رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2601

د. محمد الكواري لـ الشرق: دول الخليـج ليسـت في مأمن من الفيضانات

01 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
نشوى فكري

دعا الدكتور محمد سيف الكواري – الخبير البيئي وعضو فريق من الباحثين البيئيين العالميين، الجهات المعنية ذات الاختصاص بالمناخ والبيئة في الدول والحكومات والمنظمات، إلى تشكيل فرق علمية بحثية لتحليل مشكلات الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والاستعانة بالمنظمات الدولية المتخصصة في المناخ وصور الاقمار الصناعية، وذلك لتحليل الظواهر التي أدت إلى حدوث كوارث طبيعية من فيضانات وسيول شهدتها بعض المناطق في العالم مؤخرا، مع وضع التوصيات والمقترحات والمرئيات لمعالجة هذه الظواهر، لافتا إلى انه يجب اقتراح سيناريوهات متعددة للكوارث المحتملة لظاهرة الاحتباس الحراري، التي أصابت كوكب الأرض، منها تدفق الأمطار بغزارة والسيول أو الفيضانات التي حدثت مؤخرا في أوروبا وآسيا، والتي تعد ظاهرة يجب دراستها علمياً وبيئياً، لمعرفة عما إذا كانت هذه الفيضانات سوف تشمل جميع المناطق أو قد تحدث في مناطق معينة، حيث إنها ليست حدثا عارضا، ويمكن تكرارها.

وقال لـ"الشرق": اوصي الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر بتشكيل فرق بحثية متخصصة في البيئة والمناخ، من الجامعات ومراكز البحوث والجهات الرسمية في الدولة، لبحث ظاهرة الفيضانات التي حدثت في أوروبا وآسيا ووضع الأسباب العلمية لهذه الظاهرة، لمعرفة مدى فرص حدوثها، مؤكداً أن هذا الموضوع يجب أن يتم الاهتمام به كأولوية قصوى، ويفضل الاستعانة ببعض مراكز البحوث الدولية وبعض المنظمات المتخصصة في المناخ والبيئة، والتي وقعنا معهم مذكرات تفاهم وتعاون في هذا المجال، كما أوصي بمتابعة هذه الظواهر وإعداد تقارير دورية توضح أماكن تجمع الغيوم الكثيفة المحملة بالمياه وفرص هطول الأمطار الكثيفة واحتمالية حدوث الفيضانات.

*منطقة الخليج

وردا على سؤال هل منطقة الخليج وقطر في مأمن من حدوث تلك الفيضانات، أكد أنه ليس للعلماء والباحثين والخبراء حتى الآن فكرة موسعة عن المناطق التي سوف تشملها ظاهرة هطول الأمطار بغزارة، فالموضوع ما زال حديثا، وهذا حدث عالمي وليس لدينا معلومات، ولذلك نحث الجهات المسؤولة باتخاذ الدراسات والأبحاث بشكل عاجل لمعرفة مدى حدوث هذه الظاهرة، وتكرارها، وتابع قائلا: إن العلماء والباحثين البيئيين يعتبرون هذه الظاهرة بمثابة ناقوس الخطر، وبالتالي يجب ألا تمر هذه الحالة مرور الكرام، بل يجب التفكير فيها وتحليلها علمياً ومدى تأثير ذلك علينا في المستقبل، فلا يستطيع أحد الجزم، بل يجب عمل المزيد من الدراسات والبحوث الفنية والعلمية، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها لا قدر الله في حال حدوث هذه الكارثة سواء في فصل الصيف أو الشتاء أو غيره، فالعلماء لم يتوقعوا حدوثها في فصل الصيف مع حرارة الجو المرتفعة، ولم تكن في الحسبان حجم الرطوبة الكبير الصاعد من البحار والمحيطات، خاصة أن اوروبا كانت من المناطق الباردة في السنوات السابقة، أما الآن فقد وصلت درجة الحرارة بها 45 درجة مئوية في بعض الدول بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، الأمر الذي يعتبر من الكوارث لذلك يجب أخذ الموضوع بمحمل الجد.

