رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

1165

قطر لعبت دوراً مهماً في إعادة الهوية الإسلامية للشعب الألباني

02 يوليو 2015 , 04:11م
alsharq
تيرانا – محمد دفع الله

أكد السيد بويار سباهيو، نائب رئيس المشيخة الإسلامية "وزارة الشؤون الإسلامية "، أن قطر الخيرية عززت جهود المشيخة المبذولة لإعادة الهوية الإسلامية للشعب للألباني المفقودة؛ بسبب فترة الحكم الشيوعي، وذلك من خلال بناء المساجد وتدريب الأئمة والدعاة وكفالة طلبة العلم عبر البرامج الفعالة التي نظمها المركز خلال الفترة الماضية ..

وقال نائب رئيس المشيخة في الحوار الذي أجرته معه الشرق في العاصمة الألبانية تيرانا، إن المشيخة تتطلع إلى بناء نحو 1000 مسجد للشعب الألباني خلال الفترة المقبلة؛ نظرا لزيادة عدد السكان، ولأن الناس خرجوا من فترة الحكم الشيوعي لا يحملون من الإسلام إلا اسمه.

وأضاف: تأمل المشيخة الإسلامية أن يكون لدولة قطر ممثلة في مؤسساتها الخيرية وفي جهاتها الرسمية الدور الكبير لما عرفت به قطر من حرص على بذل كافة الجهود التي تدعم الأخوة الإسلامية وتعمل على نشر ترسيخ المبادئ الإسلامية في العالم العربي والإسلامي .

وتناول نائب رئيس المشيخة في الحوار عددا من القضايا التي تهم مسلمي ألبانيا .. وفيما يلي التفاصيل :

جهود لإعادة الهوية

• ما هي جهودكم في المشيخة الإسلامية من أجل إعادة الهوية الإسلامية للشعب الألباني التي سلبها إياه الحكم الشيوعي طوال 45 عاما عجاف؟

المشيخة الإسلامية مؤسسة إسلامية أسست 1923 بعد انفصال ألبانيا عن العثمانيين ..وفي فترة الحكم الشيوعي عاشت ألبانيا فترة إلحاد تام، حيث هدمت كل المساجد وكل الكنائس وتمت مصادرة ممتلكات المشيخة الإسلامية من قبل الحاكم الشيوعي .. وظل الحكم الشيوعي حتى فترة التسعينيات التي جاءت بالنظام الديمقراطي الذي أعطى الفرصة للطوائف الدينية وعلى رأسها المشيخة الإسلامية لتحيا من جديد .

كانت ألبانيا قبل الشيوعية تضم العديد من العلماء الكبار الذين خدموا الدين والإسلام في ألبانيا وكان الناس متدينين .

وبعد زوال الحكم الشيوعي خرجت البلاد خاوية من الدين الإسلامي وظل الناس لا يحملون من الإسلام إلا اسمه ولكن لا يعرفون عنه شيئا حيث لا يصلون ولا يزكون ولا يحجون بل انقطعت صلتهم بالدين وكان الصيام سرا وكانت الدولة الشيوعية ترسل المخبرين الذين يتعرفون على الصائمين للإبلاغ عنهم حتى يقتلوا أو يودعوا في السجن كأقل عقاب .

• هل تلقيتم أي مساعدات تتعلق بإعادة الهوية عقب التسعينيات وزوال الحكم الشيوعي ؟

نعم جاءتنا المساعدات من خلال الجامعات الإسلامية والهيئات الإسلامية في الدول العربية الخليجية والدول الإسلامية من خلال بناء المساجد والمدارس واسترجاع الأوقاف الإسلامية والنظر في كل الأمور الدينية في ألبانيا . والحاجة إلى المساعدة كبيرة بالنظر إلى أن عدد المساجد كان قبل الشيوعية 1700 مسجد في كل أنحاء الدولة وكان عدد السكان في ذلك الوقت نحو مليوني نسمة ولكن بكل أسف تدمرت جميع هذه المساجد .. ولم نقف مكتوفي الأيدي فبعد التسعينيات بنينا 750 مسجدا من خلال الجمعيات الخيرية في الدول العربية والإسلامية .

ولكن عندما ننظر إلى عدد السكان اليوم، 4 ملايين نسمة ، نجد أن عدد المساجد قليل جدا .. لذلك نحن نطلب من المحسنين والمؤسسات الخيرية بناء المزيد من المساجد .. ونطمح إلى أن نبني الـ 1700 مسجد التي دمرها الحكم الشيوعي .. عموما نحن الآن بحاجة إلى ألف مسجد .. وفي هذه الاثناء لا يمكن أن ننكر الجهود فقد بنيت العديد من المساجد في القرى ولكن العدد قليل .

والمشيخة هي الجهة الوحيدة التي تمثل المسلمين في ألبانيا كما هي الجهة الوحيدة الرسمية المخولة بتوقيع الاتفاقيات مع الدول الأخرى .

35 مفتيا بألبانيا

• حدثنا عن مقر المشيخة وهيكلها القائم الآن ؟

يتكون هيكل المشيخة من الرئيس ونائبين للرئيس ومن الأمين العام وتتبع للمشيخة 12 إدارة تتمثل في إدارات الشؤون المالية والأوقاف والتعليم والثقافة الإسلامية وحوار الأديان بجانب إدارة الدعوة الإسلامية وإدارة الشؤون الاجتماعية .. وفي كل مدينة في ألبانيا مفت واحد وبذلك يبلغ عدد المفتين 35 مفتيا ويتم تعيينهم من قبل المشيخة الإسلامية .

