رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2238

خليفة الحسيني لمجلس «الشرق»: اقترضنا لشراء مطابع «العهد»

04 يناير 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ حوار: محمد علي المهندي

ضيف مجلس الشرق الإعلامي القدير الأستاذ خليفة بن عبدالله بن يوسف الحسيني، رئيس تحرير مجلة العهد القطرية التي صدرت في عام 1974، أحد الذين ساهموا في مسيرة النهضة الإعلامية وروادها في قطر، فبرغم صغر سنه، ووجوده على مقاعد الدراسة، ولكنه بالعزيمة والإصرار وسعة الإطلاع والمتابعة اليومية نجح في إدارة مجلة العهد القطرية، كما نجح في استقطاب العديد من الكوادر القطرية للعمل في مجال الصحافة، ترأس مجلة العهد حتى توقفت عن الصدور لأسباب مالية ورفع الدعم الحكومي.

«الشرق» زارته في مجلسه العامر في منطقة الدفنة، وغصنا في أعماقه واستخرجنا بعض المكنون مما في جعبته، وكان هذا اللقاء الإعلامي لرجل صنع النجاح وساهم في تطوير الصحافة وأبرز العديد من المواهب القطرية.

ولدت في المستشفى الأمريكي بالبحرين، وذلك بتاريخ 7/4/1955، بحكم أن والدتي من بيت المعاودة المعروفة بالبحرين، وكنت البكر لها، فضلت الولادة بالبحرين بالقرب من أهلها، وقضيت معظم طفولتي مع الوالد الذي ولد بالمرقاب في قطر ثم انتقل للعمل في شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة الخبر، حيث درست المرحلة الابتدائية وبعض الصفوف الاعدادية هناك، وأذكر بيتنا الكبير، حيث كانت المنطقة رملية وأمام بيتنا كان هناك (طعس) وكان جدي يوسف بن سيف الحسيني (رحمه الله) يفرش (زوليته) يومياً على الطعس الرملي وقهوته موجودة ويمرون عليه معارفه وأصدقاؤه، وكان معظم القاطنين الذين سكنوا منطقتنا من أهل قطر الذين نزحوا من أجل طلب الرزق في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

أذكر أن طفولتنا كانت جميلة، حيث كان الوالد يأخذنا في بعض الإجازات الأسبوعية إلى منطقة الظهران لمشاهدة الأفلام الأمريكية، والسباحة مع الأمريكان في بركة السباحة والتعرّف عليهم والاستفادة منهم في تقوية اللغة الإنجليزية، وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كان عندي شغف خاص بالرسم، كما كنت قارئا نهما ودائم الإطلاع على مجلات الأطفال الواردة من مصر ولبنان وغيرهما من الدول، وعندما كبرنا قليلاً كان الوالد (يحفظه الله) دائماً ما يحضر لنا المطبوعات والكتب من بيروت لتنمية مهارتنا وتساعد على زيادة ثقافتنا، وهو حريص على تأهيلنا للدخول في معترك الحياة بسعة أفق وإدراك.

في لبنان اللهجة اللبنانية كانت عقدتنا!

عندما كان الوالد عبدالله بن يوسف الحسيني يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت في بداية الستينيات، انتقلنا معه إلى لبنان، وأدخلنا أنا وأخي أحمد لمواصلة تعليمنا في مدرسة لبنانية حيث كنت في الصف الثالث ابتدائي في حينها، في البداية عانينا من صعوبة معرفة اللهجة اللبنانية لأن عندنا في الخليج نفهم اللهجة المصرية بسبب عرض الأفلام المصرية في محطة تلفزيون أرامكو التي كانت تعرض كل خميس فيلما عربيا مصريا، ثم بدأنا نتأقلم تدريجياً مع معرفة اللهجة اللبنانية وكنا سعداء بذلك حيث كونا صداقات عديدة مع زملاء الدراسة ومن مختلف أطياف الشعب اللبناني.