*فيضانات أوروبا وآسيا

وأشار د. الكواري إلى أن الفيضانات التي حدثت مؤخرا في العديد من البلدان الأوروبية والآسيوية لم تكن متوقعة من الناحية البيئية، وكيفية حدوث هذه الفيضانات في قارتي أوروبا وآسيا، الأمر الذي يعد موضع جدال بين العلماء، فالعلماء بالفعل سابقا قد توقعوا حدوث الفيضانات، ولكن لم يتوقعوها بهذا الشكل، وهذا الوقت تحديدا في فصل الصيف، وسقوط هذه الكمية الكبيرة جدا من الأمطار وذلك نتيجة الاحتباس الحراري، حيث إن حرارة الأرض قد ارتفعت بمقدار درجة ونصف مئوية. واستطرد قائلا: الملاحظ هذا العام أن قارة اوروبا التي كانت لم ترتفع درجة الحرارة بها عن 32 درجة مئوية، قد ارتفعت وتجاوزت حتى وصلت بعض الدول بها إلى 40 و45 درجة مئوية، أي أن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد أدى إلى زيادة نسبة تبخر المياه من الانهار والبحار والمحيطات، مما يعنى أن الجو في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أصبح مليئا ومشبعا بالرطوبة العالية، وبالتالي تكونت الغيوم الركامية المشبعة بالرطوبة، وهي نوع من أنواع السحب التي تتميز بوجودها عند ارتفاعات منخفضة، كما أن مثل هذه الظواهر يمكن أن تتزايد إذا أدى تغير المناخ إلى إبطاء التيار النفاث - الرياح المرتفعة التي تدور حول نصف الكرة الشمالي - مما يتسبب في حدوث العواصف المطيرة لفترة أطول فوق المناطق المعرضة للفيضانات، وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تصبح هذه العواصف أكثر شيوعا 14 مرة في عام 2100 مما كانت عليه في بداية هذا القرن.

*التيار النفاث

وأوضح أن التيار النفاث اصبحت سرعته بطيئة بسبب التغير المناخي، لذلك وصل هذا التيار إلى مناطق باردة في الغلاف الجوي مما أدى إلى تراكم الغيوم بكثافة عالية، نتج عنها سقوط أمطار غزيرة، لدرجة أن احد المراقبين قال إن كمية المطر التي قد تسقط في شهر، قد سقطت خلال فترة تتراوح بين 24 و48 ساعة، وتراوح متوسط سُمك المياه من 10 إلى 15 سم، كما وضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة". وكانت النتيجة هطول أمطار غزيرة ما بين 14 و15 تموز/يوليو، وقد وصل منسوبها إلى ما بين 10 – 15 سم أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويقول فريد هاترمان، عالم الهيدرولوجيا وخبير الفيضانات في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، إن بعض الأنهار في العالم سوف تشهد بالفعل تغيرات متعلقة بالمناخ، لذلك يوصي بعض العلماء والخبراء في شؤون المناخ بإجراء احتياطات ضرورية وعاجلة تتمثل بوضع حواجز أو سواتر مرتفعة حول ضفاف بعض الأنهار والبحار، فعلى سبيل المثال وصل منسوب المياه في نهر الدانوب إلى 100 مم، مما أدى لملء الانهار الفرعية وكذلك السدود، وعندما ارتفع منسوب المياه، فاضت على الأرض ودخلت على شكل سيول في بعض المدن والقرى، ودمرت البنية التحتية والمنازل السكنية والمحلات التجارية والطرقات وغيرها، برغم أن هذه المنشآت ذات جودة عالية ولكن كانت التوقعات أكثر من اللازم.

