رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

0

انطلق تحت رعاية المياسة بنت حمد آل ثاني.. وبحضور نائب رئيس الوزراء

منتدى الابتكار منصة لتبادل الخبرات واستعراض قصص نجاح وطنية

03 نوفمبر 2025 , 07:00ص
alsharq
❖ نشوى فكري

- 800 من كبار الشخصيات والمتحدثين والخبراء يشاركون في الفعاليات

تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مركز قطر للقيادات، نظم المركز، أمس، النسخة الثانية من منتدى الابتكار القيادي 2025 تحت شعار «فن اتخاذ القرار»، في فندق رافلز – قاعة كتارا.

حضر الجلسة الافتتاحية للمنتدى سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

ويأتي المنتدى هذا العام امتدادًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى في عام 2024، ليواصل ترسيخ مكانته كمنصة وطنية رائدة جمعت بين القيادات الواعدة والخبراء وصناع القرار من مختلف القطاعات، لاستكشاف أساليب التفكير القيادي في المواقف المهمة، وتسليط الضوء على القرارات التي تصنع الفارق في مسارات النجاح والتميز. 

وشهد المنتدى حضورًا مهمًا يتجاوز 800 مشارك من كبار الشخصيات وأصحاب السعادة الوزراء والمتحدثين والخبراء من مختلف القطاعات، إلى جانب خريجي مركز قطر للقيادات والقيادات اليافعة في الدولة. كما خُصص جناح لخريجي البرامج الوطنية لعرض قصص نجاحهم وتجاربهم الملهمة، بما عزز التواصل بين الأجيال القيادية وحفز الشباب على تبني ممارسات القيادة الواعية والمسؤولة.

عبد الله البنعلي: المنتدى منصة لتعزيز مهارة اتخاذ القرار وبناء القيادات المستقبلية

أكّد السيد عبدالله محمد خليفة البنعلي، المدير العام لمركز قطر للقيادات، أن المنتدى شكّل منصة ملهمة لتبادل الخبرات القيادية وتعزيز مهارة اتخاذ القرار كإحدى الركائز الأساسية للقيادة الحديثة... وأوضح في كلمته خلال المنتدى، أن قدرة القائد على اتخاذ قرارات استراتيجية مسؤولة تجمع بين الرؤية المستقبلية والمعرفة المستندة إلى البيانات تمثل جوهر القيادة في عصر سريع التغير. وأضاف أن مركز قطر للقيادات، منذ تأسيسه عام 2008، يواصل العمل على تطوير القيادات الوطنية وتوسيع آفاقها عبر البرامج والمبادرات النوعية، مشيرًا إلى أن المنتدى يعكس هذا النهج من خلال الجلسات والورش التفاعلية التي تناولت محاور القيادة في التكنولوجيا، والصحة، والرياضة، والمجتمع، والأسرة.

د. محمد بن عبد العزيز الخليفي أمام المنتدى: نهج قطر السياسي.. إخلاص للمبادئ في عالم متغير

تحدث سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، عن مفهوم اتخاذ القرار من منظور إنساني ودبلوماسي، وقال سعادته في كلمة له: نقف معًا عند موضوع جوهري يتخلل تفاصيل حياتنا اليومية، ويشكّل حجر الزاوية في مسيرتنا المهنية والقيادية، بل وفي بناء المجتمعات وصياغة السياسات، ألا وهو فن اتخاذ القرار، فالقرار في جوهره ليس مجرد استجابة ظرفية، بل هو تعبير عن الذات، وانعكاس لمستوى نضجها وعمق وعيها وصدق التزامها، إنه ممارسة إنسانية عميقة تتقاطع فيها الحكمة مع الحدس، والعقل مع التجربة، والبصيرة مع المسؤولية، ومن هنا لا يعد اتخاذ القرار امتيازًا يختص به القادة وحدهم، بل يصبح مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا متجددًا، وقدرة على التقدير، واستعدادًا لتحمل التبعات.

وأضاف: في عالمٍ تتشابك فيه الأزمات، وتتعاظم فيه الحاجة إلى صوت العقل، تبرز لحظات فارقة تختبر فيها التجربة، وتُستدعى فيها الحكمة، ويُصاغ فيها القرار تحت ضغط الزمن وتعدد المصالح، أتذكر جيدًا إحدى تلك اللحظات التي وضعتني أمام اختبارٍ حقيقي خلال ممارسة وساطة في نزاعٍ معقد، غابت فيه الثقة، وتباعدت فيه المواقف، وتشابكت فيه الأبعاد الإنسانية والسياسية، لم تكن الصورة مكتملة، ولم تكن الخيارات مضمونة، لكن كان لابد من اتخاذ موقف لا يحتمل التأجيل، ولا يقبل التسرع.