 والدي عمل في الإعلام وتلفزيون أرامكو

لقد كان والدي عبدالله الحسيني يعمل في وظيفة العلاقات العامة بشركة أرامكو وكان أحد المسؤولين عن معرض الزيت المتنقل الخاص بأرامكو، والذي كان يطوف المملكة، إضافة أن له نشاطاً اعلامياً ملحوظاً وكان لديه برنامج صحي في تلفزيون أرامكو عنوانه (السلامة تبدأ بك)، وأذكر عندما كنا أطفالا نذهب خلف التلفزيون ونتساءل كيف دخل الوالد إلى جهاز التلفزيون!. كما كان مدبلجاً صوته لمسلسلات أمريكية عديدة، وكذلك أذكر انه كان يعلق على الدوري الإنجليزي بحكم أنه لاعب كرة قدم سابق في نادي التعاون بالخبر.

وخلال دراسته للصحافة في جامعة سركيوز بولاية نيويورك عمل مساعدا لرئيس تحرير جريدة المايرا ستار جازيت بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة معينة، وعرض عليه العمل في أمريكا ولكنه فضل العودة للعمل في أرامكو، وبعد فترة عين كرئيس تحرير جريدة (قافلة الزيت) الأسبوعية والتي تصدر من شركة أرامكو، وكان كاتبا جيدا ولديه عمود رأي وكتاباته ذات طابع هزلي جميل، وقُدر أن ينشر لي أول كاريكاتير في جريدة قافلة الزيت التي كان يترأسها حينذاك.

اشتغلت في مطابع بالخبر

أذكر عندما كنت فتاً يافعاً في الصف السادس الابتدائي وفي العطلة الصيفية بالخبر، اشتغلت في مطابع (زنكوغراف)، تطبع فيها الكتب والمنشورات الخاصة إضافة لجريدة (قافلة الزيت) التابعة لشركة أرامكو، وأذكر أنه في السنة الأولى اشتغلت فيها ثلاثة شهور مجاناً، ثم في السنة الثانية صرفوا لي مرتبا 150 ريالا شهرياً وكان مبلغا كبيرا لطالب في الأول الإعدادي، أما في السنة الثالثة تضاعف المرتب، حيث أصبحت مسؤولا عن إحدى ماكينات الطباعة الصغيرة، واحياناً أكلف بأخذ المادة المجموعة (المسودات) وتسليمها واسترجاعها من والى مكاتب الجريدة في الظهران والدمام لاحقاً، وكنت أركب تاكسيا مشتركا بنصف ريال، ومن كثر ترددي على الجريدة أصبحت لدي فكرة عن التصحيح، وكنت أخذ نسختين من مادة قافلة الزيت لعمل مقارنة بين تصحيحهم وتصحيحي، كما كان احتكاكي المباشر بالكُتاب في الجريدة تكونت لدي خبرة في تنوع أساليب الكتابة بمرور الوقت، وبدأت من هنا أشق طريقي نحو الدخول في عالم الصحافة، وأذكر منذ أن وعيت على الدنيا كان والدي يحمل الكاميرا أينما نذهب وذلك لتصوير وتوثيق الحدث، وقد كانت لدينا صور كثير من مراحل عمرنا قام الوالد بتصويرها وما زلنا نحتفظ بالكثير منها، ومن خلال دراستي للاعلام والصحافة في جامعتي بأمريكا، كان عندي كورس كامل في فن التصوير من الألف إلى الياء.

