تقوم بها الدول الكبيرة، ما جعل لدولة قطر وزنا وتأثيرا ومساعدات ووساطات مهمة، وحظيت إثر ذلك بقبول الأطراف المتنازعة والمتناحرة، وذلك نتيجة قدرتها على الجمع بين المتضادين.

ولفت إلى دور قطر البارز في إنشاء جسر جوي في أفغانستان، أجلت من خلاله قرابة 70 ألف شخص، الأمر الذي قدمت على إثره الإدارة الأمريكية الشكر إلى دولة قطر، والإشادة بدورها، عبر زيارة كل من وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، لتوجيه الشكر إلى دولة قطر، قيادة وحكومة وشعباً، على ما قامت به من دعم مهم.

كما أشار د. عبدالله الشايجي إلى توثيق التحالف القطري الأمريكي عن طريق ترقية دولة قطر إلى حليف رئيسي للولايات المتحدة الأمريكية من خارج حلف «الناتو»، ما جعل هذه الصفة توثيقاً للتحالف الإستراتيجي بين أمريكا والدول المهمة في العالم، ومنها دولة قطر.

وانتقل د. الشايجي إلى أحد محاور الندوة، فيما يتعلق بالتحالفات. مؤكداً أنه على الرغم من قيام عدة تحالفات في العالم العربي، فإنها لم تحقق نجاحاً يُذكر، في الوقت الذي أصبحت فيه هناك مطالبات لهذه التحالفات حالياً، لعدة أسباب، منها وجود انكفاء وتراجع أمريكي، وإن كان هذا الانكفاء لم يبدأ مع الرئيس السابق دونالد ترامب، أو الحالي الرئيس جو بايدن، ولكنه بدأ قبل الرئيس الأسبق أوباما، وخاصة بعد حروب الولايات المتحدة الأمريكية الاستباقية، والتي شنتها إدارة بوش الابن في أفغانستان والعراق. وقال د. الشايجي إن التوجه الأمريكي آنذاك كان لخدمة أمن «إسرائيل»، والتصدي للأنظمة الثورية، أو غير التقليدية، فضلاً عن مواجهة التنظميات الإسلامية المتطرفة.

 

 

أولويات أمريكا

وعرج على محور آخر، ارتبط بتراجع الدور الأمريكي في المنطقة، على عكس هذا الدور في السابق. لافتاً إلى أن أمريكا لم تعد حالياً بحاجة إلى النفط أو الطاقة، كما كانت في السابق، غير أنها كدولة عظمى، تنظر إلى مصالحها بشكل عالمي، لذلك فإن وجودها بالمنطقة، يأتي لمصلحة الأمن العالمي، وأمن الطاقة. لافتاً إلى أن أمريكا قد تقلص وجودها في دول الخليج، غير أنها لن ترحل عنه، وأنه لن يكون هناك بديل عنها، سواء في الوقت الحالي، أو في المستقبل.

وقال إنه من الممكن أن نرى خفضاً للقوات الأمريكية في المنطقة، دون انسحاب كامل منها، وذلك لتغير أولويات أمريكا. لافتاً في سياق آخر إلى استحالة دمج «إسرائيل» في أي تحالفات عربية، وذلك للرفض الشعبي الواسع لها في العالم العربي، ولذلك فإنه يستحيل دمجها في أي تحالفات في الوطن العربي، كما أن «إسرائيل» نفسها لا يعنيها ذلك، بقدر ما يعنيها أمنها، ومواجهة إيران.

وهنا، أكد د. عبدالله الشايجي أنه ليست هناك مصلحة في استفزاز إيران، مشيداً بجهود دولة قطر في هذا السياق. مشدداً على أهمية أن يكون هناك تنسيق أمني ودفاعي بين دول الخليج العربية، والتغلب على كل ما يعيق التقارب، وأن تكون هناك ما يعرف بالإنذار المبكر، ورصد كل ما يمكن أن يهدد الأمن الخليجي، وعدم النظر إلى التحالفات التي أثبتت عدم فاعليتها، على نحو ما أثبته التاريخ.

وقال إنه لا بديل عن الحليف الأمريكي، وأنه يمكن التعامل مع الإدارة الأمريكية، عبر شراء صفقات أسلحة واستثمارات، وكذلك عبر الحوارات الإستراتيجية، التي تعقدها الإدارة الأمريكية مع دول الخليج.

وأضاف د. عبدالله الشايجي: إن التحالفات لم تعد ذات جدوى فعالة، لأن أهم ما يميز هذه التحالفات ردع الخصوم، إلا أن الإدارة الأمريكية أصبحت لديها أولويات أخرى، تختلف عن أولوياتنا، وذلك فيما يتعلق بروسيا والصين، والأزمة الأوكرانية.

وفي الختام, قام د. عبدالله الشايجي، بإهداء المركز القطري للصحافة، أحدث مؤلفاته عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتلقى الإهداء سعادة السيد سعد الرميحي.

 

قطر.. فخر العرب

أكد د. عبدالله الشايجي أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022 كانت علامة فارقة، وأنها بذلك قدمت بطولة تعد فخراً للعرب ولدول الخليج، وذلك بنجاحها بشكل مميز في تنظيم دورة استثنائية، جعلتها النسخة الأكثر تنظيماً في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك وفق ما سبق أن صرح به رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولفت د. عبدالله الشايجي إلى الأرقام التي ذُكرت بخصوص تنظيم قطر لكأس العالم، واصفاً إياها بأنها أرقام قياسية. موجهًا التهنئة في ذلك إلى دولة قطر على هذا الإنجاز العالمي الكبير. مشيداً أيضاً بمواقف قطر القوية والكبيرة، التي لم تخضع فيها لأي إملاءات أو مطالبات.

 

 دعم المركز

في ختام الندوة، وجه سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، الشكر إلى سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، وكذلك إلى سعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، مدير إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، على دعمهما للمركز القطري للصحافة. وأكد الرميحي أن هذه الندوة لم يكن لها أن تكون لولا الجهود الكبيرة، التي قدماها، وحرصهما على أن يتبوأ المركز هذه المكانة الكبيرة.

 

مساحة إعلانية