رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

227

تدريب أمريكا لمقاتلين معارضين بسوريا بين النجاح والفشل

03 أكتوبر 2015 , 12:17م
alsharq
واشنطن - وكالات

كان يفترض أن يبرهن المقاتلون المعارضون السوريون الذين تجندهم الولايات المتحدة على قدرة واشنطن على تدريب مقاتلين معتدلين لمحاربة الجهاديين في هذا البلد الذي يشهد حربا مدمرة.

لكن بعيد عودتهم إلى سوريا سلم هؤلاء المقاتلون المدعومون من الولايات المتحدة أكثر من ربع ذخيرتهم وتجهيزات أخرى إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

وهذا الاعتراف المذهل لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، يعكس مدى تعقيدات النزاع السوري، لكنه يكشف أيضا الحصيلة غير المتوازنة للتأهيل الذي تقوم به الولايات المتحدة لمتمردين في الخارج.

نجاحات وإخفاقات

ورأى البروفيسور في جامعة جورج تاون، ستيفن بيدل، الذي كتب مسودة تقرير حول هذه المهمات، أن "حصيلة نجاحات وإخفاقات "تدريب متمردين في الخارج"، غير متوازنة في أفضل الحالات. فثمة الكثير من الإخفاقات وليس الكثير من الانتصارات".

واعتبر بيدل أنه "من غير المرجح أن ينجح هذا البرنامج لتدريب وتجهيز" المقاتلين السوريين المعارضين.

وكشفت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما في يناير الماضي برنامجها لتدريب مقاتلين معارضين سوريين بقيمة 500 مليون دولار يتعهد فيه مرشحون يخضعون للمراقبة بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

لكن بداياته تبدو كارثية، ففي يوليو تعرضت أول مجموعة تم تدريبها لهجوم من جبهة النصرة. وقتل أحد أفرادها فيما وقع آخر في الأسر، ولا يعلم البنتاجون بشكل جيد ما حل بالـ18 الآخرين.

ومن جهته، أكد السناتور النافذ جون ماكين، أول أمس الخميس، أن أولى الضربات الروسية في سوريا أصابت مقاتلين معارضين دربتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه".

وخلافا للبنتاجون ما زالت الوكالة تلتزم الصمت بشأن عملياتها الخاصة في سوريا والتي تبقى حصيلتها غير معروفة.

وأقرت وزارة الدفاع الأمريكية، بأن برنامج تدريب المعارضين السوريين علق جزئيا مع عدم وصول أي مجند إلى تركيا أو الأردن.

واعترف أوباما أمس الجمعة، بأن البرنامج يواجه صعوبات. قئالا، في هذا الصدد، "إنني أول من يعترف بأنه لم ينجح كما كان يفترض"، موضحا أن المقاتلين المعارضين لا يريدون فقط محاربة جهاديي "داعش".

الرئيس الأمريكي، باراك أوباما

وأضاف الرئيس الأمريكي، "أن الرد الذي نتلقاه هو كيف يمكننا التركيز على تنظيم "داعش" عندما يتلقون كل يوم براميل متفجرة وضربات النظام" السوري.

إلا أن المدربين يراهنون على النجاحات التي أحرزها الأكراد في شرق البلاد، وما زال المتحدث باسم البنتاجون، جيف ديفيس، يعتقد أن الولايات المتحدة "بحاجة لقوة محلية سورية على الأرض يمكن العمل معها".

التجربتان الأفغانية والعراقية

والسابقة المعروفة لتدريب متمردين هي تلك التي قامت بها الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي مع المجاهدين الأفغان للوقوف في وجه القوات السوفيتية.

وذلك البرنامج كان أهم من البرنامج المتعلق بسوريا وقد أسهم في انسحاب الاتحاد السوفيتي آنذاك. لكن بعض المراقبين يؤكدون أن بعض المقاتلين ذهبوا لتدريب طالبان أو انضموا إلى تنظيم القاعدة وأن الولايات المتحدة ما زالت تدفع الثمن.

وفي العراق سجلت المساعدة على إعادة بناء جيش عراقي نجاحا جزئيا، لكنها أخفقت إلى حد كبير عندما انهارت قواته المحلية أمام زحف ووحشية "داعش" العام الماضي.

كذلك إنفاق مليارات الدولارات لتدريب جنود أفغان أدى إلى إنشاء جيش ما زال يصطدم بصعوبات في احتواء طالبان. فقد تمكن الأخيرون هذا الأسبوع من الاستيلاء على مدينة قندوز الأفغانية.

ولفت بيدل أيضا إلى أن المساعدة الأمريكية بقيمة 7 مليارات دولار للجيش الباكستاني لم تؤد إلى أي انتصار على المتمردين.

وكان أوباما أسر العام الماضي، لمجلة نيويوركر، أنه طلب من الـ"سي آي إيه" إجراء تحليل للأمثلة الناجحة لتمويل وتزويد حركات تمرد بالأسلحة. لكنه أقر "بأنهم لم يتمكنوا من إعطائي الكثير" من المعلومات.

ونظرا لتعقيدات النزاع السوري يعتبر أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن هذا البرنامج المعد لتدريب متمردين هو أحد الخيارات النادرة المقبولة.

وقال كوردسمان، "إن الحياة لا تقدم لنا الكثير من الخيارات الجيدة فيما أصبح إحدى الحروب الأهلية الأكثر تدميرا والأكثر إثارة للنزاعات في التاريخ الحديث".

ورأى ديريك شوليت الذي كان مساعدا لوزير الدفاع والمستشار في "جيرمان مارشال فاند"، أن على الولايات المتحدة أن تستمر في مبادرتها. فإن تمكن الأسد برأيه من "مغادرة سوريا، سيكون لدينا مشكلة كبيرة في سوريا، إننا بحاجة لقوات معتدلة بإمكانها المساعدة على تأمين البلاد".

مساحة إعلانية