رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
السفير علي بن حسن الحمادي يفتح قلبه لـ "الشرق" ويسرد ذكرياته 2 من 2: شكر سمو الأمير الوالد وسام على صدري

في الجزء الثاني من حوار مجلس الشرق مع سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الذي يواصل الحديث عن مشواره مع الدبلوماسية في بلجيكا ثم نعرج إلى أم الدنيا مصر والعمل في جامعة الدول العربية، ثم تعيينه سفيراً لدى جمهورية السودان. وتحدث بإسهاب عن السودان وشعبه الطيب وتأقلمه معهم، والجهود التي بذلتها دولة قطر لحل الخلافات بين السودان وإريتريا، وكذلك التقارب بين أطراف النزاع في أزمة دارفور، وفي عام 2016 عمل بمنصب الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر القطري، وسنتطرق لمؤلفاته الثلاثة، زرناه في مجلسه العامر بمدينة لوسيل، وفتح لنا قلبه وتحدث لنا عن سيرته ومسيرته مع الدبلوماسية والعمل الخيري. موقف قطر كان دائماً مع الحق كنا نعمل طوال الأربع والعشرين ساعة من أجل قضية الكويت التي أراد العراق احتلالها وضمها له، وكانت قطر دائماً تقف مع الحق وإعادة الكويت إلى أهلها لأنها دولة ذات سيادة وعضو في مجلس الأمن وجزء من منظومة مجلس التعاون الخليجي. وأذكر جاءتني تعليمات وتوصية من الدوحة باستقبال والاهتمام والوقوف مع أحمد بن عبدالعزيز السعدون رئيس مجلة الأمة الكويتية وقد وفرت له جميع متطلباته وكذلك سيارات وموظفي علاقات عامة لتسهيل مهمته، وقد ذهبت معه عندما زار مقر الاتحاد الأوروبي وشرح لهم الوضع في الكويت واحتلال العراق ودخول جيشه الكبير والسيطرة على الوضع هناك، كما دعوت جميع السفراء المتواجدين في بروكسل إلى اجتماع وحضره السعدون وهو رجل ذو همة وكفاءة عالية ونشاط وحنكة ودراية وهو مدرسة في الدبلوماسية، وشرح لهم الوضع القائم بالكويت في تلك الفترة وهي تحت الاحتلال العراقي، كنا مهتمين جداً باجتياح العراق للكويت، وكنا نسعى دائماً إلى إعادة الحق لأصحابه لأن الكويت جزء من منظومة مجلس التعاون الخليجي فلا بد من الدفاع عنها. العودة للدوحة والعمل في الإدارة العربية بعد أن قضيت خمس سنوات في بروكسل مليئة بالعمل المتواصل والتركيز على الأحداث العالمية والأوروبية خاصة، واكتسبت من خلال عملي الكثير من الخبرة في العمل الدبلوماسي وتعلمت الدبلوماسية الحقيقية، كما أنني تلقيت من وزارة الخارجية كتاب شكر وتقدير على العمل الذي قمت به وذلك لتحفيزي وتشجيعي وما زلت أحتفظ بهذا الكتاب. عدت إلى الدوحة وفي ديوان وزارة الخارجية عملت بإدارة الشؤون العربية وكانت تمثل محطة مهمة في عملي الدبلوماسي، وتم تكليفي بوظيفة مسؤول عن جامعة الدول العربية، وكانت الاستفادة منها كبيرة جداً في التعرف على المحيط العربي، وكان لمدير الإدارة سعادة سيف مقدم البوعينين تأثير في مسيرتي الدبلوماسية حيث دفع بي إلى آفاق أرضت تطلعي بالعمل والإنجاز، وقد حضرت عدة مؤتمرات عربية وإسلامية، وقضيت تقريباً (6) سنوات في هذه الإدارة المهمة والمهتمة بالشؤون العربية وأصبحت لديَّ خبرة في شؤون الجامعة العربية، وقد تم ترشيحي للعمل بوظيفة مساعد المندوب العام في جامعة الدول العربية بالقاهرة. زيارتي للقدس لها مغزى في عام 1997م قمت بزيارة إلى مدينة القدس الشريف ضمن وفد (لجنة القدس) القطرية حيث كنت عضواً في اللجنة، وكانت المناسبة قد جاءت بتكليف رسمي لمعرفة احتياجاتها والتعجيل في توفيرها، وذلك لمدينة القدس الشريف وذلك لمكانتها السامية ولما تمثله من أهمية للعرب والمسلمين بوجه عام، كانت زيارة تاريخية بالنسبة لي أن أشاهد هذه البقعة المباركة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تأملت في معالمها ووقفت على آثارها المقدسة، وصليت في المسجد الأقصى، والصخرة المشرّفة وقد استقبلنا إمام المسجد بترحاب كبير ودعانا لمنزله، ولكن نظراً لضيق الوقت وبسبب ضغط برنامج الزيارة فقد أعتذرنا له بلباقة وشكرناه، وقد وجدنا خلال الزيارة كذلك ترحيباً كبيراً من قبل أهلها ومسؤوليها وفي مقدمتهم السيد/ فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في تلك الفترة، وقد نجحنا في أداء مهمتنا على أكمل وجه، كما أذكر زرت البلدة القديمة التي تفوح منها رائحة عبق التاريخ، واطلعت على معالمها التراثية والتاريخية، والتقينا في مدينة نابلس خلال الزيارة بفخامة الرئيس ياسر عرفات، ورحب بنا وتبادل معنا الحديث عن الوضع الفلسطيني. جامعة الدول العربية مطبخ السياسة العربية تم ترشيحي في عام 1997 من قِبَل وزارة الخارجية للعمل مساعداً للمندوب الدائم لدولة قطر في جامعة الدول العربية واستمررت في العمل حتى عام 2003، وكانت فترة عملي غنية بتجارب استفدت منها كثيراً، كانت مهمتي متعددة منها مساعدة السفير في تصريف شؤون الجامعة العربية في كل أنشطتها، وكذلك كنت أنوب عنه في حضور الاجتماعات التي تعقد في مقر جامعة الدول العربية، وكذلك أتولى مسؤولية شؤون الصحافة والإعلام إلى جانب المساهمة في العمل السياسي، وقد أتاحت لي طبيعة عملي التعرّف على كثير من الدبلوماسيين العرب الذين كانوا يمثلون بلدانهم بصفة دورية، كما فتحت أمامي آفاقاً رحبة وذلك لتنمية العلاقات مع رجال الصحافة والفكر، وكانت اجتماعات الجامعة بلجانها ومجالسها الوزارية والفنية تتواصل بدون انقطاع، هناك من ينتقد دور الجامعة العربية، ولكنها تعمل بجهد كبير وتصدر القرارات والتوصيات، ولكن المشكلة تكمن في أن الدول العربية لا تنفذ ولا تلتزم بقراراتها وتوصياتها. مؤتمرات قمم عربية كان لي شرف حضورها كما أن العمل بجامعة الدول العربية أتاح لي الفرصة للمشاركة في اجتماعات القمة العربية، مثل مؤتمر القمة العربي غير العادي الذي عقد في مصر في شهر أكتوبر 2000، ثم مؤتمر القمة العربي العادي الذي عقد في الأردن في شهر مارس 2001، ومؤتمر القمة العربية في بيروت عاصمة لبنان في شهر مارس 2002، ومؤتمر قمة شرم الشيخ في مصر مارس 2003، كما شاركت في مؤتمر القمة العربي الذي عقد بالخرطوم عاصمة السودان في عام 2006، وكذلك القمة العربية التي عقدت في الدوحة مارس عام 2009. تعييني سفيراً لدى السودان بعد أن تنقلت إلى عدة دول عربية وأفريقية وأوروبية وبعد أن اكتسبت خبرة كبيرة في العمل الدبلوماسي، فقد صدر قرار تعييني في مطلع عام 2003 للمرة الأولى للعمل كسفير لبلادي قطر لدى الجمهورية السودانية، ورغم صعوبة المهمة لكن انتابتني مخاوف دراسة تعليم أبنائي، حملت حقائبي وحطيت الرحال في الخرطوم واستقررت في حيّ سكني هادئ بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها، وجدت في السودان ترحيباً من الشعب السوداني وألفة ومودة وخلال فترة بسيطة تعايشنا مع المجتمع السوداني بخصائصه وخصاله وتقاليده وكرمه وهي ملامح وتشابه خصال وتقاليد المجتمع القطري، وكذلك زالت مخاوفي من تعليم أبنائي حيث وجدت مدارس مماثلة لهم في السودان، وكان العمل في السودان ممتعا، حيث تعرّفت على المجتمع السوداني ومكوناته السياسية والثقافية والصوفية والإعلامية، ولقاء كبار المسؤولين السودانيين والتعرّف عليهم في وزارات الدولة المختلفة ومؤسساتها، وقد وجدت منهم احتراما وترحيبا وحرصا على إنجاح المهام الموكولة لإنجازها كسفير لبلادي، وقد أفادتني العلاقات الواسعة في تكثيف الجهود والعمل المخلص لتطوير فرص التعاون في كل المجالات، وبما يحقق المصالح والمنفعة للبلدين وللشعبين الشقيقين، وبوجه خاص في توفير مناخ المصالح والاستثمار الذي يشكل ركيزة أساسية راسخة لعلاقات متطوره، وقد بذلت قصارى جهدي من أجل فتح باب الاستثمار في السودان، وقد فتحت بعض البنوك القطرية فروعا لها في السودان مثل بنك قطر الوطني، والبنك الدولي الإسلامي ومصرف قطر الإسلامي وقد ساعدني وتعاون معي في مهمة فتح البنوك القطرية سعادة/ علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني السابق خلال الفترة من (2010 – 2015)، كما جاءت للاستثمار شركة الديار القطرية ومشيرب العقارية وشركة حصاد وكذلك شركة ودام، ولكن واجهتني مشكلة لا يوجد نظام ثابت ومستقر للاستثمار وإنما دائماً النظام والقوانين متغيرة ومتقلبة مما يبعد المستثمر !!. وفي زمن قصير اكتشفت أن السودان جزء من ثقافتي وتكويني وضميري العربي، ولقد تغيّرت مفاهيمي ومشاعري نحو السودان على نحو مغاير تماماً. لقد قمت بجولات عديدة في أقاليم السودان وولاياته المختلفة من دارفور وحتى الجنوب، ومن الطبيعي أن تجد تبايناً بين كل إقليم وآخر، فتجد السماحة والتوادد والترحاب، وأنا بطبيعتي أحب الترحال وأحب البادية وأنزع إليها على نحو فِطري، كما أحب بطبيعتي السفر كلما سنحت لي الفرصة وتعلّمت كيفية التقاط الصور وكذلك فوائد الأسفار، كما يعتبر السودان هو سلّة الغذاء للعالم العربي وهو جسر تلاقٍ بين العرب والأفارقة نظراً لموقعه الجغرافي والإستراتيجي، وأثناء وجودي بالسودان عملت سفيرا غير مقيم في زامبيا. الدور القطري في التمهيد لعملية السلام لا يمكن إغفال الدور القطري الكبير من حيث التمهيد لإعادة العلاقات السودانية الإريترية إلى وضعها الطبيعي لإنهاء هذا النزاع، كما كان لها دور كبير في إقليم دارفور فقد جرت خطوات عديدة لمعالجة أسباب المشكلة والتوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، وقد ترأست قطر اللجنة المُشَكلة من قبل جامعة الدول العربية للنظر في إنهاء مشكلة دارفور، وقد جرت اتصالات ومشاورات واسعة شملت كل الأطراف المعنية بقضية دارفور، وقد استقبلت السفارة القطرية وفوداً عديدة من أبناء دارفور الكل ينقل وجهة نظره ورؤيته لحل القضية مصحوبة بدراسات ومقترحات، وكنا نقوم بتزويد رئاسة الوساطة في الدوحة بكافة وجهات النظر، هذا بجانب الزيارات المتعددة التي قام بها سعادة أحمد بن عبدالله المحمود وزير الدولة للشؤون الخارجية لجمهورية السودان وبصفة خاصة لولايات دارفور الثلاث بهدف إجراء المشاورات مع الحكومات المحلية ومع منظمات المجتمع المدني وزيارة معسكرات النازحين وذلك للاطلاع على رؤية كافة الأطراف التي تساعد على تسوية القضية، وبحكم تلك الزيارات واللقاءات فقد مكنتني من الوقوف على أبعاد المشكلة، وقد كرمتني الحكومة السودانية بوسام النيلين. شكر سمو الأمير الوالد وسام على صدري أذكر عند زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للسودان في عام 2009، أشاد بي الرئيس أحمد حسن البشير وقال إن سفيركم نشيط جداً وتجده يلبي الدعوات سواء في حضور المناسبات الرسمية والشعبية وفي الأفراح وحتى الأحزان، وفي وداع سموه بمطار الخرطوم شكرني سمو الأمير الوالد على ما أقوم به من نشاطات تخدم مصلحة بلادي وأدائي في العمل، وهذا الشكر أثلج صدري وأعتبره وساماً غالياً على صدري أعتز به طوال حياتي من قائد مسيرة النهضة القطرية الحديثة وأحد القياديين التاريخيين، وهذا حفزني وشجعني على مواصلة العمل بهمة ونشاط. حمد بن جاسم آل ثاني رائد الدبلوماسية الحديثة خلال فترة عملي أتاحت لي ظروف العمل التعرف عن قرب على معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء الأسبق الذي استطاع بحنكته اجتياز محطات شديدة التعقيد، ويحسب له أنه نظم وزارة الخارجية بصورة حديثة وممتازة، وأعطاها شخصية اعتبارية سيطرت على مجريات الأحداث الخارجية ووضع قطر في الصدارة في المحافل الدولية، هو دائما صاحب الإقدام والمبادرة والمقدرة على الاختراق الإيجابي في مواجهة الأزمات الحادة، ولديه موهبة في الإقناع حيث تمكن من اجتياز العديد من الأزمات. كان له كاريزما معينة وأسلوب في التفكير، كان هناك تناغم بينه وبين صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. جمعية الهلال الأحمر ودورها الرائد في العمل الخيري في عام 2015 تقاعدت عن العمل في وزارة الخارجية، وطلبني الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر القطري، أخذت وقتا في التفكير، وبعد فترة وافقت على التعاون معهم، وقد تم تعييني بمنصب الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر القطري وأمضيت في العمل سبع سنوات كانت حافلة بالعطاء وخدمة المجتمع القطري، وكانت تجربة مفيدة وثرية، وأنا دائماً أحب العمل الخيري التطوعي منذ صغري، وخلال فترة وجودي بذلت جهوداً مضنية لترتيب الجمعية وعملنا بصمات رائعة، وركزت على العمل الخيري المحلي والخارجي وبذلت قصارى جهدي من أجل التخفيف عن النازحين السوريين وتزويدهم بالاحتياجات في دول النزوح، وكذلك ساعدنا الكثير من الدول التي تحتاج مساعدات إنسانية، وكنا سعداء بعملنا في كل مكان. وساهم الهلال الأحمر مساهمة فعالة مع المؤسسات التي قامت بدور فاعل في تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022، حيث وقع اتفاقية تعاون مع شركة آر كي إتش – قطارات (مزود الخدمة لمترو الدوحة وترام لوسيل)، بهدف تكوين فرق من المتطوعين والقادة المؤهلين في مجال تنظيم جماهير البطولات الرياضية، وخضع هؤلاء المتطوعون لحقيبة تدريبية على 3 مستويات (مبتدئ وإشرافي وقيادي). وتم توزيع قرابة 250 متطوعاً ومتطوعة على جميع محطات مترو الدوحة وترام لوسيل. هذه مؤلفاتي لقد أصدرت ثلاثة كتب قمت بتأليفها وهي متنوعة فقد كان كتاب في محافل الدبلوماسية فكراً وتجربة هو أول مؤلفاتي صدر في عام 2010، وقد كتبت فيه خلاصة تجربتي خلال مسيرتي الدبلوماسية، وهذا كتاب مفيد وتحتاجه الأجيال القادمة ويحتوي على ما صادفته خلال سنوات عملي في الدبلوماسية، كما صدر الكتاب الثاني لي بعنوان الدبلوماسية وثقافة العمل الإنساني والذي صدر في عام 2021م عن دار كتارا للنشر، أما الكتاب الثالث فهو أحدث الإصدارات وكان بعنوان الهلال الأحمر القطري من التأسيس إلى المؤسسة الذي صدر في عام 2023 عن دار كتارا للنشر، فهو يوثق ويؤرخ تاريخ الهلال الأحمر القطري من بدايته كفكرة ووجوده في وزارة الصحة، وكان تأسيس وإشهار جمعية الهلال الأحمر في 15 مارس عام 1978 وما مرت به من مراحل حتى تاريخ تأليف الكتاب، وحاولت خلال فترة تواجدي الاتصال بالهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر الدولي، وحصلنا على وثائق وجمعنا معلومات تهمنا كهلال أحمر قطري، وكلفت مجموعة من الشباب المتطوعين بالعمل في الأرشيف واستخراج المعلومات لكي نقوم بتوثيق التاريخ. أشكر جريدة الشرق الغراء على هذا اللقاء

1240

| 06 يونيو 2024

محليات alsharq
السفير علي الحمادي يفتح قلبه لمجلس الشرق "1-2": من الغانم القديم إلى برلمان العالم الأممي في نيويورك

نستضيف في مجلس الشرق سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الذي يتحدث فيه عن بداياته والمدارس التي درس فيها والنشاطات المدرسية التي مارسها في فترة الشباب، وابتعاثه للدراسة في جامعة بيروت العربية وكيف واجه المجتمع الجديد المتفتح، وبدء الحرب الأهلية بلبنان، ثم انتقل لجامعة الإسكندرية، وتابع تخصصه في دراسة التاريخ وحصل على ليسانس من جامعة الاسكندرية، وتحقق حلمه وطموحه وهو التحاقة بالعمل في وزارة الخارجية، وعرجنا للحديث عن أبرز محطاته في موريتانيا وليبيا والكويت والأمم المتحدة وجمهورية مصر العربية والسودان وزامبيا. الشرق زارته في مجلسه العامر بمنطقة الوسيل، وفتح قلبه لنا وغصنا في أعماقه وسرد لنا ذكريات الزمن الجميل وكان هذا اللقاء. الولادة في الغانم القديم ولدت في الدوحة بفريج الغانم القديم وذلك في عام 1951، وكانت الحياة طبيعية وبسيطة مثل بساطة الناس في تلك الفترة وعشت في فريج الغانم القديم، وأذكر في تلك الحقبة حتى المكيفات لم تكن موجودة لدينا في أواخر الخمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي، وكانت الكهرباء ضعيفة في تلك الفترة وتتقطع في بعض المناطق وكنا نشغل المروحة وكان شيئاً غريباً وجديداً علينا. تعددت محطات تنقلي وإقامتي، حيث كنت مع الوالد ثم مع جدتي في فريج الغانم وبعد ذلك انتقلنا إلى فريج اسلطه بالقرب من ساحل البحر، وتعرفت في تلك الفترة على العديد من الاصدقاء في هذا الفريج. تنقلاتي بين عدة مدارس في بداياتي مع التعليم النظامي كثرت تنقلاتي بين المدارس وكذلك درست القرآن الكريم في مدرسة مقابل قصر الدوحة (الديون الأميري حالياً) ثم نقلوني لمدرسة في منطقة البدع قرب بيت الشيخ عبدالله بن تركي، وبعد ذلك في عام 1958 درست في مدرسة العروبة في فريج البدع الصف الأول الابتدائي، ثم انتقلت إلى الدراسة بمدرسة (شرق) التي سميت بعد ذلك مدرسة الخليج العربي بفريج اسلطه القديم ودرست الصف الثاني الابتدائي، وأذكر كان يدرسنا فضيلة الشيخ صالح بن خميس السليطي وكان رحيما وحنوناً وعطوفاً مع الطلاب، وكنا نحبه ونحترمه ونستفيد من علمه، وأحببنا الذهاب للمدرسة والإقبال على التعليم بشغف، ثم انتقلت الي مدرسة الخليج العربي الجديدة بجانب المطار، ودرست فيها الصف الثالث الابتدائي، وبعدها انتقل الأهل لمنطقة (مريخ) وهناك درست في الصف الرابع والخامس، ثم عدت وانتقلت للدراسة في مدرسة الخليج العربي وأكملت الصف السادس وأنهيت المرحلة الابتدائية هذا هو مشواري مع البدايات. أما المرحلة الإعدادية فقد درست في مدرستين الأولى مدرسة قطر الاعدادية الثانوية المحاذية لاستاد الدوحة الرياضي حيث درست الصف الأول الإعدادي، ثم نقلونا للدراسة في مدرسة قطر الاعدادية بالقرب من مستشفى الولادة (مستشفى حمده)، حيث درست هناك الصف الثاني والثالث الإعدادي وأنهيت المرحلة الإعدادية. أما المرحلة الثانوية فقد درستها في مدرسة رأس أبوعبود الثانوية، قضيت فيها ثلاث سنوات، ثم تخرجت من المرحلة الثانوية. المشاركة في النشاطات المدرسية كنت في تلك الفترة مليئا بالنشاط والحيوية والحماس والإقبال بشغف على ممارسة النشاطات المختلفة، وكنت من المشاركين في النشاطات التي كانت تقام في المدرسة، كما كنت عضوا في فرق الأشبال والكشافة خلال المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية، وكنت ضمن المشاركين في معسكر الزبارة سنة 1961م وكنت حينها في الصف الخامس الابتدائي وهو ثالث معسكر كشفي يقام في قطر، كما أذكر شاركت في المهرجانات التي تقام على (استاد الدوحة) في بداية النهضة في قطر في ذلك الزمن الجميل، وكنت في الصف الثالث الابتدائي، وأشارك في الاستعراضات بفرقة الأزاهير، وكنا نلبس الملابس ذات الألوان الزاهية والجميلة ونحن سعداء، فقد كانت أياما حلوة وجميلة وكانت الجماهير والأهالي تحضر تلك المناسبات الجميلة للاستمتاع وتشجيع أبنائهم. جامعة بيروت ثم الإسكندرية بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية في عام 1970/1971 تم إيفادي من قبل وزارة التربية والتعليم للدراسة في بيروت عاصمة لبنان واخترت جامعة بيروت العربية، وكنت أعشق التاريخ والحضارة الإسلامية والعربية، وقد اخترت تخصص دراسة التاريخ، وعشقت بيروت وأجواءها الجميلة ومكتباتها المليئة بالكتب في مختلف الثقافات، كانت نقلة كبيرة في حياتي من (مريخ) تلك المنطقة الهادئة في قطر الملتزمة بالعادات والتقاليد إلى أجواء بيروت الصاخبة والتي لا تنام وذات الثقافات المتنوعة والسياسات المختلفة والحياة المتطورة والملتقيات والندوات والسينمات والمسرح وغيرها، ولكن تلك المظاهر والثقافات لم تغيرنا بل حافظنا على عاداتنا وتقاليدنا وتمسكنا بديننا الاسلامي الحنيف، وقد سكنت مع الزملاء محمد بن برغش النعيمي، وأحمد بن جاسم الفيحاني، في منزل جميل، وتكونت بيننا علاقة وصداقة وما زالت حتى الآن. وأذكر كان الملحق الثقافي في لبنان الأستاذ عبدالرحمن نعمه (رحمه الله) دائم المرور علينا والاطمئنان علينا وتفقد أحوالنا، وكانت علاقته قوية مع الطلبة المبتعثين إلى لبنان، كما كانت لنا نحن الطلبة علاقة قوية مع الدكاتره في الجامعة وكانوا يساعدوننا دائماً ويحرصون على فهمنا للمواد الدراسية، ودرست في بيروت حتى السنة الثالثة، وأثناء تواجدنا في لبنان أذكر قمنا برحلات عديدة مع الطلاب منها إلى تركيا بالباصات، وكنا سعداء جداً، كما تم افتتاح نادي طلبة قطر الذي وفرت فيه جميع وسائل الترفيه للطلبة وبه مكتبة متنوعة وأقمنا نشاطات مختلفة، وقد كان ملتقى الجميع وبالذات خلال العطلة الأسبوعية والمناسبات. الحرب الأهلية أوجعتنا! رغم الأجواء الرائعة هناك في ربوع لبنان، لكن عانينا كثيراً أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وتعبنا نفسياً وتشتت تفكيرنا من الخوف حيث لم تكن بيروت آمنة في تلك الفترة وازداد عدد المليشيات وكذلك زادت حدة القتل والخطف في الشوارع، مما اضطر وزارة التربية والتعليم القطرية إلى إعادتنا للدوحة عندما اشتدت ضراوة الحرب. جامعة الإسكندرية ثم نقلنا إلى مصر جامعة الإسكندرية في عام 1975 وذلك لإكمال دراستنا هناك، وقد رتبت أموري وتمت معادلة درجاتي والموافقة عليها، واستقررت في الإسكندرية وتابعت دراستي في الجامعة، وكانت الحياة مختلفة، ولكنها جميلة وهادئة وتأقلمت مع أجواء الإسكندرية، وكنت أسكن قريبا من الجامعة وأذهب لها سيراً على الأقدام، وثابرت على دراستي وأنهيت المرحلة الجامعية وشهادة تخرجي من جامعة الإسكندرية وليس بيروت العربية، في تخصص ليسانس تاريخ من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1976. العمل في الخارجية بما إن دراستي وتخصصي في التاريخ وتشمل على العلاقات الدولية، فقد كان طموحي هو العمل في وزارة الخارجية القطرية حيث إنني درست تاريخ الحضارات العربية والاسلامية والرومانية والإغريقية والأوروبية وغيرها، ولدي فكرة عن الدول الأوروبية وأمريكا وغيرها من دول العالم، وكان لديّ معلومات عن العلاقات الدولية، وعندي إلمام كبير بالثقافات المختلفة، وتحقق حلمي الذي درست من أجل تحقيقه، وكان أول عمل لي في إدارة الشؤون السياسية بوزارة الخارجية بدرجة سكرتير ثالث، وكان مديرها في تلك الفترة سعادة عبدالله بن خليفة العطية. أول عمل دبلوماسي في نواكشوط أول عمل دبلوماسي لي كان ذلك في عام 1977 حيث تم ترشيحي وذلك للعمل كقائم بأعمال السفارة بسفارة دولة قطر في نواكشوط عاصمة موريتانيا، كانت الحياة بسيطة ولكنها صعبة وتحتاج للتأقلم والتكيف معها، وتعتبر بلاد شنقيط من الدول العريقة والتي تتمسك بعاداتها وتقاليدها العربية، وأرى أن تهتم الدول العربية بها ومساعدتها، وقد استفدت في هذه البلاد من حيث حضور الندوات الفكرية والشعرية والالتقاء بالشعراء والشاعرات والأدباء حيث إن موريتانيا هي بلد المليون شاعر، كما كونت علاقات من بعض الدبلوماسيين، وبعض المهتمين بشؤون العمل الدبلوماسي وتطوره. كان رئيسها المختار ولد داده، أول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها وذلك عام 1960 عن فرنسا، وهو سياسي محنك ومحام ورجل يشهد له بالنزاهة، ولكن تمت إزاحته من قبل الجيش وذلك عام 1978، ثم بعده جاء المصطفى محمد ولد السالك في 10 يوليو 1978، وبعده بشهور قليلة غادرت موريتانيا وقد استلم الدبلوماسي زميلي سعادة صالح بن عبدالله البوعينين (رحمه الله) العمل من بعدي. ثلاثة شهور في ليبيا تم نقلي إلى ديوان عام الوزارة، وصدر قرار في عام 1979 بانتدابي للعمل كدبلوماسي في سفارة قطر بالعاصمة الليبية طرابلس الغرب، ومكثت هناك ثلاثة شهور تقريباً، وخلال فترة تواجدي تمكنت من زيارة عدة مناطق في ليبيا، وكانت البنية التحتية ضعيفة، كما تجد صعوبة في الحصول على المواد التموينية، أذكر عندما تذهب للسوبر ماركت فإنه يعطيك نسبة من البضاعة ولا تستطيع مثلاً شراء ما تريد وإنما يخصص لك فقط شراء كمية محدودة، تصور وأنت عازم ضيوف ماذا تفعل، كانت الحياة صعبة جداً، البلد جميل ولكن لم تكن هناك نهضة عمرانية كما نشهدها الآن، وقد عدّت الفترة على خير، وقد استفدت من تلك التجربة الصعبة. الكويت.. المحطة الثالثة كان عام 1979 هو عام خير وبركة عليّ حيث تزوجت في هذا العام، وودعت عالم العزوبية، فكانت حياة استقرار وسعادة ومسؤولية أسرية، في هذا العام تم ترشيحي للعمل في سفارة دولة قطر في الكويت كسكرتير أول، وهناك اختلطت بأطياف الشعب الكويتي المتفتح الديمقراطي الذي ينعم بالحرية، ولديه صحافة حرة ومجلس الأمة المنتخب، وكان لديه انتخابات نزيهة، وكانت الديوانيات، وهي المجالس، مفتوحة للجميع حيث يجتمع فيه عامة الشعب كل حسب منطقته وتناقش فيها القضايا وكانت عبارة عن منابر للحرية وبرلمانات شعبية، في الكويت ثقافة متنوعة، وهناك مسارح تقدم المسرحيات الهادفة وتناقش قضايا الشعب، كما أنها ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في 25 مايو من عام 1981، وصاحب فكرة التأسيس الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح. كما في نفس الفترة توليت عمل الملحق الثقافي في السفارة وكنت مسؤولاً عن الطلبة الذين كانوا يدرسون بالكويت، وأغلبهم في المعهد العالي للفنون المسرحية، وغيرهم من الطلبة الذين يدرسون في جامعة الكويت وكنت حريصاً على متابعتهم ودائم السؤال عنهم، كما رزقني الله بأول مولود لي هو ابني البكر (أحمد) وهذا ما زاد سعادتي وسروري وغبطتي. قضيت في الكويت أربع سنوات كانت حافلة بالعطاء وقد استفدت منها فائدة كبيرة، وقد كونت شخصيتي في مجال العمل الدبلوماسي، وقد عملت مع سفيرين خلال فترة تواجدي بالكويت هما سعادة محمد بن مبارك الخليفي، وسعادة أحمد بن حمد العطية وقد استفدت من خبرتهما. حضور اجتماعات الأمم المتحدة بعد عودتي من الكويت عملت في إدارة الشؤون السياسية، وتوسعت مداركي والتعمق في مجال العمل الدبلوماسي، وقد تم ترشيحي لحضور اجتماعات الدورة (39) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في عام 1984م وذلك لنيل مزيد من الخبرة في العمل الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة، وهذه الدورة أفادتني كثيراً في مجال السياسة الدولية وتفاعلنا معها وحضرنا اجتماعات لجانها المختلفة، وعرفنا ما كان يدار في كواليسها، وأصبحت أكثر إلماماً ومعرفة بأساليب الحوار، وصنع القرار في الأمم المتحدة للكتل الإقليمية ومصالحها وحساباتها.وأذكر كان سعادة السيد حمد بن عبدالعزيز الكواري هو المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، صاحب أسلوب رائع ودبلوماسي في الإدارة، وقد كان يجتمع مع أعضاء الوفد أسبوعيا وذلك ليسرد كل منا ما قام به وأنجزه خلال الأسبوع، وذلك بالتركيز على ما دار في أعمال اللجان المختلفة، وقد كان يوجهنا بأسلوبه الرائع، ويذلل كل المعوقات التي تعترض طريقنا، وقد كان بالفعل مدرسة في الدبلوماسية ورجل هُمام، وقد اكتسبنا من هذه الدورة خبرة ومعرفة بعالم السياسة الدولية. بروكسل.. تجربة أوروبية جديدة في عام 1986م ‏تم ترشيحي للعمل كقائم بالأعمال بسفارة قطر في بروكسل عاصمة مملكة بلجيكا والتي يقع فيها مقر الاتحاد الأوروبي، وكذلك مقر حلف الناتو، قضيت هناك خمس سنوات، واستمررت في العمل حتى عام 1991، كانت تجربة جديدة ومفيدة ونقله نوعية في حياتي الدبلوماسية واكتسبت خلالها خبرة ودراية وفائدة واحتكاك بالدبلوماسيين الأوروبيين وعرفت أسلوب تعاملهم، وقد أسهمت في تطوير نظرتي للعمل الدبلوماسي، وقد بذلت جهوداً مضنية من أجل إبراز اسم قطر وبالذات خلال اجتياح العراق لدولة الكويت، ومن الدروس التي تعلمتها في بروكسل عدم النظر إلى الأشياء من خلال ظاهرها وإنما عبر الجوهر المكون للأحداث في جذورها العميقة، وقد أضافت لي بلجيكا الكثير من الخبرة وتعلمت الدبلوماسية الحقيقية من بروكسل. تنقسم مملكة بلجيكا إلى قسمين، أحدهما يتكلم اللغة الفرنسية (الوالون) والآخر يتحدث الهولندية (الفلامش)، وهما مختلفان في الثقافة والتكوين، ولكنهما يتكاملان في إطار الدولة الواحدة، وهي ترسخ نموذج التعايش، وفي تلك الفترة دار حوار في المجموعة الأوروبية حول توحيد العملة النقدية، وحرية تنقل الأفراد والمصالح وإلغاء الجمارك، كل ذلك نجم عن الحوار والفكر وبمنهج وتخطيط سليم. وأثناء عملي في بلجيكا كنت مكلفاً بالقيام بأعمال سفارة دولة قطر في لشبونه عاصمة البرتغال، بصفة تمثيل دبلوماسي غير مقيم. أذكر عند اجتياح الكويت كان المجتمع الأوروبي متعاطفاً معها، وجاء جهدنا كمجموعة دبلوماسية عربية أن نستفيد من هذه المشاركة في شرح أبعاد القضية للمجتمع الأوروبي بالحوار الهادئ والبُعد عن التشنج في عرض قضية احتلال العراق لدولة الكويت. وأذكر في تلك الفترة زار بروكسل سعاد السيد مبارك بن علي الخاطر وزير الخارجية القطري مع مجموعة من وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، وقد ترأس الاجتماع حيث إن قطر كانت تترأس مجلس التعاون الخليجي، وأثناء الاجتماعات واللقاءات مع المجموعة الأوروبية تم شرح الموقف وأن دول الخليج ترفض الأسلوب الذي أقدم عليه العراق باجتياح دولة ذات سيادة، ويستخدم العنف وترويع المواطنين الأبرياء. موقف قطر كان دائماً مع الحق كنا نعمل طوال الأربع والعشرين ساعة من أجل قضية الكويت التي أراد العراق احتلالها وضمها له، وكانت قطر دائماً تقف مع الحق وإعادة الكويت إلى أهلها لأنها دولة ذات سيادة وعضوا في منظومة مجلس التعاون الخليجي.جاءتني تعليمات وتوصية من الدوحة باستقبال والاهتمام والوقوف مع سعادة أحمد بن عبدالعزيز السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي في ذلك الوقت وقد وفرت له جميع متطلباته وكذلك سيارات وموظفي العلاقات العامة، وقد ذهبت معه عندما زار مقر الاتحاد الأوروبي وشرح لهم الوضع في الكويت واحتلال العراق ودخول جيشه الكبير والسيطرة على الوضع هناك، كما دعوت جميع السفراء المتواجدين في بروكسل إلى اجتماع وحضر السعدون وهو رجل ذو همة وكفاءة عالية ونشاط وحنكة ودراية وهو مدرسة في الدبلوماسية، وشرح لهم الوضع القائم بالكويت في تلك الفترة وهي تحت الاحتلال العراقي، كنا مهتمين جداً باجتياح العراق للكويت، وكنا نسعى دائماً إلى إعادة الحق لأصحابة لأن الكويت جزء من منظومة مجلس التعاون الخليجي فلا بد من الدفاع عنها. نتابع الجزء الثاني يوم الخميس القادم بإذن الله

1660

| 30 مايو 2024

محليات alsharq
الإعلامي خليفة الحسيني رئيس تحرير مجلة العهد القطرية يبوح بأسرار مهنة المتاعب لـ «الشرق» "2-2": أصدرنا "الجوهرة" أول مجلة نسائية في قطر 1976