*آثار التغير المناخي

ولفت الخبير البيئي إلى أن أثر التغير المناخي، وزيادة ارتفاع الحرارة، قد تحدث عنه العلماء وحذروا من هذا التأثير وآثاره المدمرة منذ 50 سنة، وقد اعتبرها الناس في ذاك الوقت أن فيها بعض المبالغة، مشيرا إلى أن عدم اخذ هذا التحذير على محمل الجد أدى إلى حدوث هذه الكوارث، وبالتالي انفاق مليارات الدولارات لإعادة اعمار البنية التحتية، والمنازل والسيارات والطرقات والمنشآت التي تدمرت، الأمر الذي يجب أن يؤخذ بجدية بالغة وبشكل عاجل، ويجب على الجهات المعنية بالبيئة والمناخ أن تتكاتف مع الباحثين والعلماء والخبراء في الجامعات ومراكز البحوث، وذلك لإيجاد سيناريوهات تحاكي الواقع وتشرح كيفية التعامل مع التغير المناخي الجديد على الأرض، الذي يعد أمرا كارثيا.

*الأمطار الغزيرة

وردا على سؤال هل هذه الأمطار الغزيرة ستتوقف عند هذه المناطق، ام ستشمل مناطق أخرى، قال إن هذا السؤال قد طرح في مناقشات مجموعة الباحثين البيئيين غير الرسميين، الذين يؤكدون أنها قد تحدث في أي فصل من فصول السنة كما حدثت هذا العام فقد هطلت أمطار غزيرة في فصل الصيف، وقد كانت هذه الأمطار الغزيرة عادة تهطل في فصل الشتاء، وقد تشمل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات دولا نامية أو أقل نموا، ولكن لا نستطيع الجزم بذلك في ظل غياب الدراسات البيئية والمناخية المتعلقة بالفيضانات نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وأن حدوث هذه الأمطار الغزيرة والتي تسبب فيضانات قد ينتج عنه كارثة بل كوارث للمجتمعات، وهذا بمثابة جرس انذار، لذلك يجب عقد اجتماعات على مستوى رفيع من قبل علماء وخبراء الطقس والمناخ والبيئة، لمعرفة هل هذه الأمور ستتكرر، وفي حالة تكرارها وما هي الاحتياطات التي يجب عملها والإجراءات المطلوبة والعاجلة، وبالتالي نضمن عدم انهيار البنية التحتية بفعل الأمطار الغزيرة والفيضانات التي يمكن تحدث جراء ذلك. واضاف: الآن جميع هذه الأمور يجب دراستها، فهي تدور بشكل غير رسمي بين الباحثين والعلماء والخبراء، وينبغي على الجهات المعنية بالمناخ والبيئة بكل دول العالم، أن ترصد الموضوع وتأخذه بمحمل الجد، لذلك يجب على العلماء والباحثين التوصل الى استنتاجات علمية بشأن هذه الكارثة، وهل ستشمل هذه الأمطار الغزيرة مناطق معينة أم جميع المناطق على كوكب الأرض، وهل ستحدث في فصل الصيف ام فصل الشتاء أو غير ذلك، بسبب الرطوبة الكثيفة المتراكمة في الغلاف الجوي بسبب تبخر مياه البحار والمحيطات، والتي تتحول على شكل غيوم ركامية، ثم تتكثف وقد تنزل في شكل فيضان مدمر للبشر والبنية التحية وله أثار سلبية على المجتمع والاقتصاد بشكل عام، لذلك يجب دق ناقوس الخطر.

اقرأ المزيد

alsharq مونديال العرب.. السفير المغربي لدى الدولة: نسخة استثنائية للتواصل بين الشعوب العربية

أكد سعادة السيد محمد ستري سفير المملكة المغربية لدى الدولة، أن كأس العرب 2025 شهدت مستويات تنظيمية وجماهيرية... اقرأ المزيد

68

| 18 ديسمبر 2025

alsharq سمو الأمير يهنئ الشعب القطري والمقيمين بمناسبة اليوم الوطني للدولة

هنأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، الشعب القطري والمقيمين بمناسبة... اقرأ المزيد

196

| 18 ديسمبر 2025

alsharq «فتيات الخور» يبرزن التراث القطري

نظم مركز فتيات الخور، التابع لوزارة الرياضة والشباب، احتفالًا بمناسبة اليوم الوطني للدولة 2025، أُقيم في منتجع تيوسي... اقرأ المزيد

118

| 18 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية