رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

277

المسلمون ضحايا 45 % من العمليات الإرهابية في بريطانيا

02 يوليو 2022 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز

أثار أحدث تقرير إحصائي صدر في المملكة المتحدة عن حجم هجمات الكراهية ضد المسلمين كثيرا من النقاشات بين مسؤولي المساجد ومديري المراكز الإسلامية في عموم المملكة المتحدة، حيث كشف التقرير لأول مرة عن أعداد الهجمات الإرهابية التي وقعت بحق المسلمين خلال العام الماضي، وبشكل دقيق، وبذلك تكون أول بيانات رسمية دقيقة عن حجم الهجمات ضد المسلمين في بريطانيا، وأوضح التقرير أن 45 % من هجمات الكراهية الدينية التي وقعت في العام الماضي كانت موجهة بحق المسلمين، وقبل صدور هذا التقرير الإحصائي بأيام قليلة أعلنت الحكومة البريطانية عن برنامج لتمويل طرق حماية المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا قدر حجمه بـ 24.5 مليون جنيه استرليني، وذلك للمساهمة منها في وضع كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لحماية هذه المساجد والمراكز الدينية.

وأشاد عدد من مسؤولي المراكز الدينية والمساجد في لندن وقيادات دينية في استطلاع لـ"الشرق" بالتقرير الإحصائي، مطالبين الحكومة البريطانية باتخاذ المزيد من الاجراءات والبرامج لحماية المسلمين.

*حماية المساجد

وقال الدكتور داوود عبدالله مدير مرصد الشرق الأوسط البريطاني (MEMO) للشرق، إن هذا التقرير هو الأحدث في قائمة طويلة من التحقيقات المماثلة التي تكشف الطبيعة الراسخة للإسلاموفوبيا في بريطانيا، ويؤكد ضرورة التدخل العاجل من قبل الحكومة البريطانية لحماية المساجد وضمان قدرة المسلمين على العبادة بحرية دون خوف أو معوقات، وأشار إلى أنه لسوء الحظ فإن الحزب الحاكم متأثر بالإسلاموفوبيا من أعلاه إلى أسفله، ما يجعل هذه الآفة تستمر في المجتمع البريطاني، وأضاف الدكتور داوود عبدالله: "من المؤسف أنه رغم أن الجالية المسلمة تعتبر ثاني أكبر مجموعة دينية في المملكة المتحدة، إلا أن الحكومة تقدم أموالا أقل لتأمين المساجد مما تقدمه لأمن المجموعات الدينية الأصغر في البلاد، وأكد على أن الإسلاموفوبيا مثلها مثل الأشكال الأخرى من العنصرية ترجع أصولها إلى التحيز والتعصب الأعمى والجهل، وما لم يتم القضاء عليها سوف تستمر في تسميم العلاقات الاجتماعية في بريطانيا.

* لا قوانين لحماية المسلمين

من جهته، أكد محمد كزبر رئيس مجلس أمناء مسجد فينسبري بارك في لندن لـ الشرق، على ضرورة اتخاذ كافة إجراءات الحيطة والحذر في مساجدنا ومراكزنا الدينية، ومحاولة توثيق جميع الاعتداءات التي تتعرض لها الجالية الإسلامية بشكل دقيق ورسمي، كما يجب الضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ إجراءات تحمي المسلمين وتخفف من ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال تبني تعريف دقيق للإسلاموفوبيا، وأيضا سن قوانين لحماية المسلمين، كما فعلت أقليات أخرى في بريطانيا، وذكر أن هذا التقرير الإحصائي أظهر أن أكثر من 100 مسجد في بريطانيا أي 35 % من المؤسسات الإسلامية تعرضت لهجمات بحقها، وذلك بمعدل هجوم كل عام، ويعتبر هذا زيادة في نسبة جرائم الكراهية بحق المسلمين، كما تعرضت نحو نصف المساجد في جميع أنحاء المملكة المتحدة لهجمات تخريبية خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة المشاركة والتنمية الإسلامية، وقال محمد كزبر في حديثه إن الوضع سيئ للغاية فيما يتعلق بزيادة الاعتداءات على دور العبادة الإسلامية، خاصة أن المصلين في منطقتنا تعرضوا لهجوم إرهابي في عام 2017، وما زال المجتمع الإسلامي قلقا من خطر الإرهاب الذي ينطلق في أي لحظة ويحصد الأرواح، وقد حدث العديد من هذه العمليات الإرهابية بحق المسلمين، مضيفا أن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه قبل 5 سنوات، فمعدل الإسلاموفوبيا آخذ في الارتفاع ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، وأكد على أن الحكومة والأجهزة الأمنية لا تأخذ هذه البيانات من الاعتداءات الإرهابية بحق المسلمين محمل الجد، بالرغم من أن البيانات الحكومية تشير بشكل أكبر إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، ولا يعتقد أن أي شيء سوف يتغير مع الكشف عن هذا التقرير الإحصائي للاسف، حيث لا يوجد قوانين أو تشريعات محددة لحماية المسلمين في بريطانيا، لذلك نأمل أن تتخذ الحكومة مزيدا من الإجراءات الجدية في هذا الصدد.