نواصل الجزء الثاني مع أحد حراس الذاكرة، الإعلامي القدير ورئيس تحرير مجلة العهد الأستاذ خليفة بن عبدالله الحسيني الذي عمل في مهنة المتاعب والسلطة الرابعة (الصحافة)، ليتحدث عن مشواره مع الإعلام ويركز على مجلة العهد والجوهرة. حاصل على بكالوريوس في الصحافة من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ترأس مجلة العهد من عام ( 1974 – 1996 ) وكذلك أصدر أول مجلة نسائية في قطر استمرت خلال الفترة من (1976 – 1998)، اقتحم العمل التلفزيوني وقدم برنامجا تلفزيونيا اسمه (الديرة) في تلفزيون قطر عام 2009 كان جريئاً وتم توقيفه، له عدة كتب أكاديمية وخواطر ومخطوط لمجموعة من المقالات، الشرق زارته في مجلسه العامر بالدفنة وكان هذا اللقاء.. انقطاع الكهرباء سبب مشاكل أذكر في فترة السبعينيات أن الكهرباء كانت تنقطع في الدوحة وتشمل المبنى وكذلك في المطابع وكانت تسبب لنا إزعاجا ومشاكل كثيرة مما اضطرنا في النهاية إلى شراء مولد كهرباء يشتغل على الديزل الذي حل مشكلتنا، مررنا بظروف وأيام صعبة خاصة أننا كنا في تلك الفترة في أوج تألقنا وحماسنا الكبير وتشجيع القراء لنا، حاولنا قدر استطاعتنا تذليل الصعاب حسب إمكانياتنا المالية. كاتبات رائدات سطع نجمهن أتذكر العديد من الكاتبات والروائيات القطريات سطع نجمهن من خلال مجلة العهد ثم مجلة الجوهرة حيث فتحنا الباب على مصراعيه لتشجيع المواهب القطرية في العمل بالصحافة، وقد برزت منهن مواهب عديدة، أذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر الكاتبة كلثم جبر، مي الكواري، فاطمة الكواري، زهراء المالكي، مريم آل سعد صاحبة صفحة (الوجه الآخر)، ونعيمة المطاوعة، وظبية الكواري، والدكتورة زكية مال الله. ندوات مجلة العهد أذكر أننا كنا في مجلة العهد نقيم ندوات أسبوعية في مبنى المجلة، كل ندوة تقام على حدة، وبعض هذه الندوات تستمر أكثر من حلقة، استضفنا فيها أدباء وخبراء وشعراء ومثقفين ومسرحيين من كتاب المسرح والممثلين والمخرجين والنقاد، ومنهم من لازال في الميدان وهم كثر ولا أستطيع حصرهم مخافة نسيان بعض الأسماء، كما استضفنا رياضيين ومذيعي الإذاعة والتلفزيون، كما ناقشنا الأغنية القطرية من خلال استضافة كتاب الأغنية كالدكتور مرزوق بشير، والملحنين كالمرحوم عبدالعزيز ناصر والمرحوم حسن علي والمطربين مثل المرحوم فرج عبدالكريم وعلي عبدالستار وغيرهم، إضافة للفن التشكيلي وفرق الفنون الشعبية في قطر، كما كان للمسرح في قطر نصيب قوي في هذه الندوات خاصة وان المسرح كان الشغل الشاغل في تلك الفترة، إضافة الى التأليف الإذاعي والتلفزيوني والمسرحي. وتطرقنا إلى الشعر العربي والنبطي، والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والمسلسلات، وكان الزميل محمد المسلماني والمخرج المسرحي سالم ماجد والفنان غانم السليطي لهم مساهمات في الطرح المسرحي من خلال صفحات العهد، وهنا حركنا المياه الراكدة وكان إقبال الجمهور كبيرا على مثل هذه الندوات التي أشعلت حماس القراء وأصبحت حديث المجتمع القطري بكل أطيافه. كِتاب العهد من خلال فكرة طرحها الزميل الفزيع تبنينا طباعة وتوزيع كتاب بشكل شهري ومجاناً في كافة المجالات الأدبية كالشعر والقصة القصيرة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام، لذا تمت طباعة ونشر أول قصة لكاتبة قطرية للزميلة الدكتورة كلثم جبر وأول ديوان شعري لعلي ميرزا، اضافة لمجموعة أخرى من الكتاب المبدعين وعلى رأسهم الزميل خليل الفزيع ومحمد الصويغ. طردوني من كلية الإعلام في فترة نهاية السبعينيات تم إيفادي إلى مصر لدراسة الصحافة في كلية الإعلام، وأذكر أنه كان من دفعتي مريم آل سعد، وظبية الكواري، ونعيمة المطاوعة، وبدأت أتأقلم مع أجواء الدراسة، ووصلت للسنة الثالثة في الكليّة، وجاءتني دعوة لحضور مؤتمر القمة العربية في بغداد عام 1979 وكنت ضمن الوفد الإعلامي القطري، وحضرت المؤتمر، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد جاءني وزارني أحد الأشخاص في الشقة، وتحدث معي وقال لي بالحرف الواحد إنك شخص غير مرغوب فيك في الإقامة في مصر وعليك مغادرتها في أسرع وقت ممكن، قلت له: لماذا؟ قال السبب حضورك مؤتمر القمة الذي تم فيه مقاطعة وطرد مصر من جامعة الدول العربية، وتم وضعك في القائمة السوداء !! لملمت أموري وجهزت أغراضي، وركبت سيارتي عائداً إلى دولة قطر عن طريق السعودية وأفكار كثيرة كانت تدور في مخيلتي. وأذكر بعد استلام الرئيس حسني مبارك مقاليد الرئاسة في مصر تم إزالة اسمي من القائمة السوداء وعدت إلى مصر وزرتها عدة مرات. الصدفة أعادتني للدراسة في القاهرة ولكن !! أثناء حضوري دورة أقيمت في مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني في وزارة الإعلام الذي كان يترأسه إسماعيل عبدالرحمن العباسي في تلك الفترة عام 1978، التقيت بالمحاضر الدكتور عميد جامعة القاهرة وتعرفت عليه وزارني في المكتب بالمجلة، وقال لي: لماذا يا استاذ خليفة لا ترجع لإكمال دراستك الجامعية في مصر، وأنا سأقوم بترتيب أمورك وستدرس من السنة الثانية وليس السنة الثالثة في كلية الإعلام كما كان مطلوبا واتفقنا على ذلك، وبعد إنهاء عملي في أوروبا رجعت للدوحة، وأخذت اغراضي وسيارتي وعند وصولي ميناء السويس منعني رجال الأمن من الدخول بحجة أنني طالب وصحفي في نفس الوقت وأدخل بسيارتي فشرحت لهم الوضع وجلست في المركب ليلتين ولكن لم يتم حل الموضوع وقرروا إعادتي فرجعت إلى قطر. غادرنا الفزيع فتحمّلت المسؤولية !! بعد أن غادرنا الأستاذ خليل إبراهيم الفزيع الدوحة إلى مدينة الدمام في عام 1980م لاستلام مسؤولية جديدة وكبيرة وهي تولي رئاسة تحرير جريدة اليوم السعودية في الدمام، وفي عام 1984، تم تعيينه رئيساً لجريدة اليوم، فقد كثرت المسؤولية عليّ وبذلت مجهوداً كبيراً من أجل استمرار وتطوّر مجلة العهد، وكنت أعمل تقريباً طوال اليوم وجزءا من الليل، لم يكن لديّ وقت للراحة أو الجلوس مع الأسرة بل كان التركيز في العمل فقط، فتحملت الهموم والمسؤولية رغم صغر سني. قصة دراستي في أمريكا !! بعد المشاكل التي حصلت لي في مصر وعدم استكمال دراستي بسبب الظروف السياسية، سمحت لي الظروف في صيف 1982 م أن أسافر إلى أمريكا وهناك حاولت دراسة اللغة الانجليزية ثم خوض تجربة جديدة وهي الانضمام إلى الجامعة لإكمال تعليمي الجامعي الذي كان حلما يراودني منذ الصغر، وخلال فترة دراستي وفي صيف مارس من عام 1983م حدثت مشكلة في المطابع التي هي مصدر رزقنا، فقررت قطع الدراسة والعودة للدوحة لحل المشكلة وتأجيل موضوع الدراسة، وبالفعل بعد إنهاء المشكلة وعودة الأوضاع إلى طبيعتها قررت مواصلة الدراسة وذلك في عام 1985م، وقد ضغطت على نفسي وانهمكت في دراستي من أجل تحقيق حلمي الذي طال انتظاره، ودخلت كلية الإعلام والصحافة وكانت بها تخصص الكومبيوتر والإذاعة والتلفزيون، واكتسبت خبرة في تقديم برامج سواء في الإذاعة أو التلفزيون وأصبحت مؤهلا لذلك، وأنهيت دراستي الجامعية ثم حصلت على درجة البكالوريوس وتخرجت من الجامعة في أمريكا. في التلفزيون أوقفوا برنامجي الديرة !! في عام 2009، سنحت لي الفرصة لتقديم برنامج في تلفزيون قطر اسمه ( الديرة) البوصلة، وكان البرنامج جريئا وفيه نقد لاذع، وبعد تقديم عدة حلقات تم إيقاف البرنامج من قبل المسؤولين بالتلفزيون بسبب جرأة البرنامج الذي أصبح له متابعون بعد عرض حلقاته الأولى وكان حديث المجالس وتفاعل الجمهور معه وأصبح له صدى كبير. وفي حديثه للصحافة المحلية أوضح السيد خالد النعمة مراقب عام البرامج بتلفزيون قطر ان توقف برنامج الديرة الذي كان يقدمه خليفة الحسيني هو قرار مؤقت في الدورة البرامجية الحالية نظراً لحلول برنامج البلسم الشافي بدلا منه. وأشار إلى أن برنامج الديرة نجح في جذب اهتمام جمهور المشاهدين وان توقفه هو أمر مؤقت نظرا لأن برنامج البلسم الشافي جاء لضرورة التوعية بالدرجة الاولى من فيروس H1N1 أو ما يعرف باسم مرض انفلونزا الخنازير الذي يعتبر حديث العالم كله في الوقت الحالي كما انه كان من المطلوب ان يتم عرض هذا البرنامج الطبي في نفس توقيت عرض برنامج الديرة. وأضاف النعمة ان الديرة سيتم عرضه مرة أخرى في أقرب فرصة ولم يتم إلغاء فكرة عرضه كما اشاع البعض.. ولكن البرنامج توقف حتى اليوم !!. أنا طير حر !! لقد عرضت عليّ عدة وظائف في وزارات الدولة المختلفة مثل وزارة الاعلام ووزارة الداخلية في الشرطة، ولكنني رفضتها بسبب حبي وتعلقي بمجلة العهد، فأنا (طير حر) طليق في الفضاء ولا أحب الارتباط بعمل يبعدني عن مجال عملي وتخصصي واهتمامي والمكان الذي أحبه، والسبب الثاني فأنا كثير السفر والترحال وتأتيني دعوات خاصة بالاسم من عدة جهات خارج قطر وذلك من أجل حضوري مؤتمرات عديدة تختص بمجال عملي. توقف العهد أصابني بحزن شديد !! بصراحة حاولنا قدر الإمكان استمرار مجلة العهد في الصدور رغم أن الحكومة أوقفت الدعم الحكومي المخصص من وزارة الإعلام عن جميع المجلات، ومنها مجلة العهد، وهذا أثر كثيراً علينا لأن هناك مصاريف على طباعة المجلة والعاملين فيها والمتعاونين معها ـ خاصة أن سوق الإعلانات كان قليلا في تلك الفترة ولا يكفي، واستمررنا في الإصدار حتى تضعضعت الميزانية وأصبحنا غير قادرين على تحمّل الأعباء وأصبحت الخسائر كبيرة، وهنا اضطررنا إلى التوقف بعد أن أصدرنا العدد الأخير من مجلة العهد وكان مميّزاً وكانت صورة الغلاف تحمل صورة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وبعدها في عام 1996 توقفنا عن الصدور وودعنا القراء الذين كانوا أوفياء معنا طوال مسيرة مجلة العهد. حلمنا بإطلاق جريدة يومية ولكن الحلم تبخر كانت لدينا فكرة إطلاق جريدة يومية مسائية وقد أعددنا الجدوى الاقتصادية وقمنا بدراسة متكاملة للجريدة اليومية، وقدمنا طلب موافقة لوزارة الإعلام، لكن الوزارة لم توافق على فكرتنا بسبب رفض إصدار صحف جديدة، وأذكر في فترة 1995 م أن أحد المستثمرين تقدم لشراء اسم العهد مني وذلك لتحويلها لإصدار جريدة يومية، وقد وافقت على ذلك وتفاوضت معهم ووضعت شرطاً وهو أن أكون أحد الكوادر العاملة في الجريدة، واخترت منصب مدير التحرير، ولم تنجح المفاوضات وفشلت الصفقة وتبخر حلمنا في إصدار جريدة يومية. وطرح عليّ الأستاذ أحمد علي رئيس تحرير الراية وقتها، أن هناك جهة رسمية لديها النية بإصدار صحيفة يومية بحكم وجود أجهزة كومبيوتر ومطابع عندي في مؤسسة العهد، وأسميناها صحيفة (الجزيرة) وتم توزيع اعلانات ترويجية بشأن اصدار الجزيرة، ولكن بعد فترة رجع لي الأستاذ أحمد علي وقال: مطلوب تغيير الاسم لأن هناك مشروعا اعلاميا كبيرا سيتم إطلاقه بعيداً عن الصحافة ويحمل اسم الجزيرة، وقد تم تغيير الاسم إلى (الوطن)، وضعنا اللمسات الأولى لإصدار جريدة يومية بحكم خبرتنا ووجود الكومبيوترات والمطبعة عندنا واجتهدنا حتى صدرت جريدة الوطن، وهذه قصة جريدة التي تصدر عن دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع والتي تولى رئاسة تحريرها الزميل الصحفي أحمد علي العبدالله. أول مجلة نسائية قطرية صدرت مجلة الجوهرة النسائية عن دار العهد للطباعة والنشر وذلك عام 1976، وصاحب الفكرة الأديب خليل إبراهيم الفزيع، اجتمع مجلس الإدارة المصغر في عام 1975 م ودرس جدوى اصدار مجلة نسائية متخصصة حيث إن قطر بحاجة لها، وقد تم تعيني رئيساً لتحرير مجلة الجوهرة، وتعتبر أول مجلة نسائية متخصصة تصدر في قطر، حاولنا استقطاب إحدى الأديبات القطريات في إدارة التحرير، ولكننا لم نوفق في إيجاد من يتحمّل المسؤولية وذلك لظروفهن الخاصة، فتم تعيين صحفية مصرية اسمها سوزان بدر، ثم تعاقبت عليها عدة صحفيات في إدارة التحرير، وقد أصدرنا المجلة شهرياً مؤقتاً، وحاولنا إصدار المجلة أسبوعياً في التسعينيات من القرن الماضي، ولكن بعد عدة أسابيع تعرضنا لخسارة كبيرة حيث تعرّض سوق الإعلان في فترة التسعينيات من القرن الماضي لهبوط حاد، ولم نجد من يعلن فقررنا إرجاعها للصدور شهرياً رغم الخسارة، وكنا نصدرها بشق الأنفس، كما أن صدور بعض المجلات القطرية بدون رخص وطبعها في قبرص أو لبنان وبدون محتوى محليّ، قد أثر علينا كثيراً، اما نحن فجذورنا في هذه الأرض وكان لدينا محتوى محلي جميل ونتعايش مع قضايا المجتمع، وقدمنا شكوى لوزارة الإعلام ولكن لم تحل المشكلة وتفاقمت علينا الديون، وأوقفنا أول مجلة نسائية تصدر في قطر. وقد كان غلاف العدد الأخير من مجلة الجوهرة قد حمل صورة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تقديراً لجهودها المبذولة في تطوير التعليم وكذلك لدورها الهام في النهوض بدور المرأة القطرية، وودعنا المجلة الأولى وتوقفت الجوهرة عند الصدور في عام 1997. بعنا مطابع العهد بثمن بخس !! بعد أن تراكمت وتكاثرت علينا الديون وأصبحت ظروفنا صعبة جداً للغاية والبنوك تطالبنا باسترداد الديون والقروض وبخاصة في السنوات من عام (1997 – 2000)، فكرنا كثيراً، ثم اضطررنا إلى بيع جميع مطابعنا التي كانت تدر دخلاً علينا وبسعر ماكينة واحدة ورخيص جداً، وقد تأثرت كثيراً بعد أن تم بيع المطبعة خاصة أن لها ذكرى طيبة معنا وكانت الممول للمؤسسة. طلبوني للعمل في جريدة الراية كنت من كتاب جريدة الراية، وقد كتبت عدة مقالات ومواضيع مهمة قبل العمل بها ورشحت للعمل في جريدة الراية وطلبني رئيس التحرير الدكتور محمد المسفر لكي أكون الرجل الثاني في الجريدة وقبلت المبادرة، ولكن لم أستمر معهم بسبب اختلافات وغادرتها، وعندما تولى يوسف درويش مسؤولية رئاسة التحرير طلب مني العمل بجريدة الراية بحكم تجربتي الإعلامية وخبرتي في المجال الصحفي، ووافقت على ذلك وتم تكليفي برئاسة قسم التحقيقات، وقد أحدثت نقلة وطفرة كبيرة في هذا القسم، وقد طلبني رئيس التحرير للإشراف على أكثر من قسم، وقمت بتنظيم العملية بحكم خبرتي ونجحت بتعاون الجميع في تحقيق نقلة نوعية، ثم ركزت على المحليات، والاهتمام بها وأذكر أنه كان عندي (20) موظفاً بالمحليات وغطينا كل النواحي، ووسعنا المحليات وأصبح لها ملحق خاص منفصل عن الجريدة، وذلك بحكم علاقتي مع كثير من المسؤولين في وزارات الدولة المختلفة أذكر كان سعر صفحة الإعلان في المحليات أغلى من الصفحة الأولى بالجريدة، وكان الطلب كبيراً على الإعلان في ملحق المحليات، وجلست معهم حوالي سنتين ونصف السنة ثم غادرتهم من أجل الراحة.

2548

| 11 يناير 2024

محليات alsharq
خليفة الحسيني لمجلس «الشرق»: اقترضنا لشراء مطابع «العهد»

ضيف مجلس الشرق الإعلامي القدير الأستاذ خليفة بن عبدالله بن يوسف الحسيني، رئيس تحرير مجلة العهد القطرية التي صدرت في عام 1974، أحد الذين ساهموا في مسيرة النهضة الإعلامية وروادها في قطر، فبرغم صغر سنه، ووجوده على مقاعد الدراسة، ولكنه بالعزيمة والإصرار وسعة الإطلاع والمتابعة اليومية نجح في إدارة مجلة العهد القطرية، كما نجح في استقطاب العديد من الكوادر القطرية للعمل في مجال الصحافة، ترأس مجلة العهد حتى توقفت عن الصدور لأسباب مالية ورفع الدعم الحكومي. «الشرق» زارته في مجلسه العامر في منطقة الدفنة، وغصنا في أعماقه واستخرجنا بعض المكنون مما في جعبته، وكان هذا اللقاء الإعلامي لرجل صنع النجاح وساهم في تطوير الصحافة وأبرز العديد من المواهب القطرية. ولدت في المستشفى الأمريكي بالبحرين، وذلك بتاريخ 7/4/1955، بحكم أن والدتي من بيت المعاودة المعروفة بالبحرين، وكنت البكر لها، فضلت الولادة بالبحرين بالقرب من أهلها، وقضيت معظم طفولتي مع الوالد الذي ولد بالمرقاب في قطر ثم انتقل للعمل في شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة الخبر، حيث درست المرحلة الابتدائية وبعض الصفوف الاعدادية هناك، وأذكر بيتنا الكبير، حيث كانت المنطقة رملية وأمام بيتنا كان هناك (طعس) وكان جدي يوسف بن سيف الحسيني (رحمه الله) يفرش (زوليته) يومياً على الطعس الرملي وقهوته موجودة ويمرون عليه معارفه وأصدقاؤه، وكان معظم القاطنين الذين سكنوا منطقتنا من أهل قطر الذين نزحوا من أجل طلب الرزق في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. أذكر أن طفولتنا كانت جميلة، حيث كان الوالد يأخذنا في بعض الإجازات الأسبوعية إلى منطقة الظهران لمشاهدة الأفلام الأمريكية، والسباحة مع الأمريكان في بركة السباحة والتعرّف عليهم والاستفادة منهم في تقوية اللغة الإنجليزية، وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كان عندي شغف خاص بالرسم، كما كنت قارئا نهما ودائم الإطلاع على مجلات الأطفال الواردة من مصر ولبنان وغيرهما من الدول، وعندما كبرنا قليلاً كان الوالد (يحفظه الله) دائماً ما يحضر لنا المطبوعات والكتب من بيروت لتنمية مهارتنا وتساعد على زيادة ثقافتنا، وهو حريص على تأهيلنا للدخول في معترك الحياة بسعة أفق وإدراك. في لبنان اللهجة اللبنانية كانت عقدتنا! عندما كان الوالد عبدالله بن يوسف الحسيني يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت في بداية الستينيات، انتقلنا معه إلى لبنان، وأدخلنا أنا وأخي أحمد لمواصلة تعليمنا في مدرسة لبنانية حيث كنت في الصف الثالث ابتدائي في حينها، في البداية عانينا من صعوبة معرفة اللهجة اللبنانية لأن عندنا في الخليج نفهم اللهجة المصرية بسبب عرض الأفلام المصرية في محطة تلفزيون أرامكو التي كانت تعرض كل خميس فيلما عربيا مصريا، ثم بدأنا نتأقلم تدريجياً مع معرفة اللهجة اللبنانية وكنا سعداء بذلك حيث كونا صداقات عديدة مع زملاء الدراسة ومن مختلف أطياف الشعب اللبناني. والدي عمل في الإعلام وتلفزيون أرامكو لقد كان والدي عبدالله الحسيني يعمل في وظيفة العلاقات العامة بشركة أرامكو وكان أحد المسؤولين عن معرض الزيت المتنقل الخاص بأرامكو، والذي كان يطوف المملكة، إضافة أن له نشاطاً اعلامياً ملحوظاً وكان لديه برنامج صحي في تلفزيون أرامكو عنوانه (السلامة تبدأ بك)، وأذكر عندما كنا أطفالا نذهب خلف التلفزيون ونتساءل كيف دخل الوالد إلى جهاز التلفزيون!. كما كان مدبلجاً صوته لمسلسلات أمريكية عديدة، وكذلك أذكر انه كان يعلق على الدوري الإنجليزي بحكم أنه لاعب كرة قدم سابق في نادي التعاون بالخبر. وخلال دراسته للصحافة في جامعة سركيوز بولاية نيويورك عمل مساعدا لرئيس تحرير جريدة المايرا ستار جازيت بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة معينة، وعرض عليه العمل في أمريكا ولكنه فضل العودة للعمل في أرامكو، وبعد فترة عين كرئيس تحرير جريدة (قافلة الزيت) الأسبوعية والتي تصدر من شركة أرامكو، وكان كاتبا جيدا ولديه عمود رأي وكتاباته ذات طابع هزلي جميل، وقُدر أن ينشر لي أول كاريكاتير في جريدة قافلة الزيت التي كان يترأسها حينذاك. اشتغلت في مطابع بالخبر أذكر عندما كنت فتاً يافعاً في الصف السادس الابتدائي وفي العطلة الصيفية بالخبر، اشتغلت في مطابع (زنكوغراف)، تطبع فيها الكتب والمنشورات الخاصة إضافة لجريدة (قافلة الزيت) التابعة لشركة أرامكو، وأذكر أنه في السنة الأولى اشتغلت فيها ثلاثة شهور مجاناً، ثم في السنة الثانية صرفوا لي مرتبا 150 ريالا شهرياً وكان مبلغا كبيرا لطالب في الأول الإعدادي، أما في السنة الثالثة تضاعف المرتب، حيث أصبحت مسؤولا عن إحدى ماكينات الطباعة الصغيرة، واحياناً أكلف بأخذ المادة المجموعة (المسودات) وتسليمها واسترجاعها من والى مكاتب الجريدة في الظهران والدمام لاحقاً، وكنت أركب تاكسيا مشتركا بنصف ريال، ومن كثر ترددي على الجريدة أصبحت لدي فكرة عن التصحيح، وكنت أخذ نسختين من مادة قافلة الزيت لعمل مقارنة بين تصحيحهم وتصحيحي، كما كان احتكاكي المباشر بالكُتاب في الجريدة تكونت لدي خبرة في تنوع أساليب الكتابة بمرور الوقت، وبدأت من هنا أشق طريقي نحو الدخول في عالم الصحافة، وأذكر منذ أن وعيت على الدنيا كان والدي يحمل الكاميرا أينما نذهب وذلك لتصوير وتوثيق الحدث، وقد كانت لدينا صور كثير من مراحل عمرنا قام الوالد بتصويرها وما زلنا نحتفظ بالكثير منها، ومن خلال دراستي للاعلام والصحافة في جامعتي بأمريكا، كان عندي كورس كامل في فن التصوير من الألف إلى الياء. عودتنا في الدوحة في عام 1972 عدنا للاستقرار في بلدنا الغالي قطر بعد ان سبقنا الوالد في البداية بأكثر من عام وسكنا في السد البداية في بيت كان مقراً لنادي السد سابقاً، درست في مدرسة الاستقلال الثانوية التي كان مديرها الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري، وعندما وصلت للصف الثاني ثانوي وبعد الفصل الأول غيّرت تفكري وقررت الالتحاق بالقسم الأدبي بسبب ميولي الأدبية والإعلامية، حاولت كثيراً التحول وتم رفض طلبي بحجة أن القسم العلمي له امتيازات كثيرة من حيث المادة وفي البعثات كذلك، وبعد إلحاح مستمر من طرفي حولوني لمكتب وزير التربية والتعليم، وهناك شرحت وضعي لسعادة الوزير (المغفور له) الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وقد حاول معي بعدم تغيير توجهي، الا انه بالأخير وافق على تحويلي للقسم الأدبي. أما والدي فقد عمل في مجال الإعلام لسنوات عديدة كما أسلفت، إلا انه التحق بوزارة الخارجية القطرية في بداية تكوينها، وبحكم دراسته وعمله في أرامكو فإنه ضليع باللغة الانجليزية ويتحدثها بطلاقة وتمكنه من اللغة العربية أساساً، تم إسناد إدارة قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية اليه، كما كان مترجماً لوزير الخارجية الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني (رحمه الله) وقد عرضت عليه فرص عديدة كسفير لقطر في الخارج وكان تردده نابعا من أني واخواني أحمد وعادل كنا في مرحلة حرجة من العمر وعلى مشارف التخرج من الثانوية العامة وكان يأمل أن يكون لنا دور في الحياة من دون المشاق الذي عايشها في بداية حياته، وبعد التحاقنا بالجامعات، طُلب منه ان يكون أول قنصل قطري في بومباي بالهند بحكم أهميتها وارتباطها بالخليج. فكرة إنشاء مؤسسة صحفية كانت فكرة إنشاء مؤسسة صحفية خاصة تراود الوالد منذ زمن، ولأن قطر بعد الاستقلال بحاجة إلى إعلام يواكب تطلعات الحكومة ويتطوّر مع تطوّر الزمن والثورة التكنولوجية، ولم يكن في قطر حينذاك سوى مؤسسة العروبة ومجلة العروبة، وقطر في بداية نهضتها تحتاج إلى عدة مؤسسات إعلامية وصحفية، وكانت لدى الوالد فكرة طموحة، وهي إنشاء مؤسسة إعلامية خاصة ولكنها تحتاج إلى رأس مال داعم، لذلك بحث عن شركاء ممن لديهم المقدرة المالية، وأن توزع أسهم المؤسسة على الشركاء بالتساوي، وكنت أحضر بعض هذه الاجتماعات للاستفادة، وطرح في البداية اسم مؤسسة ومجلة (المنار)، وبحكم عمل الولد في (قافلة الزيت) واحتكاكه بالمثقفين والكُتاب في عدة دول عربية وعلاقته المميزة بالأديب والزميل الأستاذ خليل إبراهيم الفزيع من مدينة العيون بمنطقة الأحساء، تم الاتصال به وعرض عليه بأن يكون أحد المؤسسين والرجل رحب بالفكرة واعتبرها قفزة كبيرة لتطوير مسيرته المهنية والثقافية، ومن الذكريات الجميلة التي لا تمحى من الذاكرة، حيث كنت والأستاذ خليل (أبو الوليد) نتجول في الليل بمناطق الدوحة ونضع ملصقات باسم (مجلة المنار) طبعناها في مطابع علي بن علي، وعندنا سطل معبأ نشا وندهن الجدران ونلصق البوستر عليه، وهكذا كنا في البداية نحاول إنجاح الفكرة والترويج لها بأنفسنا. من المنار إلى العهد وأعتقد انه في الاجتماع الثالث او الرابع أصبح وبدا واضحا أن هناك اختلاف في الرأي في توجهات المؤسسين، البعض يريدها ذات توجه ديني صرف والبعض يريدها اقتصادية فقط أو بما يتناسب والمزاج الشخصي، وعندما رأى الوالد كثرة الطباخين وأن الطبخة ستحترق، قرر التوجه للديوان الأميري وطلب إصدار مجلة خاصة جديدة باسمه، وقابل سمو الأمير الأب (المغفور له) الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي قال للوالد هل بإمكانك إصدار مجلة خاصة بنفسك وليس معك شركاء وممولون وأن التكلفة ستكون عالية، وكان جواب الوالد (نعم) وأصر على مقدرته بذلك، وبارك سمو الأمير الأب هذه الخطوة، وطرحنا أسماء معينة للمجلة، وأشار علينا مدير مكتب سمو الأمير ووزير الإعلام حينذاك الدكتور عيسى بن غانم الكواري بعد أن استعرض الأسماء المقترحة، طرح اسم (العهد) لأن قطر دخلت في عهد جديد ومرحلة جديدة والبلد منفتح، أعجبتنا الفكرة، وتوكلنا على الله وأسميناها العهد. مقر مجلة العهد كان فوق مكتبة الثقافة تم اختيار مقر لمجلة العهد يقع في شارع المطار في الطابق الأول فوق مكتبة الثقافة ملك المرحوم سالم الأنصاري أحد المؤسسين للمنار في البداية، وهناك تم إنشاء مكاتب المجلة وتوزيع الأقسام، وكان رأس المال رمزيا، حيث وعدنا بدعم حكومي للمجلة منذ البداية، وقد اصدرنا العدد الأول من (مجلة العهد) بتاريخ 9/ يوليو /1974 الذي تصادف مع افتتاح تلفزيون قطر الملون، وتم طباعة الأعداد الأولى في مطابع علي بن علي لمدة سنة تقريباً، وكان سعر المجلة في السوق المحلي تباع بـــسعر رمزي ثلاثة ريالات، وكانت الطباعة في البداية قليلة ثم وصلنا إلى طباعة 5000 نسخة ثم تطور الأمر إلى عشرة آلاف نسخة بعد ان زادت اشتراكات الحكومة والطلب المتزايد عليها، بداية في السوق المحلي ومن ثم الخليجي والعربي في وقت لاحق، وقد بدأنا بعدد قليل من العاملين منهم ثلاثة صحفيين من دول عربية مختلفة ومخرج من الأردن، وفي سنة 1975 استأجرنا مبنى جديدا في شارع الأحمد وخصصنا طابق الميزانين للمكاتب، وتم تركيب المطابع في الدور الأرضي، الذي تولت طباعة المجلة وطباعة الكتب المدرسية وبعض المطبوعات التجارية. أبو الوليد كان الساعد الأيمن والسند بسبب مشاغل الوالد وعمله بوزارة الخارجية فقد قرر إسناد المهمة لي وتم تعييني رئيس تحرير مجلة العهد وقد بذلت مجهوداً كبيراً في تسيير العمل ومتابعة التطوّر واستقطاب الشباب من الجنسين، وعيّن الزميل الأديب خليل الفزيع مديراً للتحرير الذي كان له دور كبير في تطور المجلة بحكم خبرته في المجال الإعلامي وكان الساعد الأيمن لي والوقوف بجانبي وحيث إنه من المساهمين في تأسيس مؤسسة العهد للطباعة والنشر، وكان المشرف العام على عملنا الوالد عبدالله الحسيني صاحب المشروع. قصة شراء المطابع أما حكاية شراء المطابع فلها قصة يجب أن تروى، ففي سنة 1975 أثناء بداية الحرب الأهلية في لبنان وبعد حادثة الدكوانة الشهيرة، توجه الوالد إلى لبنان بحكم خبرته في مجال الإعلام والطباعة ومعرفته بشخصيات إعلامية في لبنان وذلك لشراء مطابع من الوكيل اللبناني في الشرق الأوسط، اعتقد كان اسمه يوسف غره وإخوانه، وهي عبارة عن عدد 2 ماكينات رولاند أوفست كبيرة جدد، وشراء عدد 2 ماكينة صغيرة ماركة هايدلبرج، وأخرى هايدلبرج كبيرة من أجل الأعمال التجارية، وماكينة صف الحروف من الرصاص، واجهزة التصوير والإخراج، واستقدمنا مجموعة من العاملين ممن لديهم خبرة في المطابع، وكان تمويل وشراء هذه المطابع هو عبارة عن قرض من البنك التجاري القطري الذي تم افتتاحة في تلك الفترة وربما نكون نحن أول زبائن من استقرض من البنك الذي يقع بجانب دوار البنك العربي في بداياته. مجلسنا كان صالوناً ثقافياً أتذكر أنه عندما كان والدي يعمل في وزارة الخارجية، كان مجلسنا عبارة عن صالون أدبي ثقافي دبلوماسي مفتوح، وكان يرتاده نخبة من السفراء والمثقفين والأدباء والشعراء والسياسيين والإعلاميين العرب الزائرين لقطر ومن كل شرائح المجتمع، يتناقشون في أمور تهم المجتمع والحياة الثقافية بشكل عام، وكل من يكون له رأي وأفكار جديدة للتداول، وكانت استفادتي كبيرة من هذا الحضور والاستماع للآراء المطروحة من المثقفين، وأذكر منهم الأديب (صاحب الأدب الجم) والدبلوماسي والشاعر المعروف مبارك بن سيف آل ثاني أول رئيس تحرير لجريدة (الخليج اليوم) القطرية 1987، وصاحب صياغة النشيد الوطني القطري، وغيره من المثقفين. استقطبنا المثقفين القطريين كان من سياستنا في مجلة العهد استقطاب المثقفين القطريين من الأدباء والشعراء والكتاب والمهتمين بالاقتصاد والإعلام والرياضة وشتى الفنون، وبالأخص المسرحيةن وغيرهم، وقد انضمت مجموعة شبابية من الجنسين إلى مجموعة كتاب المجلة في أغلب المجالات، وأصبحت للمجلة هويتها القطرية، وقد بذلت قصارى جهدي بصفتي رئيس التحرير على الاهتمام بهم، وفتح المجال والباب على مصراعيه للكوادر القطرية لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، وتفريغ طاقتهم في المجال الصحفي، فالوالد عبدالله الحسيني كانت لديه صفحة كوميدية هزلية (أبوزعل) قبل توليه منصبه كقنصل عام في بومباي، وكان الزميل محمد المالكي يكتب بالعامية المبسطة صفحة (أبو أمل) والشاعر على ميرزا محمود في الشعر وأحمد العيلان في التحقيقات وفنان الكاريكاتير سلمان المالك حيث كانت بدايته في العهد هو والخطاط علي حسن، وتوالى توافد الشباب القطري من الجنسين للانضمام لكوادر العهد، كم كان لدينا العديد من المراسلين في دول الخليج وبعض الدول العربية، وكان للعهد والجوهرة فيما بعد انتشار كبير في هذه الأقطار، فالعراق على سبيل المثال كان من أكثر الدول التي توزع فيها مجلة العهد، وهي القطر العربي الوحيد الذي ليس فيه مرتجع في اغلب الأحيان. كما أذكر في سنة 79/ 1980، كانت وزارة الإعلام القطرية بحاجة لكوادر قطرية في مجال الإعلام من المثقفين والأدباء والممثلين والروائيين والمؤلفين وغيرهم للعمل فيها، واختارت أغلبهم ممن تعاونوا مع مجلة العهد، أذكر أن وزير الإعلام السابق عيسى بن غانم الكواري في احد اجتماعاته او ندواته قال إن الفضل الكبير يعود لمجلة العهد التي فتحت الباب للطاقات القطرية وأبرزت المواهب مما سهل علينا اختيار العديد من الكوادر القطرية التي كنا بحاجة لها. مجلة العهد أول من خصص صفحة شعبية للشعر في الخليج وكان لمجلة العهد الدور الكبير في تخصيص أول صفحة شعبية للشعر في الخليج، كان ذلك عام 1975م حيث لم يكن لمثل هذه الصفحة وجود يذكر في مجلات الخليج عموماً، أشرف على الصفحة أخي الشاعر والكاتب المرحوم (جاسم صفر)، وكان يكتب وينشر فيها زهريات وقد حظيت بإقبال القراء وكان لها صدى كبير في قطر ودول الخليج، ثم تبعتها على هذا المنوال بعض المجلات في الخليج إلى أن أصبحت هناك مجلات متخصصة في الشعر النبطي والشعبي. الخميس القادم نتابع الجزء الثاني من اللقاء.

2300

| 04 يناير 2024

محليات alsharq
أحمد المفتاح: قطر أول دولة خليجية أدخلت نظام الجوال عام 1994

ضيف مجلس الشرق الخبير في مجال الاتصالات أحمد بن عبدالله المفتاح، من أوائل القطريين الذين اشتغلوا في شركة البرق واللاسلكي، وقد عمل في البداية في الاستقبال وكان الحاجز الأساسي الذي تتحطم أمامه شكاوى المستهلكين، ثم تبوأ مناصب إدارية حتى وصل إلى مدير إدارة تحصيل الديون في أوريدو، واختتم حياته في وظيفة خبير، عمل في الشركة التي اشتغل فيها قرابة (46) عاماً، منذ عام 1971 ولم ينتقل للعمل الحكومي بل ظل في أوريدو حتى تقاعده في عام 2017، لم يكن رياضياً ولكن كان محباً لمشاهدة المباريات، الشرق زارته في مجلسه العامر وغاصت في أعماق ذاكرته واستخرجت ذكريات الزمن الجميل. ولادتي كانت في براحة الجفيري أنا من مواليد (براحة الجفيري) بمنطقة الدوحة، وذلك في عام 1946 م، وقد سميت براحة الجفيري على اسم قبيلة الجفيري، التي كانت تقطن في هذه المنطقة، وكانت هذه المنطقة مزدهرة في خمسينيات القرن الماضي، وكانت تسكنها أغلب شرائح المجتمع القطري، وكذلك التجار لقربها من سوق واقف، وكانت منطقة مكتظة بالسكان، وشهدت حراكا تجاريا، كما كانت تتواجد في خمسينيات القرن الماضي أندية قطرية كثيرة، حيث بدأ الشباب الإقبال على ممارسة كرة القدم والانضمام لها لممارسة هوايتهم وشغل وقت فراغهم في هذه الأندية، وأذكر أول كأس دخلت قطر من خارج الحدود أحرزها نادي الشباب الذي فاز بكأس القصيبي عام 1956 في السعودية عندما فاز على نادي الاتفاق السعودي ويقع في نفس المنطقة (براحة الجفيري)، كما كانت فرق الهلال والعروبة، والكفاح ثم الوحدة الأندية الشهيرة عندنا وكذلك نادي الأهلي القديم الذي ترأسه ماجد آل سعد ويقع في نفس المنطقة، وكان نادي النجاح قريبا منهم، وكان الكلاسيكو في فترة ستينيات القرن الماضي بين نادي الوحدة والنجاح ويشهد حضوراً كبيراً لدرجة أن المحلات تقفل أبوابها يوم المباراة، وقد عشت طفولتي في براحة الجفيري وكنت سعيداً جداً، وكان التكاتف والتعاون بين الجميع، وكانت البيوت مفتوحة ومشرّعة أبوابها ويعتبر كل بيت بيتك، ورغم بساطة الحياة لكنها كانت جميلة، ثم بعد زيادة عدد السكان واكتظاظ المنطقة خرج أهلها إلى عدة مناطق ومنها الدوحة الجديدة، فنحن والجفيري وبعض من سكن المنطقة انتقلنا للدوحة الجديدة. الرياضة قديما كان لها طابع خاص يؤكد السيد أحمد بن عبدالله المفتاح أن الرياضة لها طابع خاص وحضور جماهيري مميّز وبخاصة في فترة بداية ستينيات القرن الماضي، فكانت المباريات تجذبنا لحضورها وأسماء اللاعبين الرنانة في تلك الفترة، ورغم أنني لم أكن رياضياً ولكن كنت أحرص مع زملائي غير الرياضيين للذهاب إلى استاد الدوحة لمشاهدة المباريات، وكنا ندفع مبلغ خمسة ريالات لمشاهدة المباريات، وكذلك نحضر مباريات الفرق الخارجية القادمة من خارج قطر، كنا نسعد بتذوق صفيحة اللحم بالعجين والزعتر التي يبيعها الباعة المتجولون في استاد الدوحة، كانت حياة بسيطة ولكنها جميلة، أتذكر كانت بعض المتاجر تغلق أبوابها وقت المباراة للذهاب للملعب لمشاهدة المباراة والاستمتاع بها وتشجيع الفريق الذي ينتمون له. كان إقبالنا بشوق على التعليم ومع بداية فتح المدارس النظامية كان إقبال الشباب كبيراً على الدراسة، ووضعت الحكومة كثيراً من المحفزات وتشجيع الطلبة على الانضمام للدراسة وأذكر دخلت مدرسة خالد بن الوليد التي كانت تسمى (قطر الابتدائية القديمة) وكنت سعيداً حيث الدراسة والكتب بالمجان، وكذلك يمنحوننا راتبا شهريا قدره (45) روبية، كما خصصت لنا وزارة المعارف كسوة الشتاء والصيف عبارة عن ملابس شتوية، وملابس صيفية وأحذية وغتر وسراويل، كما كانت تخصص لنا وجبة فطور صباحي ووجبة غداء في قسم التغذية القريب من مدرسة خالد بن الوليد، وأقبلنا بشغف على حصص الرياضة والرسم، وكذلك حصة العلوم والمختبرات، والعروض الرياضية، كنا في قمة سعادتنا، وكنا قريبين من المدرسة ونذهب سيراً على الأقدام، أو في بعض الأحيان في باصات الوزارة الجميلة التي كانت تجوب شوارع وأحياء الدوحة لتوصيل الطلبة، وبعد انتقالنا للسكن في الدوحة الجديدة، انتقلت لمدرسة صلاح الدين الأيوبي التي كان مديرها فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري لقربها من منزلنا وقد اندمجت وتأقلمت مع نظرائي الطلبة وكانت تعد مدرستنا من أفضل المدارس، وأذكر كانت المنافسة قوية بين الفرق الرياضية في المدرستين، وكنا نستمتع بحصص الرياضة الجميلة. أيام زمان في القهوة نتجمع كنا أيام زمان عندما كنا شبابا نجلس ونقضي أوقات فراغنا ونشغلها في الجلوس مع الأصدقاء في المقاهي التي في الفريج ونتذكر تلك القهوة الجميلة التي كنا نجتمع فيها لأنه لم تكن لدينا وسائل الترفيه، كنا نسولف ونعرف أخبار العالم ونشرب الشاي الكرك، أما الآن ومع التطوّر فقد كثرت المغريات وهناك من يقضى وقت فراغه بالذهاب إلى السينما أو غيرها من المحلات والمولات التجارية ومقاهي الفنادق، والممشى والمارينا وكتارا ودرب لوسيل والميناء القديم وسوق واقف وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في العنن، أو على شواطئ سيلين. رغم صغر سني ولكن اضطررت للعمل رغم صغر سني لكن الظروف اضطرتني للاتجاه إلى سوق العمل، وكنت يومها على مقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية وأدرس في المدارس الليلية المسائية، ولديّ لغة إنجليزية بسيطة وهم محتاجون لشخص يتحدث اللغة الإنجليزية، توجهت إلى شركة البرق واللاسلكي وكانت شركة أجنبية متخصصة في الاتصالات، فتقدمت بطلب للعمل هناك، ولله الحمد تم قبول طلبي في عام 1971 تقريباً، ووظفوني في مكتب الاستقبال (الكاونتر) لكي استقبل المراجعين وأحل مشاكلهم، وتدربت عندهم على الوظيفة، وبدأت التأقلم معهم، وكنت سعيداً بقبولي في العمل، وأول راتب تقاضيته كان (600) ريال قطري، فرحت بالراتب لأنه أول مصدر رزق يدخل عليّ من جراء عملي، وأعطيته للأهل وذلك للصرف على احتياجات البيت وعلى أسرتي. أيام الإنجليز عاملوني معاملة جيدة رغم أنني كنت حديث العهد بالعمل الوظيفي فإن المسؤولين الإنجليز في شركة البرق واللاسلكي قد عاملوني معاملة جيدة وذلك لالتزامي وإخلاصي في العمل، كما دربوني من خلال الكورسات على كيفية التعامل مع الزبائن وشاركوني في دورات تأهيلية، وكنت أواجه يومياً مشاكل كثيرة مع الجمهور وأتقبلها بصدر رحب، وكان سلاحي وشعاري هو إرضاء الزبون وكنت دائم الابتسامة في وجه الزبون الغاضب على المبالغ التي في الفاتورة، وقد كنت أشرح لهم بأن الحساب مضبوط وكنت أراجع الفواتير مع الموظفين إرضاء للزبون، وكنت دائماً أحل مشاكلهم خاصة إذا كانت المبالغ كبيرة ولم يتحملوا دفعها مرة واحدة فإنني أقسطها لهم على دفعات حتى يتم الدفع، وقد نجحت في اتباع هذه الخطة وقد أشاد بها كبار المسؤولين في الشركة، وشكروني على التفكير في مثل هذه الأمور التي تفيد الشركة وكذلك تريح الزبون الذي لديه فاتورة كبيرة، وكانت لي علاقات كبيرة مع العملاء والجمهور. ابتعثوني لبريطانيا للتأهيل في مجال عملي وبعد أن رأت الشركة إخلاصي في العمل وأحتاج دورات قامت بابتعاثي في دورات عديدة لبريطانيا حيث يقع مقر شركة البرق واللاسلكي هناك، وذلك لاكتساب مزيد من الخبرة وتأهيل الكوادر المنتسبة للشركة لتحسين أدائهم واكتساب المهارات، وكانت تقوم بتوفير السكن والإعاشة والتنقل، وكنت حريصا جداً على حضور الدورات والاستفادة القصوى منها، كما أنني أنهيت المرحلة الثانوية في بريطانيا، وكنت سعيداً بذلك، وحصلت على شهادات عديدة من جراء المشاركة في هذه الدورات وبخاصة من بريطانيا والبحرين والدوحة، ونجحت في التمكن من التحدث والكتابة باللغة الإنجليزية. عيسى جيرمن أول قطري عمل في شركة البرق واللاسلكي أذكر كان أول قطري عمل بشركة البرق واللاسلكي هو (عيسى جيرمن) رحمه الله، وأصبحت له شهرة كبيرة في الشركة، وكان يتعامل مع العملاء بأسلوب جذاب، ومع الموظفين بدبلوماسية، وهو الذي أسس قسم الاستعلامات وغيره من الأقسام، وكان مشهوداً له بحسن الخلق والإخلاص والتفاني في العمل، وحل مشاكل الزبائن وتشجيع الموظفين. خدمات الهاتف في قطر بدأت في عام 1949 التاريخ يشهد أن أول بدالة هاتفية دخلت في قطر كانت في عام 1949، أيام تواجد شركة نفط قطر المحدودة، ومنها بدأت الخدمات الهاتفية البسيطة ثم بالتدريج بدأت في التطور ومواكبة الأحداث العالمية، وهذا يدل دلالة كبيرة على أن قطر بدأت نهضتها مع استخراج البترول وتصديره وذلك في عام 1949 الذي أحدث طفرة كبيرة، وزاد الدخل القومي للبلاد، وهذه بوادر استخراج البترول وتصديره الذي بدأت تهل على قطر بشائر الخيرات وزادت الموازنة. امتياز إدارة وتشغيل الاتصالات 1951 نجحت شركة البرق واللاسلكي المحدودة في توقيع اتفاقية امتياز وتشغيل الاتصالات الدولية المبرمة بين حكومة قطر والشركة البريطانية شركة البرق واللاسلكي وذلك بتاريخ 11/‏‏1/‏‏1951 م، وقد التزمت الشركة ذاتها لحاكم قطر بموجب اتفاق سنة 1951 بتزويده بهاتف واحد مجاني لاستخدامه الشخصي وبنقل برقياته مجانا لحد ألف كلمة سنويا. وتم تعديل الاتفاقية المبرمة بتاريخ 29/‏‏6/‏‏1972 م، بين مرفق هاتف قطر الوطني وحكومة قطر وشركة البرق واللاسلكي المحدودة. مرفق هاتف قطر أسست في بداية السبعينيات شركة مرفق هاتف قطر الوطني وتختص بالمكالمات المحلية، وتختص شركة البرق واللاسلكي المحدودة بالمكالمات الخارجية والبرقيات والتلكس، وكذلك الإشراف على كل ما يتعلق بالاتصالات في قطر حتى أجهزة الاتصالات التي كانت في مراكز الشرطة القطرية في كل أنحاء قطر في تلك الفترة، وكانت هناك نسبة لمرفق هاتف قطر الوطني ونسبة لشركة البرق واللاسلكي المحدودة المشرفة على تشغيل الاتصالات. صدور قانون إنشاء المؤسسة القطرية للاتصالات تم إخطار شركة البرق واللاسلكي المحدودة البريطانية بإنهاء امتياز وتشغيل الاتصالات بدولة قطر، وكذلك إنهاء اتفاقية مرفق هاتف قطر الوطني، وتم إنشاء المؤسسة القطرية للاتصالات السلكية واللاسلكية بقانون رقم (3) لسنة 1987 م، بتاريخ 23 مايو 1987م، وكانت هذه انطلاقة جديدة في عالم الاتصالات، وطبقا لأحكام القانون رقم (21) لسنة 1998 م، فقد تم تحويل المؤسسة القطرية للاتصالات السلكية واللاسلكية إلى شركة مساهمة قطرية تحت مسمى اتصالات قطر (كيوتل). وأذكر تم في عام 1985 افتتاح المحطة الأرضية للاتصالات الفضائية، وذلك في منطقة مكينس تحت رعاية الأمير الأب صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في تلك الفترة، وقام سعادة وزير المواصلات عبدالله بن ناصر السويدي بافتتاح المحطة التي كانت إضافة كبيرة للاتصالات. قطر أول دولة خليجية أدخلت نظام الجوال قطر دائماً سباقة في عالم الاتصالات، ونجحت في أن تكون أول دولة خليجية تطرح خدمة الهاتف الجوال وذلك في عام 1994 م، الذي سهل مهمة الاتصالات وأحدث ثورة تكنولوجية، وبعد ذلك دخلت خدمة ( G.S.M) جي.اس. ام، في بقية دول الخليج العربي، كنا في الشركة حريصين على خدمة عملائنا وتقديم الأفضل لهم، وكنا نواكب دائماً التطوير في عالم ثورة الاتصالات، كما أذكر دخل جهاز النداء الآلي (البليب) إلى الخدمة في قطر في 16 نوفمبر من عام 1991 وكان الجمهور يقبل على هذه الخدمة لدرجة كان الازدحام في مكاتب الشركة كبيراً، ومع التطوير ادخل نظام الكيبل فيجن لخدمة العملاء، وأذكر في الثمانينيات كان قد أدخل في قطر نظام هواتف السيارات الذي أحدث ضجة كبيرة في تلك الفترة وكان سعره مرتفعا جداً وقيمته حوالي (36000) ألف ريال قطري، كان تابعا لإدارة المواصلات ثم حول بعد ذلك على كيوتل وقد ألغيت خدمة هاتف السيارات وذلك بعد ظهور خدمة الهاتف الجوال الذي أحدث ثورة تكنولوجية في عالم الاتصالات في يونيو من عام 1996 دخل الانترنت إلى دولة قطر، وفي عام 2007 اطلقت خدمات التلفزيون عبر الإنترنت، وفي عام 2012 اطلقت أوريدو شبكة الألياف الضوئية. صالح المهندي أول مدير قطري في كيوتل أذكر بعد أن استلمت شركة ( كيوتل) المهمة، عيّن أول مدير قطري للشركة هو سعادة صالح بن محمد أبو داود المهندي، ثم الشيخ حسن بن خالد آل ثاني، وبعده السيد عزت محمد الرشيد، ثم سعادة محمد إسماعيل العمادي، وبعده حمد بن عبدالله العطية، ود. ناصر معرفية. رغم كثرة المغريات لكن لم أنتقل من الشركة رغم كثرة المغريات وزيادة الراتب والمناصب في الحكومة، وانتقال زملائي للعمل في الحكومة، ورغم إلحاحهم الشديد عليّ للانتقال معهم، لكن تلك المغريات لم تثنيني على البقاء في الشركة مخلصاً ووفياً لها، ومع مرور الزمن تمت ترقيتي لعدة مناصب بداية من مقابلة الجمهور في الاستقبال ثم مع الخبرة أصبحت مدير إدارة الاستقبال، ثم مدير مراقبة الديون، ثم إدارة رقابة الديون ثم مدير إدارة تحصيل الديون، ولله الحمد والشكر لم أحتك بأي زميل أو أغضبه بل كان الجميع إخواني وأصدقائي وأكن لهم كل التقدير والاحترام، ورغم تقاعدي عن العمل ظل الجميع أوفياء لي.

