رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1763

خبراء الصحة النفسية بحمد الطبية يوصون باتباع منهجية شاملة لمعالجة الاكتئاب جراء كورونا

03 مايو 2021 , 10:22م
alsharq
حمد الطبية
الدوحة - قنا

أوصى أطباء الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية، باتباع منهجية شاملة في معالجة الاكتئاب والقلق الناشئين عن جائحة كورونا /كوفيد - 19/ عن طريق تقديم المشورة التخصصية والإرشاد النفسي للمرضى.

ويقدم خط المساعدة الوطني للصحة النفسية، الذي تم إطلاقه في إبريل 2020، خدمات رعاية نفسية هامة لمرضى كورونا، ويعد موردا هاما من موارد الدعم الطبي النفسي الذي يقدم للمرضى المشورة والمتابعة الطبية النفسية اللازمة مع الحفاظ على خصوصية وسرية معلومات وبيانات المرضى.

ويمكن الوصول إلى خط المساعدة المجاني عن طريق الاتصال بخط المساعدة الوطني (16000) المخصص لـ /كوفيد - 19/ واختيار الخيار 4 للصحة النفسية، ويمكن للمرضى الذين تم خروجهم من المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية بعد تعافيهم من الإصابة بعدوى كورونا /كوفيد - 19/ ومازالوا يعانون من مشاكل صحية الاتصال على الرقم 16000 وطلب التواصل مع خدمة الاستشارات الطبية العاجلة في مؤسسة حمد الطبية بغرض الإحالة إلى عيادة رعاية مرضى أعراض كورونا /كوفيد - 19/ طويلة الأمد للحصول على الدعم الطبي المتخصص.

كما يمكن للمرضى الذين يعانون من الأعراض المتأخرة اللاحقة بالإصابة بعدوى كورونا والذين تتجاوز أعمارهم الستين عاما طلب العناية الطبية في عيادة المعافاة لكبار السن بمركز قطر لإعادة التأهيل عن طريق الاتصال على خدمة /تواصل/ من خلال الرقم (40260400) لحجز مواعيدهم.

أما المرضى الذين تقل أعمارهم عن الستين ويعانون من هذه الأعراض فيمكنهم طلب العناية الطبية بالتواصل مع أطبائهم في مراكز الرعاية الصحية الأولية أو مع عيادة رعاية مرضى أعراض كورونا /كوفيد - 19/ طويلة الأمد، أو الاتصال على الرقم (16000) واختيار خدمة الاستشارة الطبية العاجلة في مؤسسة حمد الطبية.

وأوضح خبراء الصحة النفسية أن جائحة كورونا /كوفيد - 19/ كان لها أثر كبير في تغيير الأنماط الحياتية للملايين من الناس في مختلف بقاع العالم، وقد شعر الكثير من الناس بأن الأوضاع السائدة والمرتبطة بهذه الجائحة استحوذت عليهم وسببت لهم الكثير من الإرباك على نحو غير مسبوق.

ومع استمرار القيود المرتبطة بالجائحة والتي طالت مختلف مناحي الحياة لاحظ خبراء الصحة النفسية أن أعداد الأشخاص الذين باتوا يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، آخذة في الزيادة مع أن هؤلاء الناس لم يسبق لهم أن عانوا من العزلة الاجتماعية، أو الخوف، أو الشعور بالوحدة من قبل.

من جانبه أوضح الدكتور ماجد العبدالله رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية، أن مرض كورونا /كوفيد - 19/ يظهر على شكل مرض تنفسي في بادئ الأمر إلا أن الدلائل العلمية تشير إلى أن الآثار الدائمة الناجمة عن هذا المرض غالبا ما تكون آثارا عصبية، حيث يلاحظ اختصاصيو الرعاية الصحية في مختلف دول العالم أن أعراضا مثل الشعور بالإعياء والصداع والقلق تلازم المتعافين من الفيروس لفترات طويلة نسبيا حتى بعد زوال عدوى المرض، وكذلك توصل خبراء الصحة النفسية من خلال هذه الدلائل العلمية إلى أن هناك عرضا خطيرا يظهر في فترة ما بعد الإصابة بعدوى الفيروس أسموه "اكتئاب كورونا /كوفيد - 19/" إلى جانب الأعراض الفسيولوجية الأخرى المرتبطة بهذا المرض.

وتشير إحدى الدراسات التي تم إجراؤها بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة في الفترة من أغسطس 2020 إلى فبراير 2021 إلى أن نسبة البالغين الذين عانوا من أعراض القلق والاكتئاب مؤخرا قد ارتفعت من 36.4% إلى 41.5%، وقد تركز الارتفاع في هذه النسب في الفئة العمرية التي تبلغ 18 الى 29 عاما وفي أوساط الأشخاص الذين لم يتموا تعليمهم الثانوي.