• ما حجم الأموال التي تصرفها المشيخة على قطاعات المجتمع الضعيفة مثل كبار السن ؟

لدى المشيخة الإسلامية ميزانية قليلة تصرف منها على رواتب أئمة المساجد وعلى الرغم من ضيق ذات اليد فإن المشيخة تمد يدها لمساعدة دار العجزة وقطاعات المجتمع التي تطلب المساعدة .

• ما هي البرامج الدينية التي تنظمها المشيخة الإسلامية خلال رمضان ؟

نقوم بتسجيل برامج في التلفزيون تتضمن خطبا وأحاديث عن الدين الإسلامي وعن رمضان وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام الوسط .. في هذه الأثناء أرجو أن أقول إن 70 بالمائة من الشعب مسلم ولكن الملتزمين بدينهم قليلون جدا، وهذا الواقع يحتم على المشيخة عمل الكثير حتى تعلم الناس دينهم الإسلامي وتحثهم على ممارسة الشعائر الدينية من صلاة وحج وعمرة وزكاة وغيرها .

• كيف تتحدث عن التعاون بين المشيخة الإسلامية والجامعة الإسلامية والمدارس الإسلامية في ألبانيا ؟

أشير هنا إلى أن في ألبانيا 7 مدارس إسلامية على مستوى الثانوية، معترف بها من قبل الحكومة ومن قبل وزارة التربية والتعليم .. وتدرس هذه المدارس برامج إسلامية أكاديمية تم اعتمادها من قبل الوزارة المعنية .. وعندما نقول مدرسة إسلامية نعني أن المدرسة تدرس مواد إسلامية معتمدة من قبل المشيخة الإسلامية، مثل الفقة الإٍسلامي والحديث النبوي والسيرة النبوية والتفسير القرآني .. وبشكل عام فإن المدرسة التي تدرس 25 بالمائة من المواد الإسلامية نطلق عليها مدرسة إسلامية ...وبعد انتهاء المرحلة الثانوية أين يذهب الطلاب للدراسة ؟ بطبيعة الحال يتوجهون للدراسة في الجامعة الإسلامية في ألبانيا والجامعات الإسلامية في العالم العربي و الإسلامي وفي الوقت ذاته يدرسون الكليات العلمية مثل الطب والهندسة وغيرهما .

وأذكر بهذه المناسبة أن المشيخة الإسلامية أسست جامعة البدر الإسلامية في ألبانيا لتخريج الطلاب المؤهلين والمزودين بالقيم الإسلامية ليقوموا بمهمة الدعوة الإسلامية ..وقد نجحت الجامعة الإسلامية في توفير التعليم للطلاب الألبان والطلاب من دول البلقان الأخرى .

دور كبير لقطر الخيرية

• كيف تنظرون إلى الدور الخيري والإنساني الذي تقوم به مؤسسة قطر الخيرية ؟ وهل تتطلعون إلى دور أكبر ؟

المعروف أن مؤسسة قطر الخيرية تقدم أعمالا خيرية كبيرة للشعب الألباني وهذا ناجم عن حرص أهل قطر على مساعدة أخوتهم الألبانيين خاصة بناء المساجد والمساعدة في تأهيل الدعاة والأئمة وهذا دور كبير يعزز جهودنا لإعادة الهوية الإسلامية ..ونأمل من قطر الخيرية ومن أهل قطر كافة مضاعفة جهودهم معنا حتى نتمكن من إعادة كامل هويتنا الإسلامية التي فقدناها طوال فترة الحكم الشيوعي .

• في مجال بناء المساجد .. ما هو الدور الذي تطمحون إليه ؟

لا ننكر أن العديد من المساجد بنتها قطر الخيرية من خلال مركزها في ألبانيا إلا أننا نريد المزيد منها لأن الشعب مسلم ويحتاج إلى دور العبادة حتى يتمكن من ممارسة شعائره .. كما أننا نأمل أن تقوم قطر الخيرية بتوفير رواتب للأئمة حتى يتمكنوا من مواصلة جهودهم الدعوية .

أوقافنا صودرت

• هل لدى المشيخة الإسلامية أوقاف يمكن أن تدر عليها أموالا تساعدها في إدارة الشؤون الإسلامية في جمهورية ألبانيا ؟

إن المسلمين الأوائل من الألبانيين تركوا الكثير من الأوقاف الإسلامية، ولكنها في فترة الحكم الشيوعي تمت مصادرتها جميعا، ولكن الحكومة فيما بعد قدمت تعويضات بسيطة ولا تزال هناك ثمة نزاعات وقفية في المحاكم ..ولكن المؤسف أن هذه القضايا تأخذ وقتا طويلا حتى يصدر الحكم فيها من القضاة .. وهنا نأمل أن تقوم قطر حكومة وشعبا ببناء مشروعات إسلامية وقفية تكون لصالح الإسلام والمسلمين في الجمهورية .

• كيف تتحدث عن التعايش بين الأديان في ألبانيا وخاصة أن هناك الكثيرين من المسيحيين ؟

نحن ننظر لألبانيا باعتبارها نموذجا للتعايش الإسلامي في اوروبا كلها، وليس في دول البلقان وحدها اذ إن هناك انسجاما تاما بين الديانات الإسلامية والمسيحية.

مساحة إعلانية