4292

| 28 ديسمبر 2023

محليات alsharq
محبوب شعوب المونديال خالد البنعلي يفتح قلبه لمجلس الشرق: الرياضة نجحت في ما عجزت عنه السياسة

ضيف مجلس الشرق السيد خالد بن عبدالله البنعلي محبوب شعوب المونديال خريج أمريكا ومتخصص في الحاسب الآلي، لاعب كرة طائرة في منتخب قطر ونادي السد، برزت شهرته أثناء إقامة مونديال قطر 2022، حيث قام بمبادرته الخاصة عندما فتح مجالسه في بيته، واستضاف القادمين من خارج قطر ومن مختلف الدول، وقدم لهم واجب الضيافة على حسابه الخاص مساهمة منه في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي الهام، وقد نجحت قطر في تنظيم أفضل مونديال في العالم بشهادة الجميع، وكان للمواطنين دور كبير في المساهمة في إنجاح الحدث، وكانت المجالس القطرية لها دور كبير في المساهمة لإنجاح هذه التظاهرة العالمية وكانت التغطية العالمية في وسائل الاعلام المختلفة لهذه المجالس وأصبح خالد البنعلي من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد مرور سنة كاملة على استضافة البطولة وتزامناً مع اليوم الوطني 18 ديسمبر زار (مجلس الشرق) مجلس خالد البنعلي القريب من استاد خليفة وحضر مناسبة ذكرى اليوم الوطني ومرور عام على استضافة هذا الحدث بحضور عدد من السفراء وكبار الشخصيات والرياضيين والجالية المغربية والكورية وعدد من رواد المجلس، أبحرنا في ذاكرته وكان هذا اللقاء.. ولدت في مدينة الدوحة عام 1970، ودرست في مدارس قطر في جميع المراحل، ثم بعد التخرج من الثانوية عام 1992 تم إيفادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مدينة دينفر بولاية كلورادو، وهناك في الجامعة درست تخصص الحاسب الآلي الذي استهواني في تلك الفترة، وحققت أمنية العائلة وهو التخرج من الجامعة وفي تخصص جديد كان العالم متجها له، وبصراحة كنت عملت عدة برامج، وأول برنامج وبصفتي سداويا قمت بعمل الموقع الرسمي لنادي السد، وسلمته للسيد / خليفة خميس، ولكن المشروع لم ير النور ولم أعرف السبب حتى الآن. قصة فتح المجلس للجمهور جاءت الفكرة بعد انطلاق حفل افتتاح البطولة على استاد البيت بمدينة الخور، وبخاصة عندما تحدث صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عن الاستضافة وأن الشعب القطري جزء من هذه الاستضافة وقد استلهمت من خطاب سموه الدور الكبير الذي يقع على المواطنين القطريين خاصة أن ضيوف سمو الأمير هم ضيوفنا، ونظراً لكثرة الجماهير وحضور شعوب العالم إلى قطر، فكرت في المساهمة في فتح مجالسي، ثم أضفت خيمة كبيرة، وكذلك قمت بعمل (بيت) من الشعر الذي يشابه استاد البيت، وهو يعبّر عن التراث القطري وعن كرم الضيافة واستقبال الضيوف والترحاب بهم، ووضعت شاشات عملاقة في كل مجلس لدينا أربعة مجالس ثم جهزت ما يحتاجه الجمهور كما قمت بعمل جلسات جميلة للضيوف، وقمت ببناء مرافق صحية، وتم تزيين المدخل بوضع أعلام جميع الدول المشاركة. الهدف التعريف بعاداتنا وتقاليدنا كان الهدف الرئيسي لنا هو التعريف بالعادات والتقاليد القطرية وترحيب الشعب القطري ببقية شعوب العالم لأننا شعب يحب السلام ويتمنى الخير لكل الشعوب، ولا ننسى تلك الهجمة والحملة العالمية الشرسة التي شنت على قطر في جميع وسائل الإعلام ووصفونا بالإرهاب والتعجرف وأننا شعب متكبر لا يرحب بالآخرين وذلك للتشويه على إقامة المونديال في بلد عربي إسلامي، وكان لابد لنا من توضيح كافة الأمور لهم وتعريفهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تم استقاؤها من وسائل الاعلام العالمية ووكالات العلاقات العامة العالمية التي تشوه صورة قطر، وقد حققنا الهدف بتصرفاتنا وبأخلاقنا وشرحنا لهم كافة الامور. تفاجأت بالأعداد الكبيرة من الجماهير بصراحة لقد تفاجأت بالإقبال الكبير على مجالسنا من كافة شعوب العالم ويتراوح العدد يوميا بين (280- حتى – 300) شخص، وكان السبب هو نشر خبر وتصوير المجلس عبر سناب شات المذيع خالد جاسم الذي كان له دور كبير بالتعريف بالمكان ثم جاء بعض المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي وتم نقل صورة واضحة عن المجلس، وبدأ إقبال الجماهير من الساعة الثالثة ظهرا وحتى الحادية عشرة مساء، وكنا نقدم لهم واجب الضيافة القطري ( الفاله) وبعض الفطائر والمكسرات وغيرها من الأمور، وفي الليل نقدم لهم وجبة عشاء كاملة، ثم بدأنا كل يوم في التنوّع في تقديم الوجبات والفواكه والمياه والعصير بالمجان للجميع لدرجة أننا جلبنا المطاعم للمجلس لتقديم الوجبات على الطبيعة، وكانوا سعداء بتلك اللفتة. وسائل الإعلام العالمية سلّطت الضوء على المجلس سلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على المجلس وعلى الحاضرين من جميع شعوب العالم وأجرت معهم اللقاءات حول ما يقدمه المجلس وعن كرم الشعب القطري ومدى نجاح قطر في الاستضافة، وقد أجرت اللقاءات من الخيمة مباشرة إلى قنواتهم الفضائية ومن أهم القنوات CNN، وBBC وقنوات من الأرجنتين والبرازيل وأمريكا وكافة دول أمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية وقناة الفيفا التي كانت متواجدة عندنا تصوّر الأحداث، وعملت فيلما خاصا بتوثيق المونديال وكنا جزءاً من الحدث في هذا الفيلم الوثائقي، وكذلك بعض القنوات العربية والتلفزيون الكوري، وبعض قنوات الدول الآسيوية. التهافت من كل مكان من ميزة المجلس التهافت عليه من قبل شعوب العالم من كل مكان وكان أكثر المتواجدين من الجمهور الأرجنتيني والمغربي والكوري والبرازيلي ومن البيرو وغيره من مختلف الجنسيات، وكان التشجيع وقت المباراة مميّزاً حيث تشعر وكأنك وسط الجماهير في الملعب وكانت الطبول تقرع والموسيقى تعزف والكل فرحان بفوز فريقه، أجواء جميلة وخيالية في مجالسنا وكذلك في بيت الشعر والخيمة والمجالس. كنا نتحاور معهم لتغيير الصورة من مميزات المجلس كنا نتحاور مع الشعوب بان العرب هم دعاة سلام ويرحبون بالضيوف وليس كما يصفنا الغرب بالإرهابيين، وكنا نعلمهم على عادات وآداب المجلس وكيفية السلام على الموجودين واحترام الكبير، وكذلك عدم التدخين في المجلس، وطرق عديدة تتعلق بالعادات والتقاليد، وقد غيّرنا الصورة السيئة لديهم عن العرب عامة والقطريين خاصة. مشجع من البيرو طلب مني (مله) قطرية أثناء تواجد المشجعين في المجلس كانوا منبهرين بعاداتنا وتقاليدنا وطريقة ضيافتنا وتواصلنا الاجتماعي، وأذكر أحد مشجعي بيرو من أمريكا اللاتينية طلب مني (مله) قطرية مزخرفة من التراث وذلك لتقديمها لزوجته في البيرو، ووفرت له طلبه وكان سعيداً واتصل بزوجته وشاهدت الهدية وكانت مسرورة وفرحة بهذه الهدية. قصة عيد ميلاد مذيع أرجنتيني أما قصة عيد ميلاد مذيع النشرة الرياضية الأرجنتيني كارلوس اخوان فاليجو، فقد كان متواجداً معنا في المجلس، وقد اتصل بوالدته في بلاده متأثرا لأنه لم يحتفل معها بعيد الميلاد، وعندما سمعت بالخبر جهزت له كيكة عيد الميلاد وكتبت اسمه، واحتفلنا معه في مجلسنا بحضور المشجعين بالمناسبة وقد كان سعيداً جداً، واتصل بوالدته وأخبرها وكانت ترى الاحتفال مباشرة وسعدت وقدمت لنا الشكر على هذه البادرة. دفعت تذاكر سفر الدراجين أذكر أنه زارني في المجلس مجموعة من الدراجين الأرجنتينيين الذين حضروا بدراجاتهم النارية وذلك لتشجيع منتخبهم، واستقبلتهم بترحاب وطلبوا منى استضافتهم في المجلس والإقامة في ما تبقى من أيام البطولة حيث نفدت المبالغ المخصصة للإقامة وليس لديهم مبالغ تكفيهم حتى المباراة النهائية التي كان منتخب الأرجنتين طرفاً فيها، ولبيت طلبهم، كما قمت بدفع تذاكر سفر لهم لعودتهم إلى بلادهم الأرجنتين مساهمة مني في ذلك وتكملة فرحتهم بالفوز باللقب. مذاق وطعم البلاليط لا يمكن مقاومته كما حضر مشجع من أمريكا اللاتينية وتذوق وأكل الأكلة الشعبية المعروفة ( البلاليط ) واستطعمها وأصبح مدمنا على تناولها يومياً، لدرجة أنه يتحدث معي هذه الأيام، ويقول له جهز لي بلاليط وأنا قادم للدوحة لزيارتكم، وأشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة يا أهل قطر الكرام. المشجع الإنجليزي استغرب من مجانية كل شيء ومن الذكريات العديدة والمتنوعة كان أحد المشجعين الانجليزيين واسمه فرانك مر بجوار المجلس متوجها إلى استاد خليفة، ونظراً لشدة الحرارة في ذلك اليوم قدمنا مياها لجميع الذين يمرون بجوار مجلسنا، وتمت دعوته إلى الدخول إلى المجلس لتناول وجبة وبعض الأطعمة، وعندما دخل وتذوق الطعام بهره المجلس وسأل عن سعر الوجبة التي تناولها وأخبرناه أنها بالمجان للجميع، استغرب قائلا: كانت تعطى لنا محاضرات تركز على تشويه صورة قطر وأوهمونا بأن البطولة لن تقام وأن الشعب القطري لن يستقبلنا وأنتم عنصريون، ولكن وجدت عكس ذلك وكان الترحيب خاصا بالجميع، وأشكر الشعب القطري على كرم الضيافة، هذا وقد تم تغيير الصورة السيئة التي في ذهنهم عن العرب والقطريين بالذات باننا شعب مغرور وإرهابيون، ووجد عكس ما كان الاعلام الغربي يروج له من تشويه الصورة الحقيقية عن العرب والمسلمين. وسائل الإعلام العالمية روجت للمجلس بصراحة كان المذيع خالد جاسم هو أول من قام بالترويج للمجلس على السناب شات ثم تبعه بعض المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم توافدت علينا القنوات الفضائية العالمية وأصبحت تبث من المجلس إلى الدول المختلفة، ولي عتاب على قنواتنا القطرية التي لم تأت للتغطية إلا متأخرة في الوقت الضايع، وكان عليها أن تنقل ما يحدث من عمل كبير في المجالس القطرية التي فتحت أبوابها للمشجعين ووفرت كل الإمكانيات على حسابها الخاص مساهمة في إنجاح هذه التظاهرة العالمية، كما نعتب على لجنة المشاريع والإرث لأنها لم تقدم للمجالس القطرية شهادة تقدير تكون لمسة وفاء لهم. حكاية المشجعين المغاربة العالقين !! جاءني ظهرا مندوب من الجالية المغربية وتحدث معي أن لديهم الكثير من المشجعين المغاربة العالقين بسبب عدم توفير أماكن لهم من قبل المتعهد، وطلب مني توفير مكان لهم وقد رحبت بالضيوف وجاءتني ثلاث حافلات محملة بالجماهير والعوائل، فجلسوا عندي في مجالسي وكذلك الخيمة الكبيرة، وبيت الشعر الذي خصصناه للسيدات والأطفال وشاهدوا مباراة المغرب، وقدمت لهم واجب الضيافة وكذلك قدمت للجميع وجبة عشاء وقد شكروني على واجب الضيافة وشكروا أهل قطر على احتضانهم وغادرونا بعد المباراة. اقتراح بفتح مجالس في عدة مناطق وبعد نجاح مبادرتنا ومبادرات أخرى في مجالس أهل قطر في الاحتفاء بالضيوف والترحيب بهم في مجالسنا الخاصة وهذه هي عادات وتقاليد أهل قطر، وبما أن هناك رؤية 2030 ورؤية 2050 فإنه يجب الاعداد ووضع خطط من الآن للمناسبات القادمة، وقد أصبحت لديّ خبرة في مثل هذه الأمور فإنني أقترح على المسؤولين خلال الأحداث القادمة سواء رياضية أوغيرها من المؤتمرات، إنشاء عدة مجالس ولتكون ثلاثة في مناطق مختلفة من الدولة تكون معروفة تستقبل ضيوف قطر الرسميين والشعبيين والسياح وتقديم نبذة عن العادات والتقاليد في قطر وتقديمها في المجالس وأقترح ان تكون تحت إشراف مؤسسة خاصة تابعة للمكتب الهندسي الخاص بالديوان الأميري، وأيضاً أن يكون هناك دور لوزارة السياحة في هذه المجالس. تكريم من مجلس السياحة العالمي اتصل بي مجلس هيئة السياحة العالمي من مدريد، وأشادوا بما قدمته من جهود في استقبال الجماهير العالمية وأطلقوا عليّ محبوب الشعوب لأنني وجدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ترحيبا وإشادة وشكرا، وأعتبر هذا وساما على صدري، وعندما فتحت لي حساب في الأنستغرام وجدت متابعين زادوا عن المليون ومائة ألف متابع فقط منذ كأس العالم، ومازالوا يتصلون بي وسيقومون بزيارة قطر لمشاهدة معجزة كيف استضافت كأس العالم، لأن قطر أصبحت لها مكانة وسمعة عالمية، وقد استلمت الهدية من هيئة السياحة القطرية فشكراً لهم. محمد المانع يشيد بالدور الكبير لمجلس خالد البنعلي أشاد سعادة محمد بن يوسف المانع عضو مجلس الشورى والنائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس الاتحاد القطري والاتحادين الآسيوي والعربي لرفع الأثقال، بالمبادرة الطيبة والدور الكبير الذي قام به مجلس خالد بن عبدالله البنعلي خلال استضافة مونديال قطر 2022، قائلا: اللسان يعجز عن الثناء وعن الشكر على الدور الكبير الذي قام به، وقد أثلج صدورنا على هذه البادرة الوطنية الطيبة والتي ترمز إلى تعاون وتكاتف أهل قطر في مثل هذه المناسبات العالمية، وهي ليست بغريبة عليه حيث كان مجلسه مفتوحاً لاستقبال جماهير العالم من كافة الشعوب والتعرّف على عادات وتقاليد قطر ومسح الصورة المغلوطة عن قطر، ونجح في تجميع كافة الشعوب بمكان واحد في مجالسه وفي بيت الشعر الذي يعبّر عن التراث القطري، وكذلك الخيمة الكبيرة التي بها شاشة عملاقة، وتوفير طلبات الضيافة وتقديم وجبات يومياً وعلى حسابه الخاص، وهذا دليل على حب أهل قطر لوطنهم والمساهمة في رفعة الوطن الغالي، كما أنه لم يجلس بل يرحب بالجميع بنفسه ويخدمهم، وهذا دليل على تواضعه، وكما يقال خادم القوم سيدهم، كما تجد في مجلسه أطياف المجتمع، السفير والمدير وكبار الشخصيات والإنسان العادي وحتى الجاليات المختلفة وأطفالهم وأسرهم، كلهم سعداء ويشكرون خالد البنعلي على فتح مجلسه يوميا ومساهمته في مختلف المناسبات.

4314

| 21 ديسمبر 2023

محليات alsharq
السفير إبراهيم المغيصيب يفتح قلبه لمجلس الشرق "2-2": أولى مهامي الدبلوماسية كانت في موريتانيا

نواصل الجزء الثاني من الحوار مع ضيف مجلس الشرق سعادة السفير إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالقادر المغيصيب، وقد خصصناه للحديث عن مشواره وذكرياته في المجال الدبلوماسي، كما نتطرق إلى دراسته في أمريكا وتخرجه في مجال العلوم السياسية، وعمله في وزارة الخارجية وتنقله في عدة مناصب دبلوماسية، حتى تولى منصب سفير قطر في إيران والفلبين، وقد حصل خلال مسيرته الدبلوماسية على أوسمة ونياشين. مجلس الشرق زاره في مجلس والده في منطقة الدحيل، وأبحرنا في ذاكرته وغصنا في أعماقها واستخرجنا منها ذكريات الزمن الجميل في الرياضة والدبلوماسية. درست في مدرسة الدوحة الثانوية في رأس أبوعبود، وقد بذلت قصارى جهدي من أجل التسلّح بالعلم والمعرفة والحصول على درجات علمية تؤهلني للابتعاث للدراسة في أمريكا، وتحقق حلمي وحصلت على المركز الرابع بين الطلاب القطريين والمجموع يؤهلني للابتعاث لخارج قطر كان ذلك عام 1978م، وقد رشحوني للدراسة في الأردن، ولكنني طلبت أمريكا لأن مجموع درجاتي يؤهلني، ثم في عام 1978 حولوني إلى أمريكا للدراسة هناك لأنها كانت حلمي وطموحي أن أدرس هناك وأكتسب اللغة الإنجليزية بالإضافة للتطور الكبير في العلم وشتى مناحي الحياة، وقد كان أخي الكبير عبدالله (رحمه الله) يدرس هناك، وكذلك زميلي علي الفردان لذلك فضلت الدراسة في أمريكا. من الدوحة إلى ولاية أوريغون الأمريكية بعد التخرج من الثانوية توجهت للدراسة في مدينة بورتلاند – أكبر مدن ولاية أوريغون الأمريكية وتخصصت في العلوم السياسية، وذلك في عام 1978م، وقد أمضيت أربع سنوات هناك لم يكن الطريق سهلا أو مفروشاً بالورود كما يعتقد البعض بل صعب جداً والطريق ممتلئ بالأشواك، ولكن بالتصميم والإرادة والعزيمة القوية، وزعت وقتي وقضيت أغلب فتراتي سواء بالليل والنهار في الدراسة وكنت شغوفاً بتعليم اللغة الإنجليزية وبعد أن أنهيتها دخلت الجامعة وبذلت مجهودا كبيرا من أجل التحصيل العلمي، وكانت أياما جميلة وممتعة، لأنك ترى التطور في كل مكان، وقد لعبت هناك مباريات مع فرق الجامعة، ومع زملائي القطريين والعرب، وقد استثمرت وقتي من أجل تحقيق حلمي وطموحي وعكفت على الدراسة والاستفادة من العلوم السياسية والبحث في مكتبات الجامعة عن المراجع والبحث، وقد وفقني الله وأنهيت دراستي الجامعية في أغسطس من عام 1981م، تخصص علوم سياسية من جامعة بورتلاند في ولاية أوريغون. عُينت في وزارة الخارجية بعد التخرج ذهبنا إلى وزارة التربية والتعليم، والتي حولتنا بدورها إلى وزارة الخارجية، قدمنا أوراقنا وشهادتنا والمطلوب من أجل التعيين، وجلسنا بانتظار التعيين والتوقيع على الشروط الخاصة للعمل كدبلوماسيين للخارج، ووقعنا على تعهد مشروط وهو العمل كدبلوماسيين في خارج قطر، لأن الدولة تحتاج لذلك، توكلنا على الله ووقعنا على الأوراق المطلوبة والشروط، من أجل مصلحة الوطن الكل يهون، وبدأنا عملنا في وزارة الخارجية بهمة ونشاط من أجل إثبات وجودنا خاصة أننا موظفون جدد ولدينا حماس وطاقة ونحتاج لإفراغها في العمل الدبلوماسي، وقد حققنا هدفنا بعد أن استفدنا من خبرة من سبقونا في العمل. أول مهمة دبلوماسية ترشيحي لموريتانيا وقد كانت أول مهمة دبلوماسية أسندت لي تعييني كدبلوماسي قائم بالأعمال في سفارة قطر بموريتانيا وعاصمتها نواكشوط، وذلك في عام 1981م، ولم يكن هناك سفير خاصة بعد انتقال المرحوم سعادة السفير سلطان الجابر للدوحة، كانت الحياة في نواكشوط بالفعل صعبة جداً وحياتهم بدائية ولكن تأقلمت معهم، والبلد جميل بطبيعته وسحر بحره، حيث يقع على المحيط الأطلنطي، وأهلها طيبون، وبها نهضة تعليمية حيث يكثر المثقفون من الأدباء والشعراء ويطلق عليها بلد (المليون شاعر)، وكل منطقة في موريتانيا تختلف عن الأخرى بطبيعتها وحتى عاداتها، خلال فترة وجودي كونت علاقات طيبة مع أطياف المجتمع الموريتاني المثقف، وانخرطت في العمل بهمة ونشاط، وأثبتنا أن قطر تحتضن الجميع وتقدم المساعدات للأشقاء من منطلق حرصها على اللحمة العربية والإسلامية، كما أن قطر قدمت مساعدات إلى موريتانيا ومن أهمها بناء مبنى خاص لمحطة الإذاعة والتلفزيون الموريتاني، وأمدتهم بما يحتاجونه من معدات وأجهزة خاصة بالإذاعة والتلفزيون، وهذا ترك أثراً طيباً لدى المجتمع الموريتاني، قضيت في موريتانيا حوالي (2) سنتين حتى عام 1983، كانت حافلة بالعطاء ونجحت في الاختبار الأول في أصعب بلد كما يعتبره الدبلوماسيون. تدربت في الأمم المتحدة أذكر في عام 1983 التحقت في دورة للتدريب في الأمم المتحدة، وكان وقتها سعادة جاسم جمال مندوب قطر في الأمم المتحدة، وقد استقبلنا بترحاب واستفدنا من خبرته وحنكته الدبلوماسية، واستفدنا كذلك من علمه وكان يحرص على تعليمنا ما نحتاجه كدبلوماسيين، وقد قضيت فترة حوالي ثلاثة أشهر هناك في أروقة الأمم المتحدة، أحضر الاجتماعات، وكنت عضوا في لجنة (تصفية الاستعمار) وأدون كل صغيرة وكبيرة، كما شاركت في عدة لجان بالاضافة إلى سماع الأخبار وتدوينها، وبصراحة استفدنا كثيراً من هذه الدورة التي وسعت مداركنا الدبلوماسية، وأذكر كان في نهاية كل أسبوع لدينا اجتماع خاص مع سعادة السفير جاسم جمال نستعرض من خلاله ما تعلمناه ومدى استفادتنا خلال فترة وجودنا في الأمم المتحدة. قضيت في مصر خمس سنوات بعد أن قضيت سنتين في موريتانيا وثلاثة أشهر في الأمم المتحدة، كانت محطتي الثانية هي نقلي للعمل كدبلوماسي بوظيفة سكرتير ثان في جمهورية مصر العربية عام 1984، والتي أعرفها جيداً بسبب زياراتي المتعددة لها قبل دراستي الجامعية في أمريكا، وتربطني علاقات جيدة مع كثير من أفراد المجتمع المصري، وكما تعرف أن مصر لها مكانتها وثقلها ووزنها وأهميتها في العالم العربي، وبها تقع جامعة الدول العربية، وفيها نشاطات كثيرة ومتعددة، وقد استفدت منها واكتسبت خبرة ودراية في مجال العمل الدبلوماسي وقد بذلت قصارى جهدي لأجعل لي بصمة دبلوماسية في مصر العربية، وانتقلت من القاهرة في عام 1989م. في فرنسا زادت خبرتي في عام 1990 انتقلت للعمل بوظيفة دبلوماسي سكرتير أول في السفارة القطرية في باريس عاصمة فرنسا، واستمررت في العمل حتى عام 1994م، وكان يومها سعادة السفير عبدالرحمن العطية، ومعه مجموعة من الدبلوماسيين الأفاضل، الذين كانوا يعملون بهمة ونشاط وذلك لإبراز نشاط الدبلوماسية القطرية، وقد استفدنا من خبرتهم، وقد قضيت هناك (4) سنوات كانت حافلة بالعطاء خاصة أن العاصمة الفرنسية بها نشاطات دبلوماسية عديدة ولها أهمية وثقل في القارة الأوروبية، وقد استفدت كثيراً من تجربتي في العمل بفرنسا، خاصة أنني ذهبت هناك أثناء الغزو العراقي على الكويت واحتلالها، وقد شاهدت بعض الكويتيين عندما كانوا هناك في باريس، كانت فترة عصيبة على أهل الخليج والعرب ولكن بفضل الجهود الخليجية والدبلوماسية تم تحرير الكويت وعودة أهلها. ساهمت في تأسيس سفارة في الفلبين وقع عليّ الاختيار وتم إيفادي إلى الفلبين، وذلك من أجل تأسيس سفارة لدولة قطر، وبصراحة كنت أول دبلوماسي قطري قائم بالأعمال مكثت خلال الفترة منذ عام 1994 حتى عام 1997 قمت خلالها بالمساهمة في تأسيس وتجهيز مبنى السفارة، حيث تم اختيار المقر الخاص بالسفارة وقد قمت بتأثيثه وتجهيزه، كما رتبت جميع الأمور، وعينت بعض الموظفين للعمل بالسفارة القطرية وهيأت جميع الظروف للسفير القادم واستأجرت السكن الخاص بمنزل السفير، حتى جاء سعادة السفير صالح إبراهيم الكواري ووجد كل شيء جاهزاً ومرتباً، وبعده عدت أنا للدوحة كدبلوماسي للعمل في وزارة الخارجية. نجاح كبير لدور قطر في احتضان المؤتمر الاقتصادي كما عملت مدير مكتب المنسق العام للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في قطر وذلك في عام 2000م، وقد بذلنا مجهوداً كبيراً في الإعداد والترتيب والتجهيز لهذا الحدث الاقتصادي العالمي الذي حظي بمشاركة عدد كبير من الدول من شتى بقاع العالم، وكانت الأنظار العالمية في تلك الفترة متجهة صوب دولة قطر التي يعقد فيها هذا المؤتمر، وقد حظي المؤتمر بتغطية إعلامية عالمية كبيرة وأشادت بالتنظيم الرائع، وقد حققت قطر نجاحاً كبيراً في استضافة هذا المؤتمر الاقتصادي العالمي على أرض الدوحة ، كما ساهمت في العمل للإعداد والتجهيز للمؤتمر الإسلامي التاسع الذي عقد في الدوحة واستضافته قطر خلال الفترة من (12 – 14) نوفمبر عام 2000، وعملت فيه مساعداً لمدير مكتب المنسق العام للمؤتمر الاسلامي التاسع في الدوحة. عينت قنصلا عاما في جدة بعد عودتي إلى الدوحة والمشاركة في المؤتمر الاسلامي والاقتصادي، تم ترشيحي للعمل في القنصلية القطرية في جدة وعملت فيها لمدة أربع سنوات وذلك خلال الفترة (2001 – 2004)، ومدينة جدة تقع على ساحل البحر الأحمر ولها أهمية كبيرة، وهي الشريان الاقتصادي بالسعودية، حيث يتركز العمل الاقتصادي لأن جدة مدينة اقتصادية ويقع بها ميناء هام وهي مدينة سياحية، وبها مطار كبير لاستيعاب أعداد الحجاج المسلمين القادمين لأداء فريضة الحج والعمرة، وكذلك تكمن أهميتها في ذهاب القطريين لأداء شعائر الحج والعمرة، وتركز القنصلية على الاهتمام بالحجاج والمعتمرين القطريين، وتسهيل الإجراءات وقدومهم للسعودية. أول مرة أقدم أوراق اعتمادي كسفير قطر في الفلبين في الفلبين لأول مرة أقدم أوراق اعتمادي كسفير قطر لدى الفلبين هذه الدولة التي تهتم بتصدير العمالة إلى قطر ولها علاقات تجارية، كان ذلك عام 2004، وكنت سعيداً جداً لأنه بعد عمل سنوات طويلة وغربة والعمل في أجواء مختلفة يتم تكليفي بمهام السفير، ولكن في نفس الوقت كنت خائقاً بسبب المسؤولية والأمانة لأن مهمة السفير صعبة جداً وليست سهلة كما يعتقد البعض لأنك تمثل دولة ولا تمثل نفسك، لقد كنت أعرف الفلبين جيداً، لأنني ساهمت في تأسيس السفارة، وقد استلمت العمل بها بعد انتقال سعادة السفير صالح بن إبراهيم الكواري (رحمه الله) إلى إيران ليكون سفير قطر لدى جمهورية إيران الإسلامية، لقد كانت المهمة صعبة وقد حققت نجاحاً كبيراً، وساهمت قطر في تحقيق السلم والأمن في الفلبين وذلك بسبب السياسة الحكيمة والدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها دولة قطر، وخلال وجودي سفيراً ساهمت كذلك في زيادة عدد العمالة الفلبينية في قطر، وكنت حريصاً دائماً على إبراز اسم قطر في كل مكان، لقد قضيت أياماً حلوة وسعيدة وعامرة بالعطاء، كما أن الفلبين منحتني وساما؛ تقديراً لخدماتي التي قضيتها خلال فترة وجودي كسفير لدولة قطر، وغادرت الفلبين في عام 2007. عملت في الإدارة الأوروبية الأمريكية بعد العودة من الفلبين تم تكليفي كقائم بمهام مدير الإدارة الأوروبية والأمريكية بوزارة الخارجية خلال الفترة من عام 2007 حتى عام 2009، وقد بذلنا جهوداً كبيرة مع زملائي في الإدارة خاصة أنها تعتبر من الإدارات الهامة والتي تحتاج إلى جهود كبيرة ومضنية، وفكر دبلوماسي ومتابعة يومية وتقارير، حيث إنها تعتبر من أهم إدارات وزارة الخارجية ولهما ثقل ووزن كبير خاصة أنك تتعامل مع أكبر الدول العالمية في أمريكا وأوروبا، وقد كانت فترة جميلة ومفيدة في هذه الإدارة الهامة، حيث كان العمل كبيراً وهاماً ومتنوعاً، وقد وضعت لي بصمة في هذه الإدارة الهامة. آخر مهمة لي كسفير لقد عينت في عام 2009 سفيرا لدولة قطر لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه هي البلد الثاني الذي أعين فيه كسفير، وقد بذلت جهداً كبيراً في تكوين علاقات قوية مع المسؤولين الإيرانيين، وقمت بأداء عملي على أكمل وجه، وتعتبر إيران منطقة مهمة لدول العالم والشرق الأوسط ودول الخليج، خاصة أنه تربطنا بالأشقاء علاقات وطيدة ومميزة، كما أن لنا علاقات تجارية مع إيران، وقد أنجزنا أمورا كثيرة في مجال الأمن والسلم الدولي، وانتهت مهمتي كسفير في إيران عام 2013. لم أوفق في انتخابات الشورى دخلت تجربة الترشيح لانتخابي كعضو لمجلس الشورى عن الدائرة رقم (13) منطقة النجادة، وذلك في أول تجربة وعرس ديمقراطي في مجلس الشورى، وترشح عن نفس المنطقة عدة مرشحين من آل محمود، والمانع، والحمر والمغيصيب، وكنت منافساً معهم، بذلت قصارى جهدي في المرور على مجالس الناخبين عن منطقتنا وشرحت لهم برنامجي الانتخابي الذي ركزت فيه على الاهتمام بالمواطن والتعليم والصحة والمرأة والشباب وملف المتقاعدين والقضاء على الفساد، ولكن في اليوم المحدد للانتخاب لم أوفق في ترشيحي عن منطقة النجادة، ونجح المرشح محمد بن يوسف المانع ليصبح عضواً عن هذه الدائرة رقم (13) وقد هنأته على الفوز، وأتمنى له من كل قلبي التوفيق والنجاح وخدمة المواطن القطري. في الختام أشكركم على هذا اللقاء واهتمامكم بالشخصيات التي قدمت خدمات لدولتنا الغالية قطر، وأتمنى لجريدة الشرق الغراء كل تقدم ونجاح.