عودتنا في الدوحة

في عام 1972 عدنا للاستقرار في بلدنا الغالي قطر بعد ان سبقنا الوالد في البداية بأكثر من عام وسكنا في السد البداية في بيت كان مقراً لنادي السد سابقاً، درست في مدرسة الاستقلال الثانوية التي كان مديرها الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري، وعندما وصلت للصف الثاني ثانوي وبعد الفصل الأول غيّرت تفكري وقررت الالتحاق بالقسم الأدبي بسبب ميولي الأدبية والإعلامية، حاولت كثيراً التحول وتم رفض طلبي بحجة أن القسم العلمي له امتيازات كثيرة من حيث المادة وفي البعثات كذلك، وبعد إلحاح مستمر من طرفي حولوني لمكتب وزير التربية والتعليم، وهناك شرحت وضعي لسعادة الوزير (المغفور له) الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وقد حاول معي بعدم تغيير توجهي، الا انه بالأخير وافق على تحويلي للقسم الأدبي. أما والدي فقد عمل في مجال الإعلام لسنوات عديدة كما أسلفت، إلا انه التحق بوزارة الخارجية القطرية في بداية تكوينها، وبحكم دراسته وعمله في أرامكو فإنه ضليع باللغة الانجليزية ويتحدثها بطلاقة وتمكنه من اللغة العربية أساساً، تم إسناد إدارة قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية اليه، كما كان مترجماً لوزير الخارجية الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني (رحمه الله) وقد عرضت عليه فرص عديدة كسفير لقطر في الخارج وكان تردده نابعا من أني واخواني أحمد وعادل كنا في مرحلة حرجة من العمر وعلى مشارف التخرج من الثانوية العامة وكان يأمل أن يكون لنا دور في الحياة من دون المشاق الذي عايشها في بداية حياته، وبعد التحاقنا بالجامعات، طُلب منه ان يكون أول قنصل قطري في بومباي بالهند بحكم أهميتها وارتباطها بالخليج.

فكرة إنشاء مؤسسة صحفية

كانت فكرة إنشاء مؤسسة صحفية خاصة تراود الوالد منذ زمن، ولأن قطر بعد الاستقلال بحاجة إلى إعلام يواكب تطلعات الحكومة ويتطوّر مع تطوّر الزمن والثورة التكنولوجية، ولم يكن في قطر حينذاك سوى مؤسسة العروبة ومجلة العروبة، وقطر في بداية نهضتها تحتاج إلى عدة مؤسسات إعلامية وصحفية، وكانت لدى الوالد فكرة طموحة، وهي إنشاء مؤسسة إعلامية خاصة ولكنها تحتاج إلى رأس مال داعم، لذلك بحث عن شركاء ممن لديهم المقدرة المالية، وأن توزع أسهم المؤسسة على الشركاء بالتساوي، وكنت أحضر بعض هذه الاجتماعات للاستفادة، وطرح في البداية اسم مؤسسة ومجلة (المنار)، وبحكم عمل الولد في (قافلة الزيت) واحتكاكه بالمثقفين والكُتاب في عدة دول عربية وعلاقته المميزة بالأديب والزميل الأستاذ خليل إبراهيم الفزيع من مدينة العيون بمنطقة الأحساء، تم الاتصال به وعرض عليه بأن يكون أحد المؤسسين والرجل رحب بالفكرة واعتبرها قفزة كبيرة لتطوير مسيرته المهنية والثقافية، ومن الذكريات الجميلة التي لا تمحى من الذاكرة، حيث كنت والأستاذ خليل (أبو الوليد) نتجول في الليل بمناطق الدوحة ونضع ملصقات باسم (مجلة المنار) طبعناها في مطابع علي بن علي، وعندنا سطل معبأ نشا وندهن الجدران ونلصق البوستر عليه، وهكذا كنا في البداية نحاول إنجاح الفكرة والترويج لها بأنفسنا.

من المنار إلى العهد

 وأعتقد انه في الاجتماع الثالث او الرابع أصبح وبدا واضحا أن هناك اختلاف في الرأي في توجهات المؤسسين، البعض يريدها ذات توجه ديني صرف والبعض يريدها اقتصادية فقط أو بما يتناسب والمزاج الشخصي، وعندما رأى الوالد كثرة الطباخين وأن الطبخة ستحترق، قرر التوجه للديوان الأميري وطلب إصدار مجلة خاصة جديدة باسمه، وقابل سمو الأمير الأب (المغفور له) الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي قال للوالد هل بإمكانك إصدار مجلة خاصة بنفسك وليس معك شركاء وممولون وأن التكلفة ستكون عالية، وكان جواب الوالد (نعم) وأصر على مقدرته بذلك، وبارك سمو الأمير الأب هذه الخطوة، وطرحنا أسماء معينة للمجلة، وأشار علينا مدير مكتب سمو الأمير ووزير الإعلام حينذاك الدكتور عيسى بن غانم الكواري بعد أن استعرض الأسماء المقترحة، طرح اسم (العهد) لأن قطر دخلت في عهد جديد ومرحلة جديدة والبلد منفتح، أعجبتنا الفكرة، وتوكلنا على الله وأسميناها العهد.