   - مسؤولية أخلاقية

وتابع د. الخليفي: كان القرار بين التريث الذي قد يُفسَّر تراجعًا عن المبادرة، أو التحرك السريع الذي قد يُفهم استعجالًا في طرح الحلول، في مثل هذه اللحظات، لا يكون القرار مجرد إجراء دبلوماسي، بل مسؤولية أخلاقية ومفترقًا بين التهدئة أو التصعيد، وبين بناء الجسور أو ترسيخ القطيعة، استحضرت حينها قوله تعالى: “فإذا عزمت فتوكل على الله»، فكان التوكل هو البوصلة، والاستشارة هي المنهج، والعزم هو السبيل، جمعتُ الفريق، واستعرضنا السيناريوهات، واستمعنا إلى وجهات النظر من مختلف الجهات، ثم اتخذنا القرار مستندين إلى المبادئ التي تؤمن بالحوار، وإلى رؤية ترى في الوساطة أداة للسلام، لا مجرد وسيلة لإدارة الأزمات.

وأوضح أن إحدى قواعد فن اتخاذ القرار في العمل الدبلوماسي: الموازنة بين الحدس السياسي والتحليل الاستراتيجي، فالحدس في سياق الوساطة هو استشعار اللحظة المناسبة، وفهم ما لا يُقال، والتقاط الإشارات الخفية في لغة الأطراف، أما التحليل فهو قراءة المعطيات، وتقدير المخاطر، وبناء السيناريوهات الواقعية، ومن لا يجمع بين الحدس والتحليل قد يفوّت فرصةً تاريخية للسلام.

  - القرار في الوساطة

وأكد أن ما يجعل من القرار في مجال الوساطة فعلًا مركبًا يتطلب بصيرة ومرونة وثباتًا على المبادئ، دون أن يغيب عنه الحسّ الواقعي، ومن أبرز التحديات التي تواجه متخذ القرار اليوم، هي القدرة على اتخاذ قرارات واثقة في ظل الغموض أو نقص المعلومات، في وقتٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك المصالح لا يمكن أن تتضح الصورة دائمًا، بل لا بد من التحرك بثقة، مستندين إلى المبادئ لا إلى الانفعالات.

تنظيم جلسات تتحدث عن الخبرة والممارسة والإلهام..

مناقشات معمقة حول تمكين القادة وتطوير مهاراتهم

ركّز المنتدى في نسخته الثانية على أبعاد القيادة من منظور فنّ اتخاذ القرار، من خلال جلسات رئيسية وتفاعلية جمعت بين الخبرة والممارسة والإلهام، أبرزها: القيادة في الرياضة، حيث سلّطت الضوء على قيمة التعاون والعمل الجماعي في البيئات التنافسية عالية الضغط، وكيف تساهم القرارات المشتركة وروح الفريق في تحقيق النجاح وتعزيز ثقافة القيادة التعاونية. وجلسة القيادة الطبية بين الوقاية والدقة، والتي تناولت القرارات الحاسمة في الطب الحديث وأثرها في إنقاذ الأرواح وتعزيز الاستجابة في البيئات الصحية المتغيرة، في حين ركزت جلسة القيادة في البيت «اللبنة الأولى في بناء القيادات»، على دور الأسرة والمجلس القطري في غرس قيم القيادة والمسؤولية والمبادرة في النشء.

أما جلسة بادر بالقيادة « من الفكرة إلى التطبيق «، فكانت جلسة تفاعلية أتيح للحضور خلالها المشاركة الفعلية في محاكاة عملية اتخاذ القرار عبر أدوات رقمية حديثة، إلى جانب جلسة من الإرث إلى بناء المستقبل، والتي استعرضت التحول من المحافظة على الإرث العائلي أو المؤسسي إلى تطويره وتعظيم أثره عبر قرارات قيادية واعية تضمن استدامة المنجزات.

كما تضمن المنتدى جلسات جانبية وورش عمل تفاعلية، من أبرزها: القيادة وتمكين الشباب « إعداد جيل مبتكر من قادة المستقبل»، وهل تتقبلني؟ التي ناقشت أثر الخوف من الرفض على اتخاذ القرار، وكذلك جلسة التكنولوجيا والتشريعات، قرارات مرنة في عالم متسارع النمو، التي بحثت التوازن بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية في العصر الرقمي.

واختُتم المنتدى بتأكيد مركز قطر للقيادات على مواصلة دوره في تمكين القادة وتطوير مهاراتهم في القيادة والابتكار واتخاذ القرار، بما يسهم في تعزيز المنظومة القيادية في دولة قطر وترسيخ حضورها وتأثيرها محليًا وعالميًا.

مساحة إعلانية