1972

| 07 ديسمبر 2023

محليات alsharq
السفير إبراهيم المغيصيب يفتح قلبه لـ الشرق "1-2": الرميحي اكتشف موهبتي.. وكابتلو اختارني للعب في الدفاع

ضيفنا في مجلس الشرق سعادة السفير إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالقادر المغيصيب الرياضي والدبلوماسي الناجح، صاحب العطاء في مجال الرياضة، والذي انطلق فيها بسرعة الصاروخ وتألق ولعب مع الفريق الأول بالنادي الأهلي والمنتخبين الوطني والعسكري، ولكنه لم يكمل مشواره بسبب الإصابة التي أبعدته مبكراً عن كرة القدم، ولولا هذه الإصابة لكان له شأن كبير في الرياضة، وفي الدبلوماسية نجح في أداء عمله وتنقل في المناصب حتى وصل إلى منصب سفير، وأتقن في عمله ونجح بدبلوماسيته وساهم في إبراز وجه الدبلوماسية القطرية الناصع البياض وصاحبة المواقف في أصعب المجالات، في مجلس الأسرة بمنطقة الدحيل التقينا به وكان هذا الحوار الرياضي الدبلوماسي. ولادتي في النياده كانت ولادتي في فريج النياده وكان يسمى قديماً (وسيطه) بالقرب من مسجد (عبلان ) وذلك في عام 1959 م، وهو أحد أحياء مدينة الدوحة جنوب سوق واقف، وكانت المنطقة تعج بالحركة والنشاط والحيوية لقربها من مركز المدينة، ثم انتقلنا إلى فريج الأصمخ كنت أحب اللعب مع أقراني في الفريج وبعده انتقلنا للمنتزه واكتملت قصتي مع أولاد الفريج. نادي النجاح الأول في قطر كان والدي يحب الرياضة ومغرماً بها، وكانت هناك في الفريج عدة فرق يلعب فيها بعض المقيمين الذين يعملون في شركة النفط، وأيضاً العاملين في حكومة قطر، وقد اهتم بتأسيس نادي النجاح مجموعة من الشباب يدعمهم شيوخ من آل أحمد الذين يساهمون في دعم ميزانية نادي النجاح، ومعهم بعض المؤسسين في النادي، ويعتبر نادي النجاح أول نادٍ أسس في قطر عام 1950، ووالدي من المؤسسين للنادي، كما أنه ترأس مجلس إدارة النادي لفترة معينة، وكان مخلصاً ومحباً لنادي النجاح وشغوفاً بالرياضة وبكرة القدم خاصة، وظل مهتماً بشؤون نادي النجاح حتى اندمج مع النادي الأهلي ( الناشئين ) سابقاً وتغيّرت التسمية من النجاح إلى الأهلي وواصل معه مسيرة النجاح. بدايتي مع التعليم درست في أربع مدارس!! كنت شغوفا بالتعليم والاستفادة من علم المدرسين، وقد درست في عام 1965 الصف الأول والثاني إبتدائي في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية المشهورة في تلك الفترة، كما درست في مدرسة أبوبكر الصديق ثلاثة أشهر فقط ولعبت معهم مباراة، وأذكر كان يدرسنا الرياضة الكابتن عيسى نجم أحد نجوم نادي التحرير ومنتخب قطر، ثم انتقلت إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي ودرست هناك لمدة سنتين، وكانت هناك منافسة قوية بين مدرسة صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد في جميع الألعاب الرياضية، وعندما انتقلنا للمنتزه درست الصف الخامس والسادس إبتدائي في مدرسة عثمان بن عفان الإبتدائية في منطقة المنتزه، أذكر جاء والدي بسبب شكوى من مدرس العلوم الشرعية الذي ضربني وطردني من المدرسة بسبب شغب الطلاب وأنا معهم، وقابل المدير الاستاذ علي فرج الأنصاري وقال له اللحم لك ولي العظم ومنها والمدير علي فرج يضربني !!. أذكر في الصف السادس جاءنا الكابتن محمد غانم لاعب نادي الأهلي والمنتخب وكان يومها في دار المعلمين ودرسنا رياضة ولعبنا مباراة مع مدرسة الريان وكان يلعب معهم النجم القطري الذي يطلقون عليه الشيبه منصور مفتاح الذي سجل هدف الفوز، ومن محاسن الصدف إنني لعبت مع الكابتن محمد غانم ومنصور مفتاح في المنتخب الأول. قطر الإعدادية كانت وجهتي وبعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية انتقلت للدراسة في مدرسة قطر الاعدادية القريبة من مستشفى الولادة القديم المسمى (مستشفى حمده) وهي مدرسة جميلة وفيها خارطة العالم، وحديقة جميلة، وملعب كرة قدم جيد، وملاعب تحتية للكرة الطائرة والسلة واليد وبها مدرجات للجماهير وتقام عليها بطولة المدارس للمرحلة الاعدادية ـ وقد توسعت مداركنا وتفتحت أذهاننا، وكان الوالد حريصا على الدراسة وكتابة الوظائف والواجبات المدرسية، وكان يعطينا الوالد فرصة بعد أن نؤدي واجباتنا بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب للذهاب لممارسة هوايتنا المختلفة. التحدي بين الأسود والسلام !! شهدت منطقة النياده (النجادة) والأصمخ في فترة ستينيات القرن الماضي حراكاً رياضياً وثقافياً وتنافساً وتحدياً بين فريق الأسود والذي يترأسه عيسى هزاع وبين فريق السلام الذي يمتلك حوطة السلام التي تقام عليها المنافسات بين فرق الفرجان، وقد برزت منهم مواهب قطرية كثيرة في كرة القدم، وكنت ألعب مع فريق الأسود وكان التحدي بيننا كبيراً، وأنا تعلمت مبادئ الكرة ومهاراتها وفنونها من مباريات فرق الفرجان، كذلك عندما انتقلنا إلى منطقة المنتزه لعبت مع فرق الفرجان وكان معنا عيال مال لله عادل وإخوانه وعيسى عواد ومجموعة من رفقاء الدرب في المنتزه، وكنا ندفع اشتراكا للفريق وكان هناك من يرتب لنا المباريات، وإذا مافيه مباريات نلعب تقسيمة، وكانت أيام حلوة وجميلة وممتعة. اختاروني للعب ضمن منتخب المدارس للسلة كنت أمارس بعض الألعاب الرياضية، وألعب في مدرسة قطر الاعدادية والنادي كرة السلة، وأذكر كنت أتدرب في مدرسة صلاح الدين، ولفت إنتباه مدرب كرة السلة المصري محمد الرشيدي وإختارني للعب ضمن صفوف منتخب المدارس لكرة السلة، وتدربت معهم، وشاركت في الدورة المدرسية عام 1974م والتي أقيمت في بيروت العاصمة اللبنانية ولعبنا مباريات كرة السلة في منطقة الروشة على البحر وكنت مشاركا مع الفريق وألعب حسب الظروف، وبسبب عشقي لكرة القدم كنت دائماً مع لاعبي كرة القدم وليست السلة !!. خالد إبراهيم اكتشف موهبتي أذكر عندما كنت ألعب في المدرسة الإعدادية اكتشفني لاعب النجاح السابق والحكم الدولي ( خالد إبراهيم الرميحي ) رحمه الله، وأخبر والدي عن موهبتي، لم تكن لديّ النية للذهاب للعب مع النادي الذي ترأسه والدي قبل الاندماج نادي النجاح وعندما اندمجت الأندية القطرية عام 1972 تحول اسمه للأهلي، ولكن عندما فتح الوالد معي الموضوع كنت خائفا جداً ومرتبكا وسألني هل تلعب الكرة، قلت نعم ألعب كرة ولكن في المدرسة أو الفريج، قال لابد أن تذهب للنادي الأهلي وتلعب معهم لأننا كل العائلة والأسرة أهلاوية، وأعطانا الكابتن (بيومي عيسى) وكان يومها يدرب فريق الشباب، شنطة فيها ملابس رياضية وقال لابد من حضور التدريبات والتعرف على الشباب، وبالفعل تدربنا، ولعبت أول مباراة ضد فريق التعاون من مدينة الخور وفزنا (3/0) وتسببت في احتساب ركلة جزاء عندما عرقلني المرحوم خليفة أحمد الحميدي ومعه حمد عبدالوهاب، وكنت ألعب في خط الوسط. لم أنم الليل عندما علمت أن بيليه في الدوحة ! لم أذق طعم النوم في تلك الليلة التي تسبق المباراة وكنت كثير التفكير والحلم الذي أصبح حقيقة حيث سأرى أفضل لاعب في العالم ( الملك بيليه) يستعرض مهاراته وفنونه على أرض استاد الدوحة وسيلعب مع فريق سانتوس البرازيلي ضد نادي الأهلي القطري وذلك يوم الأربعاء بتاريخ 14/2/1973، ذهبنا قبل المباراة وسلمنا على لاعبي النادي الأهلي وتحفيزهم، وحضرنا المباراة الشهيرة وكانت المدرجات تغص بالجماهير منظر رائع وجميل ويسر الخاطر، وأذكر كانت الجماهير التي لم تدخل الملعب أكثر من اللي بداخله لأن الكل كان حريصاً على مشاهدة ملك الكرة بيليه الذي قدم فاصلا مهاريا نال إعجاب الجماهير ولكن الفرحة لم تتم حيث أعطى الحكم عاهد الشنطي إنذاراً إلى بيليه أغضب الجماهير قبل أن يغضب بيليه، كما استمتعت بمهارات الفريق البرازيلي، ودفع النادي الأهلي مبلغ (30) ألف دولار قيمة تكاليف إحضار الفريق للدوحة، وفد فاز سانتوس البرازيلي بنتيجة (3/0). أذكر من اللاعبين الذين شاركوا في المباراة، الحارس محمد كاظم، و الكابتن محمد غانم، وبيومي عيسى، وأحمد قمبر وعبدالرحمن مراد، وعبدالله الصديقي، ومحمد الصديقي، ومحمد عبدالغني، يعقوب الكعبي، يوسف العبيدلي، حسن علي، درويش سعيد، عيد مبارك، محمد حافظ، عبدالله أحمد حسن، وغيرهم. كابتلو غيّر مركزي أذكر كان يدرب النادي الأهلي المدرب محمد خير كابتلو، وإكتشفني وغيّر مركزي من لاعب خط وسط إلى مدافع، وشاركني في مباريات الدوري المشترك وذلك عندما غاب المدافع يعقوب الكعبي لسبب ما زلت أجهله، ولعبت عدة مباريات منها مباراة فريق الاستقلال وفزنا (5/2)، وأذكر كنا قبلها قد فزنا ببطولة دوري الشباب لمدة ثلاث سنوات متتالية. لعبنا مع الوكرة بالشورتات أذكر كانت لنا مباراة مؤجلة في دوري الشباب مع نادي الوكرة وكان يومها يرتدي اللون الأخضر والأصفر، ونظراً لتشابه ألوان ملابس الفريق فقد أوقعت القرعة أن نلعب بدون فانيلات بالشورتات فقط، وهم يلعبون باللون الأخضر، ولعبنا الشوط الأول بدون فانيلات وكأننا في مباراة فرجان وليس دوري، وكنت قد كلمت المدرب المصري علي العطار بإعطاء الفرصة لأحد زملائي في الفريق للعب في الشوط الثاني، ولكن ألغيت المباراة في الشوط الثاني لأن وزير التربية والتعليم سيرعى مباراة كبرى ولايجوز اللعب بالشورتات فقط !! فرانك اختارني للمنتخب أذكر عندما برزت وتألقت مع فريق الأهلي الأول إختارني مدرب المنتخب الانجليزي الجنسية ( فرانك وجنل ) للانضام لصفوف المنتخب الأول، وتحقق حلمي ولعبت بجانب نجوم منتخب قطر، وعسكرت في البرازيل ثلاث مرات مع المنتخب، كما تم إختياري للعب مع نجوم منتخب قطر الذي حلمت أن ألعب بجوارهم، كما تم اختياري للعب مع المنتخب العسكري وذلك للمشاركة في بطولة مركز إرتباط الشرق الأوسط، هذه من ملامح سيرتي مع الكرة. صدفة ويا محلا الصدف !! كما أذكر أنه من محاسن الصدف وعندما كبرت واشتد عودي وأثبت وجودي للعب في الفريق الأول مع النادي الأهلي والمنتخب، وفي استفتاء جريدة العرب لأفضل الرياضيين في عام 1977 م كنت ضمن الفائزين بالاستفتاء، حيث نال الكابتن محمد غانم المايسترو جائزة أفضل لاعب خط وسط، والكابتن منصور مفتاح نجم نادي الريان والمنتخب جائزة أفضل مهاجم، وأنا اختاروني لجائزة أفضل مدافع، وكانت صدفة جميلة أن نتقابل ثلاثتنا في المنتخب، وقد أثرت عليّ الجائزة في تحفيزي لتقديم الأفضل، ولكن بعد ذلك تعرضت لإصابة بليغة، وقام عاهد الشنطي من قسم الرياضة بتلفزيون قطر بإجراء مقابلة معنا نحن الثلاثة. الإصابة حرمتني !! أذكر تم اختياري ضمن المنتخب الأول والمنتخب العسكري، وكان يدربنا المدرب الإنجليزي فرانك وجنل، وأثناء استعدادنا للمشاركة في بطولة مركز ارتباط الشرق الأوسط العسكري والذي كان مقره في الدوحة، وفي أثناء التدريب أحسست بألم والتواء، وفي اليوم الثاني ذهبت مع الطبيب بوب إلى المستشفى وأثبتت الفحوصات أنني مصاب رباط صليبي بالغضروف وهي عملية صعبة وتحتاج إلى طبيب ماهر، استمررت مع الفريق حتى انتهت البطولة، ثم غادرت إلى لندن للعلاح من الإصابة، وقد عالجني نفس الدكتور الذي عالج الكابتن مبارك عنبر العلي، وبعدها عدت من الإصابة لكنني لم أتمكن من اللعب لعدم نجاح العملية!!. نتابع الجزء الثاني الخميس القادم

2092

| 23 نوفمبر 2023

محليات alsharq
د. القديدي: قطر منحتنى الملجأ الآمن

ضيف مجلس الشرق الدكتور أحمد القديدي خريج جامعة السوربون بفرنسا والإعلامي والكاتب القدير، وهو رجل مناضل وسياسي وأستاذ جامعي ونائب رئيس الاتحاد الوطني الحر، عاصر فترة حكم الحبيب بورقيبة وفترة حكم زين العابدين بن علي، عمل في عدة وظائف منها محرر بصحيفة العمل لسان الحزب الدستوري الحاكم، ثم أصبح رئيساً لتحرير جريدة العمل التونسية لمدة ست سنوات، قام بتأليف كتب عديدة، كما عمل في جامعة قطر وسفارة قطر في فرنسا وحضر عدة مؤتمرات، وكان محاضراً مرموقاً، شارك في عدة ندوات ومؤتمرات، وساهم في الكتابة في جريدة الشرق القطرية وما زال حتى الآن، وبعد الإعفاء الرئاسي عنه من قبل زين العابدين بن علي، عيّنه بمنصب سفير تونس لدى دولة قطر، الشرق زارته في بيته بمنطقة الدفنة ونبشت في ذاكرته المثقلة بهموم الوطن، وكان هذا اللقاء... أنا من مواليد مدينة القيروان التونسية التاريخية في 18 يناير من عام 1946، تربيت في بيت فيه مناضلون ومقاومون وسياسيون، لأن والدتي هي من أصول جزائرية من قرية المناضل عبدالقادر الجزائري، وأخذت منها جينات النضال والمقاومة، وأصول عائلة (القديدي) من وادي قديد بالسعودية، فجدي هاجر من السعودية إلى تونس، واستقررنا في مدينة القيروان التي كان فيها أول جامعة للطب والصيدلية، وقد درست الابتدائي في مدرسة الفتح القرآنية ثم المعهد الإعدادي والمعهد الثانوي المختلط بالقيروان، بعد ذلك حصلت على بكالوريوس في علوم الصحافة وتقنيات الإعلام من الجامعة التونسية عام 1967م، ومنذ تخرجي اشتغلت في وظائف متعددة في التدريس والمكتبات والإعلام وغيرها، وكنت من المقربين من الرئيس الحبيب بورقيبة وقلدني وسام الاستقلال ووسام الجمهورية، ثم فجأة أصابني غضب بورقيبة وزين العابدين بن علي وانقلبوا ضدي، ومنعوني من السفر ووضعوا عليَّ حراسة. قصة هروبي للمنفى أما عن قصة هروبي للمنفى فبعد عدة سنوات ضاق عليَّ الخناق بعد أن كنت مقرباً من الرئيس الحبيب بورقيبة وكلفني بوظائف ومناصب عديده، ثم حدث خلاف، ومنعوني من السفر وكانت عليَّ حراسة مشددة، وبحثت عن أكثر من طريقة لكي أهرب من تونس، وأخيراً استقررت على الذهاب عن طريق المطار رغم خطورتها، وطلبت دعوة من زملاء ألمان وفرنسيين وأمريكان للمشاركة في اجتماع في فرانكفورت، وبالفعل جاءت الدعوة وطلبت من السفارة الألمانية منحي تأشيرة دخول فتمت الموافقة، فقبل ذهابي للمطار كنت خائفاً من القبض عليَّ والعودة إلى تونس مرة ثانية، ومن المعجزات أو من محاسن الصدف وجدت ضابطا بالمطار واسمه العقيد محمد بالأجفان (رحمه الله) وعرفني وقابلني بترحاب حار وحفاوة بالغة، وأخذ مني شنطتي اليدوية وجوازي لإنهاء إجراءات سفري وسألني عن وجهة سفري فأخبرته بأنني مسافر إلى فرانكفورت لحضور مؤتمر هناك، وقد طلب مني المساعدة في إنهاء بعض إجراءات نقل ابنته للعمل بالقرب من منزلهم، وبالفعل أنهيتها وأنا خارج تونس، ورغم أنني كنت خائفا وغير مصدق بما يحدث ولكن كان تعامل الضابط معي ممتازاً، ولم يهدأ روعي إلا بعد أن تحركت وغادرت الطائرة تونس متجهة إلى مطار فرانكفورت بألمانيا وذلك بتاريخ 24 أغسطس 1986، وبعد فترة اخترت الذهاب إلى فرنسا للاستقرار هناك، ولحق بي بعد ذلك رئيس الحكومة محمد مزالي الذي كانت قصة هروبه معجزة عجيبة. سبب اختيار فرنسا في فرنسا عشنا هناك في المنفى بعيداً عن أرض الوطن لمدة تجاوزت (14) عاماً، وكان سبب اختيارنا لفرنسا هو معرفتنا باللغة الفرنسية ووجود حرية التعبير هناك، وكذلك وجود وسائل إعلام تستطيع إيصال صوتنا إلى المسؤولين بتونس، وأيضاً وجود مجموعة مناضلين أحرار للدفاع عن حرية الشعب التونسي، حيث نلتقي كلنا نحو هدف واحد وهو طلب الحرية للشعب التونسي، ونطالب بعودة جميع المنفيين في الخارج إلى بلادهم تونس، وقد مررت بظروف صعبة قاسية خلال تواجدي في فرنسا وقد تأثرت كثيراً عندما تم بيع بيتي بالمزاد في تونس وقد آلمتني كثيراً هذه القصة، ولكن كان هناك جانب مضيء إيجابي في الغربة، حيث نجحت في تحقيق حلم طويل راودني منذ فترة طويلة حيث اغتنمت الفرصة وبدأت الإعداد والحصول على درجة الماجستير في الدراسات المتعمقة (DEA) من جامعة السوربون (قسم تاريخ الأفكار السياسية عام 1988)، كما أنني بعد حصولي على درجة الماجستير تشجعت وارتفعت معنوياتي وبذلت قصارى جهدي من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا عام 1991 م بعنوان (الصحوة السياسية للإسلام وكيف حللتها في الصحافة الفرنسية؟) وذلك من عام (1980 – 1990)، فكانت أسعد أيامي عندما تحقق الحلم وحصلت على شهادة الدكتوراه، وعشت في فرنسا أتنقل من قرية إلى مدينة طوال فترة تواجدي بالمنفى ولكن احتضان قطر لي كان بمثابة بزوغ فجر جديد في حياتي وبدأت منه الانخراط في المجتمع القطري والانفتاح على العالم وشعرت بأجواء نسائم الحرية. سكنت في فندق (بسم الله) بخمسة ريالات لدولة قطر ذكريات كثيرة ومتعددة، أذكر منها زيارتي الأولى إلى قطر وذلك في نوفمبر من عام 1977 أثناء إقامة معرض الكتاب العربي الذي أقيم بالقاعة بمنطقة (اللقطة) وكنت برفقة إحدى المكتبات التونسية (الدار التونسية للنشر) حيث كنت أعمل معهم، وأذكر سكنت في فندق (بسم الله) هوتيل، وكنت أعطيه يومياً خمسة ريالات، وقلت لصاحب الفندق المبلغ كبير وأسكني لمدة عشرة أيام يعني أدفع لك خمسين ريالا، قال سأعطيك مع السكن كل يوم غداء (مجبوس) مجاناً، وقبلت العرض وأنا مرتاح، وكانت زيارة ناجحة حيث إن الكتب التي لم يتم شراؤها، قامت الجهة المنظمة بشرائها ولم نخسر في المعرض، كما زرت قطر في نوفمبر عام 1978 وشاركنا في معرض الكتاب العربي أيضاً مع نفس الدار التونسية، والذي تشارك فيه عدة دول عربية لأنه ما فيه خسارة حيث نبيع الكتب لوزارة التربية لتقوم بدورها بتوزيعها على المكتبات. زيارة قطر مع محمد مزالي عام 1991 بدعوة من دولة قطر رافقت رئيس حكومة تونس الأسبق الوزير محمد مزالي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وذلك لزيارة قطر وصلنا للعاصمة الدوحة بتاريخ 6 يناير 1991، وقابلنا كبار المسؤولين في الدولة، وأكرمونا وتناقشنا في العديد من القضايا التي تهم العالم العربي، وألقى محمد مزالي محاضرة في نادي الجسرة حضرها جمهور غفير، وكذلك تم إجراء لقاء خاص في تلفزيون قطر أجراه الأستاذ محمد المسفر، وكنا في قطر قبل اندلاع حرب تحرير الكويت 1991، وكانت الأجواء مشحونة تنذر باندلاع حرب في الخليج، جلسنا لمدة أسبوع في الدوحة وتعرفنا على العديد من الفعاليات القطرية، كانت هذه الرحلة بداية علاقتي وربط الصلة بجامعة قطر. قطر احتضنتني وفتحت لي أبواب العمل في قطر شرحت وضعي للمسؤولين في قطر، فرحبوا بي وأكرموني، وقد تم استدعائي إلى جامعة قطر للعمل كمحاضر، ثم بعد ذلك انتدبت للعمل خبيرا إعلاميا في مكتب مدير الجامعة الدكتور عبدالله جمعة الكبيسي وذلك خلال الفترة من (1993 – 1999)، وكنت كذلك عضو هيئة التدريس بكلية الإنسانيات في الجامعة قسم الإعلام، وخلال فترة تواجدي اندمجت مع المجتمع القطري، كما شاركت بقسط في نشأة وتطور المجتمع المدني بدولة قطر معتبرا قطر وطني الثاني، كما ساهمت مع الزملاء في إنشاء قناة الجزيرة عام 1996 واستمررت معهم فترة طويلة، وكنا نركز على منطقة شمال أفريقيا، وفي دولة قطر أصدرت كتابين الأول (نحو مشروع حضاري للإسلام) نشر من قبل وزارة الأوقاف القطرية وذلك سنة 1996م والثاني (نحو مشروع حضاري للإسلام) نشر من قبل رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1997م، ساهمت بهما في عمل اجتهادي تأصيلي، كما ساهمت في تقديم محاضرات وندوات لضباط أركان الجيش القطري وكذلك ألقيت محاضرات للشرطة، وفي نادي الجسرة ونادي الخور وجمعية بيوت الشباب، ومركز استشراف المستقبل، وجامعة قطر. ولا أنسى ما حييت فضل دولة قطر عليَّ، وأنا مدين لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني نهضة قطر الحديثة، وذلك عندما كان وليا للعهد سنة 1990 بمنحي الملجأ الآمن والرزق الحلال عندما كنت مطلوبا من (الإنتربول) من قبل الرئيس السابق زين العابدين بن علي، أنا وصديق العمر محمد مزالي رئيس حكومة تونس الأسبق، وتواصلت الأفضال مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله. ساهمت في تأسيس المعهد الدبلوماسي في أواسط التسعينيات كنت تعرفت على دبلوماسي شاب هو خالد راشد الخاطر وترددت على وزارة الخارجية في عدة مناسبات ووجدت خالد منشغلا بموضوع تدريب الدبلوماسيين الشباب واطلاعهم على المهارات الدبلوماسية وخفايا العلاقات الدولية فاقترحت عليه وعلى الأخ محمد جهام الكواري الذي كان في تلك الفترة مدير مكتب سعادة الوزير بأن تنشئ الوزارة معهدا ينشط في صلبها ومع مرور الزمن تبلورت الفكرة، وتم ذلك وهو الآن معهد متكامل ومتميز ساهمت بقسطي في الإشراف على بعض الدورات التدريبية في تاريخ الدبلوماسية وقوانينها، ومن جهة أخرى كنت ساهمت في التأسيس الأول لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهو المشروع الرائد الذي أنشأته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وتطور اليوم إلى أبرز مؤسسة علمية وأكاديمية في الشرق الأوسط، أما عن البداية فكانت في فيلا صغيرة تقع في سوق العلي يشرف عليها الزميل الدكتور سيف الحجري، ومعنا محاسب وسكرتيرة هذا لأقول لك إن الأفكار التي تبدأ صغيرة سريعا ما تتجسد بفضل إرادة مؤسسيها، وحين استقرت المؤسسة في طريق الوجبة كلفتني صاحبة السمو مع مدير المؤسسة بإعداد مشروع تعليم أكاديمي دبلوماسي، فزرنا بريطانيا وفرنسا والأردن وتونس لأن هذه الدول فيها معاهد دبلومسية وأنا شاكر لهم كونهم شرفوني بالإسهام في خدمة التعليم والمجتمع المدني القطري وذلك في وطني الثاني قطر. أنا من كُتاب جريدة الشرق منذ أن وطئت قدماي أرض قطر وعندما كان الأستاذ ناصر محمد العثمان رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، وأنا أكتب في هذه الجريدة التي فتحت صفحاتها لي واهتمت بي وبكتاباتي ومقالاتي، وأصبحت همزة التواصل بيني وبين القراء في كل مكان، ثم تابعت الكتابة في الجريدة بمن جاء بعده من رؤساء تحرير جريدة الشرق الأفاضل، وهي أنقذتني من العزلة وفتحت صفحاتها لكي أعبر عن رأيي وأطرح قضايا تهم المجتمع والأمة العربية والإسلامية، وأصبح لي قراء كثر في كل مكان، وما زالت مقالاتي تنشر حتى الآن 2023 ولها صدى كبير لدى القراء. بن علي حل مشكلتنا وتصالحنا ورجعنا بعد مرور ( 14) سنة في المنفى ومقاومة الاستبداد قام الرئيس زين العابدين بن علي رئيس تونس بحل مشكلتنا وصالحنا واستدعاني إلى تونس عام 1999م وتم حل مشكلة مزالي ورجع إلى تونس ولكنه لم يستمر طويلا وانتقل إلى رحمة الله، ولم يتم تكريمه، وقد عرض عليَّ تعييني كسفير تونس لدى دولة قطر بحكم علاقتي بالمسؤولين في قطر وبحكم قضاء خمس عشرة سنة بالدوحة وسفارة قطر في فرنسا، فتربطني بالمجتمع القطري الكريم أواصر المحبة والثقة الغالية. مستشار بسفارة قطر في باريس بعد انتهاء عقد عملي مع جامعة قطر عام 2004، عدت إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهناك عملت كمستشار في سفارة قطر بباريس منذ عام 2004 وحتى عام 2007، وكان سعادة السفير محمد جهام الكواري تربطني به علاقة قوية. بن علي رد اعتباري لقد رد الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية اعتباري وعينني سفيراً وزيرا مفوضا فوق العادة لدى دولة قطر بعد أن كنت معارضا شرسا له، وذلك لكي تعود العلاقات التونسية القطرية التي كانت شبه مقطوعة بسبب قناة الجزيرة، وقد عينت في سبتمبر 2009 وقدمت أوراق اعتمادي، واستمررت إلى غاية شهر أبريل من عام 2011م لأن الرئيس يعرف علاقاتي القديمة والقوية مع كل طبقات المجتمع القطري وشيوخ قطر بحكم تدريسي بجامعة قطر لمدة سنوات طويلة. وخلال تولي منصب السفير قدمت لبلادي خدمات تتميّز بالاستثمارات وإنشاء الأقطاب الصناعية والسياحية والزراعية، مما كان له تأثير واسع على تشغيل شبابنا التونسي وتطور اقتصادنا ونهضتنا، وبفضل الله سبحانه ومحبة الشعب القطري والمسؤولين في قطر للشعب التونسي، واجتمعت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ودفعت مسار التعاون إلى حدوده القصوى يومي (15 -16) ديسمبر عام 2010. كما أن تعييني سفيراً لدى دولة قطر، فقد رأى أصدقائي من خبراء القانون الدستوري أن هذا التعيين يعتبر دستورياً إلغاء الأحكام القضائية التي صدرت ضدي، استرجاعاً آلياً للحقوق المدنية. مؤلفات القديدي صدر له العديد من المؤلفات أهمها: - كتاب (الإسلام وصراع الحضارات) صدر عن وزارة الأوقاف بدولة قطر عام 1996. - سنابل الحرية عن الدار التونسية عام 1970. - أحلام قرطاج عن الدار التونسية عام 1974. - الرحلات الفضائية عن الدار التونسية عام 1976. - صدر له بالفرنسية كتاب الإسلام والغرب، صراع الألف من الحروب الصليبية إلى حرب الخليج عام 1992. - كتاب نحو مشروع حضاري للإسلام – صدر عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة 1998. - كتاب باللغة الفرنسية بعنوان (صورة الإسلام في الغرب وصورة الغرب في الإسلام) – يونيو 2002. - نقل للعربية ثلاثين كتاباً من أدب الطفولة العالمي. وفي الختام أشكر جريدة (الشرق الغراء) على هذا اللقاء وأنا سعيد بذلك.

2762

| 16 نوفمبر 2023

محليات alsharq
د. محمد النجار: رافقت الزعيم وعاصرت 5 عقود من النهضة في قطر

ضيف مجلس الشرق الدكتور محمد النجار، من أوائل الذين ساهموا في افتتاح العيادة العسكرية في شارع الخليج والتي تخدم شريحة من العاملين في القطاع العسكري والقطاع الشُرَطي، حيث جاء للعمل في الدوحة بتاريخ 14 أبريل من عام 1977، وقضى عشر سنوات حافلة بالعطاء، ثم في عام 1988 انتقل للعمل في قطر للبترول واستمر يعمل هناك حتى تقاعد عن العمل في شهر نوفمبر 2023. أحب قطر وأهلها وأخلص وتفانى في عمله الذي قضى فيه (46) عاماً بدولة قطر حافلة بالعطاء وكان شاهداً على عصر التطوّر والنهضة في قطر، ترأس مجلس الجالية المصرية أكثر من مرة، وقبل عودته إلى بلاده زارنا في مقر جريدة الشرق القطرية وتقديراً لخدماته التي قدمها لدولة قطر أجرينا هذا الحوار، وقد كانت مشاعره جيّاشة خلال اللقاء وسرد ذكرياته وكانت هذه حصيلتها. تخرجت وعملت كضابط احتياط بالجيش ضيفنا الدكتور محمد محمد أحمد النجار خريج عام 1968 طبيب يقول: دخلت للعمل في الجيش المصري كضابط احتياط عام 1969، وشاركت في حرب أكتوبر عام 1973، وكنت في منطقة قناة السويس، أذكر قبل فترة طويلة من بداية الحرب كنا نتدرب تدريبا مكثفاً، ونتدرب كذلك تدريب كجيش احتياط وكان التدريب قاسياً جداً وبالليل كانوا يعطونا محاضرات، وكان أكل الضباط مثل أكل الجنود لا فرق بينهم، وكذلك تدربنا على الخدمات الطبية في الحرب والسلم والتدريب كان في المستشفيات العسكرية بالقاهرة، لم نكن نعرف بأن هناك حربا قادمة، لأن السرية كانت كبيرة، وبصفتي طبيبا كنت دائماً مرافق لأي تدريب عسكري، وكانت الحياة في منتهى القسوة، ثم تنقلت لعدة خطوط، وكنت متحمسا لهذه المهمة، وقد شاركت في حرب 6 اكتوبر العاشر من رمضان مع الجيش المصري، كما شارك بعض من إخواننا العرب من الدول العربية، وقد كان قرار قطع البترول العربي من الدول العربية ضربة معلّم وهز الدنيا وأمريكا، وبالفعل كانت الإرادة قوية وبصلابة الجيش المصري نجحنا في تحطيم اسطورة خط بارليف، وعبرنا القناة وحققنا النصر الذي طال انتظاره. قدِمت لقطر وأعجبتني طيبة أهلها طلب مني العمل في قطر وجئت للدوحة في 16 إبريل من عام 1977، كطبيب باطنية للعمل في الجيش، وقدمت أوراقي وتمت الموافقة عليها من قبل الزعيم محمد بن عبدالله العطية ومنحوني رتبة نقيب طبيب باطني، وعملت في العيادة العسكرية بالقوات المسلحة، وعندما وطئت قدماي أرض قطر وجدت البلد بسيطة ومتواضعة والحياة عادية لم تكن فيها تلك العمارات الشاهقة بل كان أغلب البنيان عبارة عن فلل سكنية، ولكن شعبها طيب وعربي أصيل ويحب العرب والقومية العربية ولدية النخوة والشجاعة، أذكر استقبلني الضابط اليمني واسمه زين ورحب بنا وضيفنا وأكرمنا في المطار، وأنهى إجراءاتنا بسرعة كبيرة، كما استقبلونا بترحاب حار من قبل القوات المسلحة. أنشأنا عيادة وطبقنا قوانين اللياقة البدنية كانت العيادة قبل مجيئي للدوحة فيلا أمام القيادة العامة، ولكن بعد فترة تم تأجير مبنى وتجهيز عيادة متكاملة للجيش والشرطة في شارع الخليج وكان عدد غرفها حوالي (20) غرفة، وكنت أنا الطبيب الذي يجمع بين العسكرية التي تعلمتها في الجيش المصري والطب الذي درسته في الجامعة وطبقته عملياً، وكان يعمل معي ثلاثة أطباء فقط، بدأت بعمل وتطبيق قوانين اللياقة الطبية للمجندين قبل الانضمام للقوات المسلحة القطرية والشرطة وتم اعتمادها من قبل سعادة الشيخ مبارك بن عبدالرحمن آل ثاني (رحمه الله)، وتم تجهيز العيادة بكل ما نحتاجه، وأذكر كان يفد إلينا بعض موظفي إدارة الطيران المدني لإجراء فحوصات متكاملة لمعرفة لياقتهم البدنية، كما كنت أقدم بعض المحاضرات للمنتسبين في القوات الجوية، وكذلك أنا أول من حاضر في مقر الهلال الأحمر القطري بشارع الخليج العربي وتحت إشراف سعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني، وأذكر كان يعمل هناك كل من حسن السويدي وعبدالله المطوع، وأذكر منحوني هدية عبارة شنطة عليها شعار الهلال الأحمر وساعة جميلة. هيبة الزعيم أذكر بعد وصولي للدوحة استدعوني لمقابلة الزعيم محمد بن عبدالله العطية وقبل الدخول إليه شعرت بقشعريرة وانتابني شعور غريب، في مكتبه رحب بي واستقبلني وأعطاني بعض التوجيهات، وطلب مني كدكتور في الجيش الكشف على الجميع وليس أفراد القوات المسلحة فقط قائلا البلد فيها خير، والدولة ما قصرت ووفرت الأدوية للجميع وعليك بمساعدة الجميع، أنصت إليه وسمعت كلامه وأعجبتني شخصيته العسكرية القوية من أول مقابلة لي معه وله هيبة ووقار وهو شخصية كبيرة مرموقة في البلد، وكان يحرص دائماً على الاهتمام بالجميع، استمعت له وما طلبه مني وقد نفذت الأوامر العسكرية، وأذكر في تلك الفترة استغربت من بعض الأمراض التي كانت سائدة لدى بعض أفراد الجيش، مثل ( العنقز) و(الخاز باز) والحصبة وغيرها لأن هذه أمراض تصيب الأطفال، فكيف تصيب الكبار فبعد أن تعمقت وشخصت الأمور عرفت السبب، وعالجت المصابين، وأذكر كان لدينا في القوات المسلحة في كتيبة الشيخ جاسم في الشحانية عزل طبي خاص للأمراض المعدية يوضع فيه المصابون حتى يتم شفاؤهم، كما كنت أقوم بفحص رجال الشرطة والجيش. علاقتي بالزعيم !! بعد مرور فترة وترددي على الزعيم العطية توطدت علاقتي به، وبدأت أسافر معه كطبيب في أغلب الأحيان وبخاصة رحلات القنص إلى السعودية وذلك في شهر يناير، والجو هناك بارد جداً وبالذات منطقة جويد وكذلك رافقته للذهاب للحج والعمرة، وكنت أرتدي اللباس القطري الثوب والغترة الحمراء وكانت هذه الملابس هي هدية مقدمة لي من سعادة الزعيم العطية، وكنت سعيداً مع الجميع من مرافقي الزعيم العطية، وأذكر تم عزومتي مع العطية عند أحد الأسر المالكة بالسعودية، وكانت هواية القنص من الهوايات الجميلة والمحببة لي، وكنا نقضي وقتا ممتعا في الأجواء في الصحراء والتعود على أجواء البر الجميلة وبخاصة في فصل الربيع والشتاء، وكنا نستمتع في موسم القنص المشهور، ونأكل لحم الحبارى وهو لذيذ، وأول مرة آكل لحم الحوار في مجلس الزعيم، وكذلك أتذوق شرب حليب النياق، وأذكر علمني كيفية طريقة البحث عن الفقع في البر وبخاصة في الوسميّ، وكنت أذهب معه وأتفقع وأستخرج الزبيدي من تحت الأرض ونحصله بجانب (الرقروق) وبصراحة طعمه لذيذ وفائدته كبيرة. كذلك رافقته للسفر إلى عدة دول أوروبية لحضور مؤتمرات أو عقد صفقات خاصة للقوات المسلحة بعد معاينتها. كذلك لا أنسى السفر معه إلى هولندا وبالذات إلى أحد القواعد العسكرية، وكنا في مهمة عسكرية، وقمنا كذلك بزيارة لشركة فيليبس وعاينا أجهزة خاصة لديها، كما شاهدنا عرض طائرة (فوكر ) الهولندية وكانت مزودة بأجهزة استطلاع قوية في تلك الفترة، وكذلك مركب صائدة ألغام، وكانت من أجمل الرحلات حيث الأجواء الباردة، كما رافقته في عام 1987 إلى معرض يقام في العاصمة الإسبانية مدريد، وأثناء الزيارة وجه لنا سعادة السفير القطري في إسبانيا بدر بن عمر الدفع دعوة للعشاء في أفخر مطعم أسماك في مدريد، وكانت الرحلة ممتعة. وكنت في أغلب الأحيان أرافقه لبعض المدن والزيارات، وكنت المرافق الطبي له. كنت أتجنب الهريس !! طوال وجودي في قطر كنت أتجنب وأتحاشى أكل الهريس وبخاصة في شهر رمضان المبارك ولمدة طويلة، وذلك لوجود اللحم والسمن القطري والقمح، وقد طلب مني الزعيم العطية أكثر من مره تذوق أكل الهريس، فعندما تذوقته وجدت بالفعل أنها وجبة غذائية مفيدة، وطعمها لذيذ جدا، فبعد ذلك تعودت على أكلها وأصبحت من مدمني أكلة (الهريس) القطري وهو من الأكلات الشعبية المعروفة. قضيت عشر سنوات في القوات المسلحة بعد قضاء عشر سنوات في القوات المسلحة كانت حافلة بالعطاء وخدمة الجيش القطري في مجال الطب والكشف على المنضمين حديثاً للقوات المسلحة، وقد كونت علاقة كبيرة وطيبة ومتميّزة مع العاملين في القوات المسلحة، وقد عالجت أفراد القوات المسلحة وأسرهم بإخلاص وأمانة، لدرجة في بعض الأحيان عندما يطلب منى العمل في ساعة متأخرة من الليل أو حتى في الإجازات فإنني لن أتأخر عنهم، كنت أحب وأخلص في أداء عملي. ترأست الجالية المصرية خلال فترة تواجدي في قطر تم اختياري وترشيحي لرئاسة مجلس الجالية المصرية، وقد شاركت فيها أكثر من ثلاث دورات خلال 15 سنة قدمت خلالها خدمات للجالية المصرية، والتنسيق مع السفارة المصرية، وكانت لي علاقات طيبة مع كل السفراء المصريين الذين قدموا للعمل في دولة قطر، وكان لنا دور كبير للعمل معهم من أجل مصر والجالية المصرية، وكنا نعمل بحب وإخلاص لدولة قطر هذا البلد الذي احتضن المصريين وفتح لهم أبواب العمل على مصراعيها في كل المجالات، ولا ننسى دائماً مواقف قطر المشرّفة تجاه مصر والمصريين. فتحت عيادة ولم تنجح !! أذكر فتحت عيادة في شارع طريق سلوى وذلك لممارسة مهنة الطب، وقدمت امتحانا وأشرفت عليّ لجنة متخصصة من وزارة الصحة حسب القوانين المعمول بها في دولة قطر، ومن بين (40) متقدما نجحت وأخذت الأول ونجح معي ثلاثة أطباء فقط، وبعد ذلك سمح لي بفتح العيادة وبمزاولة عملي، وبعد التجهيز والإعداد بدأ إقبال الناس على العيادة زارني حوالي 1600 مراجع، خلال فترة ثلاثة شهور، ولكنني خسرت بسبب أنني لا أتقاضى مبالغ العلاج من العملاء لأن أغلبهم من القوات المسلحة أو من معارفي، ولا يمكن أن أتقاضى منهم مبلغ العلاج لأني اعتبرهم أهلي وأسرتي، وبذلك خسرت، وأوقفت العمل في العيادة !!. طبيب في البترول لقد تلقيت عرضا للعمل كطبيب في المؤسسة القطرية للبترول من قبل المدير محمد الدليمي، ووافق عليّ الدكتور جابر المري المدير العام للمؤسسة القطرية للبترول للعمل كمدير للمركز الطبي، ولكنني رفضت المنصب، وطلبت العمل كطبيب عادي، وعملت في منطقة دخان لمدة ثلاثة شهور، وظل أولادي بالدوحة، ثم رجعت للدوحة واستقريت وعملت بإخلاص وبأمانة، وخلال فترة عملي كونت علاقات قوية مع العاملين بالشركة، واشتغلت لمدة (36) سنة في المؤسسة القطرية للبترول وأود أن أشكر سعادة السيد سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة على كل مالقيته من دعم وترحيب من سعادته . عيادة ومركز غسيل الكلى في شبراطو تبرع من أهل الخير بقطر في مسقط رأسي قرية شبراطو إحدى قرى مركز بسيون بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، تبرع أهل الخير من قطر ببناء مستوصف وتجهيزه بكافة المعدات والأدوات وذلك لخدمة أهل القرية، كما تم أيضاً وبتبرع ودعم من أهل الخير بدولة قطر بناء مركز لغسيل الكلى، وقد تم تجهيزه بالآلات والمعدات اللازمة وكذلك الأدوية، وذلك لخدمة أهل المنطقة، ومن منبر جريدة الشرق الغراء أتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لكل من ساهم في ذلك التبرع. وأنا أودع قطر عائداً إلى بلادي مصر بعد قضاء زهاء 46 عاماً، أفتخر بالتحوّل الكبير وبالطفرة العمرانية الكبيرة والعمارات الشاهقة، وبشبكات الطرق المختلفة والكباري والأنفاق ومطار حمد الدولي الجديد، وكذلك (الريل) مترو الأنفاق الذي قصر المسافات بالدوحة وضواحيها وصولا للوكرة ولوسيل والريان، كما أعجبني إعادة ترميم سوق واقف وأصبح الآن معلماً سياحياً يرتاده زوار قطر من السياح، ولا أنسى الحيّ الثقافي كتارا بجماله ومطاعمه وإطلالته وموقعه الجميل، وكذلك درب لوسيل الحديث، كما لا أنسى موقع الميناء القديم وتطويره وأصبح من المعالم السياحية التي يقبل عليها السياح، قطر أصبحت تحفة رائعة، ولا أنسى النقلة النوعية في الخدمات الطبية والمستشفيات الحديثة والمراكز الصحية المتكاملة، والمستشفيات التخصصية مثل مستشفى القلب، وأحدث الأجهزة والمعدات في العالم، والاهتمام بصحة المواطن والمقيم. وقد أصبحت لدولة قطر مكانة وأهمية عالمية كبيرة في كل المجالات، ونجحت دبلوماسيتها العالمية بإمتياز، وأصبحت الدوحة عاصمة الرياضة العالمية، وقد نجحت في إستضافة مونديال قطر 2022، وتحدثت عنها وسائل الاعلام العالمية وأصبحت محط أنظار العالم، ويكفي تصريح رئيس ومسؤولي (الفيفا) بأن قطر نظمت أفضل نسخة كأس عالم في تاريخها وبمفردها، وكان النجاح والتفوّق حليفها ورفعت رؤس العرب عالية بالتنظيم الاحترافي المبهر. كلمة شكراً قطر لا توفيّ بحقها وبصراحة أحب قطر ومن أعماق قلبي أقول كلمة شكراً لا توفي أهل قطر حقهم لقد قضيت طوال عمري في قطر، وأصبحت لي علاقات قوية وقد كونت صداقات عديدة، وأصبحت واحدا من أهل قطر التي تربى ونشأ وترعرع أولادي وبناتي في حضنها، ودرسوا في مدارسها وجامعاتها وإشتغلوا في مستشفياتها، ولا أنسى في حياتي فضل دولة قطر عليّ ماحييت. لن أنسى فضل قطر علي ما حييت وأنا أودع قطر بعد قضاء فترة طويلة أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قائد وباني نهضة قطر الحديثة، وإلى الأسرة الحاكمة في قطر وإلى الشعب القطري الكريم الأصيل المضياف، وإلى كل من أسدى لي خدمة خلال تواجدي في دولة قطر، وفي الختام أشكر جريدة الشرق القطرية على هذا اللقاء، وأشكر جميع العاملين في دار الشرق وعلى رأسهم السيد عبداللطيف آل محمود الرئيس التنفيذي لدار الشرق القطرية.

