رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

435

"ملتقى الأديان".. مبادرة شبابية قطرية لنشر التسامح بين الشعوب

04 مارس 2015 , 06:21م
alsharq
صالح حمد

من منطلق الشعور بأهمية توسيع دائرة التعليم العالي لتخطى المحيط الجامعي وتعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية وإسهامها في ربط النظريات العلمية وتحويلها إلى سلوك يعالج كثير من المشكلات التي تواجه هذه المجتمعات، ومن أهم هذه النظريات ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز القدرة على التواصل بين الشعوب والأعراق بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم.. أطلق مجموعة من الشباب الجامعي في كلية الدراسات الإسلامية تخصص مقارنة الأديان بجامعة حمد بن خليفة بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مبادرة رائدة في تعزيز هذه القيم من خلال إطلاق نادي ملتقى الأديان.

يهدف ملتقى الأديان إلى مد جسور التواصل بين طلاب الدراسات العليا بالجامعة وكافة المهتمين بدراسة علم الأديان في الجامعات والمراكز العلمية المحلية والعالمية لتكوين الوعي والفهم الكامل الذي يؤهلهم لنشر ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز قدراتهم على التواصل والحوار.

ملتقي المعرفة

يقول الدكتور بدران الحسن الأستاذ المشارك في فلسفة الدين ومقارنة الأديان أن نادي ملتقى الأديان، إضافة إلى كونه منتدى يلتقي فيه الطلبة ويتحاورون ويتبادلون الأفكار، فإنه يفتح نافذة مهمة للجامعة على المجتمع، لينتقل بالطالب من مجرد متلقي للمعرفة في الجامعة إلى ممارس للخدمة المجتمعية من خلال تثقيف المجتمع والرفع بمستواه الثقافي في مجالات اختصاص الطلبة.

وأضاف أيضاً أن تخصص مقارنة الأديان تخصص نادر في عالمنا العربي، ويكاد قسم مقارنة الأديان في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة يكون الوحيد في العالم العربي، ولهذا فطلبة هذا التخصص تقع عليهم مسئولية كبيرة لتعريف المجتمع بهذا التخصص المهم، الذي أسهم فيه أجدادنا، وينبغي أن نعيد له الاعتبار من جديد.

وأكد أنه في الوقت الحالي الذي انفتحت فيه الشعوب على بعضها البعض بفضل الثورة المعلوماتية، لم يعد من الممكن أن تغلق الدول والمجتمعات حدودها على نفسها لحماية أمنها وهويتها ووجودها، بل الطريق السليم هو امتلاك المعرفة وتوسيع دائرتها خارج أسوار مؤسساتها التعليمية لتشمل المجتمع كله.

ورأى أن طلبة الجامعات هم المؤهلون لهذا الدور بما يمتلكون من مستوى علمي واطلاع معرفي واسع، فدورهم في خدمة المجتمع يقع بتنظيم ورشات تثقيفية لطلبة المدارس، وممثلي الجاليات، وأعضاء المراكز الثقافية والدعوية والخيرية، وجمعيات المجتمع المدني، ونشر كثير من القيم التي تحتاجها مجتمعاتنا اليوم، مثل التسامح، والتعايش، والحوار، وحماية دور العبادة، والإغاثة الإنسانية، وحماية الأسرة، والطفل، والمرأة ورعاية العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه المبادئ يتفق عليها أصحاب الأديان والملل جميعاً.

طلاب ماجستير

من جهتها تقول ولاء أحمد يوسف رئيس نادي ملتقى الأديان إن الهدف من إطلاق هذا النادي هو التعريف بعلم الأديان الذي يعتبر من التخصصات الجديدة على مستوى الجامعات في الوطن العربي، ويعتبر أول تخصص في كليات الشريعة الإسلامية على مستوى الشرق الوسط.

وأضافت أن النادي منفتح على المجتمع لنقل رسالة هذا العلم الذي يدعوا إلى التعايش واحترام كل الشعوب بغض النظر عن جنسهم أو دينهم، وفق المنظور الإسلامي الذي نستقيه من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال ورش العمل والدورات التي يعقدها الملتقى ومناقشة البحوث والكتب الجديدة في مقارنة الأديان لتعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية ونشر ثقافة الحوار والتعايش واحترام الآخر لتسود المحبة والسلام والتعايش الذي تنشده كل شعوب العالم.