مقر مجلة العهد كان فوق مكتبة الثقافة

تم اختيار مقر لمجلة العهد يقع في شارع المطار في الطابق الأول فوق مكتبة الثقافة ملك المرحوم سالم الأنصاري أحد المؤسسين للمنار في البداية، وهناك تم إنشاء مكاتب المجلة وتوزيع الأقسام، وكان رأس المال رمزيا، حيث وعدنا بدعم حكومي للمجلة منذ البداية، وقد اصدرنا العدد الأول من (مجلة العهد) بتاريخ 9/ يوليو /1974 الذي تصادف مع افتتاح تلفزيون قطر الملون، وتم طباعة الأعداد الأولى في مطابع علي بن علي لمدة سنة تقريباً، وكان سعر المجلة في السوق المحلي تباع بـــسعر رمزي ثلاثة ريالات، وكانت الطباعة في البداية قليلة ثم وصلنا إلى طباعة 5000 نسخة ثم تطور الأمر إلى عشرة آلاف نسخة بعد ان زادت اشتراكات الحكومة والطلب المتزايد عليها، بداية في السوق المحلي ومن ثم الخليجي والعربي في وقت لاحق، وقد بدأنا بعدد قليل من العاملين منهم ثلاثة صحفيين من دول عربية مختلفة ومخرج من الأردن، وفي سنة 1975 استأجرنا مبنى جديدا في شارع الأحمد وخصصنا طابق الميزانين للمكاتب، وتم تركيب المطابع في الدور الأرضي، الذي تولت طباعة المجلة وطباعة الكتب المدرسية وبعض المطبوعات التجارية.

 أبو الوليد كان الساعد الأيمن والسند

 بسبب مشاغل الوالد وعمله بوزارة الخارجية فقد قرر إسناد المهمة لي وتم تعييني رئيس تحرير مجلة العهد وقد بذلت مجهوداً كبيراً في تسيير العمل ومتابعة التطوّر واستقطاب الشباب من الجنسين، وعيّن الزميل الأديب خليل الفزيع مديراً للتحرير الذي كان له دور كبير في تطور المجلة بحكم خبرته في المجال الإعلامي وكان الساعد الأيمن لي والوقوف بجانبي وحيث إنه من المساهمين في تأسيس مؤسسة العهد للطباعة والنشر، وكان المشرف العام على عملنا الوالد عبدالله الحسيني صاحب المشروع.

 قصة شراء المطابع

أما حكاية شراء المطابع فلها قصة يجب أن تروى، ففي سنة 1975 أثناء بداية الحرب الأهلية في لبنان وبعد حادثة الدكوانة الشهيرة، توجه الوالد إلى لبنان بحكم خبرته في مجال الإعلام والطباعة ومعرفته بشخصيات إعلامية في لبنان وذلك لشراء مطابع من الوكيل اللبناني في الشرق الأوسط، اعتقد كان اسمه "يوسف غره وإخوانه"، وهي عبارة عن عدد 2 ماكينات رولاند أوفست كبيرة جدد، وشراء عدد 2 ماكينة صغيرة ماركة هايدلبرج، وأخرى هايدلبرج كبيرة من أجل الأعمال التجارية، وماكينة صف الحروف من الرصاص، واجهزة التصوير والإخراج، واستقدمنا مجموعة من العاملين ممن لديهم خبرة في المطابع، وكان تمويل وشراء هذه المطابع هو عبارة عن قرض من البنك التجاري القطري الذي تم افتتاحة في تلك الفترة وربما نكون نحن أول زبائن من استقرض من البنك الذي يقع بجانب دوار البنك العربي في بداياته.