3328

| 09 نوفمبر 2023

محليات alsharq
عيسى آل إسحاق: استدعوني بسبب تسريب خبر

نواصل الجزء الثاني مع ضيف مجلس الشرق الاعلامي عيسى بن محمد آل إسحاق، يسرد فيها ذكرياته في عمله في مجلة الخليج الجديد حتى توقفت عن الصدور في فبراير من عام 1983، ثم انتقاله للعمل في مؤسسة قطر للبترول وإيفاده للدراسة في أمريكا ونيله شهادات جامعية عليا في إدارة الاعمال والتسويق والعلاقات العامة، ثم العودة إلى الدوحة ومواصلة عمله بهمة ونشاط في الإدارة بقطر للبترول، وانتدابه للعمل في معهد الجزيرة للتدريب، كما شارك في كأس آسيا لكرة القدم عام 2011 نائب لرئيس العلاقات العامة والاعلام، وعمل مديراً للمركز الاعلامي، بعد تقاعده عن العمل في عام 2013 توجه للعمل في المجال الخيري بالهلال الأحمر القطري، رحلة عطاء استمرت (35) عاماً منها (29) عاماً في البترول و(6) سنوات في وزارة الاعلام، الشرق زارته في مجلسه العامر بالدفنة، وغاصت في أعماقه واستخرجت منها ذكريات الزمن الجميل. كانت الحركة الثقافية في قطر وبالذات في بداية سبعينيات القرن الماضي تسير بوتيرة متسارعة، وتزخر بوجود صحفيين وأدباء وشعراء وسياسيين من مختلف الجنسيات والاتجاهات، أشعلوا فتيل تطور النهضة الثقافية والإبداعية والفنية، وبدؤوا بالكتابة في الصحف والمجلات، وبكتابة القصص والروايات، وأصدروا دواوين الشعر، أذكر منهم إبراهيم الشوش، والطيب صالح مدير في وزارة الإعلام كاتب رواية الهجرة للشمال، وإبراهيم الصلحي، وغيرهم من مصر وفلسطين والأردن، كما صدرت مجلة الدوحة والعروبة والعهد، وأصدر سلطان بن خالد السويدي مجلة الفجر الجديد عام 1975، وكانت تركز جُل اهتمامها بالجانب السياسي وكان مدير تحريرها حلمي سلام وهو أشهر من نار على علم، وكانت تصدر اسبوعية ولها قراء كثر، وتم اغلاقها وتوقفت بعد سنتين من صدورها. بدأت رحلتي مع مجلة الخليج الجديد التي صدر العدد الأول منها في مارس 1976 وتحمل شعار (مرآة الخليج في الوطن العربي) وفي عام 1977م ترأس تحريرها الأستاذ محمد بن راشد الكعبي، وكانت شهرية ثم تحولت إلى أسبوعية وكانت المجلة تنشر مقالات وتحقيقات جريئة وقوية، واشتغلت في البداية محررا متدربا في صفحة الشباب والرياضة بمجلة الخليج الجديد ثم محررا، بعد ذلك كافحت وشققت طريقي لتحقيق ما أصبو إليه، وتطورت في عالم الصحافة واكتسبت الخبرة والدراية حتى وصلت لمنصب مدير التحرير، وعندما كنت متدربا أوفدت من قبل وزارة الإعلام إلى عدة دورات أهمها دورة بإنجلترا في الكتابة الإبداعية باللغة (الانجليزية) للاستفادة، وأذكر عندما كنت متدربا قدمت أهم موضوعين في صفحة الشباب والرياضة انفردت بهما هما مقابلة الطالب الخريج محمد جهام الكواري الأول على الثانوية من القطريين الذي أصبح فيما بعد سفيرا في وزارة الخارجية، والطالبة الأولى على الثانوية بنات، وكان لهما صدى في تلك الفترة، ثم بدأت بكتابة المقالات وكذلك بإجراء المقابلات والتأقلم مع العمل الصحفي وبالذات أنا أحب العمل الميداني أكثر من العمل في المكاتب لأنه يقربني من الشخصيات وأفراد المجتمع. ثم بدأت بإعداد ملفات شهرية أطلقت عليها ندوات، وكانت أولى الندوات مع العلامة الشيخ يوسف القرضاوي (رحمه الله)، والشيخ حسن عيسى عبدالظاهر (رحمه الله)، ثم اتبعته بندوة خاصة بالمسرح القطري، وكان من ضيوفنا الفنان غانم السليطي، ثم بدأت أطرح ملفات القضايا وتناولنا فيها، كما عملت التحقيقات المختلفة ونزلت إلى الشارع وذهبت للمستشفيات وغيرها من الأماكن الهامة. بعد ترقيتي لمنصب مدير التحرير بذلت جهوداً مضنية للارتقاء بالمجلة وتطويرها وجذب العناصر القطرية من الجنسين للمشاركة معنا في الكتابة، وكذلك لم تمر شاردة ولا واردة في المجلة إلا اطلعت عليها قبل ذهابها إلى المطبعة، كنت حريصا جداً على التدقيق لكل المواضيع المطروحة على النشر في المجلة. واستقطبنا في الخليج الجديد عددا كبيرا من الشباب القطري الراغب في العمل الصحفي وكذلك الكتاب، أذكر منهم الكاتب والشاعر الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق، وسعادة الاستاذ سعد الرميحي للعمل في القسم الرياضي، وبعده تولى مهمة رئاسة القسم الرياضي الاستاذ محمد علي المهندي، كما شارك معنا الأديب علي بن شبيب المناعي، وبدأ يتدرب عندنا كل من الصحفي يوسف الحرمي، والصحفي صالح غريب وغيرهم كثر من الشباب القطري. بسبب تسريب موظف لخبر لم ينشر استدعاني الوكيل! أذكر أعددنا ملفا قويا عن الحرب الايرانية العراقية ويتميز بالدقة وقبل نشر الملف، استدعاني وكيل الوزارة حينذاك محمد بن عبدالرحمن الخليفي (رحمه الله)، واستفسر عن الملف الذي كنا نعده قبل نشره، وكانت إجابتي كيف وصلك الخبر ومن سربه لك، أكيد هناك شخص من العاملين سربه لمصدر خارج المجلة، وهذا لا يجوز لأنه جالس يتجسس وينقل ما يحدث في المجلة للآخرين، وقد عرفت بأن الشخص سربه للسفارة العراقية، وأن السفير العراقي بالدوحة هو الذي اتصل بوكيل الوزارة وأخبره عن الملف وما يحتوية وطالبه أن يتدخل لوقف نشر الملف!. وهذه أصعب لحظة في حياتي الصحفية لأنهم دخلوني في موقف سياسي وليس إعلاميا وكان نقل المعلومة ليس دقيقاً، خاصة أنه تربطني علاقات خاصة بالكثير من الزملاء الاعلاميين العراقيين، ولكن بعد ذلك نشرنا الملف وانتهى الموضوع. شاركت في مؤتمرات ودورات وندوات وخلال عملي في مجلة الخليج الجديد وبصفتي مدير التحرير فقد سافرت مع سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني - رحمه الله- لتغطية مؤتمر القمة العربي في بغداد في عام 1979م، وخلال سفري لحضور المؤتمر تعرفت على العديد من الشخصيات العراقية واستفدت منها، وأصبحت تربطنا علاقات قوية، وكذلك سافرت مع وفد اعلامي يضم الزملاء يوسف نعمه رئيس تحرير مجلة العروبة، وخليل الفزيع مدير تحرير مجلة العهد القطرية لحضور مؤتمر دعا له الرئيس صدام حسين تحت شعار تأييد الأحزاب غير الحاكمة لموقف العراق من النزاع مع ايران، وكان مؤتمراً شعبياً أصدر بيانا من ثماني نقاط فيه تأييد للعراق وكان ذلك قبل اندلاع الحرب بعدة شهور. كما قمت في شهر مايو من عام 1982 بتغطية مؤتمر لأوبيك الذي عقد في مدينة كويتو عاصمة الاكوادور. كذلك حضرت دورة اعلام في العاصمة البريطانية لندن وحصلت على شهادة في مجال الاعلام، واكتسبت خبرة ودراية من خلال مشاركتي في الدورات، كما تعرفت على العديد من الشخصيات. الخليج الجديد توزع في كل الدول العربية كان سعر مجلة الخليج الجديد تباع في أسواق قطر بريالين فقط وكان عليها إقبال كبير في تلك الفترة، وكنا نوزع مجلة الخليج الجديد في كل الدول العربية، وكان لها قراؤها في كل مكان من أرجاء وطننا العربي الكبير، وكان أكثر توزيعنا في المغرب ثم في مصر، ولم يكن هناك مرتجع من المجلة وهذا ما أثلج صدورنا وحفزنا على بذل المزيد من الجهد، وتقدمت بطلب إلى وكيل وزارة الاعلام محمد بن عبدالرحمن الخليفي بزيادة عدد طباعة المجلة حيث كنا نطبع (10) آلاف نسخة اسبوعياً ولكن ربما لدى الوكيل علم بنية عن ايقاف المجلة ولم يرد على كتابنا. يوم حزين عندما أغلقت المجلة! بصرحة لقد خيم الحزن على أجواء مقر مجلة الخليج الجديد التي كانت في السد، وقد تأثرت كثيراً بسبب توقف ثم إغلاق مجلة الخليج الجديد التي استمرت في الصدور (7) سنوات، ثم في فبراير من عام 1983 توقفت عن الصدور وذلك بسبب وقف الدعم عن جميع المجلات القطرية، وكانت مجلة الخليج الجديد لها صدى كبير وتنوع في المواضيع ولها صدى كبير لدى الجمهور في قطر وخارجها، وكان فراق العاملين كبيراً حيث ارتبطنا في العمل منذ عام 1977 وحتى توقف المجلة في عام 1983، كما تم اغلاق بعض المجلات القطرية بسبب رفع الدعم الحكومي المالي عن كل المجلات. بعد الإغلاق غيّرت وجهتي إلى البترول بعد اغلاق مجلة الخليج الجديد طرأت لي فكرة بالعمل في المؤسسة القطرية للبترول وقابلت الشيخ راشد بن عويضه آل ثاني المدير العام في تلك الفترة، وحولني إلى مدير العلاقات العامة والذي أبدى نوعا من الرفض للتوظيف معتذراً بأعذار ارتأيت من بعدها ألا أرجع للشيخ راشد بن عويضه الذي عاتبني بعد سنوات بعدم الرجوع له، من بعدها ذهبت إلى العمليات البرية في منطقة ارميله والتقيت بالسيد فيصل السويدي المسؤول عن الشؤون الادارية، وأقنعني بترك العلاقات العامة والعمل في الادارة بقسم تطوير الموظفين، وتوظفت بدرجة كبار الموظفين في عام 1984، وبعد ذلك أوفدوني إلى دورة تدريبية في بريطانيا في مجال التدريب، ودرست حوالي (8) شهور، ثم رجعت للدوحة، وبدأت في عمل برامج ودورات تدريبية لموظفي المؤسسة، وقمت بعمل برنامج لخريجي الثانوية يعتمد على التدريب العملي والدراسة المهنية ومن ثم البكالوريوس ومقابل كل مرحلة يرتقي لدرجة وظيفية أعلى حتى يصل لدرجة السنير (كبار الموظفين)، والحمد لله وفقني الله وحققت نجاحاً كبيراً. بعد صبر طويل تحقق هدفي وحلمي! لقد كان الفضل بعد الله للسوبر فايزر الامريكي (ستيوارت) أولاً لترقيتي ولرفع درجتي الوظيفية، ثم لتحقيق هدفي وحلمي وطموحي وهو إيفادي في عام 1990م في بعثة دراسية في الولايات المتحدة الإمريكية لتكملة دراستي لتحقيق عدة أهداف منها إنهاء دراستي الجامعية، والأهم علاج ابني محمد وبنتي آمنه اللذين يعانيان من مرض عضال أثر على نموهما الجسدي والذهني وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بذلت قصارى جهدي في الدراسة، ومتابعة حالتهما وقد أدخلتهما في مدرسة لتعليمهما وقد نالا حظا وافر من الاهتمام والتعليم والعلاج والتأقلم هناك، قضيت خمس سنوات في أمريكا كانت أحلى وأزهى سنوات عمري. كما نجحت في تحقيق طموحي في التعليم وإنهاء دراستي الجامعية في تخصص (إدارة الأعمال) ثم نلت شهادة تخصص في فن (التسويق)، وكذلك حصلت على الشهادة التي كنت أطمح اليها وهي تخصص (العلوم السياسية)، وقد كانت فرحتي لا توصف بتحقيق حلمي الذي انتظرته بفارغ الصبر لمدة طويلة، ولكن في النهاية نلت المطلوب. عدت للعمل في المؤسسة القطرية للبترول بعد الانتهاء من بعثتي الدراسية عدت محملا بالمعلومات وحصولي على أعلى الشهادات العلمية، عدت للعمل في مجال التدريب والتطوير ثم اشتغلت في إدارة الخدمات وعينت مساعداً للمدير للشؤون الادارية والمالية، وكان بها أكبر عدد من القطريين الذين يشتغلون بوظيفة سكيورتي (حارس أمن) وعددهم حوالي (200) شخص، وكنت سعيداً بتلك المهمة، ونقل الخبرة التي اكتسبتها من خلال الدراسة إلى مجال عملي لتطويره، كما تم تكليفي بإدارة نادي فالكن (الصقر) ونادي الغزال التابعين لمؤسسة قطر للبترول. انتدابي في معهد الجزيرة للتدريب بناء على طلب من سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بانتدابي للعمل في معهد الجزيرة للتدريب الاعلامي، وافق سعادة عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة في تلك الفترة على انتدابي، وتم تعييني نائب لمدير معهد التدريب الذي كان يرأسه محمود عبدالهادي، وقد كانت لدي خبرة في مجال التدريب، وعملنا مع بعض وأسسنا المركز ووضعنا برامج مع بعض وذلك لتدريب وتطوير المذيعين والمذيعات، اشتغلت لمدة سنة واحدة هي فترة انتدابي ثم عدت لعملي في قطر للبترول بعد تحقيق انجاز جيد، واستمررت في العمل حتى تقاعدت في عام 2013. الصدفة قادتني للعمل في كأس آسيا لم أتوقف عن العمل وبالصدفة كنت في زيارة ابن أخي الذي كان يعمل في اللجنة المنظمة لكأس آسيا 2011، وطرح علي فكرة العمل مع اللجنة خاصة أنني اعلامي ولدي خبرة وأتحدث اللغة انجليزية بالاضافة للعربية، وطلب منى حضور اجتماع بين الجانب القطري مع المسؤولين بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وحضرت الاجتماع وتحدثت عن الاعلام وعن طريقة كيفية جذب الجماهير، وطلبوني للعمل في اللجنة، ووافق المسؤول في شركة قطر القابضة للصناعات البسيطة على انضمامي للعمل، وهناك عملت مع هلال المهندي مدير ادارة الاتصال والتسويق والعلاقات العامة وكنت مساعد له وكذلك في نفس الوقت عينت مدير المراكز الإعلامية، وبذلنا قصارى جهدنا من أجل إنجاح هذا الحدث، وقد استفدت من هذه التجربة الرياضية الثرية الجديدة في التعامل مع ثقافات مختلفة تجمعهم حب الكرة. اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة استدعتني صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر للعمل في اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة التي كانت تترأسها شخصياً والمؤسِسة لها، وقد كنت عضوا متطوعاً وممثلا لأولياء الأمور، وقد عملت خلال الفترة من (1990 -2000)، وبذلت قصارى جهدي من أجل المساهمة في هذا العمل التطوعي الهام لمساعدة ذوي الإعاقة، لأنني أحس بما يحس به الشاب المعاق حيث لدي ولد وبنت لديهما إعاقة، وقد استفدت من العمل معهم، واكتسبت خبرة ودراية. العمل في حقل الأعمال الخيرية كنت أحب العمل في مجال الأعمال الخيرية وأكثر فترة انسجمت فيها مع ذاتي هو عندما تطوعت للعمل بعد التقاعد في جمعية الهلال الأحمر القطري، وكنت سعيداً بانضمامي وقد شاركت في أعمال الإغاثة وسافرت إلى عديد من الدول، أذكر منها كينيا والعراق وذهبت لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، وقمنا بأعمال خيرية كثيرة. ترشحت لانتخابات المجلس البلدي من شغفي وحبي في العمل بالمجال الخيري والتطوعي، ترشحت لدخول أول عرس ديمقراطي لانتخاب أعضاء المجلس البلدي عام 1999م يشارك فيه من الجنسين (الرجال والنساء) والباب مفتوح على مصراعيه لمن يرغب في الترشيح ولديه القدرة والكفاءة لخدمة المجتمع عن الدوائر الانتخابية لانتخاب المجلس البلدي وذلك في عام 1999، وقد ترشحت مع مجموعة من الشباب والسيدات وصل عددهم (16) مرشح عن الدائرة الانتخابية الثالثة في منطقة الدوحة الحديثة (الدفنة)، وقد فتحت مركزا انتخابيا عبارة عن خيمة يرتادها المرشحون ووضعت فيها برنامجي الانتخابي، وقد زارني عدة شخصيات من خارج قطر أذكر منهم أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي، ومن الكونجرس الأمريكي ومن بعض الدول العربية، كانت تجربة وعرسا ديمقراطيا تشهده قطر لأول مرة، وكانت الخيام الانتخابية تنتشر في جميع أنحاء قطر. وفي الختام أشكرك وجريدة الشرق على هذا اللقاء وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.

1898

| 02 نوفمبر 2023

محليات alsharq
عيسى آل إسحاق لمجلس الشرق: ضب كاد يفقدني بصري أثناء تحنيطه

ضيف مجلس الشرق الإعلامي عيسى بن محمد آل إسحاق، رجل عصامي مكافح ومجتهد، توفي والده وهو صغير جداً، لكنه لم يتوقف ولم ييأس، قَبِل التحدي والظروف الصعبة، وانهمك في التعليم منذ نعومة أظفاره، لم يتجه مع أقرانه لممارسة الرياضة كالمعتاد بل كان يعشق الرياضة، ويحضر مباريات كرة القدم والسلة والطائرة، حول بوصلته تجاه الثقافة والعلم والمعرفة فنهل من مختلف الثقافات، كان يحب السياسة ويعشقها، وكان قلبه متعلقا بالقومية العربية رغم صغر سنه فخرج وهو في سن التاسعة مع المتظاهرين وذلك لتأييد ثورة الجزائر واستقلالها عن الاستعمار الفرنسي، يحب الأخبار ويحلل ما وراء الخبر ويتابعها عبر الإذاعات منذ ستينيات القرن الماضي، درس في أمريكا ولكن بعض الظروف لم تمكنه من الاستمرار وتحقيق الحلم وقطع دراسته وعاد لأرض الوطن وعمل في الإعلام وتولى منصب مدير تحرير مجلة الخليج الجديد وبعد إغلاقها عام 1983م، انتقل للعمل في قطاع البترول، لكن في نهاية المطاف تحقق الحلم الذي يتمناه، (الشرق) زارته في مجلسه العامر بالدفنة وكان هذا اللقاء الذي يحمل بين طياته الكثير من الذكريات والتحديات وتحدث عن تجربته الصعبة. الولادة في الجفيري والنشأة في الغانم الجديد كانت ولادتي بتاريخ 11/‏11/‏ 1953م حسب ما ذكرته الوالدة الله يرحمها وكان ذلك في فريج براحة الجفيري وتحديدا في بيت صالح تلفت الذي تم استئجاره من قبل الوالد للسكن فيه، ثم انتقلنا إلى فريج الغانم الجديد حيث قام والدي ببناء بيت خاص لنا، وهناك نشأت وترعرت فيه ولعبت في الفريج مع أقراني من الشباب وخاصة في الملعب الرملي القريب من المسجد الذي على طريق رأس أبوعبود مقابل دار الكتب، وهذا الملعب تخرج منه لاعبون مميّزون وبرزت منه مواهب عديدة أغلبها لعبت ضمن الأندية والمنتخبات وأذكر منهم الكابتن (ماجد الصايغ)، وكان والدي مطوّعا يؤم الناس في المسجد القريب من بيتنا، وكوّن علاقات طيبة مع الجيران في الفريج وكان مجلسه مجلس علم، وقد توفي الوالد وأنا عمري صغير وقد تأثرت كثيراً وحزنت لفراقه. اللجنة الرياضية العليا في فريج إسحاق نظراً لوقوع مقر اللجنة الرياضية العليا في فريج إسحاق بمنطقة أم غويلينة (منذ عام 1964)، وقريبة من منزلنا فقد كنا نتابع ونحضر المباريات والاحتفالات التي تقام هناك، وكان مقرها يحتوي على عدة غرف للإداريين، وشبه صالة مغطاة تقام عليها مباريات كرة الطاولة، وتضم ملاعب كرة السلة والطائرة وكرة اليد، وأذكر كانت تقام عليها مباريات الدوري، وتقام عليها الدورات الرمضانية الليلية وخاصة كرة السلة والطائرة، كانت المباريات قوية ومثيرة، وشهدت إقامة السيرك وألعاب التسلية المختلفة، وتم نصب خيمة كبيرة، وتقام في أيام الأعياد حيث يكثر الزوار والرواد، وأيضاً تقام عليها بعض الاحتفالات وكنا ونحن صغار ندخر العيدية لنذهب لمشاهدة السيرك ونلعب في الألعاب، واستمر هذا المقر يخدم الرياضة ويساهم في تطويرها حيث كونت لجان لكرة اليد والطائرة والسلة والتنس، ثم تحولت هذه اللجان إلى اتحادات، هنا كانت بداية الرياضة لهذه الألعاب الجماعية والفردية وبدأ التنظيم الحقيقي للرياضة، وكان يرأس اللجنة الرياضية العليا سعادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف في تلك الفترة، وكان عبدالعزيز بن فهد بوزوير هو سكرتير هذه اللجنة، واستمرت اللجنة في تطوير الرياضة حتى صدور قرار إنشاء إدارة رعاية الشباب، وتم دمج بعض الأندية القطرية وذلك في عام 1972. خالد بن الوليد كانت بداية عهدي بالتعليم التحاقي بالتعليم النظامي كان في عام 1960 /‏1961 بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية لأنها كانت قريبة من بيتنا، ودرست الأول ابتدائي فيها ثم نقلونا إلى مدرسة قطر النموذجية بسبب إجراء تصليحات وبناء القسم الجديد من مدرسة خالد بن الوليد درست سنة واحدة فقط الصف الثاني ابتدائي، ثم رجعت إلى مدرسة خالد بن الوليد للدراسة مرة أخرى، وكان قسم التغذية يقع بالقرب منا، وأذكر كنا نتناول فيه وجبة الغداء وكان طعم الأرز رائعاً وكنا سعداء بوجبة الفطور مع حليب وليامس، كما خصصت لنا وزارة المعارف كسوة الشتاء والصيف من الملابس وكذلك الأحذية وخصصت راتبا شهريا لجميع الطلبة وهو مبلغ (45) ريالا، وكانت فرحتنا لا توصف بتلك الأشياء والهدف هو تحفيزنا على التعليم، وفي فناء المدرسة ساحة كبيرة وبها ملعب كرة قدم وملاعب لكرة السلة والطائرة وكانت الأرضية من الإسفلت، وهناك غرف متعددة، كانت تابعة لمدرسة قطر الابتدائية القديمة أول مدرسة نظامية في قطر، ونظراً للإقبال المتزايد لعدد الطلاب، فقد تم بناء مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية الجديدة وحلت مكان مدرسة قطر القديمة، وتتكون من طابقين وصفوف جميلة مع مسجد معماري جميل، هذه المدرسة خرّجت أجيالا ساهمت في بناء وتطور النهضة في قطر، وكان أغلب أبناء العوائل القطرية درس فيها، ولديها فرق رياضية قوية في المنافسات الرياضية، أذكر كانت هناك نشاطات في الفترة المسائية مثل الرسم التي برز فيها يوسف أحمد وماجد المسلماني وكنت ضمن جماعة العلوم وكان المشرف عليها هو الأستاذ (أحمد وحيد) فقد كان يعلمنا تحنيط الطيور والحيوانات وكانت هواية جميلة وممتعة تشغل أوقات فراغنا ونستفيد منها. كدت أفقد بصري!! رغم حبي للتحنيط لكن الحلو ما يكمل، فقد حدث لي حادث كدت أن أفقد فيه بصري، وذلك أثناء حقن (الضب) بإبرة مخدر انكسرت الإبرة التي بها المادة المخدرة (الكلوروفورم) في جسم الضب وجاءت مادة المخدر صوب عيني وعين المدرس الذي أنقذ نفسه مسرعاً بغسل وجهه لأن لديه زمزمية فيها ماء، أما أنا فقد أخذني زميلي سعود الدليمي بسرعة إلى الحمام وغسل وجهي من سطل متروس بالماء، ثم من الخوف غمرت رأسي في درام الماء ومن يومها وأنا ألبس النظارة، كان شغفنا كبيراً على التعلّم وممارسة نشاطات متنوّعة. مدرسة الخليج العربي تصميمها إبداعي أكملت الصف الخامس والسادس الابتدائي في مدرسة الخليج العربي رمز العروبة، وكانت أول مدرسة مبناها نموذجي جميل وقامت ببنائها وتصميمها شركة إنجليزية لذا استمرت مبانيها لفترة طويلة لم تتضرر كما أن بها صالة ألعاب رياضية للألعاب الفردية والجمباز، وكان المكان المفضل لي هو الجلوس والتأمل في حديقة المدرسة الغنَّاء التي كان يشرف عليها مزارع فلسطيني كان مهتما بأدق التفاصيل فيها. وقد استفدت في هذه المدرسة من علم الأستاذ يوسف بن عبدالرحمن الخليفي فقد أثرت دروسه فيَّ كثيراً بالإيجاب، وخاصة استفدت من دروس الحياة الخاصة والنصائح التي يعطيني إياها في مكتبة المدرسة التي يشرف عليها، وكذلك استفدت من علم مدرس العلوم الشرعية الأستاذ جاسم المناعي، وبالمناسبة مبناها نفس مدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية التي قامت ببنائها وتصميمها شركة إنجليزية. والدي استعرض على ظهر الخيل في قطر النموذجية أتذكر عند زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز إلى قطر افتتح مدرسة قطر النموذجية، وتم عمل برنامج حفل افتتاح رائع كنت أنا في فرقة الأشبال وكنا نحن والكشافة مصطفين على قارعة الطريق في صف طويل نستقبل العاهل السعودي ضيف قطر الكبير في تلك الأيام، وكان والدي يقوم بتربية الخيول ولديه إسطبل صغير في البيت، وكان يستعرض أيام المناسبات والأعياد وخاصة عند قلعة الريان، ويقولون إن والدي فارس ماهر، كما يذكر أنه قدم استعراضا أمام العاهل السعودي عند افتتاح مدرسة قطر النموذجية في تلك الفترة. رغم صغر سني كنت من المتظاهرين لاستقلال الجزائر أذكر عندما كنت صغيراً وعمري لا يتجاوز تسع سنوات وفي ستينيات القرن الماضي تقريباً 1963، شاركت في المظاهرات التي أقيمت في الدوحة تأييداً للجزائر، فقد كان في شركة عمي إسحاق بن حسين للمقاولات موظف اسمه يوسف الأيوبي من فلسطين، قام بكتابة يافطة حملتها مع المتظاهرين وكنت سعيداً بترديد الهتافات والأناشيد الوطنية مثل (ياهل الجزائر هلّت بشاير) وغيرها وكنا نطوف شوارع الدوحة الرئيسية يملؤنا الحماس والشعور بالوطنية والقومية العربية، كنا سعداء باستقلال الجزائر بلد المليون شهيد، وأذكر كنت أستمع للأخبار من إذاعة (BBC) من لندن وكنت شغوفاً بالاستماع للأخبار والتحليلات ومعرفة ما يجري في العالم، وقضية الجزائر هي التي أوصلت جمال عبدالناصر لقلوب الجماهير وأصبح متوهجاً في تلك الفترة وكانت الجماهير في كل أرجاء الوطن العربي تهتف باسمه، وتجمّع العرب نحو قضية الجزائر لأول مرة بالإضافة لقضية فلسطين الكبرى. درست الإعدادية في رأس أبوعبود درست المرحلة الإعدادية في أواخر ستينيات القرن الماضي في مدرسة رأس أبوعبود، وكانت مبنية حديثا من أجل استيعاب زيادة عدد طلاب المرحلة الإعدادية، وقد كنت سعيداً لأنني تعرّفت على عدة أصدقاء جدد، ومدرسين جدد وكانت المدرسة قريبة من شركة شل وميناء رأس أبوعبود، وفندق الخليج، وشاركت في الأنشطة التي تقام في المدرسة في تلك الفترة، كما توسعت مداركي وتفكيري وبدأت أهتم كثيراً بالقراءة. في الثانوية ما زلت أذكر ما قدمه لنا الأساتذة أذكر درست المرحلة الثانوية في القسم الأدبي بمدرسة الثانوية برأس أبوعبود التي كانت إعدادية ثم تحولت إلى ثانوية، ولقد مر عليَّ أساتذه أفاضل متمكنون ومتميزون ما زلت أذكرهم بالخير لأننا استفدنا من علمهم وخبراتهم، من هؤلاء الأساتذة أحمد علي منصور في علم الاجتماع، والأستاذ سليمان الستاوي علمنا الفلسفة وعلم النفس والأستاذ طالب بلان الذي استفدنا من علمه في التاريخ، وحققت نسبة جيدة في القسم الأدبي، كنت مهتما بالعلوم السياسية، وأتابع الأخبار في كل مكان، كما كنت من الداعمين للقومية العربية في أوج توهجها أدى ذلك إلى شغفي واهتمامي بعالم السياسة، لذا اخترت العلوم السياسية، والإعلام، لم يوافقوا على دراسة العلوم السياسية فاخترت الإعلام والصحافة والقانون وتخصص علم النفس. اخترت أمريكا لدراسة الصحافة منذ الصغر وأنا متعلق وشغوف ومغرم بالسلطة الرابعة وهي الصحافة والإعلام والعلوم السياسية، لذا بعد تخرجي من الثانوية العامة، اخترت دراسة الإعلام والصحافة في أمريكا، وذلك للتعرف على ثقافات مختلفة والاعتماد على النفس واسكتشاف العالم لأن أمريكا قارة كبيرة، ووافقت وزارة التربية والتعليم وأوفدتني في بعثة دراسية على حساب الدولة، كنت سعيداً وشغوفاً في الدراسة والأجواء كانت مناسبة وجميلة وفي إمكانية دراسة أكثر من تخصص، وكنت أنوي أن أدرس العلوم السياسية والاقتصادية، في البداية عندما وطئت قدماي أرض ميتشغن استقبلنا الطالب في تلك الفترة محمد بن عبدالرحمن المناعي (رحمه الله) وحسسنا بدفء وحرارة الاستقبال، ودعانا إلى وجبة عشاء أسعدتنا جميعاً، وعرّفنا على ميتشغن، وكنا سعداء بوجود مواطنين قطريين سهلوا لنا مهمتنا، درست في البداية بمعهد لتعليم اللغة الإنجليزية في (لانسج) في جامعة ولاية ميتشجن، ثم بعد ذلك تم توزيعنا حسب اختياراتنا على جامعات معينة حسب اختصاص كل طالب ومعيار وحسب قبول كل جامعة، انتقلت لمدينة (سجانا) للدراسة في كلية بالجامعة هناك، درست لمدة ثلاث سنوات ولم أكمل تعليمي في السنة الثالثة بسبب ظروف خاصة، وفي عام 1976 رجعت للدوحة على مضض وقلبي يحترق !!. أخيراً وجدت وظيفة في الإعلام بسبب حبي للسياسة ذهبت في عام 1976 لوزارة الخارجية وذلك للعمل هناك لكي أشبع رغبتي وأحقق طموحي وأخدم بلدي في المجال الدبلوماسي، هناك قابلت السيد/‏ جابر السليطي الذي قال لي لا توجد لدينا وظائف في الوقت الحالي، أصبت بالصدمة والإحباط وتبخرت أحلامي في العمل بوزارة الخارجية، لم أيأس بل حاولت البحث عن وجود وظيفة تناسبني، فذهبت مع الزميل محمد زينل لمقابلة سعادة مانع الهاجري بوزارة الإعلام استقبلني بترحاب وقال أنت درست صحافة وإعلام وتصلح للعمل في (مجلة الدوحة) لأن تخصصك إعلام ونحن نحتاج شبابا قطريين للعمل في الصحافة، وعلى الفور وافقت على العمل بإدارة مجلة الدوحة عندما كان رئيسها إبراهيم الشوش وتصدر مجلتين هما الدوحة ومجلة الخليج الجديد الشهرية وتم تعييني في عام 1977 م بمجلة الخليج الجديد. نتابع الجزء الثاني الخميس القادم

2574

| 26 أكتوبر 2023

محليات alsharq
الصلات أول رسام كاريكاتير قطري يظهر في التليفزيون

ضيف مجلس الشرق محمود علي الصلات، الذي يمتلك متحفاً خاصاً يعرض فيه مجموعة من المقتنيات والمخطوطات، والتي تتعلق بالتراث والصور القديمة التي تعبّر عن ماضي قطر المجيد، ولديه مكتبة خاصة ورثها عن أبيه، وبها مجموعة كبيرة من الكتب، إضافة إلى ما قام بجمعه خلال مسيرته من مقتنيات، تحدثنا معه وغصنا في أعماقه واستخرجنا معلومات ثرية عما يحتويه متحفه الخاص من مقتنيات لها قيمة تاريخية.. الشرق زارته في بيته العامر بمنطقة الثمامة، وجلسنا في متحفه بين مقتنياته المتناثرة في كل مكان وكان هذا اللقاء. كانت ولادتي في فريج الأحمد، وذلك في عام 1954 بالقرب من سوق واقف، في تلك المنطقة الجميلة والقريبة من شاطئ البحر في تلك الفترة قبل دفن المنطقة، كانت المنطقة تزخر بالنشاط والحيوية، وهي قريبة من جميع الأسواق، منها سوق واقف، وشبرة السمك ومقصب اللحم والميناء وشبرة الفواكه والخضراوات، وسوق الحدادين والصفارين وغيرها من المهن والحرف في تلك الفترة، وكنا نذهب للأسواق مشياً على الأقدام. بدأت التعليم من مدرسة خالد بن الوليد أنا درست في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، وكانت مدرستنا جميلة، وبها ملعب كرة قدم أرضيته من الاسفلت وملعب كرة سلة وطائرة، وبها مرسم جميل، وتخرج فيها أجيال من الطلبة، قضيت ست سنوات كانت بالنسبة لي من أحلى سنوات عمري، حيث بداية التعليم النظامي في قطر، وكنا نرجع بعد صلاة العصر ونمارس الأنشطة وننمي هوايتنا المتعدد، خاصة أن الطلاب يقبلون بشغف كبير على ممارسة الهوايات والمشاركة في أغلب الأنشطة، كما شاركت في فرقة الأشبال والكشافة، ونسعد عندما نستلم المعاش وقدره (45) روبية، كما نفرح بالملابس الشتوية والصيفية وكذلك الأحذية التي يعطونا إياها من قبل وزارة المعارف في تلك الفترة لتشجيعنا على الإقبال على التعليم وتخرجت في المدرسة الابتدائية عام 1968 وكرموني في يوم العلم مع الطلبة، وقام بتكريمنا واستلمنا الشهادة الابتدائية وهي جميلة ومزخرفة في قسم التغذية من حاكم قطر الأسبق الشيخ أحمد بن علي آل ثاني. في قطر الإعدادية منعني أبي من الجمباز أذكر درست في مدرسة قطر الاعدادية وكان لي نشاط في لعبة الجمباز، وكنت لاعباً جيداً، وقد تم اختياري للعب ضمن صفوف منتخب المدارس للجمباز، ولكن والدي منعني من هذه اللعبة، وقال إنها خطيرة، والسبب هو أن أحد زملائي المقربين كان معنا يمارس الجمباز ولكنه أخطأ وأصيب إصابة بالغة أدت إلى وفاته، وقد تألمت كثيراً بفقدانه وتركت لعبة الجمباز للأبد. رسم الكاريكاتير هوايتي في المدرسة ثم انتقلت للسكن في مدينة خليفة، ودرست في مدرسة اليرموك الاعدادية التي أطلق عليها في البداية المدرسة الاعدادية الجديدة، وكانت لديّ هواية رسم الكاريكاتير، وكانت لي رسومات مميّزة في المدرسة وكنت مولعاً وشغوفاً بهذه الهواية ورسمت عدة رسومات علقت على لوحات المدرسة، وزار المدرسة سعادة الأستاذ أحمد علي الأنصاري مدير إدارة رعاية الشباب، وكان في تلك الفترة يقدم برنامجا في تلفزيون قطر اسمه ( الرياضة والشباب) أيام الشاشة باللونين الأبيض والأسود، وأعجب برسوماتي وطلبوني في مكتب مدير المدرسة عبدالرحمن النعمة وأجرى لي اختبارا لرسم بعض الكاريكاتيرات المتنوعة، وقمت برسم المطلوب وقال غداً تلبس ملابس جديدة وتحضر الرسومات معك لأنك ستطلع معي في التلفزيون، وافقت على طلبه، وفي اليوم الثاني جاء إلى المدرسة واصطحبني معه بسيارته إلى التلفزيون، وتم إجراء لقاء معي وكنت سعيداً وذلك لظهوري للمرة الأولى في تلفزيون قطر كأول رسام كاريكاتير قطري، وأهديتهم الرسومات. جمعية الكشافة القطرية كرمتني كما شاركت مع فريق الكشافة بالمدرسة وكنت نشيطاً وأحب العمل الكشفي الذي يعودك على الاعتماد على النفس والصبر والجلد ومساعدة الجماهير، وقد حضرت المعسكر السنوي في رأس أبوعبود، وقد كرمتني جمعية الكشافة القطرية مؤخراً ومنحتني درع الرواد وكنت سعيداً بهذه المناسبة لأنهم تذكروا أغلب الرواد. استفدت من بعثة تدريبية في فرنسا بعد أن أنهيت المرحلة الإعدادية عام 1975 م قرأت خبر إيفاد الشباب القطري في بعثة دراسية تدريبية في فرنسا، راقت لي الفكرة والتحقت بشركة قطر الوطنية لتوزيع البترول (نودكو)، وتم ابتعاث (25) متدرباً إلى فرنسا، لأن النية لديهم كانت افتتاح مصفاة البترول، اقبلنا على التدريب بهمة ونشاط من أجل الاستفادة من البعثة وتطبيق ما تدربناه عملياً عندما تفتتح مصفاة البترول. حققت هدفي ودرست في أمريكا رجعت لمواصلة الدراسة في المرحلة الثانوية، ودرست في المدارس الليلية، وقد اجتهدت وثابرت وعكفت على الدراسة، وبذلت قصارى جهدي من أجل تحقيق هدفي وطموحي وهو الحصول على الشهادة الثانوية، وقد تخرجت وحصلت على مجموع حوالي (80 %) في الثانوية وهذا أهلني للحصول على بعثة دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد اخترت دراسة تخصص (إدارة أعمال ) وذهبت إلى هناك وبدأت الدراسة وتأقلمت مع الأجواء، وبعد العودة من الدراسة تمت ترقيتي إلى درجة كبار الموظفين. عشقي حب المتاحف والآثار أوفدتني شركة البترول في دورات قصيرة في مصر، وذلك للتدريب والاستفادة وكان معي مجموعة من الشباب المتدربين، وخلال عطلة نهاية الأسبوع كنت أحب زيارة المتاحف والمعالم والأسواق التي تبيع التراث، كنت أعشق جمع التراث والمقتنيات، وكنت أشتري المخطوطات والعملات النادرة القديمة والراديوهات وغيرها مما تقع عيني عليه وله أهمية لا أتوانى في شرائه واقتنائه. أحمل كاميرتي على كتفي! منذ الصغر وعندما نجحت إلى الصف الثالث خيرني والدي ماذا تطلب أن اشتري لك هدية النجاح، قلت كاميرا تصوير (آلة تصوير )، قال كنت أتوقع تطلب شراء سيكل ( دراجة هوائية ) مثل أقرانك واخوانك وتلعب معهم، وقد تم شراء الكاميرا، وكنت أحب هواية التصوير، وكنت أحمل كاميرتي على كتفي لأنني أحب تصوير المناظر والأسواق والبحر واللنجات وأصور الحدادين والصفافره والندافين وسوق الخضرة (الشبرة) وغيرها، وقد اشتريتها بحوالي 5 روبيات، كنت أصرف فلوسي على شراء الأفلام وغسلها وتتم طبعها لي، وكنت سعيداً، وبعد ذلك نمت عندي هواية جمع الصور القديمة وعندي صور عديدة لا أستطيع حصرها، وأما أجمل صورة قمت بتصويرها هي لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبجانبه صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونشرتها في (موقع فلكر )، وأذكر من القصص التي أحزنتني حيث قامت إحدى المجلات القطرية بسلب حقوقي وتفاجأت بنشر صورة تخصني على غلافها بدون علمي واتصلت بهم ودارت مناقشات حامية، وأثبت لهم أن هذه الصورة أنا صاحبها ومن قام بتصويرها ونشرتها على موقع فليكر، وليس لديكم الحق بنشرها إلا بإذن مني، وأنا أمتلك (النجتيف) أفهمتهم ولكن لا حياة لمن تنادي وخرجت من المولد بلا حمص!من عند الخباز جمعت عملات معدنية!أذكر كنت أذهب للخباز لشراء الخبز كعادتي، وكان بعض المغتربين والوافدين من جنسيات مختلفة كالهنود والباكستانيين والآسيويين وغيرهم يعطون الخباز عملة معدنية تتبع بلدانهم لشراء الخبز، وكان الخباز يرميها أو يحفظها عنده، طلبت من الخباز هذه النقود وأعطاني كمية لا بأس بها، وأوصيته في كل مرة يجمع لي هذه النقود، وطلبت منه دفع ثمنها فرفض وقال نحن نحتسب الأجر، لذلك ترانى محتفظا بالعملات المعدنية، وكما ترى هذه الكميات الموجودة عندي من العملات المعدنية جمعتها على مر السنين ووضعتها في زجاجات كبيرة في متحفي الخاص. قصة الزمزمية التي عليها صورة حاكم قطر دائماً أحرص في زياراتي للدول على الذهاب إلى الأسواق القديمة، وكذلك سوق بيع أدوات التراث، وفي أحد أسواق البحرين رأيت صورة على زمزمية القهوة القديمة، تأملت فيها كثيراً ووجدت صورة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وقال لي هذه صورة طواش قديمة، وعلى الفور اشتريتها بحوالي (30) ريالا، واشتريت بعض نوعية من الزمزميات التي يطلق عليها (أم وزار) لأن شكل الرسمة تشابه (لوزار)، وبعد فترة عندما جئت للسوق عرض عليّ الشخص الذي باعني الزمزمية شراءها بمبلغ أكبر وقال هذه صورة حاكم قطر وليست شخصية عامة، ورفضت بيعها وأحتفظ بها في متحفي كما تشاهدها. متحفي يضم مخطوطات كنت عند زياراتي إلى مصر دائماً أجد مجموعة من المخطوطات القديمة والكتب وشهادات السلطنة المصرية، كما لديّ اسهم عندما كانت مصر والسودان دولة واحدة، وبعض المقتنيات حصلت عليها في المزادات ويبيعون البعض منها في بعض أماكن التراث، وكنت أشتريها من المحلات التي تعرضها، كما لديّ الكثير من المخطوطات العثمانية، وتكونت عندي مجموعة كبيرة في متحفي بالبيت، كما أن هناك مجموعة من الطوابع القديمة عن قطر وعن فرنسا وبعض دول العالم، وتذاكر دخول السيرك، والسينما والحدائق وغيرها، ولديّ مجموعة مميّزة من الراديوهات، اشتريتها بأسعار زهيدة عندما ذهبت إلى أمريكا وكذلك لديّ مجموعة من الساعات القديمة المتنوعة، كما أهداني الوالد مكتبة فيها مختلف الكتب النادرة. غرشة بيبسي قديمة سعرها خيالي! أتذكر عند مقصف مدرسة أبوبكر الصديق وجدت بالقرب منه مكان ترمى فيه الزجاجات، ومن محاسن الصدف وجدت زجاجة فارغه مدفونة في الأرض ولم تصبها عوامل القدم أو التورية بل كانت في حالة جيدة خاصة بعد أن قمت بتنظيفها، وهي ضمن مقتنياتي، وقد بيّعت مثل هذه ( الزجاجة ) الفارغة بسعر وصل إلى (11000) ألف ريال، وهذا يعتبر سعرا خياليا، وقد عرض عليّ بيعها ولكن لم أوافق لأنني أحتاجها في متحفي. ماكينة النامليت اقتنيتها من الأحساء كما أمتلك ماكينة (النامليت) بوتيلة المشروب المفضل في تلك الأيام بنكهات مختلفة خاصة وأهمها عصير الليمون وأول مشروب غازي عرفه أهل الخليج يعبأ في زجاجات وغطاؤها تيلة لذا سميّ أبو تيلة، وهذه الماكينة اقتنيتها سليمة من الاحساء بالسعودية، واشتريتها مع كامل معداتها، وهي في نفس الوقت تتمكن من عمل ثلاث زجاجات عصير في وقت واحد، وتعمل يدويا باللف. امتلك نسخة العدد الأول من جريدة الأهرام كما أمتلك نسخة من العدد الأول من جريدة الأهرام المصرية، ومن أغرب هواياتي هو اقتناء جوازات سفر الشخصيات المشهورة، وقد وجدت جواز سفر محمود رياض، والمطرب محمد عبدالوهاب، وجورج أبيض وغيرهم. 1966 صدرت عملة نقد قطر ودبي بعد التخلي عن الروبية الهندية التي كانت سائدة خلال فترة الخمسينيات والستينيات، قررت قطر أن تكون لها عملة قطرية وقد اتفقت مع إمارة دبي قبل ظهور دولة الامارات على عمل عملة ورقية وذلك في عام 1966 وكانت تحمل فئة 1 ريال و 5 ريالات و10 ريالات و25 ريالا و50 ريالا ثم 100 ريال، والطلب كبير الآن لدى عشاق جمع العملات على فئة 25 ريالا، و100 ريال. مقتنيات تاريخية لها دلالات كما لديّ مقتنيات تاريخية لها دلالات مثل الآلة الحاسبة التي تستخدم في المحال التجارية صنعت عام 1890 م، وفازة هولندية أو ملة كما نسميها في قطر منذ عام 1845 م، وآلة طباعة قديمة وأوسمة ونياشين، وآلات تصوير متعددة ونادرة، وتلفزيون كان يستخدم في خمسينيات القرن الماضي حتى منتصف الستينيات، كما أهداني أحد أقاربي تحفة فنية نادرة من الخشب النادر وعليها زخارف فنية جميلة تستخدم لوضع المجوهرات، كما عندي التريك المصنوع في السويد والشولة السويدية كذلك مجموعة فنارة. أختام الدولة العثمانية والدولة المغولية ومن مقتنيات متحفي أمتلك أختاما متنوّعة من الدولة العثمانية، واختاما من الدولة المغولية في الهند، وهناك اختام كثيرة لعدة دول أحتفظ بها في متحفي. قصة عملات سوق إمبابة أتذكر خلال جولتي في سوق إمبابة المصري الذي يفتح يوم الجمعة فقط، وقد وجدت مجموعة عملات معدنية مرمية بكميات كبيرة، فأرسلت شخصا مصريا واشترى العملات (بستة جنيهات)، أخذت العملات للبيت وقمت بتنظيفها جيداً، وقد طلّعت من هذه العملات الأمريكية حوالي 40 دولارا أمريكيا، وفي مصر يتم صرف العملات المعدنية، وقررت صرفها بالجنيه المصري وقد ربحت في الشراء، كما وجدت عملات معدنية مختلفة لعدة دول مختلفة ومنها عملات ملكية وعملة نقد قطر ودبي المعدنية. وأشكرك وجريدة (الشرق) الغراء على هذا اللقاء.