وأشارت إلى أن الملتقى الأول لطلاب مقارنة الأديان عُقد بمبادرة طلابية حازت على إعجاب وتقدير الهيئة التدريسية التي كان لها الدور الكبير في دعم هذا الملتقى، وأضافت أن هناك إقبال كبير على هذا التخصص من قبل الطلاب القطريين مؤكدة أنها أول طالبة قطرية ستتخرج من هذا التخصص في الدفعة المتوقع تخريجها في شهر مايو من العام الجاري.

من جانبه يقول محمود عبدالعزيز أحد طلاب دراسة علم الأديان أن هذا التخصص النادر والجديد على مستوى الشرق الأوسط دفعه للقدوم إلى قطر لدراسة هذا العلم الذي سيفتح له آفاق واسعة تجعله ينطلق إلى فكر علمي دقيق مبني على التعايش مع الإنسان بغض النظر عن ديانته.

من جهتها تقول إيمان السليطي مسئول الأنشطة والفعاليات بنادي ملتقى الأديان أن الجامعات هي الواجهة الحضارية لأي بلد، مُشيرة إلى أن النادي من خلال رؤيته لتخطي النمط التقليدي لدور الجامعة فقد عقد عدة ورش وندوات مفتوحة لغير الطلاب وكان آخرها ورشة بعنوان كيفية كتابة المقال الأكاديمي شارك فيها عدد من الطلاب والمهتمين بكتابة المقال من صحفيين وإعلاميين وباحثين في الدراسات العليا.

ونوّهت إلى أن النادي يسعى مستقبلا لتنظم ندوات ومؤتمرات دولية يحضرها أهل العلم والفكر وقيادات المجتمع وممثلو الإعلام لدعم القيم الإنسانية التي تحتاجها المجتمعات وتسليط الضوء على القيم الإنسانية المشتركة كالتسامح والتراحم والتعايش والحوار، التي هي رسالة ديننا الإسلامي الحنيف.

ملتقى الأديان

أما حمدي عثمان مسئول العلاقات العامة بنادي ملتقى الأديان فيقول أن الجامعات يجب أن تساهم في إشراك المجتمع والنزول إليه من خلال تسخير الخبرات والمعارف التي اكتسبها الطلاب وذلك من خلال التواصل المستمر وإشراك كل فئات المجتمع وعقد الدورات المفتوحة والندوات المتخصصة لأن ذلك سيعود بالنفع على الجميع فمن خلال هذا التواصل والالتحام بالمجتمع يتم تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى عضو هيئة التدريس وكذلك أفراد المجتمع الذين ستتغير نظرتهم إلى رسالة الجامعة وإحساسهم بقربها منهم ومن احتياجاتهم وفي ذلك أيضاً زيادة وعي للطلبة بدورهم تجاه وطنهم ودور جامعتهم في الخدمة المجتمعية.

طلبة الجامعة

وأكد كثير من رواد الفكر على مستوى الوطن العربي إننا بحاجة ماسة أن ننشئ جيلاً واعياً نشيطاً يشعر بمسؤوليته تجاه بلده ومجتمعه، هذا الجيل لن يتساقط علينا من السماء! بل علينا أن نؤهله ونحتضنه ونشركه في أعمال ميدانية يصقل بها مهاراته ويخدم مجتمعه، وعندما تتخطى الرسالة الجامعية أسوار الجامعة منطلقة إلى المجتمع ستتغير كثير من المفاهيم الخاطئة في المجتمع، عندما ترى طلبة الجامعة في مشهد يومي يتناثرون في كل أحياء المجتمع فهذا يقيم معرضاً توعوياً وذاك يساعد كبار السن والآخر ينظم حملة التبرع بالدم، وسنصفق طويلاً حينما نرى جامعاتنا تعانق المجتمع وتحتفي به في رحابها في تناغمٍ جميل بين الجامعة والمجتمع.

مساحة إعلانية