مجلسنا كان صالوناً ثقافياً

أتذكر أنه عندما كان والدي يعمل في وزارة الخارجية، كان مجلسنا عبارة عن صالون أدبي ثقافي دبلوماسي مفتوح، وكان يرتاده نخبة من السفراء والمثقفين والأدباء والشعراء والسياسيين والإعلاميين العرب الزائرين لقطر ومن كل شرائح المجتمع، يتناقشون في أمور تهم المجتمع والحياة الثقافية بشكل عام، وكل من يكون له رأي وأفكار جديدة للتداول، وكانت استفادتي كبيرة من هذا الحضور والاستماع للآراء المطروحة من المثقفين، وأذكر منهم الأديب (صاحب الأدب الجم) والدبلوماسي والشاعر المعروف مبارك بن سيف آل ثاني أول رئيس تحرير لجريدة (الخليج اليوم) القطرية 1987، وصاحب صياغة " النشيد الوطني" القطري، وغيره من المثقفين.

استقطبنا المثقفين القطريين

كان من سياستنا في مجلة العهد استقطاب المثقفين القطريين من الأدباء والشعراء والكتاب والمهتمين بالاقتصاد والإعلام والرياضة وشتى الفنون، وبالأخص المسرحيةن وغيرهم، وقد انضمت مجموعة شبابية من الجنسين إلى مجموعة كتاب المجلة في أغلب المجالات، وأصبحت للمجلة هويتها القطرية، وقد بذلت قصارى جهدي بصفتي رئيس التحرير على الاهتمام بهم، وفتح المجال والباب على مصراعيه للكوادر القطرية لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، وتفريغ طاقتهم في المجال الصحفي، فالوالد عبدالله الحسيني كانت لديه صفحة كوميدية هزلية (أبوزعل) قبل توليه منصبه كقنصل عام في بومباي، وكان الزميل محمد المالكي يكتب بالعامية المبسطة صفحة (أبو أمل) والشاعر على ميرزا محمود في الشعر وأحمد العيلان في التحقيقات وفنان الكاريكاتير سلمان المالك حيث كانت بدايته في العهد هو والخطاط علي حسن، وتوالى توافد الشباب القطري من الجنسين للانضمام لكوادر العهد، كم كان لدينا العديد من المراسلين في دول الخليج وبعض الدول العربية، وكان للعهد والجوهرة فيما بعد انتشار كبير في هذه الأقطار، فالعراق على سبيل المثال كان من أكثر الدول التي توزع فيها مجلة العهد، وهي القطر العربي الوحيد الذي ليس فيه مرتجع في اغلب الأحيان. كما أذكر في سنة 79/ 1980، كانت وزارة الإعلام القطرية بحاجة لكوادر قطرية في مجال الإعلام من المثقفين والأدباء والممثلين والروائيين والمؤلفين وغيرهم للعمل فيها، واختارت أغلبهم ممن تعاونوا مع مجلة العهد، أذكر أن وزير الإعلام السابق عيسى بن غانم الكواري في احد اجتماعاته او ندواته قال إن الفضل الكبير يعود لمجلة العهد التي فتحت الباب للطاقات القطرية وأبرزت المواهب مما سهل علينا اختيار العديد من الكوادر القطرية التي كنا بحاجة لها.

مجلة العهد أول من خصص صفحة شعبية للشعر في الخليج

وكان لمجلة العهد الدور الكبير في تخصيص أول صفحة شعبية للشعر في الخليج، كان ذلك عام 1975م حيث لم يكن لمثل هذه الصفحة وجود يذكر في مجلات الخليج عموماً، أشرف على الصفحة أخي الشاعر والكاتب المرحوم (جاسم صفر)، وكان يكتب وينشر فيها زهريات وقد حظيت بإقبال القراء وكان لها صدى كبير في قطر ودول الخليج، ثم تبعتها على هذا المنوال بعض المجلات في الخليج إلى أن أصبحت هناك مجلات متخصصة في الشعر النبطي والشعبي.

الخميس القادم نتابع الجزء الثاني من اللقاء.

مساحة إعلانية