2214

| 19 أكتوبر 2023

محليات alsharq
الخبير الثقافي أحمد السليطي يفتح قلبه لمجلس الشرق ويتذكر الزمن الجميل "2 - 2": نافست وزراء في أول مجلس بلدي منتخب وفزت بالعضوية

نواصل الجزء الثاني من لقاء الخبير الثقافي أحمد بن عبدالله بن سلطان السليطي عضو المجلس البلدي سابقاً ومدير متحف قطر الوطني سابقاً، حيث يتحدث عن مشواره مع الإعلام والثقافة الذي قضى فيه (42) عاماً حافلا بالعطاء، وقد حضر عدة دورات تدريبية ومؤتمرات واجتماعات عديدة تخص عمله، تقلد عدة مناصب بوزارة الإعلام والثقافة منها مساعد مدير إدارة السياحة والآثار ومدير متحف قطر، ثم عين مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون وبعده عُين خبيرا بوزارة الثقافة حتى تقاعد عن العمل عام 2016. هو خريج جامعة عين شمس تخصص ليسانس آداب (علم اجتماع)، وقد فاز بالانتخابات في أول مجلس بلدي عام 1999، فتح قلبه لـ الشرق وروى لنا ذكريات الزمن الجميل. في منطقة شرق وبالقرب بين فريج الرفاع وفريج الهتمي وملعب نادي النهضة كان يقع فريج أهل بوظبي، لأن أغلب القاطنين فيه هم من أهل إمارة أبوظبي الذين سكنوا المنطقة في أربعينيات القرن الماضي واستمروا حتى نهاية الستينيات، ورحلوا عن قطر عند استقلال دولة الإمارات وتسلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في الإمارات، وكانوا يعملون في قطر ولهم سفن تدخل البحر للتجارة وصيد السمك، وقد درس الكثير منهم في بعثة دراسية خارج قطر، أذكر منهم سعادة/‏‏‏‏ مانع بن سعيد العتيبة وزير البترول السابق بالإمارات، الذي تخرج من العراق، وسعادة السيد أحمد بن خليفة السويدي وزير خارجية الإمارات الذي تخرّج من جامعة القاهرة بمصر عام 1966 واشتغل بوزارة المعارف، وسعادة السيد محمد حبروش الذي درس في بريطانيا وغيرهم كثر من أهل أبوظبي، وأذكر أن بيت الوالد أحمد خليفة السويدي تم ترميمه وهو من البيوت التراثية الفخمة والجميلة في الفريج، كما أذكر أن الأخ محمد الشيبة كان عنده شوعي يدخل فيه البحر ويصيد الأسماك. العمارة المسكونة!! كان هناك عمارة في فريج اسلطة تتكون من عدة طوابق وتقع قبالة البحر اللي جنب (الدكير) مكان جداف السفن على البحر، هذه العمارة سكنت ثم هجرت وسكنها في البداية بعض المدرسين الذين كانوا يعملون في مدرسة أبو بكر الصديق ثم هجروها وذلك بسبب أن العمارة كما يعتقد وأخبرنا الأهل بأنها مسكونة من الجن، ومن المقولات بأنه أحياناً تفتح الأبواب والنوافذ بدون وجود أحد داخل المنزل، وقد ظلت العمارة فترة طويلة مهجورة. من الأدب المسرحي إلى ليسانس الآداب بعد التخرج من الثانوية كانت الدولة محتاجة إلى تخصص في الأدب المسرحي، وتم ابتعاثنا إلى القاهرة لدراسة الأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، لأن الحركة المسرحية لها تاريخ عريق في مصر، وعند وصولنا لأول مرة سكنا في فندق غراند هوتيل وسط البلد، وبسبب تأخير قبول الطلبة الوافدين فقد أشار علينا بعض من سبقونا من الطلاب بدخول الجامعة أفضل من الدراسة في المعهد القومي المسرحي، لأن الدراسة في المعهد لا ترتقي إلى الدراسة الجامعية في ذلك الوقت، وبعد التفكير والاستشارة قررت أن أدرس في جامعة عين شمس في عام 1969 /‏‏‏‏1970م، التحقت بالجامعة وتخصصت في علم الاجتماع، وكانوا يخصصون لنا مبلغ (48) جنيها للمصروف، وقد انتقلت للسكن في منطقة المنيل مع الزملاء علي السليطي وعلي بن ماجد ومحمد النصر، ثم في السنة الثانية انتقلت إلى مصر الجديدة وسكنت في منطقة منشية البكري مع المستشار خليفة بن دعلوج الكبيسي (رحمه الله) لأنها قريبة من جامعة عين شمس، وكانت الدراسة الجامعية ممتعة، خاصة أن القاهرة كانت تعج بالحياة الأدبية الفنية والثقافية والمسرحية والسينمائية فقد كنا نذهب لمكتبة مدبولي في ميدان طلعت حرب لشراء الكتب حيث تزخر بأمهات الكتب، وكان سعر الكتاب مناسبا، وقد كانت الأفلام تعرض في السينمات بالقاهرة التي لها روادها، وكان للمسرح دور كبير في عرض المسرحيات على المسرح مباشرة، كانت القاهرة مركز إشعاع علمي وفكري وثقافي، وجامعاتها متطوّرة، وأهم ما يميز تلك الفترة العلاقات القوية بين الطلبة القطريين وكانت الزيارات المتبادلة دائماً بيننا، وكنا سعداء عندما يزورنا زملاؤنا من الطلبة. كنا نأخذ المؤونة من الدوحة أتذكر كنا نأخذ من الدوحة المؤونة (المواد التموينية) التي نحتاجها وتعودنا عليها، وكانت الوالدة (رحمها الله) هي التي تقوم بتجهيز احتياجاتنا من البلاليط وأنواع البزار (البهارات) والعيش (الرز) والجبن والمربى والعسل ومعجون الأسنان والصابون والشامبو وغيرها من احتياجاتنا اليومية. انتصار مصر في حرب أكتوبر أثلج صدورنا عندما قامت حرب أكتوبر، كنت أدرس في القاهرة وفرحنا بالبطولات التي سطرها الجيش المصري الذي عبر قناة السويس وحطم خط بارليف الذي كان لا يقهر كما العدو الإسرائيلي، لكن بسالة ورجولة أبناء مصر حطمته ولاذ الجيش الإسرائيلي بالفرار شارداً في صحراء سيناء. لقد عشنا في القاهرة أياما جميلة ممزوجة بفرحة النصر وبالفخر والاعتزاز لما حققه أبطال مصر، وكانت الصحف المصرية تبرز أخبار البطولات، إضافة إلى وضع الأغاني الوطنية التي تلهب الحماس. ونظراً لظروف الحرب قررت السفارة القطرية ترحيل الجالية القطرية من مصر إلى قطر، وذلك عبر ليبيا وخاصة مطار بنغازي حيث خصص مطار القاهرة للطيران الحربي، استمرت الرحلة من القاهرة إلى مطار بنغازي (12) ساعة بالباصات، وفي اليوم الثاني تم التوجه إلى مدينة جدة بالسعودية ثم إلى قطر، وبعد حوالي أكثر من شهر استقرت الأمور، وعدنا للدراسة في القاهرة. حراك ثقافي وفني ورياضي في نادي الطلبة بالقاهرة بعد محاولات عديدة من الطلبة في القاهرة وافقت وزارة التربية والتعليم على افتتاح نادٍ للطلبة القطريين في عام 1975 بهدف خلق الوعي الاجتماعي والثقافي بين الطلبة وتنمية الروابط الأخوية بين طلبة دولة قطر وطلبة الدول العربية والإسلامية، وإبراز الوجه الحضاري لدولة قطر على كافة المستويات، وكان النادي يرتاده الطلاب ويقضون وقتاً ممتعاً مع زملائهم، وأصبح ملتقى ومكاناً يمارس الطلبة والطالبات نشاطهم الرياضي والفني والثقافي والاجتماعي، وكان يخصص رحلات داخل وخارج مصر، وأقام العديد من الحفلات الغنائية على أكبر مسارح القاهرة وكان يشارك فيها كبار المطربين القطريين من الطلبة بالإضافة إلى المطربين القطريين، كما كان هناك أدباء وشعراء وكتاب الأغنية وملحنون قطريون، حيث كانت القاهرة مسرحاً للأحداث الفنية والمسرحية والموسيقية، وكان النادي شعلة من النشاط، وهناك مجلس إدارة منتخب من قبل الطلاب القطريين، وكنت أزور النادي بين الفينة والأخرى وفي المناسبات والاحتفالات الرسمية. تخرجت عام 1975 واشتغلت في المتاحف في يونيو من عام 1975 تخرجت من جامعة عين شمس تخصص علم اجتماع ليسانس آداب، وعدت للدوحة من القاهرة أرض الحضارات ومصر قلب العروبة النابض. تسلمت وظيفتي بعد التخرج في إدارة السياحة والآثار بوزارة الإعلام القطرية، والتابع لها متحف قطر الوطني في شهر أكتوبر من عام 1975م، وكان مديرها الفنان جاسم زيني في تلك الفترة، وأول راتب تقاضيته هو (3750) ريالا قطريا، وأعجبني العمل في إدارة المتاحف، وعينت رئيس قسم المعارض، وكان لدينا زخم وتوهج وحراك ثقافي كبير باعتبار أن مدير الإدارة جاسم زيني فنان ويحب نشر الثقافة والفنون في كل مكان، أذكر كنا نقيم المعارض الفنية للفنانين القطريين في مجلس حاكم قطر السابق الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني بمتحف قطر الوطني. متحف قطر الوطني تاريخ وحضارة افتتح سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني - رحمه الله- متحف قطر الوطني وذلك في 23 يوليو من عام 1975م، ويضم أربعة أقسام رئيسية هي: القصر القديم: أنشأه المرحوم الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في عام 1901م كمسكن ودار للحكم، وأشرف على تصميمه وبنائه الأستاذ عبدالله الميل، وهجر في العشرينيات وكاد أن ينهار لولا التفكير في إعادة ترميمه وبنائه كمتحف سنة 1972م، وبدأ العمل في ترميم أبنية القصر القديم المتداعية وذلك لإعداده لمشروع متحف. المتحف الجديد: أنشى مبنى المتحف الجديد أثناء ترميم وحدات القصر القديم ويتكون من ثلاثة طوابق العلوي للإدارة والمكتبة، والأوسط لعرض فيلم علمي يحكي قصة ظهور شبه جزيرة قطر كحقيقة جغرافية، والطابق تحت مستوى سطح الأرض للتاريخ الطبيعي والأركيو لوجيا وعلوم وفنون الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى، والصيد والإبل والخيل وحياة البادية والتاريخ الحديث والبترول والجيولوجيا والمسكوكات الإسلامية. القسم البحري: وقد أنشئ لاستكمال جوانب التاريخ الطبيعي في البيئة القطرية، فيه عرض متميز للأحياء المائية المحلية والإقليمية وما يتعلق بصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ وعلوم الملاحة العربية، وأنواع المحار والأصداف واللؤلؤ الطبيعي والمستزرع، وقد افتتح سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القسم البحري عصر يوم السبت 22/‏‏‏‏10/‏‏‏‏1977 م. البحيرة: وهي جزء من البحر ويضخ إليها ماء البحر عبر أنابيب أسفل الكورنيش، وتعرض فوقها نماذج من السفن والقوارب الشراعية مثل الشوعي والبوم والجلبوت والسنبوك والبتيل والبقارة والوجية، ويتراوح عمقها من (1:50 – 2:5 ) متر. وقد زار المتحف أغلب الملوك والأمراء ورؤساء الدول الذين قاموا بزيارة إلى دولة قطر في الفترات السابقة، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الملكة إليزبيث الثانية ملكة بريطانيا، والملك خالد بن عبدالعزيز ملك السعودية، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، والرئيس الغابوني عمر بانغو وغيرهم، وأغلب ضيوف قطر تم زيارتهم للمتحف. متاحف قطر تبرز العادات والتقاليد القطرية في عام 1978م تمت ترقيتي إلى وظيفة مراقب شؤون المتاحف والآثار بإدارة السياحة والآثار وكان من مهمة الإدارة حصر المواقع التاريخية والمباني التقليدية التراثية في الدولة، وتشرف على متحف قطر الوطني ومتحف الخور، ومتحف الوكرة، وبيت التقاليد الشعبية وهو ملك سعادة/‏‏‏‏ سعيد نصرالله في منطقة براحة الجفيري وهو يقع، وبيت خالد بن علي الخليفي بمنطقة الخليفات القديمة فقد تم إعادة ترميمه كنموذج للبيت التقليدي القطري واستخدم كمقر للمعارض الفنية والثقافية، وعندما أشهر المجلس الوطني للثقافة والآداب تم استخدامه كمقهى ثقافي تقام فيه الندوات والمحاضرات وتطرح فيه مواضيع مختلفة، وبيت المطلق الذي يقع في منطقة الوكرة وهو أحد المباني التقليدية ومجاور لبلدية الوكرة وميناء الوكرة وهو يقع في منطقة تراثية أثرية وقمنا بترميم بيت عبدالله المطلق وهو معلم بارز يقع على مدخل ميناء الوكرة واستخدم لعرض الحياة التقليدية في البيوت القطرية القديمة، وكذلك تم عرض الأبواب التي تستخدم في البيوت القطرية التقليدية الخشبية بنقوشها وزخرفتها التقليدية والتي جمعتها الإدارة من مختلف بيوت قطر، وكذلك قلعة الكوت الواقعة بجوار مصلى العيد الكبير بالجسرة، وقلعة الزبارة بها متحف يحكي قصة تاريخها والآثار التي وجدت هناك، وبيت الشيخ فهد بن علي آل ثاني المجاور للديوان الأميري وقد استخدم كمركز ومعرض للحليّ التقليدية لفترة معينة. وفي جانب الآثار حضرت العديد من البعثات للتنقيب عن المواقع الأثرية في قطر، وأذكر جاءتنا بعثة فرنسية للتنقيب على الآثار وذلك إثر الاتفاقية الثقافية بين دولة قطر وفرنسا وخاصة المركز الفرنسي للآثار، وتم التنقيب عن الآثار في عدة مناطق في قطر أذكر منها الخور الجساسية ودخان وزعين البحث. عُينت مديراً لمتحف قطر الوطني أول من عُين مديرا لمتحف قطر الوطني هو الدكتور درويش الفار عام 1975 حتى عام 1992، ثم الدكتور خالد يوسف الملا من عام 1991 م حتى 1993، ثم استلمت مديراً للمتحف من عام 1993م واستمررت حتى عام 1998، وقد استلمت في نفس الوقت مساعد مدير إدارة السياحة والآثار التي كان مديرها الأستاذ جاسم زيني (رحمه الله). المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بتاريخ 3/‏‏‏‏10/‏‏‏‏ 1998 تم إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث برئاسة سعادة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، وانتقلت للمجلس وعينت مديراً لإدارة الشؤون الإدارية والمالية، وكان المجلس في بدايته في حالة توهج ثقافي وفني ومسرحي وأقام العديد من المهرجانات الثقافية السنوية وقد وصل عددها إلى ستة مهرجانات، التي تضم العديد من الأنشطة الفنية والغنائية ودعوة العديد من المطربين والمطربات المشهورين وإقامة الندوات والمحاضرات ووجهت دعوات إلى كبار الأدباء والشعراء والمثقفين والنقاد، كما تم طباعة العديد من الكتب الثقافية وكانت توزع بالمجان، وإقامة المسرحيات الفنية واستعراضات الفرق الشعبية القادمة من خارج الدولة والاطلاع على الثقافات الأخرى وغيرها. كنت عضواً في أول مجلس بلدي بالانتخاب كانت تجربة فريدة شعبية عندما أعلن عن الترشيح لانتخابات مفتوحة للمجلس البلدي المنتخب ويشارك فيها رجال ونساء من قبل أبناء المناطق والدوائر بتاريخ 8/‏‏‏‏3/‏‏‏‏ 1999م، وكانت عرساً ديمقراطيا، وكان عدد الدوائر في بدايته (29) منطقة، وبعد حصولي على دعم أبناء منطقة الدوحة الحديثة (2) ترشحت وكانت تظاهرة انتخابية جميلة وكان الإقبال على (خيام) المرشحين كبيراً حيث تستمع إلى برنامج المرشح، وأذكر زارتنا وفود من أمريكا وخاصة من الكونجرس الأمريكي والدول العربية والمنظمات المختلفة، وأذكر زارني سعادة السيد/‏‏‏‏ أحمد عبدالعزيز السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي والوفد المرافق له، واستفدنا من تجاربهم، وكانت تجربة ديمقراطية جميلة تشهدها لأول مرة قطر، ونجحت في الفوز بالانتخابات عن المنطقة الثانية الدوحة الحديثة رغم وجود منافسين أقوياء وكذلك وجود وزراء، ولكن إرادة الناخبين هي التي قررت من يفوز بالمنطقة، وأشكرهم على ذلك، وقد بذلت جهوداً كبيرة مع إخواني الأعضاء في وضع الأسس الكفيلة والقوانين الخاصة بتطور عمل المجلس وطالبنا بالكثير من الأمور، وقد كان دورنا استشاريا يؤخذ أو لا يؤخذ بالتصويت، لو أن الدولة أعطت المجلس البلدي الصفة الرقابية على الأمور البلدية لتحقق مطلب مهم للناخبين. كنت من مؤسسي جمعية الدوحة الحديثة بدأنا بتأسيس جمعية تعاونية أطلقنا عليها جمعية الدوحة الحديثة وكنت مع مجموعة من الزملاء قدمنا طلبا إلى إدارة التعاون في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وقابلنا سعادة وزير العمل والشؤون الاجتماعية في تلك الفترة سعادة/‏‏‏‏ عبدالرحمن الدرهم، ووافق على إنشاء جمعية تعاونية إضافة لدعم مادي من الوزارة قدره (800) ألف ريال لإنشاء البورت كابن ثم تم توفير الأرض لإقامة مبنى متكامل مقابل مركز الخليج الغربي الصحي، وتم ترشيحي لدخول مجلس إدارة الجمعية مع الإخوة محمد خليفة السادة وعبد اللطيف النعيمي، وراشد محمد المناعي وعبدالرحمن العمادي ومانع الكواري ومبارك الخليفي وعلي عبدالستار، وكان الهدف رضا المستهلكين والسعي لأن تكون الجمعية نموذجية، وكانت الجمعية تمنح عائداً على المشتريات وهدية رمضان، وأرباحاً سنوية، وقد تشرفت برئاسة مجلس الإدارة إلى أن تم تحويل الجمعيات التعاونية إلى شركة تجارية مساهمة أطلق عليها (الميرة) وانتهت مهمتنا. في الختام أشكر جريدة الشرق على هذا اللقاء وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.

2268

| 12 أكتوبر 2023

محليات alsharq
أحمد السليطي لمجلس الشرق: "دار الكتب" منارة أتمنى المحافظة على طابعها

يستضيف مجلس الشرق الخبير الثقافي وعضو المجلس البلدي سابقاً الأستاذ/ أحمد بن عبدالله السليطي المدير السابق لمتحف قطر الوطني والذي تقلد عدة مناصب بوزارة الإعلام ثم عين مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بالمجلس الوطني للثقافة والآداب وبعده عيّن خبيراً بوزارة الثقافة حتى تقاعد عن العمل عام 2016، كانت مسيرة حافلة بالعطاء استمرت زهاء (42) عاماً في مجال الإعلام والثقافة، هو خريج جامعة عين شمس تخصص آداب علم اجتماع، وفاز بالانتخابات في أول مجلس بلدي عام 1999، في مجلسه العامر بمنطقة الدفنة (الشرق) سبرت غوره وغاصت في أعماق ذكرياته ونبشت في أوراق مخزون الماضي، واستخرجنا أجمل وأحلى مكنون ذكريات الزمن الجميل وخاصة عن منطقة (هل شرق). كانت ولادتي ونشأتي في فريج اسلطة القديم المجاور للساحل الشرقي لدولة قطر بمنطقة أهل شرق بالقرب من متحف قطر الوطني وذلك في عام 1952، وكانت المنطقة متشابكة بين فريج البدر والنصف واسلطة والنصر والهتمي والعسيري ثم الخليفات، وهناك عدة عوائل سكنت المنطقة منهم الموالك والبوكوارة والمنانعة وغيرهم ثم انتقلنا لفريج الرفاع بسبب زحمة السكن في فريج اسلطة، كما سكن معنا القادمون من منطقة الشمال في البيوت التي بناها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر في فترة الخمسينيات، كانت المنطقة مزدهرة وكانت نبض الحياة التي تدب فيها الحركة والنشاط حيث كانت مقراً للمدارس النظامية الحديثة مثل مدرسة أبوبكر الصديق التي بنتها شركة إنجليزية، والمدرسة الثانوية والإعدادية ثم المعهد الديني وتضم استاد الدوحة والصحة المدرسية وسكن المدرسين العزاب، والقسم الداخلي وقسم التغذية ودار الكتب القطرية، ونادي الموظفين التابع لشركة نفط قطر المحدودة والعيادة الشرقية. نشأنا وترعرنا في منطقة أهل شرق هذه المنطقة الجميلة وكنا في الصيف نذهب إلى البحر ونسبح وخاصة في بركة أم اللوة القريبة من منطقة التحلية، وفي الشتاء كنا نذهب لصيد الطيور مع أقراني من الشباب في منطقة الرفاع بالقرب من مدرسة أبوبكر الصديق، وكنا سعداء بذلك. الصديقي كان يدرسنا القرآن أتذكر كان الوالد، رحمه الله، يأخذنا إلى منزل المطوع حسن الصديقي وهو خريج المدرسة الأثرية بالدوحة التي كانت في البداية جزءا من بيت الحاكم عبدالله بن جاسم آل ثاني بمنطقة شرق، وكان يسكن بالقرب من بيتنا بمنطقة الرفاع وهو إمام في المسجد، وكنا ندرس عنده القرآن الكريم وبداية حروف اللغة العربية وخاصة في فصل الصيف، حيث كنا ندرس في الشتاء بالإضافة إلى دعم المدرسة، وأذكر ختمت القرآن تلاوة عنده، وكان يتقاضى فلوسا كل خميس وهي مبلغ رمزي تسمى بالخميسية ومبلغها (آنتين) من العملة الهندية، وفرحت كثيراً وقمنا باحتفالية حيث مررنا على البيوت في الفريج مع مجموعة من الشباب والمطوع معنا، وأنا ألبس ملابس جديدة وعقالا (بوشطفه) وبشتا وكنت أقرأ التحميدة وهي ثقافة شعبية بعد ختم القرآن الكريم وهي تقول (الحمد لله الذي هدانا.. للدين والإسلام اجتبانا.. علمني معلم ما قصرا رددني في درسيه وكررا.. إلخ.. وكان أهل البيوت البعض منهم يعطونا فلوسا والآخرون إما أرزا (عيش) أو تمرا وغيره من الموجود لديهم، ثم بعد الانتهاء مع المرور على البيوت يأخذ المطوع الفلوس والأرز والتمر وغيره وهذا من حقه ومكافأة له على تعليمه في التدريس، ثم أقام الوالد وليمة عشاء بمناسبة ختمي تلاوة القرآن الكريم ودعا أهل الفريج من الجيران للمشاركة في الفرحة. مدرسة شرق أول مدرسة تفتح لي أبواب التعليم هي أول مدرسة أقيمت في المنطقة وسُميت (بمدرسة شرق) نسبة للمنطقة الشرقية من الدوحة عاصمة قطر، والتحق بها العديد من الطلبة، وأنا درست فيها الصف الأول والثاني ابتدائي وهي أول مدرسة درست فيها، وكان مدير المدرسة الأستاذ/‏ كمال صالح، الذي أصبح فيما بعد مدير غرفة تجارة قطر سابقاً، وتقع المدرسة خلف جامع النصر الذي يقع بالقرب من البحر، والمدرسة هي عبارة عن بيت عربي كبير يضم العديد من الغرف، ولا أعرف حتى الآن من هو صاحب المنزل، ولكن يبدو أنه لأحد كبار الشخصيات في المجتمع، ثم هُدمت المدرسة، وانتقلنا إلى مدرسة الخليج العربي بمنطقة أم غويلينة، وبنيت محلها مدرسة للبنات سميت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات. أكملت دراستي الابتدائية في مدرسة الخليج وأبوبكر الصديق في أوائل الستينيات درست الصف الثالث والرابع الابتدائي في مدرسة الخليج العربي في أم غويلينة والتي تقع بالقرب من مطار الدوحة، وكانت في تلك الفترة من المدارس النموذجية وكانت بها ساحة للطابور في فناء المدرسة، كما كان بها ملاعب كرة قدم وسلة وطائرة وكرة يد، وقد قامت ببنائها شركة إنجليزية، وكانت في تلك الفترة من أجمل وأفضل المدارس وبها مدرسون قطريون، وقد استفدنا من هذه المدرسة لأن بها أساتذة على مستوى عالٍ في التدريس، وأذكر منهم محمد اللوباني، وكايد غضبان وغيرهم، وهناك أساتذة قطريون يُدرسون مادة العلوم الشرعية هما جاسم بن عبدالعزيز المناعي، وصالح بن خميس السليطي الذي درسنا أيضاً في مدرسة شرق والخليج وأبوبكر الصديق. وبعد أن تم الانتهاء من بناء مدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية في مطلع ستينيات القرن الماضي وهي نسخة طبق الأصل من مدرسة الخليج العربي نقلونا إلى المدرسة الجديدة وكنا سعداء لأنها كانت قريبة من بيتنا، وجديدة ونظيفة ونحن أول دفعة تدرس فيها، كنت أهوى القراءة في مكتبة المدرسة وكان للمدرس سليمان الستاوي دور كبير في تشجيعنا وحبنا للثقافة والمكتبة، وأذكر كنت أتردد على مكتبة التلميذ بمشيرب لشراء قصص سمير وميكي المشهورة في تلك الأيام الجميلة، وأدفع من مصروفي الخاص وكنت أنتظر وصولها بفارغ الصبر. معارف قطر تحفزنا للإقبال على التعليم كانت وزارة المعارف واسمها في البداية (معارف قطر) تحفزنا وتشجعنا وتركز جل اهتمامها على الطلاب، فتقدم لنا وجبة فطور توزع علينا بالمدرسة على الصفوف بواسطة صناديق خاصة مجاناً، وكذلك وجبة الغداء فقد كنا نذهب بالباصات القديمة إلى قسم التغذية الملاصق للقسم الداخلي وذلك لتناول وجبة الغداء وكانت وجبة متكاملة ودسمة ولذيذة، وأتذكر أول مرة أكل (البازلا الخضراء) في قسم التغذية وكانت قاعة الاحتفالات الكبيرة مخصصة لكل المدارس بالإضافة لطلاب القسم الداخلي لتناول الطعام، كما تقام فيها المناسبات الكبيرة مثل يوم العلم وتوزيع الشهادات على الخريجين ومسابقة القرآن الكريم السنوية وغيرها من احتفالات وزارة المعارف، ومن الجميل أن خصصت الوزارة راتبا شهريا لجميع الطلاب وقدره (45) روبية للقطريين والوافدين يعينهم على تحمّل أعباء المعيشة، وكذلك تصرف لنا ملابس كسوة الشتاء والصيف وأحذية، وتصرف الكتب والكراسات والأقلام وأدوات الكتابة بالمجان وذلك لتشجيعنا وتحفيزنا على الإقبال على التعليم. زيارة تاريخية لمدرسة قطر النموذجية أذكر عندما انتقلت للمرحلة الإعدادية لم تكن في قطر مدرسة إعدادية مستقلة بل مدرسة إعدادية ثانوية مشتركة بالقرب من استاد الدوحة وقريبة من بيتنا، وكنت أسير مشياً على الأقدام للوصول للمدرسة. درست في المدرسة الإعدادية الثانوية المشتركة وكان معنا أبناء الحكام والشيوخ أذكر منهم الأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والشيخ عبدالعزيز بن خليفة آل ثاني وزير المالية والبترول سابقا، والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قائد الشرطة سابقاً ودرست في المدرسة الأول إعدادي. ثم نقلونا لمدرسة قطر الإعدادية حيث كانت في البداية مدرسة نموذجية، وذاع صيتها وتعتبر من أجمل مدارس تلك الفترة، ثم حولت إلى مدرسة (إعدادية)، وقد درست فيها الصف الثاني والثالث إعدادي وكانوا ينقلونا عبر الباصات المدرسية التي توفرها وزارة المعارف في تلك الفترة وهي إنجليزية الصنع، وكانت مدرسة جميلة بها أقواس إسلامية وتتكون من طابقين، وبنيت فيها خارطة العالم، وقام بعملها مدرسو التربية الاجتماعية أذكر منهم الأستاذ حلمي القط وكان يلعب مع نادي المعارف كرة قدم، وسالم الجعبري، وكان مدير المدرسة الأستاذ مضيوف الفرا، وبها حديقة غنَّاء تتوسطها نافورة مياه، وملاعب لكرة السلة والطائرة واليد ولها مدرجات من جهتين، وكذلك ملعب كرة قدم قام بعملهم مدرسو التربية الرياضية ومنهم فايق سلطان التميمي، وتدرب عليه بعض الأندية منها العروبة، وكذلك منتخب قطر المشارك في دورة الخليج الأولى 1970م والتي أقيمت في البحرين، وتقام على ملاعبها بطولة المدارس، كما افتتحها الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عند زيارته إلى قطر بتاريخ 6 فبراير عام 1961 لتهنئة حاكم قطر بمناسبة تولي الشيخ أحمد بن علي آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد، وافتتحت مدرسة قطر النموذحية وهذه وثيقة للتاريخ يوم الثلاثاء بتاريخ 7 فبراير من عام 1961م، وأقيمت احتفالية كبيرة بهذه المناسبة، وتزينت المدرسة بأعلام قطر والسعودية، وألقيت الخطب والقصائد الترحيبية والمدح والثناء من قبل الأساتذة والمسؤولين كانت زيارة تاريخية في افتتاح مدرسة قطر النموذجية. ناديا التحرير والنهضة في منطقة شرق كان يوجد بالمنطقة ناديان هما النهضة والتحرير، فنادي النهضة تأسس في عام 1951 تقريباً على يد مجموعة من شباب المنطقة ويرأسه عبد الرحمن بن مبارك النصر، ويعتبر من الأندية المشهورة في ذلك الوقت وأقوى الفرق في تلك الفترة، وله ملعب خاص كان على طريق رأس أبوعبود، واستمر 13 سنة، ولم يشارك بالدوري حيث تم إغلاقة عام 1964 وتفكك اللاعبون، وكان يضم أسماء لامعة من نجوم تلك الفترة، أشهرهم إدريس بن سلمان السليطي وسيف عيسى النصر، وأحمد عبدالله النصر، سلمان السليطي وسلطان سيف العيسى، وناصر عيسى النصر، ولعب معهم كذلك كمال صالح مدير مدرسة شرق، والكابتن عمر الخطيب، وكان الفريق مرعبا وله صولات وجولات وانتصارات عديدة في تلك الفترة. كما يعتبر نادي التحرير من أوائل الأندية فقد تأسس في عام 1951 ومن المؤسسين مبارك محمد العثمان ومحمد صالح الهتمي وعبدالله العثمان ومحمد بن حمد الهتمي وبخيت سالم الغريري، جابر بن أحمد السليطي وخميس بن عبدالله السليطي، وطعان ماجد الخليفي، وبرز الفريق وتوهج وشارك في الدوري العام ونشاطات اللجنة الرياضية، وكانت له جماهير غفيرة اشتهرت باللون الخليجي والصفقة بالتشجيع، ولهم مدرج خاص، ثم اندمج نادي التحرير مع نادي الوحدة عام 1972 وأصبح تحت مسمى النادي العربي، كنت مشجعا للنادي وأحضر مباريات التحرير ثم العربي. عيادة شرق من أوائل العيادات في قطر يوجد بمنطقة شرق العيادة الشرقية أو المستوصف الشرقي، وهو عبارة عن مبنى كان يملكه أحد شيوخ قطر، ويضم المستوصف عيادة خارجية، وعيادة أسنان، وصيدلية، وقسما للولادة وكان يعالج المواطنين والوافدين بالمجان، ويبلغ عدد المراجعين يوميا تقريباً (200) مراجع، وكان في البداية يعمل فيه طبيبان وممرضة، وهو يقع في شارع متحف قطر، وكنا نتعالج فيه ووفر علينا عناء الذهاب إلى مستشفى الرميلة وخدم منطقة شرق. الصحة المدرسية كانت تعالج الطلاب أتذكر إدارة الصحة المدرسية شمال استاد الدوحة حيث كانت تعالج الطلاب، وكنا نذهب إلى هناك للمعالجة من رمد العين والحمى وآلام البطن والإسهال والإصابات الخفيفة مثل الفلعة وغيرها من الأمراض في تلك الفترة، كذلك يتم تحديد سن الطلاب من خلال الكشف عليهم، وأذكر كان الطبيب المسؤول عنه هو نظيم آغا كما أذكر الممرض الفلسطيني (أبوأسعد) والذي يتواجد في كل المباريات، ويشتهر بأنه يعطيك لكل ألم (اسبرين) لكي يسكن موضع الألم !!. استاد الدوحة كان في منطقة شرق شهدت منطقة شرق توهجا كبيرا منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي ببناء استاد الدوحة الذي كانت تقام عليه مباريات الدوري العام لكرة القدم ومباريات المدارس والاحتفالات والمناسبات الرسمية والاستعراضات وسباقات الجري وسباقات الدراجات الهوائية، والمصارعة والملاكمة ومباريات الفرق الزائرة، ويعتبر أول ملعب مزروع في منطقة الخليج حيث تم زراعته عام 1963م، وكذلك تم إنشاء وبناء مدارس الدوحة الإعدادية والثانوية ومدرسة أبوبكر الصديق والمعهد الديني والصحة المدرسية وسكن المدرسين العزاب في الكوارتر، ونادي الموظفين التابع لشركة نفط قطر، وغيرها. القسم الداخلي عرفنا بأهل قطر القاطنين خارج الدوحة كان للقسم الداخلي دور كبير جداً بتعريفنا بالعديد من أفراد العوائل القطرية المقيمة به والتي كانت تسكن بالشمال ومنطقة الخور وأم صلال ومنطقة دخان ومنطقة الجميلية وبعض المناطق الخارجية بالإضافة إلى القادمين من الخارج للدراسة في قطر من آسيا وأفريقيا وسلطنة عمان، وكان هذا القسم يضم مختلف الثقافات الآسيوية والأفريقية والعربية. دار الكتب القطرية منارة علم كما أتذكر كنا نذهب في فترة العطلة الصيفية إلى دار الكتب القطرية التي تقع مقابل القسم الداخلي وتفتح في الفترة الصباحية والمسائية وكان المسؤول هناك أستاذا قطريا هو خليفة الكبيسي (رحمه الله)، وهناك قاعة للمطالعة تتميز بكبرها والهدوء الذي فيها، وكنا نستفيد من قراءة الكتب التي نستعيرها، وكذلك قراءة الكتب والمجلات والصحف العربية والقصص وغيرها، وكانت دار الكتب منارة علم، وتتميّز بمبنى جميل أتمنى ترميمه والمحافظة على طابعه التراثي، كما كان لها دور في طباعة الكتب القطرية والعربية ودواوين شعراء قطر وتوزيعها بالمجان على من يطلبها، وكانت تضم أمهات الكتب المتنوّعة والتي يستفيد منها القارئ، وكانت بحق منارة علمية متوهجة في فترة ستينيات القرن الماضي. مقهى موسى أشهر من نار على علم !! يعتبر مقهى موسى الهندي أشهر قهوة بمنطقة شرق، وكان يرتادها الشباب لقضاء وقت ممتع، قضى موسى حوالي 55 سنة في المنطقة، وبدأت حكايته باستئجار دكانين من خشب ملك جدي عبدالله بن أحمد الحاي السليطي في فريج اسلطة القديم، وفتح له مخبزا، وكان يسوي (الكاب كيك) ويوزعه على المقاهي والمحلات في الدوحة وكان الإقبال عليه كبيراً، ثم تطوّر موسى واتسعت تجارته وبعدها استأجر محلا في وسط الفريج من عند عيسى الجتال حوله إلى قهوة وكان يعمل الكيمة والسبجية والجباتي والكرك وغيره وذاع صيت هذه القهوة في الدوحة وبدأ الإقبال يتزايد عليها، ووفقه الله وزادت تجارته، ثم أحضر أولاده وأحفاده من الهند واستمروا في المحافظة على القهوة وسمعتها، وما زالت قهوة موسى مستمرة أذكر أحدهما في فريج اسلطة القديم والثاني في الدفنة قريبة من محطة بترول الخليج الغربي بجانب فريج الخليفات، والثالثة في عين خالد وتقدم الوجبات الهندية ولها روادها. يتبع.. الجزء الثاني في الأسبوع القادم