بدوره أكد الدكتور شوجا ريجو استشاري أول الطب النفسي ومدير خدمات مستشفى الطب النفسي، على أهمية النتائج التي توصلت إليها دراسة محلية أجريت في شهر إبريل 2020، حيث أجرى فريق الطب النفسي بالتعاون مع زملاء بمركز الأمراض الانتقالية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية دراسة بحثية حول الأثر النفسي لجائحة /كوفيد - 19 / داخل مرافق الحجر الصحي ومراكز العزل وارتباطاته بالآثار الاجتماعية الديمغرافية في قطر.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في إحدى المجلات العلمية أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا والأشخاص الذين يواجهون قيودا على حركتهم بسبب الجائحة يتعرضون للإصابة بالاكتئاب والقلق بمعدلات أعلى، وقد أدى ذلك إلى حشد جهودنا لتوفير وصول أسهل للرعاية الصحية النفسية من خلال الاستشارات الافتراضية وخط المساعدة للصحة النفسية.

ويوصي خبراء الصحة النفسية والتأهيل البدني باتباع منهجية كلية وشاملة في معالجة الاكتئاب والقلق الناشئين عن الإصابة بعدوى كورونا /كوفيد - 19/ وعن القيود المفروضة على ممارسة النشاطات الاعتيادية اليومية بسبب هذا الوباء، ومن أهمها تقديم المشورة التخصصية والإرشاد النفسي للمرضى بحيث يكونون قادرين على التخلص من أعراض واضطرابات الإجهاد النفسي، والاكتئاب، والقلق والتي تعتبر أكثر شيوعا بين مرضى حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا /كوفيد - 19/.

وعلى الرغم من أن /الضباب الدماغي/ تعبير غير طبي إلا أنه شائع الاستخدام في وصف مجموعة من الأعراض التي يعاني منها العديد من مرضى كورونا /كوفيد - 19/ طويل الأمد مثل الإعياء النفسي، واضطرابات التركيز الذهني، واضطرابات الذاكرة، ونوبات الارتباك والاهتياج والتشوش، وتشمل الخطط العلاجية لهؤلاء المرضى تمارين إعادة التأهيل الإدراكي التي تتضمن تمارين تنشيط الذاكرة، والتمارين العقلية، وعلاج النطق حيث تساعد هذه التمارين على تحسين وظائف الذاكرة وإعادة تأهيل المسارات العصبية للتغلب على الآثار السلبية لـ/الضباب الدماغي/.

وقد تم إدراج اضطرابات النوم ضمن الأعراض الشائعة لفترة ما بعد الإصابة بعدوى كورونا /كوفيد - 19/، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى تفاقم الاكتئاب والقلق لدى المرضى، وينصح خبراء الرعاية الصحية المرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم وغيرها من الأعراض اللاحقة للإصابة بعدوى كورونا بتعديل الأنماط الحياتية الخاصة بهم مثل الحصول على قسط كاف من الراحة، واتباع نظام حياتي ثابت والحرص على ممارسة التمارين الرياضية والبدنية التي من شأنها أن تخلصهم من الآثار السلبية الناجمة عن الإصابة بهذه العدوى.

ومن الأعراض طويلة الأمد اللاحقة للإصابة بعدوى كورونا /كوفيد - 19/ تدني مستويات الطاقة الجسدية وضعف العضلات لدى المرضى، وتشير بعض الدراسات ومن ضمنها دراسة نشرت نتائجها في دورية طب الشيخوخة إلى أن هناك علاقة بين اضطرابات فقدان الكتلة العضلية والاكتئاب، لذا فإن تمارين تقوية العضلات تعد أمرا على قدر كبير من الأهمية للحفاظ على اللياقة البدنية والصحة النفسية للمرضى.

ولا تزال آثار كورونا /كوفيد - 19/ طويلة الأمد والاضطرابات النفسية ذات العلاقة قيد الدراسة إلا أن الدراسات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن أعراض الاكتئاب والقلق الناشئة عن هذه الإصابة حقيقية تماما مثل الأعراض الجسدية المرتبطة بهذه العدوى، وينصح فريق خط المساعدة الوطني للصحة النفسية الأشخاص الذين يعانون من الأعراض اللاحقة بالإصابة بعدوى كورونا /كوفيد - 19/ بطلب العناية الطبية من الجهات الطبية المختصة.

مساحة إعلانية