*سجل الاعتداءات

وبدوره قال دكتور أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات في لندن للشرق إن "التقرير مهم جدا لأنه يحدد بالأرقام نسبة الهجمات الإرهابية بحق المسلمين والمؤسسات الدينية الإسلامية في بريطانيا، وهذا كنا نفتقده في السابق، مما يجعله سجلا دقيقا، ويعرض مدى الزيادة التي وقعت من الاعتداءات بحق المساجد والمراكز الإسلامية خاصة بعد المجزرة التي وقعت في مسجد النور في نيوزيلاندا في مارس من عام 2019، والتي أودت بحياة 51 مسلما وإصابة 40 آخرين، وهذا يثير الاستغراب مما يجعل السعي إلى البحث والدراسة أمرا هاما لتحديد السبب وراء هذه الزيادة في حجم الهجمات بحق المساجد والمسلمين. وأشار إلى أن العمليات التي تقع باسم المسلمين لا تقارن ولا توازي الهجمات الإرهابية التي تقع حيث لا تتعدى نسبتها بين 1 و2% من الهجمات الإرهابية، مضيفا أن الإجراءات التي تتبعها الحكومات الغربية ومنها الحكومة البريطانية توجه اللوم إلى المسلمين. وذكر الدكتور أنس التكريتي أنه رغم الاعتداءات على المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا إلا أن المسلمين يزدادون تمسكا بهويتهم الإسلامية، مضيفا أنه من ناحية اخرى هناك عدد من الخطوات يجب أن تتبع لتقليص ظاهرة الإسلاموفوبيا، منها أن تتبنى السلطات البريطانية الأمنية مجموعة من السياسات التوعوية والجنائية والقضائية للتعامل مع قضايا الإسلاموفوبيا، كما يجب على المجتمع والحكومة والإعلام والقضاء معالجة هذه الظاهرة بشيء من الدقة، ومعظم هذه الخطوات تعد حلولا على المستوى البعيد، كما أشار إلى أن برنامج صندوق المنح الذي أعلنت عنه الحكومة البريطانية لتأمين المساجد يقع في اشكالية هامة، وهي من الذي يستطيع أن يحصل على هذه المنح؟ وما هي الشروط الواجب توافرها في المركز أو المسجد للموافقة للحصول على مثل هذه المنح؟، كما أن الأخطر من ذلك التحسب من ان تكون وسيلة للتدخل في شؤون المراكز الإسلامية والمساجد من حيث الندوات التي تناقش والأفراد الذين يشاركون في الندوات ونوعية الموضوعات التي تناقش، وهذا لا يتضح حتى الآن وغير واضح من قبل الحكومة.

*زيادة الهجمات

وكان التقرير الإحصائي الذي شاركت في إعداده مؤسسة "MEND" البريطانية أشار إلى أن هناك زيادة في حجم الهجمات المعادية للإسلام تقدر بـ 15% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق لهذه التقرير، ومنها الحرق المتعمد لمسجد ديدسبري في مدينة مانشستر ورشق المصلين بالبيض في مركز إلفورد الإسلامي، كما تم تسجيل هجوم على مسجد لندن من قبل مجموعة مسلحة بالزجاجات والعصي خلال نفس الفترة، وأفاد التقرير أن 45 % من المساجد والمؤسسات الإسلامية التي شملها التقرير الإحصائي تعرضت للاعتداءات وهجمات معادية للإسلام، كما سجلت نسبة 17% من المساجد هجمات جسدية وإساءات الى موظفيها والمصلين، بما في ذلك عمليات طعن أحد المصلين، وأظهر التقرير الإحصائي أن شكل الهجمات التي تعرضت لها المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا كان متعدد الأنواع منها التخريب المتعمد والسرقة، حيث تعرضت 35% من المساجد لهجمات بدوافع دينية مرة على الأقل في العام، وأشار التقرير إلى أن 55 % من المساجد التي شملها التقرير الإحصائي أعربت عن عدم رضاها من ردود فعل الشرطة البريطانية من هذه الهجمات التي تقع بحقهم، كما أن 38 % من الهجمات لم يتم اتخاذ أي إجراء من قبل الشرطة.

مساحة إعلانية