2272

| 05 أكتوبر 2023

محليات alsharq
عبد الرحمن السنيدي يروي ذكرياته لمجلس الشرق: هذه قصة سفينة التسمم القادمة من هيوستن

ضيف مجلس الشرق الباحث عبدالرحمن بن عبدالرحمن السنيدي، عاشق وهاوٍ ويحرص على جمع المقتنيات ولديه متحف يضم أجهزة التكنولوجيا والحاسوب الآلي، وأقام عدة معارض تتعلق بالأجهزة القديمة لتطور التكنولوجيا والحاسوب الآلي، بدأت رحلته مع الحاسب الآلي في أواخر عام 1989، وبدأ في جمع مقتنيات الحاسب في حوالي عام 2010، ولديه حوالي أكثر من (600) قطعة من برامج وأجهزة ومجلات وكتب، كما توجد بمكتبته عدة مجلات وكتيبات تؤرخ نشأة التكنولوجيا منذ نشأته، قام بتأليف الجزء الأول من كتاب (المتاحف والمكتبات الخاصة في قطر)، والده من أوائل المطاوعة (المعلمين) الكتاتيب الذين فتحوا لهم مدارس لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم في حكم الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني وتخرج على يديه العديد من طلبة العلم الذين قادوا مسيرة النهضة في قطر، الشرق كانت في مجلسه العامر بالغرافة وكان هذا اللقاء. ولادتي بالقرب من مسجد الشيوخ ولادتي كانت في مشيرب عام 1960 مقابل مسجد الشيوخ، مكان متاحف مشيرب حالياً، وقد تمت ولادتي بعد وفاة الوالد، وقد سميت على اسم والدي، وبعد وفاة الوالد انتقلنا إلى بيت جدي من والدتي الذي يقع عند مسجد أبوالقبيب، وكان خالي يعمل في الإطفائية بشركة النفط بإمسيعيد، ثم انتقلنا في بداية سبعينيات القرن الماضي إلى فريج بن محمود، وهناك دخلت أدرس في روضة الجيل الجديد التي تقع بالفريج، ثم انتقلت للدراسة في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية، وأتذكر (السد) الذي بني لكي يمنع دخول مياه الأمطار إلى الدوحة، وأذكر عندما يفوتنا الباص للذهاب للمدرسة كنا نعبر ونصعد على السد مع زملائي الطلاب ونحن سعداء بذلك، ويقال إن الذي أشار عليهم ببناء السد هو جاسم الدرويش. ودرست المرحلة الإعدادية في مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية، ثم أكملت دراسة الثانوية في مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية. والدي افتتح مدرسة السنيدي والدي عبدالرحمن السنيدي كان يتنقل بين قطر والسعودية، واستقر في قطر بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، وكان رجل علم ودين وافتتح له مدرسة (كتاتيب) باسم السنيدي وهي عبارة عن غرفة في نفس بيتنا، وكان يعلّم فيها الطلبة تحفيظ وقراءة القرآن الكريم، كما كانت زوجة أبي عاشة الدرهم تدرس البنات. ودرس على يديه شخصيات كثيرة من أبناء الشيوخ والمواطنين أذكر منهم عميد الصحافة القطرية الآن الأستاذ ناصر محمد العثمان، ورجل الأعمال يوسف بن جاسم الدرويش وأخوه أحمد، والسفير المرحوم جاسم جمال والفنان التشكيلي المرحوم جاسم زيني والمرحوم عبدالرحمن المعضادي مدير إذاعة قطر وجاسم حسين بوعباس وغيرهم، كما كان يستضيف في مجلسه بعض علماء ومشايخ الأزهر الذين كانوا يأتون لقطر في شهر رمضان في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وكان الوالد يعمل إماما وخطيبا في مسجد الشيوخ بالقرب من قصر الحاكم، وكان قريباً جداً من الحاكم، وكان في بعض الأحيان يخط ويكتب بعض كتب (رسائل) الحاكم عبدالله بن جاسم آل ثاني في تلك الفترة. عملت بالإذاعة بوزارة الإعلام أذكر بعد إنهاء دراستي الثانوية، درست لمدة سنتين في معهد الإدارة ثم اتجهت إلى سوق العمل وجذبتني إذاعة قطر لأن أخي الأكبر عبدالهادي كان يعمل موظفاً بالإذاعة، وكان يومها المرحوم الأستاذ عبدالرحمن بن سيف المعضادي مدير الإذاعة ويسكن في فريج بن محمود، وهو من المعاصرين للوالد ودرس عنده، وتقدمت للعمل في الإذاعة في إدارة الشؤون الإدارية، وتدرجت بالعمل حتى تقاعدت عن العمل عندما وصلت إلى سن التقاعد، وأصبحت لي علاقات كثيرة مع المثقفين والمذيعين والعاملين في الإذاعة وكانت مسيرة حافلة بالعطاء. حادثة التسمم في الستينيات كانت كارثة !! من الذكريات المؤلمة هي حادثة التسمم التي وقعت في قطر وذلك يوم السبت الثالث من يونيو من عام 1967 من القرن الماضي وراح ضحيتها العديد من المواطنين والمقيمين، كنت أسمع أصوات هرن (زمامير) سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين إلى مستشفى الرميلة القريب من فريج بن محمود مكان سكني ـ وقد كانت الناس تعتقد بأن سبب التسمم هو الماء، وقد أصيب الناس بالخوف والهلع، خاصة بعد أن كثرت الحالات ولم يعرف السبب وأصبحت كارثة ودب الرعب في أنحاء قطر لدرجة أن البعض غادر البلاد خوفاً من الإصابة بالتسمم، وقد ذكرت قصة التسمم في قطر الدكتورة (فاي جوتينج) الأسكتلندية في كتاب أيادي الشفاء في قطر (حكاية الأندرين) الذي يحكي قصة الطب في قطر، وقد كانت موظفة في مستشفى الرميلة، حيث ذكرت قائلة: رن الهاتف في مكتبي حوالي الساعة السابعة والنصف وتم استدعائي على الفور للحضور إلى مستشفى الرميلة وكنت في عيادة السل في مستشفى الدوحة، وذلك بسبب زيادة عدد حالات المرضى الذين أصيبوا بحالة تسمم وفقدان الوعي، والبعض أصابهم الصرع والتشنج وحالة غثيان وكان عددهم حوالي أكثر من (552) مصابا ووفاة (7) حالات، وكان الناس يظنون بأن السبب هو ماء الشرب، وأسرعت الإدارة العامة لمصلحة المياه في تلك الفترة إلى استدعائي إلى اجتماع مع الشرطة والفنيين وكان المهندس أحمد الجتال معنا، وتم فحص مياه الشرب، وقد تم عمل تجربة إسقاء بعض الكلاب وذلك بغية الحصول على نتائح فورية، ولم يظهر على الكلاب أذى وتنفسنا الصعداء، وأثبتنا أنه ليس من مياه الشرب، وبعد التحقيق مع بعض الحالات استنتجنا بأن المشكلة في الطحين لأن أغلب الذين تناولوا الخبز أصيبوا بالتسمم، في آخر اليوم وجدنا أن بعض الطيور والحمام والبقر وبعض الحيوانات نفقت وبعد أن عرفنا أن السبب يعود لأكلها من الخبز المسمم الذي كان في الزبالة، واتصلنا بشركة أرامكو بالسعودية وطلبنا الاستعانة بخبراء لفحص المرضى وعينات الطحين وتشريح بعض جثث المرضى، وأثبتت الفحوصات وجود مواد سامة وهي (كلوريد الهيدروكاربون). وبعد مرور شهر على الحادثة بتاريخ 2 يوليو 1967 وقعت حادثة تسمم أخرى مماثلة بسبب ما تبقى من الطحين الملوث وقد وصل عدد المصابين أكثر من (170) حالة، وكان عدد الوفيات كبيراً في هذه الحادثة حوالي (17) حالة وفاة، وبعد التحقيق عرف السبب وهو ما تبقى من أكياس الطحين الملوّث. سفينة التسمم قادمة من هيوستن! ويروى عن قصة التسمم بأن السبب كان سفينة قادمة من هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية وقد فرّغت بعض حمولتها في عدد من الموانئ بالخليج، وكان عليها شحنة طحين إلى قطر، وكذلك كانت هناك شحنة براميل تحتوي على مبيدات حشرية إلى ميناء خرم شهر الإيراني، وكانت إيران تستورد (مادة الأندرين) لاستخدامها في مكافحة دودة القطن، وتم اكتشاف أن بعض البراميل كانت فارغة حيث تسربت المواد الكيماوية التي كانت موضوعة في البراميل إلى شحنة أكياس الطحين المرسلة إلى قطر التي أصابها التلوث وتسمم الطحين، وعندما وزع على المخابز لم يكن أحد يعلم بالقصة، لأن كمية المواد السامة كانت مبيدة، وبعد معرفة السبب أنه التلوث فقد تم سحب الطحين، وقامت قطر في تلك الفترة بإرسال سعادة علي الأنصاري برفقة الدكتور حسن المعارجي للاستفسار لدى سلطات ميناء خرم شهر، وأكد الجميع في الميناء أن هناك أربعة براميل وصلت فارغة من محتواها، وهذا ما أكد أن الطحين كان ملوثاً، وقد تم حرق (50) ألف كيس حرقاً كاملا، وقامت قطر بواجبها في دفع تعويضات لأقرباء جميع الذين ماتوا بسبب التسمم، فقد مات حوالي 22 شخصا، وقد أكد المسؤولون بقطر بأن الحادثة لن تتكرر، وبعده قد تم إنشاء شركة مطاحن الدقيق القطرية كما وعد بذلك المسؤولون، ولم تتكرر تلك الحادثة. حكايتي مع هواية الكمبيوتر بتشجيع من زميلي وليد العبيدلي (رحمه الله) الذي درس إدارة المستشفيات بأمريكا، ولديه إلمام كبير بالحاسوب وشهدت تلك الفترة (فترة الثمانينيات) طفرة وانتشارا للكمبيوتر في أمريكا والعالم، وكان للعبيدلي دور رئيسي في شغفي بالحاسوب الآلي، وقد أحببت الكمبيوتر واشتريت أول جهاز (صخر) المعرب، وفي عام 2010 بدأت بجمع وشراء المقتنيات التي تتعلق بالحاسوب الآلي، بالإضافة إلى تزويدي من قبل بعض الشباب وأصدقائي، وكنت أشتري بعض المقتنيات من الخارج، وأصبح لديَّ متحف في بيتي يضم العديد من القطع والمقتنيات التي جمعتها خلال مسيرتي مع هواية جمع واقتناء أدوات ومعدات الحاسوب، ولديَّ أكثر من (600) قطعة ما بين أجهزة وبرامج ومطبوعات، وكلها مخزنة وموثقة بالصوت والصورة، وسيكون لديَّ صالة عرض قريباً بإذن الله. كان السوق التجاري في طابق الميزانين في فندق السوفوتيل المقر الرئيسي لهواة ومحترفي هذا الجهاز، بالإضافة إلى محلات أخرى تبيع الحاسب الآلي في شارع الكهرباء والسد وأذكر كنت أذهب يومياً بعد العصر إلى مجمع (السوفوتيل) الذي يضم مجموعة من محلات الكمبيوتر، ونتجمع مع الأصدقاء هناك في محل عالم الكمبيوتر لأن صاحب المحل زميلنا وكذلك نستفيد من الأمور الجديدة وآخر المستجدات التي تطرأ على عالم الكمبيوتر، وكلما تعلمت ازددت شغفاً بالكمبيوتر، كما قمت بعمل معرضين خاصين بالحاسوب الآلي يعرض فيه كل ما يتعلق بالكمبيوتر الأول كان في عام 2015 في كتارا وشهد إقبالا جماهيريا، كما كان المعرض الثاني في الحي الثقافي (كتارا) أيضاً وكان أكبر وزاد عدد المعروضات واستمتعت الجماهير بالمعروض من المقتنيات، وكذلك كانت لي مساهمات بالتعريف بالحاسوب وذلك من خلال إقامة المحاضرات في نادي الجسرة وكتارا وغيرها، وامتد نشاطي لإقامة عدة محاضرات في المدارس تتعلق بالحاسوب الآلي ولاقت إقبالا كبيراً واستفاد الطلبة من تلك المحاضرات وكانوا متفاعلين. قصة الحاسوب الآلي ومن شغفي بالكمبيوتر فقد قرأت عنه كثيراً، وأصبح ضمن مجالات اهتمامي، وقد تتبعت رحلته منذ نشأته كآلة حاسبة على جهاز الاباكوس، في ثلاثينيات القرن الماضي تم صنع الحاسب الإلكتروني وكان أول استخداماته في الحرب، في الخمسينيات بدأ استخدام الجهاز في مجال الإدارة، وبريطانيا هي أول من استخدمه في الإدارة. وبدأ تعريب الحاسب الآلي منذ ستينيات القرن الماضي بواسطة مجموعة من العلماء العرب المتواجدين في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية واتفقوا مع شركة IBM لعمل كمبيوتر معرّب، وفي السبعينيات برز الكمبيوتر الشخصي، وفي السبعينيات نشطت حركة التعريب وتبعه التطور في الثمانينيات، وكان التعريب يتم في أكثر من بلد، والماكنتوش سبقت الوندوز في التعريب، وكان سعره غاليا جداً في بدايته، ولكن لما عربت مايكروسوفت نظام التشغيل الخاص بها (ويندوز)، بدأت الأسعار في الانخفاض. أما في قطر فأول من استخدم الحاسب الآلي على مستوى الحكومة كما ذكر لي سعادة صالح بوداوود المهندي هي وزارة المالية لأنها تعد رواتب موظفي الدولة وكان المسؤول عنها هو السيد داوود فانوس مدير إدارة شؤون الموظفين في تلك الفترة، ثم تبعتها وزارة البلدية. أما على مستوى الشركات الخاصة، فهي شركة الدرويش. وأول شركة خاصة لبيع الحاسب الآلي فهي شركة قطر لخدمات الكمبيوتر ثم الكمبيوتر العربية، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي. لولا احتلال الكويت لكان لصخر شأن آخر !! شركة صخر لها دور كبير في تطوير التعريب وسهلت الأمر، ولكن بعد احتلال العراق للكويت في عام 1990 تم إغلاق مكتب صخر الذي يترأسه محمد الشارخ الذي كان مسؤولا عن تعريب صخر بالكويت التي لها ثلاثة مكاتب الإدارة بالكويت والتعريب كان يتم في مكتب القاهرة الذي يقوم بإرسال البرنامج لمكتب الشركة في اليابان وهناك تقوم شركة ياماها باليابان بتجهيزه على أشرطة كاتردج، ثم ترسل للدول العربية، ولما أغلقت الشركة بالكويت أبوابها وهاجر معظم المبرمجين إلى أمريكا وهناك استقبلهم (بيل غيتس) جاهزين واستفاد من خبراتهم لتعريب برنامجي ويندوز وأوفيس. ومن القطريين يعتبر الدكتور عبدالله بن سالم المناعي (رحمه الله) أول من قام بتأليف الكتب التي تتعلق بالحاسوب الآلي، وكان يعمل في جامعة قطر، فقد صدر له كتابان الأول بعنوان ثقافة الكمبيوتر في عام 1996، والثاني أيضاً ثقافة الكمبيوتر وصدر عام 2004، وله دور كبير كذلك بإصدار أول مجلة قطرية متخصصة هي (الكمبيوتر للجميع) فقد صدر العدد التجريبي في سبتمبر من عام 1991، ثم تلاه العدد الأول وصدر في 15 سبتمبر من عام 1991 م ويرأس تحريرها فريد القصيبي وقد صدر منها عددان فقط ثم توقفت !!. صدر لي كتاب والبقية تحتاج للدعم خلال مسيرتي مع البحث في التاريخ القطري صدر لي كتاب المتاحف والمكتبات الخاصة بقطر (الجزء الأول) وذلك عن طريق الحيّ الثقافي كتارا، وأنا أعكف حالياً على تكملة الجزء الثاني من نفس الكتاب، كما أن لديَّ كتاب عن تاريخ نشأة التكنولوجيا في قطر (تحت الطبع)، لم تتم طباعته حتى الآن بسبب التكلفة المالية لأنه كبير وفيه مقابلات ومعلومات هامة تتعلق بنشأة التكنولوجيا في قطر، وأغلب صور الكتاب من تصويري لأنني كنت عضوا في جمعية قطر للتصوير واستفدت خبرة وتعلمت التصوير. أمنيتي أن يكون هناك متحف للتكنولوجيا في قطر وفي الختام شكراً لكم على هذا اللقاء، وأتمنى أن يتم إنشاء متحف خاص بالتكنولوجيا يوثق ويحكي قصة بداية التكنولوجيا في قطر بدءا من مطار دخان وام سعيد أيام شركات النفط يوثق دخول التلغراف وغيرها أسوة بالمتحف الرياضي الأولمبي ومتحف قطر للسيارات وغيرها، ويخلد للأجيال القادمة قصة دخول التكنولوجيا إلى قطر ليكون جزءاً من التاريخ، وأن يكون قبلة للسياح والزائرين إلى دولتنا الغالية قطر. وفي الختام أشكر جريدة الشرق الغراء على هذا اللقاء.

2920

| 28 سبتمبر 2023

محليات alsharq
فرحات عبدالله لمجلس الشرق: لازلت أجهل سبب إغلاق نادي النصر

ضيف مجلس الشرق عاشق الرياضة فرحان عبدالله محمد كريم الملقب بــ (فرحات)، لعب لعدة أندية قطرية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي منها النصر والأحرار والعروبة والوحدة وبعد دمج الأندية لعب لنادي العربي الذي أنهى مشواره الرياضي فيه، عمل في مكتب المطبوعات ثم انتقل للعمل في وزارة الاعلام القطرية وبعدها انتقل للعمل في وزارة التربية والتعليم، فتح لنا قلبه وكان هذا الحوار الذي يحمل رائحة وعبق الزمن الجميل. ولادتي في فريج الأصمخ ولدت في فريج الأصمخ وذلك في عام 1950 في البيت، وقد قامت بتوليدي (الداية) وذلك قبل أن يكون هناك مستشفى للولادة، كان هناك تعاون وتآلف بين سكان الفريج، وكنا ضمن منطقة مشيرب، كانت الحياة بسيطة ولكنها جميلة، كنت أفضل اللعب في الفريج مع أقراني من أبناء الجيران، وكونت صداقات مع العديد منهم، أذكر كان يسكن معنا اللاعب مبارك فرج العلي، وأبناء مبارك العلي وهم محمد وناصر وعبدالرحمن سعد الدرهم. درست في مدرسة الوسط كانت بداية دراستي في مدرسة الوسط بمشيرب بجانب صيدلية بهزاد، بالقرب من مصلى العيد، وهي عبارة عن بيت ملك لأحد الشيوخ، وقد كانت أرضية البيت رملية، وأذكر كان معي أحمد الجيده ومحمد همام، وكان مدرسي هو الاستاذ أحمد اسكندر من فلسطين، ثم انتقلت لمدرسة خالد بن الوليد التي كانت تقع في مشيرب، وأذكر كانوا يعطوننا فطور الصباح وهو عبارة عن شاي حليب وخبز ايراني، وكان يدرسنا العلوم الشرعية استاذ قطري هو عبدالله الخليفي، ثم انتقلت لمدرسة قطر الاعدادية الثانوية وكانت من أحلى فترات عمري حيث كنت أتميّز بكثرة النشاط والحيوية، ولعبت كرة قدم في المدرسة وكونت صداقات عديدة، وبعد افتتاح قسم التغذية كنا نذهب الى هناك يومياً لتناول وجبة الغداء المتنوّعة لمدة ساعة ثم نعود لمواصلة الدراسة، وكان دوام المدرسة يبدأ من الساعة السابعة صباحاً وينتهي في الساعة الثالثة عصراً. قصة الجليب كان الجليب وهو (البئر) الوحيد الذي يتواجد في معظم البيوت القديمة بالفرجان، وذلك للاستفادة منه وله عدة استخدامات، وأتذكر كنا نستحم منه في الصيف حيث كانت مياهه باردة، ونرتاح منه رغم ملوحة ماء الجليب، وفي الشتاء نقوم بتسخين الماء على (الشوله) التي تستخدم لطهي الطعام وعمل الشاي والقهوة، والشولة هي عبارة عن موقد يشتغل على القاز، كما يتم استخدام مياه الجليب لغسيل الملابس وكذلك الأواني وغيرها، كما يتم اعطاء الماء للمواشي والطيور وذلك لشربه. في الصيف تنقطع الكهرباء بسبب الضغط ! أذكر كانت هناك في الدوحة محطة كهرباء وقد سميّ شارع الكهرباء باسمها لقربه من المحطة وكان هذا السوق مشهوراً في ستينيات القرن الماضي، ولكن كانت المشكلة في فصل الصيف حيث تنقطع الكهرباء على عدة فترات وذلك من شدة الضغط عليها بسبب تشغيل أكثر من طاقتها، وتستمر الى عدة ساعات وفي بعض الأحيان إلى أيام، وكنا إذا انقطعت الكهرباء نفتح أبواب ونوافذ البيوت لدخول نسمات الهواء منها لكي يطفئ لهيب الحر، وننام في الليل فوق السطوح أيام كانت فيها مشقة وعناء، ولكن كان الناس طيبين ويتقبلون الوضع، ومن الذكريات الجميلة كنا نشتري الثلج من مصنع الشملان للثلج الموجود في شارع عبدالله بن ثاني، وندفع نصف روبية ويعطينا قالب ثلج، ونغطيه بالخياش علشان مايذوب، كما كنا نسرع للشراء من بائع الآيسكريم الذي يضعه مثلج في ( الفلص) بأربعة آنات تقريباً. اشتغلت في مراقبة المطبوعات أذكر بعد وفاة الوالد كنت أبحث عن عمل وبالصدفة وجدت مكتب مراقبة المطبوعات، ودخلت فيه ووجدت ابراهيم السيد والد المرحوم وليد السيد الذي كان يعمل في كيوتل، وسألته بأنني بحاجة لعمل ورحب بي وأنهى إجراءات عملي، واشتغلت في مكتب مراقبة المطبوعات وذلك في عام 1968 وهو مكتب حكومي يراقب المطبوعات والكتب والأفلام السينمائية والمواد التي تدخل البلاد للموافقة عليها، وكان المكتب يقع بجوار دار الكتب القطرية وكان المسؤول هو فضيلة الشيخ /عبدالعزيز المانع، وكنت أتقاضى راتبا قدره (760) ريالا. لعبت في عدة أندية قطرية وعندما دخلت الرياضة إلى فرجان الدوحة وتكونت عدة أندية رياضية ولم يكن في تلك الفترة عندنا دوري كرة قدم رسمي منظم، بل كنا نلعب مباريات ودية بين الفرق في الدوحة وخارجها ومع الفرق الزائرة لقطر، وقد بدأت اللعب في نادي النصر الرياضي وهو من الأندية المشهورة في تلك الفترة وكان سفير الكرة القطرية حيث لعب في سوريا ولبنان ودول الخليح، كما فاز بالكأس الكبير بعد فوزه على فريق الاتحاد السعودي بهدفين بدون مقابل وقد شهد المباراة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر وضيفه الملك سعود بن عبدالعزيز عام 1956، وأتذكر جئت للنادي كالعادة، وأخبروني بأن النادي تم اغلاقه لأسباب مازلت أجهلها وتأثرت كثيراً بسبب قوة النادي وشهرته وسمعته التي وصلت للدول العربية، ثم انتقلت للعب مع نادي الأحرار الذي أغلبهم زملائي وكان نلعب الورق في مجلس منصور جوهر، أذكر كان حارس مرمانا حامد السيد ومعنا سالم سعيد السليطي وعمر سعيد السليطي الملقب (الكومت) والماس سعيد السليطي، ومبارك فرج وسالم الدوسري ومنصور جوهر وعبيدي ومفتاح مجلي وعلي كلج السوداني وغيرهم من الزملاء في تلك الحقبة الجميلة وكان للنادي شعبية كبيرة ويحضر مباريات فريق الأحرار جمهور غفير. وبعد إغلاق نادي الأحرار عام 1967 انتقلت للعب مع نادي العروبة لمدة سنتين وسبب انضمامي كان صديقي حارس المرمى عبدالمجيد اسماعيل، وكنت أذهب على السيكل للنادي والملعب للتدريب والمباريات، ولعبت عدة مباريات مع نادي العروبة المسيطر على بطولة الدوري وكأس قطر خلال فترة ستينيات القرن الماضي. محطتي قبل الأخيرة في الوحدة وبعد مشاركتي اللعب مع نادي العروبة طلبني الاستاذ محمد نور العبيدلي للانضمام واللعب لنادي الوحدة عام 1968 عندما كان رئيساً، فوافقت على ذلك لأنهم زملائي ويعتبر من الأندية المتميّزة، ولعبت مع نجوم الفريق في عصره الذهبي في تلك الفترة أذكر منهم اللاعب الفذ دخيّل مسعود، رشيد مفتاح وسلطان السويدي، وسلطان الجابر، وعبدالأمير زينل وخليل إسماعيل، وحسين خربنده وحمد النعيمي وجابر الدولة وأحمد جاسم مينوتي وغيرهم، وكان يدربنا الاستاذ أحمد بن علي الأنصاري على ملعب مدرسة أبوبكر الصديق. كنت أشارك في بطولات الدراجات الهوائية ومن شغفي وحبي للرياضة كنت أشارك في السباقات التي تقام للدراجات الهوائية وتنظمها اللجنة الرياضية العليا التابعة لوزارة المعارف في تلك الفترة، ولديّ دراجة هوائية مميّزة في تلك الفترة أشارك بها في كل سباق بصحبة زميلي عبدالمجيد إسماعيل حارس مرمى نادي العروبة الذي يملك دراجة هوائية، وكذلك كان يشجعني دائماً الفنان الموسيقار عبدالرحمن الغانم الذي كان دائما يشارك في سباقات الدراجات، وأذكر أنه فاز بعدة سباقات وهو رياضي لعب كرة القدم في نادي بورسعيد والجسرة وكان مشهورا في كرة السلة وشارك مع منتخب مدارس قطر في الدورة المدرسية التي أقيمت في الكويت عام 1964 م. مباراة لا تمحى من الذاكرة هناك مباراة لعبتها لم تُمحَ من الذاكرة ضمن منافسات مباريات الدوري العام كانت بين نادي الوحدة ونادي العروبة متصدر الدوري، وكانت هامة بالنسبة لنادي الوحدة فإذا خسرنا المباراة سنهبط للدرجة الثانية وكنا حريصين على الفوز بالمباراة، قبل المباراة بساعة ونصف وفي الساعة الثالثة اجتمع بنا في مقر النادي مسؤول النادي محمد نور العبيدلي، وحفزنا ورفع معنوياتنا وحثنا على الفوز، وكان يدربنا الكابتن أحمد بن علي الأنصاري، وقدمنا مستوى جيدا ولعبنا مباراة كبيرة أمام العروبة متصدر الدوري والمدجج بالنجوم، ونجحنا في الفوز بالمباراة بهدف نظيف وأحرزه اللاعب خليل إسماعيل في مرمى عبدالمجيد اسماعيل في آخر عشر دقائق قبل نهاية المباراة، وكانت الجماهير تحثنا وتشجعنا على بذل مزيد من الجهد والذود عن مرمانا وتشتيت الكرة والصمود خاصة أن فريق العروبة يضم نخبة مميّزة من اللاعبين النجوم وكثفوا هجماتهم على مرمانا ولكن كان حارس المرمى ساهر الجاعوني أنقذ المرمى من عدة فرص ووقف أمام هجماتهم بالمرصاد، وبعد اعلان الحكم نهاية المباراة بفوز الوحدة الذي بقي في دوري الأضواء والشهرة، وهبط فريق الوكرة، وكنا في قمة سعادتنا، وأقام النادي حفل تكريم وتم توزيع المرطبات على كافة المهنئين من الأندية الأخرى وأذكر جاء من نادي العروبة عبدالمجيد اسماعيل حارس المرمى وهنأنا على الفوز، وكانت مباراة كبيرة ولاتنسى أبداً من ذاكرتي وأقيمت في فترة أواخر الستينيات من القرن الماضي على استاد الدوحة. في إجازة الصيف لعبت مع فريق أسود النجمة كنت في الاجازة الصيفية ألعب مع فريق أسود النجمة الذي كان يرأسه محمد أبوجبرة والمدرب رستم باقر وكان معنا عيال الصديقي وقد حققنا عدة بطولات صيفية، ومن الذكريات الجميلة مع هذا الفريق سافرنا إلى البحرين في (لنج) سفينة وتحركنا من مدينة الرويس بالشمال وسكنا في فندق الأفراح داخل السوق القديم بالبحرين، وكان سعر الليلة خمسة ريالات، ولعبنا هناك مباريات ودية وفزنا واستمتعنا في هذه الرحلة. وقفنا دقيقة حداداً على وفاة عبدالله شهداد أذكر قبل مباراتنا مع نادي قطر على استاد الدوحة وضع لاعبو فريق العروبة شريطا أسود على ملابسهم حداداً على وفاة اللاعب عبدالله شهداد والوقوف دقيقة حدادا عليه، وبعد وفاته وفي أول مباراة لنادي العروبة كانت مع نادي قطر في موسم 1965/‏1966 في بطولة الدوري العام وفاز نادي العروبة (3/‏1). وقد انتقل إلى رحمة الله إثر حادث أليم على دراجة نارية وذلك عند محطة بترول ناصر بن خالد آل ثاني في الدوحة الجديدة. محطتي الأخيرة كانت مع النادي العربي بعد الاندماج بين نادي الوحدة مع نادي التحرير تحت مسمى (العربي) عام 1972 م، لعبت ضمن التشكيلة الأساسية للنادي، وانتقلنا للتدريب على ملعب التحرير ومدرسة الخليج العربي، وانتقل مقر النادي الجديد إلى منطقة شرق على طريق رأس أبوعبود، وكان رئيس النادي مقبل الهتمي ونائب الرئيس عبدالرحمن جابر مفتاح، وكان مجلس الادارة مكونا من أعضاء الإدارتين، بعد الدمج زادت قوة الفريق وبخاصة وجود عناصر مميّزة من نادي الوحدة من أهمهم عبدالأمير زينل وعبدالله ذياب ومحسن ذياب وعبدالله أبوسيول بالإضافة لنجوم التحرير المميزين من أشهرهم عيسى نجم وعبدالله جاسم وصالح النصف وغيرهم، وأصبح يعمل ألف له حساب واستمررت في العطاء تحت شعار النادي العربي من أجل النهوض به حتى أنهيت مشواري الرياضي في عام 1975، ومازلت أعشق النادي العربي وأشجعه حتى الآن، وأتمنى له التوفيق، وأسعدني فوزه بكأس سمو الأمير، وحصولهم على المركز الثاني في دوري نجوم قطر في الموسم الماضي. لم يتم تكريمي من قبل النادي العربي!! بصراحة أنا عرباوي حتى النخاع وختمت مسيرتي الرياضية باللعب في صفوف النادي العربي حيث كنت لاعبا في صفوف الفريق الأول، وحاط في خاطري على عدم تكريمي من قبل النادي العربي حيث لعبت ضمن صفوف الفريق في خط الدفاع بعد اندماج الوحدة والتحرير تحت مسمى العربي وكان رئيس النادي هو مجبل الهتمي، وقد تم تكريم جميع زملائي في يوم الوفاء لأصحاب العطاء، وأتمنى أن يذكرني أعضاء مجلس الإدارة ويتم تكريمي أسوة بزملائي العرباوية لأنني ساهمت في مسيرة النادي منذ نادي الوحدة وحتى بعد الاندماج في النادي العربي حيث ما زلت أشجع العربي لأنه قصة عشق لا تنتهي. نظرة يا لجنة قدامى اللاعبين لقد قدمت للرياضة القطرية الكثير وكنت مساهما في تطور الرياضة ولعبت لأكثر من خمسة أندية قطرية آخرها النادي العربي صاحب أكبر قاعدة جماهيرية، والآن وصلت لمرحلة لم أجد لي عملا بعد أن أصبح عمري كبيراً ولم أعد قادراً على توفير قوت أولادي وأسرتي، كما أن بيتي مازال بالإيجار، أتمنى من لجنة قدامى اللاعبين برئاسة الرياضي المخضرم علي العلي أن تنظر في حالتي وتساعدني حيث إنني من قدامى اللاعبين القطريين، وشكرا لمجلس الشرق على هذه المقابلة وأتمنى لجريدتكم التوفيق والنجاح.

