رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

2656

النفس اللوامة أولى الخطوات في الطريق الصحيح..

د. علي القره داغي: السلطة فتنة إذا لم تخدم المصالح العامة للأمة

01 ديسمبر 2018 , 06:25ص
alsharq
الدوحة - الشرق

اعتبر فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الخطوة الأولى لطريق صحيح موصل إلى الله تعالى هي أن تكون أنفسنا لوامة، تعاتب على التقصير في الخير، وتلوم على الانغماس في الشهوات وفعل المنكرات، وبدون هذه النفس لن يكون هناك إيمان مؤثر، يقول الحسن البصري:" المؤمن دائماً يلوم نفسه، والكافر والمنافق دائماً يهمل نفسه".. وإذا فقد الإنسان النفس اللوامة، كانت نفسه هي الأمارة بالسوء، وهي النوع الثاني من الأنفس، وهي غير مقبولة عند الله تعالى. وربط الله تعالى صلاح النفس وتغييرها بصلاح الأمة والجماعة والأفراد وتغييرها.

ورأى في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أن شهوة السلطة أمر فطري في طبع الإنسان، ولكنها إذا أطلقت ولم تقيد بالمصالح العامة للأمة، وكانت عبارة عن رغبة من رغبات السلطان تصبح فتنة كبرى وإن الخوف من يوم القيامة وأهوالها، بدءاً من القبر وما فيه يبعد الإنسان عن الانهماك في الشهوات؛ شهوة النفس والجاه والسلطان..

وأضاف: "إن عالمنا العربي وجدناه يتمتع بالثروة والطاقة والقدرة ما لا يملكه الآخرون ورغم ذلك فإن عالمنا العربي مأوى للتخلف والجهل، والفقر والأوبئة، حيث وصلت نسبة الفقر فيه إلى 50%.

خلق في أحسن تقويم

وقال إن الله تعالى أراد أن يخلق هذا الإنسان في أحسن تقويم، ومنحه أحسن الصفات وأكمل القدرات التي تؤهله للاستخلاف في الأرض؛ ليعمر الكون، وخلق داخل الإنسان أربعة أجهزة، وهي الروح والقلب والنفس والعقل، وهي الأساس في صلاح الإنسان فرداً وجماعة وأمة، وهي من الكلمات التي إذا افترقت اجتمعت، وإذا اجتمعت تفرقت، أي إذا توالى ذكرها أفادت كل منها معنىً مغايراً لمعنى الكلمة الأخرى، أما إذا ذكرت واحدة منها فإنها تفيد معاني الكلمات الأخرى، وقد خصص الله تعالى لكل منها أدوارها وأمراضها وكيفية علاجها وغذاءها،فالروح هي الحياة، وهي المصدر للحياة العزيزة، وإن غذاءها التلاوة والذكر.

القلب محل الحب

ولفت إلى أن القلب هو محل الحب والكراهية والإخلاص لله تعالى، وهو محل الحقد والحسد، وقد تحدثنا في الخطبتين السابقتين عن الروح والقلب وأمراضهما وطرق إصلاحهما، واليوم نتحدث عن النفس التي ربط الله تعالى صلاحها وتغييرها بصلاح الأمة والجماعة والأفراد وتغييرها، قال تعالى:{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقد ذكر الله تعالى النفس ومشتقاتها في القرآن الكريم 296 مرة، وفي ذلك دلالة على وجوب الاهتمام والعناية بالنفس ورعايتها وتهذيبها وكبح جماحها.

وأضاف: "ولعظمة هذه النفس وأهميتها أقسم الله تعالى بها في كثير من الآيات، وسماها بمسميات عديدة، منها قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، هذه النفس هي محل الشهوات والأهواء، ومن تلك الشهوات شهوة البطن والفرج والسلطة والقوة والجاه، هذه السلطات يمكن أن يستخدمها الإنسان في الخير، وذلك إذا زكى نفسه من الشوائب، وعززها بالإيمان بالله تعالى، كما يمكن أن يستخدمها في الشر، وذلك إذا أهمل النفس وترك لها الحبل على الغارب.

مساحة إعلانية