1426

| 21 سبتمبر 2023

محليات alsharq
بسبب العواصف الرعدية في مطار الدوحة وقع حادث الطائرة الأردنية

نواصل في الجزء الثاني من الحديث مع المهندس عمران بن عيسى البكر الكواري مدير إدارة الطيران المدني سابقاً، لكي يروي لنا ذكرياته وأحداث تلك الحقبة الجميلة، وتكملة دراسته في مجالين جديدين هما إدارة الطيران المدني ودراسة عليا في مجال إدارة الأعمال، وكذلك دخوله عالم الصحافة وكتابة عمود للرأي، ثم إصداره لأربعة كتب؛ يتذكّرُ ضيفنا حادث الطائرة الأردنيَّة (البتراء) في مطار الدوحة بسبب العواصف الرَّعديَّة، وركوبه لأوَّل مرَّة طائرة الكونكورد في مطار الدوحة الدولي.. والذي كان حدثاً بارزاً في مجال الطيران المدني الدولي، وفي مجلسه العامر بروضة الحمامة كان هذا اللقاء الذي أعاد لنا ذكريات الزمن الجميل. في أواخر السبعينيات طلبت من الوزارة أن أواصل دراستي وأن يكون ذلك في مجال إدارة الطيران المدني بمستوى البكالوريوس حيث تمّت الموافقة من مكتب سمو الأمير، وكان التحاقي بالدراسة في أواخر عام ١٩٧٩م. وقد بذلت الجهد الممكن للاستفادة من هذه المنحة الدراسيّة خاصة وأنها تغطّي معارف جديدة، كما أنّي اعتبرت ذلك تحدياً عليَّ اجتيازه إذ كنت آنذاك مديراً لإدارة الطيران المدني. وقد التحقت بجامعة إمبري ريدل بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكيَّة.. والذي شجعني على اختيارها هو نظامها التعليمي.. حيث يمنحون من عمل بالطيران المدني لمدة أربعة أعوام على الأقل، ويحمل مؤهلاً في أحد مجالات الطيران المدني.. يمنحونه ساعات مكتسبة، مما يقلل من المدة الدراسية الكليّة؛ وقد عرفت هذا الأمر من السيد باتريك ستيفنز والذي قدِم لقطر للإشراف على وضع اللبنة الأولى لمشروع إنشاء كلية الطيران المدني لدول الخليج.. إذ عُيّن مديراً للمشروع، وكان قبل ذلك يشغل وظيفة مُسجِّل بإحدى الجامعات الأمريكيّة؛ وقد منحتني الجامعة ساعات مكتسبة كانت قريبة من نصف مجموع الساعات المطلوبة لنيل الشهادة تلك. وقد أنهيت دراستي هذه ومُنحت شهادة بكالوريوس في إدارة الطيران المدني بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الثانية، وكان ذلك بتاريخ 18 أبريل 1981م. حصلت على دبلوم الدراسات العليا في إدارة الأعمال.. وليس الماجستير في النصف الثاني من الثمانينات اشتقتُ للدراسة مجدّداً، وكنت آنذاك ما أزال أرأس إدارة الطيران المدني بوزارة المواصلات والنقل.. حيث التحقتُ بكليّة هنلي للدراسات الإدارية التابعة لجامعة برونيل ببريطانيا بعد حصولي على الموافقة، وكان من متطلبات الدراسة القيام بثلاثة أبحاث ميدانيّة، إضافة لأبحاثٍ عديدة في مقر الدراسة. وحقيقة الأبحاث الميدانيّة أنها تجعل الملتحق بالدراسة يقدِّم حلولاً مُقترحة من خلال هذه الدراسات الميدانيّة لقضايا تعني مباشرة إما جهة عمله.. أو قضايا أشمل تهم مجتمعه أو بلده؛ ولا شك أن هذه الأبحاث تصقل مقدرة المرء وتكسبه مهارات عديدة يكون لها انعكاساتها الإيجابيّة على مسيرته المهنيّة مستقبلاً. وبالنسبة لي فقد قدّمت هذه الأبحاث الميدانية الثلاثة وكانت على النحو التالي: الأول كان دليل مُقتَرَح لإجراءات العمل بإدارة الطيران المدني، وكان في سنة 1986م. الثاني: خدمات طيران الخليج الداخليّة من حيث: عدد الرَّحلات والأسعار والتسويق. والثالث: السياحة في قطر: الفُرص والتحدِّيات؛ والبحثان الأخيران كانا في عام 1987م. فبالنسبة للبحث الأوّل فآنذاك - في تصوري - لم يكن مثل هذا الموضوع، على أهميته، مُنتَبَها له على مستوى مختلف الأجهزة والإدارات الحكومية.. وربما حتى القطاع الخاص. أما الثاني فقد مثّل بالنسبة لي علامة فارقة من حيث الشموليّة والجهد المطلوب، إذ قمت بزيارة كُلٍّ من البحرين وسلطنة عُمان وإمارة أبوظبي.. قابلت خلالها المسؤولين من مختلف القطاعات ذات الصلة بالسفر والسياحة هناك.. وكان ذلك جهداً كبيراً، لكن مردوده العلمي والتوعوي عليْ كان إيجابيّاً بشكل كبير. ولا بد هنا مِن ذِكر أنه لو لم أكن عضواً بمجلس إدارة طيران الخليج آنذاك لصعُب القيام بمثل هذا البحث.. خاصة وأنه شمِل عمل استبيان لجمهور الركّاب المسافرين بين مطارات البحرين وأبوظبي وعُمان وقطر.. حيث وزع على متن هذه الرحلات الداخليّة ما لا يقل عن مائتي استبيان باللغتين العربيّة والإنجليزيَّة.. وتبِع ذلك تحليل الإجابات التي تم استلامها، والتي تضمنت الكثير من الملاحظات والاقتراحات.. وكان ذلك أول استبيان من نوعه يُعمل حسب كل المؤشرات المتوفِّرة. والبحث الثالث عن فُرص السياحة في قطر وتطويرها فقد تم لهذا الغرض مُقابلة العديد من الأطراف ذات الصلة، وكان الجميع ليس فقط متعاوناً، بل ومرحِّباً. وقد كان على رأس هؤلاء ممثلي شركات الطيران والذين يبيعون تذاكر السفر للجمهور سواء بشكل مباشر أم عبر مكاتب سفرٍ وسيطة بالنظر لما لموضوع تنشيط حركة السياحة من أهمية بالغة تتعلّق بأنشطتهم. ولهذا الغرض فقد قمت بالدعوة لعقد بعض الاجتماعات مع ممثلي الشركات الأساسية، وكانوا ثلاث، إضافة للاتصال بإدارة السياحة والإثار آنذاك.. والذي كان يرأسها الأستاذ الفنّان جاسم زيني (رحمه الله)، وكم كان مرحِباً ومتعاوناً.. حيث كان لحضوره هذه الاجتماعات أهمية بالغة، كما عمِل على تسهيل حصولي على ما سبق وقدمته بعض فِرق الدراسة من منظمات دوليّة التي قدِمت للدوحة لاستكشاف فرص تطوير القطاع السياحي وطرح الاقتراحات على المسؤولين المعنيين. ومن خلال اطلاعي مُجدّدا على ذلك البحث، الذي قدّمته لكلية هنلي للدراسات الإدارية في انجلترا، كما قدّمت آنذاك نسخة منه لمكتب سمو الأمير.. يُمكن استخلاص النقاط التالية: - أن البحث تضمن جوانب عديدة ذات صلة بالموضوع.. وفي ذات الوقت متنوِّعة، وبالتالي يمكن أن أقول إنه بحثٌ شامل على الرُّغم مِن قِصَره النسبي. - لقد ساهم في محتواه وبطريق غير مباشر كلُّ من له علاقة بمجال السياحة والسفر بدولة قطر، حيث تضمّن التقرير ‐ملخصين لبحثين مستقلَّين قام بهما فريقان قدِما عام 1980م قُدِّما لإدارة السياحة والآثار، أحدهما من الاتحاد العربي للسياحة والآخر من منظمة السياحة العالميّة تضمنا اقتراحات الجهتين للنهوض بالقطاع السياحي في دولة قطر. من ناحية أخرى تضمن البحث الذي قدمته إشارة لتجربتَيْ دولة البحرين وإمارة أبوظبي على ضوء لقائي المسؤولين هناك عندما كنت أجري بحثي بشأن طيران الخليج الذي سبق الإشارة له. وعودة للأطراف المشاركة في الحوارات، فقد تم ذلك من خلال عقد اجتماعين ضمَّ ممثلين لجهات حكومية وممثلين للقطاع الخاص، حيث خرج الاجتماعان بتوصيات محدّدة ربما من بين أهمها إنشاء مجلسٍ معنيٍّ بوضع السياسات المتعلِّقة بالسياحة في الدولة.وقد كان لحضور أو الاتصال بممثلين عديدين لجهات ذات صلة بالسياحة الدور الأساسي لما تضمنه البحث من توصيات. وكانت الأطراف تلك: إدارة السياحة والآثار، وزارة الماليّة والبترول، وزارة الإعلام، وزارة الدّاخليّة، وزارة البلدية، شركة طيران الخليج، مدراء الفنادق الرئيسيَّة بالدولة، وممثلي مكاتب السفر الرئيسيين شاملاً سفريّات الدرويش وعبر الشرق للطيران وعلي بن علي. ظروف حادث طائرة عالية الأردنيَّة عام 1979م المعلوم أن وقْتَيْ الإقلاع والهبوط بالنسبة للطائرات هما من أكثر اللحظات حساسيّة فيما يتعلّق بالسلامة، حيث إنه بعد ذلك تكون الطائرات في مساراتها المحدّدة بعيداً عن الأرض، مما يتيح للطيارين مرونة للتعامل مع الأحداث الطارئة ما لم تكن من النوع الذي يفقدون فيه السيطرة بشكل تام أو شبه تام.وبالرجوع للمعلومات المتعلقة بالطائرة الأردنيّة وظروف الحادث وتوقيته فقد كانت الطائرة التي تحمل اسم البتراء من طراز بوينج 727 قادمة من مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمّان.. وتحمل رحلتها رقم (600)، متجهة لمطار الدوحة الدولي، وبعده إلى مسقط.. وكان ذلك يوم الأربعاء 14 مارس من عام 1979م، حيث واجهت عاصفة رعدية شديدة في الساعة 11:37 ليلاً، والطيّار في مرحلة التخلّي عن الهبوط على المدرج رقم 34 بالمطار والإقلاع إلى مطار الظهران على ضوء اتصالاته مع برج المراقبة الجويّة بمطار الدوحة، واجهت الطائرة عاصفة رعدية شديدة فاقت قدرتها على الخروج منها إذ هبطت 230 متراً مما أدّى لفقدان الطيّار التحكّم في توجيه الطائرة حيث ارتطمت بالأرض في الساعة 11:40، مما أفضى بالتالي إلى وفاة 45 شخصاً من أصل 64 كانوا على متنها. طائرة الكونكورد في مطار الدوحة بدأت فكرة مشروع الكونكورد في العقد الخامس من القرن الماضي، ووقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية عام ١٩٦٢ للقيام بالخطوات التنفيذيّة للمشروع؛ وتم البدء بصناعة ست طائرات عام ١٩٦٥، وكان أول إقلاع تجريبي لها من مطار تولوز في فرنسا عام ١٩٦٥. كانت التوقعات آنذاك أن السوق ستطلب مائة طائرة ممثلة في شركات الطيران الرئيسية في العالم، وقد تم الترخيص لهذه الطائرة في سنة ١٩٦٥ من قِبل فرنسا وبريطانيا إلا أنه نظراً لعوامل عدّة أبرزها كلفة التشغيل جرّاء استهلاكها لكميّات عالية جدّاً من الوقود، والإزعاج المتولِّد عند وصولها لمرحلة سرعة الصوت وتجاوزه.. مما حدا بمنع الطائرة من وصولها تلك السرعة فوق المناطق السكنيِّة، وكذلك تلويثها العالي للجو بثاني أكسيد الكربون.. كما أن تصميمها الذي يشبه الرصاصة (للتقليل من مقاومة الهواء) جعلها أقل توفيراً للراحة للركاب مقارنة مع الطائرات ذات السرعات التقليديّة.. مما أدى لوجود تيار ذي وزن لا ينظر بعين الارتياح لهذه الطائرة. وعندما أتت الكونكورد في زيارة لقطر، ضمن جولة لبعض المطارات في المنطقة عام ١٩٧٤م، كان الهدف المعلن هو تجربة قدرتها على تحمَّل حرارة الطقس في الخليج، إلا أن الهدف الحقيقي هو البحث عن مشترين.. إذ تم الإفصاح عن هذا الأمر في وقتٍ لاحق؛ وقد كنت من بين مجموعة من الموظفين في إدارة الطيران المدني وقطاع السياحة والسفر الذين كانوا على متن الطائرة التي أقلعت في رحلة داخل أجواء قطر استمرّت لمدة أقل من الساعة؛ ويمكنني القول أنّه عندما كنَّا على متنها وهي تتجاوز سرعة الصوت لم يكن ممكناً ملاحظة ذلك إلا من خلال ساعة قياس السرعة والموضوعة في مقدمة الطائرة مقابل كراسي الرُّكاب الأماميّة. وأذكر حدوث مواقف غير متوقّعة بعد الإقلاع إذ طلب البعض أن تعود الطائرة أدراجها لكن هذا ما كان ممكناً حدوثه. وفي الختام عن هذه الطائرة التي بدأت بتفاؤلٍ كبير.. كان لتكلفة صنعها وتشغيلها ولكونها غير صديقة للبيئة بشكل لا يمكن الدفاع عنه، أدّى ذلك في نهاية المطاف إلى إحالتها للتقاعد عام ٢٠٠٣ بعد ٢٧ عاماً من الخدمة التجاريّة. طرقي باب الصحافة وموقف مدير تحرير الشرق كثيرٌ من خياراتنا تأتي بفعل ظروف غير متوقّعة، وقد يجد المرء نفسه مدفوعاً لها دون تحكُّم من جانبه فيها.. خاصة إن كانت متنفساً لضغوطات يعايشها دون اقتناعٍ بمبررات حدوثها. وهذا الحقيقة ما عايشته قبل أن اتصل بجريدة الشرق للاستفسار عن إمكانية الكتابة فيها.. وكانت تلك المحاولة الأخيرة بعد محاولتين مع جريدتين مختلفتين، وربما غريب لو ذكرت أنني لم أتصل ولدي أمل أن يكون هناك تجاوب على طلبي هذا؛ بل قبلها مباشرة داعبت الروح قائلاً لها: لن أخسر شيئاً إن كان الجواب بالسلب.. وهذا الحقيقة الذي كنت أتوقَّعه. إلا أنه لابد لي من القول أن الرد صعقني حيث لم يكن الجواب سننظر في الموضوع، أو قدّم بعض عينات كتاباتك لنجاوبك لاحقًاً، وإنما كان - بعد حوار قصير مدته دقائق معدودة مع مدير التحرير الأستاذ نور محمَّد رحمه الله - تفضّل الآن وللتو. ولا أنسى ردّه - وأنا جالس في مكتبه أنتظر القرار، بعد وقوفي فترة بجانب مكتبه، وهو مستغرق في قراءة الأربع أو الخمسة مواضيع التي قدمتها باليد له - إذ قال، وبلهجته السودانية الجميلة ده!.. مش أسوأ من اللي نحن نُنْشُرُه؛ وقد كتبت عن هذا الموقف في إحدى مقالاتي بجريدة الشرق آنذاك. كان لجوِّ الأُلفة.. وسماحة الروح من جانب مدير التحرير أبلغ الأثر في أن أكتب بشوق.. والرُّوح منطلقةٌ تعبّرُ عما يأتي للخاطر دون تردّد، وكان ذلك تحت عمود أسبوعي حمل عنوان في شِباك الحياة، إلا أنه - مع ذلك - لا بد من ذكر حقيقة أنّه كان هناك قلق وتخوّف من جانبي مع انتهاء كتابة أغلب المقالات، والذي ثبت يوماً بعد يوم - خلال تلك التجربة - أنه لم يكن مبرَّراً.وربما هي فرصة كي أذكر بعض المواقف التي أرى أنها تستحق التسجيل: الموقف الأول وهو رأي، قاله ربما في أول لقاء: أكتب.. أكتب، وإذا رأيت أن تتوقّف.. توقَّف؛ وهذا الحقيقة عندما أفكّر فيه الآن.. بمثابة رفع غطاء أي تخوّفٍ محتمل قد يَرِدُ في بال من هو جديد في مجال الكتابة.. من احتمال تخوفه من التوقّف. الثاني: عندما وجد أني أشير لبعض المواقف التي أعتبرها طريفة جرّاء تواجدي بالصدفة في مكتبه عند قدوم ضيوف، وقد يكون هؤلاء طلُاباً حضروا كي يعرفوا شيئاً عن أسرار الصحافة من شخص ذي باعٍ طويلٍ فيها سبق له العمل في المكتب الصحفي لرئيس دولته.. قال لي باحتجاجٍ أخوي.. لا أظنُّ أنه قصده بمعناه، وإلا لما سمح بنشره: (أنا مش حخلِّيك تكون في مكتبي لما يكون عندي ضيوف)..!! الموقف الثالث.. عندما تدخّل للإصلاح.. إصلاح ذات البين بيني وبين كاتب زميل في ذات الجريدة.. عندما كتبت مداعباً.. ومعلِّقاً على اهتمامات هذا الزميل بمسابقات الجَمال، والتي نشرها في أحد مقالاته. وقد توقَّفتُ عن الكتابة في الجريدة مباشرة بعد وفاته رحمه الله.. وكان قد مرّ عليْ آنذاك ما يقارب العامين والنصف. وقد واصلت الكتابة في جريدة الشرق بعد عدة سنوات، لكن بشكل متقطِّع جدّاً. وفي عام ٢٠١٠ اتصلت بجريدة العرب، وكانوا مرحِّبين بعد أن قدمت لهم نماذج لمقالات جديدة، وقد استمرَّت تجربتي الكتابية مع الجريدة حوالي السنتين.. وكان ذلك عبر مقالات في نافذة أسبوعية حملت اسم إضاءَة للآتي. مرحلة إصدار الكُتب مع استمرار كتاباتي الأسبوعيّة في جريدة الشرق ترسّخت قناعتي أكثر بأن عليَّ نشر هذه المقالات في كتاب؛ وكنت أطبع في المكتبات المدرسية هذه المقالات وأعمل منها ملازم لتوزيعها على الأصدقاء. ومع انتهاء نشر مقالات إضاءة للآتي.. في جريدة العرب كان القرار البحث عن دار نشر لطباعة كتابين بنفس مسمّى العمودين.. وقد استمرّت عملية البحث هذه فترات طويلة دون طائل، حيث كان هدفي أن يكون ما أطبعه يسبقه حوار مع الناشر بشأن تفاصيل إعداد المادة كي تُطبع، ولم أكن مقتنعاً أن يُقتصَرَ دور الناشر على استلام المادة وطباعتها دون مناقشة. وقد خدمني الحظ عندما كنت أزور معرض الدوحة للكتاب 31 عام ٢٠٢٢ إذ لمحني الأستاذ حسن سعد صاحب مكتبة حسن العصريّة.. وكنت أحمل وقتها نسخاً من المقالات على شكل ملزمتين لكلٍّ من مقالات في شِباك الحياة و إضاءَة للآتي..، ونادى عليَّ مرحباً قائلاً طيران مدني؟!.. إذ كان بيننا حوار طويل قبلها بثلاث سنوات بشأن إمكانية طباعة كتبٍ لي. أما أنا فالحقيقة لم أنتبه له، بل تفاجأت بسماع تلك الكلمتين. بعدها جرت الأمور كما كنت أطمح له من حيث الاهتمام بالتفاصيل مِن قِبل الناشر؛ تلاها مباشرة استقرَّ الرأي على أن أضع ما كتبته من خواطر خلال العشرين سنة الماضية في كتابين هما عندما تَنطِقُ الحُرُوف و عِندما تُحَدِّثيني...، وكان للإخوة الكرام الدكتور عبدالرحمن سالم الكواري ومحمَّد هلال الخليفي ومحمّد نجيب الكردي، إضافة لبعض أفراد العائلة، الدور الكبير والمساعِد في أن تخرج كتب المقالات والخواطر بالشكل الذي طمحت له..

3524

| 14 سبتمبر 2023

محليات alsharq
عمران الكواري لـ مجلس الشرق: فانوس حولني للعمل بالمطار

ضيف مجلس الشرق المهندس عمران بن عيسى البكر الكواري أول مدير لإدارة الطيران المدني في قطر، فرغم رحيل والده وموته قبل اكماله ثلاث سنوات، لكنه كافح في حياته، وكان رجلا عصاميا يعتمد على نفسه، درس المرحلة الثانوية بالدوحة بعد عودة الأسرة إلى قطر، وأكمل دراسته الجامعية في بريطانيا، ورغم صعوبة تخصصه في هندسة الطيران في تلك الفترة، لكنه ثابر واجتهد وكانت ثمرة اجتهاده التخرج ومنحه من قبل الهيئة العامة للطيران البريطاني المدني شهادة التخرج في هندسة الطيران، ويعتبر أول خريج قطري في تخصصه ونال بكالوريوس إدارة طيران مدني مع مرتبة الشرف الثانية من جامعة امبري ريدل بولاية فلوريدا الأمريكية عام 1981م ودبلوم دراسات عليا في إدارة الأعمال من بريطانيا، الشرق التقت به في مجلسه العامر في منطقة روضة الحمامة، واسترجعت معه ذكريات مشواره ونبشت من دفاتر تاريخه المليء بمخزون معلوماتي. ولادتي كانت في مستشفى السلمانية كانت ولادتي في البحرين بتاريخ 20 يناير 1950م في مستشفى السلمانية، وذلك بحكم انتقال عائلتي في ثلاثينيات القرن الماضي الى البحرين وذلك بحثاً عن الرزق في تلك الفترة حيث كانت الحالة الاقتصادية صعبة جداً، وسكنا في منطقة رفاع البوكواره، وتوفي والدي وعمري ثلاث سنوات وكانت الحياة صعبة، وكانت والدتي من سكان (سميسمة) وأخوالي كانوا يسكنون في سميسمة، أما خالي محمد بن صالح الكواري فقد كان بحاراً ويسكن في مدينة الخور. درست في البحرين وأكملتها في قطر درست في البداية في مدرسة الرفاع الغربي الابتدائية 1959، كما درست المرحلة الاعدادية في مدرسة الحوره، ودرست الأول الثانوي في البحرين، ثم قررت العائلة الرحيل والعودة إلى الوطن الغالي (قطر)، وكان أخي أحمد هو المعيل للعائلة ويشتغل في شركة (بابكو)، ورجعنا إلى قطر حيث يتواجد أخي هنا في قطر ودرست في 1966 في المدرسة الثانوية وتأقلمت مع التدريس في قطر وتخرجت من القسم العلمي عام 1968. في بريطانيا درست هندسة الطيران وبعد التخرج من الثانوية كان معدلي يسمح لي بالابتعاث للدراسة في الخارج، قمت باختيار الرياضيات، والهندسة، وكتبت (هندسة طيران) بدون تفكير، ففوجئت بأنهم أوفدوني إلى بريطانيا لدراسة هندسة طيران، في البداية لم أكن راضياً عن التخصص، ولكن بعد ذلك شجعت نفسي وأقدمت على دراسة هندسة الطيران التي لم أكن أحلم بها ولم تدر بخلدي بل كنت أرغب في مهنة التعليم وتخصص (مدرس)، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وحزمت حقائبي بتاريخ 8/8/1968 متوجهاً الى لندن عاصمة الضباب، واستقبلني في المطار شخص بريطاني متعاقدة معه وزارة المعارف القطرية في تلك الفترة وأخذني إلى عائلة للسكن معهم للاستفادة من الاحتكاك وتعلم اللغة الانجليزية، ثم انتقلت للمدرسة وبها سكن خاص للطلبة، وجلست هناك ثلاثة شهور، ثم انتقلت بتاريخ 1/1/1969 الى اسكتلندا للدراسة التي كانت صعبة جداً وذلك من أجل دراسة هندسة الطيران نظري وعملي مقسمة على فترتين صباحية ومسائية، وفي مدينة (بيرث) التي تقع على ضفة نهر راي في اسكتلندا، هناك سكنت في سكن داخلي بنفس الكلية مع طالب عربي، وكونت علاقة خاصة مع بعض الطلبة العرب، وبعد تسعة شهور وتحسن لغتي الانجليزية انتقلت لسكن خاص خارج الكلية من أجل الاستقلالية والهدوء، وبسبب عدم احتكاكي بالشباب لم أكن أدري من غير قصد عن طريقة كيفية طرح أسئلة المادة الشفهية لأنني لم أكن أختلط بالطلبة وأتحاور وأتناقش معهم لتقوية لغة التخاطب الشفوي، وتأخرت عن التخرج ثم ركزت على المادة الشفهية وتفوقت فيها، وكان سبب ذلك صديق عربي يتحدث معي بالإنجليزية وليس العربية. أنهيت الدراسة في المعهد 1972 أنهيت دراستي في معهد الطيران في مايو 1972 تخصص هندسة طيران تخصص محرك وهيكل الطائرة، وكانت تصدر الشهادة من هيئة الطيران المدني البريطاني وليس المعاهد لتي تقوم بتدريسنا جيداً وتؤهلنا لكي نحصل على الشهادة المطلوبة، ثم ذهبت الى هيئة الطيران المدني البريطاني، وقدمت الامتحان الشفوي ونجحت فيه وذلك بعد تدريب على الامتحان الشفوي لفترة طويلة. فانوس حولني إلى العمل بالمطار بعد تخرجي من بريطانيا ذهبت لمكتب شؤون الموظفين والتعيين الذي يترأسه السيد داوود فانوس، والذي على الفور حولني للعمل في المطار، وبالفعل ذهبت للمطار، وبدأت بالتعرف على العمل في أقسام المطار المختلفة، مثل قسم الاتصالات والأرصاد الجوية، وصيانة الأجهزة الملاحية والمراقبة الجوية، وغيرها من الأقسام في المطار من أجل الالمام والمعرفة على أرض الوقع، وكنت مهتماً بكل الأمور وأدق التفاصيل، أما عن أول راتب تقاضيته فقد كان مبلغ (3200) ريال قطري. دورة خاصة في بريطانيا لمدة 7 شهور وبعد فترة من العمل في المطار تم إيفادي إلى دورة في بريطانيا لمدة سبعة شهور في نفس تخصصي وذلك لإعدادي فنياً وعملياً وإداريا والتدرب عملياً على أخذ فكرة وتسمى دورات استطلاعية، وهناك قابلت السيد (موريس) من هيئة الطيران المدني البريطاني وشرح لي برنامج التدريب وكيفية الاستفادة منه، وكنت أتنقل بين عدة مناطق في بريطانيا مثل إيرلندا واسكتلندا وجزيرة جيرزي وهي قريبة من فرنسا وغيرها من المناطق، وذلك للتدريب واكتساب الخبرة والاستفادة العملية على أرض الواقع، كما قابلت هناك الخبير الذي سيذهب إلى قطر للعمل واسمه دنيس تومبسون، وقد سألني عدة أسئلة من أجل التعرف على أرض الواقع وإعطائه معلومات عن قطر، وبعد انتهائي من الدورة في نهاية شهر ديسمبر ذهبت لمكتب داوود فانوس، وقال لي هذا الخبير الجديد دنيس من بريطانيا، وهنا تذكرته ورحبت به وتمنيت له التوفيق والنجاح، وقد عيّن خبيرا في مكتب بالمطار. لم تكن هناك إدارة طيران وإنما شخص كان مخولا بالتوقيع لم تكن هناك إدارة للطيران المدني، وإنما كانت هناك شركة بريطانية هي (IAL) وهي شركة راديو العالمية لديها رخصة تدير شؤون المطارات في دول الخليج، لم يكن في قطر إدارة طيران مدني في تلك الفترة، بل كانت قطر تعقد اتفاقيات للنقل الجوي، وكان يمثلها موظف مصري متخصص في السفر، واسمه (سامي جيّد) مدير مكتب سفريات الدرويش وكان مخوّلا بالتوقيع على الاتفاقيات من قبل الحكومة باسم دولة قطر مع الدول الثانية. أول قطري يعيّن مدير إدارة الطيران المدني وبعد التحاقي بالدورات التدريبية والاستفادة منها، عينت في الطيران المدني كموظف، وفي عام 1972م التحقت في مكتب مع الخبير البريطاني في شؤون الطيران الذي كان يؤسس لإنشاء ادارة الطيران، وكان يكتب التقارير وأنا أترجمها للغة العربية وأرفعها إلى سعادة الوزير عبدالله بن ناصر السويدي، وهو بدوره يقوم بمناقشتها ثم يرفعها لمجلس الوزراء الموقر لاعتماده، وبعد فترة صدر مرسوم بقرار رقم 16 لسنة 1973 من مجلس الوزراء بإنشاء إدارة الطيران المدني في قطر، وفي31 ديسمبر 1973 صدر قرار بتعييني مديراً للإدارة، وأعتبر أول مدير قطري يُعيّن في ادارة الطيران المدني. لأول مرة يتم تحصيل رسوم هبوط الطائرات أذكر تم لأول مرة تحصيل رسوم هبوط الطائرات، التي تهبط في مطار الدوحة الدولي، وهذا كان من اهتمام الخبير البريطاني دينس تامبسون، ومنها اقتراح الرسوم والضرائب المتعلقة بهبوط وإيواء وعبور ومغادرة الطائرات، واعتماد تعرفة الأجور على جميع الخطوط الجوية بين إقليم الدولة وأقاليم الدول الأجنبية، كان قبل ذلك ثلاث شركات تقوم بعمل وإدارة الخدمات الأرضية بالمطار هم شركة الدرويش للخدمات الأرضية بالمطار والثانية شركة عبر الشرق للطيران، والثالثة شركة علي بن علي وذلك لخدمات الركاب، لم يكن أحد يأخذ الرسوم وهي الايواء والعبور والمغادرة في تلك الفترة كانت كل شيء بالمجان. إدارة الطيران المدني استلمت زمام الاتفاقيات بعد انشاء ادارة الطيران المدني وصدور المرسوم الوزاري وتعييني رئيساً للإدارة، بذلت جهوداً كبيرة من أجل النهوض بهذه الإدارة الجديدة، وتعلمت كيفية عمل الاتفاقيات مع الدول وغيرها من الأمور الهامة المتعلقة بالطيران، كما وقعنا اتفاقية مع شركة (IAL) وهي شركة الراديو العالمية للإشراف على تقديم خدمات المراقبين الجويين والأرصاد الجوية والتنبؤات وغيرها في مطار الدوحة الدولي. وبصفتي مديراً للإدارة فقد حضرت عدة اجتماعات للمجلس العربي للطيران المدني، وأذكر في بغداد زرت الأماكن السياحية، وكذلك النصب التذكاري لأول عربي حاول الطيران (عباس بنى فرناس)، وأذكر عندما تم طرح اسبوع الثقافة الجوية العربية، تقدمت بصفتي ممثل قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي وتمت الموافقة على ذلك، وبعد ذلك تم رفع الأمر لموافقة مجلس الوزراء على الاستضافة. وبالفعل في قطر تم احتضان أول اسبوع للثقافة الجوية العربية وذلك في عام 1974 وكان البرنامج حافلا ومشوقاً للغاية وأذكر كان هناك استعراض الطائرات الجوية المتنوعة وعمل الدخان بالألوان، وأقيم معرض كبير تم فيه عرض الأمور المتعلقة بالطيران، كما كانت هناك زيارات للمدارس للتعريف بأهمية الطيران وغيرها من الأمور بمشاركة عربية كبيرة. كما حضرت عدة اجتماعات في دول الخليج، وبدأت العمل بهمة ونشاط وتطبيق المواد التي صدرت في مرسوم مجلس الوزراء، وركزت اهتمامي على كيفية جذب الشباب القطري للعمل في ادارة الطيران المدني، وحاولت النهوض بالإدارة، كما عينت عضواً في مجلس ادارة طيران الخليج بصفتي ممثل قطر إحدى الدول المالكة مع البحرين وسلطنة عمان وأبوظبي لطيران الخليح. إنشاء كلية الطيران أفاد مواطني الدول المالكة كان هناك تفكير بإنشاء معهد أو كلية لتدريب مواطني الدول الأربع المالكة لطيران الخليج بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتم الاتفاق على ثلاثة تخصصات أساسية ومهمة في المطارات هي المراقبة الجوية، وتشغيل وصيانة الأجهزة الملاحية والأجهزة اللاسلكية، ثم الأرصاد الجوية، وقد بدأ التحضير لهذا المشروع منذ 1975 وانتدب مديراً لإدارة المشروع، الأمريكي فاتس ستيفنز. وفي عام 1977 تم افتتاح كلية الطيران في مبنى بدولة قطر التي تكفلت باحتضان المقر، وفتحت آفاق وآمال جديدة للشباب للتدريب والاستفادة في مجال الطيران، وكان هناك تحديات لإقبال الشباب القطري على الالتحاق بالكلية، وتواصلنا مع وزارة التربية والتعليم، وحاولنا التواصل مع مجلس الوزراء الموقر لمعاملة خريج كلية الطيران مثل معاملة الخريجين من الجامعات وذلك لتحفيز الشباب القطري على الاقبال على هذه المهنة، وبالفعل بعد فترة تمت موافقة مجلس الوزراء الموقر على طلبنا، ويعتبر هذا انجازا وخطوة كبيرة لتشجيع الشباب الطموح الراغب في الالتحاق بمجال الطيران، كما كنا ننسق مع (طيران الخليج) لتدريب الخريجين من الكلية على العمل كطيارين مدنيين وكمهندسين طيران لتأهيلهم للعمل في هذه المهنة، كما عينت عضوا باللجنة التنفيذية ومجلس الأمناء لكلية الطيران المدني لدول الخليج خلال الفترة من أعوام (1976 إلى 1989). طفرة في فترة السبعينيات كانت هناك طفرة في مجال الطيران وذلك خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، وبعد انشاء ادارة الطيران المدني تابعة لوزارة المواصلات والنقل التي يترأسها سعادة الوزير عبدالله بن ناصر السويدي الذي كان له الفضل بعد الله في توفير جميع متطلباتنا لإنشاء الإدارة، والتي أصبحت هي المسؤولة عن كل ما يتعلق بالطيران المدني، وتم وضع النظم واللوائح الخاصة بتنظيم العمل والهيكل الوظيفي وجاءنا خبير من لندن ساهم معنا في وضع اللوائح وكنت أترجمها من العربية للانجليزية، وساهمنا في التطوير في جميع أقسام الادارة، وقد حضرنا عدة مؤتمرات اقليمية وعربية وعالمية، والتركيز على الاهتمام بجذب المواطنين القطريين للعمل في الطيران ورشحت عدة أسماء قطرية لتولي مناصب في الادارة وهذه سياستي، وقد كنت في تلك الفترة عضواً باللجنة التنفيذية ومجلس ادارة شركة طيران الخليج خلال فترة عملي بالطيران المدني بصفتي مدير الإدارة. نتابع الجزء الثاني في الاسبوع القادم.

3498

| 07 سبتمبر 2023

محليات alsharq
د. إبراهيم شهداد لمجلس الشرق: السوشيال ميديا أفقدت طلاب الجامعة التركيز

يواصل مجلس الشرق استضافة الدكتور إبراهيم محمد شهداد في الجزء الثاني من حديثه عن ذكريات الزمن الجميل، والذي تحدث فيه عن مسيرته التعليمية وحصوله على رسالة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، وتركيزه على الأحداث التي حصلت في منطقة الخليج العربي، وتدريسه في جامعة قطر، وشارك في العديد من اللجان بالجامعة، كما يتطرق الحديث عن الإرادة القوية وراء الطفرة في قطر، ونعرج في الحديث عن مونديال قطر 2022 والذي فرضت قطر فيه ارادتها على العالم والنجاح الكبير للمونديال الذي أشاد به الجميع، حيث ان قطر نظمت أفضل مونديال في التاريخ وأبهرت العالم أجمع. كان للإذاعة المدرسية في مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية خلال فترة ستينيات القرن الماضي دور كبير في نشر الوعي في أوساط التلاميذ حول بعض القضايا العربية آنذاك مثل القضية الفلسطينية والجزائرية عن طريق بثها بعض الاغاني الوطنية الحماسية مثل أغنية محمد عبدالوهاب أخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدا، وكذلك اغنية الله اكبر فوق كيد المعتدين، يا هذي الدنيا أطلي وأسمعي جيش الاعادي جاء يبغي مصرعي، وغيرها من الاغاني الوطنية في تلك الفترة. محاولة تكوين نقابة لطلبة كلية التربية أذكر في عام 1975 تقريبا وافقت في البداية ادارة كلية التربية على تكوين نقابة للطلاب، ولكن سرعان ما تراجعت ووافقت على تكوين جمعية طلابية وفعلا تمت الانتخابات ففاز بالرئاسة اخي العزيز غانم بن علي الكشاشي المهندي، بينما تم اختياري بالتزكية كسكرتير لها، ومع ذلك الجمعية لم تستمر مدة طويلة في مشوارها لقلة الحماس لها.!! امتناع طلاب كلية التربية أذكر امتناع دخول طلاب كلية التربية المحاضرات بسبب تأخير تسلم رواتبهم الشهرية التي كانت تقدر بحوالي 400 ريال تقريبا والتي كانت تصرف لهم من قبل وزارة التربية كتشجيع منها لهم، ولكن هذا الاضراب لم يستمر بسبب تعهد ادارة الكلية الاستعجال بدفع الرواتب بالسرعة الممكنة. دراسة الماجستير ثم التحقت في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1984 م لدراسة الماجستير وقدمت رسالة بعنوان (تطور العلاقات بين شركات النفط ودول الخليج المنتجة للنفط) منذ العقود الأولى لغاية حرب أكتوبر 1973، وقمت بجولة علمية وذهبت إلى السعودية والكويت والبحرين وعمان والامارات لعمل البحث والحصول على الوثائق والمستندات المهمة للرسالة، وكذلك حصلت على وثائق بريطانية هامة للبحث وكذلك من مصادر عربية تحت اشراف أ.د. صلاح العقاد، وبالعزيمة والإرادة نجحت في إنهاء رسالة الماجستير من جامعة عين شمس. بعد نهاية رسالة الماجستير قررت اكمال موضوع الحصول على الدكتوراه من نفس الجامعة (عين شمس) مع استاذي أ.د. صلاح العقاد، وقد بذلت جهداً كبيراً للحصول على درجة الدكتوراه وفي عام 1988 حصلت على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، وقد كرموني في يوم العلم القطري مع الدكاتره المكرمين وأذكر كان معي في نفس الدفعة الدكتور عيسى بن غانم الكواري المتخرج من بريطانيا والحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في الإدارة العامة والاقتصاد من جامعة اكستر، وحصولي على الدكتوراه فتح أمامي أبوابا كثيرة وعينت منذ تاريخ تخرجي واستمريت حتى الآن دكتور في جامعة قطر. التدريس في الجامعة إن التدريس في جامعة قطر يحتاج للتحدي والاستنفار ومتابعة مع الطلبة، والتدريس والدراسة في جامعة قطر ممتع جداً والأجواء رائعة حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي حيث يقبل الطالب على الدراسة بحب وشغف ويعشق اجراء الأبحاث ويهتم بذلك كثيراً، ولكن اختلف الوضع كثيراً بالنسبة لجيل اليوم، ولم يعد يبالي بالدراسة والأبحاث بسبب الرفاهية والأجهزة الذكية. لدينا عقول شبابية نيّرة ولكن؟ لدينا في جامعة قطر عقول شبابية نيّرة ومفكرة ومتميزة ولكن ربما حدث لها نوع من التشبع، أذكر لك مثل على ذلك عندما كنت مسؤولا عن لجنة الخريج المتميّز في الجامعة، كان يتقدم لنا عدد من الطلبة الخريجين من الجامعة سواء القطريون او غير القطريين، وبصراحة تأتينا نوعيات مميّزة من الجنسين والواحد منا في اللجنة يحتار من يختار منهم ومازال فيهم الخير والبركة، وإن شاء الله نرى في المستقبل زيادة العقول القطرية المتميزة والقافلة تسير بثبات وتقدم نحو طريق النجاح، ونحن في سفينة واحدة الطلاب والدكاترة ولابد علينا من المحافظة على سفينتا من الغرق وعلينا أن نتحد جميعاً من أجل انقاذها. كتب وأبحاث قمت بتأليفها بصراحة لديّ العديد من الكتب والأبحاث التي قمت بتأليفها، وكنت مهتما بالمواضيع التاريخية التي تهم منطقة الخليج العربي وبذلت في سبيل ذلك جهوداً كبيرة ومضنية من أجل هذه البحوث والدراسات والمؤلفات، وأذكر من تلك المؤلفات والأبحاث: سياسة بريطانيا التنموية في الخليج، جاسم الكبير وسياسته في فرض سياسة الاستقلال لإمارة قطر، الخليج والعدوان الثلاثي على مصر 1956، جاسم يتطلع لبناء امارة قوية، موقف بريطانيا تجاه الجامعة العربية بالخليج. أتذكر عندما أوفدتني جامعة قطر إلى لبنان وبالتحديد في الجامعة الأمريكية وذلك من أجل سنة علمية تسمى (سبتيكل) وقد استفدنا منها، ولكن أول مرة زرت فيها لبنان كان في عام 1970 وقد أوفدتني وزارة الصحة للعلاج هناك من الجيوب الأنفية، حيث كانت ترسل المرضى القطريين الى بيروت وذلك للعلاج في مستشفى البربير في لبنان، وكان عدد القطريين الذين يتعالجون في لبنان كبيراً، كانت أياما جميلة وممتعة، كانت لبنان تسمى (برلمان العرب)، لأن جميع أحرار العرب والأمراء الأحرار كانوا متواجدين في لبنان. جائزة الدولة التشجيعية في عام 2008 حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، مناصفة مع الدكتور مصطفى عقيل، وقد كنت سعيداً جداً بتلك الجائزة التي أنصفتني وقدرت جهدي والعمل الذي قمت به خلال فترة دراستي وتدريسي للطلبة في الجامعة، في البداية لم تكن لديّ النية للتقديم للجائزة، ولكن الدكتور محمد حسن العمادي (رحمه الله) شجعني على ذلك، ورغم ترددي كثيراً الا أنني في النهاية اقتنعت بعد أن أحضر لي الاستمارة وقمت بملئها، وقدمت بعض ابحاثي التي كانت بعد الدكتوراه، وكان هناك لجنة خاصة تقوم بالتحكيم، وبعد مرور سنة تقريباً اتصل بي الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وأبلغني بفوزي مناصفة مع الدكتور العزيز مصطفى عقيل، وفرحت كثيراً لأن هذا إنجاز علمي، وقد كان صعودي لمنصة التتويج للتكريم لحظة لا تنسى ولن تمحى من الذاكرة وقد قام بتسليمي الجائزة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد حفظه الله. تجربة التدريس صعبة.. والطالب هدفه الشهادة !! إذا لم تكن لديك الشخصية القوية وتمكنك من المادة جيداً في التدريس ولك أسلوب معيّن لجذب الطلبة لأن التدريس في الجامعة مختلف جداً عن التدريس في المدارس، أنا بصرحة أسلوبي في التدريس تحليلي وليس سرديا، لأن الطلاب يحبون السردي، ودائماً أقول للطلبة القضية ليس اسلوب الحصول على الشهادة فقط، وانما تتعلّم طريقة التفكير في حل المشكلة، ولكل شيخ كما يقال طريقته، الطالب يمر بعدة مناهج مختلفة، في قطر يوجد اقبال على التعليم الجامعي ولكن الهدف هو الحصول على الشهادة فقط، وليس فهم اسلوب الحياة والتغلب على المشاكل والصعوبات التي تواجه خريج الجامعة عندما يتولى منصبا في عمله مستقبلا سواء في طريقة تفكيره في حل المشاكل التي تصادفه أثناء العمل أو غيره، وبصراحة ربما هم خطر على جيل المستقبل. الواتس آب وغيره عامل مدمر !! بصراحة بعض الطلبة أو الطالبات خلال المحاضرة تجدهم مشغولين جداً بالجوال والسبب الواتس آب أو السناب شات وغيره من هذه التطبيقات التي تعتبر ثورة تكنولوجية جيدة اذا استخدمت من أجل أغراضها، ومدمرة اذا شغلتك عن المحاضرات أو العمل فترى ذهن الطالب مشتت ولا يستفيد ولا يركز في المحاضرة، لذا علينا معرفة وقت الاستفادة من هذه الأجهزة، وأنا أشبهه وضعها مثل مرضاعة الطفل لا يمكن الاستغناء عنها !!. إرادة سياسية وراء التطور والنماء في قطر إن التطور السريع الذي حصل في قطر منذ تسعينيات القرن الماضي لم يأت وليد صدفة، بل كان وراءه إرادة سياسية وامكانيات مادية قوية هدفها التطوير ووضع قطر في مصاف الدول المتقدمة، ولن تكون أقل من دول الجوار، وقد تحقق حلم وطموح الشعب القطري بالإنجازات العالمية، فمنذ توليّ حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد وقطر تتطوّر نحو الأفضل، وحققت طفرة كبيرة، وتسارع في حركة العمران والبناء والنهوض في شتى المجالات وهذا أثر على المجتمع القطري الذي أصبح يشار له بالبنان، وتفتحت قطر على دول العالم، وأصبحت مركز ثقل ولها أهمية كبيرة واصبحت الدول الكبيرة تعتمد عليها في حل العديد من القضايا العالمية، وانتهجت قطر سياسة واضحة هدفها لّم الشمل العربي ومساعدة الدول النامية، والدول الاسلامية، وتقف مع الدول وتساعدها في الأزمات والكوارث، وأكمل المسيرة النهضوية بنجاح كبير حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، الذي كان خير خلف لخير سلف. المونديال ساهم في تسارع التطور إن استضافة قطر لمونديال العالم 2022 ألقى الضوء العالمي على قطر، وإبرازها أمام العالم، وكان أفضل تنظيم لبطولة كأس العالم لكرة القدم على مر تاريخ البطولة بشهادة الجميع وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فكانت المنشآت الرياضية والملاعب جميلة وتصميمها مستوحى من البيئة القطرية، مثل استاد (البيت) بمدينة الخور الذي يمثل بيت (الشعر) العربي والقطري والذي يرمز ويعبّر عن كرم الضيافة القطري والعربي والذي أقيم عليه افتتاح المونديال الذي أبهر العالم، واستاد الثمامة المستوحى من (القحفية) التي ترمز الى التراث القطري، واستاد الجنوب الذي يرمز للبيئة البحرية، واستاد 974 والذي شيّد من الحاويات على ضفاف الخليج العربي وهو فريد من نوعه، وجوهرة الصحراء استاد المدينة التعليمة، واستاد أحمد بن علي وتصميمه الجميل، واستاد لوسيل الذي يتسع لأكثر من (60) ألف متفرج، والذي عبارة عن شكل إناء عربي واستضاف المباراة النهائية والتي جمعت بين الأرجنتين وفرنسا وفازت الأرجنتين بالبطولة، وتوّج (ميسى) ورفاقه بكأس البطولة وتم إرتداء النجم العالمي (ميسى) للبشت العربي وهذا له دلالات عالمية ورسالة خاصة للعالم بأن العرب قادرون على أفضل تنظيم في العالم، كما أن قطر فرضت ارادتها على ( الفيفا) بخصوص منع المشروبات الروحية في الملاعب والذي أشاد جميع الحاضرين بهذه الخطوة الجبارة، كما أن قطر نجحت في التعريف بالإسلام المعتدل، وقد دخل الاسلام العديد من الجماهير التي حضرت للبطولة، كما أن سوق واقف المعلم التاريخي كان يعج بالحركة يومياً حتى ساعات الصباح الأولى. كما أن افتتاح مشروع الميناء القديم الذي ترسو فيه البواخر العالمية السياحية التي جاءت من أجل هذه المناسبة، وقد أقبل العديد من القطريين والسياح على تجربة السكن فيها، وكان ناجحاً وقد جذب العديد من السياح إلى دولة قطر، وكان لدرب لوسيل (البوليفارد) حيز من اقبال الجماهير عليه والسهر حتى الصباح، وكذلك المدينة العربية، وونتر لاند قطر بجزيرة المها، وكان من أنجح المشاريع السياحية، ولا ننسى ما قدم في الحيّ الثقافي (كتارا) من فعاليات متنوعة كانت ممتعة وسكن خاص للمشجعين، وقد لعب الشباب القطري دوراً كبيراً للتعريف بقطر وإبراز وجهها الحضاري أمام العالم، وقد استقبلت المجالس القطرية جماهير الدول وتذوقوا الأكل القطري، وتعرفوا على عادات قطر وتاريخها من خلال المجالس والمتاحف القطرية، وكان للمترو دور كبير في تخفيف العبء على المواصلات الأخرى، وسرعة وصول الجماهير للملاعب القطرية، ويمكن مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما كان المترو مسرحاً لمقابلة جماهير المنتخبات المشاركة، لقد كنت أتنقل عبر المترو وكانت بالنسبة لي تجربة ثرية وقابلت الجماهير واستمتعت بأيام المونديال وأشكر شبكة قنوات الكأس وشبكة قنوات بي ان سبورت، التي كانت تتنقل من مكان لآخر وتنقل كل صغيرة وكبيرة، وعشنا وكأننا في قلب الحدث، لقد عشنا أياماً جميلة، لدرجة أنه بعد انتهاء المونديال صار لدينا فراغ كبير وأصبنا بكآبة !!. قضية الأمن كانت من أهم القضايا بصراحة كانت التغطية من الناحية الأمنية رهيبة وأكثر من ممتازة، لدرجة أن الجماهير وبخاصة السيدات الأجنبيات تسهر حتى الصباح ولم تعترضهم أية مشاكل من الناحية الأمنية، لأنه كان هناك تخوّف أمني رهيب قبل انطلاق البطولة وخاصة من قبل بعض الدول التي شنت هجمات وحملة شعواء على قطر، ولكن رأينا أن هناك رجال أمن يسهرون على راحة الجماهير، رغم المصاعب والهجوم الذي هدفه تحطيم معنويات القطريين، لكن فرضنا الإرادة القطرية التي نريدها في مونديال قطر ولم نخضع لهم، وقد نجحنا في تحقيق هدفنا، وكان أفضل تنظيم نسخة لنهائيات كأس العالم 2022 وستبقى عالقة في ذاكرة العالم وذاكرة كل قطري حضر المونديال. وفي الختام أشكر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله/‏‏ الذي كان له دور كبير في نجاح تنظيم مونديال قطر، فقد أصبح اسم قطر على إثرها يتردد في كل بقاع العالم.

3870

| 16 مارس 2023